صقر القدس
2012-01-01, 08:33
السوريون يستقبلون العام الجديد تحت شعار "سنة سودا يا بشار"
ودّع السوريون عاماً حافلاً بالأحداث وسط أجواء من الحزن خيمت على البلاد، جراء مقتل نحو 6000 شخص قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن، وأكثر من 2000 عسكري ورجل أمن قتلوا بسبب عمليات ضد الجيش السوري حسب مصادر رسمية، ما دفع جميع الأطراف إلى الإعلان عن إلغاء الاحتفالات بقدوم العام الجديد وسط شعور بالتفاؤل حيال العام الجديد، فيما هتف المتظاهرون في قدسيا بريف دمشق "سنة سودا يا بشار".
ووجّه نشطاء ومعارضون دعوات لإلغاء مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية احتجاجاً على ممارسات النظام السوري وعدم احترامه الأعياد والأيام المجيدة واستمراره بحله الأمني وقتله المزيد من المدنيين في المدن السورية.
وناشد اتحاد تنسيقيات شباب الكورد إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات في رأس السنة الميلادية من زينة وألعاب نارية أو حفلات بدعوى ما وصفه "احترام أرواح قتلى الحرية والكرامة في سوريا".
كما ناشدت شخصيات مسيحية إلغاء الاحتفالات برأس السنة الميلادية، ودعت السوريين إلى إلغاء سهراتهم في الأماكن العامة وتخصيص المبالغ التي يتم استعادتها لدعم الجرحى وأسر الضحايا من المدنيين، فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصادر دعوتها لإلغاء الاحتفال تقديراً للظروف التي تمر بها البلاد.
وكما لم تشهد الشوارع مظاهر احتفالية معتادة في بلاد تقدر فيها نسبة المسيحيين بـ5% من عدد السكان، انعكس ذلك في وسائل الإعلام الرسمية التي اقتصرت في برامجها خلال ساعات الليل على تحليل الوضع السياسي الراهن الذي تعيشه البلاد.
احتفالات غير مألوفةوآثر المحتجون الاحتفال على طريقتهم بالدعوى لمظاهرات مسائية حملت شعارتها وبعض مظاهرها إشارة واضحة إلى الاحتفال بالعام الجديد بطريقة مختلفة، والتكبير مع بداية العام الجديد.
ففي قدسيا بريف دمشق هتف المتظاهرون "سنة سودا يا بشار"، كما تظاهر الآلاف في حي البياضة بحمص تتوسطهم شجرة عيد الميلاد، وبعض الأشخاص الذين ارتدوا لباس بابا نويل رافعين لافتات في ذات السياق.
وتزامنت دقات الساعة عند منتصف الليل، مع مظاهرات خرجت في عدة مناطق بسورية تخللها هتافات صاخبة ضد الرئيس السوري وإطلاق الألعاب النارية وسط المظاهرات التي ارتدى كثير من المشاركين بها لباس بابا نويل.
كما وزّع بعض الناشطين شموع كتب عليها "غياث مطر" الذي قضى تحت التعذيب على أيدي قوات الأمن خلال مظاهرات في ريف دمشق.
وفي حين اقتصرت قناة "المشرق" المعارضة على تغطيتها للمظاهرات التي خرجت عند منتصف الليل، احتفلت قناة "سوريا الشعب" باستضافة فنانين مؤيدين للثورة تحت عنوان "عام 2012 بدون بشار"، فيما اقتصر التلفزيون السوري مساء نهاية العام على ندوة عن المؤامرة التي تعرضت لها سوريا عام 2011، وإصلاحات الرئيس السوري خلال العام.
عام الحريةواعتبر المحتجون سنة 2010 التي غيّرت المشهد السياسي الراكد في سوريا منذ بداية الثمانينات التي تمكن النظام السوري خلال تلك الفترة من قمع احتجاجات مسلحة، العام الجديد مبعث تفاؤل لنهاية حكم عائلة الأسد التي استمرت قرابة 41 سنة.
وذكرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، أشهر الصفحات المعارضة للنظام السوري الحاكم بموقع "فيسبوك" على الإنترنت قبل ساعات من نهاية العام، "انقضت سنة الثورات 2011، ودّعنا خلالها الكثير من الأحباب ونزفت دماء طاهرة. كشّر الظلمة فيها عن أشرس أنيابهم.. فغداً سنستهل سنة جديدة واعدة 2012".
وكتب الصحافي السوري فرحان مطر الذي أعلن استقالته من التلفزيون السوري قبل أشهر احتجاجاً على طريقة تغطيته للانتخابات، في صفتحه على أحد المواقع الاجتماعية "أول كلمة أخطها في بداية العام الجديد 2012 الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد محاكمة القتلة، الشعب يريد الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة".
وعبّر معارضون لحكم الرئيس السوري عن تفاؤلهم بتنحي الرئيس السوري خلال العام الجاري، وبناء دولة ديمقراطية بعد عهود من القمع عاشتها سوريا حسب وصف منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
ويدلل المتفائلون على شعورهم، بحجم المظاهرات والتعبير عن الرأي بجرأة أعادت للحياة السياسية التي افتقدتها سوريا منذ حكم البعث الذي هيمن على الحياة السياسية منذ توليه الحكم في أوائل الستينات.
وخلال العام الجاري يؤكد الجندي المنشق علاء الحوراني الذي يصرح لأول مرة في وسيلة إعلام باسمه الحقيقي، أن "بشار الأسد سيترك السلطة من خلال الجيش السوري الحر"، ليشهد عام 2011 نهاية حكم عائلة الأسد منذ حكم الأب البلاد بعدما أعلن الحركة التصحيحية في الحزب قام فيها بانقلاب داخلي في الحزب، واستمرت إلى وفاته بسرطان الدم عام 2000، ثم مجيء الأسد الابن الذي يحكم سوريا منذ ذلك التاريخ.
وسوريا التي يقدر عدد سكانها بحوالي 23 مليون نسمة، يجرؤ مواطنوها للمرة الأولى منذ الثمانينات حين قمعت السلطات احتجاجات وثورة مسلحة قام بها الإخوان المسلحون، على الخروج في مظاهرات مناوئة للحكومة والحديث إلى وسائل الإعلام منتقضين النظام السوري والرئيس الأسد شخصياً رغم كل القمع الذي يواجهونه.
وأمضى السوريون منذ انطلاق الثورة في منتصف مارس/آذار من العام الماضي، 42 جمعة تحت مسميات عديدة، خرجوا خلالها بمظاهرات مستفيدين من الربيع العربي الذي شجع السوريين على التغيير.
ثورتا مارسوجاءت ما يطلق عليه الناشطون ثورة "الكرامة"، بنفس الشهر الذي أعلن فيه عن ثورة "البعث" عام 63، حين أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي عن ثورة في الثامن من مارس/آذار، لتعرف سوريا بعدها مرحلة جديدة من الحكم شهدت تراجعاً حاداً في الحياة السياسية مع انفراد حزب البعث في السلطة وفرض حالة الطوارئ منذ ذلك التاريخ، وحتى العام الماضي بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات.
وتشير دراسات عديدة إلى أن حالة الطوارئ التي أعلنها حزب البعث، ألغت حياة سياسية ديمقراطية عرفتها سوريا بعد الاستقلال عن فرنسا في 17 أبريل/نيسان 1946، وسجلت نسباً متدنية في النمو الاقتصادي، وفي حرية الصحافة التي صنفت منظمة مراسلون بلا حدود سوريا، في المرتبة العاشرة من حيث قمع الصحافيين عام 2009، وفي المرتبة السابعة عالمياً والأولى عربيا عام 2010، وإحدى أخطر 10 دول على الصحافيين عام 2011. علاوة على وضع الرئيس السوري بشار الأسد في قائمة تطلق عليها المنظمة "صيادو الحرية".
