اميره 2008
2011-11-27, 12:35
لحراك السياسي في مصر الشقيقة لا يختلف في بؤسه عن الانتخابات التشريعية في المغرب الشقيق!
تصور الجيش المصري حامي الثورة يفتح النار على المتظاهرين في ماسبيرو وفي ميدان التحرير لأنهم مشاغبون وليسوا ثوارا.. ثم يعتبرهم في بياناته التي تصدر عن المجلس الأعلى العسكري أنهم شهداء! ويدفع لهم تعويضات من خزينة الدولة! ومادام الجيش يؤيد ثورة الشعب المصري فلا غرابة أن يفتح عليه النار ثم يسجل الضحايا شهداء! مثل هذه المهازل لا تقع إلا في بلاد العرب!
الأغرب من هذا كله أن العساكر الذين يحكمون مصر يقولون إنهم لا يعرفون من يقتل المتظاهرين!؟ ويشيرون بذلك إلى وجود أيدي أجنبية لعلها إسرائيل.. رغم أن الجيش في هذه أيضا هو المسؤول عن حماية البلد من العدوان الخارجي! فكيف تعبث إسرائيل بأرواح المتظاهرين في ميدان التحرير والجيش المصري على رأس الحكم بأكمله وليس مجرد حام للحدود المصرية وأمن مصر؟!
المصيبة أن وسائل الإعلام المصرية تنشر صورا لقنابل مسيلة للدموع كتب عليها صنع في إسرائيل! فإذا كان الجيش المصري هو الذي اشتراها من إسرائيل فلماذا تتهم إسرائيل بأنها تعتدي على أمن مصر في ميدان التحرير؟! وإذا كان الإسرائيليون هم الذين أطلقوا هذه القذائف على الشعب المصري المتظاهر.. فلماذا يحترم الجيش المصري الحاكم اتفاقية كامب دافيد!
هذه الصورة التعيسة للثورة في مصر لا تختلف عن تعاسة الانتخابات التي جرت في المغرب الشقيق.. فإصلاحات الملك محمد السادس لم تأت بالشعب المغربي إلى صناديق الانتخابات إلا بنسبة %10 عما كانت عليه الأوضاع قبل الإصلاحات! إصلاحات الملك المغربي جعلت الشعب المغربي يرضى عن هذه الاصلاحات بنسبة 25٪ فقط.. ويبقى %75 من الشعب المغربي خارج هذه اللعبة السياسية.
الطريف في أمر الانتخابات المغربية أن الاستفتاء على الدستور الجديد الذي اقترحه الملك على الشعب بلغت نسبة المشاركة فيه 70٪ في حين تراجعت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية إلى %45.. وهذا معناه أن الشعب المغربي يحب الملك ويكره الأحزاب ونواب الشعب؟! فلماذا إذن يقوم الملك بالإصلاح مادام الشعب يحبه ويكره نفسه إلى هذه الدرجة؟!
بقي أن نقول: إن ظاهرة فوز الإسلام الانتهازي في الوطن العربي ولا أقول الإسلام المعتدل ظهر ارتباطها بخيط "السرة" مع البيت الأبيض.. فالموضوع له ارتباطات بالإرادة الأمريكية أكثر من ارتباطاته بالإرادة الشعبية! وأين وجه الغرابة في أن يحكم المغرب حزب إسلام الحكام بإرادة الشعب المعبر عنها في الانتخابات والملك نفسه يعلن بأنه أمير المؤمنين المغاربة وبهذه الصفة يحكم الملك الذين آمنوا من المغاربة والذين كفروا به وبالإسلام الذي دجنه فأصبح طيعا كحرم القصور!
بقلم: سعد بوعقبة
تصور الجيش المصري حامي الثورة يفتح النار على المتظاهرين في ماسبيرو وفي ميدان التحرير لأنهم مشاغبون وليسوا ثوارا.. ثم يعتبرهم في بياناته التي تصدر عن المجلس الأعلى العسكري أنهم شهداء! ويدفع لهم تعويضات من خزينة الدولة! ومادام الجيش يؤيد ثورة الشعب المصري فلا غرابة أن يفتح عليه النار ثم يسجل الضحايا شهداء! مثل هذه المهازل لا تقع إلا في بلاد العرب!
الأغرب من هذا كله أن العساكر الذين يحكمون مصر يقولون إنهم لا يعرفون من يقتل المتظاهرين!؟ ويشيرون بذلك إلى وجود أيدي أجنبية لعلها إسرائيل.. رغم أن الجيش في هذه أيضا هو المسؤول عن حماية البلد من العدوان الخارجي! فكيف تعبث إسرائيل بأرواح المتظاهرين في ميدان التحرير والجيش المصري على رأس الحكم بأكمله وليس مجرد حام للحدود المصرية وأمن مصر؟!
المصيبة أن وسائل الإعلام المصرية تنشر صورا لقنابل مسيلة للدموع كتب عليها صنع في إسرائيل! فإذا كان الجيش المصري هو الذي اشتراها من إسرائيل فلماذا تتهم إسرائيل بأنها تعتدي على أمن مصر في ميدان التحرير؟! وإذا كان الإسرائيليون هم الذين أطلقوا هذه القذائف على الشعب المصري المتظاهر.. فلماذا يحترم الجيش المصري الحاكم اتفاقية كامب دافيد!
هذه الصورة التعيسة للثورة في مصر لا تختلف عن تعاسة الانتخابات التي جرت في المغرب الشقيق.. فإصلاحات الملك محمد السادس لم تأت بالشعب المغربي إلى صناديق الانتخابات إلا بنسبة %10 عما كانت عليه الأوضاع قبل الإصلاحات! إصلاحات الملك المغربي جعلت الشعب المغربي يرضى عن هذه الاصلاحات بنسبة 25٪ فقط.. ويبقى %75 من الشعب المغربي خارج هذه اللعبة السياسية.
الطريف في أمر الانتخابات المغربية أن الاستفتاء على الدستور الجديد الذي اقترحه الملك على الشعب بلغت نسبة المشاركة فيه 70٪ في حين تراجعت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية إلى %45.. وهذا معناه أن الشعب المغربي يحب الملك ويكره الأحزاب ونواب الشعب؟! فلماذا إذن يقوم الملك بالإصلاح مادام الشعب يحبه ويكره نفسه إلى هذه الدرجة؟!
بقي أن نقول: إن ظاهرة فوز الإسلام الانتهازي في الوطن العربي ولا أقول الإسلام المعتدل ظهر ارتباطها بخيط "السرة" مع البيت الأبيض.. فالموضوع له ارتباطات بالإرادة الأمريكية أكثر من ارتباطاته بالإرادة الشعبية! وأين وجه الغرابة في أن يحكم المغرب حزب إسلام الحكام بإرادة الشعب المعبر عنها في الانتخابات والملك نفسه يعلن بأنه أمير المؤمنين المغاربة وبهذه الصفة يحكم الملك الذين آمنوا من المغاربة والذين كفروا به وبالإسلام الذي دجنه فأصبح طيعا كحرم القصور!
بقلم: سعد بوعقبة