الزمزوم
2011-12-22, 19:50
أمراء قطر سيُهرولون لطلب العفو من دمشق
لم أر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في موقف إنهزامي فاضح، كما رأيته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده برفقة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، عقب انتهاء اجتماع اللجنة العربية بالدوحة، يوم السبت 17 ديسمبر، فالرجل بدا كالقزم، بعدما كان يستأسد في المؤتمرات السابقة، فالرجل ولأول مرّة تحدث عمّا سمّاه تصعيدا سوريا، في المواقف من هذه المبادرة، والشيء الذي أثار انتباهي في هذا المؤتمر الصحفي، أن الرجل أكثر من استعمال كلمة الأسف، وأنه وعلى غير العادة كذلك، لم يقو على تهديد سوريا، وإعطائها المهل التي كانت تُحسب في السابق بالساعات، بل وإنه ولدرء أي لبس أو تأويل قالها صراحة " "طرح موضوع التوجه بالمبادرة العربية حول الوضع في سوريا على مجلس الجامعة العربية لا يعني التحدث عن تدخل عسكري"، وأضاف "إن هذا بمثابة اقتراح من اللجنة الوزارية يوضع على طاولة اجتماع مجلس الجامعة وهو سيد قراره"
فالظاهر أن الوزير القطري فهم أخيرا أنه يلعب في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ، وأنه بدأ يحسّ بحجمه وحجم دُويلته، التي تملّكها الوهم بأنها قادرة على فرض إملاءاتها على سوريا وعلى الدول العربية الأخرى، فالرجل يعترف صراحة أن مجلس الجامعة هو سيّد قراره، واعتراف بأمر بديهي، يؤكد أن دُويلة قطر كانت تتوهم العكس، فهي فعلا نجحت ولوقت قصير، في تغييب الدور السعودي، والمصري والجزائري، والعراقي....لأنها كانت تقود لُعبة ظنّت ومن خلال تطمينات أسيادها من الأمريكيين والصهاينة أنها ستربحها لا محالة
إلا أن الذي غاب عن أمراء قطر، أنهم لم يكونوا سوى بيادق في اللعبة، وأنهم ليسوا هم من يتحكم فيها، في حين أنه في الجهة الأخرى، كانت سوريا تلعب بهدوء تام، لأنها كانت تعلم ما لها وما عليها، وتعلم كذلك أن حلفاءها الحقيقيين في المنطقة ونعني بهم إيران وحركات المقاومة بما فيها حزب الله في لبنان، جاهزون تمام الجهوزية لإسنادها ودعمها عند أي عدوان يُشنّ عليها، كما أن روسيا والصين من غير المعقول أن تسمحا للغرب ببسط هيمنته على سوريا بأي شكل من الأشكال، لاعتبارات إستراتيجية تتعلق أساسا بمستقبل هاتين القوتين العظميين في منطقة الشرق الأوسط، والبحر الأبيض المتوسط، وأكثر من كلّ ذلك، فإن حماية سوريا هي حماية للأمن القومي الروسي والصيني والإيراني، وحماية للمقاومة بالمنطقة ككل، ودُويلة قطر التي لا تزال ترقص على نشوة الإطاحة بالزعيم الراحل العقيد معمر القذافي، توهّمت أكثر من أي وقت مضى، بأن أمراءها سيرقصون في دمشق، ابتهاجا ب "إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد"
وللتعجيل بموعد الرقص، رمت قطر بكلّ ثقلها المالي والإعلامي من أجل زعزعة سوريا وتفكيكها، وهذا ما كشفته العديد من الأوساط المتابعة، بما فيها الإسرائيلية، فالكاتب الصحفي بازيت رافينا، كتب في موقع نيوز 1، "قطر هي من قادت خطوة عزل سوريا عن العالم العربي في جامعة الدول العربية. والآن يتبين أن ما حدث كان مجرد جزء علني من الأنشطة التي تقوم بها.
