المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)


ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 01:55
أرجو أن تقرؤوا قصة الأخ بقلب واع يقظ فسبحان الله إنَّ قصته تسمو بالهمة لتعانق كواكب الجوزاء ،فوأسفاه على تقصيرنا وتفريطنا-غفر الله لنا ولكم
يقول الأخ جزاه الله خيرا وبارك فيه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة الكرام

هذه قصتي الحقيقية من المهد إلى هذا العهد كتبتها تدريبا لأكسب الملكة اللغوية فترددت كثيرا هل أضعها هنا أم لا ثم وضعتها وأنا غير مرتاح.

دمعة في بحر سرنديب



عندما يتذكر الإنسان ماضيه الذي قضاه والأحداث التي مر بها

تختنقه العبرات ولا يستطيع تغافله ولن يستطاع

جهود وملل وأمنيات وجهالات وإعراض

كم من أحلام أتعبته ..لكن بدون جدوى

فأبقت طللا في قلبه

كم من نصيحة ذهبية أعرض عنها فدفع لها ثمنها

ولكن عدم تقدير مشاعره وعدم التألم لدموعه

وعدم التشجيع لما يحتوي قلبه من أهداف غالية

من قبل الكبار

جعله يرسم طريقا يمشي عليها ما دام في النفس حياة

وهذا خطأ سجل في تاريخ الكبار في تعاملهم مع الصغار

ولكن.....قد يشاء الله لهذا المسكين أن يشرح صدره للإسلام ويريد به خيرا

ويؤتيه حكمة ويعلمه علما ويجعل له نورا

فتراه يطوي كل شيئ مدته حياته التي أفناها

في أحزان وآلام ويكظم صيحات شكواه

ويتناسى كل مر .....

ويقوم ويمشي ويكلم الناس وهو طلق الوجه

يهدي من يتبلد

يستمع إلى من يتألم

يريح من يسأل

يعزي من يحزن

فيظهر للناس رجلا لم يتذوق في حياته

بلاء ولم يكمده حزن في ماضيه ولا يعرف عناء

وهو مع كل ذلك ....

يلجأ إلى الله في لياليه وأسحاره

وسجوده ويشكو بثه وحزنه إليه

وعيناه تدمع وقلبه يغلي

ويرجو لقاء ربه

وينام فوق قطرات من الدموع

وقعت على وسادته

وربه يصبره

واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون

ما أحلاها لرجل مثله

إنها تجارب مر مما مر إلى ما يمر

و عبر لمن يحبو من ورائه ليصل إلى ما وصل

لقد كان فضل الله علي كثيرا

والحمد لله الذي فضلني على كثيرا ممن خلق تفضيلا

أنا سرنديبي

أرض غريب للعالم العربي

بقعة شبه جنة في الأدب العربي

منذ عصر قديم

أرض خضرة وجبال وأعشاب عجيبة

مناظر خلابة

لؤلؤة في المحيط الهندي

ولكن.......

يحكمها البوذيون الكفرة والمسلمون عشرة في المائة

وعم الشرك والخرافات والبدع بين المسلمين

أكثر العلماء كانوا أئمة الكفر.


بما كانت العلاقة وتيدة بينهم وبين العرب المسلمين

فقد أكسبتهم علما وخلقا وشجاعة

وكانت سببا لانتشار دعوة التوحيد

وكان حامل لوائها الشيخ عبد الحميد البكري السريلنكي رحمه الله

توفاه الله بمكة قبل أن تلدني أمي

كان من أقران الشيخ عبد العزيز عبد الله بن باز رحمه الله

وأخذ الشيخ معه كثيرا من التلاميذ السريلنكين

إلى السعودية ليعلموهم دينهم فيكونوا من بعده دعاة

منهم الشيخ محمد ريال ( اسمه المشهور بيننا صادق) السيلاني

وكيل المعهد الحرم المكي حاليا ومنهم الشيخ أبو بكر الصديق حفظهما الله

هو الوحيد من تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية التي أسسها الشيخ البكري رحمه الله

ومدير معهد دار التوحيد السلفية

المهد الذي قضيت فيه أكثر أيامي في طلب العلم

وابتددت منه كل رضاعي والحديث عنه ذو شجون

وسأقف عليه في مروري به

وشيخه أبو بكر صديق فلي معه مواقف رائعة ذات عبر

الأب الثاني الذي رباني كان أبا لي في التعليم والتوجيه

وما أكثر تعاطفه علي و تراحمه لي

ولكن وشايات المغرضين والتفاسير الظالمة لكلامي بما هو غير مراد بها

أسخنت عينه

فترك حبلي على غاربي ولكني لست بعيرا

الله يغفرلي وله (سأرجع إن شاء الله) __________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:04
ولكنهم أحرزوا قصب السبق في خدمة هذا الدين
إذ كنت يومها في الرابع عشر من عمري
وقد تربيت تحت رعاية أبي
ما أجمل رعايته و أنعم به أبا
علمني القرآن وأتممته قراءة عند أبي حفظه الله ولي ست سنوات
وكان معلم القرآن للصبيان من شبابه إلى اليوم
إلا ما تخلل من سنوات
كان فيها سكرتيا في هيئة الإغاثة العالمية فرع سريلنكا
وعمره الآن ثلاث وستون
أجهد نفسه ليتعلم اللغة العربية وهو يكابد الفقر الذي سيطر على أهله بعدة كتب
مثل النحو الواضح والعربية بالراديو واللغة العربية الميسرة ودروس اللغة العربية
فلم ينجح ممتازا لقلة المرشدين وتخويف السالكين وقد كان شغوفا بها
وأذكر يوما وله خمسون سنة تقريبا ولي عشر سنوات أو قريب منها
خرج من بيتي وهو يأخذ معه كتاب الشيخ علي حسن حفظه الله "علم أصول البدع"
وكان وعده الأخ يحى سلمي -وهو كهل أصلحه الله- بتعليمه أسبوعيا
مضى الأسبوعان وانتهى الفصل كما هو دأبه وديدنه
وانتظر أبي في الأسبوع الثالث ثم الرابع بباب بيته فلم يفتح
رجع إلى البيت كئيبا
ياترى انظر سوء الاختيار وسوء التربية
كيف يختار علم أصول البدع لتعليم اللغة العربية عجبا لأمر الرجل
وحدثني أبي أنه لما كان سكرتيا في هيئة الإغاثة
كان يعلم نفسه اللغة العربية بنفسه
بكتاب كان على مكتب فجاء الشيخ العالم صاحب الكتاب
فقال شبه عاذل "أبحث عن هذا الكتيب أياما" ثم نزعه من يده فجلس أبي حائرا مرتبكا
وإلى اليوم حين أرى أبي يقرأ أجزاء صغيرة باللغة العربية رافعا صوته
يشتد حزني ويعتصرني ويغلبني الغضب على قوم بدل جده بخطل وأثل فقد عاناهما أيما معاناة
وقد أكسبه هذا الجهد والتعب ملكة في تدريس اللغة العربية للصغار
وعلمني الجزء الأول من دروس اللغة العربية وأنا صغير
وأبي يعلم الإنجليزية جيدا فدرست عنده Active English (خمسة أجزاء)
وعلمني اللغة السنهالية لغة البوذيين وكان مدرسا لهذه اللغة في المدرسة الحكومية في قريتي
ولكن هذه اللغة لم تعجبني مع شدة الحاجة إليه في سريلنكا للتعايش والدعوة
من جميل ما أذكره مما سطر في قلبي
أنه كان للشيخ الطبيب نوبار فاروق رئيس هيئة الإغاثة سابقا حفظه الله
دروس أسبوعية في بيت أحد الإخوان من كتاب "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" للألباني رحمه الله
ثم من سلسلة الأحاديث الضعيفة
كان له أكثر نصيب في دعوة الناس إلى تمييز الحديث الصحيح من سقيمة
وكان قد أمضى أيامه في عقد دروس أسبوعية مع ماله من الأشغال.
وكان أبي يُحضرني ويَحضر إلى هذه الدروس
وقد سمعت من فيه كل أبواب صفة صلاة النبي والجزء الأول من السلسلة الضعيفة وعمري لم يتجاوز عشرا ومثل هذا الموقف نادر في سريلنكا
أسأل الله أن يجزيه بما يجزي به الصالحين في الدنيا والآخرة
أنا وأخي مرشد
نغسل وجوهنا ونلبس أجمل مالدينا
وأمنا تدهننا وتمشطنا
نمشي آخذين بمشيرتي أبينا
وأبي ينصحنا "لا ينبغي لكم أن ترفعوا أصواتكم"
الدرس يبدأ بعد صلاة المغرب
غالبا نكون حاضرين بعد أذان المغرب
صاحب البيت يضيف الشيخ ومن يجيئ معه مبكرا
وأبي يجتنبها غالبا خوفا لتطفلنا عند الطعام
والصغار لديهم طمع في أكل الحلويات
كثيرا كنت أنا المؤذن والمقيم فالحمد لله الذي شرفني
وفي يوم فجأة سألني الشيخ "ما هو اسم هذا الكتاب ؟"
قلت "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"
ما أحلاه أشرف بالمجلس كرامة لي ولأبي
يقرب إلينا صاحب البيت قبيل العشاء عصيرا حلوا
وأخي ينام كثيرا في الدرس فيكون شغلي في عدم إيقاظه
بالتصادم طمعا في كوبه الذي يوضع أمامه ولكني لم أنجح مرة(ابتسامة)
أفضل القراءة فكان أبي يشتري لي مجلات شهرية وكتب الرواية رسائل قصص
مثل "كُوْكُلَمْ " ,"رانِيْ كامِكْسْ " ,"مُتُّ كامِكْسْ" ,"أَمْبُلِ ماما" , "جُوْنِيَرْ وِهَدَنْ" , "آنَنْدَ وِهَدَنْ" كلها باللغة التاملية وقرأت على أبي روايتين لـ EnidBlyton و .... و .......و للترقي في اللغة الإنجليزية
قرأت كثيرا من كتب الشعر باللغة التاملية للشاعر الملحد "وَيْرَمُتُّ"
مثل "أنحتك أيها النحات" , "دولة المياه" , "قاصدا إلى القمم" , "خلال شباكي" , "لذا للكل" , " ’أنا‘ إلى هذه اللحظة" , "إن للتامل لونا أيضا" , "في كل نهر سنبوقي" , "مسودتي القديمة"
وللشاعر اللبيب عبد الرحمان مثل "نسج العنكبوت" , "رجال البيضة"
كنت أتابع شعر الشاعر مَامَنْ كَوِيْ (يإمالة الفتحة) في "تِنَمُرَشُ" المجلة الأسبوعية التاملية
وكنت أكتب الشعر الحديث وكان لي به هم غير قليل
وتعودت على كراتيه قليلا وكنت محبا للَّعب ككريكيت وترئست لفئة مستقلة أياما
وأحب جمع المعلومات العامة فآخذ من هنا ومن هنا وأسجل وأرتب كلا في ملفه
كنت أتابع برنامجا أسبوعيا للصغار في التليفزيون
وهذا التليفزيون سيطر على حياتي حتى الرابع عشر من عمري إنه لعدو مبين
هذا البرنامج كان يعجبني كثيرا فلا يفوتني
يكشف هذا البرنامج جهد الصغار وشهامتهم في الابتكار والاكتشاف
وكيف يستعملون التكنولوجية
أرجع إلى البيت أتفكر في اكتشاف أمر ثم أرجع إلى الخلف
أنى لي الاكتشاف!!!!!!!
أعرف كثيرا من الأحداث المتعلقة بهذا الشغف ولكن قلمي لا يحرص على كتابته لأنه بزَلٌ في أموره(ابتسامة)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:06
كنت أحب هذا الدين كثيرا بعلم أو بغير علم دع الحكم
وأذكر جيدا
ولعلكم لا تصدقونني فيه وأبي وأمي وإخوتي الكبار أعرف به
يوما دخلت البيت فجأة بحثت هنا وهنا وجررت هذا ودفعت هذا
فوقعت عيني على أثواب بالية ولكنها سالمة وأمي تعرف أني إذا حرصت على شيئ ما وعزمت عليه
فلا أتركه حتى آتيه ولو مرة واحدة
فكان أبي وأمي لا يحولان بيني وبين قلبي إلا إذا كان فيه معصية لله أو خطر علي.
خرجت من ناحية المطبخ إلى الوراء
فجلت بعيني فرأيت بعض الأغصان تناسب حاجتي
فغصنتني عن غيرها فوثبت إلى واحد منها فأخذته أخذ عزيز مقتدر فتغدن
وكانت منها بعض الإعليط فقطعتها
فأخذت المجرفة والمطرقة وبعض مسامير وتلك الأثواب والأغصان المقطوعة
فجئت بها عن يمين البيت
حفرت أربع حفرات صغيرة
أدخلت فيها الغصون فعمقتها
غطيت جوانبه الثلاثة بالأثواب وجانب يسده سور بيتي
وأما السمك فلا أدري أ عملته بيدي أم كانت أغصان الأشجار تكفيها
ولكن السقف كان ينقع.
شاركني في بنائه أخي مرشد أيضا. فكان هذا ماذا؟ فانتظروا
قرب وقت الظهر فدخلته فأذنت
نعم يا إخوتي إنه بيت الله
بنيته بما عندي
صنعته يدي
كنت أحبه
إنه مسجدي أنا الإمام فيه
أصلي فيه أنا وصديقي الذي هو جاري
صليت فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء
استيقظت للفجر مبكرا (أظنه).غسلت وجهي
دخلت مسجدي وأذنت وتسننت
وانتظرت صاحبي على يأس فصدقني فلم يأت
ما كنت في صغري مواظبا على الصلاة
ولعلي كنت من المتساهلين-أعوذ بالله منهم-
إلا أنها همة أخذتني
ولا أدري ما الذي حل بمسجدي بعد هذا
والذي أدري أنه ما أهمني بعده وتدمر

وأذكر جيدا ولا حاجة لي أن أتذكر لأنه مشهد كأنه يعيش في عيني إلى الآن
لي خمسة إخوة مرشد ومحمد ومصعب وعبد الرحمن ومسعود وأخت واحدة اسمها مفيدة اللهم اجعلهم كأسمائهم
أنا أكبرهم
صاحب المشهد أخي مصعب
كان جميلا في طفولته
كان عمره عندما وقعت تلك الصاعقة ثلاثا أو أربعا
كان يلعب بالبلية وكنت أغتسل ولعل عمري حينذاك تسع سنين
إذ سمعت صراخ أخي مرشد الله!!!!! الله!!!!! الله!!!!
وبكاء أختي!!!!
أرعبني صوتهم
رميت الدلو
جريت إلى البهو وأنا في إزار مبتلا
فإذا هؤلاء وأناس من قريب وبعيد بحملون أخي مصعبا في أيديهم
وقد فقد وعيه ولعابه يسيل من فيه كالرغاوة
وهم يحملونه كالميت
عرفت من عويلهم
أن أخي ابتلع بلية فاختنق في حلقه فلم يلج ولم يخرج
واجتهد القوم لإخراج البلية من الحلق فجرح حلقه ولم يخرج
فامتزج الدم بالرغاوة
لم أستطع أن أصرخ فبكيت ورميت بنفسي إلى البيت
ودخلت غرفة أبي وقمت في ناحية الباب مستقبلا إلى القبلة
كبرت وركعت وخررت إلى السجود
وخدي صار مجرى للدموع القالصة
دعوت الله لا أتذكر تلك الكلمات التي دعوت بها
ولكن الدعاء كان بخشوع وخضوع
ولا أزكي نفسي أيها الإخوة والله أعلم بمن اتقى
إنها ذكريات ليطت بخاطري
ولعلها عبر لمن يحبو من ورائي ولإخواني
ولأبنائي إن شاء الله
رفعت رأسي من السجود فدخل علي أخي مرشد فجأة
قال بفرح خرجت البلية!!!!!!!
الله أكبر ربي ما أنعمك ما أحلمك ما أرحمك
سجدت الله مرة أخرى شاكرا له
كل هذا وأنا في إزاري المبتل وليس علي رداء
وكان هذا الأثر في قلبي كبيرا
ولكن الشيطان يتربص بنا الدوائر
فسرعان ما نسيته
ما أكفر الإنسان وإنه لكنود وإنه عليه لشهيد
وأخي بعد عوده إلى عافيته ما عاد إلى مبدئه
وقد أثر هذا الجرح فيه تأثيرا بالغا
نحل جسمه وهزل وذهب حلاوة صوته
ولكنه نشيط له حذق في الأمور
وهو الآن طالب علم في معهد التوحيد بكلومبو
أسأل الله أن يصلح له باله ويحفظه في الدنيا ويرحمه فيها وفي الآخرة

كنت أتعب نفسي في لعب كريكيت
أصبح فيه وأمسي فيه
وهبت في حياتي عاصفة ذهبت بكل فرح كنت أتمتع به في صغري
ولكنه كان لي نعمة كبرى
فسبحان الله الذي كل يوم هو في شأن

Pneumonia
مرض ذات الرئة
لم أدر وما درى أبي و أمي أنه هو
كانت حرارة بدني عاليا كالنار
ولكنهم ظنوا في أول أمره
مجرد حمى
سرعان ما تغيرت وجوههم حينما رآني هذيانا أقف أمام المرآة
أدركوا أن الأمر ليس بسهل
وجاءهم جنود إبليس
وقالو إن عند فلان جنا لو ذهبتم إليه بمجاهد
أف لهم ولما يعبدون وكان أبي متمسكا بتوحيده
فأخذني إلى المستشفى ومكثت هناك سبعة أيام
ما أقساها من أيام قضيتها
أكثر من خمس وثلاثين حقنة حقنتها
لما سمحتُ بالمكوث في المستشفى أخذ أبي عاطفية الأبوة
إنه ابنه الكبير مجاهد ها هو ذا طريحا في فراشه
الدموع ترقرقت في عيونه وتكلم مع الممرضة وهو خافت صوته
وأنا أنظر إليه فصاحت الممرضة في وجه أبي
رجع أبي وهو كئيبا يجتهد أن يستره بابتسامته
سألته عما حدث قال قلت "أرجوكم أن تراعي ابني حق رعايتها أعطيكم أجرها" ففجرتها رشوة فتلك صيحتها
إنه الوالد ذو لحية مطوع شجاع كيف صار طفلا ومسكينا
إي والله إنه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم
"إن أبر البر أن تصل أهل ود أبي" رواه مسلم
ولكن حينما يرى ولده في مرضه
يتقلب بغير نوم
وحينما يكشف الطب عن مرضه لم بملك نفسه
ربنا رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
شفاني الله من هذا المرض وقد عاد لي هذا المرض
في العام المقبل و مكثت في المستشفى ثلاثة أيام
ورجعت مع أبي إلى البيت
نصحني أبي أن الطبيب أوصاك أن تنتهي من اللعب
ولا تتعب نفسك في أي عمل ولا تحمل أي شيئ لا تطيقه
أحزنتني هذه الوصية ولكن أبي قال لما كبرت
"إن الطبيب لم يقل لي أن أنصح لك ألا تلعب
ولكني لما رأيتك تتعب نفسك كثيرا بكريكيت
رأيتها أن أقول"
وأظن أنه قالها في المرة الثانية من مرضي
فاجتنبت اللعب فدُفعتُ بنفسي إلى القراءة
فكانت نصيحته نعمة إلى هذا اليوم والحمد لله

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:08
تنبيه:- وقع في الحديث الذي أفصحت به في مجلسي السابق خطأ و صورته التي لم تشوه هكذا "إن أبر البر أن تصل أهل ود أبيك"

من روائع ذكريات صبائي
كنت أحب الحيوانات الأليفة
سنجاب وهرة و جرو ومعز ولعله يكثر من إعجابكم
أني سجنت وزغا في قارورة وانتظرته أن يكون دينوصرا !!!!!!
لأني أخبرت أن الدينوصرات كانت من زواحف صغيرة مثل الحرباء والوزغة بالحرارة
لم أطعمه ولم أسقه
ما ذنب تلك الوزغة !!!!!!!!!
ثم تركته ليبقى وزغا ولعله حدث أهله عن جنوني(ابتسامة)




كنت أتابع الحشرات التي في فناء الدار كعادة الصغار
ويكثر في فنائنا الجعلان
أمشي وراءه وأتعجب من سعيه في الأرض
والله إنه آية من آيات الله على حقارته
يبحث عن الجعر والروث ويجعله ككرة
يدحرج بأرجله الورائية إلى مكان يريده
ثم يدخل رأسه إلى تحت و يحفر تحت الكرة الروثية
فتصير حفرة وتسقط الكرة فيها
ما أعجبه و ما أجمل سعيه
فسبحان الذي خلق كل شيئ فأحسن خلقه
وسبحان الذي جعل حياته في روثة
وجعل مماته في ريح وردة
ومع ذلك فإنه لا يسرق ولا يبغي
ولا يأكل الحرام ....الله أكبر
ثم إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعا كل في كتاب مبين

ولي قصة طريفة مع سنجاب
كنت أحب السنجاب الصغير كثيرا لنعومة شعره
وسرعة صعوده على الشجرة وصوته الحلو
كان عندي سنجاب أحببته كثيرا
إذا سمع صوتي يرفع رأسه إلى ناحية الصوت
وإذا جاع يخرج من قفصه ويصوت
أسقيه اللبن وأطعمه الموز
يشتاق إلي وأشتاق إليه
أرحمه ويسترحمني
حينما أرجع إلى بيتي مساء . أول شيئ يدور في خلدي سنجابي
فلا أملك نفسي حتى أراه ويروقني اسمه ومسماه
جاء اليوم الذي ثُبِّتَ ذكره المحزن في قلبي بالمسمار
الذي أتعبت فيه نفسي فوق أسبوع لأنساه

دخلت حائط بيتي فإذا أخ قريب لي يقف أمام البيت خائفا
وأخي مرشد وفي وجهه قلق
فعرفت أن مأساة حدثت بلعبهم بسنجابي
فصحت على وجوههم "ما الذي حدث؟ ما فعلتم بسنجابي؟ شيطان ....قل ....قل
سؤال أظنه أرعد صدرهم
قال ذاك المحرش- الله يغفر لي وله -بيني وبين سنجابي
"كنت ألعب به وأجريته فوق السور
فقبضه قط فعض عضة ثم تركه"!!!!!!!!!!
تقطع قلبي دمعت عياناي حين انتهى من قوله
"هل مات؟" سألته سؤال مغلوب على أمره
قال "لا ولكن في وشك الموت"
رميت بنفسي إلى البيت
وفتحت باب القفص
فإذا سنجابي عليه أثر الدم
ناديته فإذا هو لا يستطيع فتح عينيها كاملا
كأنها مرحت
كثرت دموعي
أسرعت إلى المطبخ أخذت بعض التوابل فداويته بها
ولكن في المساء أو اليوم التالي مات سنجابي ذلك الحيوان المسكين
أخذته بيدي وذهبت وراء بيتي وحفرت التراب ثم واريته فيه وجعلت له علامة ذهب به الزمن

طال تفكيري فيه
كيف كان حرا في غاباته وكيف كان ينعم بعيشه مع أهله
وكم كان أحلى له بيته الذي بناه والداه
وكم كان حذرا من أن يتخطفه الأعداء
ويعلم الله لم يرق لي نوم طيلة هذا الأسبوع بهذا التفكير
أكون في فراشي أردد النظر إلى القفص الذي فوق الرفوف الخرسانية ويتخيل لي أنه فيه
وأبكي وأبكي أتعار في فراشي ألما
وكان شفائي في عبرات أهريقها
وحين أظن أن رسمه سيدرس من خاطري يشتد بكائي
وربي شاهد على كل ما أقول ولم أبالغ
أصفه لكم كما حدث لي
اللهم ارحمني كما رحمته

ومن روائعها قصة أمعزنا
كان عندنا ثلاثة أمعز
اشتراها أبونا
سمينا أكبره "راجُوْ"
كان إذا ناديناه باسمه التفت إلينا
كان آلف من كلب
ولكن لما دب في بيتنا الفقر اضطر أبونا لبيعه إلى جزار
فباعه فأحزنني أمره
فلما أصبحنا سمعنا صوت معزنا "راجُوْ" أمام بيتنا
تعجبنا لصوته "أُمَّا , أُمَّا , أُمَّا"
كيف هنا وبيت الجزار بعيد عنا
والله "راجُوْ" مسكين جاء مع ولده
فلما رأيته أمام بيتنا بكيت له في قلبي
إنها الحياة أيها الإخوة
رحمة تذبح لرحمة ورحمة ترجى لرحمة
لا يرحمك من لا حاجة له في أن ترحمه
وترحمه لأنك ترجو رحمته
الله أكبر
جاء الجزار في طلب أمعزه إلى بيتنا فنزع قلوبنا فأخذها
أليس من العجيب نأخذ الفائدة ونحزن على الفائتة

تذكرني كل هذه الذكريات الحيوانية-لا أقول إنسانية-
كتاب الإمام أببي بكر محمد بن خلف "فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب"
وقد ذكر الإمام الدميري هذا الكتاب في كتابه "حياة الحيوانات الكبرى"
وقد بلغ حبي بالحيوانات المسكينة أن جمعت من السنن الأربعة كل حديث يتحدث عن الحيوانات
فسميته "الجمع والترتيب لما في صحاح سنن الأربعة من الأحاديث في البغال والضفادع والدجاج والأرانيب"
(يشتمل على 192 حديث في الدواب1)

ولما زرت مكة شهر ماي في هذه السنة الجارية للعمرة
طلبت من الشيخ زياد السريلنكي المضياف حفظه الله- وقد مكثنا في بيته ثلاثة عشر يوما-
أن يأخذنا إلى أعطان الإبل التي في البادية فكانت فيها قصص رائعة سأحدثكم عنها في إبان التحدث عنها إن شاء الله
واشتريت بمكة من مكتبة إسلامية كتابين.
الأول منهما "عالج نفسك بألبان الإبل" لرزق عبد العزيز أبي الفتوح
والآخر "معجزات الشفاء بألبان الإبل" للكتور أيمن الحسيني
أقرأ كثيرا عن الحيوانات
وفي ذلك فوائد كثيرة
أذكر من فوائدها ......
كنت أرجع من المسجد الجامع الكبير بقريتي بعد قضاء صلاة يوم الجمعة إلى البيت
بعد خطوات قليلة رأيت أمام دار بجانب الطريق حشدا من الناس ينظرون إلى شيء معجبين
فالتحقت بهم لأنظر ماذا هو
فإذا هو حيوان من الزواحف الكبيرة أكبر من الضب كثيرا فعرفته
وعرفت أن كثيرا منهم لا يعلمون عن هذا الحيوان المسكين شيئا
ولكنهم خافوا منه لكبر حجمه وهم لا يعلمون أنه مسكين
لا يأكل إلا الذرة والنمال
يقال له نضناض (قنفذ النمل)
كدت أن أطير فرحا بمعرفتي إياه فأردت أن أفشي سره
ولكني سكت!!!!!!!!! (وسأعود إن شاء الله)
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:10
فلنعد إلى حديثنا لنستمر على وتيرة
وكانت دارنا حينها ملتفة بالأشجار الخضرة
من شجر المنجا اثنان ومن شجر الجاكية اثنان ومن شجر الرمان اثنان أمام الدار
واثنان من شجر النارجيل والكثير من شجر القهوة بجانب الدار اليسار
أما النالة التي وراء الدار فكانت فيها شجر الليمون وأشجار الموز
شجر الجوافة (يشبه الكمثرى وليس بالكمثرى)
شجر الكري (من التوابل)
شجر الببو
شجر مُرُنْجَكَّا
الحمد لله هذه الأشجار أنبتها الله على يد أبي
فكانت الدار وسط هذه الجنة
ولكن ما كنا نعده جنة ولا نعمة من الله لمبلغ علمنا وصغرسننا

وهناك أحداث طريفة كثيرة غير التي ذكرتها
ولكني آثرت السابقة لشدة تأثري بها
مضت أيام وشهور وسنون
كنت في الثالث عشر من عمري
تخلى أبي عن وظيفته من الهيئة
لبعض مشاكل جرت بين رئيس الهيئة وبينه
أعرف أن أبي مظلوم في بعض أموره
ولكني لا أريد أن أدخل هذا الباب فإنه مغلق إلى يوم يلقون ربهم والله حسيبهم
كان تقيله بداية غيرت مشوارنا إلى بلاء ومحن
ولقد أبلى الرحمن أبي وإيانا بلاء حسنا
حتى اضطر أبي إلى بيع داره وعقاره
وشروناها بثمن بخس دراهم معدودة وكنا مستعجلين
تلك الجنة التي ولدنا فيها وترعرعنا
ويفعنا وبلغنا أشدنا حتى أخذنا رونقنا إلا عبد الرحمن ومسعودا
وقربنا كل أشجار الثمار وما نهينا عنها
وما قاسمنا شيطان
وأخرجنا منها بدون قهر
إذا رأيتمونا يومها
يوم خروجنا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو أحلى لنا
نحمل أوزار دارنا ومحاشها إلى دار اكتريناها
رأيتموني كناقف حنظل
ترقرقت أعيننا ولكن لم يشعر أحد منا آخرَه
ما أحزن ذلك اليوم
كأني أنظر إلى تلك الأشجار لم تتمايل للنسائم
ولعل الأحزان أخذتها لفراقنا
كأنها تقول لنا "وداعا لكم ما أشد الفراق"
" نجزع ....نبكي ...نتصدع حزنا عليكم"
إني أكتب ما أكتب وإني أرى أن أفر إلى داري فأضم شجرة المنجا
إلى نفسي وأهدهدها فتئن أنين الصبي فأسكتها
ولكن تلك نعمة منها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
حين اتخذ منبرا وترك جذعه الذي كان يخطب عنده فمربه وتعداه فلما أحس الجذع أن النبي تركه حزن وجزع وأخذ يبكي ويصيح حتى كاد أن يتصدع حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا تعجبون لحنين هذه الخشبة" فأقبل الناس وارتج المسجد من حنينها حتى كثر البكاء في المسجد فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها يهدهدها ثم ضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى سكتت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والذي نفس محمد بيده لولم أحتضنه لحن هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم به فدفن تحت منبره يقول جابر بكت على ما كانت تسمع من الذكر (رواه البخاري)
الله أكبر
دخلنا الدار التي اكتريناها
فلم نَنْعم بها حتى تمضي أيام
حتى إذا تعرفنا عليها وتعهدناها
فإذا صاحب البيت يستعجلنا للخروج منها لعارض
إنه كان قريب لنا
وكان رجلا دحاسا كثير الأهل
كان في دار اكتراها مع أهله
فاستعجله صاحب الدار
فاستأوانا فآويناهم
فوشى بعض من تولى كبره
إلى صاحب دارنا بسوء
فكان ذلك سببا لاستعجاله إيانا
فزادت همومنا وذلك لقرب عهدنا بالدار الذي فارقناها
فاضطررنا لطلب دار جديدة
فحصلنا عليها بعد شهر فانتقلنا إليها
ولم أكن في قريتي حين انتقل أهلي إلى دار أخرى
كنت في المعهد وستجيئ قصته بأشجانه
والفقر قد بلغ بنا مبلغه
قد خسر أبي دكانه الذي فتح جبرا لما كسر
وزاد حزني لما رأيت أبي يعمل أجيرا عند صاحب دكان لمائة روبية
(ثلاثون روبية تعدل ريالا واحدا)
اللهم أعوذ بك من الهم والحزن
كان معلما زمانا وكان سكرتيا خمس سنوات بهيئة الإغاثة العالمية فرع سريلنكا
يروح مع رئيسها بسيارة ويغدو
ويجلس في كرسيه سكرتيا
ويدفع الرواتب للموظفين والدعاة
وها هو أجير يُدفع له ويسب لتريثه
عجبا لتقلب الزمان
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولكني لم أشعر تلك الآلام التي كان يكتظ بها فؤاد والدي
إلا كما يشعر بها من هو في سني ذلك اليوم
هنا بدأت عواصف تهب في حياتي
كنت شابا في الرابع عشر من عمري
بدأ شيابي يلعب بي
والتف حولي بعض أصدقاء لا أتهم بنياتهم
ولم يريدوا شقائي ولم يقصدوا ضلالي
كان نجاحي في الامتحانات بالدرجة الأولى
فبدأ يتدهور
ففهم أبي ذلك الهبوط ونصحني وحذرني من رفقة السوء
فلا أقبل منه شأن الشباب مع آبائهم
فحدث ما لا يحمد عقباه وقدر الله وماشاء فعل الله يغفر لي وللمسلمين جميعا
ولا أريد أن أفصل القصة
ولا أريد أن أكتمها ولا أدري كيف أفعل انصحوني ياإخوتي المتابعين أفتوني مأجورين
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:12
فلتكن عبرة لمن يتهاون بنصيحة الوالدين
فلا تقولوا لي "وفعلت فعلتك التي فعلت"
فأقول لكم كما قال موسى لفرعون
"قال فعلتها إذا وأنا من الضالين "
وإني كلما أسمع إلى قراءة سورة
"ألم نشرح لك صدرك...." و"والضحى والليل إذا سجى........وللآخرة خير لك من الأولى....."
أبكي في قلبي إن كنت بين الناس
أبكي بعيني إن كنت وحيدا
ما أحلاها وجل من أوحاها

كانت المدرسة الرسمية التي نحن ندرس بها لكلا الجنسين
ولكن المدرسة مسلمة في اسمها
كنت أدرس في الصف التاسع
ولما كانت المدرسة مختلطة
كان لأكثر الطلاب الشباب علاقات بالطالبات
ويحبها أحدهم بقلبه وقد يخبرها وقد لا يخبرها
فإذا أخبرها قد تحبه وقد لا تحبه
ولكن لا يتجاوز هذا العشق الشيطاني عن نظرات ورسالات
وليست هناك لقاءات فإذا كانت ففي وقت الفسحة في المدرسة
وذلك عشر دقائق
وهذا العشق الأعمى يبدأ بنظرات وتنتهي بنظرات
ونزر يسير أوصلهم حبهم إلى الزواج
فأوقع في قلبي هذا العشق الشيطاني بنتا
كنت أحبها كثيرا ولم تحبني
إلا بنظرات ترميها إلي كالشرر
ولكني بجنوني أحسبها من الدرر
وفي يوم وقع في خاطري خطرة التصوير الآلي
فجئت إلى المدرسة مصبحا وفي حقيبتي المصور الآلي(فانظروا يا إخوتي كيف لعب بي الشيطان حتى يضلني فيخزيني)
فأخرجته وأخذته بيدي
وكانت هي في فصلها مع زميلاتها فصورتها من فصلي من حيث لا تدري
فلما وقعت في أذنها صوت التقاط التصوير الآلي التفتت إلي فرأتني
فذهبت إلى مُدرسة فشكتني
فكانت نهاية يومي من الدراسة
طُردْتُ من المدرسة بقرار من إدارة المدرسة
فخرجت منها
ما أقول لوالدي إذا سألني لماذا جئت مبكرا
ما يكون وراء جوابي إذا أصدقته
مع ما هو فيه من أحزان وهموم
جننت
فلما دخلت من باب الدكان مسرعا إلى الدار
فإذا أبي جالس على الكرسي
فارتعدت فرائصي
فسألني وكان صوته عاليا شديدا كالرعد
"ما الذي حدث في المدرسة؟"
ما أسرع ما وصله الخبر
وتيقنت أنه عرف الحادثة
قلت "لا شيئ" فلم أنته من الجواب
إلا وقد وقعت علي بعض الضربات
فقال "أ تريد أن تخزيني؟ اخرج من هنا يا خاسئ"
خرجت من عنده
ودخلت البيت ودخلت غرفتي وأغلقت علي الباب
سقطت على سريري ودفنت وجهي في وسادتي فانفجرت عيناي بكاء
إخزاء وطرد وضرب ملأت فؤادي آلاما
بكيت وبكيت وبكيت حتى لم يرقأ لي دمع
ولم يكلمني أبي بعد هذا اليوم إلى حين ولا أواجهه
فانتشر الخبر بين الناس فجعلوا ينهشون لحمي
فاستحييت من الخروج وإن كان ففي الليل أو بكرة
نعم أنا عصيت نعم أنا عصيت
ولكن .........أليست لي فرصة للتوبة ..ألست عبدا لله أعصيه وأتوب إليه فيغفر لي
فهل إن عصيت أهدم كل ما بنيته من أهداف وهمم في قلبي وقيم
تمنيت كل هذه منهم ولكن الله هو الله والإنسان هو إنسان
روي أن أحد الصالحين كان يسير في بعض الطرقات:-
فرأى باباً قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج،فأغلقت الباب في وجهه،ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكراً فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزيناً فوجد الباب مغلقاً فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ،ونام ودموعه على خديه ، فخرجت أمه بعد حين ، فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي،وتقول:يا ولدي أين ذهبت عني ومن يؤويك سواي ، ألم أقل لك لا تخالفني ولا تحملني على عقوبتك بخلاف ما جبلني الله عليه من الرحمة بك والشفقة عليك ثم أخذته ودخلت !!
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها ) رواه مسلم
وهذا خطأ سجل في تاريخ الكبار في تعاملهم مع الصغار

ومضى بعض الأيام
وفي يوم ناداني والدي فجأة وسألني يرفع صوته
"تريد أن تستمر في الدراسة أم تريد العمل؟"
ما أحلاه من سؤال
قلت "أريد الدراسة"
ما كنت أريد أن أفضل أي شيئ على تحصيل العلم في أي لحظة
أخذ الجواب ودخل الدكان
في ذلك اليوم ذهب والدي إلى المدرسة
وطلب من المدير ليعفو عني مرة واحدة
وليعطي لي كرة لأكون من الطلاب المتأدبين
وألح في الطلب ولكنه رد طلبه ردا باتا
ولو رددت إلى المدرسة ما كنت أن أعود إلى ذلك العار مرة أخرى
ولكن هذا ماقدر الله وما شاء فعل
كان رده نعمة كبيرة لي فيما بعد
ولولا هذه النعمة –وله الحمد أولا وآخرا-
ماكنت لأجمع هذه الأحرف باللغة العربية
وما كنت في الملتقى ولا يكون بيننا التقاء
ثم ذهب والدي إلى مدرسة بعيدة عن قريتنا
لإدخالي فيها ولإتمام دراستي
وقد بلغها الخبر عني من قبل أوبُلِّغ
فكانت نفس النتيجة
فغدا والدي إلى البيت غضبان أسفا
لم أعرف شيئا من الخبر مما حصل لوالدي
فقال لي بصوت مرتاح وفي وجهه أمارات الغضب
"انتهى كل شيئ فابتغ عملا حتى لا تضيع فراغك"
ثم انصرف إلى الدكان
وأمي تنظر إلي بحنان
دخلت غرفتي وأغلقت الباب
ثم بدأت أبكي حتى لم يرقأ لي دمع
ونمت على تلك الحال
فسبحان الذي جعل النوم سباتا
تبدلت لي الأرض غير الأرض
فما هي أرضي التي ولدت فيها
تنكرت الوجوه لي
وتغيرت معي كلام أهلي
بدأت تذبل كل الزهور في حديقتي
برد النسيم بدأ يصير حرا لي
كأن ضوء القمر بدأ يغسق لانهماري
تدور في قلبي آلامي
حين أتفكر في آمالي
كأن طفولتي عادت لي
في دموع انهمرت مني في الليالي
أسهر في نومي
وأنام في يومي
أروح إلى شاطئ البحر يوميا
وأمشي على كومات الأحجار وأنقاضها
وأقيل عليها
وكبائن صارت لي سررا
موج يجيئ وموج يذهب
موج يضاحكني وموج يعانقني
موج ينصحني ويصحبني
ولكن ليس أحد منها يزجرني
أمواج تودعني لأن لها نوبة واحدة في حياتها
فتصتخب وتموت فلن ترجع إلي
أقضي يومي كله في شاطئ البحر
أبني من رمال البحر بيتا يعجبني
ويسرع إلي موج ويقبل قدمي ويمسح بي
ويستوهبنيه ويأخذه
فلا ينتظرني لأنه يعرف حبي به
في بعض الأحايين أرى البحر ساكنة
فتأخذني آلامي وأحزاني فأرجع إلى الواراء
فتقلص دموع مني فتقع في الأمواج وتنتحر
أجلس في صخرة أبرشم بنظراتي إلى حشاشة من الشمس حين غروبها
أريد أن أرجع إلى البيت وأقول لوالدي وأقربائي إني لست شقيا
وفي قلبي أهداف وهمم تزول منها الجبال
فاعفوا عني واقبلوني هنيئا كما قبلتموني حين كنت صبيا نقيا
ولكن خبايا القلب حتى تحققها في الواقع ليست لها أية مزية
ولو كانت من أثمن الدرر وأغلاها
كتبت أشعارا كثيرة أسجل فيها أحزاني
أداوي بها جروحي و أعزي آلامي
وأرسم فيها سبلا لمستقبلي
قد تسقط دمعة على حرف ويذهب لقائهما بحياتهما
هل أترك الأيام تذهب هكذا بلا شيئ.........(سأعود إن شاء الله)
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:13
كلا .......فقررت أن أبتغي عملا أكسب به مالا
فتكون في حياتي منفعة لوالدي ومن تحت رعايته
أصبحت في البيت وكلمت أمي أن تشفع لي فلانة
هي زميلة أمي في المدرسة وكان زوجها تاجرا
ويكتسب بمهنة الخياطة أيضا
فكلمتها أمي أو كلمت زوجها مباشرة نسيت أيهما حدث
فقبلني بروبيات زهيدة ولكني كنت مضطرا إليه
لا أعرف أي مهنة في تلك الأيام
ولكن في بضعة أيام عرفت خياطة زر القميص وعروته وصنع زيقه بالممارسة
استمرت مهنتي خمسة عشر يوما
حصلت على خمسمائة روبية راتبا
رجعت إلى البيت وفي نفسي فرح لأنه أول راتب في حياتي
ونيتي أن أدخل في أنفسهم بهذا المال سرورا مع قلته
فواجهت أبي في الدكان فقلت "أبي" فمددت يدي إليه لأعطيه
فقال معرضا عني" أعطه ماما"
كلمة دمرت كل أحلام بنيتها في جناني منذ خمسة عشر يوما
كدت أن بكي ولكن أعرف أن للبكاء ثمنا
ماذا عليه لو قبل مني!!!!!!!
نعم هم الكبار يسيرون في واد
ونحن الصغار يسيرون في واد
يرجون منا أثمن وأحسن ولكن ما هو فوق سننا ومبلغ علمنا
ما أحسن أبوة يعقوب إذ قال لبنيه لما جاؤوه بكذب وخيانة وقد فعلوا ما فعلوا
"بل سولت لكم أنفسكم شيئا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون"
الصبر الجميل صبر بلا شكوى إلا إلى الله
ولذا قال يعقوب عليه السلام في موقف آخر "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"
أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في دقائقه
ولا أتنقص من قدر أبي وهو الأب الحنون
لم يكن والدا لنا فحسب بل كان معلما مرشدا ومربيا
ولكني قلت ما هو عام عند الكبار من خطأ في التربية-الله أعلم-
دخلت البيت وسلمت المال إلى أمي ثم دخلت غرفتي فأغلقت الباب
ثم بكيت .......
لا رد الله علي تلك الأيام
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
مضت أيام ببقايا أفراحي
ويوما دخلت الدكان فأوقفني أبي
وسألني "هل تريد الالتحاق بمعهد إسلامي ؟"
ما انتظرت منه هذا الاستفسار
قلت بفرح وسرور "إي وربي " ولم أستفسر عن شيئ
فمد إلي ورقة فأخذتها وقرأتها
فإذا هي تبدأ بـ"معهد دار التوحيد السلفية"
أول مرة أسمع كلمة "المعهد" في حياتي
ثم ملأ أبي ورقة استمارة الطلب وأرسلها إلى عنوان المعهد
فجاء الخبر عن الموعد للمقابلة الشخصية
فكان الموعد شهر شوال عام 1998 ميلاديا
انفجرت مني ثورات سكوني
وتجددت هممي واندرس السناج الذي سيطر على حياتي
أقر الله عيني وأذهب عني أحزاني
وقد عادت مرات ولكن لعلها لتثقل كفة ميزاني
يوم لا ينفع لي مال ولا بنوني
ولكن......
لم أشعر أنه لا طاقة بأبي أن يحمل نفقتي
وحتى للسفر إلى المعهد للمقابلة
ما كان لديه ما يكفي سفره
بما أن معهد دار التوحيد السلفية مشهور أمره كالشمس في رابعة النهار
قد تهيأ للسفر للمقابلة من قريتي فقط 9 طالبا كلهم في الثالث عشر من العمر
إلا أنا وكنت في الرابع عشر.
جهزت لنا سيارة أجرة للسفر جماعة
القرية التي فيها معهدنا بعيد عنا يستغرق السفر ثلاث ساعات
بدأنا الرحلة .
كانت لهم مجرد رحلة للمقابلة
ولكنها كانت لي بداية هداية
كان عزمي يوحي إلي أنك تنجح في المقابلة الشخصية
إذا كان هناك نجاح فلا بد من فراق
لأهلي وبيتي وقريتي........يا سبحان الله
ولكن ليس له بد
وأما الذين جاءوا في السيارة يعلمون قصتي جيدا
وكان سفري في ظنهم مضيعا للوقت
قد فهمته من همساتهم المتكسرة في أذني
وكان والدي ساكتا في أكثر الوقت ولم يكن لديه إلا خمسون روبية
الأجرة المطلوبة من أبي 150 روبية (أظنه هكذا)
ولكني أحيجم نفسي
مخزرا إلى الأشجار التي تسرع إلى الوراء
أفكر مرات مصير أمري
كانت هذه المرة الأولى التي أسافر في هذه الطريق
بعد أن استغرق السفر ثلاث ساعات
وصلنا معهد دار التوحيد السلفية
فإذا حشود من الناس
أكثرهم شباب جاءوا مع آبائهم للمقابلة مثلنا
كانوا تقريبا 250 طالبا كلهم أذكياء إلا نزرا يسيرا
يختار من بينهم أربعون طالبا للدراسة في المعهد فقط
دب في قلبي شيئ من القلق
كانت المقابلة شفويا وكتابيا
والله ربي أن الامتحان كان سهلا جدا
كانت الأسئلة شوبا من كل مجال
أجبت عن الأسئلة كلها مستيقنا بصحة الأجوبة
إلا واحدا وهو "ما يقال للانتخابات باللغة الانجليزية؟"
سؤال في غاية السهولة ولكني نسيته فسبحان الذي لا يضل ولا ينسى
بدأت المقابلة الشفوية
وكانت فيها طرائف (و سأعود إن شاء الله)
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:15
وكان الطلاب يدخلون غرفة المقابلة واحدا بعد واحد (فيما أذكر)
فجاءت نوبتي فدخلت
رأيت هناك بعض الأساتذة وأشاروا إلى كرسي كان أمامي أن أجلس فجلست
فإذا أنا أمام رجل نحيل الجسم متوسط اللون طلق الوجه وعلى رأسه كوفية بيضاء
وكان رجلا لينا في خلقه وخلقه
هو الأستاذ سكرتي جماعة أنصار السنة المحمدية وسكرتي المعهد
خليل الرحمن حفظه الله
سلمت عليهم وكان يعرف أبي جيدا بسابقيته السكرتية في هيئة الإغاثة
وسألني عن أشياء إن تبد لكم لا تسؤكم ولكني نسيتها
وما أذكره أذكره هنا
كنت عزمت على أن أصدقه في كل مايسألني
فكانت بداية خير
وقد سألني "هل تنظر إلى الروايات السينمائية؟"
قلت نعم ولكن بعد هذا اليوم لا إن شاء الله
كم كان صعبا علي حين قلت ذلك
ولكن الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان
كم هو سهل لي اليوم
فإن السينما أفسد على الشباب من المخدرات القاتلة
–قبح الله المفسدين-
وسألني ما عندك من العلم؟
قلت أكتب الشعر الحديث
قال هات واحدا مما كتبت
فقلت مع خجل شعرا ما كنت كتبته من قبل
ولكني كنت أتفكر في كتابته
لقد كان سهلا علي بلغتي
وصار صعبا علي حين صيرته إلى اللغة العربي
لالصعوبتها بل لطفولتي بعهدها
والشعر الذي قلته باللغة التاملية معناه قريب
مما يلي:-
وثم لا يشغلنك ما تلقاه غدا
ولا تكن في شغل ماضاق أبدا
ولا تمزن لما سيجري فيك غدا
ولاتنفس صعداء لماضيك سدى
وحسن كل يوم بما فيهنْ ما بدا
يأتيك سر بسرور ما تيك سرمدا

