اميره 2008
2011-12-05, 11:18
لا ينكر إلا جاحد وردية ''الربيع العربي''، وأعمى البصر والبصيرة من لم يلمح الرومانسية التي طبعت الكثير من مشاهده في سيدي بوزيد التونسية وبنغازي الليبية وميدان التحرير المصري، لكن الربيع هو أيضا فصل لبعض الأشواك التي عادة ما تأتي لتشوّش على بعض جمال النرجس والبابونج والأقحوان.. ومن أشواك هذا الربيع ما وجب التوقف عنده وإمعان العقل فيه.
ألا يتوجب علينا اليوم أن نبتعد قليلا عن وهج الثورات وضجيجها، لنتمعن في معطى ''التدخل الأجنبي'' الذي بسّطه بعض الإعلام وسوغه بعض الساسة وأباحه بعض العلماء، حتى أصبح اليوم شرابا لذيذا يمر في الحلق كما الماء البارد في عز الصيف، بعد أن كان بالأمس القريب علقما دون بلعه الموت الزؤام. وصار حلالا زلالا بعد أن كان إلى وقت ليس ببعيد كفرا بواحا؟
ما الذي تغيّر في هذه الأمة التي أقامت بالأمس الدنيا ولم تقعدها ضد الأمريكان وأذنابهم، عندما قرروا التدخل في العراق، وتقيم اليوم الدنيا ولا تقعدها ضد نفس الأمريكان وأذنابهم لأنهم ترددوا ويترددون في التدخل بليبيا وسوريا.
لعل أكبر إنجاز حققه الغرب في 2011 هو نجاحه بنقل ''التدخل'' في هذا الوطن العربي من خانة ''الكبيرة'' إلى فضاء ''المستحب''، ومن فصل في كتاب ''العيب المرفوض'' إلى باب في موسوعة ''الدعارة المقبولة''، والأصعب في مثل هذه الحالات هو الصرخة الأولى، أما ما يليها فليس سوى قضية تعوّد، وليس مستبعدا أن تتحوّل هذه الأمة من ''رافضة دايما'' إلى ''متعوّدة دايما''، على رأي عادل إمام، والفضل كل الفضل يُنسب إلى أصحابه من قطعان الإعلاميين والمثقفين والفقهاء الذين باعوا ضمائرهم للدرهم والأورو والدولار، أو سلموها، في أحسن الحالات، للجهل والسذاجة والغباء.
ألا يذكرنا هذا الموقف المهين برائعة عصماء للشاعر العراقي المبدع مظفر النواب، تحدث فيها عن قدس عروبتنا التي فضضنا بكارتها.. ألا يتوجب علينا أن نفزع اليوم من احتمال أن تكون بكارة هذه الأمة قد فضّت على يد ''فالنتينو'' لعوب اسمه ''الناتو''، فضٌ لا ينفع بعده رتق.
ألا يتوجب علينا اليوم أن نبتعد قليلا عن وهج الثورات وضجيجها، لنتمعن في معطى ''التدخل الأجنبي'' الذي بسّطه بعض الإعلام وسوغه بعض الساسة وأباحه بعض العلماء، حتى أصبح اليوم شرابا لذيذا يمر في الحلق كما الماء البارد في عز الصيف، بعد أن كان بالأمس القريب علقما دون بلعه الموت الزؤام. وصار حلالا زلالا بعد أن كان إلى وقت ليس ببعيد كفرا بواحا؟
ما الذي تغيّر في هذه الأمة التي أقامت بالأمس الدنيا ولم تقعدها ضد الأمريكان وأذنابهم، عندما قرروا التدخل في العراق، وتقيم اليوم الدنيا ولا تقعدها ضد نفس الأمريكان وأذنابهم لأنهم ترددوا ويترددون في التدخل بليبيا وسوريا.
لعل أكبر إنجاز حققه الغرب في 2011 هو نجاحه بنقل ''التدخل'' في هذا الوطن العربي من خانة ''الكبيرة'' إلى فضاء ''المستحب''، ومن فصل في كتاب ''العيب المرفوض'' إلى باب في موسوعة ''الدعارة المقبولة''، والأصعب في مثل هذه الحالات هو الصرخة الأولى، أما ما يليها فليس سوى قضية تعوّد، وليس مستبعدا أن تتحوّل هذه الأمة من ''رافضة دايما'' إلى ''متعوّدة دايما''، على رأي عادل إمام، والفضل كل الفضل يُنسب إلى أصحابه من قطعان الإعلاميين والمثقفين والفقهاء الذين باعوا ضمائرهم للدرهم والأورو والدولار، أو سلموها، في أحسن الحالات، للجهل والسذاجة والغباء.
ألا يذكرنا هذا الموقف المهين برائعة عصماء للشاعر العراقي المبدع مظفر النواب، تحدث فيها عن قدس عروبتنا التي فضضنا بكارتها.. ألا يتوجب علينا أن نفزع اليوم من احتمال أن تكون بكارة هذه الأمة قد فضّت على يد ''فالنتينو'' لعوب اسمه ''الناتو''، فضٌ لا ينفع بعده رتق.