المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " دولة الخلفاء الراشدين"


عيشة
2007-07-11, 09:29
" دولة الخلفاء الراشدين"


لقد كان المسلمون أثناء حياة النبى فى أمن وسكينة، فالرسول يدبر أمورهم، ويقود جموعهم، ويرشدهم، ويهديهم، ويفتيهم فيما يعنيهم.
فلما مات النبى شعر المسلمون أنه لابد لهم من راعٍ يخلف الرسول فى تدبير أمورهم، ويقود مسيرتهم، ويحمل راية الإسلام عالية خفاقة، فمن يتولى أمرهم بعد النبى ؟! إن الرسول لم يعيّن أحدًا من بعده ؛ بل ترك الأمر شورى بينهم، يختارون خليفتهم بأنفسهم لكن من يكون ذلك الخليفة ؟
سقيفة بنى ساعدة:
لابد من اجتماع للتشاور، والاتفاق على رأى، فليلتق الجميع فى سقيفة بنى ساعدة، وليتفقوا على من يختارونه، لكن الأنصار قد سبقوا إلى السقيفة، واختاروا واحدًا منهم هو سعد بن عبادة.
فلما علم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وأبو عبيدة بن الجراح، أسرعوا إلى السقيفة، ووقف أبو بكر فيهم خطيبًا، فتحدث عن فضل المهاجرين وفضل الأنصار ثم ذكر أن الخليفة يجب أن يكون قرشيّا، إذ إن الناس لا يطيعون إلا هذا الحىّ من العرب، ثم اختار للناس أن يبايعوا إما عمر وإما أبا عبيدة، فرفض عمر وأبو عبيدة ذلك الأمر لعلمهما بفضل أبى بكر وسابقته، وهنا وقف بشير بن سعد وهو أحد زعماء الأنصار، وطلب من قومه ألا ينازعوا المهاجرين فى الخلافة !
وهذا موقف نبيل؛ إنه حريص على وحدة الصف، وعلى الأخوة الإسلامية، لا يفكر إلا فى المصلحة العامة، وهنا أعلن عمر ابن الخطاب ومعه أبو عبيدة بن الجراح مبايعتهما لأبى بكر الصديق.
وبايع كل من كان فى السقيفة أبا بكر، ثم شهد مسجد الرسول بالمدينة بيعة عامة على نطاق أوسع ضمت كل الذين شهدوا بيعة السقيفة والذين لم يشهدوها، وأصبح أبو بكر خليفة المسلمين، وكان ذلك سنة 11هـ/ 633م. لقد كان أبو بكر جديرًا بذلك، وكان المسلمون جميعًا على قناعة بذلك، فقد رضيـه رسول الله لدينهم إمامًا فصلى خلفه، وأمر الناس بالصلاة خلفه، وهو مريض، فكيف لا يرضونه لدنياهم؟!

moussaaliahmed
2007-07-11, 15:39
شكرا على الموضوع ...

تعلمون أن معظم الصحابة تخلفو عن سقيفة بني ساعدة ومنهم علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه والذي كان اثناءها منهمكا في تغسيل وتكفين النبي ص مع العباس رضي الله عنه فعندما سمع الإمام علي بأنهم بايعوا أبو بكر رض قال : "احتجوا بالشجرة واضاعو الثمرة" وعندما جيء به إلى ابوبكر رض ليبايعه بالقوة قال له كلمته الشهيرة :

إذا كنت بالشـورى ملكت أمــورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإذا كنت والقربى حججت خصيمهم فغيرك أولـــى بالنبي وأقرب

ما اعظم صحابة رسول الله ص.

(المعلومات مستقاة من كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الجزء الأول الصفحات الأولى)

محمد أبو عثمان
2007-07-14, 12:11
العضو moussaaliahmed لي على ما نقلت من الكلام وقفات ولقد كثرت معك الوقفات وزادك منك الزلات فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أولا : أسند يا رعاك الله من روى هذا فلم أجده في شيء من كتب السنة بل ولا في كتب التاريخ بل ولا في كتب السياسة الشرعية ثم هو مخالف لما ثبت في الصحيح وفي غيره من كتب التاريخ فهلا أفدتنا بالرواية مسندة !!!!

