سكر نبات
2008-12-23, 12:19
حذاء منتظر . . . والحكم المنتظر
( لـُجينيات )
مع طيران حذاء منتظر طارت المقالات والتحليلات والحوارات في كل مكان في العالم بنفس سرعة انطلاق الحذاء ، إلا أن بعضها أبعد النجعة في النظر إلى الحدث ذاته ، مجرداً من أسبابه ونتائجه ، وهذا لعمر الله إجحاف وضيم لا يحق لأحد أن يسلكه .. فكيف توصف أمتنا بأنها أمة ( أوسعتهم شتماً وساروا بالإبل ) وكيف يتهكم بعضهم بأننا أمة ( القنادر ) .
إن هذه النظرة لم تكن صحيحة البتة في حكمها ، أو أنها كانت مثالية في تقييمها ، مع أن المثالية أحياناً خطأ لا يوصف به الواقع .. فلننظر إلى بعض الوقائع في تاريخ الأمة التي اتفق العقلاء على أنها ليست الأصح وليست الأسلم ، ولكن مع ذلك ساقوا من نتائجها وأهدافها ما يجعلها في مصاف الأحداث العظام في الأمة .
( حذاء منتظر ) لم يكن الهدف منه ضرب بوش فقط ، ولا إظهار أننا أمة أحذية كما يزعم بعضهم .. بل كان له من الأهداف والنتائج ما يجل عن الوصف .. حتى إن المحللين أكدوا أنه من أهم الأحداث في نهاية العام الهجري والميلادي .. فيكفي أن يختم العام ( بحذاء في وجه بوش ) ..
وأذكر لأحبابي بعض هذه الأمور على عجل :-
( 1 ) الإعلام الغربي نقل الزيارة الأخيرة لبوش وركز على توقيع الاتفاقية وأقنع الشعب الأمريكي بالذات بشيء من النصر والاستقرار والمكاسب .. ولكن الحذاء قطع هذه الرسالة مباشرة ، ليفكر الإعلام بعامة ، والشعب بخاصة عن أسباب قذف الحذاء .. هل هو تصرف فردي أم اشمئزاز عام ؟ هل يمثل رأي الصحافة والإعلام العربي أم رأي منتظر فقط ؟
هذه الآثار الذهنية حركت المنصفين في الغرب إلى الكتابة والتحليل .. بل إلى تخصيص حلقات فضائية حول نهاية بوش ، وخزي بوش ، وعار بوش ، كما حصل في قناة أمريكية شهيرة تهكمت بالحادثة وأكدت للرئيس المنتظر أن يحذر من أمثال منتظر.
( 2 ) الضمير العربي الذي تحرك في كل مكان وخرجت المظاهرات مؤيدة للحذاء مطالبة بفك أسر ( منتظر ) بل إن بعض النقابات والجمعيات الإعلامية كونت رابطة للدفاع عن حقوق ( منتظر ) باستثناء منطقتنا ( السكونية ) التي تدفع إلى ( السكون ) فلم أجد أي تجمع إعلامي ، ولا موقع اليكتروني لأوقع معهم باعتباري إعلاميا سعوديا .. بل إني صدمت لبعض بني جلدتي ممن انقلبوا على ( منتظر ) فتذكرت قول الشاعر الشعبي :
من دون صهيون بذتنا صهاينا
تكفر بالإسلام وتركب كماينها
ولك أن تبحث عن المواقع الالكترونية الحرة التي أنشأت رابطة للدفاع عن منتظر , حتى لو كان بمجرد التوقيع.. فليتنا نبدأ برفض( سكوننا) ولو بتوقيع يا إعلاميين.
( 3 ) ( حذاء منتظر) حرك الإجماع العراقي بكل طوائفه حول رفض المستعمر ، وأحيى ضمير الناس لرفض بوش الجزار الظالم .. فهل سيحصل هذا لو وقع بوش الاتفاقية وسار بدون ( حذاء في وجهه ) إنه حذاء أحيا أمة يا أيها الكتاب المثاليون ؟ ! !