قد ضاق علي أن أسوق كلماته بكل مضمونها لقلة باعي

أظن أن الأستاذ خليل الرحمن فرح بي
ودعا أبي إلى الغرفة
فقال إن ابنك سينجح ممتازا ولكنه قد درس في مدرسته الرسمية إلى الصف التاسع
وقد فاز للصف العاشر
ولكن منهجنا التعليمي يبدأ من الصف الثامن
(لأن منهج المعهد حاو لمقررات المدرسة الرسمية والمقررات الدينية)
فانظر ماذا ترى؟
مايدريه أنا كنا مجبورين لا خيار لنا
فقال أبي لا بأس ليبدأ ابني من الصف الثامن
ثم شكرناهم وسلمنا عليهم وخرجنا
رأيت في وجه أبي إيمانا و سرورا
فداخلني نشاط ونجدة
فكان شبه أول خطة للسلام مع أبي
وصاحبني سرور واختلطت حبرتي بعبرتي طيلة سفري إلى البيت
وانبسط أبي في الكلام إلى أصحاب السفر
حمدت الله و عزمت للمضي في سبيل الله
دعوت الله مرارا أن يزيدني من العلم ويثبتني في دينه
وصلنا إلى البيت وانقضت بعض الأيام بطلوعها وغروبها
ولم يصل إلينا أي خبر من المعهد
حسبناه شبه رفض عن القبول
مضى شهر بأكمله بدون خبر
وفي يوم ذهبت إلى الشيخ أشرف -عافاه الله-سدى
كان له علاقة وتيدة بالمعهد ففاجئني بخبر حزين
أنه لم يسجل قبول لأحد من الطلاب من قريتنا إلا واحدا رقمه 36 (أظنه)
فقلت له لعله رقمي .فقال "أنا متأكد هذا رقمك لأنه لم تصل أي إخبار إلى أحد ممن شارك في المقابلة "
فقلت "حتى لي" فقال "لعله أرسل ولكنه لم يصل إليك"
فقال "هل أنت مستعد للسفر؟ وهل جهزت كل شيئ؟"
قلت "متى يكون تسجيل الدخول؟"
فقال "سبحان الله غدا" قلت "غدا الله أكبر"
أجهشت بالبكاء ولكني ملكت نفسي و تكلفت بالابتسامة له وخرجت منه

قصدت بيتي والشمس في وشك الغروب
وفي نفسي تردد لأن أبي قد خرج في حاجته إلى قرية بعيدة عنا
وقد وعدنا بأنه سيرجع مساء الغد إن شاء الله
و لا بد لي من توديع أهلي وأقربائي قبل الفجر لأن أكون في مكتب المعهد قبل الساعة العاشرة صباحا
يا إخواني إنه كان من العادة الواجبة إعداد الطالب الذي سيمكث في السكن أياما
وتوفير مايحتاجه من أمتعة وألبسة ودفاتر وكتب مدرسية
و وسائد وبطانية وأوراق الشهادات والنفقة ورسم الدخول
صدق أو لا تصدق .
ما كان عندنا شيئ من هذه جاهزة
ولا يملك أبي قوت أهله فكيف يبتغي هذه كلها
ورسم الدخول 3000 روبية(أظنه)
وأنى له هذا المبلغ الذي يكفي قوت أهله لخمسة أيام إلا أن يشاء الله
وحتى ما كان عند أمي روبية ولا فلس
مع كل هذا إذا خرجت فسأخرج بدون استئذان من أبي
لأنه لا يملك الجوالة فعسر علينا الاتصال به
ثم إنه لا بد من والد أو ولي أو مسؤول لتسجيل دخولي.
جلست على الكرسي وأنا حائر مرتبك
ترددت في أمري والدتي التي لا تعرف شيئا عن هذه الحياة الخداعة
التي ملئت طمعا في العيش وتملأ في الكيس
وزادت آلامي حينما أتذكر فراقي لقريتي ومدرستي
وبيتي ووالداي وإخوتي وأختي بل وحياتي بجميع أحلامها وجميل آمالها
إنه كان شبه محال أن أمشي على طريق لم أتعود عليها
و أسير إلى قرية ليس بها أنيس وجليس
نظرت إلى وجه أمي وهي جالسة تنعس واغرورقت عيناي وصرخت في نفسي
يا أماه يا ليتني قد مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
إنها صرخات موتي وصرخات مشاعري
تبعثرت ذكريات قلبي
أقول يومي هذا وأكتب لكم وأنا أروح آلامي التي ابتلت بموجات من البكاء
"إن الذي يعلم الجهر وما أخفى ويغفر كل ذنب ويرحم من ادعى له صاحبة وولدا ولا يضل ولا ينسى والذي وصف آلام حبييه نبي الله يعقوب الذي اصطفى
فقال "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ "
وآلام كليمه نبي الله موسى
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
لا يترك عبدا في أحزانه يغترق فيه بلا منقذ ويقف حائرا بلا هاد ولا ناد
ولكني ما كنت أفقه حكمة الله حينها
ذهبت إلى بيت خالة لي
طرقت بابها ففتحت واقترضت منهم مائتي روبية (أظنه هكذا) لنفقة رحلتي
لم أنم تلك الليلة كلها خوفا من النوم الغارق ولكن عيني التمستا شيئا من النعاس في الليلة كلها
و لم يكن لدينا ساعة منبه ولم تنم والدتي مرتاحة
استيقظت مبكرا قبل الفجر
وجعلت أستعد لسفري وأنا أمسح النوم عن وجهي
قد نسج السكون قريتي بخيوطه
إلا نهادة النباح كانت تحاول أن تمزقها
بدأ رجوع الحباحب إلى مساكنها
وحكم السواد الطرق
قد بدأت مصابيح سواريها تفقد قوة إنارتها
وقد زادت كل هذه الطبيعة سيطرة الأحزان على قلبي
تنقلت ذكرياتي كالخيتعور
سكبت كل الأفراح المتبقية بدموعي
وجعلت أكتب إلى أمي رسالة بأنفاسي
" لا تبكين يا أمي لفراقي فإنه ليس لي اختيار في أمري
قد غُلبت فإنه أمر لا ينادى وليده
ولتمت هذه الدموع ولتلد العيون خير بناتها"
والله إني أجهد نفسي وأتعبها لأصوغ لكم ذكرياتي صياغة حسنة
ولأكسو كلماتي روحانيتها لتصلكم حرارة دموعي
ولاعتي التي كادت أن تقتلني
ولست أريد المبابغة ولا المغالاة
جاء أخو عمي وقد وعد أمي بمصاحبته في سفري
حتى يوصلني إلى المعهد-جزاه الله خيرا وأعاده الله إلى رشده-
مشيت إلى الباب و وضعت رجلي للخروج
ثم التفت إلى أمي وقد احمرت عيناها من البكاء
جهشت نفسي وكدت أن أصيح يا أميييييييييييييييييييييي
وأرمي بنفسي إلى حجرها
وأتقلب فيه
وقد أصبحت قلوبنا فارغة
ولكني ما يدريني
إن الله لرادي إليها بأحسن ما كان
التفت إليها بحنان و إشفاق
وكانت أمي تمسك بيديها قضيب البواب الداخلي
وتنظر إلينا وقد اغرورقت عيناها
فقلت السلام عليكم يا أمي
فقالت وعليكم السلام وقالت لابن عمي
خذوا حذركم
مشينا نمرخ ظلام السدفة إلى موقف الباصات
ناديت بقلبي كل المخلوقات التي صاحبتني في حياتي بغير خيانة
يا شمس المشرق لن تراني في الغروب
يا قمر المغرب لن تراني في الطلوع
ويا بحير الأمواج لن تراني في الساحل
وداعا لأهلي وقريتي وصبائي
ثم ....وداعا .....لذكرياتي....اهتز قلبي بالبراكين
لا تظنوا بكلماتي إنها مجرد وصف لإثارة المشاعر
والله إني لأحب هذه المخلوقات حبا جما إلى الآن
وودعتها بقلبي حقا....آه......آه.......ثم ......آه
كأني أقول لقريتي لولا أن قومك أخرجوني ما خرجت

وصلنا إلى المعهد في الوقت المؤقت
دخلت مكتب الجمعية وكان في الطابق الرابع
فإذا حشد من الطلاب جاءوا مع آبائهم بباب المكتب
فدارت في القلب ألف تساؤل
هل يسجل قبولي وكيف تقول بأن ليس لديك رسم الدخول
لا إله إلا الله وتوكلت على الله
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:16
دخلت المكتب وسلمت على الأستاذ خليل الرحمن
فأجابني بوجه باسم فأثلج صدري
أخبرته حالي بكلمات يسيرة ولم ينتظر حتى أنتهي
"قال لا بأس ,عليك بكلها في الأيام الآتية"
شكرته وخرجت من عنده
وجزاه الله خير الجزاء ولا أنساه له أبدا
وودعت ابن عمي وأنا مكتظ بالدموع والآلام
وانتهى كل شيئ فاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا

دخلت المعهد
كان المعهد في وسط فناء واسع
و المعهد يحوي ثلاثة مباني لاثنين منها طابقان
وهما سكن الطلاب و المدرسة
والمبنى الثالث للمطبخ والمطعم وسقف بخرسانية مسلحة
ليبنى فوقها طابق ثان ولكن لم يبن فوقها إلا علية للأستاذ
وقد بني مبنى رابع ذو طابقين بعد سنوات من التحاقي
الطابق الأرضي للصلاة والطابق العلوي لم يبن وقت دراستي من المدرسة
وقد سمعت أنه بني ونقلت المكتبة إليها
تلك المكتبة التي عشت فيها ولي فيها أحداث طريفة
سأذكرها في قصتي هذه
وقد كتبت فيها مقالة خاصة سميتها
"المجالس العلية من مكتبة دار التوحيد السلفية"
وحول المعهد مناظر خلابة
حقول خضرة وجبال عالية ماشاء الله

بعد هذة التوطئة عن المعهد
أسير في مسيري

لما دخلت المعهد أخذتني غربة
وجوه لا أعرفها وابتسامات لا أعرف أثمانها ولا خباياها
ما كلمت أحدا إلا سلاما سلاما
ذهبت إلى سريري الذي أعد لي
وضعت بجانبه كل أمتعتي المتواضعة
نظرت إلى حشية السرير وكان حشوه من ليف النارجيل
تلك هي حشية السرير في مدارس إسلامية لفوائد عديدة
ولكن كثير من طلبة العلم لا يدركونها لأسباب كثيرة
ولكن هذه الحشية لا بد لها من ملاءة وإلا فلا يرتاح النائم في سريره
ما كان لدي ملاءة لأرتاح في النوم ولا أثواب جديدة لأتجمل
ولم يكن أنيس لي ولا جليس
ضاقت بي الأرض
تغيرت الأحوال
كان يوما شاقا فلما كانت الليلة لم أستطع النوم
جاءت وجه أمي الباكية في أعيني
ووجوه إخوتي الضاحكة في ذاكرتي
وأخذتني أبابة وحنين إلى قريتي
وما كانت تحتي ملاءة وما كانت فوقي بطانية
وكثير من إخوتي الطلاب غارقون في النوم
كنت أسمع نفخهم إلا من كان حالهم مثل حالي
فجعلت أنظر إليهم وأتخيلهم إخوتي وأبكي
ما أحزن ذلك اليوم
أمواج دجج بلا تموج مكثت معي تحمل أحزاني تظل في بحري
ودرر دموع أولدت بعيني غربا بذكريات سجلت في خواطري
فلا راحة في ليال إذا لم تنوم أطفلا في حجرها عن الدواهي
فسبحان الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا ولم يجعل للنوم أوقاتا
استيقظنا لأذان الفجر وشهدنا قرآنه
ورجعت إلى سريري
دارت في قلبي تساؤلات كثيرة
هل يجيئ أبي اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وحينما كنت أتقلب في السرير حزنا
فإذا هو أبي بالباب يدخل مبتسما مهللا
الله أكبر والحمد لله حمدت الله في قلبي
جلس أبي في سريري وسلم علي وانبسط إلي في الكلام
كأنما أتكلم إلى صديق لي ونصحني وحثني على طلب العلم
فأعطاني ما كان في يده من أمتعة استطاع إليها ذلك اليوم
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
ودعت أبي وأنا أبكي في قلبي لأنه آخر عهد به حتى العطلة المقبلة
رجعت إلى سريري وفي تلك الأيام لم يحل لي طعام ولا شراب ولا نوم
مرت بعض الأيام هكذا بلا عنب
فتحت صفحة جديدة في حياتي
جعلت الهمم تعلو في خاطري
انبجست منها شرر في قلبي
وانفجرت مني ثورات قادتني نحو التقدم
فجعلت في الليالي الحالكة أتقلب في سجودي وأقول"رب زدني علما"
"اللهم إني أسألك علما نافعا" هذه هي الأدعية التي أكثرت منها
ولعل ربي قبل مني فجعلت أتقدم
ذهبنا إلى الفصل الأول ونحن غرباء
أول يوم دراسي في معهدي
كأني أصَّعَّد في السماء من قلقي
جلست على كرسيي
وجلس بجانبي غريب لي
ففاجئنا الأستاذ خليل الرحمن بمجيئه
فقال السلام عليكم
قلنا وعليكم السلام ونحن جلوس
هذا غير ما عهدناه في مدارسنا الرسمية
والذي هناك
نقوم لأساتذتنا ونسلم عليهم ثم نجلس
كأن هؤلاء ملائكة الرحمن
تنبجس مني كلمات لأصفهم بها
لما يريدون من تلاميذهم من تبجيل وتوقير بإجبار
ويريدون ما كره النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه
أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا

جلس الأستاذ على كرسيه .
بشاشة وجهه فجرت في قلبي ينابيع الإيناس
واستفسرنا عن أحوالنا
ثم سأل عن درجة كل واحد منا في المقابلة الشخصية التي جرت
سأل "من الأخير" فقام طالب فقال "أنا"
ثم سأل من في التاسعة والثلاثين ...هكذا إلى أن يصل إلى الدرجة الثانية
فقام طالب فقال "أنا" ثم جلس
ثم سأل "من في الدرجة الأولى؟" (سأعود إن شاء الله)

__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:18
فلم يقم أحد ولم يبق أحد إلا أنا
ولم أقم وتبسم الأستاذ ضاحكا فقال "ما درجتك؟"
قلت "لا أدري" فقال "ألم تحصل على رسالة إخبارنا"
قلت "لا " فتبسم أخرى
ثم تكلم إلينا في أمور للطمأنن
حتى اطمأنا وسكنت خفقات قلوبنا
ثم قال "ستبدأ الدروس –إن شاء الله –من الغد
ويجوز لكم الرجوع إلى السكن والسلام عليكم"
(أو بدأت الدروس من ذلك اليوم)
وحين علمت أني في الدرجة الأولى في المقابلة
طارت ذكريات قلبي فرحا
وكدت أن أصيح يا أمييييييي امسحي دموعك
وابتسمي وقري عينا
وإني حين أقول "طارت ذكريات قلبي"
لا أستطيع أن أقول "طار قلبي"
لأني في أيام معهدي كلما وقعت في قلبي حبور وأنداء
وقعت قطراتها على أحداث راقدة مضت في صبائي وشبابي
فتستيقظ وتقوم وتنض أجنحتها لتطير إلى الماضي وتراه رأي العين
وتجبر ما انكسرت من لحظات خطأ عدت في أيامي ولكنها متكسرة
وأرواحها محتضرة فتسقط وحينها تنظر إلى تلك الحبور والأنداء
التي أيقظتها من نومتها ببلالها نظرة بريئة وتعانقها وترحب بها وهي تحن
وحين تصتخب تلك الحبرات بعبراتي لا أستطيع أن أقول "طار قلبي"
مضت بعض الأيام هكذا
وبدأت الحروب ضد جنود الشياطين في حياتي
وحمي الوطيس وتبدلت الأيام
صرت أتفكر فيـ "ما هو الحزن"
أحزان............
وحين تختلط دماء طفل بدموع أمه
وحين تزول سناعبه من لمع أثدها
وهي تنظر احتضاره في حجرها
وتشنج أصابعه وحشرجة قلبه واقشعرار جلده
وحين تسقط رأسها على طفلها ألما وانكسارا
و تصير تلك البهجة جثة تدفن في التراب
وتتمنى موت بهجتها من قبل هذا وتنادي كل جمل بعد ليت
وتشتاق إلى كل جمل بعد لعل
أحزان من هذه.................؟
إنها أحزان أمهات فلسطين وأمهات أفغان وأمهات كوسوفا
وأمهات كشمير وأمهات بوسنة وأمهات.......وأمهات......
والله يا إخوتي.........إن الأهوال والأحداث أبشع مما وصفتها
ودموعهن أسخن من أحرفي ودمائهن أدمى من أسودي
وحينها.....
انهمرت مني دموع وهطلت من أعيني أمطار
واستحيت مني حيائي أي حزن هذا !!!!!!!
أي حزن ذاك........

بدأت أتفكر في حقيقة الحياة وبلاياها فتجمعت في قلبي نيات
ماهو الحزن الذي أنا فيه؟
نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
مات أبوه وهو جنين في بطن أمه
وتموت أمه وهو صبي
ويموت جده وهو صبي
وتموت زوجته خديجة رضي الله عنها وهو حي ينظر إليها
ويموت عمه الكريم الذي كان حصنا له في دعوته وهو يدعوه ليشهد ولم يشهد
ويموت له ابن ثم ابن ثم ابن وهو يحمل صبيه في حجره "ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِى شَنَّةٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ"
وتموت له بنت ثم بنت ثم بنت ويبشر الرابعة بالموت وهو ميت صلى الله عليه وسلم
وسرعة اللحوق به بعد موته فتفرح تلك الزهراء أيما فرح رضي الله عنها
وأخرج من بيته بل من بلدته التي أحبها أيما حب
قد خرج وهو يقول "إنك لأحب البقاع إلى الله ،
ولولا أن قومي أخرجوني منك ما خرجت "
و يمشي في الصحراء ويتسارك مع خليله
ويتكتك على أنقاض الحرة ويصل إلى يثرب
ولا يطيب عيشهم فيها لأبابتهم بمكتهم
فيقول أبو بكر رضي الله عنه إذا أخذته الحمى
" كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله "
ويقول بلال رضي الله عنه ويرفع عقيرته
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
وقال اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف
كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء
وينظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجد في نفسه ما يجد أصحابه في أنفسهم
فيقول " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد
اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا
وصححها لنا
وانقل حماها إلى الجحفة"
ثم بعد كل هذه البلايا والمصائب والفتن
وبعد كل هذه الأحزان التي اعتصرته ألما
وتركت في قلبه طللا
يصلي في الليالي حتى تتورم قدماه وتتفطر وتنفتخ
فتسأله عائشة رضي الله عنها وتقول
" لم تصنع هذا يا رسول الله
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم
( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا )
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
إذن أين أحزانه التي يحملها قلبه
وآلمه التي أدمعته وصاحبته إلى ذلك اليوم
فوالذي نفسي بيده
هو الرجل الذي عرف حقيقة الحياة
وحقيقة الأحزان والأفراح
والله ما زلت في مثل هذا التفكير وفي مثل هذه القصص (ليست هي بعينها)
حتى غيرت مشواري
فجمعت كل هممي في تحصيل العلم
فجعلت الورود تزهر في قلبي
وخضت في طلب العلم
فكانت مواقف كثيرة طريفة في سبيل طلبه
أريد أن أسجل منها ما وقر في قلبي لذته إلى هذا اليوم


(غدا أرتاح من سفري)


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:20
كان أحب الدروس إلي درس اللغة ودرس النحو والصرف
مقرر اللغة العربية في الصف الأول كتاب الدكتور عبد الرحيم "دروس اللغة العربية 1,2"
الجزء الثالث هو مقرر الصف الثاني
أستاذ اللغة العربية
هو الشيخ مكرم حفظه الله خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
كان ذا وجه باسم طويل القامة سمين الضواحي

ومقرر النحو والصرف في الصف الأول كتاب "مجموعة النحو"
يشتمل على تسعة كتب في موضوع النحو والصرف
1-ميزان الصرف 2-أجناس 3-أجناس الكبرى
إلى هنا ينتهي مقرر الصف الأول
4-وزنجان 5-عوامل مقرر الصف الثاني
وبقيته ليست بمقررة
وهي الكتب 6-تقويم اللسان 7-تحفة 8-قطر الندى 9-شواهد القطر
والكتاب أمره مشهور في جنوب الهند وسريلنكا
وأستاذ النحو والصرف في الصف الأول
هو الشيخ مصطفى خريج الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية
كان الشيخ رقيق القلب حفظه الله

أما في الصف الثاني فكان أستاذ النحو فيه
الشيخ أدهم خريج جامعة الملك سعود
كان صبيح الوجه ذا مزاح مع الطلاب
ومع ذلك فهو شديد في الدرس
فإنه إذا دخل الفصل يأخذنا الرعب
ولكنا لا نريد غيابه لجمال كلامه وحسن نظامه حفظه الله
ومقرر الصف الثالث والرابع قطر الندى للإمام ابن هشام الأنصاري رحمه الله
ولعله كان هو المقرر في الصف الخامس أيضا
وكان أستاذه الشيخ أنصار خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
تخصص القرآن وتفسيره وقراءاته
كان ذا مهارة فائقة في النحو ويدرسنا على ظهر قلب
لا ينظر إلى الكتاب إلا ليعرف مواضيع المسائل
ويوما صلى بنا بقراءة ورش عن نافع حفظه الله
مع ذلك كان الشيخ متواضعا جدا ولي معه مواقف رائعة
سآخذكم معي لنمر بها إن شاء الله

ومقرر الصف السادس أظه شرح ابن عقيل
وكان أستاذه الشيخ أنصار نفسه
سبب نسياني بعض المقررات
أنه تدهور إيماني بهذه المقررات في المعهد لأسباب كثيرة ستعرفها إن شاء الله
أما الصف السابع وهو آخر السنوات الدراسية فلم أدخله
وحتى نصف السنة السادسة الأخيرة فلم أكن فيها
وقد عُزلت عن المعهد لأسباب ستعرف تفصيلها
ويعلم الله مقاصدها والله حسيبنا وهو أحكم الحاكمين

أول درس صرفي بدأ
بـ فعل ,فعلا ,فعلوا ,فعلت ,فعلتا ,فعلن
فعلت ,فعلتما ,فعلتم ,فعلت ,فعلتما ,فعلتن
فعلت ,فعلنا

لماذا نحفظ هذه ؟ لم تسمى هذه ميزانا؟
ما هي المواد التي نزن به؟ سؤال بعد سؤال دار في قلبي
حتى حفظنا أكثر من مائتي وزن من "فعل"
ما أشقها في تلك الأيام
وما أسهلها على لساننا اليوم
جننا في حفظها
فكنا نزن الأسماء التاملية بهذا الميزان ليسهل علينا
"آنْ" اسم لمسمى "الرجل" باللغة التاملية
فمن جنونا نصرفه ونزنه بالميزان الصرفي
مثل:-إذا كان درس ذلك اليوم "فَعَلَ يَفْعُلُ"
نحفظ فعلا على هذا الميزان نحو
نَصَرَ ,يَنْصُرُ ,نَصْراً ,فهو ناصِرٌ
نُصِرَ ,يُنْصَرُ ,نَصْراً فهو مَنْصُوْرٌ........
نخرج من الفصل للفسحة
فترى كل كائن لا نعرف أسماءها باللغة العربية
يفر منا كأن هؤلاء تقول "جاء الإرهابيون فلا يتركنا
حتى يقيدونا ويزنونا بميزانهم السلاحي الذي اخترعوه اليوم
ويغيروا كل معالمنا"
ولكنا نلقي القبض على أحد منهم
ونضع على ميزاننا ونزن
آنَ ,يَؤُوْنُ ,أَوْنا فهو آنٌ (رجل في التامل)
أُوْنَ , يُآنُ ,أَوْناً فهو مِيْنْ (سَمك في التامل)
هذا لا نزها وفق الميزان ولكن لمجر الوصول إلى الأسماء التاملية
وهذا التطبيق قد جعلنا نعد هذا الدرس من أسهل الدروس
وإنا لنستطيع اليوم أن نؤديها على ظهر قلب بدون أي مذاكرة أو مراجعة
بكل أبوابه من الأصول والمتفرعات منها والشواذ والمطردات والملحقات بها
واللوازم والمتعديات-الحمد لله-

كنت أدخل المكتبة كل يوم
وأسرع إلى رف قسم اللغة والنحو
أجلس على الأرض
آخذ كتابا وأضع كتابا
وأنا لا أدري ما أخذت مما وضعت ولكني قرأت
ولا أدري هل أقرأ أم أصرخ
أكتب الألفاظ العربية في ورقة بيضاء بسوداء أو زرقاء
بأحرف عربية مضحكة ولكن...
إذا مشى الرجل مشية الطفل فهو ضُحْكة
وأما إذا مشى الطفل تلك المشية فهي عجب وضُحُكة
كنت أعتاد الذهاب إلى المكتبة
كان يحضنا الأساتذة على حفظ كثير من الألفاظ العربية
صدق أو لا تصدق
أني في يوم ما حفظت أكثر من ستمائة كلمة أديتها على ظهر قلب
ولكن لم أستطع إنقاذها من النسيان الإرهابي
وقد اختطفت أكثرها (ابتسامة)

كانت في المكتبة مجموعة "أجزاء قصص صغيرة" للصغار
نسميها "صندوق الدنيا"
وكانت قراءتها شبه واجب علينا
يستعير كل واحد من زملائي جزءا منها
وأنا مثلهم ولكني طماع في أن أفوقهم في كل شيء
وأنتم أيها الإخوة المتابعين تعرفون السبب
لا أقرأ جزئي ولكني أسرع إلى كتابة الكلمات التي تحتويها القصة
ثم أمكث حتى إذا خرج زملائي من الفصل إلى أكلَة الظَّهيرَة (الغداء)
آخذ أجزاءهم (وأكثرهم يعلمون عملي هذا)
وأكتب كلمات قصصها
وكتابتها لا تأخذ وقتا طويلا
لأن صفحات الجزء الواحد لا تتجاوز عشرا
ولكن هذا العمل قد يأخذ أسبوعا
فتجمعت في مذكرتي وذاكرتي ألفاظ كثيرة
أول جزء قرأته هو "تيتي والبطة" ثم"الأرنب والجزرة"
وكنت أستعير دفاتر الكلمات العربية
من طلاب الصف الثاني ثم الثالث ثم الرابع
وأسجلها في دفتري وأحيانا في ورقة منزوعة من الدفتر
كنت دائما في كل صلاة بعد التسنن
آخذ ورقة من جيب القميص وأراجع الكلمات التي فيها
ثم أدخلها فيه وآخذ من جيب البنطلون ورقة وأراجع الكلمات التي فيها
ثم أدخلها فيه وآخذ الدفتر وأراجع الكلمات التي فيها
أغدو بذاك الدفتر وتلك الورقات وأروح بها
ويوما لما كنت عند رف قسم اللغة العربية في المكتبة
وقعت عيناي على كتاب كبير الحجم
أسمر اللون أو بني اللون
اشتقت إليه بدون سبب
اسمه "اللهجة" تصفحته من البداية إلى النهاية سطحيا
ثم أغلقت الكتاب .وحين انتهيت من القراءة
عرفت أنها باللغة العربية !!!!!!!!
حزنت حزنا شديدا .
لماذا لا أستطيع فهم الكتب العربية؟
أين ذهبت الكلمات التي حفظتها؟
تساؤلات دارت في قلبي
وجدت أجوبتها في الأيام التالية
ويوما لما كنت عند رف قسم اللغة العربية في المكتبة
وقعت عيناي على كتاب فضي اللون في وسط الغلاف
ذهبي اللون في حرفه
متوسط الحجم
أخذته وقرأت موضوعه "المنتخب من غريب كلام العرب"
تصفحته ففهمت شيئا
وذلك أن هذا الكتاب يحتوي على كلمات مترادفة
ولكنها غير مستعملة أي غريبة
كدت أن أطير فرحا
كتبت منه كثيرا من الألفاظ الغريبة
مثل "أبو عثمان" كنية حنش –حية عظيمة سوداء
فحدثت طريفة لهذا الاسم
يوما أمرنا أستاذ اللغة بكتابة بعض الجمل باللغة العربية
فكتبت جملة :-
"ضربت أبا عثمان الذي كان تحت سريري"(أو نحوها)
فدعاني الأستاذ كأنها ساءته فقال" ماهذا؟"
فقلت "أبو عثمان كنية الحية"
فضحك الأستاذ حفظه الله وآجره الله أجرا حسنا
وما مثلي ومثله إلا كالذي وقعت بيده لؤلؤة صناعية فظن أنها تعجب الغواص
حفظت من هذا المنتخب أفعالا لنزول المطر مثل هطل, ونزل ,أمطر....
و تركته بعد هذا ولعلي عدت إليه بعد هذه مرات قليلة
ثم عرفت أن هذا الكتاب الذي بعثرته (لا أقول قرأته)
للإمام أبي الحسن علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل (ت 310هـ)

__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:21
وكنت أدرس بنفسي دروس اللغة العربية جزءا جزءا
فدرست كلها قبل الامتحان النهائي للصف الأول(أظن الأمر هكذا)
وكنت شغوفا بأجزاء النحو الواضح الإبتدائية
ولم أجد هذه الكتب في مكتبتي
إنما حصلت عليها من كنز أبي المحتفظة
كانت لي معرفة جيدة باللغة التاملية
فكنت أتعجب من قواعد اللغة العربية وأصولها وطرائقها
مثل قاعدة تنويع "الجملة" اسمية وفعلية
إذا بدأت الجملة بالاسم فهي اسمية تتكون بمبتدأ وخبر
وإذا بدأت بالفعل فهي فعلية تتكون بفعل أو فاعل
لم يكن عجبي منها لمعرفتي بمقاييس علم الألسنة
وهذا لم يكن يخطر في بالي لمبلغ علمي يومها
ولكن الذي أعجبني منها "الجملة الفعلية"
لأن لغتنا التاملية ليست هناك جملة فعلية من حيث "الابتداء "
إلا في الشعر
ولكن نوعها علماؤها من حيث "الانتهاء "وذلك أنه
إذا انتهت الجملة بفعل فهي جملة فعلية تتكون من مبتدأ وخبر فعلي
وإذا انتهت الجملة باسم فهي جملة اسمية تتكون من مبتدأ وخبر اسمي
لهذا الغموض الذي اعترى تنويع الجمل
ما كنا نهتدي إلى التفرقة بين الجمل إلى اسمية وفعلية لغة "التامل"
أعني بالغموض "المبتدأ" لأن الجملة اسمية كانت أو فعلية تبدأ بالاسم
فالذي يتغير ما يليه من الكلمة
إذن كيف نقول هذه اسمية وهذه فعلية لأن الكل تشمله قاعدة الجملة الاسمية في لغة القرآن
هذه النكتة كانت لي واضحة حينها
ولكني أقول صراحة إني لا أتنقص من لغة التامل
ورأيي فيها أنها من أقدم اللغات العالمية
وأقدم عهدا من العائلات اللغوية
إن شئت جئت لك ببراهين
وحجج قوية في إبانهه
وحين قرأت كتاب الأديب العقاد
"أشتات مجتمعات في اللغة والأدب"
طار فكري فوق محاسن لغتي
ومنابعها وكان الأديب عدلا في مقابلته ومقارنته بين اللغات
و عدلا في استدلاله لأقديمة اللغة العربية
هذا هو المعهود منه في أكثر كتاباته
وزدت ثقة في إعجابي حين قرأت موضوع
"من المقارنات بين اللغات الجملة الاسمية"
من ذاك الكتاب فاقرأه إذا شئت
ولعلي استطردت فلي عذري إن شاء الله

اشتد حرصي في حفظ الكلمات العربية
حتى والله لم يحل لي طعام ولا شراب
ولا أستحيي أن أقول
حتى إني كنت زاهدا في الذهاب إلى المستحم للاغتسال
لشيء من بعده عن المعهد
وظني حينها أن الإكثار منه مضيع للوقت
وكنا نغتسل من البئر
ندلي الدلاء وننزع الماء ونفرغه
على رؤوسنا ونغسل ثيابنا
وفي فناء المعهد بئران
بئر في الأمام وهو مستخنب الماء
وبئر وراء المطبغ
وهناك ثالث وهو الذي نستخدمه للاغتسال
وهو في حقل وراء المعهد
وفي المعهد صنابير كثيرة
ولكن لا يسمح لنا باستخدامها
إلا للوضوء وغسل الوجه والبدن ما دون الاغتسال
فبعدت علي الشقة لما عرفت من قيمة الوقت
كل الطلبة يعرفون مني هذا جيدا

ثم اكتشفت طريقة وسلكتها
أصحو سحرة في الساعة الثالثة والنصف
وذلك بساعة قبل أن يستيقظ أكثر الطلبة
وأغتسل في الصنبور والليل في حلكته.
كانت علي أسهل فاتبعتها
*********************
وحين أذكر ريعان شبابي وأكتب أحداثا جرت في معهدي
كأني مثل الصبي في غدير من شاجن يمتاح من هنا وهنا
ليمسك أسماكا تتراءى له هنا وهناك مرجانا وأنشوجة
أسماك تدوص وتختفي وأسماك تنملص من يديه بعد ما أمسكتها
وأريد أن آتيكم بمتلألئ من طوارق تنام في نواحي السحاب
ومن تلكم اللآلئ التي يكاد يخمد نورها



__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:22
مؤتمر عقدته جمعية أنصار السنة المحمدية
في ميدان المعهد الواسع عام 1998 وأنا تلميذ الصف الأول
وسمعت أن الشيخ زين العابدين عالم جنوب الهند
داعي الأمة المسلمة التاملية والذي أفنى أكثر عمره
في دعوة التوحيد والتحذير من الشرك والبدع والخزعبلات
ولقي في سبيل الله من أذية وضرب وطرد وسجن وإخراج من البلدان
بالوشايات ...
سمعت أنه يأتي إلى هذا المؤتمر
فرحت كثيرا بهذا الخبر وشكرت الله شكرا كثيرا لهذا الشرف

بدأ إصلاح الميدان بإزالة الأشجار والأعشاب
وكان أرجاء الميدان موحلا
فملئ هذا الموحل بالتراب والأحجار
فصارت تلك الأرجاء فاقدة لتاريخها الماضي
كأنها ولدت حينها
كانت تلك الأيام شبه عطلة
جعلت هناك خيمة ضخمة تبلع في بطنها أكثر من عشرة آلاف
ومنبر يسع لأكثر من ثلاثين عالما
أصدرت النشرات ووزعت في معظم أصقاع سريلنكا
قبل موعد المؤتمر كنا نرقى المنبر
ونعقد محاضرات كأنا أمام آلاف من الناس مازحين
ولعل الجن قد انتفعوا بنا

سمعنا قدوم الشيخ زين العابدين والشيوخ الآخرين من الهند
وعلماء آخرون من سريلنكا
جاء الموعد بدأ المؤتمر
هالني عدد الحضور لأنهم كانوا أكثر من عشرة آلاف
فاكتظت الخيمة بهم
بدأت المحاضرات وكنت لا أهتم بأية محاضرة تجري
لأني كنت انتظر الشيخ زين العابدين
كان موعد محاضرته بعد المغرب
كنت أعد رؤيتي إليه مباشرة
من الشرف
لأني سمعت محاضراته الكثيرة من الأشرطة
وكان شديدا على المبتدعين
وسمعت عنه أنه رجل متواضع جدا
ويأكل من كسب يده
وكل هذه المسموعات جعلت له في قلبي مكانة عالية
كنت في مقدم الخيمة بعد صلاة العصر
فجأة انصرفت رؤوس الحاضرين إلى اليمين
فقلت للذي كان بجانبي "ما شأنهم؟"
فأجاب قائلا"الشيخ زين العابدين بجيء"
قمت أبحث عنه فلم أره
صرفت وجهي إلى المنبر
فإذا الشيخ جالسا على الكرسي
وعلى وجهه نظارة
أسود اللون ولباسه كان متواضعا جدا
وعلى رأسه كوفية مشبكة بيضاء
خيم السكوت على وجهه
فجأة قام الأستاذ خليل الرحمن من كرسيه
فقال "أين مجاهد؟" ولم أسمع ما قاله فكرر مرات
ثم قام الشيخ أبو بكر صديق فقال "أين مجاهد؟"
وقال صاحبي بجانبي "المدير يدعوك"
أخذتني قشعريرة لماذا يدعونني
فقمت وفي وجهي قلق ظاهر
فقال أين كنت ,ارق على المنبر حان وقت الصلاة أذن لصلاة المغرب"
الله أكبر ألهذا دعيت
الحمد لله
كنت أأذن في مسجد المعهد ومسجد الجمعية
مؤذن المسجد رويد دائما يدعوني للأذان
وكنت أحب التأذين كثيرا
يقولون الناس إن صوتي جميل
ولعله كذلك(ابتسامة)
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:23
ولما فرغت من الأذان ومشيت بكراسي العلماء
ومشيت بالشيخ زين العابدين
بادرت إلى السلام عليه فرد علي السلام
اعتززت بهذا الرد
نزلت من المنبر وسرت بنؤى المخيم
فدعاني رجل فقال"أذانك جميل ماشاء الله ولكني رأيتك فتحت راء " الله أكبرَ الله أكبر"وهذا لا يجوز"
فقبلت منه وقلت له "جزاك الله خيرا"
ما يدري هذا المسكين أني مسكين
وبضاعتي مزجاة
بعد هنيهة بدأت محاضرة الشيخ زين العابدين
عنوان المحاضرة"الأقلية المسلمة بين الأغلبية المشركة"
ولكن الشيخ حريص على نقد الفرق الخارجة عن الإسلام
فلذا رأيت الشيخ نوع "الأغلبية المشركة"
من حيث أنها مشركة إلى نوعين :-


1-الفرق المارقة عن الإسلام لأن من ينتسب إليها كثرٌ 2-الكفار من البوذيين والهندوسين والنصارى
فتعجبت لتنويعه للموضوع وتصويره له
والشيخ أخذته حماسة في محاضرته
فانتقد الشيخ القرضاوي لفتاويه المتساهلة للأقلية المسلمة
وقرضه قرضا
واحمرت عيناه حين انتقد فتواه بشرعية "عيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم"
فقال "من أنت حتى تفتي به ثم إنك لم تأت ولو بدليل واحد"
"والإسلام لا يحتاج إليك وإلى أمثالك ولكنك محتاج إليه"(ونحو هذه الكلمات)
ومثل هذه الكلمات توالت من فيه كالشرر
وقد فهمت هذا الموضوع فهما جيدا
لأنه كانت بيني وبين" الجماعة الإسلامية"
بعض العلاقات قبل لحوقي بالمعهد
ولقد أهملت ذكره لأن قلبي لم يرد حمل قلمي على تلك الذكريات

انتهت المحاضرة وجلس الشيخ على كرسيه
وألقيت كلمة الشكر وانتهى المؤتمر
التف حول الشيخ بعض محبيه
وكنت أيضا من هؤلاء
جرى هناك شبه برنامج "سؤال وجواب"
ولم أستطع الكلام معه وقام الشيخ مع أصحابه ونزلوا
وكنت قائما أنظر مرورهم وقد أشجاني خروجهم.