العربية نت
ودّع السوريون عاماً حافلاً بالأحداث وسط أجواء من الحزن خيمت على البلاد، جراء مقتل نحو 6000 شخص قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن، وأكثر من 2000 عسكري ورجل أمن قتلوا بسبب عمليات ضد الجيش السوري حسب مصادر رسمية، ما دفع جميع الأطراف إلى الإعلان عن إلغاء الاحتفالات بقدوم العام الجديد وسط شعور بالتفاؤل حيال العام الجديد، فيما هتف المتظاهرون في قدسيا بريف دمشق "سنة سودا يا بشار".
ووجّه نشطاء ومعارضون دعوات لإلغاء مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية احتجاجاً على ممارسات النظام السوري وعدم احترامه الأعياد والأيام المجيدة واستمراره بحله الأمني وقتله المزيد من المدنيين في المدن السورية.
وناشد اتحاد تنسيقيات شباب الكورد إلغاء كافة مظاهر الاحتفالات في رأس السنة الميلادية من زينة وألعاب نارية أو حفلات بدعوى ما وصفه "احترام أرواح قتلى الحرية والكرامة في سوريا".
كما ناشدت شخصيات مسيحية إلغاء الاحتفالات برأس السنة الميلادية، ودعت السوريين إلى إلغاء سهراتهم في الأماكن العامة وتخصيص المبالغ التي يتم استعادتها لدعم الجرحى وأسر الضحايا من المدنيين، فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصادر دعوتها لإلغاء الاحتفال تقديراً للظروف التي تمر بها البلاد.
وكما لم تشهد الشوارع مظاهر احتفالية معتادة في بلاد تقدر فيها نسبة المسيحيين بـ5% من عدد السكان، انعكس ذلك في وسائل الإعلام الرسمية التي اقتصرت في برامجها خلال ساعات الليل على تحليل الوضع السياسي الراهن الذي تعيشه البلاد.
احتفالات غير مألوفةوآثر المحتجون الاحتفال على طريقتهم بالدعوى لمظاهرات مسائية حملت شعارتها وبعض مظاهرها إشارة واضحة إلى الاحتفال بالعام الجديد بطريقة مختلفة، والتكبير مع بداية العام الجديد.
ففي قدسيا بريف دمشق هتف المتظاهرون "سنة سودا يا بشار"، كما تظاهر الآلاف في حي البياضة بحمص تتوسطهم شجرة عيد الميلاد، وبعض الأشخاص الذين ارتدوا لباس بابا نويل رافعين لافتات في ذات السياق.
وتزامنت دقات الساعة عند منتصف الليل، مع مظاهرات خرجت في عدة مناطق بسورية تخللها هتافات صاخبة ضد الرئيس السوري وإطلاق الألعاب النارية وسط المظاهرات التي ارتدى كثير من المشاركين بها لباس بابا نويل.
كما وزّع بعض الناشطين شموع كتب عليها "غياث مطر" الذي قضى تحت التعذيب على أيدي قوات الأمن خلال مظاهرات في ريف دمشق.
وفي حين اقتصرت قناة "المشرق" المعارضة على تغطيتها للمظاهرات التي خرجت عند منتصف الليل، احتفلت قناة "سوريا الشعب" باستضافة فنانين مؤيدين للثورة تحت عنوان "عام 2012 بدون بشار"، فيما اقتصر التلفزيون السوري مساء نهاية العام على ندوة عن المؤامرة التي تعرضت لها سوريا عام 2011، وإصلاحات الرئيس السوري خلال العام.
عام الحريةواعتبر المحتجون سنة 2010 التي غيّرت المشهد السياسي الراكد في سوريا منذ بداية الثمانينات التي تمكن النظام السوري خلال تلك الفترة من قمع احتجاجات مسلحة، العام الجديد مبعث تفاؤل لنهاية حكم عائلة الأسد التي استمرت قرابة 41 سنة.
وذكرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، أشهر الصفحات المعارضة للنظام السوري الحاكم بموقع "فيسبوك" على الإنترنت قبل ساعات من نهاية العام، "انقضت سنة الثورات 2011، ودّعنا خلالها الكثير من الأحباب ونزفت دماء طاهرة. كشّر الظلمة فيها عن أشرس أنيابهم.. فغداً سنستهل سنة جديدة واعدة 2012".
وكتب الصحافي السوري فرحان مطر الذي أعلن استقالته من التلفزيون السوري قبل أشهر احتجاجاً على طريقة تغطيته للانتخابات، في صفتحه على أحد المواقع الاجتماعية "أول كلمة أخطها في بداية العام الجديد 2012 الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد محاكمة القتلة، الشعب يريد الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة".
وعبّر معارضون لحكم الرئيس السوري عن تفاؤلهم بتنحي الرئيس السوري خلال العام الجاري، وبناء دولة ديمقراطية بعد عهود من القمع عاشتها سوريا حسب وصف منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
ويدلل المتفائلون على شعورهم، بحجم المظاهرات والتعبير عن الرأي بجرأة أعادت للحياة السياسية التي افتقدتها سوريا منذ حكم البعث الذي هيمن على الحياة السياسية منذ توليه الحكم في أوائل الستينات.
وخلال العام الجاري يؤكد الجندي المنشق علاء الحوراني الذي يصرح لأول مرة في وسيلة إعلام باسمه الحقيقي، أن "بشار الأسد سيترك السلطة من خلال الجيش السوري الحر"، ليشهد عام 2011 نهاية حكم عائلة الأسد منذ حكم الأب البلاد بعدما أعلن الحركة التصحيحية في الحزب قام فيها بانقلاب داخلي في الحزب، واستمرت إلى وفاته بسرطان الدم عام 2000، ثم مجيء الأسد الابن الذي يحكم سوريا منذ ذلك التاريخ.
وسوريا التي يقدر عدد سكانها بحوالي 23 مليون نسمة، يجرؤ مواطنوها للمرة الأولى منذ الثمانينات حين قمعت السلطات احتجاجات وثورة مسلحة قام بها الإخوان المسلحون، على الخروج في مظاهرات مناوئة للحكومة والحديث إلى وسائل الإعلام منتقضين النظام السوري والرئيس الأسد شخصياً رغم كل القمع الذي يواجهونه.
وأمضى السوريون منذ انطلاق الثورة في منتصف مارس/آذار من العام الماضي، 42 جمعة تحت مسميات عديدة، خرجوا خلالها بمظاهرات مستفيدين من الربيع العربي الذي شجع السوريين على التغيير.
ثورتا مارسوجاءت ما يطلق عليه الناشطون ثورة "الكرامة"، بنفس الشهر الذي أعلن فيه عن ثورة "البعث" عام 63، حين أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي عن ثورة في الثامن من مارس/آذار، لتعرف سوريا بعدها مرحلة جديدة من الحكم شهدت تراجعاً حاداً في الحياة السياسية مع انفراد حزب البعث في السلطة وفرض حالة الطوارئ منذ ذلك التاريخ، وحتى العام الماضي بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات.
وتشير دراسات عديدة إلى أن حالة الطوارئ التي أعلنها حزب البعث، ألغت حياة سياسية ديمقراطية عرفتها سوريا بعد الاستقلال عن فرنسا في 17 أبريل/نيسان 1946، وسجلت نسباً متدنية في النمو الاقتصادي، وفي حرية الصحافة التي صنفت منظمة مراسلون بلا حدود سوريا، في المرتبة العاشرة من حيث قمع الصحافيين عام 2009، وفي المرتبة السابعة عالمياً والأولى عربيا عام 2010، وإحدى أخطر 10 دول على الصحافيين عام 2011. علاوة على وضع الرئيس السوري بشار الأسد في قائمة تطلق عليها المنظمة "صيادو الحرية".
العربية نت