المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هوشة الصقور في أعشاش طيور البطريق!


bmokhtar
2011-12-31, 00:16
إيران تريد غلق مضيق هرمز وتحول بذلك الخليج "العربي" المؤمرك عسكريا إلى خليج فارسي!

في السبعينيات، كنا في شمال إفريقيا نناضل مع سكان الخليج من أجل إخراج القواعد البريطانية من هذه المياه الدافئة.. وكانت الحرب قائمة بين تعريب الخليج وتفريسه كما كان يريد الشاه.. وكنا نرى نحن في شمال إفريقيا أن تعريب الخليج يخرجه من دائرة السيطرة الغربية البريطانية أو الشاه شاهية المرتبطة بإسرائيل.. لكن الذي حصل أن تعريب الخليج كان كارثة على الأمن العربي، حيث أقدم طيور البطريق على تحويل مياه الخليج إلى مياه أمريكية بلا منازع.. وبعد حدوث الثورة الإيرانية أصبح "تفريس" الخليج مرادفا لتحريره من الهيمنة الأجنبية وأصبح تغريب الخليج عنوانا كامل الأوصاف للعمالة للخارج وللغرب تحديدا. لهذا نشبت الهوشة بين الصقور والنسور في أعشاش طيور البطريق!

الآن نحن في شمال إفريقيا نتعاطف تماما مع تحويل هذا الخليج إلى خليج فارسي لأننا نرى أن ذلك أصبح مرادفا لحرية المنطقة وأن بقاءه في يد طيور البطريق معناه الاحتلال الدائم لهذه المنطقة الحيوية من طرف أمريكا والغرب عموما!

وعندما تصبح طيور البطريق الحاكمة في خليج العار العربي ترى نفسها حرة تحت سيطرة الأسطول الخامس والسابع والثامن.. وترى نفسها محتلة وهي ترى مضيق هرمز تحت سيطرة الإيرانيين.. فذاك يعني أن المفاضلة بين استعمار أمريكا للخليج واستعمار إيران له أصبح الخياران اللذان لا ثالث لهما!

ومن المضحك أن السعودية بادرت الآن إلى شراء 15 طائرة من نوع (f16) حديثة جدا من أمريكا لتهديد إيران! ولم يقل لنا هؤلاء من سيقود هذه الطائرات الحديثة في الطلعات ضد إيران؟! هل هم الطيارون الأمريكان أم الإسرئيليون.. لأننا لا يمكن أن نتصور أبناء السعودية يقومون بقيادة هذه الطائرات!

قارنوا بؤس العرب في قناة السويس ومضيق عدن.. حيث يعتبر المصريون واليمنيون قناة السويس مياه دولية لا يجوز غلقها حتى ولو تم تهديد أمن مصر واليمن.. وتعتبر إيران مضيق هرمز مياها إقليمية وطنية تمنع الملاحة الدولية فيها إذا مست مصالح إيران الحيوية في المنطقة؟!

وعندما يتصارع صقور أمريكا مع نسور إيران في مياه الخليج لابد لطيور البطريق أن تبيض دولارات لأمريكا وقد فعلت السعودية ذلك في حروب أمريكا ضد العراق.. وفي حروب العراق ضد إيران.. فأمراء الخليج من النوع الذي قال فيه الحطيئة:

دع المكارم لأهلها واقعد فانت الطاعم الكاسي!

بقلم: سعد بوعقبة