ويبدو أن قطر متورطة في أنشطة تنفيذية ضد سوريا: إرسال شحنات سلاح ومقاتلين ليبيين إلى بلد الأسد.."، فقطر أقامت جسرا جوّيا مع تركيا، لنقل المرتزقة الليبيين، والسلاح، والمال، ظنّا منها، أن العملية ستكون مجرّد نزهة، وأنها وبدعم الأمريكيين والصهاينة سوف لن تستغرق سوى أياما قلائل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لكن المفاجأة كانت كبيرة للقطريين ومن والاهم، بعد أن انطلقت سوريا وحلفاؤها إلى الهجوم من أجل تحصين الدّفاعات، فكان أن حرّكت روسيا بوارجها الحربية باتجاه سوريا، وزوّدتها بأحدث الأسلحة، كما أن إيران قامت بأكبر عملية عسكرية إلكترونية ضد أمريكا، مكّنتها من الإيقاع بأحدث طائرة استطلاع اخترقت أجواءها، وفي المقابل أجرى الجيش السوري مناورة غير مسبوقة بالصواريخ والدبابات، وجّهت رسالة واضحة لكلّ من يفكر بشنّ عدوان عليها، وبعدها بزمن قصير أحدث حزب الله المُفاجأة الكبرى بإطاحته بالمحطة الإستخباراتية الأمريكية في لبنان والتي تمثل نكسة موجعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية
وفي هذا الوقت، كان الأمريكيون ينسحبون من العراق في صمت وتكتيم إعلامي كبير، إذن، فالمُعادلة باتت واضحة للعيان، وهي أن أمريكا وحلفائها بات نجمهم يأفل، في الوقت الذي يتوهج فيه نجم سوريا وحلفائها، ما يعني أن المعركة قد حُسمت، وأن الأمريكيين والغرب باتوا غير قادرين على أية مواجهة غير محمودة العواقب في سوريا، لذلك رأينا كيف أن أمريكا وفرنسا أعادتا سفيريهما إلى سوريا، وهو مؤشر قوي على أنهما تبحثان عن تسوية تحفظ ماء وجهيهما، كما نرى اليوم، كيف أن روسيا بصفتها رئيسة لمجلس الأمن الدولي، تُبادر إلى طرح مشروع قرار يثبّت نصرها وانتصار حلفائها، ويُوجد مخارج غير مهينة للأمريكيين وحلفائهم من المأزق السوري،
وهذا ما يُفسّر برأيي إقتراح اللجنة العربية، تقديم توصية لمجلس الجامعة العربية بإحالة المبادرة العربية على مجلس الأمن ليتبنّاها، فالأكيد أن قطر التي توجد حاليا في وضع لا تُحسد عليه، لا ترى من مخرج لها وللدول التي تكالبت معها على سوريا، سوى رمي المُبادرة العربية في ملعب مجلس الأمن، وهو الملعب الذي هيّأته روسيا والصين، لاحتضان مباراة توديع الأدوار الأمريكية والغربية والقطرية والتركية في سوريا، وهي المباراة التي ستعطي إشارة قيام تحالفات جديدة، لن تسمح في المستقبل للأمريكيين باللعب المُنفرد في العالم، وكلّ ذلك يفسّر كما قلنا سابقا، انكماش القطريين، واعتمادهم لأسلوب الخطاب الهادئ الممزوج بالهزيمة، شأنهم شأن الأتراك الذين لم يُصدّقوا إلى يومنا هذا، أنه عوض أن يضغطوا على سوريا ويضيّقوا الخناق عليها سياسيا واقتصاديا..أصبحوا هم من يُعاني من شدّة وقسوة الحصار السوري عليهم، والذي كلّفهم خسائر بمليارات الدولارات، والحال كذلك، لا أستبعد أن يُهرول أمراء قطر قبل غيرهم من قادة العالم العربي الآخرين إلى دمشق طلبا للعفو والصفح، لأن أمراء قطر لا دين ولا ملّة ولا أخلاق لهم
من قلم : جمال الدين حبيبي