ومما لم يزل مصورا في قلبي
وصار كمنقوش الحجر في ذكري
دموع الشيخ أبي بكر صديق رئيس الجمعية
مدير المعهد وتلميذ الإمام ابن باز رحمه الله
أمام جمع من الناس بعد محاضرة له أو بعد خطبة جمعة لغيره
قام الشيخ حمد الله وتشهد وأثنى على النبي صلى الله عليه وسلم
وكان صوته القوي قد ضعف ورأيته يتكم وهو يكظم شجونه
لأنه رئيس ولكن للرئيس لا بد من أحزان ودموع
فقال"أمس ......توفي ....."
لم يملك نفسه فلم يكمل الكلمة
فشهق شهقة ونشج فلم يستطع أن يملك
ولم يستطع أن يستره فبكى
وبكت كلماته للخروج من حلقه
فأكمل الشيخ كلامه وهو باك فقال
"وصلنا خبر حزين ....توفي شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة" ثم بكى ....
وقال "إني لا أنسى للشيخ نصيحته لي ووصيته.............."ثم بكى ثم قال
"حينما جاءتني فرصة غالية (لا أذكرها ماهي) -قال شيخنا-
"عليك ببلدك اذهب إليه وادع الناس فيه إلى التوحيد
وإن بلد يحتاج إلى أمثالك"(أو نحو هذه الكلمات)
ثم بكى الشيخ
والله دمعت عيناي حين سمعت موت الفرود الذي
استضاءت به الثريا وشهقت نفسي لمست حب التلميذ لشيخه
أظن أن هذه القصة وقعت وأنا تلميذ الصف الثاني

خرجت من المسجد وقد أكل دمعي مآقي
ولم تمض أشهر قليلة وقد ارتجت أسماعنا بخبر آخر

جاء موظف من المكتب ونحن في الفصل
في درس اللغة العربية مع الشيخ مكرم حفظه الله
فسلم على الأستاذ وتكلم في أذن الشيخ سرا
ثم رجع فتوجه إلينا الأستاذ فقال وعلى وجهه أمارات الحزن
فقال "توفي الإمام الألباني رحمه الله"
والله لم أستطع أن أملك نفسي
وترقرقت الدمعات في عيني
ولكني لم أبك أمامهم لأن للدموع ثمنا
وتذكرت دروس "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"
التي أخذني إليها أبي وأنا صبي وحينها حزنت أيما حزن
والله إني أريد أن أصور كل نواحي قلبي الذي أثرت فيه
أخبار أفول تلك النجوم ولكني تذكرت نصيحة أخي "إسلام" فسكت
( سأعود إن شاء الله)
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:24
تكومت هممي كلها في أن أتم كتابا عربيا قراءة
لا أعني بـ "الكتاب" كتاب "بلوغ المرام" أو "زاد المعاد"
إنما أعني رسالة أو نشرة أو جزءا صغيرا يتكلم عن الآداب وأصول العقيدة
لأني تلميذ الصف الأول ولا أستطيع فوق هذا
وجدت بغيتي يوما .
وقعت عيني على رسالة
استعرت تلك الرسالة
انتظرت انتهاء الفصل
تصفحتها و قرأتها
كما يتصفح عالم تحفة الأشراف ليبحث عن إسناد حديث
قرأت سطرا ...سطرين ...وثلاثة سطور...
بل قرأت صفحة بأكملها ...
حينما قلبت الصفحة الثانية
نظرت كم بقي ؟
ماشاء الله فإن الصفحات الباقية ليس فيها الصفحة التي قرأتها
ففرحت فرحا شديدا
ثم قرأت الثانية
حينما قلبت الصفحة الثالثة
نظرت كم بقي ؟
ماشاء الله فإن الصفحات الباقية ليس فيها الصفحتان التي قرأتهما
ففرحت فرحا شديدا
ثم أحزنتني تلك الصفحات الباقية
لماذا لا تأتي لقراءتي سريعة
أغلقت الكتاب ونمت
هكذا استمر الجهاد بضعة أيام
ويوما عزمت على قراءة الكتاب كله
وأن لا أكتحل غماضا حتى الانتهاء منه
فأكملت الكتاب وتنفست الصعداء
وحمدت الله وشكرته
ثم قرأت عنوان مصدر الكتاب
فكان فيه "مؤسسة الحرمين الخيرية...الدال على الخير كفاعله"
على الفور أخذت القلم وكتبت إليها رسالة هكذا:-
"إني قرأت رسالة الشيخ ابن باز "الدروس المهمة لعامة الأمة" كلها
فأرسلوني بعض الرسائل ......"
نعم يا إخوتي لمثل هذه الرسالة صغيرة الحجم
كان جهادي أكبر
ولعلكم تلومونني لوصفي لقراءتي بالجهاد
عذرا........لأني طفل من ذاك اليوم إلى يومي هذا في هذا الميدان


وبعد أيام قليلة
جاء أبي إلى المعهد لزيارة ابنه
وأعطاني رسالة مغلفة تحمل في بطنها شيئا ثقيلا
فلمستها بأناملي وتسربت في عروقي كومات الحرص
قرأت عنوان "المرسل"
فإذا فيه "مؤسسة الحرمين الخيرية"
وفتحت الغلاف
فإذا هي أربعة أجزاء أو خمسة من الكتب
ففرحت بهذه الهدية من المملكة فرحا شديدا
كدت أن أنادي كل زملائي وإخواني
"تعالوا فانظروا كيف تقبل الله دعائي مني"
ولكني أعرف أنهم ليسوا بأبي وأمي وأشقائي
فتجمعت تلك الخفقات في القلب وصارت همما
فالحمد لله
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي
(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:25
ومن الأصداء التي لا يزال تردادها في حلاقيمي
جلسة أعدها جمعية أنصار السنة للعلماء
لمناقشة مسألة "اعتبار وحدة المطالع أو اختلافها"
التي أثارت لجة في ساحة الدعوة
لأن المسلمين كلهم إلا من شذ من الطرقيين
الذين يهتدون بالنجوم إلى شهر صيامهم
كانوا يصومون يوم صيام أهل سرنديب
ويفطرون يوم فطر أهل سرنديب
ويضحون يوم نحر سرنديب
ولا يعتبرون إهلالا من خارج بلدهم
كما هو مشاهد في كل البلاد الاسلامية وغيرها اليوم
ولكن المدعو يحيى سلمي يرى اعتبار وحدة المطالع
لا بأس بالرأي
ولكنه طبقه و أذهب ريح أهل التوحيد
ووافقه بعض العلماء وخالفه أكثرهم
فعقد هذه الجلسة ليحصلوا على حل لهذه العاصفة
فرحت بقدوم هؤلاء العلماء
وقعت هذه الجلسة المباركة-إن شاء الله-وأنا تلميذ الصف الأول
كنت أقرب إليهم(أظنه هكذا)-الشاي أو العصيرات-
فرأيت الشيخ نوبار رئيس هيئة الإغاثة سابقا و الذي ذكرت عنه
ما كان لي معه في أيام صبائي و أبو يحيى سلمي
جالسا وابنه المومى إليه
فاجتهدت أن يوقع وجهي في عينيهما
وحين انتهت الجلسة وبدأ خروجهم
رآني يحى ورأيت في وجهه علامات السرور حين رآني
وسلم علي وصافحني ودعا أباه فقال
"هل رأيت مجاهد هو ذا هنا"
وسلم علي نوبار فسلمت عليه ولم يزد
فساءني كفه عن تحريك لسانه لكلامه معي
لأنه دائما في صغري إذا رآني
في سيارة الهيئة يقول لي"يا مجاهد متى تجاهد؟"
وتسرني هذه المواجهة منه
ولكن هذا ما قدر الله
والله هو أعلم بخبايا قلب الإنسان
وحين كانوا يناقشون المسألة
دار في بالي سؤال كدت أن أضعه بينهم
وذاك السؤال
"ماذا لو نزل الإنسان على القمر في شعبان
وأراد صيام رمضان كيف يفعل ؟"
ثم أجبت عنه لنفسي بنفسي
"لا بد من إيصال خبر رؤية الهلال إليه من الأرض"
"ولكن أهل الأرض مختلفون فيما بينهم في اعتبار الأهلة باعتبار اختلاف المطالع"
"رؤية أي بلد نوصل خبره إليه؟"
كنت أعتبر هذا السؤال المؤيد لرأي عدم اعتبار اختلاف المطالع حسما للمادة
لقلة علمي وبضاعتي ومبلغ ميدان فكري في تلك الأيام
ولكن بعد سنوات وجدت جوابا عن هذا السؤال وهو:-
"نوصل خبر رؤية بلد النازل على القمر فلا خلاف إذا"
ولكن هذه الأوجه من مناهج العقلانيين في المناقشة
يتفكرون في العالم قبل أن يبحثوا في العلم
يريدون من العلم ما يوافق العالم المشاهد
أعوذ بالله من هذا المنهج العقلاني

ومما زادني فرحا وحفظه قلبي
أني فزت في الامتحان النصفي والنهائي بالدرجة الأولى
كم كنت مسرورا حين دعيت أمام الطلاب بأبي بكر صديق مدير المعهد
لأخذ ورقة تقرير الامتحان حين توزيعه لها
"مجاهد فاز بالدرجة الأولى"
كيف قمت وكيف مشيت وكيف سلمت
وكيف مددت يدي الله أكبر شرف على شرف
فرحت من قلبي كل أحزاني وكادت أن تنفجر مني ذكريات قلبي
فالحمد لله الذي أكرمني إكراما

ولكن يا أحبائي بعد كل هذه الأحداث والتجارب والأفراح
كم كان أحلى لي إيابي إلى بيتي للإجازة
أريد أن أصفه لكم من أعماق قلبي إبان إيابي
تقول لي خواطري
يا مجاهد!

(سأعود إن شاء الله)

__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:28
"تعود إلى بلدك ولكن بثوب جديد
بعلم جديد بوجه جديد
ولولم تتغير الأحوال فقد تغيرت
وتتعلم لغة القرآن لتعمل به و لتعلم قلوبا قد لغت
قد شرح الله صدرك إلى هذا العلم
فلا تجعله بأعمالك غرضا تقصده رماح الآراء السخيفة"
نعم إن العلم الذي أعطيته يجعل لك نورا
فإن قوما –لجهلهم-أخبثوا نارا وجعلوها إلها
فقد ظلمت النار بالجهل
فإن من كشفها سماها نارا
وإن من خافها سماها إلها
ومن تفكر فيها وانتفع بها سماها نورا
إذن فإن العلم نور من إلهي
وإن نور الله لا يعطى للعاصي

ما كان رجوعي إلى بلدي مجرد رجوع
ولكنه رجوع روح فارق جسمه حالة نومه

استعددنا للسفر تحايينا بالسلام
ركبت الحافلة
حافلات السيلان لا نحتفل بأكثرها
وكان علي ركوب ثلاث حافلات
واحدة بعد واحدة للوصول إلى مولدي
الأولى تأخذ نصف ساعة من وقتي
يبدأ سفرها من قرية معهدي "بَرَكَهَدَنِيا"
وتقف بـ"كُرُناكَلْ"
وفي طريق السفر إليه قرية "مَلَّوَبِتِيْ"
وفي هذه القرية شاهد كبير على جهالة الطرقيين
يؤمن هؤلاء الطرقيون أن هناك قبرا لولي كان ملكا لـ"كُرُناكَلْ"
والسبب عندهم لولاية هذا الملك مجرد التزوج من امرأة مسلمة حسناء
عجبا من أمر هؤلاء الناس
ثم اسم هذا الملك مشهور بينهم وبين الآخرين إلى هذا اليوم
بـ"كَلَيْ بَنْدارَ " وهذا الاسم من أسماء الكفار البوذيين
وأسماء المسلمين أكثرها عربية وبعضها أردية وبعضها فارسية والقليل منها بلغة "سُوَنَحَمْ"
فالحمد لله على نعمة العقل

والحافلة الثانية تسافر إلى "نِكَمْبُوْ" من "كُرُناكَلْ"
و تأخذ من وقتي ساعتين والنصف

والحافلة الثالثة تمر بقريتي "بَلَهَتُّرَيْ وتقف بـ"كُوْشِكَدَيْ"
وتأخذ أو تأكل من وقتي عشرين دقيقة
الحافلات مكتظة بالركاب نساء ورجالا في أكثر الأوقات
لا إيمان ولا حياء فإن الاختلاط شديد فيها
إن الأمر سهل إذا كن النساء محتجبات
ولكنهن كافرات مترجلة يلبسن لبسة الرجال
فإذا رأيتهن لا تستطيع أن تعرف هل لبسن الثياب بعد خياطتها
أم خطنها بعد لبسهن أم غبنها
لا حول ولا قوة إلا بالله
والله المستعان على فساد أهل هذا الزمان
ولكن مع كل هذا كرامة المرأة محترمة فيها
فلا يستطيع الاعتداء عليهن أي مريض
فالحمد لله على كل حال

ركبت الحافلة الأولى ونزلت منها
وركبت الثانية وأخذت الكتاب من حقيبتي وتصفحتها
تسير الحافلة تحمل بي
وقلبي يجري أسرع منها تحمل أشواقا تركها في قريتي
في تلك الأيام
يذوب قلبي في قصص "إِيْسابْ" حكمية
كتب قصص كانت عالمي
أجري وراء الفراش للقبض عليه
وتستمتع عيني بألوانها
وأصنع السفن بالأوراق وأجريها في سيل تركه مطر
أنداء أعشاب كانت عالمي
وآخذ حبوبا كثيرة من بيت خالتي بدون علمهم
وأدفنها في ناحية من فناء بيتي لتحيا وتنبت
فتخرج فلفلا ونباتات أخرى فيعلمون أين اختفت الحبوب
فأظهر لهم ابتسامة بريئة
هل تعود لي تلك الأيام أو أعود إليها يوما
انتهى كل شيء
ما أثقل الذكريات وما أضعف حاملها
كانت تراودني مثل هذه الذكريات التي صعبت علي
الخلوص منها إلا بعد مضي من الزمان
ثم أقول لنفسي
لا تزدري نعمة أوتيتها فرصة لتعرف دينك
وقد جعل في قلبك مكانا واسعا لسطره
وأقول لنفسي
"وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى"
والله إن آخرتي خير من أولاي
وإن من خير ربي أن جعل لي أصدقاء
ولدوا بالضاد وترعرعوا في الدين
فاليوم هم يحزنزن بدموعي ويسرون بسروري
ويشاركون في موضوعي ويستمعون إلى أرشاق قلمي
وثرثرة كلامي
والله إنها نعمة عظيمة فصدق الله "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"

نزلت من الحافلة حاملا للأحلاما
ويدور في خلدي سؤال "لأنظر كيف يواجهني أناس يعرفونني؟"




__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:29
سلمت على كل واحد يعرفني
فكانوا يكرمونني بسلامهم
كأنهم نسوا كل ما جرت لي من الأحداث
وكأنهم يستقبلونني لأول مرة في حياتي
فسبحان الله الذي يحول بين المرء وقلبه
رجائي الأول كان على ما يرام
القلب يسبقني والشوق يسبقه وأمشي أحملهما إلى داري
فوقفت بالباب فسلمت عليهم
وحين رأوني أروني ما رجوته منهم
أنار كل ناحية من داري بارتعاص أسنانهم
ارتفعت أصوات إخوتي "أخونا مجاهد قد جاء"
حملت أخوي الزغلولين "عبد الرحمن" و "مسعود" واحدا بعد واحد
والله إني أحبهما كثيرا
وأعطيتهما ما اشتريت لهما
ومن أفرح الأرواح بقدومي روح أمي
وفرحت فرحا وكأنها ولدتني حينها

بعد قليل من الأيام تجعم قلبي واشتاق إلى معهدي
مضت أيام العطلة بدأ سفري
ولكن ....
هذا الفراق ما كان يؤلمني كثيرا وما خاط قلبي إلا يسيرا
ولعله طمع الارتواء لأني لم أجد لظمأي في الدار إلا الماء
وصلت إلى المعهد
وتعلمت اللغة العربية والنحو جيدا
ودائما تريد نفسي مني إذا جلست بالمكتبة لتعلم اللغة والنحو
أن أبحث عن تاريخه ومرسي دعائمه
ولكن ما استطعت إلى معرفته إلا بعد انفصالي عن المعهد
ومع هذا فقد عرفت شيئا
عرفت عما جرى بين ثعلب والمبرد من كلام وانتقاد مما اقتضبه المبرد
وهذا "المقتضب" كان بحجم فتح الباري أخضر اللون ولعله يقع في ثلاثة أجزاء.وقرأت رسالة للكسائي (أظن أنها له والله أعلم) عن استعمال "كلا"
وأحب أجزاء كتاب "القراءة" (أظن أن اسمه هكذا)
وأظن أنها من مقررات المملكة
وفي جزء من هذا الكتاب ..
تلميذ صغير ولعله لم يشب إلى اليوم
يستيقظ صباحا
وأذكر أن لباسه كان أزرق اللون ويستاك ويصلي ويفطر ويذهب إلى المدرسة مبكرا
وأظن أنه يذهب للصيد مساء وهو تلميذ نشيط
وقد صورت في الكتاب أعماله اليومية وقد أثرت في نفسي أحواله
وإني أبحث عن زميلي هذا ولا أدري أين ذهب
وهذا الكتاب كان أبي يقرؤنيه في صغري
فلما رأيت هذه الأجزاء في مكتبتنا اشتقت إليها فأخذت منها جزءا
بحثت ذلك التلميذ النشيط فلم أره لأن الجزء الذي أخذته للمرحلة الثانوية
كان فيه هكذا "نصوص أدبية"
وبعض العبارات من هذا الكتاب لم تختف آثارها إلى اليوم
"الأغصان تتمايل .....والأشجار تورق ....والأزهار تزهر"
أظن أن هذه العبارات في الكتاب تصف فصل الربيع
وفيه مسرحية
وحين أسطر هذا كأني أرى كتابي ذاك وأتصفحه وأرى بعض أوراقه
ولكن لا تظهر لي أكثرها إلا بيضاء ولكني أجندره من ذاكرتي
وآخذ كتاب "نهج البلاغة" من الرف مرات ولكني لم أقرأه
ولا أستطيع فهمه حينها إلا يسيرا لأني تلميذ في الصف الثاني
أول سؤال نحوي وجهته إلى أستاذي
هل"ترونها" في الآية التالية نعت لعمد أم هي جملة مستأنفة
" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا" ؟

واستمر هذا الحال إلى أن صرف الله همتي إلى علم الحديث
وقد فزت في الامتحان النصفي والنهائي بالدرجة الأولى
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ولكن...............
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
فالسجين لا يرتاح إلا يسيرا
فكذلك المؤمن
لقد وصل إلي خبر
أن أبي قد فتح دكانا بما بقي من المال الذي كان عنده بعد بيع البيت
ثم بعد شهرين وصل إلي خبر آخر
أنه قد خسر الدكان بمشاجرة وقعت بينه وبين صاحب الدكان
ثم وصل إلي خبر أن صاحب الدر استعجلهم بإخلاء داره
فبحث أبي عن دار تقي أهله من الحر وتمنعهم عن التبلل بالمطر
ولكن فشل كل محاولاته فاستأجل صاحب الدار فأجل استعجاله إلى أسبوع
ولكن بدون جدوى
فجاء اليوم الأخير وكان يجاور دارنا رجل بوذي فقير
وداره كانت قد بنيت بخوص النارجيل ولم يكن في بيته كهرباء
ثم هؤلا ترك هذا الخص ولم يسكنوه فصار خربا
وصاحبه كان مدمن الخمر ولا يضع عصاه عن عاته
ومع ذلك كان لينا في خلقه مع الآخرين
فلما رأى حال أبينا وأهلنا رق قلبه
فقال ابتن دارا في فنائنا فادفع لنا ثلاثمائة شهريا أجرة
ولم يكن لأبي خيار فيما قال هذا الجار البوذي فقبل منه
فابتنى خصا على عجلة بخوص النارجيل وكنباره
بعد أن جمع ..................الحمد لله على كل حال
وهذا البيت الذي ابتناه أبي وإخوتي ومن شاركهم
ليس فيه غرف وإنما كان في موسط البيت سد بخوص النارجيل لستر المطبخ
وكان بلاطنا تربة الأرض وما كان في وسع أبي شراء الإسمنت لتسوية الأرض
ولم يكن في البيت كهرباء
حدثني أهلي حينما ذهبت إلى بيتي للعطلة
عن أول يوم في هذا البيت
لما كان هذا المكان غير مسكون منذ أشهر
كثرت فيه النمال وقراها
وأكثرها كان من الحو
وقد بقيت هناك نمال بعد تسويتها
ولما ذهبوا للنوم بدأت هجومها
ومع هذا كانت الأرض مبتلة بالمطر وكانت شبه موحل
وكان أخواي الصغيران يتقلبان في الفراش بغير نوم ويئنان
فلا تسأل يا أخي عن الآلام والدموع
إني لأتعجب كل العجب كيف سكن النبي بيتا
أصغر من هذا أفقر من هذا أسوأ من هذا
ومع ذلك يقول حين أهدت أنصارية إلى عائشة فراشا
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه
" رديه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة"
سبحان الذي جعل قلبه غنيا وجعل قلوب كثير من الأغنياء البخلاء فقيرة
فلما أصبحنا سألت زوجة صاحب الدار التي انتقلنا منها عن أختي
فقالت أمي" هي في بيت خالها لأن البيت مبتل ...." فأحزنتها هذه الحالة
وبعد سويعة جاء إلينا زوجها وسلم إلينا مفتاح بيته فقال
"اسكن في بيتنا حتى تنتهي من تسوية الأرض بالإسمنت"
فجزاه الله خير الجزاء
ولكن بعد أسبوع من الرحمن على أبي بشيء من المال فجعل أرض الدار بالإسمنت
فارتاحوا فشكروا الله
وهذه الدار كانت مأوانا سنتين
وقد ملأ الله هذه الدار بنعمه وأظهر لنا من مننه وسننه
مع ما وقعت من أحداث أليمة عرضها ودموع غزيرة في أرضها
وكانت هذه التجربة أبقت في قلبي عبرا كثيرا
وشعورا بأمم تنتظر بنيسب النمال لتحصل على زبالتها
تسد بها جوعا جعل بطون رجالها ونسائها و أطفالها تقرقر
وعيونهم تذرف وقلوبهم تموت ألما وتشنجا
والله شهيد على كل ما أقول وحسبي الله ونعم الوكيل

(لسوف أعود إن شاء الله)





__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-11-30, 02:30
وسنكمل نقل هذه القصة الشيقة في وقت آخر بعون من الله وتوفيقه

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

ام اسحاق السلفية
2011-12-02, 13:53
ولم يستطع أبي إلى دفع الرسم الشهري للمعهد
فكتب رسالة إلى المعهد يشرح فيها حالته المالية
فقبلوا منه وتكفلت بها جمعية المعهد
فجزاهم الله خير الجزاء
وحين ذهبت إلى البيت في عطلة الامتحان النهائي للصف الثاني
وذلك قبل أن ينتقل أهلنا من دارهم إلى دار الخوص
وكانت مدة العطلة أربعين يوما تقريبا
وكنت أدرس أجزاء "النحو الواضح" للثانوية
وأبحث عن كتب كانت عند أبي
وهي لا تتجاوز عن عشرة
بعد أسبوع أو أسبوعين مللت عن هذا الكتاب الوحيد الذي كان عند أبي في موضوع النحو
ولكني لا أخرج من البيت كثيرا ولا أحب الخروج إلا إلى الصلاة
فأذهب إلى المطبخ وأتكلم مع أمي وأضاحكه بكلامي
وكنت كثير المزاح في طبيعتي ولكني أظن أنه ليس من أحاسن الأخلاق
و لسد فراغي
آخذ بعض أشرطة لـ"دِنْدُكَّلْ أَيْ لِيُوْنِيْ" وهو مفكر من الهند لا يؤمن بالدين
ويعقد المناظرات الكلامية باسم "منبر الجدال"
كنت قد استمعت إلى كثير من عناوين هذا المنبر قبل التحاقي بالمعهد
فاستعرت شريطا فاستمعت إليه
فرآني أبي ولم يستحسن مني هذا الاستماع
لأني طالب العلم الشرعي فلا يجوز لي أن أشغل بالي في مثل هذا الغثاء
نعم والله كنت أشعره في قرارة نفسي
ولكني حين لم أجد شيئا للقراءة لتعلم اللغة العربية فعلت ذاك
فذهب أبي فجاء بكتاب وكناشة فأعطانيهما وقال:
اقرأ هذه وتعلم واحفظ كلما فيها
فأخذتههما مسرورا وأخذت الكناشة
وكانت تقع بعشرة أوراق (لا أذكر عددها على الوجه الصحيح)
فلما قرأتها فرحت فرحا شديدا
لأنها كانت مجرد تنويع للكتب الحديثية وسرد لأسمائها تحت نوعها
فحفظت تلك الأوراق كلها في بضعة أيام
وآثارها منقوشة في قلبي إلى هذا اليوم
(النوع الأول):-الصحاح
القسم الأول:-الصحاح المسندة
1-صحيح البخاري 2-صحيح مسلم 3-صحيح ابن خزيمة 4-صحيح ابن حبان
القسم الثاني:-الصحاح المحققة
1-صحيح سنن الترمذي 2-صحيح سنن أبي داود 3-صحيح سنن النسائي4-صحيح سنن ابن ماجه كلها للألباني............

(النوع الثاني):-السنن ( النوع الثالث):-المسانيد (أكثر من خمسين مسندا)
( النوع الرابع) :-المستدركات (النوع الخامس) :-المستخرجات
(النوع السادس):-المصنفات (النوع السابع):-الشمائل
(النوع الثامن):-الأمالي والفوائد والمجالس والأجزاء (النوع التاسع):-الأوائل
(النوع العاشر):-الموطآت (النوع الحادي عشر):- الزوائد................
.....................ونحو هذا التنويع فإني لا أذكره على الوجه الصحيح وقد ضاعت مني تلك الكناشة
وأخذت الكتاب فإذا فيه:-"تيسير مصطلح الحديث" للدكتور الطحان
فبدأت أن أطالع الكتاب
فإني إذا أخذت كتابا أول ما أطالع فيه "الفهرس" أو "المحتويات"
وإن لم يكن فيه فهرس أقلب الصفحات سطحيا
ثم أنوع محتوياته في ذاكرتي بحسب عناوينه فيسهل علي ذكره وحفظه
جذبتني تقسيمات هذا الكتاب وأنا لا أدري عنه
فوق أنه موضوع علم الحديث الذي هو مقرر في الصف السادس والسابع
ولكني قرأته إلى قسمه الثاني "الجرح والتعديل"
وانصرفت كل ظمآتي التي كانت تنتظر أمطار الفراهيدي
وتبحث عن نقاع سيبويه
وتبتل بقطرات الأخفش
إلى دعائم هذا الدين شعبة بن الحجاج وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن رجب وابن تيمية والذهبي وابن القيم والمعلمي اليماني وأحمد محمد شاكر والألباني والشيخ ربيع وأبي إسحاق الحويني ومشهور حسن سلمان.....رحمهم الله جميعا
فبحثت في كتب أبي فحصلت على ثلاثة كتب
1-جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم بتحقيق الشيخ شعيب
2-تهذيب موعظة المؤمنين ولعله للقاسمي (أظنه هكذا)
3-علم أصول البدع لعلي حسن الحلبي

بدأ الصف الثالث اجتهدت لتحصيل علوم الحديث اجتهادا شديدا
ولم أدخر جهدا في سبيله
فكان هذا مجالي وتخصصي في جامعة بيتي(ابتسامة بريئة وحزينة) إلى هذا اليوم
وكانت في سبيله طرائف وروائع



__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

HADIL146
2011-12-02, 20:28
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/monthly_07_2010/post-68781-1278173167.gif

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:27
فتحت كتاب "جامع العلوم والحكم"
قرأته في أسبوعين مع تعليقات وتخريجات الشيخ شعيب ولكني لم أفهم منه إلا ربعه.
وكنت قد حفظت "الأربعين النووية" لأنه مقرر الحديث في الصف الثاني
وكان هذا الحفظ عونا لفهم بعض السطور من هذا الكتاب
ومما تلمع من الكتاب بذاكرتي من ترجمة الإمام ابن رجب:-

أنه من شيوخ ابن حجر العسقلاني

وأن له شرحا على صحيح البخاري باسم "فتح الباري" ولكنه لم يتمه
وصل إلى الجنائز أو إلى كتاب الصلاة

وإن كنت قد عرفت عنه بعد هذا أشتاتا كثيرة

وقد قرأت كتابه "لطائف المعارف" يتكلم عن فضائل كل شهر وأعماله

وقرأت له "فضل علم السلف على علم الخلف"
وهي رسالة صغيرة الحجم ولكنها غزيرة الفوائد

ومما تلمع بذاكرتي من أشتات هذا الكتاب :-
يقول الإمام ابن رجب حين يتكلم عن حديث "إنما الأعمال بالنيات.."

"إسناده غريب" كما هو معروف

ثم ذكر له إسنادا آخر إلى أبي سعيد الخدري (أظنه هكذا) وحكم بنكارة هذا الإسناد

وقال عن بعض العلماء "فإن الحديث وإن كان غريبا في طبقة الصحابي والتابعي ولكنه ليس غريبا في طبقة تلاميذ يحيى بن سعيد الأنصاري لأن الحديث روي عنه بسبعمائة راو.

ولكن الشيخ شعيب علق عليه بقول العراقي أو ابن حجر هكذا وينقل شعيب كثيرا عن طرح التثريب
"اجتهدت أن أصل إلى مائة منهم فلم يتعد عن سبعين أو ثمانين" (أو نحو هذا القول)

وقد حفظت إسناده ذلك اليوم
من يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر مرفوعا

وحين تكلم عن سبب ورود هذا الحديث وضعفه
ولكن خاطري يقترب من ذكره ويضعف
ولعله قصة أم قيس (وشرطي في كتابة قصتي هذه أن لا أراجع المراجع حين أذكر مثل هذه المعلومات فلذا أكثر من –أظنه هكذا-)

ومثل هذه المعلومات القليلة من كل حديث ثبتت بذاكرتي
ومما صعب علي فهمه حينها شرح حديث "لا ضرر ولا ضرار"
وشرح بعض الأحاديث الأخرى
وحين وصلت إلى آخر صفحة من الكتاب
فرحت كثيرا وليتكم كنتم معي لأزداد حرصا في حرصي
وألا يقال لي في مسامعي "زادك الله حرصا ولا تعد"
وحمدت الله وشكرت له لنعمه علي
ولكن كان يظن بي بعض زملائي بأني أتظاهر بقراءتي لهذه الكتب
ولا أستطيعها إلا يسيرا
لأننا في الصف الثالث الله يغفر لي ولهم

واسمحوا لي يا أحبائي
أريد أن أقول إلى كل من كان حولي تلك الأيام صراحة بقلمي وكلامي
إنكم كنتم تحبون اللعب كثيرا مع حبكم للمقررات
وكنتم تكثرون منه في عطلة الأسبوع يوم الخميس ويوم السبت
وهذان اليومان الذان يفتح فيه باب المكتبة صباحا
ويغلق ظهرا ثم يفتح عصرا ويغلق قبيل المغرب
وأنتظر ببا المكتبة حتى يجيء أمين المكتبة وأدخلها معه
ولكن أكثركم إلا قليلا منكم
تحملون بأيديكم كرة القدم وكرة الكريكت وتنتهون منهما قبيل الظهر
ولكني بفضل الله ورحمته كنت لا أترك القراءة سفرا وحضرا
وكنت أبكي كثيرا لانطوائي واجتهدت أن أكون معكم
وأن تعدوني رجلا منكم ولكن الفوارق ظهرت وأظهرتم
وتعدونني أشذ عنكم ويعلم الله أني أحببتكم كثيرا
وأحبكم كثيرا من الماضي إلى يوم يمضي عني روحي
ولعلكم تذكرون رحلة المعهد التي استغرقت يومين إلى شمال سرنديب
تعرفون أني لم أجئ معكم ولم أذهب إلى بيتي (أظنه هكذا)
ولم يبق في المعهد إلا بعض الطلبة لسبب المرض
ولعل بعضهم استأذنوا للخروج إلى بيوتهم
وبقيت أقرأ الكتب وأسجل الدرر وأنسجها في السطور وأحفظها كالعطور
ولا أزال أجد ريحها إلى هذا اليوم
ويعلم الله كم مرة بقيت في الفصل ببذلتي
ولا أذهب إلى "أكلة الظهير"
وفي بعض الأيام إلى " الفطور"
وتعرفون أنكم حين ذهبتم إلى معرض علمي بجامعة "بيْرادَنِيَ"
وبقيت أنا وحدي بالمعهد
وما بي إلا الشغف والحرص والله عليم بذات الصدور
تدرون ما فعلت بعد ذهابكم إلى المعرض
فررت إلى المسجد خررت إلى السجود بكيت ثم بكيت
هل أنا مريض النفس أم أنا محب للعلم أم ماذا ياربي
وتقلبت في السجود وقلت رب زدني علما رب زدني علما
رفعت رأسي أخذت القرآن وقرأت سورة الدهر
فحين وصلت إلى " وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)
كدت أن أصرخ بـ "ربببببببب زدنيييييييييييي علللللللللمممممممما"
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللجميع
وإذا تعلق بقلب أحد سوء ظن بي فذرني وهذا القول بلا تعليق
وليستغفر لي وليقل والله حسيبه وهو أحكم الحاكمين
وما بطرت بقولي حقا ولا غمطت به من الناس أحدا
وما زكيت به نفسي وقلت ما عرفت بي
وأسأل الله أن يغفر لي مالا يعلمون وأن يجعلني خيرا مما يظنون

ثم شرعت في كتاب "علم أصول البدع"لعلي حسن الحلبي حفظه الله
وانتهيت منه بعد بضعة أيام
ثم "موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء"
ولكني مللت عنه لأن الكتاب يقع بمجلدين ولم أستطع قراءته ولو إلى ربعه
ولكنه كتاب جميل في بابه
وقرأت ودرست كتبا كثيرة في مصطلح أهل الحديث
وحين حصلت على كتاب "الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث"
لأحمد محمد شاكر وتصفحته فرحت كثيرا و أنعم به كتابا
احتفظ رائحته إلى هذا اليوم
وكنت أعلق عليه ليثبت بعض المعلومات في ذاكرتي
أذكر ما أحفظه إلى اليوم من تلك التعليقات اليسيرة
لأن مخاض تلك الكلمات ساقها إلى خاطري فلا أصبر على ألمها
وأضعها هنا ولكن لا حق لي في تسميتها

وأذكر منها قول الإمام أحمد شاكر
1- "في تعريف المرسل "
"ما سقط منه الصحابي" فكتبت بجانبه بأحرف صغيرة بقلم رصاص
"إذا علم الساقط بأنه صحابي فالحديث صحيح لأن جهالة الصحابي لا تضر فالصحيح ماسقط من بعد التابعي"أو كلاما نحوه قرأت هذا التعليق في كتاب للشيخ الألباني رحمه الله يعلق فيه على الباعث الحثيث.

2-" ولا يكون شاذا ولا معللا"
وهذا هو الأليق لأن القول بـ"بلا شذوذ ولا علة" فيه نظر لأن العلة قادحة وغير قادحة ولا يكون الحديث معللا إلا إذا كانت فيه علة قادحة" أو نحوه قرأت هذه النكتة من كتاب "اتحاف النبيل بأسئلة المصطلح والجرح والتعديل"للشيخ أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل المأربي

3-"في تعريف الحديث الحسن"
علقت عليه بقول للذهبي في "موقظته" نسيت عبارته

4-في إمكان اللقاء وثبوت اللقاء
والإمام البخاري معروف في صحيحه بالقول بثبوت اللقاء لصحة الإسناد.وعلقت على هذه الصفحة من جزء للشيخ المعلمي اليماني رحمه الله"الأحاديث التي احتج بها مسلم ....."(نسيت اسمه) وهي رسالة صغيرة

5-في باب زيادة الثقات والشاذ
كتبت بعض التعليقات من جزء "ماء زمزم لما شرب له" للإمام ابن حجر رحمه الله وقد فصل فيه القول في زيادة الثقات والشاذ بما لا تجده في مكان آخر من كتب المصطلح

6-"في تعريف الشاذ"
كتبت "مخالفة المقبول لمن هو أوثق منه هو الأصح في تعريفه وأما "مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه"فهذا التعريف لا يشمل من هو دون درجة الثقة مثل الصدوق وغيره"

7-"في باب الاعتبار"
كتبت عن الشاهد القاصر والشاهد التام من كتاب "تنقيح الأنظار بضعف حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار" للشيخ علي حسن حفظه الله وهو كتاب جميل الغلاف والمادة

8-"في باب كيفية تحمل الحديث وضبطه"
كتبت عن رواية من لم يكن عدلا حين تحمله للحديث وصار عدلا حين أدائه مثل راو يروي ما سمعه قبل إسلامه" وهذا أيضا استفدت من كتاب الشيخ أبي الحسن

وإنما أكتب هذه لأنها تلمع في سماء ذكرياتي فكيف لا أكتب
وقد كتبت عن السنجاب والمعز والنضناض

قل بربك يا أخي !!
كم هو جميل أن تتفكر في أيام أمضيتها في القراءة والكتابة
وكم يحزنك أن ترى كتابك تنخرم بمضي الأزمان
وكم هو جميل أن تذكر كيف خضت في بحر لآلئه
واجتهدت على حصولها وجمعتها
وخرجت وأنت بين الموت والحياة
وتزينت بها و تجملت
وكم هو جميل حين تذكر يوما مضيت في قراءة كتاب
وأنت تمسح النوم عن وجهك وبللت وجهك بالماء
ولكن رأسك سقط على صفحات الكتاب
ونمت وأنت تسجد على الكتاب وتقبلها وأنت لا تدري
ثم ارغدت وقد مزقت أوراقه فأردت القيام عنه
ولكن صفحاته الباقية وأهاليها الزاكية تراودك
ففتحت الكتاب وأنت واقف واضع خدك في الجدار
ولكنك لم تستطع فتفر إلى النوم فتنام والعزم في قلبك
فتجيء كل سطور في صور وتجلس بعينيك وتكلمك فتبتسم في النوم
ذكريات تحتفظها قلوب تعرف أسمائها وأثمانها

(سأعود إن شاء الله)
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:28
كنت أحرص في كل كتاب في موضوع علم الحديث
وكان أكثر تعلقي بكتب الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله
ومن أول ما قرأت من كتبه رحمه الله "سلسلة الأحاديث الصحيحة"
ولقد خضت فيها ودرت في أعماقها
فلم أترك مقدماتها القديمة والجديدة واستدراكتها وفهارسها المتنوعة
قبل انفصالي عن المعهد قرأت أجزاءها الستة وسجلت فوائدها في كناشتي
ولكن السابع لم أحصل عليه إلى الآن ولكني وجدته في المكتبة الشاملة
وقد تصفحته بثلاثة أقسامه سطحيا بمكتبة المدعو يحيى سلمي
وأقرأ سلسلته الضعيفة وهي أربعة عشر جزءا وكلها موجودة في مكتبة المدعو
وسميت كناشتي المتواضعة تلك
"فوائد زائدة على كتب الرجال المشهورة من الأحاديث الصحيحة للألباني"
وأول مارأيت سلسلة الشيخ جزءا يحوي مائة حديث ضعيف في مكتبة المعهد
قد أرضت بطنه الأرضة وأذكر أني قرأت قصة هاروت ماروت المنكرة في هذا الجزء
ورأيت جزءه الثاني يحوي خمسمائة حديث في مجلد أحمر
ولكنه أصغر حجما من الطبعات الجديدة
وأما سلسلة الأحاديث الصحيحة إلى أربعة أجزائه بأغلفة سوداء في مكتبة المعهد
وقرأت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الذي عهدته من صغري
وتراجع الشيخ الإمام يرحمه الله عن بعض أحاديثه فيما بعد مثل دعاء السجود
"سجد لك سوادي وخيالي............."
وأريد أن أسجل هنا –اليوم قبل الليل إن شاء الله -جولتي في مكتبتي مما يحتفظه قلبي من محاسنها بعد إذنكم

فهل تأذنون لي ؟
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:29
صورة مكتبة المعهد ما زالت حية في قلبي
وقد غيرت اليوم إلى منظر لم تقدر لمقلتي أن تنظر إليها إلى الآن
تلك الرفوف التي يعانق فيها كتاب البخاري كتاب صاحبه وكتاب ابن باز كتاب ابن عثيمين وتتعازى بعضها بعضا من غربة هذا الزمان
وقلة القاصدين إليها و من نوايا القارئين وانتقاد المحدَثين
جهود أئمة أفنوا أعمارهم تتألم في تلك الرفوف من خطوط تكتب ضدها وتقول ليتنا حية
والله يا إخوتي الأحباء لم تكن جولتي في المكتبة لمجرد قراءة
كنت أقبل الكتب وأقطر عليها الدموع
كأني أقول لهم ربوني و علموني الإخلاص
علموني الصبر علموني لماذا تعلمتم؟
كيف كتبتم كثيرا وعملتم كثيرا ؟
انظرو إلى هذا المسكين قد علم قليلا وعمل قليلا ولكن تكلم كثيرا !!!!
وتكلمتُ كثيرا عن الإخلاص في العمل بلا إخلاص

وحين أنتهي من قراءة كتاب للإمام يجيؤني الشيطان ويقول:
"قرأت يا مجاهد ولكن هناك بعض الأخطاء "كيف خفيت هذه على هذا الإمام"
ولعلك قرأت ما لم يقرأ سجل تلك الأخطاء واكتب ردا عليه وسجع في عنوانه"
ولا أرد على وساوس الشيطان ولكني أبكي في ناحية من المكتبة
"أللهم آتني فرصة لثني الركب أمام جبل من العلم لا لأبلغه ولكن لأمسك بحبله"
وأتألم كلما يتألم الإمام الألباني رحمه الله من كثرة ردود الطلبة عليه وبكيت حين قرأت قوله
"’فرحم الله عبدا دلني على خطئي وأهدى إلي عيوبي فإن من السهل علي – بإذنه تعالى وتوفيقه – أن أتراجع عن خطأ تبين لي وجهه وكتبي التي تطبع لأول مرة وما يجدد طبعه منه أكبر شاهد على ذلك."
وبكيت حينما قرأت في الصفحة الأولى من تفسير الإمام ابن تيمية –دقائقه-
"ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري
أينما رحت فهي معي .....(نسيته)
إن أخرجوني فخروجي سياحة وإن قتلوني فقتلي شهادة"
وبكيت حين قرأت دعاء الإمام البخاري في آخر ليلة من حياته
"اللهم قد ضاقت بي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك"(أو نحوه)
وإذا أصابني أي واحد من زملائي بأقواله وجرحني برماحه
"بأن فيك كبرا كنت أقبل منه هذا الكلام
وفي بعض الأحيان أدافع عن نفسي
ولكني أشعر في قلبي شيئا منه
ويستدل لي الشيطان على عدم وجوده فيَّ أصلا
فأبكي وأدعو الله يا ربي ما فائدة العلم إذا كان في قلبي كبر
فصرفت همتي أن أقرأ تراجم الأئمة الأعلام
ويوما دخلت المكتبة أخذت ذلك الكتاب الأخضر
ثم رفعت رأسي ونظرت إلى الرف ورمقت إليه
فإذا هناك أكثر من عشرة مجلدات
فقلت سبحان الله كيف كتب هذا الإمام وبأي نية كتب
وليست هناك مطابع لإصدار هذه المجلدات
إنما هو نسخ بالأيدي خط بالأنامل
ثم كيف حفظت الأمة هذه المجلدات بدون أي وسيلة إلكترونية
فهل هممنا تعلو لكتابة ورقة إذا لم يكن هناك وجود للمطابع
سبحان الله ما أشد هممهم
فأخذت ذلك الكتاب

ثم أقول لكم لم أفتح هذا الكتاب ذلك اليوم لأعرف اسم إمام كاملا
وأعرف عمن روى عنه ومن روى عنه ومن وثقه ومن ضعفه
إنما فتحته لتربية نفسي ولأعلمها الإخلاص والصبر والتواضع
تدرون ما هذا الكتاب :
إنه كتاب"سير أعلام النبلا"للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله
قرأت ترجمة الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله
وأحداثا وقعت في صغره وأدمعتني وأمسح بمنديلي الدموع ثم أقرأ
وإني أذكر قصة لهذا الإمام وفيها حديث فواكه
إما أنه كان يبيعها لفقره أم القصة لإمام آخر وقد أثرت تلك القصة في نفسي تأثيرا بالغا
وقرأت ترجمة الإمام البخاري رحمه الله كيف تعلم
وبلاؤه في خراسان وما جرى بينه وبين الإمام محمد بن يحى الذهلي رحمهم الله قد أبكاني
وقراءة هذه التراجم سطرت في صفحات قلبي نصائح ذهبية ثابتة –إن شاء الله-
وأولدت فيَّ همما أشعرتني لمسة الكهرباء
وأقترب كثيرا من كتاب "تلبيس إبليس" للإمام ابن الجوزي
وساءني وصفه للإمام ابن عبد البر في مسألة نزول الله تعلى إلى سماء الدنيا
في كتابه "صيد الخاطر" وفيه عنوان "سلفيون جهال" فتركت هذا الكتاب رحمهم الله جميعا
ولكن كتابه "تلبيس إبليس" كان يعجبني ولم أستطع أن أقرأه كاملا
وقرأت أكثر أبواب كتاب "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" للإمام ابن القيم الجوزي رحمه الله
وأعجبني كتاب "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للإمام ابن حبان
وفيه عبر كثيرة لطالب العلم مثلي
وأظن أنه يقول في مقدمته أو في أبواب كتابه نحو جملة "ونصحت لكم وأنا أحق بهذه النصيحة" الله أعلم
وقرأت بعض فصول " الانتقاء " لابن عبد البر وهو ترجمة للأئمة الثلاثة.
وذكرت ما ذكرت لتعرف أني ما قرأت تلك الكتب للحفظ ولالجمع المعلومات
ولكني قرأت كل هذه لتربية نفسي ولأعلمها ما هو العلم ؟لماذا التعلم ؟

ومن جمائل ذكريات جولتي في المكتبة
قصة عثوري على كتاب " المجموعة"
والتي كنت أدور حولها وأزيل مورها
ومن العجيب جدا إني لم أر أحدا يمسها
ولا يقترب منها ويقلب أوراقها وهي الكنز الثمين

تلك الأيام المزهرة لن أنساها أبد الدهر –إن شاء الله-
تلك " السنن" وتلك " المسانيد" التي تزينت بترتيبي لها
والتي كنت مولعا فيها
ولكن كنت أرى كل يوم تلك "المجموعة" في رفها وحيدة
ولكن ما اقتربت منها لفساد مظهرها وجهالتي بمضمونها
ويوما افتقدت "المنتقى من مسند المقلين" فحزنت حزنا شديدا
وكنت أعده ثروة ثمينة على صغر حجمه ولكن لم أنجح
جلست كئيبا وحزنت حزنا شديدا ولا أدري كيف حزنت
بعد خمس دقائق أو عشر
وقعت أنظاري على تلك المجموعة فأخذت المجلد الأول منها عابثا بها
وفتحتها فإذا هي اللآلئ والدرر
فقررت أن أقرأها وأنا مستمر
سأحكي عنها بعض الخبر