( 4 ) المواقع الالكترونية .. الكاريكاتيرات .. النكت .. القصائد الشعرية .. المقالات .. الحراك الثقافي .. كلها أمور تحركت ( بحذاء ) فكيف يمكن أن نقلل من قيمته وهو يخرج مكنونات الأنفس وما تخفي الضمائر ، صحيح أن بعض ما كتب أو ما صدر لايعني كل مانريد أو قد لايرضي ، لكن على الأقل يدل على خواطر نفسية محبوسة حركتها تلك الرمية المسددة .
( 5 ) هل يعتقد المثاليون أن حكام العرب لم يفرحوا بهذا الحذاء ؟
أجزم أن أغلب الحكام فرحوا به فرحاً شديداً كحال شعوبهم ، لكنهم لا يستطيعون دفع الملايين لشراء الحذاء ، ولا يجرؤن أن يعلقوا على الحادثة مخافة أن يعلقوا في مشنقة صدام .. بينما أنفسهم تقول ( ليتها في رأسه ) .
( 6 ) المنصفون من كتاب الغرب نظروا إلى الحادثة نظرة تحليلية واقعية جعلتهم يعيدون حساباتهم ، ويخاطبون حكوماتهم بمنطق المراجعة والنظر إلى مآلات الأمور .. وهذا ما ساقته لنا كثير من المواقع التي تتابع هذه الكتابات وتترجمها .
أخيراً لا يحق لنا أن ننظر إلى ( حذاء منتظر ) نظرة أخرى , ولا أن نرفض فعلا أو رد فعل لامتنا قد يكون فيه الخير لنا, بل علينا أن نسعى جاهدين إلى تحريك (السكون) [ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا] ..
هنيئاً لكل من يلبس حذاء مقاس ( 44 ) مثلي فهم سيدخلون التاريخ مع ( منتظر ) .
والسلام على الجميع وعلى المثاليين بالذات
كتبه
فهد بن عبدالعزيز السنيدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
منقول
( لـُجينيات )
مع طيران حذاء منتظر طارت المقالات والتحليلات والحوارات في كل مكان في العالم بنفس سرعة انطلاق الحذاء ، إلا أن بعضها أبعد النجعة في النظر إلى الحدث ذاته ، مجرداً من أسبابه ونتائجه ، وهذا لعمر الله إجحاف وضيم لا يحق لأحد أن يسلكه .. فكيف توصف أمتنا بأنها أمة ( أوسعتهم شتماً وساروا بالإبل ) وكيف يتهكم بعضهم بأننا أمة ( القنادر ) .
إن هذه النظرة لم تكن صحيحة البتة في حكمها ، أو أنها كانت مثالية في تقييمها ، مع أن المثالية أحياناً خطأ لا يوصف به الواقع .. فلننظر إلى بعض الوقائع في تاريخ الأمة التي اتفق العقلاء على أنها ليست الأصح وليست الأسلم ، ولكن مع ذلك ساقوا من نتائجها وأهدافها ما يجعلها في مصاف الأحداث العظام في الأمة .
( حذاء منتظر ) لم يكن الهدف منه ضرب بوش فقط ، ولا إظهار أننا أمة أحذية كما يزعم بعضهم .. بل كان له من الأهداف والنتائج ما يجل عن الوصف .. حتى إن المحللين أكدوا أنه من أهم الأحداث في نهاية العام الهجري والميلادي .. فيكفي أن يختم العام ( بحذاء في وجه بوش ) ..