لم أر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في موقف إنهزامي فاضح، كما رأيته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده برفقة أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، عقب انتهاء اجتماع اللجنة العربية بالدوحة، يوم السبت 17 ديسمبر، فالرجل بدا كالقزم، بعدما كان يستأسد في المؤتمرات السابقة، فالرجل ولأول مرّة تحدث عمّا سمّاه تصعيدا سوريا، في المواقف من هذه المبادرة، والشيء الذي أثار انتباهي في هذا المؤتمر الصحفي، أن الرجل أكثر من استعمال كلمة الأسف، وأنه وعلى غير العادة كذلك، لم يقو على تهديد سوريا، وإعطائها المهل التي كانت تُحسب في السابق بالساعات، بل وإنه ولدرء أي لبس أو تأويل قالها صراحة " "طرح موضوع التوجه بالمبادرة العربية حول الوضع في سوريا على مجلس الجامعة العربية لا يعني التحدث عن تدخل عسكري"، وأضاف "إن هذا بمثابة اقتراح من اللجنة الوزارية يوضع على طاولة اجتماع مجلس الجامعة وهو سيد قراره"
فالظاهر أن الوزير القطري فهم أخيرا أنه يلعب في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ، وأنه بدأ يحسّ بحجمه وحجم دُويلته، التي تملّكها الوهم بأنها قادرة على فرض إملاءاتها على سوريا وعلى الدول العربية الأخرى، فالرجل يعترف صراحة أن مجلس الجامعة هو سيّد قراره، واعتراف بأمر بديهي، يؤكد أن دُويلة قطر كانت تتوهم العكس، فهي فعلا نجحت ولوقت قصير، في تغييب الدور السعودي، والمصري والجزائري، والعراقي....لأنها كانت تقود لُعبة ظنّت ومن خلال تطمينات أسيادها من الأمريكيين والصهاينة أنها ستربحها لا محالة
إلا أن الذي غاب عن أمراء قطر، أنهم لم يكونوا سوى بيادق في اللعبة، وأنهم ليسوا هم من يتحكم فيها، في حين أنه في الجهة الأخرى، كانت سوريا تلعب بهدوء تام، لأنها كانت تعلم ما لها وما عليها، وتعلم كذلك أن حلفاءها الحقيقيين في المنطقة ونعني بهم إيران وحركات المقاومة بما فيها حزب الله في لبنان، جاهزون تمام الجهوزية لإسنادها ودعمها عند أي عدوان يُشنّ عليها، كما أن روسيا والصين من غير المعقول أن تسمحا للغرب ببسط هيمنته على سوريا بأي شكل من الأشكال، لاعتبارات إستراتيجية تتعلق أساسا بمستقبل هاتين القوتين العظميين في منطقة الشرق الأوسط، والبحر الأبيض المتوسط، وأكثر من كلّ ذلك، فإن حماية سوريا هي حماية للأمن القومي الروسي والصيني والإيراني، وحماية للمقاومة بالمنطقة ككل، ودُويلة قطر التي لا تزال ترقص على نشوة الإطاحة بالزعيم الراحل العقيد معمر القذافي، توهّمت أكثر من أي وقت مضى، بأن أمراءها سيرقصون في دمشق، ابتهاجا ب "إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد"
وللتعجيل بموعد الرقص، رمت قطر بكلّ ثقلها المالي والإعلامي من أجل زعزعة سوريا وتفكيكها، وهذا ما كشفته العديد من الأوساط المتابعة، بما فيها الإسرائيلية، فالكاتب الصحفي بازيت رافينا، كتب في موقع نيوز 1، "قطر هي من قادت خطوة عزل سوريا عن العالم العربي في جامعة الدول العربية. والآن يتبين أن ما حدث كان مجرد جزء علني من الأنشطة التي تقوم بها.