اسمها "مجموعة الرسائل المنيرة"
تتكون المجموعة من مجلدين
ينقسم المجلد إلى جزئين
وفي الصفحة الأولى من كل جزء أسماء الرسائل التي في ذاك الجزء
ولعل عدد الرسائل ثلاثون:
1-رسالة في الخضر لابن حجر العسقلاني رحمه الله يذكر الأحاديث الواردة فيه ويتكلم على أسانيدها وانتهى إلى تضعيف الأحاديث كلها
2-رسالة في صلاة الاستسقاء والتسبيح والكسوف والخسوف والاستخارة للإمام ابن حجر رحمه الله
3-ترجمة الإمام الليث بن سعد أظنه لابن حجر رحمهما الله – الله أعلم-
4-"شرح قول الإمام المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي" للسبكي رحمه الله
5-"شفاء الصدور في تحريم رفع البناء على القبور" للشوكاني رحمه الله (أظن أن هذه الرسالة هي في هذه المجموعة)
6-"رفع الريبة عما تحل فيه الغيبة" للشوكاني رحمه الله
7-"مسائل الأصول " لابن حزم رحمه الله
8-"تطهير الاعتقاد" للإمام الصنعاني رحمه الله
9- رسالة في البسملة هل هي آية من القرآن أم هي آية من سورة البقرة أم......؟ للإمام ابن عبد البر
10-بعض الفتاوى للإمام ابن الصلاح الشرزوري رحمه الله وفيه سؤال عن كتب ابن سينا فيجيب عنه "بأنه شيطان من شياطين الإنس لا يجوز قراءة كتبها وقد فضل المنطق على القرآن وأنه ضال مضل" ونحو هذا الجواب
11- وبعض رسائل الإمام ابن تيمية رحمه الله لا أذكر ماهي
12-وفيه قصيدة نسيت من كتبها
13-رسالة في الجدال في القرآن الكريم نسيت مؤلفها

وهذا القدر هو الذي انتهت إليه ذاكرتي وعذرا للإطالة

ومن جمائل ذكرياتي في تلك الجولة



__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:30
ومن جمائل ذكرياتي في تلك الجولة
قصة تتبعي لسنن المكتبة ومسانيدها
يتبادر إلى ذهن طالب العلم بإطلاق اسم "المسند" مسند أحمد بن حنبل رحمه الله
مع أني قد حفظت أسماء أكثر من خمسين مسندا ما كنت أهتم بها
ولكني حين أقرأ تخريجات الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله
أشتاق إلى رؤية هذه المصادر بعيني وتزيد أحزاني إذا ذكر الشيخ مخطوطا لم ير المطبعة
ودائما أجتهد في قراءة صفحات المخطوطات التي تطبع صورها في الكتب المطبوعة
ويوما كنت أبحث عن أسانيد حديث "ماقبض نبي إلا دفن حيث يقبض"
فوقعت عيناي على كتاب بحجم كتاب "تيسير مصطلح الحديث للدكتور الطحان"
أبيض الغلاف وقد مل الغلاف من حمل جنينه وكان في وشك الفراق
فأخذته بيدي فقرأت عنوانه "مسند أبي بكر للمروزي" فقلت في نفسي يا ليت قومي يعلمون
وكنت أقرأ اسمه في تخريجات الألباني رحمه الله
وحين رأيته وسقط في يدي وهو في احتضاره أطعمته العجوة
فطول الله حياته ولعله حي إلى هذا اليوم
فقررت أن أجمع كل المسانيد والسنن وغيرها من أمهات الكتب المسندة
وأرتبها في رفوف لها
فوجدت مسند بن عبد المبارك يبكي من الغربة
ومسند الشهاب للقضاعي يئن من استغناء طلاب العلم عنه
ولكن مسند أحمد يعزيه ويهمس في أذنه بـأن" كلنا في البلاء سواء"
ويقول له"إنه لا يقرب منا المتنزهون في شواطئ البحر وإنما يقصدنا الغواص وما فينا إلا اللآلئ فاتركوا أهل الصدفات مع صدفاتهم"
ومسند الشافعي يتولى عن جيرانه ويميل إلى حرف الرف ويحزن على مجهود تلميذه الربيع بن سليمان
ويقول "ويا أسفا على "أمي"
ولعلها تبكي كما بكى جذع النبي صلى الله عليه وسلم حين فارقه
ثم وجدت "مسند أبي عوانة" و "المنتقى من مسند المقلين" و"مسند الشاميين" وليس هو للطبراني ولكنه انتقاء لروايات الشاميين من "مسند أحمد بن حنبل"
وقرأت في مقدمة هذا المسند أن شرطه في هذا الكتاب " أن يوجد راو شامي في الإسناد"
ووجدت كتاب "ثلاثيات مسند الإمام أحمد بن حنبل"
أظن أن الذي في المكتبة شرح لثلاثيات المسند
وأعجبني منتقى ابن الجارود وكان غلافه أخضر اللون وخطه كان واضحا للعين
ولقد كتبت عن مكتبة معهدي هذه مقالة ووصفت كتبها الحديثية وعرفتها
بعد انفصالي عن المعهد وحين أحزنني فراقه وراودني مذاقه كتبت عنها
وسميتها "المجالس العلية من مكتبة دار التوحيد السلفية"
وفي نيتي أن أنزلها في الانترنت –إن شاء الله-

ويوما أخذت كتابا أخضر اللون أو قريب منه و يتكون من جزءين (أظنه كذلك)
كانت في رفه شعاع عناكب تحفظ الكتب من لحوس العثث والحلم
ولكن الإنسان لا يقرأ ما تحفظها ولا يتركها
ويا أسفي على تلك الحشرات التي لم يعرف جهودها إلا خالقها
فتحت الكتاب وقرأت عنوانه "الحاوي للفتاوي" وهو مجموعة كتب للسيوطي رحمه الله
ومن أعجب ما قرأت من رسائله :

رسالة "تحفة الإنجاب بمسألة السنجاب"

رسالة "القذاذة في محل الاستعاذة"
وهذه الرسالة تحمل في أوراقها مسألة هامة.وهي مسألة قول الخطباء وطلاب العلم وبعض العلماء حين قراءتهم للقرآن في أثناء خطبهم ومحاضراتهم "يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

رسالة "دفع التشنيع في حكم التسميع"
تتناول الرسالة مسألة "سمع الله لمن حمده" فهل يقوله المأموم؟ وانتهى بوجوب تسميع المأموم أيضا وقد ذكر الشيخ الألباني هذه الرسالة في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"

رسالة في صلاة الضحى

ورسالة يبحث فيه السيوطي عن أسانيد حديث "إن أبي وأباك في النار" وخالف فيه المحدثين وحكم بنكارة أسانيده كلها
وقرأت مجموعة تحمل فتاوى للشاطبي أيضا

وحصلت يوما على كتاب "مجموعة الرسائل" صغير الحجم
ولكنه مفيد جدا وكانت فيها ثلاثة رسائل
رسالة "الرحلة في طلب العلم (أو الحديث)" أظنه للإمام الخطيب البغدادي
رسالتان للإمام النسائي وهما :1-المجهولون 2-من لم يرو عنه إلا واحد (أظنهما هكذا)

ويسرني وجود كتب تواريخ الإمام يحيى بن معين في مكتبة المعهد
وكنت أقلب صفحاتها سدى لأني أعرف قدرها
لم تكن في المكتبة رواياتها كلها إنما هي ثلاث روايات فقط وهي
رواية عثمان بن سعيد الدارمي باسم "تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي"
ورواية الدوري أظن أن هذا الكتاب كبير الحجم كمقتضب المبرد في جزئين أو أربعة أجزاء
وطبع باسم تاريخ يحيى ابن معين
ورواية أبي خالد الدقاق البادي باسم "كلام الإمام يحي بن معين"
ثم وجدت بعض رواياتها الأخرى مثل رواية ابن الجنيد ورواية ابن محرز في مكتبة المدعو يحيى

ومن جمائل ذكريات جولتي
وجدت كتابا للإمام علي بن المديني باسم "علل الحديث ومعرفة الرجال"
كان حجمه صغيرا
ومنظره منفرا
استعرت هذا الكتاب ولكن أمين المكتبة أبى
لماذا ؟ هل كان يعرف ما يحويه كلا وألف لا
بل النظام!!!!!!!!!!!!!!!
أي نظام هذا يعرفني ويعرف شغفي وحرصي ثم يأبى
ولكن .............
لا بد لطالب العلم من الصبر والتفكير
لماذا منعني ولا بد من أن أن أحملهم على الأعذار
وأعترف أن النظام ليس لي فقط بل للكل
ولكني ذلك اليوم لم أملك نفسي
أخذت كناشتي فكتبت الكتاب كله في أربع ساعات في يومين ولعله خمسون أو ستون صفحة (أظنه هكذا)
وهي إلى هذا اليوم محفوظة عندي فالحمد لله

وجدت مجلدا اسمه "المسودة" فأعجبني ما قيل في مقدمته أو غلافه
"تتابع على تأليف هذه المسودة ثلاثة من آل ابن تيمية :
1-عبد السلام بن عبد الله (مجد الدين)
2-عبد الحليم بن عبد السلام
3-تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشهور بابن تيمية رحمهم الله جميعا

وهوكتاب مهم في أصول الفقه

والله إن ما تحمله جولتي تلك كثيرة وإن الكلمات تنبثق من خاطري
ولكن العجمة والعجز وتهمة الإطالة والشوق إلى رؤية الثمالة تحول بيني وبين قلمي
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

ولكن ما انتهت آلام سيري
قطرات على وسادة
وقطرات على كتب
وقطرات على رفوف دولاب
وقطرات في مياه الآبار
استمرت
ولعلكم تسألون كيف عادت .نعم يا أصحابي عادت
من زملاء لم يثقوا بي ومن رجال لم يعرفوا قيمة العلم و طالبه وهمة طلبه

ومما جعل عيوني تهطل وجعل قلبي يذوب وجعل قلمي يبكي حبرا ولم تستطع أزمان محوها


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:31
ومما جعل عيوني تهطل وجعل قلبي يذوب وجعل قلمي يبكي حبرا ولم تستطع أزمان محوها

مسألة الركعتين بعد صلاة العصر

وقبل ذلك أريد أن أحدثكم مواقفي من بعض التقاليد والعادات وعلاقتي بالعلوم الدنيوية
حتى تحيط بي وتعرف طبيعتي (عذرا ) ..
أني لا أحب التقليد في أي شيء ولو كان خارج الدين
كنت أنكر على كثير من أقراني تقليدهم لطب
الألوباثيا (Allopathy) أي الطب الانجليزي
لأن هناك طرقا كثيرة للتطبيب مثل الوخز بالابر)الصينية) (Acupuncture)
و المعالجة المثلية (Homeopathy) والطب العشبي (Herbal medicine)
وأقول أنه ليس وحيا من السماء حتى تقصدوه لكل مرض
وكنت أرى أن هذا التقليد من الهزيمة النفسية أمام الغرب
وإن كنت مضطرا إلى ما أنكره
ولكني في كثير من الأحيان ألجأ إلى المعالجة المثلية (Homeopathy)
وفي سرنديب كان الشيخ رئيس الدين حفظه الله متخصصا في الطب العشبي مع أنه
عالم بالحديث ومشهور بيننا بتخريج الأحاديث والحكم عليها
والآن هو في الهند مع أهله يمكث هناك لإكمال دراساته العليا في الطب العشبي
والشيخ داع كبير في سريلنكا أسأل الله أن يحفظنا وإياه من كل سوء في الدارين
وكنت أسأله عن خصائص هذا الطب الذي تخصص فيه في بعض الأحيان
فعرفت شيئا عنه
ولكني درست كثيرا عن طب المعالجة المثلية
وقرأت ودرست عن الطبيب الألماني هانِمَنْ (Hahnemann)
الذي كشف هذا الطب في القرن السابع عشر (ميلاديا)
وكان يعالج الناس بألوباثيا ثم تركه وعرف للناس منافعه ومضاره وعددها
وأوذي بأطباء ألوباثيا فهاجر إلى فرنسا (أظنه كذلك)
وحبوب هذا الطب صغيرة وحلوة وهذا من تعليل الصغار لحب هذا الطب (ابتسامة)
ثم إن له مضارا ولكنها أقل من ألوباثيا ولكن ألوباثايا أسرع برءا
ومن أعجب ما سمعت من الطبيب "ظاهر" وهو متخصص في الطب الصيني
فقال "إن المادة الدهنية التي تتخذ من الدجاجة السوداء شديدة السواد
نافعة للأمراض وقد استعملتها في رجل أصيب بالسرطان (أو مرض السكر)
بعد أن قال له بعض الأطباء أنه يجب قطع الرجل الذي أثر فيه هذا المرض
فلما أخذ هذا الدواء اشتفى الرجل بإذن الله"
والله عجبت من قوله فكيف
ونحن نعلم عن خرافات الدجاجة السوداء
التي يستعملها الكهنة والعرافون في أعمالهم الشيطانية
وهذا يذكرني رحلتي إلى مكة التي كانت قبل شهرين
كنت ضيفا بمكة في بيت الشيخ زياد السريلنكي حفظه الله
ويوما قلت له لا بد لنا من الذهاب إلى أعطان الإبل التي في البوادي
فقبل منا وكان معي الأخ رياض السريلنكي حفظه الله
وفي الطريق قلت له "هل تعرف لماذا أريد الذهاب إلى البادية؟"
فقال "لشرب اللبن" قلت "نعم لشرب ألبان الإبل مع أبوالها"
فقال "بول الإبل !!!!!!"فتأفف منه
فقلت له "أمر النبي صلى الله عليه وسلم العرنيين أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها"
فقال "ولكن لا يفهم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا بأنها سنة "
فقلت "نعم ولكن حتى لا يقول لي من لا يعرف عن هذا الشفاء شيئا
أنه مستحيل أو يخالف القرآن فأقول له:-
"بلى قد شربت من أبوالها و خلطته بألبانها ورأيت من يشرب منها "
فاقتنع بجوابي فأحب أن يشرب معي هو أيضا ففرحت جدا
فوصلنا إليها ورأينا بركا من الإبل والأخرى تقف وخبيرها يسيل من أفواهها
فرحت من هذا المنظر الطبيعي جدا
وقد جاء إلى باديتنا بعض الشرطة فرأيناهم
أن يلقوا أذناب الإبل في قدح الألبان وأن يحركوها في قدحهم وشربوها
فحثني هذا المنظر إيماني فقلت "إن الحديث عندهم لم يخالف القرآن بعلم أو بغير علم"!!!!!!
سبحان الله عجبا لعقول ناقصة تستعلي بالظنون على نقول ثابتة

واشترينا قارورة من البول من صاحب الإبل السوداني
وفرشنا سفرتنا وجلسنا عليها ثم خلطناه بلبننا وشربنا وشرب معي صاحبي وزاد
وحمدنا الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وسألنا ذاك السوداني الذي أعطاه الله قوة في بدنه عن منافع هذا البول فمما قال لنا
"يستعمل لتليين شعر الرأس وإزالة القمل "
وقد أخبرني ابن الشيخ زياد بعد رجوعنا إلى البيت أنه قد صبه على رأسه حين غسله .

كان لي معرفة أساسية بالكمبيوتر ولكني كنت جاهلا بالشبكة
ولا أدري ما هي وقد قال لي أحد زملائي
الذي كان جهله بها كجهلي ولكني وثقت بقوله حين قاله فقال:
"إن حجم!!!!!!!!!!!!!!! الشبكة أكبر !!!!!!!من الكمبيوتر"
ويوما كنت أتكلم مع بعض زملائي الذي كانت لهم معرفة واسعة بالكمبيوتر
فقلت "هل تعرف أولا حجم الشبكة؟" سألته سؤال معلِّم
ولعله تعجب من سؤالي وكاد أن ينسى كل دروسه بجهلي
فقال "ليس للشبكة أي حجم" فقلت مستهزئا(أسأل الله أن يغفر لي)
"سبحان الله ألا تعرف أن الشبكة أكبر من الكمبيوتر"
فضحك وقال "من قال هذا ؟" فسكتُّ
وعرفت أن في الأمر شيئا
فذهبت إلى دار الكتب التابعة للمعهد فهو محل للكتب الشرعية
وليست هناك كتب كمبيوتر إلا قليلا
فقلت أحتاج إلى كل كتب عن الكبيوتر والشبكة
فتعجب "كل كتاب !!!!...لمه؟"
قلت "للتعلم" فابتسم حفظه الله
فأقرضني الكتب التى كانت في الدار فما استطعت أن أسد ثمنها حتى بعد انفصالي عن المعهد
ولكنه تصدق به علي جزاه الله خيرا
هرولت إلى الفصل أحمل تلك الكتب وكان كلها باللغة التاملية
وضعتها على مكتبي فتحت كتاب "Front page"
والكتاب لـ"سُجاتا" كاتب معروف في مجال الكمبيوتر
درست الكتاب في يومين وفهمته على أحسن وجه
ويشرح الكتاب برنامج "فُرَنْتْ بيْجْ" وهو برنامج تطبيقي لتصميم المواقع
ثم فتحت الكتاب الثاني وهو "Oracle" برنامج لإدخال قاعدة البيانات
ولم أفهم هذا الكتاب وقد جهدته حق جهده فتركته
وإني لأعرف أن هذه الطريقة قد تضيع وقتي كله
و"من طلب العلم جملة أضاعه جملة"
ولكن هذا ما كان في وسعي في تلك الأيام وقد بلغ شغفي مبلغه
ثم درست كتاب"HTML" وفهمته جيدا ونسيت أكثره اليوم ولم أحزن عليه ولو يسيرا
ثم كتاب "XML" حاله كحال "Oracle"
ثم كتاب"ما هي الشبكة؟" وقد قرأت هذا الكتاب كأني حفظته
حتى حفظت أكثر مصطلحات الشبكة مثل "HTTP:-Hyper Text Transfer Protocol" و "FTP:-File Transfer Protocol"
وقرأت كتاب "Cyber law"
ثم كتابا كبيرا في "التجارة الإلكترونية" وأهديته مراقب المعهد
ثم.....ثم........ثم..........ثم قرأت ترجمة لـ"بِلْكَيْتْس" صاحب "مَيْكْرُوْسُفْتْ" باللغة التاملية ثم عن "لِنَكْسْ" ثم عن"يُنِكْسْ" وحتى بلغ جنوني بالمواقع مبلغه
ويوما كتبت وبحثت عن عنوان سدى فوجدته فضحكت من مهارة جنوني
تعرف ما هو العنوان؟ هذا هو
www.abcdefghijklmnopqrstuvwxyz.com
ودرست خصائص بريد" ياهُوْ" وخصائص بريد "جِيْمَيْلْ"
وبحثت عن شركتهما وهكذا طرت إلى كل فضاء حملتني تلك الرياح
وترقيت في علوم الكمبيتر إلى مبلغ ثم تدهور اهتمامي به
ولكن كفاني في هذا المجال ماتعلمته
ولكل فنون أهلها ولست من أهل هذا الفن
ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ولعلي أتيت بها
وأقول إني لم أجد تلذذي واطمأناني إلا في علوم قرآن الله وسنته صلى الله عليه وسلم
والله شهيد على كل ما أقول

قلت لا أحب التقليد في أي شيء
تفكرت يوما في عدد أيام الشهور للسنة الميلادية
فوجدت خللا في ترتيب أيامها وعددها
لماذ أيام "دِسَمْبَرْ" تنتهي بـ31 و"جَنَوَرِ" 31 و"فَبْرَوَرِ" 28؟
ثم مارْشْ 31 ثم إبْرِيْلْ 30 ثم مايْ 31 ثم جُوْنْ30 ثم جُوْلَيْ 31 ثم أُوْكَسْتْ 31
من فرض علينا هذا التقويم المجنون من سمى هذه الأشهر بهذه الأسماء فعزمت على البحث
فعرفت أن عدد أيام كل شهر كانت ثلاثين
ولا تعد الأيام الخمسة الباقية من أيام السنة
وتكون كأيام العطلة في الأسبوع ولكنها لا تعد
ولم تكن هناك أسماء للأشهر
وأراد "جُوْلِيَسْ" أن توزع تلك الأيام الخمسة على ستة أشهر فيجعل عدد أيام الشهر مرتبة
شهر بثلاثين يوما وشهر بواحدة وثلاثين فبقي " نَوَمْبَرْ" بلا يوم لإكمال ذلك الترتيب!!!!!!!
فأخذ يوما من "فَبْرَوَرِ " وجعل في دسمبر فأكمل الترتيب
ولكن صار أيام شهر "فَبْرَوَرِ " تسعة وعشرين
وجاء الملك "أكْتاوِيَنْ" وأمر أن يجعل يوم في "فَبْرَوَرِ " في كل أربع سنوات
وتسمى سنة كبيسة لتتوافق الشهور في فصول السنة
وأحبت الكنيسة أن تكرم الملك لهذا التغيير فأرادت أن تسمي شهر "سَبْتَمْبَرْ" باسمه
لأن في هذا الشهر كان مولد الملك ولكن الملك اختار الشهر الذي قبله لأسباب شخصية
ولكن لما كان أيام هذا الشهر ثلاثين
أُخذ من "فَبْرَوَرِ " يوم-وظلم هذا الشهر بالكنيسة أيما ظلم-وجعل في ذاك الشهر
وسمي باسمه ولذلك يسمى هذا الشهر بـ"أُوْكَسْتْ"
فولدت حينها مشكلة جديدة
وهي أن شهر "جُوْلَيْ" و"أُوْكَسْتْ" و"سَبْتَمْبَرْ" تساوت في عدد أيامها
فأخذ يوم من"سَبْتَمْبَرْ" وجعل في "دِسمَْبَرْ"
فهذا هو الجواب عن سؤالي :-
" لماذ أيام "دِسَمْبَرْ" تنتهي بـ31 و"جَنَوَرِيْ" 31 و"فَبْرَوَرِ" 28؟
ثم مارْشْ 31 ثم إبْرِيْلْ 30 ثم مايْ 31 ثم جُوْنْ30 ثم جُوْلَيْ 31 ثم أُوْكَسْتْ 31؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وقد كتبت مقالة بعنوان " تطور نظام التأريخ والتاريخ الهجري"
Evolution of system of chronology and “ Hijri” Era))
في خمسين أو ستين صفحة عن التقاويم الموجودة في العالم وكيفياتها
وأثبت فضل التقويم الهجري عقلا ونقلا بعد أن قرأت مراجع كثيرة ولكنها باللغة التاملية
فاقرأ إن شئت يا أخي كتاب "بيان الهدى من الضلال في أمر الهلال"لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

أقول في نفسي أف لكم ولما تعدون... أي سنة هذه !!!!!
أي تسمية هذه!!!!!!!!!!!!!
كيف تتشاورون في تغيير عدد أيام الأسبوع
وقد وزعتم ليلة واحدة على يومين عجيب أمركم
ثم أنتم تجعلون لنا "نظام العالم الجديد" و"العولمة"


فسبحان ربي الذي قال إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ

وسبحان ربي الذي قال إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

وصلى الله على نبينا الأمي الذي قال إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا

وصلى الله على نبينا الأمي الذي علمنا عدد أيام الشهر بأصابعه
ولم يعلمنا حساب المواريث بأنامله
ولم يرد بقوله حين قال "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب"
أن هذه الأمة لا تعلم الحساب ولا تعرف الكتاب

كيف وقد علمنا الأثلاث والأرباع والأسداس في أحكام المواريث
وحساب الدنانير و الدراهم في أموال للزكاة

فقال إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا –
وَعَقَدَ الإِبْهَامَ فِى الثَّالِثَةِ - وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ». يَعْنِى تَمَامَ ثَلاَثِينَ.
والله ما أراد إلا أن هذه الأمة باقية على أميته في حساب الشهر وأيامه إلى يوم القيامة
فلا تغيير ولا تبديل ولا تهويل
من أحب أن يعرف أوقات يومه فلينظر إلى الشمس .ومن أحب أن يعرف أيامه فلينظر إلى القمر.ومن أحب أن يعرف نهاية الأشهر فلينظر إلى المحاق .ومن أحب أن يعرف بدايتها فلينظر إلى أهلة الآفاق.أما من فقد أميته فلم يعتد النظر إلى ظلال الشمس ولا عرجون القمر فليكتب أيامه للهلاك


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:32
وقد سهل الله علي اللغة الإنجليزية
ولكن همتي بالحبوات في علم الحديث لم تتركني لأتعلمها
وكنت أدرس كتاب "High School English Grammar"
ولكن لما كانت فيه تمارين كثيرة تركته
وقرأت كتاب "Interest in the focus of Islam"
للشيخ تقي العثماني
ومما أعجبني من قواعد اللغة الإنجليزية "استعمال The" مثلا: تأمل الفرق في المعنى فيما يلي:
The teacher and The principal came
The teacher and principal came
المدرس والمدير هما اثنان في الجملة الأولى لمجيء "The"
وأما في الجملة الثانية هما واحد وفهو مدرس ومدير مثل :-
The black and white cat run away
The black and The white cat run away

والله يا إخوتي أعجبني هذا الفرق وثبت في قلبي حسنه فلذلك كتبته
ولكني أقول صراحة إن اللغة الإنجليزية لغة فقيرة
وقد اجتهد علماؤها للتقعيد لقراءة كلماتها-وما أكثرها –ولكن تلك القواعد قليلة الفوائد

أعود إلى ما أقطرت عيوني من أحداث قد أسمعتني نبضات قلبي

كنت أقرأ المجلد السادس للشيخ الألباني رحمه الله في المكتبة
فمررت يوما بتقريره لمسألة الركعتين بعد صلاة العصر
وذكر حديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد العصر في بيته
وحديث عائشة رضي الله عنها تقول فيه :
والذي ذهب به ما تركهما حتى لقي الله وما لقي الله تعالى حتى ثقل عن الصلاة
وكان يصلي كثيرا من صلاته قاعدا تعني الركعتين بعد العصر
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يصليهما
ولا يصليهما في المسجد مخافة أن يثقل على أمته وكان يحب ما يخفف عنهم
وتقول : ابن أختي ما ترك النبي صلى الله عليه و سلم السجدتين بعد العصر عندي قط
وتقول : ركعتان لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعهما سرا ولا علانية ركعتان قبل الصبح وركعتان بعد العصر
وتقول : ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين
وذكر رواية من مسند السراج "أن عمر رضي الله عنه كان يضرب على هذه الصلاة
فسئلت عائشة رضي الله عنها عن ضرب عمر رضي الله عنه
فقالت: إنه كان يصليهما فلما رأى الناس يطيل (أو يصلي )الصلاة حتى في أوقات اصفرار الشمس وغروبها صار ينهى عن هذه الصلاة"
ثم رأيت الشيخ يجمع بين أحاديث النهي وأحاديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
بإعمال القواعد الفقهية مثل "الخاص مقدم على العلم"
و"العام المقيد مقدم على العام المطلق" أو نحو ذلك من القواعد
فلما رأيت الشيخ ينص بسنية هذه الصلاة
وطريقة جمعه بين الأحاديث عزمت على أن أصليها
ولكني اتهمت فهمي ولعلي لم أفهم كلام الشيخ جيدا وعلى الوجه الصحيح
كيف ولم أر أحدا من العلماء بسرنديب يصليها
وكان في المكتبة الشيخ الأستاذ دحلان خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية حفظه الله
ولي معه مواقف رائعة سأذكرها في مكانها
فأعطيت الكتاب للشيخ وأريت له الصفحات التي قرأتها
فقرأ وأيد وقال"نعم...ما فهمته صحيح "
وكأنه عرف رأي الشيخ حينها فلم يزد على ما قال وسكت
حان وقت العصر دخلت مسجد المعهد
فصليت العصر جماعة وسبحت وحمدلت وكبرت ثم قمت للتسنن فصليت
فذعرت الجماعة والأساتذة واستنكروا قيامي
ثم بدأوا ينصرفون من المسجد وأتممت وتوقعت أمورا
ولكن لم يدعني أي أستاذ وما سمعت أي سوء
فحمدت الله فعزمت على الاستمرار
أصبحنا ودخلنا الفصل وقرأنا ودرسنا ورن للفسحة
وحينها دعيت إلى مكتب الأساتذة فقلت في نفسي "لا شك أن الأمر هو"
دخلت المكتب سلمت على الأساتذة
فردوا علي السلام
فقال أستاذ "لماذا صليت بعد العصر
أما تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الصلاة في هذا الوقت
فقلت "بلى.. أعلم بالنهي ولكن رأيت حديثا
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد العصر"
فقال "ولعل في النهي استثناء له لأن للنبي صلى الله عليه وسلم نوافل كثيرة"
فقلت "كان عمر رضي الله عنه يصليهما "
فسكت الأستاذ حفظه الله ثم قال "ما هو الكتاب؟" قلت "فتح الباري"
فقال "لا , أسألك عمن أخرج هذا الحديث "قلت البخاري ولكني قرأته في فتح الباري"
-لأني لم أستطع أن أتصفح صحيح البخاري لرداءة طبعته التي في المكتبة فلذا بحثت عنه في فتح الباري-
فقال أستاذ " أين قرأت هذا المبحث؟"
قلت "من سلسلة الأحاديث الصحيحة"
فقال "هل أنت متأكد من صحة فهمك له"
قلت "نعم"
ورأيت صوت بعض الأساتذة يشتد وحدثت أشياء أحزنتني
فخفت وسكت فقال أستاذ:
"زادك الله حرصا ولا تعد" فسلمت عليهم وخرجت
أحبتي في الله ...ليتكم رأيتموني حين سعرتني مأقتي
رجعت إلى الفصل كدت أن أبكي ولكني في الفصل
فلما انتهت الدروس
سعيت إلى سريري بكيت ...و الدموع وقعت في مراتع ذكرياتي
كأن سنجابي يدعوني
بل كل ذكريات جاءتني
لتشرح لأساتذتي عن حناني
كأن الدمعات التي صببتها في تلك البحور تناديني
كأني أرى في تغامضي
أجنحة لعصافير قد تكسرت
وهراكلة للبحور قد سكرت
ومياه في عيني قد غدقت
وقطرات آماقي في الخدود قد سجنت
أحزانا عايشتها في أيام قد مضت

درست وقرأت وفهمت وعلمت
فهل أخطأت!!!
إن كانت صلاتي تلك بـ"اتباعي"
فإنما اتبعت حديثا صحيحا أخرجه البخاري
وإن أتيت بخطأ فقد أخطأت من هي خير مني
وإن كانت صلاتي تلك بـ"تقليدي"
فقد قلدت نحريرا وعالم العصر في الحديث
فلم قيل لي "زادك الله حرصا ولا تعد"
والله سأعود إلا أن يتبين لي أنه خطأ في فهمي

فبحثت عن أحاديث الركعتين بعد العصر
في كل مصادر الحديث التي كانت في المكتبة

وإني حين أورد الأحاديث لا أوردها إثباتا لرأي فقهي أو إنكارا له
ولا لمناقشة للأدلة وإنما أذكرها في قصتي هذه إخبارا لما جرى وحدث
وتسجيلا لمواقف أثرت في قلبي وحفظا من رمسات لرياح الأنفاس

وحين كنت في عطلة السنة الثالثة
ذهبت إلى بيت الشيخ مبارك-حفظه الله- مدير المدرسة الغفورية
والمشرف على دعاة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف
والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بسريلنكا
فوجدت كتاب "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث"
أظن أني قرأت أنه لم يصل إلينا من مسند الحارث إلا هذه الزوائد فقط
فرأيت فيه حديث "صلاة تميم الداري بعد العصر فرآه عمر فضربه بالدرة فيسأله تميم رضي الله عنه لم تضربني على صلاة صليتها مع رسول الله
فيقول له عمر "ليس كل الناس يعلم ما تعلم"
ففرحت بهذا الكنز
فجمعت أحاديث وآثارا وكتبت بحثا فيه
وأعطيته الأستاذ خليل الرحمن حفظه الله
وسألته يوما عن حاله فلم يجبني فصدق قائل من قال
"زراعة الصغار لا تصل إلى الدار" (من أمثال التاملية)
وإني لأبكي على تلك الأحاديث والآثار
لأني نسيت أكثرها وقد أعطيته الأصل ولم أنسخه
ولا بد من أخطاء كثيرة لأني كتبته في الصف الثالث
فالحمد لله على كل حال


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:33
ومما جعل عيوني تهطل وجعل قلبي يذوب وجعل قلمي يبكي حبرا ولم تستطع أزمان محوها

قصة ارتدائي للثوب العربي
البنطلون الأبيض والقميص الصغير الأبيض هما زي المعهد
وهذا الزي ليس في معهدنا فقط بل في أكثر المعاهد الإسلامية بسرنديب
والبنطلون والقميص القصير هما لباس الشباب في سرنديب والهند
وهذا أمر مشهور ومشاهد لا يحتاج إلى التوضيح
ولكني بعد انصرافي إلى طلب علم الحديث
جعلت أكره هذا البنطلون وكرهته كرها شديدا
وحين قرأت كتاب "القول المبين في أخطاء المصلين"للشيخ مشهور حسن سلمان
وقد أوضح الشيخ فيه أسباب كراهية هذا اللباس ازداد كراهيتي
فصرت أرتدي اللباس الباكستاني الذي يصل قميصه إلى الركبتين
في الفصل وخارجه
وقد كان عندي من هذا اللباس اثنان أهداهما إلي قريب من قريتي
وكان أحدهما باللون الأزرق والآخر باللون الأحمر
فكان هذا خطأ مخالفة للنظام في نظر الأساتذة ولكنهم لم ينكروا علي في البداية
ثم بدأوا ينتقدون لباسي هذا علي
وقال لي أستاذ يوما "خالف تعرف"
فساءني وأحزنتني تلك المقولة
وما كنت أترك البنطلون لحب الشهرة والمخالفة
كيف وهذا اللباس هو موضة عند الشباب بسرنديب
بل حتى بعض البلاد العربية التي لا تعرف قيمة ثيابهم العربية أصيبت بمرض هذه الموضة
ولكن الأستاذ خليل الرحمن والمدير أبو بكر صديق حفظهم الله لم يقل لي شيئا
فكانوا يرونني في هذا اللباس ولم ينكرا علي
وحينما كنت في الفصل الرابع أو الخامس
أهدى الشيخ محمد ريال السيلاني حفظه الله إلى المعهد
كما هائلا من الثوب العربي من نوع "الأصيل"
فوزعت تلك الثياب على تلاميذ المعهد وكانوا حينها أكثر من خمسين ومائتين
فكان نصيب الواحد منها ثوبين فشكرت الله عليه والحمد لله
ولكن حين سمعت أنه لا يسمح لارتداء هذه الثياب في الفصل
أحزنني ذلك الخبر فقلت في نفسي "لماذا هذه الثياب إذا لم تجعل أزياء للتلاميذ؟"
ولكني عزمت على أن ألبسه في الفصل وخارجه فارتديته وذهبت إلى الفصل
ولم يستطع أحد إنكار لباسي هذا علي فكان هذا هو لباسي إلى يومي هذا
وتركت البنطلون وقد مضى على هذا الترك سبع سنوات فالحمد لله
حتى أبي قبل مني حين بينت له عوار ذلك اللبيس فصار يلبس اللباس الباكستاني
والله إني لأتعجب أشد العجب من بعض العرب يجيؤون إلى سرنديب
ويغيرون لبستهم بلبسة سرنديب أف لهم و لتشبههم
والله إني لأعتز بارتدائي للثوب العربي ولم أقل أنه سنة
ولكني أرى أنه أستر للعورة وأقرب للعبرة
ولكن زادت الضغوط على الإدراة من ثوبي المخالف للنظام!!!
ويوما نصحني الأستاذ خليل الرحمن حفظه الله بتغيير هذا الثوب فلم أقبل منه
ويوما أمرني بتغيير هذا الثوب فلم أقبل منه
ويوما أجبرني على تغيير هذا الثوب فقلت "لا مال لي لشراء البنطلون والقميص القصير"
قلتها لأسلم نفسي من هذا الجبر ولكنه قال "نشتريهما لك"
فانتهى الأمر فابتسمت ابتسامة بريء
وشروا لي البنطلون والقميص فلبستهما وأنا كاره لهما
ونزعوا عني أثوابي وأخرجوني من جنتي
ماذا عساني أن أفعل فيهم وإني تلميذ في هذا المعهد وأبي فقير
وفيها مكتبتي وتلك هي محياي ومماتي
ولعلي بكيت واضعا خدي في رف دولابي
ولعلي بكيت وأنا أدفن وجهي في وسادتي
ولعلي بكيت حين صببت مياه دلوي على رأسي
ولعلي بكيت حين أتهجد في مسجدي في معهدي
ولعلي بكيت حين تلألأت تلك النجوم أو دخل القمر في محاقي
ولعلي بكيت حين جلست في ناحيتي تلك في مكتبتي
ولعلي بكيت حين أقلب صفحات سير أو مقامات حريري
وتنقلت من الثوب العربي إلى هذا اللباس الأوربي أو الغربي
ولكن هذا ما قدر الله وما شاء فعل
ولكن بعد أسبوع من انفصالي عن المعهد ذهبت إلى مسجد الجمعية يوما
وهذا المسجد يجيء إليه الأساتذة والتلاميذ لأداء صلاة الجمعة
فإذا أنا بالتلاميذ في ثوبهم العربي فعجبت من هذا المنظر فسألت أحدا منهم
فقال "هذا هو "زي الفصل" وقد غير بعد ذهابك بأسبوع"
فقلت في نفسي "سبحان الله وإنا إليه راجعون"( أو نحو هذا)
والله إني لأعلم أنه لا يلبسه أحد منهم اليوم إلا لمحاضرة في المسجد أو إذا كانوا في السعودية
والله المستعان على عجائب خبايا الجنان

ومما جعل عيوني تهطل وجعل قلبي يذوب وجعل قلمي يبكي حبرا ولم تستطع أزمان محوها

مقولة قلتها في مقدمة"كلمة" ألقيتها في منبر مجلس الطلبة باللغة التاملية
وأنا تلميذ في الصف الثالث
وكانت بعنوان "نظرة في كتب الشيخ الألباني المنتقدة"
ولا يسمح لتلاميذ الصف الثالث لإلقاء "الكلمة"
وإنما يسمح لهم لقراءة بعض الأشعار المنقولة أو النثر ونحو ذلك
فكنت أقرأ القصائد النثرية التي أكتبها بنفسي عن فلسطين والشيشان...
وأكرمني بعض الأساتذة على هذه المواضيع وأثنوا علي خيرا وجزاهم الله خيرا
واستأذنت يوما رئيس مجلس الطلبة لإلقاء "كلمة" فأذن لي
وكتب اسمي في قائمة البرنامج
فحين قمت أمام الطلبة لإلقاء تلك الكلمة
ما أخذت بيدي ورقة ولا سجلت في راحة يدي أي حرف ولا حركة
قلت خطبة الحاجة إلى "أما بعد"
ثم قلت إني أحب أن ألقي كلمة تحت عنوان
"نظرة في كتب الشيخ الألباني –رحمه الله –المنتقدة"
والشيخ أحبه حبا شديدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وتلك المقولة ما قلتها إلا توضيحا لموقفي من الشيخ رحمه الله.
لأني كنت أتهم بزملائي وبعض الأساتذة
أني أقلد الشيخ ناصر الدين الألباني والله إنه سوء ظن بأخيهم
ثم قل با أخي وأي خطأ إذا قلد تلميذ أعجمي شيخا في الحديث
بل من كان هو محدث عصره وهو طفل في موائد اللغة العربية
وكتب علم الشريعة ويحبو للتعلم وطلب الحق

ثم بدأت أسرد كتبا للشيخ الألباني رحمه الله
وكتب أهل البدع التي انتقدوا فيها تلك الكتب
بدأت بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
ثم ذكرت كتاب السقاف الذي أسماه
بـ"صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تنظر إليها"
ثم ذكرت كتاب "تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني في صحيح مسلم" لمحمود سعيد ممدوح
وذكرت جواب الشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله في كتابه
"دراسات في صحيح مسلم"
ثم ذكرت كتاب "الألباني أخطاؤه وشذوذه" لأرشد السلفي أو لمن تسمى به
ورد الشيخ الألباني عليه من مقدمة الشيخ في الطبعة الجديدة لكتابه "آداب الزفاف"
ثم ذكرت كتاب "القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع" نسيت مؤلفه
وذكرت رد الشيخ عليه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وسماه "القول المقذع"
وذكرت كتابا في الرد على الألباني ورد الشيخ عليه بكتاب "التعقب الحثيث"
وذكرت أسماء الكتب والشيوخ كاملا
وثم قلت بعض الكلمات الحسنة وسلمت عليهم وجلست
انتبه أيها الأخ الكريم تلك "الكلمة" لم تكن أمام عوام من الناس أو محاضرة في جامعة
وإنما "منبر مجلس الطلبة" للتدريب والتمرين
والتلاميذ يدربون ألسنتهم في هذا المنبر ويتدربون
حتى تسهل عليهم المحاضرة على أحسن بيان
وتكون له قوة في كلامه في المواعظ حتى تبلغ إلى غسان
ولكن.......
بعد انتهاء كلمتي وانتهاء البرنامج
جاء وقت "كلمة النقد"
وهو وقت يسمح فيه لتلميذ ثم لأ ستاذ ليلقي كلمة يبين فيها محاسن هذا المجلس ومساوئه
ويعلق على بعض الكلمات ويتعقبها فلذلك نسميها "كلمة النقد"
فقام تلميذ من الصف السابع وهو الصف الأخير
فانتقد كلمتي انتقادا أبكاني فاسود وجهي من الحزن
ثم قام الأستاذ ثمين وهو أستاذ الدرس الإنجليزي
فأثنى على ترتيب المواد لموضوعي وعلى أمور أخرى في رأيه
وغالى في ثنائه علي جزاه الله خيرا .
ولكن لو توسط في نقده ذاك الزميل المنتقد لشكرت له
ولكنه أراد الهدم وما أراد البناء فأتاه من القواعد فذاك الذي ساءني
أصبحنا ودخلنا الفصل ودعيت في أول حصة إلى مكتب الإدارة
فكان هناك بعض الأساتذة
فسأل أستاذ "ما هذه الكلمة ؟"
قلت "أي كلمة"
فقال "هل قلت أنك تحب الألباني فوق أصحاب النبي"
قلت "نعوذ بالله من هذا القول"
فرفع أستاذ صوته"ألم تقل أنك تحب الألباني بعد رسول الله"
قلت "نعم"
فقال أستاذ "ألا تحب أبا بكر وعمر وعثمان وعليا"
قلت "قلت أحبهم فوق الألباني رحمه الله بكثير "
قال ذاك الأستاذ "فلم قلت هذا؟"
قلت "ليس هذا القول بخطأ ..."
واستدللت بحديث "...من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم
"أمك ...ثم أمك ....ثم أمك ...ثم أبوك"
فقلت فلم يقل "أنا ثم أبو بكر ثم عمر...ثم أمك ...ثم أبوك "
فلم أنته من الكلام إلا وقد رفع أستاذ كرسيا ليضربني ثم وضعه فلم يضربني
فقال "يا قادياني...."
فسكت ولا أدري لم ناداني به ولو ناداني بـ" يا شيعي" لكان أقرب أسأل الله أن يغفر لي وله
وقد أجبروني أن أتراجع من تلك المقولة في مجلس الطلبة المقبل
كيف أتراجع عن قول أراه صوبا ثم ولم يبينوا لي خطئي فيه
ولكني عزمت أن أغيب عن ذلك المجلس
نعم لم أحضر ذلك المجلس و اختبأت في مكان في المسكن وراء دولاب حتى لا يروني
وقد أمر ذاك الأستاذ بعض التلاميذ أن يبحثوني في المسكن وفي كل مكان من المعهد
و جاء هو بنفسه فلم يجدوني وكنت أبكي وأنا مختبئ وراء ذاك الدولاب من حالي
فنجحت فما عثروا علي فالحمد لله ولكنهم كانوا مصرين على أمري
فاضطررت إلى التراجع منه فقدر الله وماشاء فعل
وإني لأذكر جيدا حين دعيت إلى ذلك المجلس وأنا مريض
وأذكر أن وجهي كان دهينا بدواء مائي
وكنت أطلق على زملائي ابتسامات بريئة
وإن كان ماقلته خطأ
والله وقد وقيل في هذا المنبر أشد من هذا الخطأ
ولم يتراجع قائلوها من أخطائهم
كيف يؤمر تلميذ بالتراجع في منبر هو فيه يتمرن ويتدرب ويتربى
بكيت ثم بكيت ثم بكيت والله ظُلمت
وما دعوت عليهم بعد هذا وما قلت قول سوء فإنما كان مني
أن أكثرت من دعائي "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما.


