المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : براغماتية النظام السوري البعثي النصيري.


gourari
2011-12-23, 07:49
براغماتية النظام السوري: البعثي النصيري:
بقلم: سنا السورية
حافظ الأسد بنى وهم ورسخه في الوعي السياسي لدى معظم العرب من انه المناصر والمدافع الوحيد ونصير القضايا العربية والحركات الثورية في المنطقة, وانه هو الخصم اللدود الوحيد ضد مخططات الامبريالية والصهيونية والغرب بشكل عام, والمتحدى الأوحد لسياستها في المنطقة, عزز ذلك الوهم تخاذل معظم الأنظمة العربية وتحالفها مع الولايات المتحدة وعقد اتفاقات معها والتي سقطت أنظمتها تباعا (مصر و تونس), وأيضا بموقفه الممانع من القضية الفلسطينية ومتاجرته بها وعدم توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل بينما معظم الدول العربية أنشأت معاهدات واتفاقات وفتحت سفارات وتمثيليات تجارية في عواصمها.
هذا الوهم السياسي نشأ وتعزز نتيجة عدم وقوف ومناصرة القضايا العربية المحقة وعدم دعمها الفعلي من معظم الدول العربية مما أفسح المجال للنظام السوري أن يلعب هذا الدور بفاعلية بدون منافس تقريبا, وساعدته ودعمته إيران في وقت لاحق بتدخلها بالسياسة العربية ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية بدعمها لبعض الفصائل ومعاداتها لأخرى.
إن أخطاء القادة الفلسطينيون وتناحرهم وتجاذبهم من قبل الدول الإقليمية والدول الغربية عرّض القضية الفلسطينية للانتكاس أكثر من مرة, وجعل المتاجرين والممانعين يتبوءوا مكانا رفيعا فيها لمعارضتهم لهذه السياسة والكشف وانتقاد أخطاء وتحركات القادة الفلسطينيون والحديث عن عدم ثباتهم وتمركزهم بشكل سليم وراء سياسة فاعلة تؤدي إلى اكتساب بعض حقوقهم المسلوبة, هذه الأخطاء التي تكررت نتيجة الجري وراء سياسات فاشلة لم تخدم القضية الفلسطينية, وكان إتباع القادة الفلسطينيون نهجا اثبت فشله أكثر من مرة والاستمرار فيه رغم النصائح المتكررة من قبل الناصحين الأمينين وبالا عليهم ونفعا لمعارضيهم والشامتين بهم ممن يدعون الممانعة,هذه السياسة جعلت القضية الفلسطينية في مهب الريح تتقاذفها أمواج السياسات الغربية بدون تحقيق أي نتائج تذكر, هذه السياسات والنهج الفاشل للقيادة الفلسطينية دعم موقف النظام السوري بشكل كبير وجعل منه البطل الممانع المدافع عن القضية الفلسطينية والعربية الأولى.
هذه السياسات الانتهازية والمتاجرة بالورقة الفلسطينية تم افتضاحها وكشفها وبيان زيفها عند قيام الحراك الثوري في سوريا وتوجيه الجيش الاسدي قواته ودباباته لقمع الاحتجاجات في مدن ومناطق وشوارع سوريا وترك الجبهة السورية مكشوفة للعدو الإسرائيلي بدون خشيته من أية عملية منه, وذلك لاتفاقه غير الموقع والمصرح معها, وحرصه على بقاء الحدود في الجولان محمية وعدم السماح حتى للطير من اختراقها لمدة تقارب الأربعين عاما, وعدم الرد على الخروقات المتكررة من الجانب العدو الإسرائيلي وإطلاق أية طلقة باتجاهه.
وكانت براغماتية النظام الأخرى هي المتاجرة بالقضية الكردية وتقديم الدعم للحركات الكردية في العراق وتركيا, حيث قام حافظ الأسد بإيواء معظم المعارضين الأكراد لنظام صدام حسين في سوريا, فكان جلال الطالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني مقيما في سوريا وتجمعه مع القيادة السورية صداقة حميمة, وينسحب الحال على عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المناوئ للحكم في تركيا, حيث انشأ معسكرات التدريب في منطقة البقاع اللبنانية تحت إشراف ودعم مباشر من الحكم في سوريا. هذا الدعم للقضية الكردية لم يكن هدفه نصرتها بل هو مناوئة للأنظمة الحاكمة في كل من العراق وتركيا, وكانت أيضا أوراق يلعبها النظام ويتخلى عنها في أول محنة يتعرض لها أو استجابة للضغط عليه من قبل دول إقليمية أو غربية.
فقد تنازل حافظ الأسد عن أوجلان عام 1999 في قصته الشهيرة وإبعاده عن سوريا خلال مهلة لا تزيد عن 24 ساعة مما مكن الأتراك من القبض عليه في العاصمة الكينية نيروبي, وذلك عندما أحس أن الأتراك هددوا نظامه بقوة ولوحوا بالقوة العسكرية ضده, فقام حسني مبارك رئيس مصر المعزول بزيارته الشهيرة إلى أنقرة وتم انجاز الاتفاق وتجنيب سوريا حربا عليها بسبب سياسات انتهازية من النظام الحاكم فيها.
وكان دعمه للحركات الكردية في العراق نكاية في خصمه اللدود صدام حسين ومعاداة له وليس حبا في الأكراد ودفاعا عن قضيتهم, ولو كان ذلك صحيحا لأعطى الأكراد في سوريا بعض حقوقهم المطلوبة, ودافع عنهم وهيأ لهم المناخ لكي يعيشوا في سورية معززين مكرمين, بل قام هو وابنه بشار وريثه من بعده بتكميم أفواه القادة منهم, وزجهم في المعتقلات وشن حملات عسكرية تأديبية عليهم, وطاردهم ومنع عنهم كثيرا من الحريات ومنها عدم السماح لهم بالتحدث وتدريس تاريخهم وبتسمية أبنائهم بأسماء كردية.