ويبدو أن قطر متورطة في أنشطة تنفيذية ضد سوريا: إرسال شحنات سلاح ومقاتلين ليبيين إلى بلد الأسد.."، فقطر أقامت جسرا جوّيا مع تركيا، لنقل المرتزقة الليبيين، والسلاح، والمال، ظنّا منها، أن العملية ستكون مجرّد نزهة، وأنها وبدعم الأمريكيين والصهاينة سوف لن تستغرق سوى أياما قلائل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لكن المفاجأة كانت كبيرة للقطريين ومن والاهم، بعد أن انطلقت سوريا وحلفاؤها إلى الهجوم من أجل تحصين الدّفاعات، فكان أن حرّكت روسيا بوارجها الحربية باتجاه سوريا، وزوّدتها بأحدث الأسلحة، كما أن إيران قامت بأكبر عملية عسكرية إلكترونية ضد أمريكا، مكّنتها من الإيقاع بأحدث طائرة استطلاع اخترقت أجواءها، وفي المقابل أجرى الجيش السوري مناورة غير مسبوقة بالصواريخ والدبابات، وجّهت رسالة واضحة لكلّ من يفكر بشنّ عدوان عليها، وبعدها بزمن قصير أحدث حزب الله المُفاجأة الكبرى بإطاحته بالمحطة الإستخباراتية الأمريكية في لبنان والتي تمثل نكسة موجعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية
وفي هذا الوقت، كان الأمريكيون ينسحبون من العراق في صمت وتكتيم إعلامي كبير، إذن، فالمُعادلة باتت واضحة للعيان، وهي أن أمريكا وحلفائها بات نجمهم يأفل، في الوقت الذي يتوهج فيه نجم سوريا وحلفائها، ما يعني أن المعركة قد حُسمت، وأن الأمريكيين والغرب باتوا غير قادرين على أية مواجهة غير محمودة العواقب في سوريا، لذلك رأينا كيف أن أمريكا وفرنسا أعادتا سفيريهما إلى سوريا، وهو مؤشر قوي على أنهما تبحثان عن تسوية تحفظ ماء وجهيهما، كما نرى اليوم، كيف أن روسيا بصفتها رئيسة لمجلس الأمن الدولي، تُبادر إلى طرح مشروع قرار يثبّت نصرها وانتصار حلفائها، ويُوجد مخارج غير مهينة للأمريكيين وحلفائهم من المأزق السوري،
وهذا ما يُفسّر برأيي إقتراح اللجنة العربية، تقديم توصية لمجلس الجامعة العربية بإحالة المبادرة العربية على مجلس الأمن ليتبنّاها، فالأكيد أن قطر التي توجد حاليا في وضع لا تُحسد عليه، لا ترى من مخرج لها وللدول التي تكالبت معها على سوريا، سوى رمي المُبادرة العربية في ملعب مجلس الأمن، وهو الملعب الذي هيّأته روسيا والصين، لاحتضان مباراة توديع الأدوار الأمريكية والغربية والقطرية والتركية في سوريا، وهي المباراة التي ستعطي إشارة قيام تحالفات جديدة، لن تسمح في المستقبل للأمريكيين باللعب المُنفرد في العالم، وكلّ ذلك يفسّر كما قلنا سابقا، انكماش القطريين، واعتمادهم لأسلوب الخطاب الهادئ الممزوج بالهزيمة، شأنهم شأن الأتراك الذين لم يُصدّقوا إلى يومنا هذا، أنه عوض أن يضغطوا على سوريا ويضيّقوا الخناق عليها سياسيا واقتصاديا..أصبحوا هم من يُعاني من شدّة وقسوة الحصار السوري عليهم، والذي كلّفهم خسائر بمليارات الدولارات، والحال كذلك، لا أستبعد أن يُهرول أمراء قطر قبل غيرهم من قادة العالم العربي الآخرين إلى دمشق طلبا للعفو والصفح، لأن أمراء قطر لا دين ولا ملّة ولا أخلاق لهم
من قلم : جمال الدين حبيبي