ثم أزيدك علما بخصوص الكتاب الذي ذكرته ألا وهو" الإمامة والسياسة لابن قتيبة" فهو منسوب له كما ذكر غير واحد من المحققين فقد ذكر محب الدين الخطيب في تحقيقه لكتاب العواصم من القواصم القاضي أبي بكر بن العربي المالكي رحمه الله تعالىأن الكتاب منسوب لابن قتيبة فقد قال محب الدين الخطيب في تعليقه } حكم القاضي أبو بكر على ابن قتيبة هذا الحكم القاسى وهو يظن ان كتاب ( الإمامة والسياسة ) من تأليفه كما سيأتى . وكتاب الإمامة والسياسة ذكرت فيه أمور وقعت بعد موت ابن قتيبة ، فدل ذلك على انه مدسوس عليه من خبيث صاحب هوى ، ولو وقف المؤلف على هذه الحقيقة لوضع الجاحظ ومن دون الجاحظ في موضع ابن قتيبة { اهـ .وقال في موضع آخر :{ لم يصح عنه شئ مما فيه : ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت ابي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ( 213 – 276 ) لكان كما قال عنه ابن العربي ، لأن كتاب الإمامة والسياسة مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير . ولما نشر لابن قتيبة كتاب ( الميسر والقداح ) قبل اكير من ربع قرن ، وصدرته بترجمة حافلة له ، وسميت مؤلفاته ، وذكرت ( في ص 26 – 27 ) مآخذ العلماء على كتاب الإمامة والسياسة ، وبراهينهم على أنه ليس لابن قتيبة ، وازيد الآن على ما ذكرته في ( الميسر والقداح ) أن مؤلف الإمامة والسياسة يروى كثيراً عن أثنين من كبار علماء مصر ، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين ، فدل ذلك كله على ان الكتاب مدسوس عليه{اهـ

كما أحيل على كتاب الدكتور عبد الله عيلان" الإمامة والسياسة فى ميزان التحقيق العلمى" فقد ذكر مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الإمام ابن قتيبة !!!!!!

ثانيا : قولك فيما نقلت" تعلمون أن معظم الصحابة تخلفوا عن سقيفة بني ساعدة " هذا ما تعلمه أنت ثم من أين لك أن معظم الصحابة تخلفوا وقد ثبت أن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة إلى أن أتى أبو بكر رضي الله عنه ومعه من معه المهاجرين فبايعوه على السمع والطاعة ورضوا لأنفسهم من رضيه لهم رسول الله عليه وسلم فقد كان أبو بكر رضي الله عنه يصلى بالناس أثناء مرض الرسول صلى الله عليه وسلم كيف لا وهو صاحبه في الغار وهو من قال فيه عليه الصلاة والسلام في مرضه الذي مات فيه ما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : " ادعي لي أبا بكر و أخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن و يقول قائل : أنا أولى ، و يأبى الله و المؤمنون إلا أبا بكر " اهـ
يقول بن بطال عند شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها:" قال المهلب: فيه دليل قاطع في خلافة أبى بكر وهو قوله: « لقد هممت أن أرسل إلى أبا بكر وابنه » يعنى: فأعــــهد إلى أبى بكر « ثم قلــت: يأبى الله » أي: يـــأبى الله غــــير أبى بكر، ويــدفع المــــؤمنون غــــير أبى بــــكر بحــــضرته. وشــــــك المحدث بأي اللفظـــين بـــدأ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشك في صــحة المعنى، وهــــذا مما وعد النبي صلى الله عليه وسلم به، فـــكان كـــما وعد، وذلك مــــن أعلام نبوته وقد روى مسلم هذا الحديث في كتابه فقال فيه: « يأبى الله ويدفع المؤمنون إلا أبا بكر " اهــ.
فتأمل معي هذا الحديث ففيه آية من آيات النبي عليه الصلاة والسلام في أبي بكر رضي الله عنه وفي الصحيح ما يغنيك عن السقيم من الروايات وهذا ما عمله الصحابة وعملوا به رضوان الله عليهم فتنبه !!!!!!