وأقول عن أستاذي هذا وكان من الأساتذة المربين حفظه الله
والله حزنت عليه حزنا شديدا
حين جاء ذلك الأستاذ بنفسه يبتحثني ورجع وهو لم يجدني
كيف لا أحزن عليه وهو شيخ جاوز الخمسين من السنة وفي سن أبي وأمي
وهو أستاذ يعلمني ويدرسني ويستيقظ ليقوم الليل ويسجد لربه
وله من الحسنات شيء كثير ولكن أنا ....ما لي شيء إلا أن يتغمدني الله برحمته
وحسنت علاقتي به وعلاقته بي بعد موقفه هذا وكان ذلك الأستاذ بسام المحيا
والله إني لا أدخر في قلبي موقف أحد ولا مقولة أحد ضدي
كيف أدخرها وأنا لا أحب هذا الادخار من أحد لنفسي
ولكني أتألم وأخن وأحن وأبكي من تلك المواقف

إني أحبه إلى يومي هذا وأسأل الله أن يغفر لي وله
أكتب هذا وأنا أبكي وأسأل الله
أن يغفر لي ويستر عن عوراتي يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
ويوم لا ينفع مال


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:36
,وإني لأذكر جيدا أن أخي الصديق مسعود وهو صهري اليوم
ألقى كلمة على "منبر مجلس الطلبة" وذكر في أثناء كلمته
كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لأبي الحسن علي الندوي رحمه الله
وذكر عنوان "الإنسانية في الاحتضار" الذي يرد في أول هذا الكتاب
وترجم أخي هذا العنوان إلى اللغة التاملية
بـ"حين بلغت الحضارة الإنسانية قمتها"
ولم ينتقده أحد في "كلمة النقد"
بل أثنى عليه أستاذ لذكره لهذا الكتاب ولقراءته له
فانظر كيف قبلوا تبديلا وتحريفا لمعنى عنوان من حيث لا يعلمون
ومعناه "لما كانت الانسانية في سكرة موتها"
وقد رأيت على هذا المنبر مثل هذا شيئا كثيرا

ومما جعل عيوني تهطل وجعل قلبي يذوب وجعل قلمي يبكي حبرا ولم تستطع أزمان محوها

كنت أقضي أكثر أوقاتي في مكتبة المعهد
إذا لم يحضر أستاذ الفصل لدرسه أسرع إلى المكتبة
وأقرأ الكتب وأسجل الفوائد ثم أحضر الدرس الذي يليه
ثم أسرع إلى المكتبة وأما إذا كان الدرس
درس "الحساب" أو درس "العلوم" أو درس "علم الاجتماع" أو"تاريخ سرنديب" أو "التامل"
أو "الانجليزية" أو "السنهالية" فلا أكون في الفصل وأغيب عن هذه الدروس كثيرا
وهكذا استمرت الأحوال
حتى تبدلت واو الأحوال بالدال
وألجأني إلى ذات أحدال
لأن هذه الدروس المقررات من علوم التجارة لا أقول أنها من علوم الدنيا
وأما علوم الدنيا إذا أحسن طالبها نيته وأعملها في خيري الدنيا والآخرة يؤجر عليها
وأما إذا لم يحسن نيتها فلا يؤجر عليها
أو إذا أعملها في معصية الله يعاقب بها
وأما اتهام من تخلى عن قيود هذه المقررات الدنيوية التي تدرس
لتحصيل الأموال ولنيل الوظائف
بالإنكار للعلوم الدنيوية أو بأنه يحرم العلوم الدنيوية خطأ بل إثم
نحن نعلم من تاريخ العلوم "تُوْمَسْ أَلْوا أَدِسَنْ"
فإنه لم يكن ملتزما بالمقررات المدرسية بل كان مخلا بها
فعزل عنها أو اعتزل وتعرفون قصته
حين أرخم على بيض الدجاجة
كما ترخمها دجاجتها لتفرخ البيض
ولكن هذا الرجل العالم هو الذي الذي كشف الكهرباء
فهل نقول عنه أنه منكر للعلوم الدنيوية
إنما نعرف عنه أنه لم يحب تلك القيود
وهناك علماء كثيرون لم تر عيونهم المدراس
ولكنهم كشفوا كثيرا من الأسرار العلمية والمنافع الدنيوية
وأظن أن الأخوين "رَيْتْسْ" الذين كشفا الطائرات من هؤلاء-الله أعلم-

كنت عزمت على قرار
وهو أني لا أدخل في أي وظيفة دنيوية
مثل وظيفة "التدريس في المدارس الرسمية" أو "السكرتيرية في مكتب" أو "المحاسب"
أو "المهندس" أو "الطيار" أو "غيرها من الوظائف الدنيوية"
مع أن درجاتي كانت في كل الدروس التجارية عالية
ومنزلة "الدرجة الأولى" لا تمنح للطالب إلا إذا كانت درجاته ممتازة في المواد كلها
تعني أنه عالي الدرجة في كل الدروس

ثم إني وإن كرهت تلك العلوم التي تدرس للتحصيل على الأموال
ما كنت جاهلا بالعلوم الدنيوية
بل كنت أدرس العلوم الدنيوية من مصادرها الأصلية
حتى لا أقع في التقليد
ولا أدل على ذلك من موقفي المشهور بين الطلبة وزملائي في المعهد
من "دوران الأرض حول الشمس"
لا أتكلم هنا عن موقف علماء الإسلام من هذه النظرية أو الفرضية أو الحقيقية
بل أتكلم عن آراء علماء الفلك
والله إني لأعرف أن أكثر زملائي في هذا الأمر مقلدون
ثم يرون كل آية في القرآن أو كل متن في الحديث توافقهم على هذا التقليد
وكنت أقرأ أبحاثا باللغة الانجليزية والعربية في هذا الموضوع
واقرأ هذا يا أخي الكريم "ليس من الأصوب أن تقول إن الشمس تظل ساكنة، وإن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. غير أن كوبرنكس برهن على أنه من الأبسط رياضيٌا أن نقول إن الشمس هي المركز، ومن ثم فلو أراد شخص في يومنا الراهن أن يكون ويقول إنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ) (الترجمة منقولة )
وليس القائل من العوام أو من الذين تأثروا بالكنيسة الكاثوليكية
وإن الرجل أمره مشهور فإنه صاحب كتاب
"تاريخ الوقت الموجز"( The brief history of time)
وهو"اِسْتِيْوَنْ هاوْكِنْكْ"( Stephen Hawking)
بيع من هذا الكتاب أكثر من تسعة مليون نسخة وترجم إلى أربعين لغة
قلت لزملائي إني أرى الشمس تطلع وتغرب فدليلي ما أشاهده بعيني هاتين
وإني أرى حديث حبس الشمس ليوشع بن نون عليه السلام
ولم تحبس الأرض ليمتد المساء له عليه السلام
فعقلي ونقلي تكفيني لاعتقادي
والله ما كنت لأدع المشاهد لثرثرة العالم
ولا أقول بنظرية "بطليموس" ولا أقول بنظرية "كُبَرْنِكَسْ"
بل لا أؤمن بالمركزية الأرضية ولا بالمركزية الشمسية تحركت الأرض أم ثبتت

وقرأت يوما كتابا يحتوي على بعض المقالات العلمية باللغة التاملية
وقرأت فيه عنوان "لماذ سميت أمريكا بـ"أمريكا؟"
ومعلوم للجميع أن الذي كشف أرض أمريكا "كُلَمَْبَسْ"
فلماذا لم تدع بـاسم"كُلَمْبَسْ"
فعرفت أن الرحالة "أمريكا وَسْبُشِ" كان قد سبق إلى هذه الأرض
ولكنه ظن هذه الأرض أرضا أخرى (لا أذكره)
فجاء "كُلَمْبَسْ" فعرف الأرض وكتب كتابا عنها
فاشتهر أمره واسمه ولكن الحق لـ"أمريكا وَسْبُشِ"
والكشف لـ"كُلَمْبَسْ" فالتصق اسم الكشف بـ"كُلَمْبَسْ"
وسميت الأرض بـ"أمريكا" وهذا ما أذكره اليوم من تلك القراءة

وقد ترجمت هذه المقالة الصغيرة إلى اللغة التاملية وأنا في الصف الثاني
وعرضتها على الأستاذ دحلان حفظه الله
فصحح تلك المقالة حتى ظننت ليتني لم أترجم .
لأن في كل سطر كان أكثر من ثلاثة أخطاء
ولكن الأستاذ حثني على المواصلة جزاه الله خيرا
وكنت أكتب الألفاظ العربية التي لا أعرف معانيها من كتب أقرؤها
ثم آتيه وأسأله فكان يجيبني في أي مكان كان
ولو كان في طريقه إلى المطعم و لا يعبس جزاه الله خيرا

قلت إني كرهت دروسا ..
نعم صرت أكره تلك الدروس
لأنها كانت تأكل وقتي الذي أحب أن أقضيه في المكتبة
ولكن النظام كان يوجب تلك الدروس على كل تلميذ
فأقول في نفسي
كيف أتعلم تلك الدروس الداروينية القردية التي في العلوم

كيف أدرس تلك الخرافات النيانددالية الكهفية العريانية

هل أقول إن الإنسان خلق قردا ثم تطور رجلا

بل أقول إن داروين خلق إنسانا وأحب أن يكون قردا

بل أعرف أن هناك خلافا هل قال داروين بهذه النظرية أم اليهود ابتكرها

وهل أتعلم تلك الملاحم الأدبية التاملية التي تصف إبراهيم عليه السلام إلها

فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا

وهل أقرأ ملحمة "الشاعر عمر" يصف فيه زوجة النبي خديجة وبنته فاطمة
بألفاظه العشقية الجنونية رضي الله عنها

فهل أقرأ تلك الدروس التاريخية المأخوذة من "مَهاوَمْسَمْ"
المكذوبة التي تخدم البوذية الكافرة

فهل أنظر إلى تلك الصور صور بنات الملك "كاشِيَبّنْ" العارية
باسم الأدب واسم درس الرسوم

لا لا لا لا وألف لا ...
نعم قرأتها لماذ؟
قرأتها للتفنيد والتنقيد لا للتحصيل على الشهادات أو لكسب المال
بل إن ربي الذي يرزق أفراخ البيض
التي في قشورها عشرين يوما حتى انقيابها
قادر على أن يرزقني من حيث لا أحتسب
"فكتبت رسالة إلى أبي أبين فيها موقفي من هذه العلوم
وعزمي على تركها وإقبالي على العلوم الشرعية كليا
وقلت إني مستعد أن ألقى أي بلاء على عزمي هذا
حتى ولو أخرجت من المعهد لن أحجم عما اعتزمته"
وأبي –يحفظه الله- قبل مني بل حثني على السير على دربي
وكأني أراه حين وضع قلمه على ورقة في ليلة
وبدأ تلك الرسالة في داره من الخوص وليس بها كهرباء
وكتب وهو يدافع عن فتيلة سراجه من فراش تقصدها
ولكن قلبه كان يبرق من تلك الرعدات الإيمانية
كم سهل لي أمورا ولم يكن عائقة في طريقي
و كان ناصحا أمينا بل كان مربيا حكيما حفظه الله
كنت في الفصل الثالث
وكان فيه حصة للشيخ أبي بكر صديق حفظه الله
وهي مادة التفسير وكان المقرر "زبدة التفسير"
ويوما تكلم معنا في أمور أحزنته من الطلاب
وقال كل واحد يقصد معهدنا للحصول على الشهادات في العلوم الدنيوية
فقال من منا ؟ من منا وهو مستعد لترك تلك العلوم ويقبل على دروس الشرع كليا
فقال من منا؟
وهو يرفع صوته ويطقطق بأصابعه
وفجأة قمت فقلت "أنا"
وما انتظر هذا الجواب من أحد فلما قلته دهش
فسكت هنيهة ثم قال "تعال إلى المكتب"
بعد انتهاء الدرس ذهبت إلى المكتب مسرعا
وأنا أحمل شوق الموافقة منه على أمري
ولكن.......
حين رآني وسلمت عليه قال :
"إن نظام المعهد لا يسمح لهذا"
ثم أعرض عني فقمت يسيرا فخرجت من عنده منكسرا
وأنا أقول في نفسي "إذا كان النظام لا يسمح لهذا
فلم سأل "من يستطيع منكم أن يترك تلك الشهادات؟"
حزنت شديدا وكدت أن أبكي ولعلي بكيت
ولكني أعرف أن المدير لا يعرف عن تلك المخالفات
التي تصادم الشريعة من تلك المواد و تحاربها
فجمعت كل مخالفات ونسخت تلك الصفحات وكتبت رسالة
ووضعت كلها في ملف فذهبت إلى مكتبه الذي في الطابق الرابع
فلما رأيته سلمت عليه فرد علي السلام فقال "ادخل"
وقال "ما الذي جاء بك؟" فأعطيت ملفي فشرحت له الأمر
فقال "سأقرأ إن شاء الله" فسلمت عليه ورجعت من عنده
وانتشر خبر الملف بين الأساتذة
وسألني عنه الأستاذ خليل الرحمن سؤال منكر فسكت ولم أجب عنه
فكانت لموقفي هذا أحداث أحزنتني
ويوما كنت أقرأ في المكتبة بعض الكتب الحديثية
فجاء أستاذ فرآني في المكتبة فقال ألم تحضر الفصل؟
قلت "هذا وقت حصة الحساب"
فنطب على أذني بشدة وأخرجني
وقال "إن رأيتك مرة ثانية في المكتبة في مثل هذا الوقت فيكون العقاب شديدا
وذاك الأستاذ كرهته وأكرهه إلى يومي هذا في الله-إن شاء الله-
لأنه حين أعلنت أمريكا الظالمة الحرب ضد أفغانستان المظلومة المسلمة
بدأ يسب المملكة العربية السعودية
أمام الطلاب في الفصل حتى أسمعني في علماء السعودية مقولة قبيحة
فجادلته جدالا كبيرا وقلت ما قلت
قلت كيف تقول هذا مع أنك درست في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
سألت "هل تعرف اسم أحد من السريلنكيين استشهد بفلسطين أو أفغانستان ؟"
"ألا تعرف أن الذين يستشهدون في فلسطين وغيرها هم من العرب؟"
"فلم لا تذهب أنت بنفسك حتى تقتل في سبيل الله؟"
"فلم تأخذ الرواتب من السعودية إن كانت ظالمة؟"
"ألم تسمع أشرطة تصدر من السعودية عن الشيشان وفلسطين وغيرها من البلدان الإسلامية؟"

سؤال بعد سؤال سألته فأجابني حوابا بعد جواب
تكلمت معه شديدا حتى غضب علي غضبا شديدا
ولكني كنت عارفا بأنه لا يستطيع أن يعاقبني على أسئلتي لأني سأخبر الإدراة عن أمره
ولأن المدير أبو بكر صديق حفظه الله كان قد شرح الحق قبل أيام في المسجد شرحا واضحا
والله أدمعتني جملة قرأتها في أحد المجلات الإسلامية
لأمير للمملكة السعودية(نسيته)
حين هدم ذلك الصنم الكبير في أفغانستان فقال وهي:
"إن هدم الأصنام من الإسلام ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف"
ثم سمعت أنه عزل عن المعهد لأمر ما
وإني لمستعد استعدادا كبيرا لأناقش موقفي هذا عقليا ونقليا و تاريخيا
والله شهيد على كل ما أقول و حسبي الله ونعم الوكيل.

أعود إلى حديثي..
تفكرت كثيرا بعد أن رميت من المكتبة
كيف أدخل فصلي وأنا أكره تلك المواد فذاك ما أبكاني
فجلت في مسجد الجمعية سدى ثم صعدت إلى الطابق الرابع
ففيه غرفة توضع فيها الملفات البالية والكراسي المتكسرة
فإذا أنا أمام نعمة من الله متكومة تدري ما هي؟
إنها مئات من الكتب الجديدة التى أهديت إلى المعهد
فقلت "الحمد لله "فكانت تلك هي مكتبتي في مثل تلك الحصص
فقرأت فيها كتبا كثيرة وكان الأستاذ خليل الرحمن حفظه الله يراني في هذا المكان
ولكنه لم يقل شيئا فجزاه الله خيرا
والله لولا الضغوط لزاد علي كثيرا على هذا
ولكن سفر السهام لم ينقطع فضعفت نفسي وهزلت
فعزمت على ألا أرجع إلى المعهد إذا ذهبت في عطلة الامتحان النهائي للصف الثالث
وعزمت أن أذهب إلى مركز الشيخ يحى سلمي وأدرس عنده
انتهى الامتحان النهائي للصف الثالث
طرت إلى بلدي ولكن....إلى أي دار
نعم إلى دار جعلت من خوص النارجيل
كيف أرى أبي وأمي وإخوتي يعيشون فيها بلا كهرباء
كيف أقرأ كتابا أمام السراج
كيف أفعل إذا سيطر السناج على أوراقي
فكانت تلك العطلة بلاء فوق بلاء
وزاد الأمر بلاء ذلك المدعو يحيى سلمي
فجعل أشواقي أحلاما رآها أعمى كان أبكم
فلم يستطع التمييز بين مناظر حلمه ويقظته لأنه أعمى
ولم يستطع التحديث للناس عما رآه وأحلاه لأنه أبكم


_________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:39
وقد تأخرت دمعة الأخ فردَّ قائلا :

إخوتي المتابعين وأحبائي
تأخرت "دمعتي" بسبب سفري إلى "كَلَمْبُوْ" لبعض الأعمال وكنت عازما على إقطار قطرة من "دمعتي" في الملتقى يوميا ولكن هذا ما قدر الله وماشاء فعل . سأنتهي عن كل قطرة من "دمعتي" التي وقعت في المعهد قبل يوم الأحد إن شاء الله
ثم عن أحداث وقصص وقعت في التماسي للعلم بعد انفصالي عن المعهد
ثم عن ولوجي في ساحة الدعوة وعن أيامي فيها
ثم عن أمواج من التهم التي أبكتني و أغرقتني في بحر الدموع فقعدت في بيتي وكتبت كتابتي هذه ولم أزل قاعدا إلى يومي هذا .والله المستعان على ما يصفون

(سأكتب من الصباح المقبل إن شاء الله) __________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:40
سافرت من المعهد
وصلت إلى قريتي
مشيت نحو داري كأني أسير على موعث
فلما وقفت أمام بوابة الدار سمعت أصواتا للأطفال
فعلمت أن أبي لم يزل معلما للقرآن
نعم إنها أصوات الصغار الذين يتعلمون القرآن
كانوا أكثر من مائة
بعضهم داخل الدار وبعضهم خارجها
سلمت عليهم فلما سمع أهلي صوت أخيهم رأيت أسارير وجوههم تبرق
فلما رأيت أبي كدت أن أسقط على الأرض
صار نحيلا كأنه ضني
قلت "أبي ! أراك نحيل الجسم هل أصابك مرض"
فابتسم أبي يكتم أحزانه فقال "نعم يا بني "
فقالت أمي"أصابه مرض السكري"
قلت "كيف عرفتم؟" فقالت:-
"كان يشتكي من ألم في بطنه وكان يظنه مجرد ألم
وحينما زار طبيبا ليعرف ما هو الأمر انكشف مرضه. أجري له فحص طبي
كشف الطب أن الألم الذي يشتكي منه هو ألم زائدة دودية في وركه
وأنه في ازدياد من التورم وتنفجر عما قريب لأنه مصاب بمرض السكري
فلا بد من إجراء عملية جراحية للعلاج"
وقالت أمي"مكث أبوك في المستشفى شهرا
ولم نخبرك لألا نزعج دارستك "
كدت أن أدمع باهتمامهم بمشاعري ودعوت لهم من قلبي
ثم تحدثوا معي عما يكويهم من الآلام والأكباد
نعم يا أخي رأيت معاناتهم تلك الأيام رأي العين
وشعرت بألم آلامهم
ويوما كنا نائمين
كان أبي وأمي وأخواي نائمين في المنظرة
وكنت نائما قريبا منهم
وأختي في السرير الذي في المطبخ
وإخوتي الآخرون كانوا نائمين على فراشهم في المطبخ
وكان الليل في حلكته قد نشر سواده
لتحيى دواب وأمم لا تستطيع الظهور في النهار مخافة عبث الناس بها
ولكن نباح الكلاب كانت تدل على سلامة السكون الذي عم القرية
وكنت أسمع هماهم رعود من مخايل السماء اختلطت بتلك النباح
بعد هنيهة استيقظت من هضب السماء
فرأيت كل أهلي قد استيقظوا
فحينها عرفت أن المكوث في داخل الدرا كالمكوث في خارجها
فإن سقف الخوص لم تستطع أن تقاوم ذلك الهطل إلا في مواضيع قليلة
فقام أبي وجلس في الكرسي فأغمض عينيه للنوم
وذهبت أمي إلى سرير أختي
أما أنا وإخوتي فالتجأنا إلى ناحية من الدار
أما إخوتي فناموا متلاوين كأنهم لم يروا شيئا جديدا
أما أنا فبكيت من تلك الحال التي أبكت البعوض فقفلت راجعة
وحين أرى إخوتي يتلوون من أصوات الحشكات
ومن قطرات تقترب منهم من مياه جعلت دارنا كالحشاد
وحين أرى وأمي في مثل تلك الليالي يخرجان الماء بالمكنسة والألبسة البالية
دعوت الله بـ"رب زدني علما رب زدني علما رب زدني علما"
نعم يا أخي هذا هو دعائي كنت أكثر منه في مثل ذاك البلاء
ثم أردفه بدعاء الفرج من هذا الهم
كنا لا نجد طعام الفطور وأكلة الظهيرة في كثير من الأحايين
فكان أخواي عبد الرحمن ومسعود يبكيان من الجوع
فكنا نأخذهما إلى الملعب الذي كان قريبا منا فأريهم ما يلهيهم عن طعامهم
وأحيانا كان إخوتنا يزجرون جوعهم بثمار الجوافة
وكنا ننتظر قدوم الصغار الذين يتعلمون القرآن عند أبي
وكانوا يدفعون شهريا خمسون روبية
وبعد الحصول على هذا المال نشتري الأرز والخضروات فيطبخ الطعام
فنأكله بعيد العصر
وفي بعض الأحيان يسألوننا هؤلاء الصغار إذا رأونا نأكل الطعام في مثل هذا الوقت
فكان أهلي يدندن بكلمات تقنعهم
وأما رمضان فالأمر أشد مما كتبته هنا إلا في العشر الأواخر منها
وفيها نكون أغنياء لما تقصدنا من صدقات الفطر
نعم يا أخي تلك الصدقات والأضاحي من أهم ما ينتظره الفقراء في تلك الشهور
وإن كنا نستحيي حين نقبلها وتبكينا ذكريات أيام كنا متصدقين فيها على الفقراء
و نحزن على بيتنا القديم وتلك الحياة التي أمضيناها في سرور في تلك الجنة
وعلى غدوات أبي وروحاته التي أنفقها في سيارة هيئة الإغاثة الإسلامية
لتوزيع الصدقات والأضاحي والتمور
ولكن هذا ما قدر الله وما شاء فعل
والحمد لله على كل حال

ويوما قال أبي أنه ذهب إلى مركز الشيخ يحيى سلمي
فسأل الشيخ عني وعن دراستي ثم إن أبي أخبره
عن امتناعي عن الدروس التجارية فقال أبي "إن الشيخ يحيى قال له:-
"ايت بمجاهد إلي ويكون تحت رعايتي وليستفد من مكتبتي ليلا ونهارا
وليعمل في مكتبتي وأدفع له سبعة آلاف وخمسمائة روبية شهريا وإن شئت سأكتب لك هذا.فقلت " لا والله شهيد بيني وبينكم وكفى به شهيدا"
ثم قال لي أبي "فما رأيك يا بني؟"
وحينما وافق أبي على ظن لم أبده له من قبله فرحت فرحا شديدا
وما كنت أظن أن أبي سيوافقني على تركي للمعهد
فلما قال لي هذا أجبته فورا بـ"نعم أنا موافق"
فذهبت إلى بيت الشيخ يحيى سلمي وكان بيته قريبا من دارنا
فلما رآني رحب بي و أخبرته عن موافقتي ففرح وحياني
وقال "أذهب غدا (أو قال يوما غيره) إلى مركزي في "كَلَمْبُوْ"
تعال إلينا نسافر جميعا في سيارتنا"
فقلت "جزاك الله خيرا"
ورجعت إلى بيتي فجعلت أستعد للسفر وقلت لأهلي وأنا في قمة الفرح
"لا أرجع إليكم إلا بعد إكمال دراستي إن شاء الله"
فقبلوا مني قبولا حسنا
وبدأ الرحيل رحلة الحزن والدموع
ولعلكم تسألونني
من هذا الأخ ؟أو الشيخ؟ أو المدعو؟

(سأعود إليكم بعد عصر اليوم إن شاء الله) __________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:41
قبل عشرين سنة أو قبلها بقليل
كانت الأحاديث الموضوعة والضعيفة منتشرة حتى بين علماء التوحيد
وكان من العلماء من كتب في مجلة مشهورة
بأن حديث وضع اليدين على الصدر في الصلاة في صحيح مسلم
وفي تلك الأيام كان الشيخ نوبار فاروق يعيش مع أهله وأولاده في جدة
والشيخ يحيى سلمي من أولاده وقد خرج مع أبيه وله عشر سنين
وكان يتعلم العلوم الدنيوية في مدرسة باكستانية بجدة (أظنه هكذا)
ثم التحق بدار الحديث بمكة المكرمة
وقد كان زميل الشيخ زياد السريلنكي حفظه الله
ولعله درس هناك أربع سنوات
ثم كان يدور في حلقات الدروس في الحرم
ثم قد عُين أبوه رئيسا على هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية لفرع سريلنكا
وبعد سنتين أو أقل منها جاء الأخ يحيى سلمي إلى سريلنكا
وكانت له مكتبة كبيرة لا نظير لها في سرنديب في كمها وكيفها
والشيخ يحى سلمي من أقربائي من طريق جدة أمي
وإني لأذكر جيدا فإن الشيخ يحى كان يعلمني وبعض التلاميذ
كتاب "العقيدة الإسلامية" للشيخ جميل زينو وعمرنا عشر سنوات
ولم يعلمنا إلا بعض الصفحات
فتنقل إلى كتاب آخر كعادته و نسيت اسم ذاك الكتاب
وأعجبنا به أيما إعجاب لأنه يلبس الثوب العربي ويخمر رأسه كالعربي
ولا يجاوز ثوبه ساقيه وكان صوته قويا ويتكلم اللغة العربية الفصحى
ويجيد اللغة الإنجليزية كلاما وكتابة
ويخرج الأحاديث ويحققها وينقل كلام الأئمة من حفظه
فاقترب كثير من العلماء منه لعلمه بالحديث
منهم الشيخ أنصار والشيخ الطبيب رئيس الدين وغيرهم حفظهم الله
وكان ينكر على أبيه "الدروس القرآنية" التي كان يعقدها في مكتب الهيئة بـ"كَلَمْبُوْ"
وكان من شيوخ أبيه الشيخ المودودي رحمه الله
فينتقد الشيخ يحيى تفسيرات أبيه بأنها مودوديات
وقد اكتسب يحيى شهرة فأعجبته تلك الشهرة
فبدأ كثير من العلماء من أهل التوحيد يسألونه عن أحكام الأحاديث
واختفت كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة من منابرالتوحيد

فأحببت أن أتعلم عنده وأقرأ عليه كتبا كثيرة وأحصل على علوم كثيرة
وأخبرته عن كل ما أكنه في قلبي من حرص وشوق للعلم والقراءة عليه
وكان معي أخي "مرشد" أيضا
ولقد وعد الأخ يحيى أبي بتعليمه اللغة الانجليزية
وكان أخي يفوز في الامتحان بالدرجة الثالثة والرابعة
ومع ذلك فصله عن المدرسة الحكومية وأرسل إلى يحيى
وصلنا إلى مركزه نهارا وكنت أحمل أحلاما عن كتب وأبحاث لم ترها عيناي
ولكن .........
تدري ما الذي حدث؟
وحين دخلت مكتبته ورأيت كتبها اقشعرت جلودي
وقد دخلت هذه المكتبة قبل ذهابي إلى المعهد مرات
ولكن هذه المرة أدخلها
بعد معرفتي باللغة العربية وقراءتي لبعض الكتب الحديثية
فأثرت في قلبي أيما تأثير
والله لقد جلت فيها في ذلك اليوم وطرت وهرولت وسعيت وكل شيء فعلت
وحين رأيت كتاب "تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين" لابن شاهين بكيت في نفسي
لأني لا أعرف له إلا كتاب "تاريخ الثقات" الذي اشتهر به
وحين رأيت كتاب"المختلف فيهم"(كتاب صغير ولعل لونه أزرق) له رحمه الله
قلت لنفسي "يا أحمق ..ما أجهلك"
وبكيت ولعلي بكيت في ناحية من المكتبة وطرت فيها وأنا أقول "رب زدني علما"
وقرأت من هذين الكتابين ما نقله في ابن لهيعة
فقد وثقه في "المختلف"
ونقل كلاما للإمام يحيى بن معين في "تاريخ الضعفاء" وكأنه يضعفه
وحين رأيت رواية ابن محرز وابن الجنيد لكلام يحيى بن معين زادت هممي
ورأيت في مكتبته كتبا كثيرة بطبعاته الجديدة للشيخ الألباني رحمه الله
مثل "آداب الزفاف" كان أسود الغلاف قرأت فيه مقدمة الشيخ الألباني يشرح فيه
عن قصة كتاب "إباحة التحلي بالذهب المحلق والرد على الألباني"
للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله وهذه المقدمة كانت طويلة جدا
وقرأت كتاب "النصيحة " وكان أسود الغلاف .ألفه ردا على حسان عبد المنان
ورأيت كتبا كثيرة للشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله
ورأيت فيها كتبا كثيرة في ترجمة الشيخ الألباني
فعزمت على القراءة كلها وأقرأ عليه البخاري ومسلم وكتب الفقه
وأريت له بعض بحوثي مثل :
"ختان الإناث سنة للنسوة والرد على من زعم أنه مخالف للمروءة"
"الرد على من أنكر شرعية صلاة الخوف في هذا الزمان"
فقال "لا تشغل نفسك في الردود فإن كتبت فاكتبها للبحث والتعلم"
ثم أرشدني إلى رسالة "زغلول العلم" للإمام الذهبي
والله إنها نصيحة عالية غالية سجلتها في قلبي وعملت بها وأعمل بها إلى يومي هذا
وكان أخي "مرشد " يعمل من الصباح وما قدم له ولي طعام
حتى انتصف النهار ولم نر يحى سلمي ومكث في بيته التي في طابق المركز ولم يخرج
ولما كانت الساعة الثانية والنصف قدم لنا الطعام فكنا سبعة أو ثمانية
منهم عماله وبعض المدرسين ولكن الطعام كان أقل من القليل
فكنت أعرف منه هذه الضيافة التي لا تقدر فيها مشاعر الآخرين
فحزنت على أخي مرشد لأنه لم يشبع في بيته ولم يشبع في معمله
وما عرفت أن هذا من مكر المدعو يحيى
لانفضاض من حوله من حوله إلا بعد ساعات
ثم أمرني وأخي بالخروج إلى الغرقة التي تلي مكتبته وأغلق باب المكتبة
صليت العصر والمغرب والعشاء ويحيى يصلي ويذهب ولا يكلمني إلا سلاما
وإني كنت أمشي وأنظر إلى الطريق خلال النوافذ
وأعد السيارات والحافلات التي تمر وترجع
والله حزنت شديدا لأني لم أجد ولو كتابا واحدا للقراءة
مع أني بجانب مكتبة عظيمة
ولو كنت في معهدي أو في بيتي لقرأت كثيرا من الصفحات في تلك الأوقات
وتقول لي نفسي لعل هذا مكر منه لهدم مستقبلي لما عرفنا من كلام الناس الذين حوله عنه
كما أضيعت جهود أبي في تعلم اللغة العربية وعلم الحديث
ولكني حسنت ظني فيه
ولم يفتح باب المكتبة ولم أره بعد العشاء في غرفتنا
فازداد حزني وحزن أخي لما لقينا في أول يومنا في مركزه
فلما أصبحنا وصلينا الفجر سألته أن يدخلني في مكتبته فلم يأذن لي وقال
"إن شاء الله سأفتح لك بعد سويعات"
فقلت "ماذا عليه لو فتح باب المكتبة لي كما وعد أبي به"
وبعد سويعات فتح باب المكتبة وفدخلناها
وكنا جياعا ولكن لم يقدم لنا طعام ولا شراب
والله ما كان لي هم بالطعام ولكن حزني كان على أخي الذي لا يعرف مآسن النفوس
ثم حسنت ظني به فتكلمت معه في أمور
ومما سألته لماذا تتكلم عن الألباني فقط ولا تتكلم عن ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله
فقال "إن هؤلاء يرجحون المذهب الحنبلي!!!!!!!!!!!!!!!!"
فتعجبت من جرأته وسرعته فحينها عرفته جيدا
فانظر أخي الكريم سوء التربية
لماذا لم يتهم الشيخ الألباني بالحنبلية
وقد خدم كتاب "منار السبيل" بـ"إرواء الغليل"
ودافع عن مسند أحمد بن حنبل
بكتاب"القول الأحمد في الذب عن مسند الإمام أحمد" وفهرس له
ألا يعرف هذا الرجل قول الإمام ابن تيمية رحمه الله وهو حنبلي " مَا جَمَعْت إلَّا عَقِيدَةَ السَّلَفِ الصَّالِحِ جَمِيعِهِمْ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ اخْتِصَاصٌ بِهَذَا ، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ إنَّمَا هُوَ مُبَلِّغُ الْعِلْمِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ قَالَ أَحْمَدُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِهِ الرَّسُولُ لَمْ نَقْبَلْهُ وَهَذِهِ عَقِيدَةُ مُحَمَّدٍ"
ألا يعرف هذا الرجل كم خالف الإمام ابن باز وابن عثيمين آراء للحنابلة اتباعا للحق
فبدأ ظنوني به تتغير ولكني لم أبدها له
وسألته عن علاقته بالشيخ الألباني وتلاميذه
لأنه كان قد أشهرنفسه بأنه تلميذ الشيخ الألباني رحمه الله
وكان عنده ورقة تزكية له من الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
والله إن الشيخ إنما قال فيها أنه رجل سلفي
فإنه يريد أن يبني مسجدا فلا مانع في الإنفاق عليه
ولقد أشاع هذه التزكية في الانترنت وبين الذي لا يعلمون عن هويته
وتكلم عن علاقته بالشيخ الألباني رحمه الله كلها أكاذيب
لا يحسن ذكرها هنا فبدأ يضلل علماء التوحيد بسريلنكا
بأنهم ليسوا على المنهج السلفي ورموهم بالاعتزال والارجاء
والله كدت ان أموت حزنا على مافرطت وأضعت من أوقاتي
ثم صرح بأنه لا يستطيع أن يدفع لأبي تلك الروبيات التي وعد بها
فخاب ظني وخسر وكم تمنيت أن أطعم بها أهلي وأشبعهم وأفرحهم
فعلمت أنه يريد بي سوءا فعزمت أن أفر من عنده إلى أبي وأمي
وأضع رأسي في حجورهم وأصرخ وأصيح وأبكي وأحن حنين الطفل
وأقول ادعوا الله أن تكون لي كتب مثل كتبه وأقرأ وأدرس وأموت فيها
وكانت تعلو صيحات قلبي إلى كل أنحاء الدنيا
"طالب فقير بين الطعام والعلم وبين الأمل والألم يبكي وأهله ينتظره ليكون عالما
ولكن مسيره يكسبه آلاما"
ولقد طلبت من يحى بعض الكتب لأقرأ في بيتي
من غير أن أبدي له أني عزمت على الرجوع
ولكنه أبى نعم أبى كما كان يأبى من قبل
وحينها جاءتني تلك الخاطرة خاطرة السوء
نعم يا أخي عصيت الله وأذنبت له
أخذت بعض كتبه وأخفيتها في حقيبتي
وأعطيت بعضها مرشدا أن يخفيها في حقيبته
وأمرته أن يذهب إلى البيت فذهب
وحين سأل عنه يحى قلت "أخذته أبابته ولاعته فأمرته أن يرجع إلى البيت"
فوثق بي فحزنت لما خنته
وكنت أبحث عن فرصة لأنقذ نفسي من هذا المركز
وأفر إلى بيتي من حيث لا يعلم
وفجأة سمعت صوت أخ قريب ليحيى سلمي
وقد جاء بحقيبتي التي فيها تلك الكتب
فأراها ليحيى سلمي
فارتعدت فرائصي وارتفعت خفقات قلبي واسود وجهي وكدت أن يغمى علي من الهول
فقال "ما هذا يا مجاهد؟" فقلت "لا أدري ما الذي حدث ولكني لا أستطيع
أن أمكث هنا بعد هذا...لأذهبن إلى بيتي"
فسكت يحيى سلمي
ثم دعاني وخلى بي وقال "أدري أنك لم تسرق هذه الكتب
وإنها كيد بعض و سينكشف الأمر ولا تخرج من المركز "
والله إنه كان على ثقة بعدالتي وليتني صرحت عنده بأني أنا الذي أخذتها
ولكني قلت "لا ..لا ...لا أمكث هنا إني لأخاف على نفسي"
فعزمت على الرجوع إلى بيتي
فوضعت كل ثيابي في حقيبتي وحزمتها وحملتها وخرجت من عنده
فذهبت إلى موقف الحافلات بعد غروب الشمس
وتقول نفسي ياليتني قد مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
وسرت في الطريق وأنا أبكي وأمسح دموعي بمنديلي
وكأن الدنيا أظلمت وأنجم السماء قد احترقت
وحين تفكرت أن كل إخلاف يحيى للوعود التي وعدبها لأبي
ستختفي عن نفوس الناس وينتشر بينهم حديث سرقتي للكتب وحده
وحين أرى بنياني الذي بنيته في بلدي شيئا فشيئا يهدم ويستأصل
وحين أظن أني زدت وقودا في نار بيتي التي كانت يحترق فيها أهلي
انفجرت دموعي
وتدفقت من أعيني
وهممت أن أجلس في طريقي
أو أفر إلى قرية لا يعرفني
ركبت الحافلة ووصلت إلى قريتي في الساعة التاسعة
ظلمة الليل الحالكة قد سترتني وعانقتني وأخذتني إلى بيتي
فإذا أنا بسيارة أمام بيتي وسمعت أصوات كلام أناس توحيني بشر



دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:42
حدثني أهلي أني أخطأت حين قلت
" فإذا أنا بسيارة أمام بيتي وسمعت أصوات كلام أناس توحيني بشر"
ولقد أخبروني أن السيارة قد ذهبت حين وصلت إلى بيتي
نعم قد اختلط علي الأمر من وهل ذكر ذاك اليوم

دخلت بيتي فإنهم حين رأوني رجعت إليهم في ذلك الليل الحالك
وحين علموا أن كل حلم حمله قلبي قد تساقط في طرقات مشيت بها
وحين علموا أنهم لا يستطيعون حيلة ولا يستطيعون سبيلا
كادوا أن يبكوا ويسقطوا على الأرض ألما وحزنا
نعم يا أخي إن الذي جاء بالسيارة يحيى وأصحابه
وصادر الكتب التي أخذها أخي وحذر أبي واتهمني
أني سرقت "شيكا" ثمنه خمسة عشر ألفا
فقال له أبي "أسأل الله أن يغفر لابني هذا الفراق بينه وبينك
وسنلتقي بك في ساحة الدعوة في المستقبل إن شاء الله "
صرت صنما في كرسيي
لا أدري ما أقول لأبي وأمي وإخوتي
و استحييت من البكاء أمامهم
ولا مكان في خصنا أن أستتر للبكاء
فابتلعت كل شهقاتي
فنمت وفي قلبي حشرجة وفي خدودي جريان سيول
ظننت أن المعركة قد انتهت ولكن انتشر الخبر بين الناس
بأن مجاهدا قد سرق كتب يحيى
فلما أصبحت ذهبت إلى المكتبة التي في بلدي
وفيها مدرسة يتعلم فيها الصغار القرآن
فذهبت إلى غرفة المدرسة في الساعة الثامنة وبكيت وصرخت وصحت
فسقطت على الأرض فأغمضت عيني فاغتمضت
فلما استيقظت كانت الساعة الثانية عشرة أو الثالثة عشرة
فاتتني صلاة الظهر فمسحت النوم عن وجهي
أسرعت إلى داري
فأخبرني أبي إن يحى قد جاء مرة أخرى وطلب "الشيك"
فقلت له "إن مجاهدا لم يسرق "الشيك"
وإنما أخذ الكتب ثأرا مما فعلت له ثم إنه محب للقراءة
وإن فقرنا لا يجمع له ما يشتاق إليه .أسأل الله أن يغفر له"
فقال يحيى لأبي "يا رزين اتق يوم القيامة"
فقال أبي "نعم وأنت أيضا"فخرج غضبان
ثم إني أخبرت أنه كان في جيبه مسجل صغير
فسجل ما دار بينه وبين أبي من كلام وملام
وإلى اليوم لم يترك يحيى في محاضراته ومناقشاته لمزه وغمزه بي
بأني سرقت كتبه وبعد أن قال لأبي أنه قد عفا عني ما فعلت له
ولا أبرئ نفسي في أي مكان حين اُتهم به فأقول قد فعلته
وما أخذت كتبه للشراء والبيع وإنما أخذتها للقراءة
فأسأل الله أن يغفر لي
وأما "الشيك" فأنا بريء من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف
فتلك الأيام التي مضت عنا لم نستطع نسيانها بساعاتها ودقائقها ولحظاتها
فاشتد حزن أبي علي لما رآني أموت بالشوق إلى الكتب
فأخذ القلم وكتب رسالة إلى أخيه "أمير" الذي يعمل في الكويت
لم يسأله فيها مالا ولا طعاما ولا شرابا ولا لباسا ولا كهرباء
وإنما سأل فيها كتبا للقراءة التي أعطيت قائمتها قائمتها لأبي"
فقبل أخوه من أبي هذه الرسالة قبولا حسنا
فاشترى كل كتاب سميته في الرسالة
ومن تلك الكتب:
1-سلسلة الأحاديث الصحيحة (1-6)
2-سلسلة الأحاديث الضعيفة (1-7)
3-صحيح سنن الترمذي وضعيفها
4-صحيح سنن أبي داود وضعيفها
5-صحيح سنن النسائي وضعيفها
6-صحيح سنن ابن ماجه وضعيفها
7-تمام المنة في التعليق على فقه السنة
8-آداب النكاح لقاضي قطر
9-مختصر صحيح البخاري
10-فقه السنة لسيد سابق
11-صحيح الأدب المفرد وضعيفه

فحين وصلتني تلك الكتب في علبة كرتون
وحمتلتها بيدي فرحت فرحا كدت أن أنادي كل مخلوقات الله
فحمدت الله وشكرت له في الصلاة والسجود
وبشغفي بهذه الكتب انتهيت من دراسة أكثر صفحاتها
قبل انفصالي عن المعهد
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ثم إني شكرت الله أن كان كل هذه الأحداث في عطلة المعهد
وإلا كنت فقدت معهدي وطلبت مدرسي بيدي
وكنت كقطرة من دموع سالت لآلام لا أقلام لها للأيدي
انتهت العطلة فذهبت إلى المعهد
كأن لم يقع شيء جديد
وبدأ الخوف من جديد والهول من جديد
لأن الصف الرابع هو الصف الذي فيه امتحان المتوسطة
لعلوم المدارس الحكومية أو الدنيوية أو التجارية
ماذا أقول للإدارة وكيف أشرح لهم
وماذا سأفعل لو أجبروني وعزلوني لعزمي على ترك تلك العلوم
أسئلة لم أجد عنها أجوبة ولكني عزمت على ما رأيته صوابا
دخلت المعهد مضت أيام وشهور
قرب وقت الامتحان وزادت الضغوط علي
ودعاني يوما الأستاذ خليل الرحمن حفظه الله
وكان جالسا في فناء المعهد الواسع وحيدا
فذهبت إليه وسلمت عليه وجلست أمامه

(سأعود ليلة اليوم إن شاء الله)


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 11:43
وكان الوقت مساء و الشمس في وشك الغروب
وفي هذا الوقت يروح الطلاب إلى مسجد المعهد ليقرؤوا القرآن
وكان الأستاذ خليل الرحمن حفظه الله يجلسني في مجلسه في الفناء كثيرا
وكنت أحب إجلاسه و أعده شرفا
أما ذاك اليوم بدأ في نفسي قلق يدور وخوف يدب
فسألني عن موقفي من امتحان المتوسطة
فابتسمت ولم أجب عن سؤاله
فأعاد فقلت "هل إذا اعتزلته كنت مخالفا للنظام؟"
فقال "نعم أنت مخالف للنظام إذا اخترت ذلك"
فقلت "إني إذا صرفت همتي إلى تلك الدروس
فإني لا أستطيع أن أشتغل في علم الحديث ولا أجد الوقت له"
فقال "بقي لامتحان المتوسطة أقل من شهر فاشتغل فيه بعد الامتحان"
فسكت ثم دار بيننا كلام كثير
أغضبت فيها الأستاذ خليل الرحمن في مواضع وأبردت في مواضع
فأذن لصلاة المغرب فقال "أخبرني عن موقفك بعد صلاة المغرب"
صليت المغرب فبدأ الطلاب يخرجون
فكلمني الأستاذ فقلت "لا أستطيع أن أشتغل في تلك العلوم التجارية"
فغضب وسبني وخرج فحزنت شديدا وتألمت كثيرا
فلم يكلمني الأستاذ بعد ذلك اليوم حتى بداية الصف الخامس
جاء شهر الاختبار وذاك الشهر عطلة الامتحان النهائي للصف الرابع
ويذهب كل طالب إلى بلدهم للإجازة إلا طلاب الصف الرابع
فيمكثون لاختبار الدروس الحكومية
ولكني استأذنت الأستاذ خليل الرحمن للذهاب إلى البيت
فقال "هل تحضر الامتحان.فإنك إن لم تحضر الامتحان ستعزل عن المعهد"
فلم أقل "لا أحضر" ولم أقل "أحضر" فابتسمت
ولعله ظنها موافقة مني على حضور الامتحان
فأذن لي بالذهاب إلى البيت وأمرني أن أحضر الامتحان
ذهبت إلى البيت وكنت عازما على عدم الحضور
ولكن........
وقبل يوم من الامتحان جاءت مكالمة
من خليل الرحمن إلى الشيخ أشرف الذي أخبرني بنجاحي في المقابلة
ولم يكن لدينا هاتف ولا جوالة
فأخبرني الشيخ أشرف بأن الأستاذ أمرني أن أكلمه بالهاتف
فكلمته فقال بعد السلام "هل تلعب بنا وتظننا مجانين"
فقلت "لا ....يا أستاذ ...لا.."
فقال "فأتنا على الفور" فأغلق الهاتف
فارتفعت خفقات قلبي واستشرت أبي
فأشار علي بالذهاب
فاستعددت للسفر وسافرت إلى المعهد
وذهبت إلى مكتب الأستاذ خليل الرحمن
فلما رآني لم يبتسم ولم يرحب بي
فقال"هل لديك بطاقة هوية؟"
قلت "لا"
فقال "أليس عندك أي بطاقة أكدت من قبل الحكومة"
قلت "لا"
فغضب غضبا شديدا لأن الامتحان سيجري خارج المعهد في مدرسة حكومية
فلا يسمح لحضور ذلك الامتحان إلا ببطاقة هوية أو ببطاقة أكدت من قبل الحكومة"
فأعطاني "بطاقة الدخول" لغرفة الامتحان فكأن إعطاءه كان رمية بها
لأنه علم أن هذه البطاقة لا تساعدني على دخول غرفة الامتحان بدون بطاقة هوية
فخرجت من عنده ودخلت السكن
وأنا لا أدري ما سألقى لما فعلت
لأن الأساتذة كانوا عازمين على عزلي عن المعهد إذا امتنعت عن الامتحان
ولكن أظن أن المدير قد سهل الأمر وأبى عزلي لمثل هذا السبب
ثم إن رأيه موافق لما أرى
فبدأ الامتحان وبدأ زملائي يخرجون إلى الاختبار
وبقيت أنا وحدي في السكن
ولكني انتفعت بهذا الفراغ
فترجمت رسالة "رفع الملام عن الأئمة الأعلام "للإمام ابن تيمية رحمه الله
إلى لغة التامل وتبقى هذه الترجمة عندي محتفظة إلى يومي هذا
انتهى الاختبار الذي كان محنة لي
انتهت العطلة وبدأ الصف الخامس وجاء الطلاب الآخرون والأساتذة
فبدؤوا يستفسرون عن أخباري في الاختبار
فحين علموا نجاحي بدأت تتغير مواقفهم تجاهي
فما عزلت عن المعهد ولم يمسسني أي سوء
ولكن تبقَّى باثر تلك الأيام في جوفي
لا تمر به شمس ولا يضيء له قمر
وأسمع منها أنينة وأشعر بشهقة كانت من نفسي
وأرى فيها فضيضا وأحس منه دمعة كانت من عيني
بعد هذا النجاح اشتد طلبي للعلم واشتقت إليه كثيرا
واجتهدت في سبيله اجتهادا
فكتبت أول بحثي في الحديث
وسميته "دراسة أسانيد حديث ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"
ووراء هذا البحث قصة ولعلها ملفتة