وايضا كان موقفه المعارض المعلن من الغزو الأمريكي للعراق وعدم الموافقة عليه ومعاداته, مع اصطفافه لجانبها في التخلص من صدام حسين بشكل نهائي ولو ضمنيا بشكل غير معلن, ودعمه المباشر لبعض الفصائل والحركات والمنظمات العراقية المختلفة التوجهات فمنها المعادية للاحتلال ومنها التي جاءت مع الدبابة الأمريكية, وقد لعب النظام السوري لعبته في العراق فآوى واستضاف كثيرا من البعثيين الملاحقين من العراق بعد الغزو الأمريكي للعراق, وشجع وسهل مرور المجاهدين العرب عبر حدوده المفتوحة مع العراق والسماح لهم بإدخال السلاح وتمويل بعضا منهم في عمليات مشبوهة تم الكشف عن بعضها مؤخرا.
فلو كان النظام صادقا في ما يدعيّ من عدائه للغزو الأمريكي للعراق لدعم فقط المنظمات والأحزاب المضادة لهذا الغزو وشجعها عليه, ولكنه لعب بالأوراق جميعا فدعم الأحزاب الموالية لإيران والداعمة للغزو الأمريكي للعراق وأيضا وفي نفس الوقت أيّد الجماعات المعادية للأمريكان ودعمها وسهل مهماتها استخباراتيا وعملاتيا في لعبة تم إظهارها وكشفها لاحقا للجميع.
النظام الاسدي بموقفه الداعم للمقاومة اللبنانية وحزب الله في لبنان وخاصة في حروبه وعملياته مع إسرائيل طوال العشرين سنة الماضية, جعل منه رصيدا كبيرا يدعمه ويجعله الممانع القوي الداعم للمقاومة العسكرية في المنطقة ضد اسرائيل, ووظف هذا الورقة وأهلته للعب دورا كبيرا في المنطقة, لا ننفي هنا ضرورة دعم اللبنانيين في دفاعهم عن حدودهم ودعمهم لتحرير أراضيهم فقد أيد الشعب السوري هذه الجهود ودافع عنها بكل ما أوتي من عزيمة, وبما عرف عن الشعب السوري من شهامة وكرامة فقد استضاف اللبنانيين اللاجئين في حرب عام 2006 في بيوتهم وشاركوهم في معاشهم, فلا يمنّ علينا احد في الدفاع عن القضايا العربية فهي واجب الجميع قيادات وشعوبا, وهذه سياسة سورية مبدئية منذ نشأتها واستقلالها ولو قصّر احد القادة في هذا المنهج لهب السوريين جميعا للدفاع عن هذه القضايا بدون تردد.
إن هذه السياسة البراغماية لم تعد تنجح وذلك لكشف التآمر واللعب عليها من قبل النظام الاسدي وتوظيفها في مصلحته فقط بعيدا عن مصالح وحقوق الشعب العربي بشكل عام, فالمتاجرة بالقضية الكردية لم يحقق للأكراد شيئا من حقوقهم ورفع عنهم مظالمهم,بل كانت الثورة السورية لها الفضل لإجبار النظام بإصدار قانون الجنسية لبعض من يستحقونها فعلا.
وأيضا دعم فصائل المعارضة الفلسطينية وحثهم على معاداة فصائل أخرى, لم يدفع القضية الفلسطينية للحل بل وتر الأوضاع وجعل الأخوة في حماس وفتح يتقاتلون على وهم لا يجلب لهم إلا الخراب, وينسون قضيتهم الأم ويجروا وراء سراب ووهم خدعهم به النظام السوري بمساعدة ودعم وتمويل من النظام الإيراني.
وهم سياسة الممانعة والصمود قد سقط ولم يعد يصدقه إلا من ارتأوا لأنفسهم أن يسيروا مع هذا النظام المجرم ويدافعوا عنه إلى النهاية, أما الحديث عن أن نظام الأسد هو مناهض للامبريالية والمؤامرات الغربية والأمريكية قد أصبح في خبر كان, فعلى الجميع بما فيهم القيادات الكردية الحليفة للأسد والفصائل الفلسطينية المعارضة المتواجدة في سوريا أن تنأى بنفسها وتبتعد عن دعم هذا النظام المستبد, لان في ذلك مصلحتها وابتعادا عن “التآمر الخفي” الذي مارسه النظام بحقها طوال السنين الماضية.
ملاحظة مواطن سوري:
هذا النظام دعيٌّ كذاب :
لست أدري من واقعية هذا النظام شيئاً ، سوى كونه أقدر نظام على الادعاءات الكاذبة ، فهو يزعم أنه : نظام ممانع ، عدو الإمبريالية . وعدو إسرائيل . ومع ذلك ينفذ لأمريكا كل مخططاتها في المنطقة ، ويسالم إسرائيل ، ويتنازل لها عن مرتفعات الجولان ، وعن الجبهة الحصينة هناك .
ويزعم أيضا : أنه نظام الصمود والتصدي ، ولم يتصدَّ إلا لقتل الفلسطينيين في تل الزعتر ، وقتل السوريين في ثورة الكرامة .
ويزعم أنه متعاطف مع القضية الكردية في العراق وتركيا ، بينما يقوم بقمع الأكراد السوريين ، وسحب الجنسية السورية منهم . بل طرد زعيمهم أوجلان وساعد تركيا في القبض عليه … فهو أكذب نظام على الإطلاق .