فيصل
2007-07-17, 13:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا مقتطف من بحث كان قدمه طلبة أثناء دراستهم للأدب العربي بالمركز الجامعي بالجلفة:نرجو من خلاله الإفادة ان شاءالله.
تتميّز اللغة العربية عن سائر اللغات الأخرى بمميزات دقيقة في شتى أنواع العلوم و الفنون ، و لعلّ من أهمها البلاغة و النحو .
و حينما وفدت العلوم الدخيلة قديما إلى الحضارة الإسلامية رأى قوم بضرورة الحفاظ على هذه اللغة العجيبة التي اصطفاها المولى عز و جل من بين سائر اللغات .
فحاولوا جاهدين وضع قواعد و قوانين إليها يحتكم الناس ليتبيّن لهم حقيقة ما قالوا على الوجه الذي تقول به العرب فكان علم النحو الذي قاوموا به اللحن الذي تفشّى في ألسنة الأعاجم و ظهرت عيوبه على أبناء العرب .
و في مقابل اللحن ظهرت عيوب أخرى مسّت اللغة العربية تمثّلت في الجانب التركيبي للكلمات و هو سوء الإفصاح و عدم الإبانة .
و ظهر طائفة من الناس ادّعوا لأنفسهم فضيلة الشعر غير أنّ الحقيقة أنّ كلامهم لا يمتّ للشعر بصلة مطلقا .
ذلك أنّ الشعر كما يقول أحدهم :
(و الشعر لمحٌ تكفي إشارته لا بالهذّر طُوِّلت خُطَبُهُ )
و راحوا يدخلون الشعر ما ليس منه ، فكانت المهمة شاقة و العبء ثقيل على أبناء الأمّة العربية الغيورين على لغة التنزيل فانبرت طائفة من المحققين هضمت أشعار العرب من منابعها الصافية بعد ما تمكّنوا من معرفة أوجه من الإعجاز القرآني فحملوا على عاتقهم راية الدفاع عن حياض اللغة العربية .
فظهر بذلك علم البلاغة العربية و التي تتميّز عن سائر بلاغات اللغات الأخرى بما احتوت من بديع تأليفها و صحّة نظمها و دلالة معانيها و حسن سياقاتها .
البلاغـــة/
(بَ/لَ/غَ ) الوصول و الانتهاء : و لقد وردت هذه الكلمة على هذا المعنى في القرآن الكريم في مواضع عدّة .
قال تعالى :( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) (الكهف:60) .
أما في الاصطلاح فترتبط بالفصاحة (1). و يوصف بالفصاحة الكلمة المفردة و الكلام و المتكلم .
بينما يختص بالبلاغة الكلام و المتكلم .
و الفصاحة في الكلمة المفردة تعني خلوها من تنافر الحروف و الغرابة و مخالفة القياس فالتنافر نحو قول الشاعر : عذائره مستشزرات إلى العلا .
مستشزرات : مرتفعات .
ـــــــــــ
1/ نقلا عن : الخطيب القزويني ، التلخيص في علوم البلاغة تح : عبد الحميد هنداوي . بيروت
دار الكتب العلمية ، ط1 : 1418 هـ /1997 . ص [ 6 و ما بعدها ، بتصرف واضح ] .
================================================== ============================
و الغرابة في نحو قوله : " و فاحما و مرسنا مسرّجا" .
ذلك حين أراد وصف أنف أنّه كالسيف السريحي في الدقة و الاستواء .
و مخالفة القياس/ كقول الآخر " الحمد للّه العليّ الأجلل " .
و قيل و من الكراهة في السمع كقول أحدهم : " كريم الجرشي شريف النسب "
الجرشي : النفس .
أما في الكلام /
خلاصة من ضعف التأليف و تنافر الكلمات و التعقيد مع فصاحتها .
فمثال ما وقع في التنافر قول أحدهم :
" و ليس قُرب قبر حرب قبر "
و مقال التعقيد :
ما يروى عن الفرزدق قوله :
و ما مثله في الناس إلا مُمَلكـا أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه
أمّا في المتكلم /
ملكة يقتدر بها المتكلم على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح .
و البلاغة في الكلام
مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته ، و هو مختلف إذ أنّ مقامات الكلام متفاوتة
فمقام كل من التنكير و الإطلاق و التقديم و الذكر يباين مقام خلافه .
و مقام الفصل يباين مقام الوصل و مقام الإيجاز يباين مقام خلافه .
و كذا خطاب الذكي مع خطاب الغبي ، و لكل كلمة مع صاحبها مقام .
فالبلاغة / راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب ، و كثيرا ما يسمى ذلك فصاحة أيضا .
و في المتكلم /
ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ ، فعلم أنّ كل بليغ فصيح و لا عكس و أنّ البلاغة مرجعها إلى الاحتراز من الخطأ في تأدية المعنى المراد و إلى تمييز الفصيح من غيره .
أما علــوم البلاغة فهي /
البيـان : التشبيه . الاستعارة . التمثيل . الكناية . المجاز .
المعاني : الإسناد المسند و المسند إليه . الفصل و الوصل . الإيجاز الحذف ...إلخ
البديع : الجناس . الطباق . الالتفات . تجاهل العارف ... إلخ /للبحث بقيةإن شاء الله.