(ولعلي أعود مساء اليوم)

__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي
(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:10
المسجد الجامع الكبير الذي في قريتي
هو المسجد الذي يحضره آلاف من أهل هذه القرية
وبما كان أهل القرية يقلدون المذهب الشافعي
مع أنهم لا يعرفون المذهب الشافعي إلا من "فتح المعين" و "إعانة الطالبين"
كان عمار المسجد من مقلدي الشافعية
والبدع مثل الدعاء الجماعي بعد الصلوات الخمس
والترقية يوم الجمعة معدودة من السنن في هذا المسجد
كأكثر المساجد الموجودة في سريلنكا
وهذا المسجد بجانبه الخارجي ضريح الولي علاء الدين
ولكنه متروك غير مهتم به ومبناه منفصل عن المسجد
وحول هذا المسجد مقبرة عامة
وكان أهل التوحيد يصلون جميعا في هذا المسجد
وراء الأئمة المبتدعين
وكنا نود لو أن لنا مسجدا أسس على الكتاب والسنة
فولدت تلك الفكرة في خاطر يحيى وأخبر بها أباه ولكنه أباه
فإذا نحن نفاجئ فتوى يحي يحرم الصلاة في مسجد القرية
مستدلا بحديث "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
وحديث "لا تصلوا إلى القبور"
فوافق أبوه على فتواه هذه فحرم الصلاة في ذلك المسجد
وأمر من صلى فيه ناسيا بالإعادة
فزعزعت تلك الفتوى أهل القرية
وصار بعض الناس من أهل التوحيد لا يصلون صلاة الجمعة
لما لم يجدوا مسجدا جامعا غير هذا
وأنكر عليهم بعض الناس هذه الفتوى
ولكن أبي رأى هذه الفتوى صوابا
مع ما بينه وبين الطبيب نوبار فاروق ويحيى من مشاكل
فكان يذهب إلى قرية "كُوْشِكَدَيْ"بالحافلة لأداء فرض يوم الجمعة مع ما فيه من مرض وعجز
وبعد مضي بعض الشهور اشترى الطبيب نوبار وأصحابه من أهل التوحيد
مكانا واسعا لإقامة الصلاة ولنشر دعوة التوحيد والعلم الصحيح
وبدأ أكثر أهل التوحيد يقصدون هذا المسجد للصلاة وكان أبي منهم
ولكن مسألة "تحريم الصلاة في مسجد القرية" صارت فتنة كبيرة
حتى كادوا يقتتلون واضطروا أن يدخلوا الشرطة الكافرة في أمرهم
وكان من أول إصدارات هذا المركز "أدلة تحريم الصلاة في المسجد الجامع الذي في قريتنا"
ثم إنه أول رسالة للشيخ الطبيب نوبار فاروق
وثانيها "تحريك الإصبع في الصلاة"
وثالثها "لو قال عمر لكان شرعا"
من طامات هذه الرسالة:
"أن مسجد قريتنا بني على بعض خرب المقابر
فلا بد من هدم المسجد من أساسه فلا يكفي إبعاد المسجد عن المقبرة
أو جعل السدود والسور بينهما"
جعلوا الدين مسائل ومشاكل خلافية
مع أن أهل القرية يؤمنون بالتمائم والطيرة والعرافة والكهانة
ولا تجد رسالة ولا ورقة ولا حرفا تنذرهم من هذه الشركيات المخلدة في النار
وكنت في شك من هذه الفتوى مع أني لا أختار الصلاة في ذاك المسجد
وأصلي في مسجد أهل التوحيد الذي سمي بـ"الدار السلفية" إلى يومي هذا
فقرأت "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد"
وبعض فتاوى الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله في مثل هذه المساجد
وكتبت رسالة تبين جواز الصلاة في مسجد قريتنا
مع التحذير من الإشراك بالله والبناء على القبور
واستدللت للجواز من الكتاب والسنة
ومما استدللت دفن النبي صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم بجانب المسجد
في غرفة عائشة رضي الله قبل إدخالها في المسجد
(أما استدلال من يستدل بوجود هذه القبور داخل المسجد النبوي لجواز وجود قبر الولي داخل المسجد فباطل تعرفه في مواضعه)
ومما استدللت له حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي طَرَفِ تَلْعَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْعَرْجِ وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى هَضْبَةٍ عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ عَلَى الْقُبُورِ رَضَمٌ مِنْ حِجَارَةٍ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ عِنْدَ سَلَمَاتِ الطَّرِيقِ بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَمَاتِ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَرُوحُ مِنْ الْعَرْجِ بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهَاجِرَةِ فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ
رواه البخاري
وبينت أن دفن النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة رضي الله عنها
كان بمشورة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
لأن لا يكون دفنه خارج بيته ذريعة لاتخاذ المسجد عليه
وتقول عائشةرضي الله عنها
فلولا ذلك لأبرزوا (وفي رواية لأبرز) قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا
وحديث دفن الأنبياء حيث يموتون حديث ضعيف
وقبل نشر ما كتبت طلبني بعض أصحابه للجلوس مع الشيخ
فأجبت إلى ما طلبوا مني فلما دخلنا حائط الطبيب نوبار ورآنا سلم علينا
ولما عرف الأمر أبى الجلوس
نعم كيف يقبل مني الجلوس معه وأنه بلغ من العمر سبعين
ولكن الذين يصحبونه لا يعرفون حقوق العلماء والطلاب ومنازلهم
ولا يحترمون مشاعر النفوس
هذه حال أكثر من يصحبون العلماء
فقال الشيخ إني سمعت أنك كتبت ردا على رسالتي.
و هذا أحسن فانشر ردك حتى نقف عليه"
ثم قال "سمعت أنك ترى حديث "دفن الأنبياء حيث يموتون"
حديثا ضعيفا" ثم سألني سؤال منكر لا أقول سؤال مستهزئ
"هل تعرف المعلق ؟؟ وهل تعرف المتصل ؟؟ وهل تعرف ما هو الشاذ؟؟"
فلم أجب عنه لألا أتهم بتزكية النفس أو بالكبر فسكت وخرجنا من عنده
وكتبت بحثي ذلك "دراسة أسانيد حديث ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"
فنشرت من ردي باللغة التاملية خمسمائة نسخة بين الناس بنفقة بعض الأغنياء
وأرسلت بحثي الحديثي العربي إلى الطبيب نوبار فاروق
وسمى موقفنا بعض أصحابه "ثأر الابن من الطبيب لما كان منه لأبيه"
فقلت في نفسي "ليتني لم أكتب هذا البحث"
وسمى بعض مؤيدينا "حرب بين الخص والقصر"
قلت في نفسي "ليتني لم أكتب هذا البحث"
وبحث الطالب الصغير إذا لم يكتب له كلمات وتقدير
مع حسنه وجماله من قبل الأساتذة والكبار
تتدهور هممه وتزداد همومه
ولولا الله ثم أبي لماتت كل هممي وجهودي
ولولا الله ثم أبي لدفنت في حفر وأنا حي أراها بعيني
ولولا الله ثم أبي لضاعت أثمان كل قطرات من دموعي
ولولا الله ثم أبي لصرت سبوحا في ماء كوب وذهبت كل تهم بنهمي
فالحمد لله الذي أنعم الله علي بأب يهديني حتى يراني واقفا على القمم

وكان ثاني أبحاثي "عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل"
وشرعت في كتابته وأنا في الصف الخامس
وحصلت لهذا البحث أمور مؤلمة و مرور محزنة


الملفات المرفقة

: دارسة أسانيد حديث.doc‏
: 176.0 كيلوبايت
: doc
: 251
: اضغط هنا
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:11
الملفات المرفقة : دارسة أسانيد حديث.doc‏ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70092&d=1250502999)
: 176.0 كيلوبايت
: doc http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/doc.gif
: 251
: اضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/report.php?p=1100871)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:13
قلت في مقدمة هذا البحث

" وإن من المعلوم أن أكثر كلام الأئمة في أكثر الرواة رجال الأسانيد مؤتلفة متقاربة جرحا كان أو تعديلا ولكن ثم رجال تختلف كلام الأئمة فيهم وتتباين أقوالهم وقد يشتد الخلاف حتى يضعف بعضهم راويا ما تضعيفا كليا ويوثقه بعض توثيقا كليا . ولكن هذه بالمقارنة بجانبه الآخر قليلة –و الحمد لله –
ومن الرواة المختلف فيهم الإمام عبد الله بن لهيعة بن عقبة المصرى .
وقد تربيت منذ علاقتي بهذ العلم في كتب الشيخ ناصر الدين الألباني
على أنه من المختلطين وما رواه العبادلة عنه أعدل من رواية غيرهم
لأنهم سمعوا منه قبل اختلاطه .
ورأينا الشيخ ناصر الدين الألباني يصحح أحاديثه على هذه القاعدة ويضعفها
ولا يلتفت إلى طعنات أخرى وجهت نحو ابن لهيعة
ثم وقفت على تصحيح الشيخ – رحمه الله –
رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة مستدلا بما ذكره الإمام أحمد بن حنبل فيه
وذكره الذهبي في (السير)
ثم وقفت على تصحيح الشيخ رواية إسحاق بن عيسى الطباع
مستدلا بما ذكره الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه ( العلل)
وعلى تصحيح الشيخ رواية يحي بن إسحاق السيلحيني عنه
ووقفت على كتاب ( اتحاف النبيل) للشيخ مصطفى بن إسماعيل
فإنه ذكر الاختلاف في ابن لهيعة ملخصا ومما ذكره فيه مسألة " التدليس"
فاضطربت وعرفت أن القاعدة التي يمشي عليها الشيخ الألباني
ليس مقبولا لدى الجميع رحمهم الله فاشتد لي الحاجة إلى القيام
ببحث مستقل في ترجمته ودراسة رواياته ."
هذا مما كتبته في مقدمته ذلك اليوم
ثم كتبت في هذه السنة ملحوظة فوق هذه المقدمة:
" هذا ما توصلت من البحث والتحقيق والحمد لله
ولا أدعي صواب كل ما فيه ولكني بذلت جهدي
ولا بد من أخطاء وزلة قلم يتعرض لها طويلب العلم مثلي
ولم أكن أعرف لما شرعت في البحث مكتبة إلكترونية
ولم يكن أمرها مشهورا بسريلنكا
وما كنت أعرف ملتقى أهل الحديث حينها
وفي ظني أن أراجع البحث وأستزيد من المعلومات مستعينا بمكتبات إلكترونية .
فإن أصبت فمن الله وبرحمته وبفضله
وإن أخطأت فمني فأسأل الله مولاي أن يتغمدني برحمته وفضله
وأن ينفعني بما كتبت يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ."
والبحث علق حلقة حلقة تباعا في لوحة مجمع الأفكار
وتلك لوحة تلصق بالجدار أسبوعيا كللافتات الكبيرة
وفيها مجموعة من المقالات للطلبة
وزميلي الأخ مسعود صهري اليوم
كان رئيسها لتلك السنةوكان تلميذا في الصف السادس
وكان بحثي هذا أول بحث حديثي باللغة العربية
ولم تمض حلقتان من البحث إلا وقد بادرت
أستاذ من أسرة اللوحة المجلة الجدارية بمنعها
بتبريرات لايعلم مقصودها الا الله
وكانت الأسرة مشتملة على ثلاث من الأساتذة
الأستاذ أشرف هو الذي منع البحث
كتب هذا الأستاذ على أوراق الحلقة الثالثة
"البقية والموضوعات المسلسلة لا تقبل"
أقول لماذا؟
هل كانت هناك أخطاء نحوية!!!
أو استهزاء بالآخرين!!
فهلا بينوا لي أخطائي
وأوقفوني على دواهي
ولكن بعد انفصالي عن المعهد قدمت بحثي هذا
إلى الدكتور أشرف السريلنكي الأستاذ المساعد في كلية الحديث
بجامعة الملك خالد بأبها فتقبله قبولا حسنا
وبين لي بعض محاسنه ومساوئه
فجزاه الله خيرا في الدارين
وكأني حين أخبرني أخي مسعود أن بضاعتنا ردت إلينا ومنعت من التعليق
جريت إلى فصلي وجلست في كرسي وبكيت على حالي
وذكرت أمي وأبي وتلك الأوقات التي مضت عني في الليالي
قلبت ما بقيت من تلك الصفحات من بحثي والقلم في شترتي
أسف وجهي وتوليت عنهم وقلت يا أسفي على بحثي اليوسفي
واحمرت عيناي حين أمررت أناملي على ما حجلت دمعتي من تلك الأحرف
وما نسيت تلك اللحظات التي وضعت فيها وجنتي على قراطيسي
صوت من تكسر الزجاج وصوت من تقاطر الماء تساوت في مسامعي
والله لقد ظلمني هذا الرجل ظلما كثيرا في غير موضع من حياتي في المعهد
ويوما دعاني المدير لأبحث له كتبا
ليكتب مقالته عن جهود شبه القارة الهندية في خدمة الحديث النبوي
وجمعت له كتبا من مكتبة المعهد ومن مكتبة المدرسة الإصلاحية
فأمرني بتسليم هذه الكتب إلى ذلك الأشرف فاستلمها بعد أن استهزأ مني
ويوما استفسرته عن مستفادات تلك الكتب ومساعداتها على ذاك البحث
فأجابني أن هذه الكتب لم تفد هذا البحث بأي وجه ولم تساعده بأي حرف
وكان من هذه الكتب مقدمة تحفة الأحوذي للمباركفوري
فكيف ينكر إفادات تلك الكتب !!!!
عجيب أمره وقد كان يدعوني "دادِ بالا"
"بالا" كلمة تستعمل للسخرية
فكان يدعوني بها دائما استهزاء من لحيتي
ولكني كنت لا أبدي مندمي في وجهي
وكان لا يدري ما يدري صبيان الكتاتيب في باب العقائد
وقد قال يوما في حصة التفسير " إن الأسماء والصفات من المتشابهات"
فانظر سوء تعليمه
ولكن الأساتذة –حفظهم الله-كانوا يعدونه لغويا
ولعل هذا الظن كان بتظاهره بها عليهم
ويوما كان الأستاذ أشرف في المكتبة يترجم لأستاذ ويشرح المعاني لبعض أحاديث الفتن
ولما شرح معاني حديث "...... ينزل الروم بالاعماق أو بدابق
فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار اهل الارض يومئذ"

فشرح "الأعماق":-
بـ"يحارب الروم حربا عميقا" ثم اضطرب في "أو بدابق"
فقال "حتى يبلغ به الدابق" فلم يعرف أن "الأعماق" اسم بلد
ولم يسكت عما لا يعلم
مع أنه في صدد شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم
ومع أنه يشرحه لرجل عالم قد تكون تعلمه منه لمحاضرة في ذاك الأسبوع
وانتظرت حتى يخرج الأستاذ أشرف فلما خرج
أسرعت إلى ذاك الأستاذ المتواضع –حفظه الله-
فأريت له من معجم البلدان أن "الأعماق" اسم بلد
ولكن الأستاذ لم يأبه به ولعل الأستاذ كان يعلمه من قبل
وقدكان علي أن أتواضع أمامه وأجلس بجواره وأسأله
وأسأل الله أن يغفر لي زلاتي وإسرافي في أمري
ولولا ذلك لما ذكرته هنا
وقد عزل الأستاذ أشرف عن المعهد بعد انفصالي عنه
وأسأل الله أن يغفر لي وله

وفي هذه السنة أرسل أبي إلي رسالة
يشكو فيها تضررهم من جريان الماء داخل الدار أيام المطر
فقال "إن الأمر في ازدياد يوميا ولو طلبت من جمعية المعهد
شيئا من المساعدة لإصلاحها لكان خيرا....
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا"
فانفجرت مني دموع


دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:13
الملفات المرفقة : عبد الله بن لهيعة.doc‏ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70111&d=1250589904)
: 190.0 كيلوبايت
: doc http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/doc.gif
: 145
: اضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/report.php?p=1101480)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:14
في أيام المعهد
أنتظر أبي في كل شهر أو في كل فصل دراسي
كما ينتظر زملائي آباءهم ولكن بفارق كبير
وهم ينتظرونهم ليحصلوا على نفقتهم في المعهد
أما أنا فكنت اقترض من بعض زملائي شيئا من النقود
لأعطي أبي إياه لينفقه على أشقائي وليشتري مدادا للسراج
وتقتلني لاعتي بأهلي حين أرى أبي أمام عيني
وأكاد أبكي ألما من فراقه حين يغيب عني
ويجتهد ويتعب نفسه في زيارتي أن يشتري لي ولو حزيمة من المكسرات
وحين يسلم علي ويمد يده اليمنى إلي وفي راحته تلك الحزيمة
يدمعني مده وكده
ولكني أسجن كل قطرات تترقرق في أجفاني
وأطلقها بعد أن ودعني أبي وخرج من معهدي
وتبتل وسادتي وتحترق عيوني وأشعر بالألم في كل أعناني
وكنت متهما بالإكثار من الديون أيام معهدي من هذا الحب لأهلي
وكنت أسأل بعض من يعرفني أو أبي جيدا
مالا يسد حاجتي في معهدي
وأسأل الله أن يجزيهم أجر ما أعطاني يوم لا ينفعنا مال ولا بنون

ولما كتب أبي إلي تلك الرسالة
تحيرت في الأمر وقلت في نفسي
"كيف أقول هذا للمدير أو لخليل الرحمن"!!
ولعلهم غاضبون علي بموقفي من امتحان المرحلة المتوسطة
وقلت في نفسي
"كيف أترك هذا ولا أقول هذا للمدير أو لخليل الرحمن"
وأنا أعرف حال أهلي وكدح أبي
فعزمت أن أكتب رسالة وأرفق بها بعض صور لبيتي
ثم أعطيها إلى المدير
فطلبت من أبي بعض الصور لخصنا
فأرسلها إلي فأرفقتها برسالتي وأمسكتها بيدي
ورقيت إلى الطابق الرابع ودخلت مكتب المدير
وسلمت عليه فرد علي السلام فقال :"ادخل"
فدخلته ثم مددت يدي التي حملت تلك الاشتكاء إليه
وفتحها وقرأها ثم استفسرني عن تلك الصور
فقلت "صور بيتي" فقال "لا حول ولا قوة إلا بالله"
فاقترب مني البكاء حين حولق
فأملت منه خيرا وبنيت في قلبي بنيانا
ورأيت فيه كهرباء أنارت منه بيتي وأضاءت به المصابح
فرأيت أشقائي يراجعون دروسهم ويكتبون حروفهم بكل سرور
وبكت أمطار فرحا وهطلت بكل سرور من عدم تضررنا بهطولها
فكأني أرى تلك السيول تمشي بجانب من بيتي وهي تبكي على الفراق
ولكن.....
قال المدير أبو بكر صديق مدني حفظه الله
"نحزن على أهلك ونسأل الله أن يفرج همك
ولكن ليس في صندوقنا مال لإصلاح البيوت أو ترميمها"
سمعت أصواتا من تهدم جبال ورغاء رعود وانفجار براكين
ولكن لم يستطيعوا أن يسمعوها
لأنها أصوات مشاعر لا يستطيع أن يسمعها إلا المساكين والفقراء
فقلت "السلام عليكم" فلم أخرج من المكتب
إلا وقد تدفقت عيوني سيولا
ونزلت سعيا إلى الطابق السفلي الذي فيه مسجد ربي
فلما دخلت المسجد لم أر أحدا فخرت إلى السجود
بكيت ثم بكيت ثم بكيت ثم بكيت حتى لم يرقأ لي دمع
كأني أسمع قول ربي "وللآخرة خير لك من الأولى"
وكأني أسمع قول ربي "ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك
الذي أنقض ظهرك
ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرا"
وكأني أسمع قول ربي "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر ويتم نعمته عليك
ويهديك صراطا مستقيما
وينصرك الله نصرا عزيزا"
وكأني أقول لربي "أرجو صندوقك وخزائنك التي لا تنقص يا ربي"
وكأني أقول لربي "ويا رازق أجنة في بطون أمهاتها تسعة أشهر لم تعد في حياتها"
وكأني أقول لربي "ويا رازق بيض سقطت على الأرض وخالقها أفراخا ونحن نراها"
وكأني أقول لربي "ويا رازق النمال أيام الأمطار والهطول في قراها"
"أرجو صندوقك وخزائنك التي لا تنقص يا ربي "
ودعوت بدعوات ولم أقنط من رحمة ربي ولو بلحظة من دقائقي
ولولا أنه لا يجوز أن ندعو بدعاء سليمان
"رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي" لدعوت به
ثم فتحت باب المسجد لأخرج فإذا هو موظف يقول لي
"إن المدير يدعوك "

__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:16
سرعان ما تغيرت ظنوني
رقيت إلى الطابق الرابع .دخلت المكتب
سلمت على المدير فرد علي السلام وقال:
"إن شاء الله سنعطيك خمسة عشر ألفا"
وهذا المبلغ لا يكفي لسد حاجتنا ولكن هذا ما قدر الله
فقلت "جزاك الله خيرا" وخرجت من عنده
أوصلت الخبر إلى أبي فجاء إلى المكتب وأخذ المال شاكرا ثم رجع إلى قريته
ليصلح الفساد من داره وقد أصلح بعض الشيء منها والحمد لله
وقد أخبرني أبي أن أخي مرشدا قد قطع دراسته في المدرسة الحكومية
والتحق بدكان لكسب المال لما رأى معاناتنا
فلما سمعت هذا الخبر حزنت على أخي حزنا شديدا
لأنه كان يفوز في الامتحانات بدرجة جيدة
وقد أثر في نفسي تركه للمدرسة والتحاقه بالدكان وترك جروحا
لم أستطع إبراءها إلى هذا اليوم
والله لقد أتعب نفسه وأفنى شبابه في السعي على عيالنا
بدأ العمل وهو في السادس عشر من عمره ولم يزل عاملا إلى هذه اللحظة
كان دخله يسيرا ولكنه كان يكد فيه حبا وحنانا على أهلنا
يغدو إلى الدكان مبكرا ويروح إلى الدار متأخرا
وكان الدكان الذي يعمل فيه في "كُوْشِيْكَدَ"
ويبعد عن حينا قليلا كبعد مسفلة مكة من حي الزاهر
وفي الطريق إلى قريتنا مقبر ة للنصارى مخيفة المنظر
وقد أخبرني أبي حين ذهبت إلى قريتي في عطلتي
أن أخي خرج يوما من الدكان متأخرا جدا
كانت الساعة حينئذ قد بلغت العاشرة في الليل
قد حكم السواد الطرق وكان أخي يجيء في دراجته البالية
فلما قرب من مكان مقبرة النصارى أسرع دراجته خوفا
فلم تمض لحظات إلا وقد سقط مكبا على وجهه في الطريق
وسال الدم في خدوده فلم يدر ما الذي حدث له بعد ذلك
نعم! جاء أخ بوذي في نفس الطريق وكان يعمل معه في نفس الدكان
فحمله في دراجته وجاء به وأوصله إلى دارنا
أسأل الله أن يهديه إلى الإسلام
وحمل أخي إلى المستشفى وشفي في أسبوع والحمد لله
والله لا أستطيع أن أتخيل تلك اللحظات التي مرت بأخي في تلك الطريق
وتلك الدماء التي جرت فيها
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن
وأخبرني أبي أو كنت حاضرا يومها
أن أخي اعتزل الدكان لما رأى أن المال الذي يحصل عليه شهريا لا يكفي لقوت أهله
وعمل مساعدا للبنائين مع ما فيه من مشقة وتعب ولكنه لم يأبه بها
ويوما في أثناء عمله سقط على رأسه حجر كبير وشق رأسه فحمل إلى المستشفى
فضغطت أمي عليه أن يترك ذاك العمل فتركه وهو يكره تركه
والتحق بدكانه الذي كان يعمل فيه سابقا
وكان هذا الدكان لرجل مسلم غني وكان يثق بأمانة أخي وصدقه شديدا
وتلك الأحداث قد جعلتني أتفكر في بعض الأحيان في ترك العلم وطلب العمل
وكنت أبكي وأبل وسادتي بالدموع في الليالي في معهدي
إشفاقا على حال أخي الذي هدم مستقبله لمستقبلنا
وحين أتفكر في أنه لا يستطيع اللعب إذا أحبه
ولا يستطيع طلب العلم إذا طمع فيه
ولا يستطيع النوم إذا أراده
مع أنه شاب في ريعانه وغيسانه
لا أستطيع قراءة حرف ولا كتابته

ولكني قد اجتهدت في جبر ما انكسر من أيام شبابه فيما بعد

دخلت في الصف السادس وهو الصف الذي عزلت فيه عن معهدي الحبيب
وقبل أن أحدثكم عن قصة عزلي عن المعهد
أود أن أسجل بعض ذكريات هذه السنة
وقد أهدت لي هذه السنة خزانة ذكريات مملوءة بالأحزان والأتراح
وإني حين أتذكر يوما فرحت فيه من هذه السنة
تختلط بتلك الفرحة بعض سخائن أجفاني



__________________

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:22
علَّق أحد الاخوة قائلا : جاء أخ بوذي في نفس الطريق

فلا اخوة بين المسلمين والكفار

فردَّ الأخ السرلنكي قائلا
أخي الحبيب جهاد ما أردت من الأخوة إلا الأخوة التي في الآيات التالية :-

وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا [الأعراف : 65]
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [الأعراف : 73]
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا [الأعراف : 85]

وجزاك الله خيرا وبارك الله فيكم

ومن خزائنها ..
مسألة الجمع بين الصلاتين عند المطر
كنت أراهم من يوم دخولي إلى المعهد إلى يوم انفصالي عنه
يجمعون بين المغرب والعشاء عند نزول المطر
ولكن لما كان المراقب غير متدين وغير مبال بأمور الإسلام
دخل في الجمع تساهل كبير
وكان المراقب إذا قضيت صلاة المغرب
يذهب إلى باب المسجد وينظر إلى السماء ويمد يده إلى الخارج
فإذا رأى علامات للمطر أو ابتلت يده بشيء من القطر
يأمر التلاميذ بالجمع فيجمعون فلا ينكر عليه أحد
وإني كنت أتعجب من أسرة المعهد
فكيف لا أتعجب وقد ولوا أمورنا إلى رجل
لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ولا يحافظ على الصلوات
ويتظاهر بسماع الموسيقى ويؤيد الآراء الماركسية
ويقصر اللحية حتى نستطيع أن نقول له "حلقها"
ويسبل إزاره وكان أكثر أصحابه لا يصلون
ولما سئل أحد أصحابه "لماذا لا تصلي؟"
فقال"لا يحتاج سمك البحر إلى الغسل"
"]وهو أستاذ في جامعة "بِيْرادَنِيَ" البوذية
وقد أنكرت على المراقب "إقبال" أمورا [/COLOR]

ويوما كنا نتكلم في بعض الأمور في المسكن
بعد أن كنا في عمل متعب
فجاء هذا المراقب المترقب لإيذاء التلاميذ شتما وضربا
وهو يرفع طرف إزاره بيساره ويحمل عصاه بيمينه
فقال "لماذا ترفعون أصواتكم ..روحوا إلى الفصل"
وقد آذتني جيئته المتوحشة فقلت صراحة في وجهه
"يجب عليك قبل أن تنصحنا بعدم رفع الصوت
إغلاق الراديو الذي يغني أغاني سينمائية "
فلم أنته من القول إلا وقد وقع ضرب شديد بعصاه على صدري
فرفعت صوتي وقلت "أنت لا تستحق المراقبة وسأرفع أمرك إلى المدير"
فقال "ارفع فلا أبالي"
فقلت "أنت لا تخاف الله فكيف تخاف المدير وأرى صورتك صورة مدمن خمر"
فوثب علي وثبة قرد وضربني ضربة تكسرت بها عصاه ثم خرج
فتجمع حولي زملائي وقد آلمهم ما حدث لي
فقلت لهم"لا أترك الأمر سدى وسأكتب رسالة إلى الأستاذ خليل الرحمن"
فكتبت رسالة فأعطيتها إلى الأستاذ خليل الرحمن ثم رجعت
فدعانا إلى مكتب الأساتذة فذهبنا إليه
وكان جالسا في كرسيه وحده
فاستفسرنا عما جرى فأخبرته
فقال "أليس هو أستاذا"
فقلت "لا كيف يكون أستاذا لنا وهو يتظاهر بسماع الموسيقى
وقد ضربني ضربا ضارا إن شئت أريك أثره في صدري"
فسكت هنيهة وقال "سأنهاه عن مثل هذه الأفعال"
ثم نصحنا بالتأدب مع الكبار وبأمور أخرى
والله كرهت موقفه من هذه الحادثة مع حبي له
ولو كنت مشرفا لطردته من المعهد
وقد بكيت على تلك الآلام التي وقعت يومها داخل صدري وخارجه
وقد أصدر هذا المراقب كتبا في الشعر
ومن كتبه كتاب"نقطة في نقطات"
وقد طبعت على آلة كاتبة من المعهد
ويقول فيه وهو يخاطب "كالْمارْكْسْ" :
"الفقر يزلزلنا قم يا "كالْمارْكْسْ" من مرقدك"
ولقد قال به كلمة كفر بل كفر من حيث لا يدري
يا ليت شعري كيف يطبع هذا الكتاب على آلة كاتبة من المعهد
وكيف يكون مراقبا على تلاميذ معهد سلفي
فقلت له يوما "هذا الكتاب فيه أخطاء عقدية "
فأجابني جواب مستهزئ فقال "حتى المدير لم يقل لي شيء فمن أنت؟"
فسكت
و إن هذا المراقب يعمل في المعهد إلى يومي هذا
والله المستعان


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي
Tamil forum (http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:23
أعود إلى حديثي عن الجمع بين الصلاتين للمطر
فكرهت هذا التساهل في أمر الجمع
ثم من هذا الرجل حتى أجمع بأمره ولا أجمع بنهيه
فجعلت أبحث عن "مسألة الجمع بين الصلاتين للمطر"
ووقفت على كثير من مسائله فكتبت بحثا باللغة التاملية
وكتبت فيه

-أنه لا يوجد حديث صحيح صريح في الجمع للمطر
وقد أنكر وجوده الإمام ابن المنذر في أوسطه
والإمام الليث بن سعد كما ورد في "كلام يحيى بن معين"
والألباني في تمام المنة

- كلمة "مطر" في حديث ابن عباس في الجمع يرويها حبيب بن أبي ثابت
وهو ثقة فقيه جليل كثير التدليس والإرسال

-ولم ينقل إلينا جمع النبي صلى الله عليه وسلم للمطر مع أنه نقل إلينا دعاؤه للمطر يوم الجمعة وهطول المطر أسبوعا حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم بـ"اللهم حوالينا ولا علينا"

-وشرحت مفهوم "الحرج" في حديث ابن عباس

-ووقوفي على كتاب "رفع الحرج" لشيخ شنقيطي (أظنه هكذا)

-ولكن الجمع جائز إذا كان المطر شديدا
أخذا من مفهوم حديث ابن عباس لأن الحرج موجود إذا كان المطر شديدا

فكنت أقوم عنهم حين يقومون لصلاة العشاء
ويقوم معي بعض زملائي
ويقوم الأستاذ زاهر مدني خريج الجامعة الإسلامية
وكان يبحث معي في هذه المسألة ويطلب مني بعض الكتب في المسألة
فشكاني بعض الأساتذة إلى الأستاذ خليل الرحمن
فدعا كل من لم يجمع بين المغرب والعشاء إلى المكتب
فسأل واحدا بعد واحد "لماذا لم تجمع؟"فلم يجب أحد خوفا
فسألني فقلت "لا يوجد حديث في الجمع للمطر"
فقال"هل هؤلاء الأساتذة لا يدرون هذا؟"
قلت "لا أدري " فغضب من جوابي
فعذلني عذلا لاذعا فسكت فلم أجب عن أي سؤال سألني بعده
فقال "لا تعودوا إلى هذا الفعل مرة أخرى"
فكنت بعدها أصلي معهم وأنوي نافلة
وأصلي في وقت العشاء أيضا

وتلك المعاملات المؤلمة لمواقفي التلميذية
كانت تجعلني في كثير من الأحيان أتفكر في عودتي إلى بلدتي
وأبحث كثيرا مكانا منعزلا في نواحي المعهد
لأنطوي وألتوي فأراجع أيام صبائي
وأراني في تلك اللحظات بنفسي
أجري فوق حائط بيتي
وأثب منه إلى غصن في شجر "مَنْجا"
وأقعد عليه حتى لا يعثر علي أمي
وتتراءى لي تلك السفن التي صنعتها
لتسير بنا في مياه أبقتها الأمطار في نهير مهمل خلف بيتي
وتلك الغابة التي كنا نفترق فيها إلى فرقتين فنوقد حربا ونحن في حفر نختفي
وأيام اجتهدت فيها أن أكون عالما يكشف عن جديد لهذا العالم
وفرحت في إضاءة مصيبح بسلكين أدخلت أحدهما في الخل والآخر في الليمون
وأيام كنت فيها ماهرا في لعب الشطرنج –الحمد لله الذي أعاذني منه-
ولعبة الفئال ولعبة الجنابي
وتجيء ذكريات الحيوانات التي كنت أحبها حبا
وتلك الحشرات التي كنت أراقب جهادها للطعام
وذكريات أهملتها من ذكرها هنا تجري في خاطري
ثم ذكرت معها ما أقاسيه في معهدي
أبكي وأنا لا أدري وتتماطر الدموع من عيوني
وأسمع نشيجي ونحيبي
ولكن حب العلم وطعم البحث وطلب الإيمان يدفعني إلى الصبر
فأعزم في كل مرة على السير في ذاك الدرب
واشترطت على نفسي شروطا كثيرة حتى تكون دعوتي إلى الله خالصا من الشوائب

ومن محاسن ذكريات معهدي
تلك المواقف والأحداث والأوقات التي مرت بي
مع الشيخ أبي بكر صديق مدني مدير المعهد
والتي لا يدريها كثير من تلاميذ المعهد


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:24
ولكن الوشايات قد فرقت بيننا
وأمور قد فهمت على غير وجهها تسببت لنهاية المحبة
وكلما أذكر تلك اللحظات التي أقرت عيني وأثلجت صدري زادت شجوني

ومما لا أزال أشم من روائح تلك العطور التي تطيبت بها ذكرياتي من تلك اللحظات
ماكان لي معه في حلقات درسه
في كل يوم الجمعة بعد صلاة المغرب
في مسجد الجمعية
وكان يشرح فيها رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
وبعد الشرح يجيب عن أسئلة الحاضرين
وهذه الحلقة تعقد لعامة الناس وتلاميذ المعهد
ويجلس مديرنا على الأرض وكانت أرض المسجد مبلطة
كنت أجلس في الحلقة قريبا من الشيخ منذ الصف الأول إلى يوم انفصالي
ويوما كنا في حلقة المدير
فلما جاء وقت الأسئلة
أعطاني ذاك الطالب الكبير الذي انتقد "كلمتي "في مجلس الطلبة
كتاب "التوحيد" وأشار إلى حديث "لعن رسول الله زائرات القبور"
وأمرني أن أسأل المدير عن شرحه لأن الشيخ أباح زيارة القبور للنساء
فقمت إليه وسألته فقال "اسألني في الفصل .بارك الله فيك" قاله لي وقد رفع صوته
فكانت هذه أول مواجهة لي من المدير فحزنت وقلت "ليتني لم أسأل"
وعرفت بعد ذلك أن الحديث بهذا اللفظ ضعيف
والصحيح ما كان بلفظ "زوارات "

ويوما سأل التلاميذ في أثناء الدرس عن معنى كلمة "معدن" باللغة التاملية
وقد عسر على الشيخ التلفظ بها
فقلت "كَنِيَمْ" فقال الشيخ "نعم "كَنِيَمْ بارك الله فيك"
كم تمنيت من فيه دعاء "بارك الله فيك"

ومما لا أزال أشم من روائح تلك العطور التي تطيبت بها ذكرياتي من تلك اللحظات
مسألة "أكل الضب" قال الشيخ في الفصل
"إن الضب حلال بدون كراهة" ثم أورد له بعض الأحاديث
فقلت للشيخ "قرأت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
علل لتركه بأن أمة من بني إسرائيل مسخت لا أدري لعله من القرون التي مسخت"
فقال "هل أنت متأكد؟" فقلت "نعم"
فسكت الشيخ ثم قال "بعد انتهاء الدرس تعال إلى المكتبة"
وبعد انتهاء الدرس أسرعت إلى المكتبة
فجاء المدير إلى المكتبة وقال "أين صحيح مسلم؟"
فأخذته فقلت "ها" فقال "اجلس على الكرسي"
فجلست وجلس على كرسي بجانبي
فعرج قلبي إلى السماء لجلوس المدير بجانبي
تقول نفسي "يا مجاهد تجلس مع من ؟ تجلس مع رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية
ومدير معهد دار التوحيد السلفية وتلميذ الإمام ابن باز وذاك شرف وأي شرف"
فقال "افتح الكتاب" ففتحته فأريته الحديث
فقال "هناك حديث "ما جعل الله لمسخ نسلا " ثم أراني الحديث
فقلت "كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا ؟"
فقال:"لعله قبل أن يوحى إليه به"(أظن أن جوابه كان هكذا)
فقلت"وقد مسخ الله أمما من بني إسرائيل قردة وخنازير وماذاك إلا لحقارتهما وكراهيتهما وتقذر الناس لهما فلو مسخت أمة من بني إسرائيل ضبا فلا شك أن السبب حقارة الضب وتقذره وكراهيته فلا تدل كراهية النبي صلى الله عليه وسلم على أنها كانت من وجود نسل من ذاك المسخ ولعل النبي صلى الله عليه وسلم كرهه لمجرد مسخه"
إما قلت هذا للشيخ فسكتَ أو فكرت في الجواب به وسكتُّ

ومما لا أزال أشم من روائح تلك العطور التي تطيبت بها ذكرياتي من تلك اللحظات
أنه زار معهدنا بعض الشيوخ من السعودية
وكان من بينهم أستاذ من الجامعة الإسلامية
وكنت أقرأ كتابا في المكتبة وكان الوقت وقت الدرس
ولم يكن في المكتبة إلا أنا وأمين المكتبة
فجاء المدير مع هؤلاء الأساتذة إلى المكتبة
فتجولوا فيها ولما رآني المدير دعاني وعرفهم بي
فقال"هذا مجاهد طالب نشيط يكون في المكتبة دائما وقد تأثر(ولو قال تعلم لكان أحسن) بكتب الشيخ الألباني رحمه الله
وإذا احتجنا إلى بحث مسألة نأمره فيبحث لنا"
فقال أستاذ منهم (أظنه هو الأستاذ بالجامعة الإسلامية):
"ماشاء الله ..بارك الله فيك" ثم دعا لي بدعاء حفظت كلماته
ولكني لا أريد كتابته وتسطيره لأسباب يعلمها الله
وكان في المكتبة الأستاذ خليل الرحمن أيضا
وأسأل الله أن يقبل الله دعوته في وأن يحفظني إلى آخر أنفاسي
وأن يجزي ذلك الأستاذ خير ما يجزي به الصالحين
وقد زاد دعاء ذاك الأستاذ العربي الذي هم هم الإسلام من هممي

كان المدير يأمرني بالبحث في مسائل فقهية
أمرني يوما بالبحث في حديث "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"
وأمرني يوما بالبحث في صيغ تكبيرات العيد
وأمرني يوما بالبحث في قنوت النوازل يوم دخل أمريكا العراق ظلما

والله إنها كانت من أحاسن أيام معهدي وأيامنها
وقد أحببته في الله كثيرا ولكن الله لم يقدر لي أكثر من هذا في تلك الأيام

وفي تلك السنة وصلني خبر انتقال أهلي من خص البوذي إلى دار أخرى مستأجرة
نعم قد كتبت رسالة إلى المكتب أشكو فيها معاناة أهلي
وإنا لفي حاجة إلى استئجار دار أخرى أوسع من هذه
فأعطونا عشرة آلاف جزاهم الله خيرا
ولكن الكلفة كانت أكبر من هذه و بمشيئة الله ثم بجهد أبي
وقعت في أيدينا تلك الدار التي استأجرناها و قضينا فيها من حياتنا خمس سنوات
وأرانا الله فيها من نعمه ما أرانا والحمد لله
ثم انتقلنا من تلك الدار إلى دار بـ"كَلَمْبُوْ" لأخينا في الدعوة
وهو الأخ رياض الذي حدثتكم عنه بعض الخبر
وذاك الانتقال الذي شق قلبنا حزنا من فراقنا لقريتنا التي هي مهدنا
وقضينا في تلك الدار سنة كاملة وعدنا إلى قريتنا
بعد أن تحملنا وذقنا نتائج الفراق لقريتنا
فاستأجرنا بيتا لثلاث سنوات وذاك البيت هو البيت الذي نقضي لحظاتنا وحياتنا اليوم
ولكن بأحسن حال من حالنا من عيشنا في الخص وتلك البيوت
والحمد لله

كنت في السنة السادسة يوم انتقال أهلي من الخص إلى ذاك الدار
وبدأت تبدو في حياتي في المعهد أمارات للدمار
وتجمعت مزن في سماء أفراحي للانهمار
وبدا دروس الوشي في ثياب معهدي من شد الغيار
وجمعت مناديل لمسح تذارف أعيني حين الاحمرار

وكنت أخشى عزلي عن معهدي الحبيب ولكن
قد كان ما خشيت أن يكونا وإنا إلى ربنا لراجعونا