ثالثا : قولك فيما نقلت: " وعندما جيء به إلى أبو بكر رض ليبايعه بالقوة " إن الاستدلال بهذا الكلام غير وارد بل الصحيح الذي رواه البخاري من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: {أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف " اهــ.
والحديث على خلاف ما ذكرت في كلامك أن علي رضي الله عنه جيء به إلى أبي بكر رضي الله عنه ليبايع بالقوة غير صحيح للحديث السابق .
يقول الحافظ بن حجر في فتح الباري في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها :" قوله : ( دفنها زوجها علي ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر )
روى ابن سعد من طريق عمرة بنت عبد الرحمن أن العباس صلى عليها ، ومن عدة طرق أنها دفنت ليلا ، وكان ذلك بوصية منها لإرادة الزيادة في التستر ، ولعله لم يعلم أبا بكر بموتها لأنه ظن أن ذلك لا يخفى عنه ، وليس في الخبر ما يدل على أن أبا بكر لم يعلم بموتها ولا صلى عليها ، وأما الحديث الذي أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود من حديث جابر في النهي عن الدفن ليلا فهو محمول على حال الاختيار لأنه في بعضه " إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك " .
قوله : ( وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة )
أي كان الناس يحترمونه إكراما لفاطمة ، فلما ماتت واستمر على عدم الحضور عند أبي بكر قصر الناس عن ذلك الاحترام لإرادة دخوله فيما دخل فيه الناس ، ولذلك قالت عائشة في آخر الحديث " لما جاء وبايع كان الناس قريبا إليه حين راجع الأمر بالمعروف " وكأنهم كانوا يعذرونه في التخلف عن أبي بكر في مدة حياة فاطمة لشغله بها وتمريضها وتسليتها عما هي فيه من الحزن على أبيها صلى الله عليه وسلم لأنها لما غضبت من رد أبي بكر عليها فيما سألته من الميراث رأى علي أن يوافقها في الانقطاع عنه .
قوله : ( فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر )أي في حياة فاطمة .
قال المازري : العذر لعلي في تخلفه مع ما اعتذر هو به أنه يكفي في بيعة الإمام أن يقع من أهل الحل والعقد ولا يجب الاستيعاب ، ولا يلزم كل أحد أن يحضر عنده ويضع يده في يده ، بل يكفي التزام طاعته والانقياد له بأن لا يخالفه ولا يشق العصا عليه ، وهذا كان حال علي لم يقع منه إلا التأخر عن الحضور عند أبي بكر ، وقد ذكرت سبب ذلك .
قوله : ( كراهية ليحضر عمر )
في رواية الأكثر " لمحضر عمر " والسبب في ذلك ما ألفوه من قوة عمر وصلابته في القول والفعل ، ، وكان أبو بكر رقيقا لينا ، فكأنهم خشوا من حضور عمر كثرة المعاتبة التي قد تفضي إلى خلاف ما قصدوه من المصافاة .
قوله : ( لا تدخل عليهم )
أي لئلا يتركوا من تعظيمك ما يجب لك .
قوله : ( وما عسيتهم أن يفعلوا بي )
قال ابن مالك : في هذا شاهد على صحة تضمين بعض الأفعال معنى فعل آخر وإجرائه مجراه في التعدية ، فإن عسيت في هذا الكلام بمعنى حسبت وأجريت مجراها فنصبت ضمير الغائبين على أنه مفعول ثان ، وكان حقه أن يكون عاريا من " أن " لكن جيء بها لئلا تخرج " عسى " عن مقتضاها بالكلية . وأيضا فإن " أن " قد تسد بصلتها مسد مفعولي حسبت ، فلا يستبعد مجيئها بعد المفعول الأولى بدلا منه . قال : ويجوز حمل " ما عسيتهم " حرف خطاب والهاء والميم اسم عسى ، والتقدير ما عساهم أن يفعلوا بي ، وهو وجه حسن .
قوله : ( ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك )
بفتح الفاء من ننفس أي لم نحسدك على الخلافة ، يقال نفست بكسر الفاء أنفس بالفتح نفاسة ، وقوله : " استبددت " في رواية غير أبي ذر " واستبدت " بدال واحدة وهو بمعناه وأسقطت الثانية تخفيفا كقوله : ( فظلتم تفكهون ) أصله ظللتم ، أي لم تشاورنا ، والمراد بالأمر الخلافة .
قوله : ( وكنا نرى )
بضم أوله ويجوز الفتح .
قوله : ( لقرابتنا )
أي لأجل قرابتنا
( من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا )
أي لنا في هذا الأمر .
قوله : ( حتى فاضت )