مقبتس من بحث لطلبة الأدب العربي بالجلفة/ الدفعة الأولى جوان2006/( م . حوة - ع . بــونوه - ف . شحطة)
هذا مقتطف من بحث كان قدمه طلبة أثناء دراستهم للأدب العربي بالمركز الجامعي بالجلفة:نرجو من خلاله الإفادة ان شاءالله.
تتميّز اللغة العربية عن سائر اللغات الأخرى بمميزات دقيقة في شتى أنواع العلوم و الفنون ، و لعلّ من أهمها البلاغة و النحو .
و حينما وفدت العلوم الدخيلة قديما إلى الحضارة الإسلامية رأى قوم بضرورة الحفاظ على هذه اللغة العجيبة التي اصطفاها المولى عز و جل من بين سائر اللغات .
فحاولوا جاهدين وضع قواعد و قوانين إليها يحتكم الناس ليتبيّن لهم حقيقة ما قالوا على الوجه الذي تقول به العرب فكان علم النحو الذي قاوموا به اللحن الذي تفشّى في ألسنة الأعاجم و ظهرت عيوبه على أبناء العرب .
و في مقابل اللحن ظهرت عيوب أخرى مسّت اللغة العربية تمثّلت في الجانب التركيبي للكلمات و هو سوء الإفصاح و عدم الإبانة .
و ظهر طائفة من الناس ادّعوا لأنفسهم فضيلة الشعر غير أنّ الحقيقة أنّ كلامهم لا يمتّ للشعر بصلة مطلقا .
ذلك أنّ الشعر كما يقول أحدهم :
(و الشعر لمحٌ تكفي إشارته لا بالهذّر طُوِّلت خُطَبُهُ )
و راحوا يدخلون الشعر ما ليس منه ، فكانت المهمة شاقة و العبء ثقيل على أبناء الأمّة العربية الغيورين على لغة التنزيل فانبرت طائفة من المحققين هضمت أشعار العرب من منابعها الصافية بعد ما تمكّنوا من معرفة أوجه من الإعجاز القرآني فحملوا على عاتقهم راية الدفاع عن حياض اللغة العربية .
فظهر بذلك علم البلاغة العربية و التي تتميّز عن سائر بلاغات اللغات الأخرى بما احتوت من بديع تأليفها و صحّة نظمها و دلالة معانيها و حسن سياقاتها .
البلاغـــة/
(بَ/لَ/غَ ) الوصول و الانتهاء : و لقد وردت هذه الكلمة على هذا المعنى في القرآن الكريم في مواضع عدّة .
قال تعالى :( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) (الكهف:60) .
أما في الاصطلاح فترتبط بالفصاحة (1). و يوصف بالفصاحة الكلمة المفردة و الكلام و المتكلم .
بينما يختص بالبلاغة الكلام و المتكلم .
و الفصاحة في الكلمة المفردة تعني خلوها من تنافر الحروف و الغرابة و مخالفة القياس فالتنافر نحو قول الشاعر : عذائره مستشزرات إلى العلا .
مستشزرات : مرتفعات .
ـــــــــــ
1/ نقلا عن : الخطيب القزويني ، التلخيص في علوم البلاغة تح : عبد الحميد هنداوي . بيروت
دار الكتب العلمية ، ط1 : 1418 هـ /1997 . ص [ 6 و ما بعدها ، بتصرف واضح ] .
================================================== ============================
و الغرابة في نحو قوله : " و فاحما و مرسنا مسرّجا" .
ذلك حين أراد وصف أنف أنّه كالسيف السريحي في الدقة و الاستواء .
و مخالفة القياس/ كقول الآخر " الحمد للّه العليّ الأجلل " .
و قيل و من الكراهة في السمع كقول أحدهم : " كريم الجرشي شريف النسب "
الجرشي : النفس .
أما في الكلام /
خلاصة من ضعف التأليف و تنافر الكلمات و التعقيد مع فصاحتها .
فمثال ما وقع في التنافر قول أحدهم :
" و ليس قُرب قبر حرب قبر "
و مقال التعقيد :
ما يروى عن الفرزدق قوله :
و ما مثله في الناس إلا مُمَلكـا أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه
أمّا في المتكلم /
ملكة يقتدر بها المتكلم على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح .
و البلاغة في الكلام
مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته ، و هو مختلف إذ أنّ مقامات الكلام متفاوتة
فمقام كل من التنكير و الإطلاق و التقديم و الذكر يباين مقام خلافه .
و مقام الفصل يباين مقام الوصل و مقام الإيجاز يباين مقام خلافه .
و كذا خطاب الذكي مع خطاب الغبي ، و لكل كلمة مع صاحبها مقام .
فالبلاغة / راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب ، و كثيرا ما يسمى ذلك فصاحة أيضا .
و في المتكلم /
ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ ، فعلم أنّ كل بليغ فصيح و لا عكس و أنّ البلاغة مرجعها إلى الاحتراز من الخطأ في تأدية المعنى المراد و إلى تمييز الفصيح من غيره .
أما علــوم البلاغة فهي /
البيـان : التشبيه . الاستعارة . التمثيل . الكناية . المجاز .
المعاني : الإسناد المسند و المسند إليه . الفصل و الوصل . الإيجاز الحذف ...إلخ
البديع : الجناس . الطباق . الالتفات . تجاهل العارف ... إلخ /للبحث بقيةإن شاء الله.
مقبتس من بحث لطلبة الأدب العربي بالجلفة/ الدفعة الأولى جوان2006/( م . حوة - ع . بــونوه - ف . شحطة)