وتلك العاصفة
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:25
وتلك العاصفة
أن الشيخ زين العابدين عالم جنوب الهند
قد أصدر ترجمته للقرآن باللغة التاملية
وقد اشتهرت ترجمته بشهرة المترجم وعلمه وسهولة ترجمته
وتفسيراته الملحقات بها
اشتهارا لا مثيل له للتراجم الأخرى للقرآن باللغة التاملية
ولكن وقعت فيها بعض الأخطاء
مثل تأويل آيات المكر والاستهزاء بالعذاب
وبعض الأخطاء الترجمية لبعض الآيات
وإنكار حقيقة السحر وإنكار حديث سحر اليهودي للنبي صلى الله عليه وسلم
ورد الأحاديث الصحيحة لمخالفتها للقرآن بزعمه
فمع شهرة تلك الترجمة قد انتقدها كثير من العلماء
ولكن أكثرهم ما نقموا على الشيخ زين العابدين
هذه الأخطاء التي وقعت في ترجمته إلا لأمور خارجية
ولا أدل على ذلك من بعض تقاريظ العلماء لترجمته لسنن الترمذي
مع علمهم بإنكاره لنزول الله تعالى للسماء الدنيا
ومع علمهم بقوله بجواز تقصير اللحية وبقوله بجواز إسبال الإزار
بل الأمر شأن الأقران
ولقد بلغ الشيخ زين في الشهرة مبلغه
والشيخ زين العابدين من العلماء المشهورين بالدعوة إلى التوحيد كتابة وكلاما
حتى جاوزت مؤلفاته المائة وأقراصه في المحاضرات أكثر من ألف
وقد أخرج من سريلنكا برجل مبتدع وسياسي تصنعا منه إلى الحكومة
بدعوى أنه يدعو البوذيين إلى الإسلام
وقد أذيع في بي بي سي هذا الخبر وقال المذيع "أخرج زين العابدين من سريلنكا لأنه من الوهابيين الذي يدعون إلى الكتاب والسنة وهدم القبور"
وقد فهم بي بي سيون ماذا يقول الشيخ في دعوته
ولكن أهل البدع لم يفهموها .
وأخرج من ماليزيا بنفس الغرض وبنفس الدعوى
وأخرج من دبي بدعوى أنه يؤول الصفات
والله ما كان الشيخ يؤول الصفات
وقد فسر آية "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود..."
بحديث الساق الذي في الصحيحين ولم يتعقبه بحرف
وقد فسر آية "ورفعنا فوقكم الطور.."
بأن الله قادر على كل شيء ولا نحتاج إلى تأويلات ونؤمن بأنه رفع الطور
لقد رد في ترجمته على الخوارج والمعتزلة والأشعرية والشيعة والقاديانية والصوفية
والشيخ ضرب وسجن مرات وأوذي في سبيل الله
وقد ناظر من أنكر حجية السنة فأقنع وتاب أكثرهم في سريلنكا والهند
وناظر القادانيين ثلاثة أيام فأبهتهم وكتموا دعوتهم
و ناظر النصرانيين فكان سببا لإسلام بعض من حضر المناظرة
و ناظر أتباع رشاد خليفة الذي ادعى النبوة
و ناظر جماعة التكفير بسريلنكا –وزبن العابدين من الهند-فجاء إلى سريلنكا وناظر
و ناظر الطرقيين بوما كاملا في قاعة bmich بسريلنكا
وكلها مسجلة في الأقراص
والشيخ كان له الفضل الأول في دعوة الناس إلى التثبت في قبول الحديث النبوي
فكان ينص بدرجة الحديث الذي يذكره في كل مايكتبه
ويصدر شهريا مجلة التوحيد ومن شرطه في الدعوة
أن لا يأخذ أي شيئ من المؤسسات الإسلامية في داخل البلد وخارجه
وله أسباب فكان هذا السبب الرئيسي لنقده وهجره
ولكن أبى الله الكمال إلا لنفسه فجاء منه أخطاء تحزن لها قلوب الذين أحبوه في سبيل الله
ومن عظامها إنكاره للأحاديث الصحيحة لمخالفتها للقرآن بزعمه
حتى أنكر حديث توبة قاتل المائة وأحاديث أخرى
ولكني أقول نبني ما هدمه ولا نهدم ما بناه
أسأل الله أن يغفر لنا وله

فكنت أقرأ ترجمته
و أنكر على من يمنع قراءته مطلقا وأدافع عنها
وتكون مناقشات في الفصل بين الأساتذة والطلاب حولها
ويوما سمعنا أن الأخ يحي أصدر شريطا صوتيا يرد فيه على ترجمة الشيخ زين
ويصفه معتزليا وأشعريا
ولما كنا في الفصل جاء أستاذ مادة التاريخ
فأخبرته عن رد يحيى وكان الأستاذ غير معجب بترجمة الشيخ زين
ومع ذلك قال "إن يحى مثل الأم التي ولدت ابنا وصارت تنصح السروء في مخاضها"
ثم بدأ يناقش الأخطاء الواقعة في ترجمة الشيخ زين
وبدأت أجيب عليه
فاشتد الحوار حتى غضب علي غضبا شديدا فسكت
واشتهر موقفي من ترجمته بين الأساتذة
حتى توجهت نحوي بعض الرماح ولقد أخبرني بعض أصدقائي
أن المدير قال في فصلهم عن الشيخ زين "بأنه معتزلي" ولكنه كذب وافتراء
وسألت خليل الرحمن عن رأي مديرنا في هذه الترجمة قال "لا أدري وسننظر"
وذهبت يوما إلى دار الكتب لأتكلم مع صاحبها وكان مقلدا للشيخ زين
وحينها أخذني الشيطان وتكلمت تلك الكلمة الخاطئة التي بنيت عليها تلك المفتريات
وزيدت فيها مالم أقلها وختمت بها حياتي في المعهد
وكنت أتكلم معه ما جرى بيني وبين أستاذ مادة التاريخ
والله لا أدري ما حدث لي ولعل الأهوال التي كانت حولي تلك الأيام هي التي تسببت
فقلت وأنا أحاوره
"إن الأستاذ قد أخرجني من الفصل لما غضب علي"
كذب صريح واضح على أستاذ
فحين خرجت من عنده اسودت نفسي وأخذتني قشعريرة
فحزنت على هذا الكذب بل الافتراء
فكتبت رسالة إلى ذلك الأستاذ أطلب فيها العفو عني
لكل ما بدر مني من أخطاء تجاهه ولكن ما أفصحت الأمر
ولكني طلبت العفو منه واستغفرت ربي
ولكن...
يوما دعاني الأستاذ خليل الرحمن حفظه الله إلى مكتب الأساتذة
فسألني "هل قلت لصاحب دار الكتب أن أستاذ.....أخرجك من الفصل"
اسود النهار حولي وكدت أن أسقط من الهول من ذلك السؤال
وجاءني الشيطان فأمرني بالكذب مرة أخرى فقلت "لا"
فكرر السؤال مع الإنذار فكررت "لا"
ليتني قلت "نعم" ليتني لم أقل "لا"
فأنساني الشيطان قول الله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"
ثم سألني "هل قلت إن المدير رمى الشيخ زينا بالاعتزال"
فعجبت من هذا السؤال والاستفسار
لأن القائل غيري وأنا كنت من السامعين فشعرت بنسج مكيدة
فقلت "لا"
فسلم علي وخرجت من عنده
ولم أكن أتفكر أن الأمور تبلغ هذا المبلغ
وفي اليوم التالي دعيت إلى مكتب المدير الذي في الطابق الرابع
رقيت إليه وأنا أسمع نبضات قلبي
سلمت على المدير فإذا صاحب دار الكتب جالس على كرسي
والأستاذ خليل الرحمن على كرسي وأستاذ مادة التاريخ على كرسي
والمدير على كرسيه
و بدأ المدير بنصيحة وإخلاص ولكن انتهت بها قصتي بمكيدة وخلاص
فقال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"
وقال " النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"
وحين قال تلك الكلمات طردت شيطاني وعزمت على الصدق
حتى لا أكتب عند الله كذابا
فسألني "هل قلت لصاحب دار الكتب أن أستاذ...أخرجك من الفصل؟"
فقلت "نعم" فقال "هل أخرجك حقا؟"
فقلت "لا كذبت عليه"
قال "خلاص انتهى الأمر"
فبدأ ذاك الأستاذ يبكي أمام المدير وبدأ يمسح هموعه بالمنديل
فحينها علمت بالمكيدة والله لو كنت في مكانه وكان في مكاني
لقلت له "يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
ونصحت له وعانقته وعلمته ما يجهل حتى لا يضيع مستقبله
ولا تفقد الأمة طالب علم يرشدها ويعلمها
ثم سألني المدير "هل قلت أني انتقدت الشيخ زينا بالاعتزال؟"
فقلت "لا" فقال"كيف أصدقك وقد كذبت من قبل" فسكت
فقال للأستاذ خليل الرحمن "مر زملاءه فليأتوا"
فعجبت كيف يدعوهم المدير ولا علاقة لهم بمشكلتنا
فجاءوا كلهم إلى المكتب وسلموا عليهم
فسألهم المدير "هل قال مجاهد أني انتقدت زين العابدين بالاعتزال"
فقالوا "نعم" وقال أحدهم الذي كنت أعده صديقا وافيا لي "نعم والله وبالله وتالله"
فشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كاذبين
فقال المدير وهو غاضب "اخرجوا من عندي"
فخرجنا ونزلت ودخلت مسجد ربي وخررت إلى السجود
فجعلت أناجي ربي الذي سمع تحاورنا وأشتكي إليه
وكان باب المسجد مغلقا
فسمعت صوت صديقي الحالف
وهو يتكلم مع ذلك الأستاذ الذي انتقد علماء السعودية
فسمعته يقول "شهدت عند المدير عليه وانتهى أمره"
فأجاب بقول أحزنني فانفجرت دموعي
فلما حان وقت الظهر ذهبت إلى مسجد المعهد
ولم أذهب إلى فصلي حياء وحزنا
فأذن لصلاة الظهر فصليت أربع ركعات أطلت فيها سجودي وركوعي
فأقيمت الصلاة فصليت وأنا مبتل بالدموع
نعم إنها آخر صلاة صليتها في معهدي الحبيب
إنه آخر سجود سجدت في معهدي الحبيب
قضيت الصلاة واستغفرت وهللت وسبحت وحمدلت وكبرت
فقمت وصليت ركعتين طويلتين حتى يخرج كل طالب من المسجد
ولكن كنت أسمع صوت المراقب من ورائي وهو يتكلم مع أحد
ولعله كان من أفرح الناس لعزلي
كنت لا أدري لماذا يجلس في المسجد ولم يخرج فأطلت الصلاة
ولكنه لم يخرج فسلمت من الصلاة وقمت
وحينها رأيت من خلال نافذة المسجد أستاذ مادة التاريخ
وذاك الأستاذ المنتقد يمشيان سويا إلى المكتب وهما يتبسمان
ولعله نسي حديث "أحسن إلى من أساءك"
وتذكر حديث "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة"
فمشيت نحو الباب فقام المراقب وقال
"إن المدير قد أمرني أن آمرك بكتابة رسالة تقول فيها أنك كذبت على الأستاذ
وأمرني أن أخرجك من المعهد خلال ساعتين"
ولا حظت في وجهه سرورا حين قاله
بكيت في قلبي وتذكرت أهلي فصرت ميتا وفيَّ روحي
فسرت معه إلى سكني وفتحت دولابي ورأيت كتبي
وأخذت قلمي وكتبت رسالة كتبت فيها كما أمرني
وسطرت فيها "أسأل الله أن يغفرلي خطيئتئ يوم الدين" بلغتي
وتسلمها مني ز قلت له أحمل ثيابي ولحافي وبعض كتبي ولكني
لا أستطيع حمل كل كتبي التي في دولابي
فأهديت له كتاب "الاقتصادية الإلكترونية" مع ما أنا فيه من الحزن
وأعطيته مفتاح دولابي وقلت سأرجع مع أبي لآخذ كتبي
فحزمت حقيبتي ورقيت إلى الطابق الرابع
فرأيت فيه مديري وخليل الرحمن أستاذي
فمددت يدي اليمنى إلى المدير فقلت "السلام عليكم "
ومددت يدي إلى الأستاذ خليل الرحمن فقلت "السلام عليكم"
فردا علي السلام فلم يزيدا على الرد
وترقرقت عيناي بل بكيت وأنا أنزل من ذاك الرابع
سقطت بعض القطرات على درجات الطوابق
فخرجت من المعهد وذهبت إلى موقف الحافلات وركبتها
نظرت إلى معهدي من الحافلة وهي تمر
كيف أخير هذا لأهلي وماذا يظنون بي
وكيف أطلب العلم وأنا لا أدري عن أي مدرسة تقبلني
وليس لي مال أنفقه في سبيل طلبه
وكيف أكون داعيا مبصرا من دون أي علاقة لي بالعلماء
سؤال بعد سؤال وجدت الجواب عنها في الأيام التالية
وضعت خدي على حقيبتي أغمضت عيني بغير نوم
والدموع تسيل على حقيبتي ولعلي نمت
وصلت إلى بيتي
دخلت بيتي وقد أعجبهم مجيئي دون إخبار
فقلت فورا "عزلت عن المعهد"
فشرحت الأمر كما شرحته في هذه الكتابة
فقال أبي "قدر الله وما شاء فعل لعل الله أراد بك خيرا
عسى أن تكرهوا شيئا فهو خير لكم"
انتهى الأمر بكل سهل ولم أتوقع منهم هذه السهولة
والله إن أبي كان صابرا محتسبا في كل أموره
ولولا مشيئة الله ثم أبي وعزمي على طلب العلم واستعدادي للقاء أي بلاء في سبيله
لصرت طباخا في فندق أو خادما فيه
ولكن قدر الله وما شاء فعل
نعم أخطأت ولكن كيف يهملون طالب علم
وهم يعرفون نشاطه وجده وحرصه في العلم
ويعرفون أن أباه ذو عيال وما له صامت ولا ناطق
والله لقد صرت كالرجل الذي شدت عينه بخرقة
وترك في في داجية لا يعرف شرقه من غربه ولا أمامه من خلفه
كم عثرات دفعتني إلى الخلف
وكم كبوات جرحت وجهي في هذه الطريق
وكأني كبلبل سجن في قفص فاستمات لكسر الأسلاك ليخرج طليقا
ويسمع تغريده وترنمه للعالم
حتى هداني الله إلى نور أراه من بعيد لا أزال أقترب منه ويقترب مني
ولكن لا أزال أدافع عن رماح ترمى إلي من شواجن لقطع سيري
والحمد لله الذي علمني ما جهلت وهداني بعد ما ضللت
وهدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله


انتهى الجزء الأول من قصتي (ابتسامة)


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:26
هذا الجزء الأول من قصتي الحقيقية في ملف word رفعته لكم رجاء الدعاء منكم لكاتبه الأعجمي
الذي يحبو فيكبو من وراءكم ليكون في صفكم ورجاء لنشر الخير والنفع
الملفات المرفقة : دمعة في بحر سرنديب.doc‏ (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70312&d=1251404664)
: 826.5 كيلوبايت
: doc http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/doc.gif
: 465
: اضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/report.php?p=1107950)

__________________

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:27
كيف أطلب العلم ؟
السؤال الوحيد الذي كان يدور في خلدي
اجتهدت على حصول طريق رسمي له
فشحذت مدير مدرسة الغفورية- وكان بيننا قرابة صهرية -
أن يلحقني بمدرستهم
فأجابني بـ"أقبل طلبك ولكن بشرط أن تبدأ من الصف الأول"
حرت من فطنتها لإبعادي
ويوما دعانا ذاك الشيخ إلى بيته وسررنا بهذه الدعوة
فذهبنا إلى داره أنا وأبي
فكانت الدار قريبة منا
فتكلم معنا في أمور ثم أفصح عن مقصوده
فقال "اكتب كل ما تقع من مخالفة شرعية في معهدك
واكتب عن مديرك ثم أعطنيها سأرسلها إلى بيت الزكاة
فسيكون هذا عقابا لهم على ما فعلوا بك "
فلما تكلم بهذا الأسلوب علمت ما يكن الرجل
من إحن في خاطره وحقد على مديري
وأحب المعهد ومديره إلى يومي هذا
فأنقذني الله بحبي له من صنارته التي رمت إلي للحصول على عوافه
ولكني سكت عنده وقلت "سأنظر في الأمر" وسلمت عليه
وأخبرت أبي بعد خروجي من عنده بعدم إرادتي لما طلب مني بل بكراهيتي له
وطلبت من مدير مدرسة ابن مسعود أن يلحقني بمدرستهم فسكت إخبارا بالإباء
فقعدت بضعة أيام في بيتي وأنا لا أدري ماذا أفعل
وقد كرهت أن يذوق أهلي مرارتي
وكنت أقرأ الكتب التي في بيتي
وأبكي من دون أن أشعر به أهلي ومن حولي
وأدعو في في سجودي والدموع في خدودي
فقررت يوما على الذهاب إلى قرية معهدي
لأن هناك بيوتا تعرفني وتحبني فأخبرتهم بالهاتف فرحبوا بي
فجمعت ما عندي من الكتب ووضعتها في حقيبة كبيرة
وسافرت من بيتي إلى قرية معهدي
فلما رأوني فرحوا بي وأشاروا لي إلى غرفة في بيتهم
فكنت أنام فيها وأقرأ فيها وأطعم فيها وأبكي فيها
ولكن واجهتني مشكلة
حين تذكرت قول المراقب لي بأنه لا يسمح لي الدخول إلى المعهد
"أين أصلي؟" لأن البيت قريب من مسجد الجمعية
فلم أذهب إلى المسجد وكنت أصلي في غرفتي
ولكن انتشر خبر مجيئي وسكني في المعهد
فلما كان يوم الجمعة ذهبت إلى مسجد الجمعية
فلما انتهت صلاة الجمعة وخرجت من المسجد
رأيت المراقب وأستاذا يمنعون التلاميذ ويحذرونهم من الكلام معي
فوصلت إلى البيت وأنا حزين من تلك المعاملات السيئة
وكان صديقي مسعود صاحب "الاحتضار" (ابتسامة)وهو صهري اليوم
كان يخرج من المعهد ليلا بدون علمهم مع بعض أصدقائه ويلتقون بي ويكلمونني
ويخبرونني بما يجري في المعهد من كلام عني
وأخبروني أن الأستاذ خليل الرحمن وأستاذ مادة التاريخ
قد شرح أسباب فصلي عن المعهد في مجلس الطلبة
وحذروا الطلبة من الاتصال بي
فقلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل
وقد احتفظ قلبي كثيرا من لحظات الأفراح التي صاحبتني في تلك البلدة
ولكن هي ذكريات ولحظات مع مخلوقات ماعُلِّمت منطقها
وهي ذكريات لم تكدر صفوها كلام رجال ولا دلام قلوب
مضت بعض الأيام هكذا
ويوما دعي صاحب بيتي الذي أنا فيه إلى مكتب الجمعية
ولا أدري ما جرى بينهما
ولكنهم قد تغيروا بعد هذا اليوم
وصارت الابتسامات أحمالا تولد في وجوههم
وصارت تلك الابتسامات مبشرات بالإناث
فكنت أرى مخاضها في وجوههم
وخرجت من أفواههم نصائح مست بعزتي وجرحتها
ولعل مشرفو المعهد صبغوني في أعينهم
ولكني لما لم أر فجا للسلوك فيه لطلب العلم
جمدت بينهم بعد أن أضلعت
ولكن حين رأيتهم لا يذوقون الطعام ولا الشراب لوجودي

قررت الذهاب إلى بيت صديق في مدينة "كِنِّيا"
اسمه فيصل وقد تعلم في المعهد أربع سنوات ثم خرج منه
وهو الآن طالب في جامعة بعاصمة سريلنكا
ومدينة "كِنِّيا" بعيدة عنا وهي في الشمال الشرقي
والوضع والجو مختلف فيها تماما
كل أهل المدينة مسلمون وهم مائة ألف أو يزيدون
وتتجاورها قرى مثل "آلَنْكانِيْ" وأهلها كفار مؤيدون لحركة نمور التامل المعتدية
وقد كنت ذهبت إلى "كِنِّيا" وأنا في المعهد
ومكثت فيها وحاضرت في مسجد في حي "إدِمَنْ"
وهو قريب من قرية "آلَنْكانِيْ"
وهو الحي الذي قضيت فيه أكثر من ثلاثة أشهر من حياتي

فأخذت كل كتبي ووضعتها في حقيبتي
وسلمت على أهل ذلك البيت وشكرت لهم
وسافرت إلى قريتي فأخبرت أهلي بالخبر فحزنوا على حالي
فكيف لا يحزنون
وهم يرون ابنه يحمل كتبا يسعى إلى قرية يرجو ودهم
وبعد أيام يرونه يرجع إليهم وقد تكسرت أمانيه
و يتكلف التبسم حين الكلام معهم
ولكنهم لا يستطيعون نصري ولا أنفسهم ينصرون
إلا بدعائهم وتحريضهم
وقلت لأبي" قبل ذهابي إلى "كِنِّيا" علينا أن نأخذ الكتب التي في المعهد"
فتكلم أبي مع الأستاذ خليل الرحمن بالهاتف
وأخبرني أبي" أنه كان في كلام الأستاذ بعض الرقة واللطف
كأنه يريد إرجاعك إلى المعهد ولكني تكلمت معه بشيء من الشدة
فوعد لي يوما لاسرداد كتبك"
فقلت "خيرا فعلت"
لأني كنت واثقا بنصر الله
ولم أطمع يوما ما في الرجوع إلى المعهد
فإن العلم نور من الله يعطيه من يشاء
ولا تحصره مقررات ولا سور معاهد ومؤهلات جامعات
حتى ابن الجوزي لم يستطع أن يروي ابنه من مياه العلم بلفتة كبده
وحتى ابن حجر لم ينجح أن يسير ابنه لبلوغ مرامه
أقول كل يوم رب زدني علما رب زدني علما
فإن الأيام تتغير والوسائل تتبدل ونصر الله يأتي من حيث لا يدرى ولا يحتسب
فها أنا أمام ملتقى لأهل الحديث أكتب فيه
ولم يخطر هذا في بالي ولا في بالهم يوم انفصالي عن المعهد
وقد استجديت من الكثير ورقات تزكية وكانت هي الحاكمة
ولكن هنا العلم هو الحاكم ولم أحتج إلى أي وسيط ولا أي تزكية
فالحمد لله الذي هداني لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله

فجاء اليوم الذي أمرنا الأستاذ خليل الرحمن بالمجيء إلى المعهد


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:28
فجاء اليوم الذي أمرنا الأستاذ خليل الرحمن بالمجيء إلى المعهد
فذهبت أنا وأبي إلى قرية معهدي
ونزل أبي عند مسجد المعهد ونزلت عند البيت الذي مكثت فيه ولم أذهب إلى المعهد
فذهب أبي إلى مكتب خليل الرحمن وسلم عليه
أخبرني أبي أن الأستاذ خليل الرحمن فرح حين رآه
واستفسر عن حاله ولكن أبي تكلم معه بشيء من الشدة
"كيف الأمور؟" سأله الأ ستاذ خليل
فقال أبي "جئت لآخذ كتب ابني مجاهد"
فقال الأستاذ"كيف أحوالكم؟"
فأجابه أبي "أرجو أن تردني بكتب ابني على أسرع وقت ممكن هذا ما أريد"
فقام الأستاذ خليل من كرسيه وذهب إلى مكتب المدير ثم خرج من عنده
فأمر موظفا بحمل الكتب من المعهد إلى أبي
ولعل الأستاذ تعجب من صنيع أبي
لأن من عادة آباء الطلبة الذين عزلوا عن المعهد الاستجداء ليقبلوا أبناءهم
ثم خرج أبي من عندهم وجاء إلى البيت الذي أنا فيه
وأكلنا أكلة الظهيرة في ذاك البيت وشبعنا منها ثم شكرنا لهم وخرجنا من عندهم

بعد أن وصلنا إلى قريتنا
جعلت أستعد للسفر إلى "كِنِّيا" فودعت أهلي وفارقتهم وركبت الحافلة
وكان السفر يستغرق سبع ساعات
ونزلت عند "المعلم الرابع" لأن الحافلة التي سافرت فيها حافلة "تِرُهُوْنَمَلَيْ"
وحافلة "تِرُهُوْنَمَلَيْ" لا تمر بـ"كِنِّيا"
ولما كانت "كِنِّيا" جُزيرة فلا بد لدخولها من جسر أو من مركب
فمشيت من "المعلم الرابع" إلى "وَلَّيْ مَنَلْ"
لأعبر مياه البحر الذي يمد عنقه في أرض "كِنِّيا" ولنا أن نسميه خليجا
وركبت المركب الخشبي غير المسقف مع الناس
فحملنا المركب إلى شاطئ "كِنِّيا"
وسار المركب على تلك المياه كأنها تنملص انملاص الأسماك من الأيدي
وكانت المياه ساكنة والأمواج خائفة
ونزلت في شاطئ "كِنِّيا" الصغيرة التي تسمى بـ"تُرَيْ أَدِيْ" أي ضفة المرسى
وكان أهل "كِنِّيا" يقسمون المدينة إلى"كِنِّيا"الصغيرة و"كِنِّيا" الكبيرة
وفي "كِنِّيا" الكبيرة كان بيت صديقي "فيصل"
وقد زار الشيخ صلاح البدير إمام المسجد النبوي هذه المدينة
ووعد ببناء جسر على تلك المياه وقد سمعت أنه قد تم وعده وفتح ذاك الجسر
وجزاه الله خيرا في الدارين وتقبل الله فيه دعاء أهل "كِنِّيا"
وصلت إلى "كنيا" بعد أن قطعت تلك المسافة الطويلة
وكان صديقي واقفا بدراجته في ذاك الشاطئ
فلما رآني سلم علي ورحب بي فركبت دراجته
ودخلت تلك المدينة التي خرجت منها بعد ثلاثة أشهر
ولقد كانت لي في مدينة "كِنِّيا" أحداث
بعضها مثيرة وبعضها مريحة وبعضها مريرة



__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:28
دخلت بيت صديقي
وكانت بيته وسط سور تحيطه
وكان الفناء الخلفي مفتوحا وفي رجاه حقل أوحل أهمله أصحابه
وكان فيه بئر وهذا البئر كان مصدرهم الوحيد لميائهم
وكان البئر محاطا بالخوص
وأما داره فلا يختارها إلا من يعلم أن متاع الدنيا قليل وللدار الآخرة لهي الحيوان
وكان الدار بغرفتين ومنظرة ومطبخ
وكان بابا الغرفتين شارعين في المنظرة
وكنت أنام وأدرس وأمكث وأبكي في غرفة صديقي
وكانت هي أولى الغرفتين في البيت
دخلت غرفتي مع صديقي وكان في الغرفة راديو
وسرير كان ينام صديقي فيه ثم صار ذاك السرير لي حتى آخر أيامي في تلك المدينة
ومروحة طاولية وبعض الكتب الثمينة
وقد جذبني عنوان كتاب فاقتربت منه
فإذا هو كتاب "الاعتصام" للإمام الشاطبي
قرأت في تلك الأيام أكثر أبوابه
ومن أحسن ما سطر مروري بهذا الكتاب في خاطري سطور من مقدمة الشاطبي وهي:

"... فتارة نسبت إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه
كما يعزى إلى بعض الناس
بسبب أني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حالة الإمامة ....
وتارة نسبت إلى الرفض وبغض الصحابة رضي الله عنهم
بسبب اني لم ألتزم ذكر الخلفاء الراشدين منهم في الخطبة على الخصوص إذ لم يكن ذلك شأن من السلف في خطبهم ولا ذكره أحد من العلماء المعتبرين في أجزاء الخطب.....
وتارة أضيف إلى القول بجواز القيام على الأئمة
وما أضافوه إلا من عدم ذكرى لهم في الخطبة وذكرهم فيها محدث لم يكن عليه من تقدم
وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين.......
وتارة نسبت إلى معاداة أولياء الله
وسبب ذلك أني عاديت بعض الفقراء المبتدعين المخالفين للسنة المنتصبين بزعمهم .....
وتارة نسبت إلى مخالفة السنة والجماعة
بناء منهم على أن الجماعة التي أمر باتباعها وهي الناجية ما عليه العموم ولم يعلموا أن الجماعة ما كان عليه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه والتابعون لهم بإحسان.....
وكذبوا على في جميع ذلك أو وهموا والحمد لله على كل حال
فكنت على حالة تشبه حالة الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ مع أهل زمانه إذ حكى عن نفسه فقال..... عجبت من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين والعارفين والمنكرين
فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها موافقا أو مخالفا دعاني إلى متابعته على ما يقوله وتصديق قوله والشهادة له
فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك كما يفعله أهل هذا الزمان سماني موافقا
وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله سماني مخالفا
وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك وارد سماني خارجيا
وإن قرأت عليه حديثا في التوحيد سماني مشبها
وإن كان في الرؤية سماني سالميا
وإن كان في الإيمان سماني مرجئيا
وإن كان في الأعمال سماني قدريا
وإن كان في المعرفة سماني كراميا
وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر سماني ناصبيا
وإن كان في فضائل أهل البيت سماني رافضيا
وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فم أجب فيهما إلا بهما سماني ظاهريا
وإن أجبت بغيرهما سماني باطنيا
وإن أجبت بتأويل سماني أشعريا
وإن حجدتهما سماني معتزليا
وإن كان في السنن مثل القراءة سماني شفعويا
وإن كان في القنوت سماني حنفيا
وإن كان في القرآن سماني حنبليا ........"
وهذا يذكرني ما كتب الإمام صديق حسن خان في كتابه
"روضة الندية شرح الدرر البهية" حين يبحث عن العدد التي تنعقد بها الجمعة فقال:
" ....فقائل يقول : الخطبة كركعتين وأن من فاتته لم تصح جمعته ....
وقائل يقول : لا تنعقد الجمعة إلا بثلاثة مع الإمام .
وقائل يقول : بأربعة . قائل يقول : بسبعة . وقائل يقول : بتسعة .
وقائل يقول : باثنى عشر . وقائل يقول بعشرين .
وقائل يقول بثلاثين . وقائل يقول : لا تنعقد إلا بأربعين .
وقائل يقول : بخمسين . وقائل يقول : لا تنعقد إلا بسبعين .
وقائل يقول : فيما بين ذلك . وقائل يقول : بجمع كثير من غير تقييد .
وقائل يقول : إن الجمعة لا تصح إلا في مصر جامع وحده بعضهم
بأن يكون الساكنون فيه كذا وكذا من آلاف .
وآخر قال : أن يكون فيه جامع وحمام .
وآخر قال : أن يكون فيه كذا وكذا .
وآخر قال: إنها لا تجب إلا مع الإمام الأعظم
فإن لم يوجد أو كان مختل العدالة بوجه من الوجده لم تجب الجمعة ولم تشرع ،
ونحو هذه الأقوال التي ليس عليها أثارة من علم ،
ولا يوجد في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسول الله صلى الله وسلم
عليه حرف واحد يدل على ما ادعوه
من كون هذه الأمور المذكورة شروطاً لصحة الجمعة ،
أو فرضاً من فرائضها ، أو ركناً من أركانها
فيالله العجب ما يفعل الرأي بأهله ،
ومن يخرج من رؤوسهم من الخزعبلات الشبيهة بما يتحدث الناس به في مجامعهم
وما يخبرونه في اسمارهم من القصص والأحاديث الملفقة
وهي عن الشريعة المطهرة بمعزل يعرف هذا كل عارف بالكتاب والسنة،
وكل متصف بصفة الإنصاف وكل من ثبت قدمه ولم يتزلزل عن طريق الحق بالقيل والقال ، ومن جاء بالغلط فغلطه رد عليه مضروب به في وجهه ، .......
ولم يجعل الله تعالى لأحد من العباد وإن بلغ في العلم أعلى مبلغ
وجمع منه ما لا يجمع غيره ،
أن يقول في هذه الشريعة بشئ لا دليل عليه من كتاب ولا سنة ،
والمجتهد وإن جاءت الرخصة له بالعمل برأيه عند عدم الدليل ،
فلا رخصة لغيره أن يأخذ بذلك الرأي كائناً من كان ،
وإني كما علم الله ، لا أزال أكثر التعجب من وقوع مثل هذا للمصنفين ...."
وقد ذكرت ما ذكرت لأنه قد وقر في قلبي تصريحهم
للانتقادات التي وجهت إليهم و الانتقادات التي وجهوها
و مثل هذه التصريحات نادرة في الكتب

أعود إلى حديثي
كانت أم فيصل أرملة وكان لفيصل أخت قتل زوجها بحركة النمور التاملية المتعدية
وكان يعمل زوجها شرطيا أو عسكريا
وكان لها ابن وبنت وكانا صغيرين
وكان في البيت عجوزة قد قضت تسعين سنة من حياتها
وهي جدة فيصل فكانوا يدعونه "نَيْ نَيْ"
كلمة كانوا يدعون بها جداتهم فكنت أدعوها هكذا
ولكن الكلمة كانت غريبة لي
لأني كنت أدعو جدتي بـ "أُمَّمَّا" كما يدعو بها أهل قريتي الجدات
وكان معنى "نَيْ نَيْ" في لغة البوذيين السنهالية "لا لا"
فكان أكثر شرق سريلنكا لا يعرفون اللغة السنهالية
فكنت أقول لها مازحا "لماذا سميت نفسك بـ "لا لا"
وإذا سميتها بـ "نعم نعم" لكن أحسن"

فلما أذن للصلاة ذهبت أنا وفيصل إلى المسجد
وكان المسجد قد بني بجمعية معهدي
ولكنهم أهملوه فلم يكن في المسجد إمام راتب ولا يحضر الصلاة إلا شرذمة
فصرت كالإمام فيه بل كالخطيب بل صرت محبوبا بأهل القرية كلهم
فكنت أعقد درسا في كل يوم الجمعة في هذا المسجد
أشرح للناس فيه كتاب "العقيدة الإسلامية" للشيخ محمد جميل زينو
وقد سجلت تلك الدروس في أشرطة صوتية
ولعلها محفوظة في بيت صديقي "فيصل"

بدأت درسي وقراءتي وأسجل الفوائد والمعلومات
و مضت بعض الأيام هكذا
ويوما تكلم صديقي فيصل عن مدرسة "السعدية"
التي كانت مشهورة في تلك المدينة
وكانت المدرسة في حي "بَرِياتُّ مُنَيْ"
فاشتقت إلى تلك المدرسة لأتم دراستي المدرسية التي نزعت مني


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-05, 12:30
=وقد اعتمرت في حياتي مرتين
عمرة قبل أربعة أشهر وذلك بتبرع أخ لي في الله جزاه الله خيرا
وكانت تلك العمرة قد سجلت في قلبي ذكريات طيبة وروائح عطرة
أما العمرة الثانية التي عدت منها إليكم فقد اجتمعت في تلك الرحلة من البداية إلى العودة
بعض الآلام والمصائب ألم المرض و ألم المكر و ألم الإخزاء وألم الفقر
ولكني اجتهدت للعبادة حسب طاقتي وأرجو الله أن يغفر لي تقصيري وإسرافي في أمري
وسأقص عليكم نبأها في موضعها إن شاء الله=

فذهبت أنا وصديقي فيصل إلى المدرسة لمقابلة مديرها الشيخ عباد الله حفظه الله
حملت معي بعض أبحاثي وركبت دراجة فيصل
فجاوزنا حي "كُتِّ كَراشِيْ" ثم مررنا بـ"بُخارِيْ أَدِ" ووصلنا إلى "بَرِياتُّ مُنَيْ"
وهو الحي الذي فيه المدرسة السعدية
فوقفنا بجانب بوابة المدرسة
وكانت منظر المدرسة غير مرغوبة فيها
وقد مضت على بنائها أكثر من مائة عام
وكان فناء المدرسة ضيقا جدا
وكان بجانب المدرسة مسجد "جاوا" وهو مسجد هذا الحي
وكان في "كِنِّيا" أكثر من خمسين مسجدا
مسجد "جاوا" تابع للطريقة البخارية القادرية

دخلنا مكتب المدرسة وكان المكتب متواضعا
فسلمنا على الأستاذ عباد الله فرد علينا ورحب بنا
فجلسنا أمامه فتكلمنا في أمور وكان متواضعا في كلامه معنا
فقصصت عليه قصصي وقدمت له أبحاثي
فقال كلمة أبردت كل مشاعري وأعطت لها قوى وولدت فيها أشعة النشاط والجد
قال "أنت مستحق للشهادة المولوية سنعدها لك فلا تحتاج إلى كتابة الامتحان
فعلم تلاميذ مدرستنا ما عندك من العلم"
ما كنت أتوقع منه هذا العطاء
فشكرت له ثم خرجنا من عنده مسرورين
فكنت مدرسا في تلك المدرسة ثلاثة أشهر بلا أجر
وذقت حلاوة الصبر على ما كشفه القدر وحلاوة الرجاء مما سيكشفه لي القدر
وكما قال الله تعالى " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت : 34 ، 35]
والله ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
أو أزكيها والله أعلم بمن اتقى
ولكني أكتب في قصتي أماكن أخطائي وإن كانت علي
فلا تظنوا بي سوءا حين أذكر مواضيع نجاحي ومفراحي
فكنت في تلك المدرسة كزميل يعلم زملاءه
وكنت فيمن يعد لهم الامتحان النهائي
والحمد لله
وفي تلك الأيام كانت بيني وبين عالم من جماعة التكفير مناقشة حارة
وتلك الجماعة مشهورة باسم "جماعة المسلمين" في سريلنكا
وقد ناقشت رئيس تلك الجماعة الأستاذ عمر علي هداه الله في بيته الذي في قريته "إيْتالَ"
من العشاء إلى الفجر وأنا في الصف الرابع في المعهد
وناقشت من قبله المولوي عبد الناصر حفظه الله
الذي كان داعيا إلى تلك الجماعة عشر سنوات
ثم تاب منها وأصلح وبين وهو صديق لي اليوم في ساحة الدعوة السلفية
وكانت تلك المناقشة ثالثها
وكانت من عقائد تلك الفرقة "التكفير"
يكفر من لم يبايع أميرهم على الإسلام ويكفرون الشيخ ابن باز والألباني علنا
وخليفتهم اشتياق أحمد في باكستان هداه الله
وهو جاهل باللغة العربية
وأميرهم في سريلنكا عمر علي هداه الله
وهذا الرجل كان أستاذا في معهدنا قبل التحاقنا به
وينكرون التاريخ الإسلامي بدعوى أنه يكدر صفو حياة الصحابة
مثل إنكارهم لوقعة جمل وصفين
وكانت كل مناقشاتي بحضور بعض أفراد هذه الفرقة
فأود أن أسجل بعض السطور من تلك المناقشات التي أرجو فيها أجر ربي



__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

بومرداية
2011-12-05, 12:32
ماأصعب أن تبكي بلا… دموع…..وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع

وماصعب أن تشعر بالضيق….وكأن المكان من حولك … يضــــــيق

مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت

ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت

مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم

فتــرى كل من حــــولك عــــــدم

ويسودك احســـــــاس النـــــــدم

على إثــم لا تعرفه …. وذنب لم تقترفه

ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق

وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق

تستـــكمل وحــدك الطــريــق

بلا هـــــدفٍ… بلا شــريكٍ… بلا رفيــقٍ

وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق

و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق

و يتحــول الأمــل البــاقى الى…. بريـق

مااصعب ان تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد

بلا صديــــقِ… بلا رفيـــــقِ… بلا حبيـــبِ

تشـــــعر ان الفــــرح بعـــــيد

تعانى من جــــرح…لا يطــيب

جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد

جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب

مااصعب ان تــرى النـــور ظـــلام

مااصعب ان تـــرى السعادة اوهـام

وانت وحيــد حـــيران

من …. لاحب يستمر …. ولا آهات تدوم

ومهما يطول الزمن …. لاحب يستمر …. ولا آهات تدوم

اتمنى ان تعجبكم

ام اسحاق السلفية
2011-12-07, 17:58
من تلك المناقشات التي أرجو فيها أجر ربي
ما كان في بيت الأستاذ عمر علي
استدل على شرط البيعة للدخول في الاسلام بحديث
"من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" وفسر "الجاهلية" بالكفر
فقلت :بايعتَ من؟
فقال :بايعت اشتياق أحمد
فقلت :اشتياق بايع من؟
فقال :لم يبايع أحدا لأنه أمير
فقلت :إذن فأميركم ليس في عنقه بيعة فهو كافر
فقال:لا بد للبيعة من أمير
فقلت :فكيف دخل في الإسلام ولم يبايع أحدا؟
فقال : بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت :لقد قلناها من قبل
فقال :ولكنك دخلت في الاسلام بالكلمة وخرجت حين أبيت البيعة
فقلت :وكيف خرجنا ولم يخرج أميرك؟؟؟
فلما علمت أن الرجل لا يستطيع الجواب عما سألته عنه وكان جوابه دورا
قلت :سمعت أنك تكفر من لم يبايعك
فقال :لا نكفر من يجهل بل نكفر من ينكر
كما أننا لا نكفر من لا يأخذ من شاربه إنما نكفر من ينكر الأخذ من الشارب
فقلت :لا ..الخلاف ليس كما قلت في الشارب
إنما خلافنا في اختيار الآلة للأخذ من الشارب أبالمقص نأخذ أم بالموسى
لأننا لا ننكر البيعة وإنما ننكر البيعة لك
أنت كالموسى ونحن نبحث عن المقص
فسكت
فقلت :سمعت أنك تلحقنا بالمشركين لكوننا أحزابا وشيعا
والتحزب مذموم والتفرق ممقوت لا ريب فيه ولكن التكفير لهذا السبب
تعد للحدود وغلو في العناد
فقال: وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم : 31 ، 32]
فقلت :من أين أخذت التكفير من هذه الآية؟
فقال: من "ولا تكونوا من المشركين" لأن الله وصفهم بتفريق دينهم والفرح بما لديهم دون ما لدى الآخرين فهذه الصفات موجودة في الجماعات الموجودة بين المسلمين باسم الإسلام فصاروا بهذه الصفات من المشركين
فقلت : وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال : 73]
هذه صفة المؤمنين التي وصف المؤمنين بها "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"وتمسك بها الكفار فيأمرنا الله بفعله فهل يصير كافر مسلما باتصافه بهذه الصفة الإيمانية
فقال :لا فقلت:فكيف صار المسلمون مشركين بمجرد تفرقهم الذي هو صفة الكفار
فبدأ يدخل في أمور خارجة عن الموضوع فسكتُّ
ثم قلت :لماذا أنشأت هذه الجماعة؟
فقال :اتباعا لحديث حذيفة رضي الله عنه "...فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ
قلت :من هؤلا الدعاة الذين يدعون إلى أبواب جهنم؟
قال:علماء الجماعات والأحزاب التي تنتمي إلى الإسلام اليوم فبحثت عن جماعة المسلمين
فلما لم أجد دعوت الناس إلى جماعة المسلمين فبايعوني
فقلت:عجيب أمرك وفهمك وقد خالفت ما استدللت به
فقال :أي مخالفة؟
فقلت:على فرض صحة فهمك للحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بإنشاء جماعة المسلمين
إنما أمر من لم يجدها أن يعتزل الفرق ويموت في اعتزاله ولكنك ابتدعت بتجميعك
ثم إن الفرق التي في الحديث هي جماعة المسلمين بعينها ولكنها فقدت إمامها فتفرقت إلى جماعات
فكيف تسوي بينها وبين الدعاة إلى أبواب جهنم ولا أدل على فهمك المعكوس من هذا
فبدأ دندنته التي عهدتها منه طوال مناقشتي له

وقلت :سمعت أنك تنكر وقعة جمل وصفين
قال :نعم إنها تسيء إلى الصحابة
فقلت :هل تنكر ولو كانت رواياتها في الصحيحين
فقال :ما دام أنها ليست أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فإننا ننكرها
فقلت :ما تقول في هذا الحديث ؟
عن أبي غادية قال سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال فتوعدته بالقتل قلت لئن أمكنني الله منك لأفعلن فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس فقيل هذا عمار فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين قال فحملت عليه فطعنته في ركبته قال فوقع فقتلته فقيل قتلت عمار بن ياسر وأخبر عمرو بن العاص فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو بن العاص هو ذا أنت تقاتله فقال إنما قال قاتله وسالبه
لأن هذا حديث وتاريخ فيه قصة وقعة صفين وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنكرت التاريخ الذي في الحديث أنكرت الحديث
فبهت الذي كفر فقال :لا بد أن أبحث عن هذا الحديث ثم سألني عمن أخرجه؟
فقلت :ابن سعد
فقال :ليس عندي كتابه الطبقات الكبرى ولكن سأبحث عنه إن شاء الله
ثم دخل في أمور أخرى
وهذا الرجل مغتر إلى هذا اليوم ببدعته ومعجب بفهمه الذي تفرد به
ويكفر الأمة كلها وله أتباع ولعلهم فوق الألف
وأسأل الله أن يهديه وأعوانه ومن خانه إلى الجادة والهدى

وقد جلت في قرى "كِنِّيا" أكثرها للمحاضرات والتنزه
وكان من أطيب أيامي وأبهجها
وحين كنت أقضي أيامي على ما رمتها
وذقت حلاوتها
ونسيت كل مر مر بي مرارا
وقعت تلك الأحداث المرهبة
التي بسببها خرجت من قرية "كِنِّيا" الحبيبة وعادت لي كل أحزاني
نعم إنه عدوان حركة نمور التامل الهندوسية وقد شاهدته بعيني
وقد بلغ قلبي حنجره ولم أسمع ما يحدث ما حولي إلا نبضات قلبي


وسأعود إليكم إن شاء الله __________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-11, 21:20
"إِدِ مَنْ" هو الحي الذي فيه بيت صديقي فيصل
ويجاوره حي "آلَنْكانِيْ" أكثر أهله من الهندوس
وأكثر الهندوس منتسبون إلى نمور التامل أو مؤيدون لهم
وكان هذا الحي يعتدي على المسلمين وممتلكاتهم
فكان هذا الاعتداء حلقة من تلك السلسلة الظالمة
كنت أخاف المرور نهارا فضلا عن الليل بهذا الحي
ويوما وعدت صديقا لي بعقد درس في حي "كُرُنْجَكَّانِيْ" وهو الحي الذي يعيش هو فيه
وكان لا بد للوصول إليه من المرور بذاك الحي المخيف
وقد وصلنا إلى حي ذاك الصديق في دراجاتنا
وكان أخي فيصل يحدثني طوال عبورنا للطريق
عن أحداث ومصائب جرت للمسلمين بأيدي هؤلاء النمور
وهذا كان يزيد من خوفي ولكنه قال في الأخير
"أما النهار فلا خوف والمشكلة الليل"
وهذا الذي قاله أخيرا قد سكنني قليلا
فانقلبنا بنعمة الله ولم يمسسنا سوء