أي لم يزل علي يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فاضت عينا أبي بكر من الرقة .
قال المازري : ولعل عليا أشار إلى أن أبا بكر استبد عليه بأمور عظام كان مثله عليه أن يحضره فيها ويشاوره ، أو أنه أشار إلى أنه لم يستشره في عقد الخلافة له أولا ، والعذر لأبي بكر أنه خشي من التأخر عن البيعة الاختلاف لما كان وقع من الأنصار كما تقدم في حديث السقيفة فلم ينتظروه .
قوله : ( شجر بيني وبينكم )
أي وقع من الاختلاف والتنازع .
قوله : ( من هذه الأموال )
أي التي تركها النبي صلى الله عليه وسلم من أرض خيبر وغيرها .
قوله : ( فلم آل )
أي لم أقصر .
قوله : ( موعدك العشية )
بالفتح ويجوز الضم أي بعد الزوال .
قوله : ( رقي المنبر )
بكسر القاف بعدها تحتانية أي علا ، وحكى ابن التين أنه رآه في نسخة بفتح القاف بعدها ألف وهو تحريف .
قوله : ( وعذره )
بفتح العين والذال على أنه فعل ماض ، ولغير أبي ذر بضم العين وإسكان الذال عطفا على مفعول وذكر .
قوله : ( وتشهد علي فعظم حق أبي بكر )
زاد مسلم في روايته من طريق معمر عن الزهري " وذكر فضيلته وسابقيته ، ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه " .
قوله : ( وكان المسلمون إلى علي قريبا )
أي كان ودهم له قريبا
( حين راجع الأمر بالمعروف ) أي
من الدخول فيما دخل فيه الناس . قال القرطبي : من تأمل ما دار بين أبي بكر وعلي من المعاتبة ومن الاعتذار وما تضمن ذلك من الإنصاف عرف أن بعضهم كان يعترف بفضل الآخر ، وأن قلوبهم كانت متفقة على الاحترام والمحبة ، وإن كان الطبع البشري قد يغلب أحيانا لكن الديانة ترد ذلك والله الموفق . وقد تمسك الرافضة بتأخر علي عن بيعة أبي بكر إلى أن ماتت فاطمة ، وهذيانهم في ذلك مشهور . وفي هذا الحديث ما يدفع في حجتهم ، وقد صحح ابن حبان وغيره من حديث أبي سعيد الخدري وغيره أن عليا بايع أبا بكر في أول الأمر ، وأما ما وقع في مسلم " عن الزهري أن رجلا قال له لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة ، قال : لا ولا أحد من بني هاشم " فقد ضعفه البيهقي بأن الزهري لم يسنده ، وأن الرواية الموصولة عن أبي سعيد أصح ، وجمع غيره بأنه بايعه بيعة ثانية مؤكدة للأولى لإزالة ما كان وقع بسبب الميراث كما تقدم ، وعلى هذا فيحمل قول الزهري لم يبايعه علي في تلك الأيام على إرادة الملازمة له والحضور عنده وما أشبه ذلك ، فإن في انقطاع مثله عن مثله ما يوهم من لا يعرف باطن الأمر أنه بسبب عدم الرضا بخلافته فأطلق من أطلق ذلك ، وبسبب ذلك أظهر علي المبايعة التي بعد موت فاطمة عليها السلام لإزالة هذه الشبهة }اهــ.
فلاحظ بارك الله فيك ان الأمر في الصحيح على خلاف ما نقلت وتأمل معي كلام القرطبي الذي نقله بن حجر رحمه الله في الكلام المذكور آنفا :" قال القرطبي : من تأمل ما دار بين أبي بكر وعلي من المعاتبة ومن الاعتذار وما تضمن ذلك من الإنصاف عرف أن بعضهم كان يعترف بفضل الآخر ، وأن قلوبهم كانت متفقة على الاحترام والمحبة ، وإن كان الطبع البشري قد يغلب أحيانا لكن الديانة ترد ذلك والله الموفق "
فتأمل أحسن الله إليك ما دار بين هاذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما من المعاتبة ومن الاعتذار وكل ذلك قائم على الإنصاف فهذا يدل دلالة قاطعة على اعتراف بعضهم بفضل الآخر كما يدل على اتفاق قلوبهم على الاحترام والمحبة وإن غلب أحيانا الطبع البشري فترده الديانة وكيف لا يكون ذلك وقد تربوا في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أزيدك ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم قال:" قال ابن سعد : أخبرنا وكيع، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن، قال: قال علي رضي الله عنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي عليه السلام قد قدم أبا بكر في الصلاة، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، فقدمنا أبا بكر" اهـ.
فهذا هو الظن بهؤلاء الأخيار من الصحابة رضوان الله عليه لا ما نقلته وهو مخالف لما جاء في الصحيح فتنبه !!!!!