وأذكر لأحبابي بعض هذه الأمور على عجل :-
( 1 ) الإعلام الغربي نقل الزيارة الأخيرة لبوش وركز على توقيع الاتفاقية وأقنع الشعب الأمريكي بالذات بشيء من النصر والاستقرار والمكاسب .. ولكن الحذاء قطع هذه الرسالة مباشرة ، ليفكر الإعلام بعامة ، والشعب بخاصة عن أسباب قذف الحذاء .. هل هو تصرف فردي أم اشمئزاز عام ؟ هل يمثل رأي الصحافة والإعلام العربي أم رأي منتظر فقط ؟
هذه الآثار الذهنية حركت المنصفين في الغرب إلى الكتابة والتحليل .. بل إلى تخصيص حلقات فضائية حول نهاية بوش ، وخزي بوش ، وعار بوش ، كما حصل في قناة أمريكية شهيرة تهكمت بالحادثة وأكدت للرئيس المنتظر أن يحذر من أمثال منتظر.
( 2 ) الضمير العربي الذي تحرك في كل مكان وخرجت المظاهرات مؤيدة للحذاء مطالبة بفك أسر ( منتظر ) بل إن بعض النقابات والجمعيات الإعلامية كونت رابطة للدفاع عن حقوق ( منتظر ) باستثناء منطقتنا ( السكونية ) التي تدفع إلى ( السكون ) فلم أجد أي تجمع إعلامي ، ولا موقع اليكتروني لأوقع معهم باعتباري إعلاميا سعوديا .. بل إني صدمت لبعض بني جلدتي ممن انقلبوا على ( منتظر ) فتذكرت قول الشاعر الشعبي :
من دون صهيون بذتنا صهاينا
تكفر بالإسلام وتركب كماينها
ولك أن تبحث عن المواقع الالكترونية الحرة التي أنشأت رابطة للدفاع عن منتظر , حتى لو كان بمجرد التوقيع.. فليتنا نبدأ برفض( سكوننا) ولو بتوقيع يا إعلاميين.
( 3 ) ( حذاء منتظر) حرك الإجماع العراقي بكل طوائفه حول رفض المستعمر ، وأحيى ضمير الناس لرفض بوش الجزار الظالم .. فهل سيحصل هذا لو وقع بوش الاتفاقية وسار بدون ( حذاء في وجهه ) إنه حذاء أحيا أمة يا أيها الكتاب المثاليون ؟ ! !
( 4 ) المواقع الالكترونية .. الكاريكاتيرات .. النكت .. القصائد الشعرية .. المقالات .. الحراك الثقافي .. كلها أمور تحركت ( بحذاء ) فكيف يمكن أن نقلل من قيمته وهو يخرج مكنونات الأنفس وما تخفي الضمائر ، صحيح أن بعض ما كتب أو ما صدر لايعني كل مانريد أو قد لايرضي ، لكن على الأقل يدل على خواطر نفسية محبوسة حركتها تلك الرمية المسددة .
( 5 ) هل يعتقد المثاليون أن حكام العرب لم يفرحوا بهذا الحذاء ؟
أجزم أن أغلب الحكام فرحوا به فرحاً شديداً كحال شعوبهم ، لكنهم لا يستطيعون دفع الملايين لشراء الحذاء ، ولا يجرؤن أن يعلقوا على الحادثة مخافة أن يعلقوا في مشنقة صدام .. بينما أنفسهم تقول ( ليتها في رأسه ) .
( 6 ) المنصفون من كتاب الغرب نظروا إلى الحادثة نظرة تحليلية واقعية جعلتهم يعيدون حساباتهم ، ويخاطبون حكوماتهم بمنطق المراجعة والنظر إلى مآلات الأمور .. وهذا ما ساقته لنا كثير من المواقع التي تتابع هذه الكتابات وتترجمها .
أخيراً لا يحق لنا أن ننظر إلى ( حذاء منتظر ) نظرة أخرى , ولا أن نرفض فعلا أو رد فعل لامتنا قد يكون فيه الخير لنا, بل علينا أن نسعى جاهدين إلى تحريك (السكون) [ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا] ..
هنيئاً لكل من يلبس حذاء مقاس ( 44 ) مثلي فهم سيدخلون التاريخ مع ( منتظر ) .
والسلام على الجميع وعلى المثاليين بالذات
كتبه
فهد بن عبدالعزيز السنيدي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
منقول