ويوما دخل بعض أفراد نمور التامل حينا في الليل
وجرح بعض أناس كانوا نائمين في بيوتهم
ونهبوا أموالهم وسرقوا الدجاجات والغنم
فاستيقظنا بصرخات الخوف التي ارتجت بها الحي كله
وكان قلقي أكثر من قلقهم لأنهم قد جربوها مرات من قبل هذا
وسمعت أصوات إطلاقات نار من بندقياتهم
فخرج صديقي من بيته وتبعته فرأيت أمام كل بيت من ذلك الحي بعض أناس واقفين
وفي وجوههم خوف ظاهر وكلامهم كان يوحيني بشر مقترب
وجلت ببصري فوقعت عيني على جانب بيت فيصل فكان مظلما
ولم يكن هناك مصباح يضيء ذاك الجانب
فاقتربت من فيصل خوفا
ولكنهم ما شعروا بقلقي الذي بلغ قمته
ولعلهم إذا قرأوا هذه السطور التي أكتبها إليكم تعجبوا وأنكروا هذا مني
وكانت الجريمة قد حدثت في آخر الحي المجاور لـ"آلَنْكانِيْ"
فقال فيصل "خلاص ..انتهى الأمر"
فدخلنا البيت وأخذنا فراشنا وأطلق فيصل المصباح ونام
ولكن أنى لهذا المسكين الخائف النوم
جرت في قلبي ألف سؤلات أحزنتني
"هل تستطيع العودة إلى أهلك ؟
وهل يطمئن أهلي بالنوم إذا سمعوا هذا الخبر
ثم إنك ما كلمتهم يوما بعد وصولك إلى "كِنِّيا"
وقد مضت شهران ونصف من وصولك
ولعلهم ما زالوا يبحثونك كأنك فررت منهم ولملؤوا منك رعبا
أخطأت يا مجاهد!
أخبرهم وكلمهم قبل أن تموت"
والله ما خفت الموت فوق ما يخافه ابن آدم
ولكني خفت أهلي من ورائي
"كيف يرتاحون للعيش إذا وصلهم حالي أو مآلي
وهم ينتظرون منك مكالمة وأخبارا كللآلئ
وقد حصلت عليها
حصلت على الشهادة المولوية
صرت مدرسا في المدرسة السعدية
حاضرت في أكثر قرى "كِنِّيا"
وكلها لآلئ لم تحمل إلى قلوب كانت تدعو ربها لحاملها"
تألفت السحاب الثقال في جناني
وبدأ الودق يخرج من عيني
وأحيى كل ذكريات كانت في غمراتها
وأنبت كل ألم وغم وراح بنومي
فبكيت كطفل لا يدري لماذا يبكي
وتقلبت كثيرا في فراشي ونمت وأنا لا أدري

فلما أصبحنا كان ماحدث في البارحة حديث الحي
وكان اليوم يوم الجمعة
وكانت خطبتي ذاك اليوم في حيي الذي أنا فيه
فاستعددت للخطبة ولا أدري أي موضوع شرحته للناس
رقيت المنبر وبدأت خطبتي
مضت خمس دقائق أو عشر
فجأة سمعت صرخات نساء وأطفال خارج المسجد
وسمعت بعض صوت إطلاقات نارية ففزع من في المسجد
وبدأوا يفرون إلى الخارج إلا من رحم ربي
ولكني ثبت في منبري
لأنه مكان من لا يخاف الموت
ومكان من لا يفضل الدنيا على الآخرة
ومكان من يجاهد وليس هو مكان من يجحد
فرفعت صوتي وذكرتهم بالله إلا أن الهول كان في ازدياد
فنزلت من المنبر وصليتهم صلاة الجمعة لأن المكان مكان خوف
وخرجنا من المسجد فرأيت فرقة من العسكريين أمام المسجد
وقد أخبروا بهذا الهول على الفور فحضروا المكان
فتنهدت وسألت فيصل عما حدث
فقال "إن بعض النمور قد دخلت من وراء الحي=يدعونه بـ"كشَّيْ"=
بأسلحتهم ودخلوا البيوت للنهب"
فحزنت على ضعف المسلمين أمام هؤلاء الشرذمة
وعجبت من جرأتهم
وفي تلك الليلة سهر شباب من المسلمين لحفظ الحي من هؤلاء الظالمين
وكنا نساعدهم فكان في أيدي هؤلاء الشباب أسلحة
وكان كل واحد يجلس في فناء "كَشَّيْ" في مكانه الذي عين له
وكان فيصل رجلا ذا مزاح وكان "نِياسْ" صديق فيصل
وفي منتصف الليل فزعت من نعاسي بصوت "نمر .." واستيقظت
فإذا فيصل ضاحكا أمام "نِياسْ" وهو الذي صرخ بـ"نمر"
لأنه كان نائما فخوفه فيصل بسيفه فصرخ

=وإني لا أذكر هل القصة وقعت لهما وعاينتها أو حدثتها أو شيء آخر
ولكن قصة مثل هذه قد وقعت=

وتتابعت أحداث مثل هذه في حي فيصل
فنصحني فيصل بالرجوع إلى قريتي
لأن الأمر قد يشتد على ما هو اليوم فقبلت نصيحته
وفي هذه الأيام جاءت إلى جوالة صديق لفيصل مكالمة من أبي
ففرحت فرحا شديدا ولكن خفت من معاتبة أبي لتفريطي
ولكن أبي كلمني بهدوء فسأل عن حالي وعن وضع الحي الحالي
ثم سألني عن هدفي وسيري إليه فبشرته بخير وشرحت له الأمر
وقال "متى ترجع؟"
فقلت "في هذا الأسبوع إن شاء الله"
فدعا لي وسلم علي

فجاء ذلك اليوم الذي خرجت من قرية "كِنِّيا" الحبيبة
تدمرت دمعاتي بغلياني وجشعي
كأني فقدت ضوء فرقد أضاء سوادا قد حيرني



ولعلي آتيكم بتلعلي إن شاء الله
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-11, 21:39
امتلأت عيني بالدموع
وبدت لي كل كلام تدور حولي ثرثرة لا معنى لها
مرت الحافلة بحقول "كِنّيا" الخضرة
وبهؤلا الفلاحين المساكين الذين لا معنى لحياتهم إلا بزراعتهم
وحين مرت الحافلة بقرية صديقي "مسعود" "مُلِّ بُتَّانَيْ"
تجددت بعض ذكرياتي المتعطرة التي كانت لي بهذه القرية
وبحثت بعيني هل هناك بعض من يعرفني فلم أجد أحدا
ولعلي تنهدت كثيرا في تلك العودة
"كُرُنْجَكّانِيْ" "آلَنْكانِيْ" "إِدِمَنْ" "كُتِّ كَراشِّيْ" "بُخارِ أدِيْ"
"بَرِياتُّ مُنَيْ" "كاكَّ مُنَيْ" أسماء أن أنساها في حياتي
فَيْصَلْ ,نِياسْ ,نَيْ نَيْ وجوههم تلمع في قلبي بابتساماتهم البريئة
التي لا وجود لها اليوم إلا في الكتب
أردت أن أناديهم بأسمائهم وأشكرهم لما آووني ونصروني
ولكني سكت وبكيت
وازداد ألمي حين فكرت في مسيري بعد فراقهم
كيف أطلب العلم !!
من يعلمني!!
من ينفق علي وعلى أهلي!!
فلم أجد جوابا على تلك التساؤلات
ولكني توكلت على الله الذي عليه يتوكل المؤمنون
وقررت أنا أتابع طلبي في بيتي من كتبي التي بيدي
وأذهب إلى كل من له مكتبة صغيرة أو كبيرة
وأستعير منهم بعض الكتب إن لم يبخلوا بها
وقررت أن أكتب رسالة إلى كل عالم ومؤسسة
لهم علاقة بالجامعات والمعاهد الإسلامية في السعودية
أرسم فيها حالي وأسألهم أن يوصلني إلى تلك الجامعات أو يدلني على الطريق إليها

وصلت الحافلة إلى "كُرُناكَلْ" وتلك القرية قريبة من معهدي دار التوحيد السلفية
وقد حدثتكم عنها من قبل هذا مفصلا
فلما نزلت فيها تأثرت بذكريات معهدي الماضية
وذكرتني أياما حملت فيها حقيبتي وفيها كتبي ودفاتري
ووقفت في تلك المحطة منتظرا حافلة قرية معهدي
وأحببت أن أرد إلى تلك الأيام وأصلح ما أخطأت فيها
وأكون في الصف السابع اليوم
ولكن...هذا ما قدر الله وما شاء فعل
ركبت حافلة "نِكَمْبُوْ" ونزلت في "كُوْشِيْ كَدَيْ"
ووصلت إلى قريتي "بَلَهَتُّرَيْ"
تغيرت المناظر وتضايقت الطرق
مشيت إلى بيتي سريعا مسلما على كل من يصادفني ويجاوزني
وحين رأوني أهلي ومن في بيتي فرحوا كأنهم حصلوا على شيء ثمين كانوا يتفقدونه أياما
حدثتهم عن أحداثي فحمدوا الله على السلامة
وأخبرتهم بقراري فقبلوا مني لأنه ليس لهم خيار
ولكن الله رحمني فجعل لي صديقا وزميلا في مدرستي في بيتي
نعم ..أخبرت أن صديقي مسعود قد أتم دراسته في دار التوحيد
وحصل على الشهادة المولوية
ففرحت فرحا شديدا فأرسلت إليه أن يلحق بي في بيتي
الأخ مسعود قصته محزنة جدا
وإن أباه قد طلق أمه وهي تحملها ولا يدري أين أبوه إلى الآن
وتزوج أمه بعد ولادته من رجل غير متدين
فنشأ مسعود في حضانة جدته من قبل الأم
والتحق بالمعهد في قسم اليتيم في وهو في السن السابع
وبعد أن صار إلى المعهد ضعفت العلاقة بينه وبين أقربائه
فأردت أن يكون الأخ مسعود في بيتي
وكان يحبني في معهدي وكان بيننا تواد وتراحم
فلما بلغه خبري فرح به ولحق بي
ومن ذلك اليوم إلى يومي هذا وهو معي
والحمد لله
طهرنا الغرفة الأمامية تطهيرا
وفرشنا الحصير في أرضها ووضعنا كتبنا حول الحصير
ورتبناها فاجتهدنا اجتهادا شديدا في طلب العلم
وكنت أبكي كل صباح وأنا أقرأ من سورة الكهف "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"
وأدعو الله أن يجعلنا منهم
ومن سورة يوسف"هل علمتم ما فعلتم بيوسف!"
وأدعو الله أن أُسأل يوما ما كما سئل يوسف عليه السلام
ومن سورة القصص "قال فعلتها إذا وأنا من الضالين " فتعلمت كيف أجيب على الرماة
وكنا نروح إلى شاطئ البحر بعد العشاء لنسلي أنفسنا
بتلك المناظر البحرية
تعرفون شاطئ أي بحر
وهو البحر الذي كنت أبكي أمامه
وهو البحر الذي كنت أكلم أمواجه
وهو البحر الذي كنت أحمل بيدي زبده
وكأنه رحب بي حين رآني
وكأني أرى كل موج يسجد في شاطئه يقول لي
مجاهد عدت إلينا وكنت انا الذي أغسل قدمك وهل تعرفني
أريت مسعودا تلك الكبائن التي كانت فيها نومي
وفي بعض الأحيان كل الأمواج تسمعني
كأني أقول لها "أين علماء سريلنكا الذين عناويهم في محاضراتهم "مستقبل الشباب"
أين الجمعيات التي اشتهرت بأنها للشباب خاصة
فهل يقبلوننا إذا قلنا لهم أننا شباب نريد العلم
أم يطلبون منا شهادات وأوراقا لتثقيل ملفهم
فحين تسمع تلك الأمواج تلك الدندنة تذوب في البحر وتختفي
فكنا قضينا ساعات كثيرة في ذاك الشاطئ
ولم يزل صوت اللجبات من تلك الأمواج في آذاني
و تلألؤات أنجم ولمسات رياح من ذلك السماء

وأعلى الله همتي في قلبي
فكنت لا أدع كتابا عندي إلا قرأته وفائدة إلا سجلتها
فكانت تلك الأيام من أحسن الساعات التي مرت بعد فراقي من معهدي
فكانت كنسيمة هبت قبل هبوط الأمطار

ومن تلك النسائم التي لا أزال أجد برودتها وأشعر بأريحيتها إلى يومي هذا
نسيمة هبت من كتاب "نصب الراية"


وسأعود إليكم إن شاء الله
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-11, 21:42
قال الأخ السرلنكي - أعلى الله همَّته وبارك فيه -

يطلق في سريلنكا على من أتم الدراسة الشرعية في مدرسة من مدارس سريلنكا العربية اسم "العالم" أو "الشيخ" ولكن الأشهر والأقدم استعمالا هو كلمة "المولوي" ولعله نسبة إلى "المولى" ولعل معناها "من يتولى أمور دين المولى الذي هو الله" فأظن أن الشهادة المولوية تعني هذا

والله اعلم وأحكم

ام اسحاق السلفية
2011-12-12, 18:27
نصب الراية لأحاديث الهداية
من أهم كتب التخريج
وهو من تأليف الإمام أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي الصومالي
وكتاب الهداية لعلي بن أبي بكر المرغيناني
فنصب الراية تخريج موسع لأحاديث الهداية
وكنت أراجعها في مدرستي كما أراجع التلخيص الحبير لابن حجر
وحينما كنت في مدرسة بيتي
ذهبت يوما إلى غرفة إمام مسجد في قريتي
وهذا الرجل تعجبت من جهله كثيرا
وكان مقلدا لمذهب الشافعية كما هو حال أكثر من في قريتي
ومن جهالاته...
كنت أتكلم معه في درجة حديث موضوع يؤيد بدعة ما
ونقلت له كلام الإمام الهيثمي في إسناده "وفيه جماعة لا أعرفهم"
فقال "سبحان الله إذا الحديث في قمة الصحة..حتى الإمام الذي أشرت إليه
لم يستطع أن يعد عدد الرواة لهذا الحديث لأنهم كثير"
والله تعجبت من ذلك التفسير الظالم
ولكن جهله أكبر من ظلمه
فأردت أن أشرح له الأمر من كتاب في غرفته
وكان هناك رف بال متكسر وفيه بعض الكتب
وعليها نسج العناكب
فرأيت فيه كتاب "نصب الراية للإمام الزيلعي"
لما رأيته على ذلك الحال حزنت عليه شديدا
فعزمت على وضع الأغلال التي عليه
وأطلق عنه القيود وآخذه إلى بيتي
فيكون الزيلعي مع ابن حجر والألباني وابن عثيمين
رحمهم الله رحمة واسعة
وبينت له خطأه فسكت فلم يزد جهلا على جهله السابق
ثم إنه قال لي "خذ هذا الكتاب معك ولعلك تستفيد منه وإن حاجتنا فيه لقليل"
فسررت بهذا العطاء ولعله شعر بتفريطه تجاه هذا الكتاب العظيم

فأخذت الكتاب منه وكان في أربعة أجزاء
وشكرت له وكتبت في الصفحة الأولى من الجزء الأول من الكتاب
"هدية من الشيخ... "
وسلمت عليه وخرجت من عنده
وما كان هذا الكتاب لدي من قبل
فلما وقع في يدي جعلت أرتوي من إخاذته
واجتهدت في قراءته وتقييد فوائده ليل نهار
ويوما جاءت لي خاطرة
فأسرعت إلى تطبيقها وانتهيت منها وحصلت بها على علم
ويوما جاءت لي خاطرة ثانية
فأسرعت إلى تطبيقها وانتهيت منها وحصلت بها على علم
فحمدت الله الذي شرح صدري إلى تلك الخواطر
وقد علمني ربي حين ابتعد عني المدرسون
وكنت أقول في دعائي "علمني يا ربي إذا لم تعلمني فمن يعلمني"
وما عرفت ذلك الدعاء الذي كان يقوله ابن تيمية رحمه الله في سجوده إلا بعده
"يا معلم آدم علمني ويا مفهم سليمان فهمني"
وما أحلى هذا الدعاء لطالب علم فقد المعلمين إلا رب العالمبن
لأنه لم يكن بين آدم وبين تعليم الله له أي رجل
وكذا بين سليمان وبين تفهيم الله له
ولكني بعد ما علمته ما تركته

أما خاطرتي الأولى
ففكرت أن أجمع كل راو تكلم فيهم
الإمام الزيلعي في تلك الأجزاء الأربعة جرحا كان أو تعديلا
وأرتبهم حسب الحروف الهجائية
وأذكر كلام الزيلعي تحت كل واحد منهم
وبدت لي تلك الخاطرة صعبة في أول وهلتها
لأنه لم يكن عندي كمبيوتر ولم تكن في سريلنكا برامج المكتبات الإسلامية حينها
حتى الجوال كنت أود أن أراه في يدي ولو في المنام ولكن لم يتحقق ذلك في تلك الأيام
ولكني شرعت في مراجعة الكتاب مستعينا بالله
وجمع الرواة الذين في الكتاب بادئا باسم الله
بدأت الجمع بتاريخ 2004\01\10
وانتهيت منه بتاريخ 2004\01\25
وسميته "بداية المرتوي من نصب الراية للزيلعي"
اتبعت للجمع منهجا ثم أتركه واتبع منهجا آخر
وهكذا إلى انتهي من الكتاب كله
ولعلي استوفيت جميع من في الكتاب من الرجال
ويمكن أنه قد فاتني بعضهم وسأستدركهم إن شاء الله حين ترتيبه
ولكن إلى اليوم لم أرفعه إلى كمبيوتر
وهذا بعض المعلومات عن جمعي
إني لم أجد اسما أوله حرف "لام"
ولو وجد فلعله من الصحابة أو لم يتكلم فيه الإمام الزيلعي بجرح ولا تعديل
لأني لا أذكر من كان من الصحابة أو سكت عنه الإمام
أما إذا تكلم الإمام الزيلعي بشيء في تعيين الراوي فلا أدعه
وعدد الأسماء التي أولها حرف "عين" 491 وهذا هو الأكثر
ولعل الله ييسر لي يوما أن أرتب جمعي وأستدرك على ما فاتني إن شاء
ويجعلني به ممن قدم شيئا إلى دينه حسب طاقته

وأما الخاطرة الثانية
فهي جمعي لموارد الزيلعي في كتابه "نصب الراية"
وقد انتهيت منه في يومين
فكان عددها عندي 260
ولعله قد فاتني بعضها
ولكني لم أدخر من الجهد شيئا
وطريقتي في ذاك الجمع
أنه إذا كان المورد الذي ينقل منه الإمام الزيلعي
من الكتب المشهورة مثل "صحيح البخاري" و "صحيح مسلم"
و المعجم الكبير" ونحو ذلك أو ذكره في كثير من الأماكن في كتابه
فلا أذكر صفحة ذلك الكتاب
وأما إذا لم يكن كذلك فأشير إلى جميع صفحاته التي ذكر فيها ذاك الكتاب
وقد ينقل الإمام قول واحد من الأعلام ولا يذكر كتابه
فأكتبه هكذا "قال الإمام ابن مندة...1\132 هكذا
وعرفت بهذا الجمع كثيرا من الكتب التي كنت أجهلها
ولكني إلى الآن لم أبحث عن مضمونها لتقصيري في الطلب في هذه الأيام
مثل كتاب "الرد على الكرابيسي "للطحاوي
وكتاب "الجنائز" لأبي حفص عمر بن شاهين
و كتاب "الضعفاء" للحاكم
وسميته "قطوف المجتني من موارد الزيلعي"
وقد رتبته ونوعته وحسنته وأسأل الله أن ييسر لي رفعه إلى الانترنت إن شاء

ومن النسائم التي لا أزال أجد برودتها وأشعر بأريحيتها إلى يومي هذا
تلك البحوث التي كتبتها أو أعدت كتابتها بعد ترتيبها
"عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل" وهذا البحث بينت أمره لكم
ولكني راجعته ورتبته واستدركت عليه أمورا وصححت بعض الأخطاء
وكلها كان أيام انطوائي في داري
"تاريخ التأريخ ونشأته" باللغة التاملية وقد حدثتكم عنه بعض الشيء
وما كتبته إلا في تلك الأيام
ترجمت كتاب "بيان الهدى من الضلال في أمر الهلال"
للإمام ابن تيمية رحمه الله إلى اللغة التاملية
وكتبت "المجالس العلية من مكتبة دار التوحيد السلفية"
وهي مقالة عن أيامي في مكتبة دار التوحيد السلفية كما ذكرتها من قبل .
كتبتها أيام انعزالي في داري

ومن النسائم التي لا أزال أجد برودتها وأشعر بأريحيتها إلى يومي هذا
رسائل كتبتها إلى كبار أطلب فيها أن يدلوني على سبيل لالتماس العلم


دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179651)

مجاهد بن رزين السريلنكي

(http://www.ahlalhdeeth.com/vbe/forumdisplay.php?f=27)

ام اسحاق السلفية
2011-12-12, 18:32
لو لم تراودني أذكار أيام أمضيتها في معهدي ما كتبت تلك الرسائل
لأني حين أرى الفقر الذي يملأ بيتي وأرى أهلي في غمراته
وأرى تدهور درجات إخوتي في امتحاناتهم المدرسية
وأرى انكسار أبي في كثير من الأحيان
وأرى تلاميذ يذهبون إلى معاهدهم ويرجعون للعطلة
تثور مني كل وجع ساكت من قلبي الحالز
وأبكي وأمسح دموعي بأنامل يدي
وترتج حياتي السجينة في تلك الكتب بصيحاتي أمام وجه العالم
"من يتكفلني !...من يوصلني إلى مدرسة!...من يشتري لي كتبا!...
هل يقبل مني أمتي دعوتي بلا ورق شهادة !...
أو ستقول لي لا سعادة ولا كرامة
فكانت تلك الرسائل جهدا لإزالة ذلك الأثر
وكانت أولاها رسالة كتبتها إلى الشيخ أبي بكر صديق
ولم أصرح فيها مقصدي ومطلبي ولكني ألمحته
وتلك الرسالة:

إلى فضيلة الشيخ أبي بكر صديق مدني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي لقاؤكم برسالة تحمل خبايا زوايا قلبي وجعل الله لها منزلة في صدرك..آمين
ولا أريد أن أطيل رسالتي فأزعجكم كما أزعجتكم بالهاتف من قبل.وأصرح لكم أني لم أقل شيئا من الوشاية التي يرددها المروجون لها فوالله ما خرج من في شيء منها قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر أما الذي قلته في الأستاذ....فأتوب إلى الله وأسأله المغفرة وأن يجعلني من خير التوابين. ووالله تعجبت من صنيعه فكيف لم يتأس بأسوة أبي بكر في مسطح رضي الله عنهما عندما أخطأ في ابنته الصديقة حين أنزل الله عز وجل "ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة...ألا تحبون أن يغفر الله لكم" فأجاب الصديق "والله إني أحب أن يغفر لي"

إني اليوم مع أخي في الاسلام في بيتي نطلب العلم الشرعي الصافي من الكتب السلفية عندما أغفلنا العلماء المعاصرون ويربينا الله بأئمة قضوا نحبهم ولقوا ربهم ولعلكم تعرفون منع بحثي من تعليقه بلوحة مجمع الأفكار قبل أن أفارق المعهد من قبل "البعض" وكان بعنوان "عبد الله بن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل" فأقول إني قد أتممته الآن
وأتممت بحوثا أخرى ومنها ما سميته بـ"المجالس العلية من مكتبة دار التوحيد السلفية" وقد ألحقتهما بهذه الرسالة وأرسلها إليكم للمراجعة وإني أحبكم في الله ولو كرهتني وأصرح بأني تلميذ الشيخ أبي بكر صديق ولو كرهته فالرجاء منكم أن تدعو لي بالخير والهدى وزيادة العلم والبركة.وما يحمل قلبي من أسى وألم وحزن فلا أشكوا أحدا إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأسأل الله لي ولكم الشجاعة في الدين لا الشجاعة في القول فحسب وإني أردد قول الله دائما كلما جاءني ذكر أولائك الحاسدين "فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"وإني على يقين بقول الله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا" وأذكركم بقول النبي عليه الصلاة والسلام "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ونسأل الله أن لا يجعلنا من الذين تفرقوا من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم وأختم رسالتي بهذا القدر
تلميذكم المحب المحترِم
مجاهد بن رزين أبو شبل
مساء يوم الأحد
اليوم التاسع والعشرين من شهر المحرم
عام 1425

والرسالة الثانية كتبتها إلى الشيخ سعد السوداني
الذي كان رئيسا لمؤسسة الإعمار الخيرية في سريلنكا
وكان بيني وبينه علاقة غير ضعيفة
فأردت أن أحصل بشفاعته على قبولي في مدرسة أو مكان تعليمي
أو وظيفة في مكتبة أو في مكان يتعلق بالعلم
ولكن الشيخ مع طيب نفسه ولين خلقه
لم يشعر بما يدور في خلدي ولم يدرك شوقي للعلم
مع أنه يتكلم معي عن معاشه ومشاكله التي كان يعانيها
وأشياء هي من أموره الشخصية
ومع هذا فإني لم أستطع لإيصال حرقتي التي تحترق في قلبي إلى قلبه
وهذه تلك الرسالة التي كتبتها إليه

إلى فضيلة الشيخ سعد حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي لقاؤكم برسالة تحمل في أسطرها خبايا زوايا قلبي للتعريف لكم ولعل الله يرزقني بأيديكم من حيث لا أحتسب فأقول اسمي مجاهد بن رزين وكنيت نفسي بنفسي أبا شبل وعمري 20 واسم أبي رزين بن معروف.............................................
ثم بعد أن فصلت من المعهد كانت المصائب قد تدمع لها عيناك يا فضيلة الشيخ فو الله إن الكثيرين لا يعرفونني بل لا يعرفون أشواق تلميذ يحب العلم وأهله وقد ذهبت إلى كل =أو على الأقل= إلى كثر المؤسسات الإسلامية حاملا أبحاثي العلمية الحديثية فلم يزيدوا على قولهم "ما شاء الله " وكان يكفيني ما قالوا لأنهم لم يبخلوا بهذه الكلمة المجانية التي لا ينفق لها ولم يبدلوها بكلمة تزحزحني وتنفرني ولكن كان هناك قليل من الفضلاء راجعوا بحوثي سطحيا وحرصوني على الاستمرار جزاهم الله خيرا وجئت إلى بابكم أخيرا فكان منكم ما لم يكن في قلبي فرحبتموني وبردتموني بأقوالكم تلك
"يا مجاهد طلب العلم أولا الكسب ثانيا"
"وأسأل الله أن ينفع بك"
"سأرسلك إلى دار الحديث =إن شاء الله=
تعرف التعبير جيدا"
وهكذا....ما إن عرفتم أثرها في قلبي تدمع لها عيناك يا فضيلة الشيخ=والله شهيد على كل ما أقول= أنا الآن في بيتي مع أخي مسعود الذي جاءك معي وهو متخرج من معهد دار التوحيد السلفية .ندرس ونعيش بين الكتب العلمية حتى يمن الله علينا ويأتي برحمته الواسعة.وأرجو منكم ان تلحقونا بدار الحديث والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وأختم رسالتي بقول الله عز وجل "وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا"

أخوكم في الاسلام

2004-05-02
وهناك رسائل أخرى لم أحتفظ بها
وكلها تناديهم لإنقاذي من الغرق
ولكن خابت ظنوني وخسرت كل محاولاتي لالتحاقي بمدرسة إسلامية
فعزمت على عدم إضاعة جهدي للدخول في أي مدرسة أو معهد أو جامعة لطلب العلم
ولو جاءتني ووقفت أمام بابي
ورسمت منهجا للسير عليه وللمضي فيه
وقررت أن أسافر إلى كل مكتبة إسلامية في سريلنكا
وأسافر إلى كل عالم عنده شيء من الكتب
لأن العلم نور من إلهي فإنه إذا اتيقته معلمي
وتوكلت على الحي الذي لا يموت
وتقربت إلى من يعز إذا شاء من شاء
ويذل من شاء إذا شاء بيده الخير فإنه على كل شيء قدير
وأسكنت نفسي بين سور من الصبر والتوكل
وأغلقت آذاني عن الدنيا خوفا من سماع خبر يسبب أدمعي
وأخذت قلمي وفتحت كتبي وقلت
"يا ربي إنك قلت " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ “
إني سأجاهد فيك فاهدني "
ولعل الله تقبل مني دعائي
وقد ذقت حلاوة الطلب في تلك الغرفة
أصلي صلاة الفجر أقرأ القرآن وأرفع به صوتي
وأشرب الشاي وأفتح كتابا لابن تيمة أو لابن القيم أو كتابا لعالم
وأقرأه وأقيد فوائده في كناشتي وتمضي هكذا ثلاث ساعات أو أربع
يدعوني النوم إلى الفراش فتقول لي نفسي هل تنام!!! كيف تنام!!
فانظر إلى ماطلبت وانظر إلى ما بقي
وانظر إلى كتب الإمام النووي وإلى كتب شيخ الإسلام
كتبهم أكبر وأكثر من عمرهم
ألم تقرأ بلاء ابن الجوزي في طلب العلم
ألم تقرأ وقوف الألباني في سلم المكتبة ساعات طويلة وهو يقرأ الكتب
وهل استطعت ان تقول كما قال ابن تيمية
" أَنَا أَعْلَمُ كُلَّ بِدْعَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَهَا وَمَا كَانَ سَبَبَ ابْتِدَاعِهَا ."
فكيف ترتاح للنوم وكيف ترتاح للأكل
فأقوم وأجلس وأقف وأدخل وأرجع وأبكي
وأولد من جديد وأنشط من جديد وأجتهد من جديد
فأقرأ وأقيد وأبحث إلى الظهر فأصلي صلاته
وأفتح كتابا وأقرأه وأنا مستمر
ثم آكل أكلة الظهيرة في غرفتي تلك وعلى ذلك الحصير
ثم أغسل يدي وأنشف البلل التي بها
وما انفككت من الطلب وقد أنام في ذاك الوقت وأنا لا أدري أوقد أدري
ولعلي نمت والكتاب على صدري
أو نمت وهو تحت خدي في مخدتي
أو نمت بين الكتب وهي مبعثرة بين يدي
وكنت أبكي في سكوني حين أنام بين تلك الكتب في بعض الأحيان
وقد أكلم تلك الكتب كأني أتكم مع أحياء تفهم كلامي
وحين ألتحف بلحاف على ذلك الحصير قد تدخل بعض الكتب معي فيه
وأستيقظ لصلاة العصر وأصليها فأرجع إلى غرفتي
وقد أكون في كلام مع صديقي مسعود في ذلك الوقت
وقد أستمر في قراءة أو بحث إلى صلاة المغرب
وهكذا إلى صلاة العشاء
و بعد العشاء نروح إلى شاطئ البحر في كثير من الأوقات
فنراجع أيام معهدنا وأيام صغرنا أمام ذلك الشاطئ
ونتكلم عن قلة حيلنا قصر أيدينا ونقول
كم كنا فرحين لو كان في أيدينا جوالة حتى نكلم زملاءنا في المعهد
فيقول أنى لنا هذا فأقول إن شاء الله لو شاء الرحمن لجعل الدنيا تحت أقدامنا
فيقول نعم إن شاء الله
هكذا كانت تدور كلماتنا وشكوانا
ثم نرجع إلى بيتنا وننام وأصداء أمواج البحر تتكرر في مسامعنا
فسرنا على هذا الجدول اليومي أياما وأشهرا
ونحن لا ندري إلى أين ننتهي أو نصل
ويوما كلمت قريبا لي وقد رجع من السعودية من عمله
فقلت أريد أن تعيرني كتبك والأجزاء والأشرطة التي عندك
فقال "نعم إن شاء الله تعال إلينا غدا"
ففرحت فرحا شديدا لسماحه وترحيبه
فغدوت إليه حردا في الصباح المبكر
فأشار إلى ناحية في غرفة قديمة وتركني فيها وذهب
فدخلتها وكانت فيها بعض الكارتون
ففتحت واحدا فإذا هي أجزاء صغيرة وكثيرة
فأخذت واحدا بعد واحد وأقرأ العنوان
ووضعت ما أحتاج إليه في مكان وما لا أحتاج في مكان
وفتحت الكارتون الثاني فإذا هي أشرطة
فسررت وسعدت وحصلت على أشرطة محاضرات مشهورة
مثل "كوسوفا" و"فلسطين" أظنه لإبراهيم الدويش
ومن أثمنها وأغلاها وأعلاها محاضرة
"النعيم لا يدرك بالنعيم" لعلي بن عبد الخالق القرني
يورد الأشعار والأمثال بلا توقف وتقع في القلب كالمطر الواقع في الماء الراكد
وقد أحببت هذا الشيخ حبا شديدا وحصلت على محاضرة أخرى له
بعنوان "الزرياب الإبريز"
وعرفت من خلال الشبكة أن له محاضرات كثيرة
مثل "الجادي المدوف" و"أرعد وأبرق يا سخيف" ..إلخ
فرجعت أحملها إلى غرفتي وأنا فرح وفي قمة الفرح
وكان من بين تلك الأجزاء والكتب
كتاب "الصحيح المسند من أسباب النزول" للشيخ مقبل رحمه الله
وكتاب "المسند الصحيح من الأذكار" لمصطفى العدوي
وكتاب "زوابع في وجه السنة" لصلاح الدين مقبول أحمد الباكستاني
"الفوائد المنتقاة من فتح الباري"
وكتب أخرى لا أذكرأسماءها فقرأتها وانتفعت بها والحمد لله

كنت أذهب إلى مكتبة مدرسة الإصلاحية التي في "ماذَمْبَيْ"
قرية على بعد ساعة من قريتي
وكانت فيها مكتبة
فكنت أدخلها مع بعض أصدقائي الذين في قريتي
وكانوا طلابا كبارا في تلك المدرسة
فحصلت يوما على كتاب ثمين نافع وأعجبت به كثيرا
فقرأته كله وانتفعت به وسجلت درره ولآليه
وهو "شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح" أظنه لصاحب الألفية
ومما أذكر من هذا الكتاب:
توضيحه لحديث في صحيح البخاري وفيه "....ففرقنا اثنا عشر" فلم ينصب "اثنا" بالمفعولية
فأجاب بأنه لغة بني عاصم =أظنه هكذا=واستدل له

ومضت الأيام هكذا في طلب وتقييد وعمل وأمل
حتى جاء ذلك اليوم


__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-12, 18:33
الذي كان لي رحمة ونعمة
جاء رجل من "بانَنْ تُرَيْ" بعد أن تركها إلى الحي الذي أسكن فيه
وسكن في بيت مستأجر غير بعيد عنا
اسمه رضوان وكان رجلا لينا ورحيما
ولم يكن له ولد فكان يحب الضعيف جدا
وكان متوسط الحال في المال
و يحب الإسلام كثيرا
وكان من محبي الشيخ زين العابدين حفظه الله
وكنت أراه يمشي إلى المسجد أمام بيتي لأنا كنا قريبا من المسجد
ويوما قدر الله بيننا لقاء في مأدبة أخ لنا في الله
فتعارفنا فصرنا أصدقاء بعد هذا اللقاء المفاجئ
فكان يختلف إلينا كثيرا
ويشتري لبيتنا الطعام كما يشتري لبيته في بعض الأحيان
وأهدانا يوما ستة كراسي
ولم يكن في بيتنا كرسي قبل ذلك فأصبنا بفرح شديد
فحمدنا الله كثيرا وجزاه الله خيرا
وأخبرنا الأخ رضوان يوما أن أصحابه وإخوانه في الدعوة من "بانَنْ تُُريْ"
سيجيؤون إلى بيته غدا فدعانا أيضا لعل الله يفتح لنا بهم بابا من أبواب رحمته
سررت بهذا الخبر لأن هذا أول لقاء دعوي لي
فلما كان الغد وجاء الوقت الذي أمرني الأخ رضوان بالمجيء إليه
أسرعت إليه فسلمت على الأخ رضوان
فلما دخلت بيته ورأيت أصحابه سلمت عليهم أيضا
وعرفني الأخ رضوان لهم فقال
"هذا الأخ اسمه مجاهد وهو مولوي فإن كان لديكم سؤال عن مسألة دينية فاسألوه "
فاستحييت بهذه المقدمة من الأخ رضوان
فبدأوا يسألونني عن كثير من المسائل الدينية المشتهرة بيننا يومئذ
فكنت أجيبهم بما أعرف
فألقى الله في قلوبهم حبي
فقالوا "لدينا "في "بانَنْ تُرَيْ" درس أسبوعي
ندعو له كثيرا من العلماء وطلبة العلم وقد توقف بما حدث لنا من قبل بعض أهل البدع
فنريد أن نجدده بك فماذا ترى؟
ولم يسألوني عن شهادتي المولوية كما قيل وكما يقال عن مقصود تلك الشهادة
فاهتبلت تلك الفرصة الذهبية التي ساقها الله لي
فقلت "نعم أنا له إن شاء الله"
فكان ذلك بداية دخولي في ساحة الدعوة
وكان هذا في نهاية عام 2004 ميلاديا
وقد قضيت فيها خمس سنوات بلا ملل ولا كلل
وتوالت نعم الله علي وأنارت كل ناحية أظلمت في حياتي
إمامة في مسجد
وزواج أختي
وزواجي من فتاة متخرجة من جامعة الإمارات المتحدة
وأنا في العشرين من عمري وهي تكبر مني بسبع سنين
ولقاء ومناقشة مع عالم جنوب الهند زين العابدين وقد سجل ذلك اللقاء في أربعة أقراص
وقبول الأمة التاملية السريلنكية لنفسي داعيا
ومحاضرات ودروس كانت مني ومن أوسعها انتشارا
محاضرة "العقيدة الإسلامة والأساليب الخاطئة في التعامل معها" في تسعة أقراص
ومحاضرة "السحر ومس الجن والعين وعلاجها" في تسعة أقراص
ومحاضرة "الفقراء واليتامى والمهاجرون والأرامل " في أربعة أقراص
ولابدوب أهداني رجل من الأغنياء
واشتغالي داعيا في جماعة التوحيد بـعاصمة "كَلَمْبُوْ"
وموقع باللغة التاملية ومدونة باللغة العربية أديرهما بنفسي
وإشراف على قسم اللغة التاملية في ملتقى أهل الحديث
وقبول لمقالتي هذه من قبل أصحابي الناطقين بالعربية
و....و.....ونعم كثيرة أنعمها الله على هذا المسكين المطرود
وما هي إلا عناوين لتلك النعم ووراء كل تلك النعم قصة وفتنة وبلاء
وما كتبت ما كتبت كبرا وبطرا وغمطا لأحد من الناس
وما لي أن أتكبر فيها وما هي من صنعي
ولكني كتبتها تحديثا لنعم الله وترويحا لنفسي
ولكن الله أبى إلا أن تكون الحياة فتنة وبلاء
وأبى أن تكون الدنيا جنة للمؤمنين
فتوالت في حياتي الدعوية ظلمات وفتن حتى أضرت بحياتي الشخصية
انقطاع الود والمحبة والصداقة التي كانت بيني وبين الشيخ زين العابدين بالوشاية
واتهماي بالإكثار من الديون
و....و.....حتى أعصرت عيني
فأصبح كل يوم خائفا أترقب من أوابد الأيام
مع واقع لا أحبه ومستقبل أرجوه
ولما ولد شهر جمادى الأولى الماضي عتت الفتنة الأخيرة بريحها الصرصر
حتى أتت على كل شيء اعتززت به في حياتي وجعلته كالرميم
ومنعت من الاشتغال في الدعوة إلى الله
بتهم مفتريات من قبل بعض الإخوان المغرضين
حتى استحييت الخروج من بيتي والكلام مع الناس
فتقربت إلى الله بالركوع والسجود والذكر والدعاء
ودعوت على من ظلمني وآذاني واعتدى على عزتي وعرضي
فمن الله علي بالعمرة فزرت مكة واعتمرت
وطفت بالكعبة وسجدت قريبا منها فدعوت ودعوت
وتقلبت في سجودي وبكيت ورفعت صوتي وخفضت
ورجعت إلى بلدي بعد أن ذقت حلاوة سفري
فقعدت في غرفتي وبدأت أتفكر من مولدي إلى مفتتني
بكيت كثيرا على نفسي بنفسي
وأبكي وأنا أحمل "عتيق الرحمن" ابني الصغير
وأئن وأنا أنوم "أناة" بنتي
وأصرخ باكيا حين أرى "عبد الله"ابني الأول
كأني أقول له من تلك الصرخات
"ابتسم يا عبد الله واضحك قبل أن تكبر وتلعب بأفراحك الفتن"
"استمتع بأيام صبائك في المهد قبل أن تخرقه أيام ستدخلها ولا محيص لك منها حتى اللحد"
ودام الأمر على تلك الحال حتى رمضان الذي كانت فيه عمرتي الثانية
فكنت أنام في تلك الأيام في لحاف من الدموع
وأبل وسادتي بتلك الذكريات المريرة والزماع
كأني كجنين أتقلب في بطن الليل للخروج
وفي ليلة من تلك الأيام فتحت لاب توبي
واخترت عنوانا يكون عنوانا لحياتي
فكتبت "دمعة في بحر سرنديب قصتي الحقيقية من المهد إلى هذا العهد"

عندما يتذكر الإنسان ماضيه الذي قضاه والأحداث التي مر بها
تختنقه العبرات ولا يستطيع تغافله ولن يستطاع
جهود وملل وأمنيات وجهالات وإعراض
كم من أحلام أتعبته ..لكن بدون جدوى
فأبقت طللا في قلبه
كم من نصيحة ذهبية أعرض عنها فدفع لها ثمنها
ولكن عدم تقدير مشاعره وعدم التألم لدموعه
وعدم التشجيع لما يحتوي قلبه من أهداف غالية
من قبل الكبار
جعله يرسم طريقا يمشي عليها ما دام في النفس حياة
وهذا خطأ سجل في تاريخ الكبار في تعاملهم مع الصغار
ولكن.....قد يشاء الله لهذا المسكين أن يشرح صدره للإسلام ويريد به خيرا
ويؤتيه حكمة ويعلمه علما ويجعل له نورا
فتراه يطوي كل شيئ مدته حياته التي أفناها
في أحزان وآلام ويكظم صيحات شكواه
ويتناسى كل مر .....
ويقوم ويمشي ويكلم الناس وهو طلق الوجه
يهدي من يتبلد
يستمع إلى من يتألم
يريح من يسأل
يعزي من يحزن
فيظهر للناس رجلا لم يتذوق في حياته
بلاء ولم يكمده حزن في ماضيه ولا يعرف عناء
وهو مع كل ذلك ....
يلجأ إلى الله في لياليه وأسحاره
وسجوده ويشكو بثه وحزنه إليه
وعيناه تدمع وقلبه يغلي
ويرجو لقاء ربه
وينام فوق قطرات من الدموع
وقعت على وسادته
وربه يصبره
واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون
ما أحلاها لرجل مثله
إنها تجارب مر مما مر إلى ما يمر
و عبر لمن يحبو من ورائه ليصل إلى ما وصل
لقد كان فضل الله علي كبيرا
والحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا

وهذا آخر ما استطعت إليه من الوصف لدمعتي التي وقعت في بحر سرنديب
ولكني حزين بفراقكم وتأتيني ذكريات تلك الليالي
التي أفتح فيها الملتقى وأنا مشتاق إلى تعليقاتكم ومشاركاتكم
وأبكي حين تثلج صدري كلمات بعض من مر بقصتي
ولعلي أعود إليكم في يوم من الأيام
وإني لأشتاق أن أرى قصتي في صورة كتاب فهل ما أحجمت عليه مستحق له؟
__________________

دمعة في بحر سرنديب (قصتي الحقيقية)

مجاهد بن رزين السريلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-12, 18:41
قد خرج الشيخ من السجن بعد قضاء 14 يوما ظلما

قبض عليه البوذيون وهو يلقي درسا فيي مسجده

فرَّج الله كرب الأخ السرلنكي

ام اسحاق السلفية
2011-12-12, 18:48
فليتعظ طلبة العلم وليشكروا المنعم جل علاه على نعمه التي تتنزل عليهم تترى

فكم يملك طلبة العلم من كتب ومجلدات لا عداد لها

لكن فلتبك البواكي على خساسة الهمم -الله المستعان -

نسأل الله أن يغفر لنا تفريطنا وتقصيرنا في تحصيل ميراث الأنبياء والمرسلين

ام اسحاق السلفية
2012-05-09, 01:59
{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}

http://www.upquran.com/salah-alhashem.html

لا حول ولا قوة الا بالله

رحمة 20
2012-07-20, 18:24
ماشاء الله اختي ام اسحاق السلفية
لقد قرات جزء من القصة وساواصل الغد
شكرا يا غالية على الطرح المميز

كبرياء الجزائر
2012-07-20, 22:15
شكرا لمجهودك الواضح والمميز
بوركتي غاليتي

ام اسحاق السلفية
2012-09-07, 00:44
وفيك بارك الله فاضلتي وجزاك الله خيرا