وفي الأخير أعتذر عن التأخير في الرد وكذلك الإطالة ولكن المقام يقتضي ذلك فهي أعراض الأخيار الأطهار رضوان الله عليهم وجعلنا ممن يقتفي أثرهم
وصدق القائل:

حب الصحابة والقـرابة سنـــة ****** ألقـــى بهــا ربي إذا أحياني
فكـأنما آل النبــي وصــــــحبه ****** روح يضم جميعها جسدان

سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله ألا أنت أستغفرك وأتوب إليك

أبوعبدالله
2007-07-15, 11:33
بارك الله فيك أخي محمد على نقلك الطيب والمصحح للأفكار الخاطئة والهدامة

محمد أبو عثمان
2007-07-15, 13:16
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله على مرورك الطيب

سلسبيل
2007-07-19, 00:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقول للأخ الذي يزعم انه يدافع عن الصحابة إرجع لسيرهم وأثرهم ولا تتجرء عنهم بالكذب والافتراء كيف كانت المودة
بينهم كانوا كالجسد الواحد ولا يجوز لنا ان نتكلم عنهم بكلمة سوء انصحك ان ترجع للكتب الموثوقة بها ولا تأتي بعنوين لاهل البدع والضلالة نسأل الله لك بالهداية والبصيرة,ولك هذا الرد
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبه ووفده، أما بعد:

فإن الخصام المبتدع الذي تزعمه وتدعيه الشيعة الشنيعة بين الصحابة وآل البيت، هو كذبة من كذباتهم التي لا تنتهي، وفرية من افتراءاتهم التي لا تنقضي، فهم أكذب الطوائف والملل كما صرح بذلك علماؤنا وأكابرنا.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. قال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة، فقال: لا تكلمهم، ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون. وقال أبو حاتم: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة. وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة؛ فإنهم يكذبون. وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين ـ يعني أصحاب المغيرة بن سعيد ـ قال الأعمش: ولا عليكم ألا تذكروا هذا؛ فإني لا آمنهم أن يقولوا: إنا أصبنا الأعمش مع امرأة" "منهاج السنة" (1/59-61).

وإلا فإن الحب المتبادل بين الصحابة وآل البيت أمر متواتر، استفاضت به الأخبار، واشتهرت به الآثار، لا يرده إلا جاحد، ولا ينكره إلا معاند.

فالعجب من هؤلاء الشيعة لا ينقضي كيف يدعون أن الصحابة قد ظلموا آل البيت، وغصبوهم حقهم، وأن آل البيت يبغضون الصحابة و لا يحبونهم، ويؤلفون القصص والروايات المكذوبة التي يحركون بها مشاعر العوام لينطلي دجلهم عليهم.

ومن تأمل الآثار الواردة من الطرفين يعلم علم اليقين أنه لا وجود أصلاً لأي خلاف بين الصحابة وآل البيت، وإن كان فهو مما يحصل بين بني البشر، لا يوالى ويعادى عليه، فضلاً عن أن يبنى عليه اعتقاد.

* ومن هذه الآثار المتكاثرة، والأخبار المتناثرة:

1) قال أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ: "ارقبوا محمدًا في أهل بيته". رواه البخاري (3713).

2) وقال ـ رضي الله عنه ـ: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أحب إليَّ من أن أصل من قرابتي". رواه البخاري (3712).

3) وهذا عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ لمّا كتب الديوان جيء إليه وقيل: يا أمير المؤمنين نبدأ بك، نجعل أول اسم في الديوان اسمك نبدأ بك، قال: "اكتبوا الناس على منازلهم"، فكتبوا، فبدؤوا ببني هاشم، ثم أتبعوهم أبا بكر وقومه، ثم عمر وقومه، على الخلافة، فلمّا نظر إليه عمر قال: "وددت أنه هكذا! ولكن ابدؤوا بقرابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأقرب فالأقرب، حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله". "طبقات ابن سعد" (3/275)، "الكامل في التاريخ" (2/331).

4) وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ: "أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: "اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا". قال: فيُسقَوْن". رواه البخاري في صحيحه (1010) و(3710).

والمرادُ بتوسُّل عمر بالعباس ـ رضي الله عنهما ـ، التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات.

5) ونقل الحافظ ابن كثير في تفسيره لآيات الشورى أثراً عن عمر، قال: "قال عمر بن الخطاب للعباس ـ رضي الله ـ تعالى ـ عنهما ـ: "والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من إسلام الخطاب". "تفسير ابن كثير"(4/142).

6) قال الشعبي: قُرِّبت لزيد بن ثابت بغلة ليركبها، فجاء عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فأخذ بركابه، أي أمسك بركاب البغلة لزيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ، فقال له زيد: خلِّ عنك يا ابن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ. فقال عبد الله بن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فنزل زيد من على بغلته وقبل يد عبد الله بن عباس، وقال هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ". أخرجه الخطيب في "الجامع" (1/188)، وابن عبد البر في "الجامع" (1/514).

7) وفي "تهذيب التهذيب" (5/107) في ترجمة العبَّاس: "كان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان، نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً له ـ رضي الله عنه ـ".

8) وتواتر عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال على منبر الكوفة: "خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر ـ رضي الله عنهما ـ". أخرجه اللالكائي (7/1366) وغيره.

9) وقال ـ رضي الله عنه ـ: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حد المفتري". "منهاج السنة" (1/308).

10) وقال محمد الباقر ـ رحمه الله ـ: "أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول". "السير" (4/406).

11) وقال ـ رحمه الله ـ في حق الشيخين: "والله إني لأتولاهما، وأستغفر لهما، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما". أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (5/321)، وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" (9/321).

12) وعن جعفر الصادق ـ رحمه الله ـ قال: "ما أرجو من شفاعة علي شيئاً، إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله، لقد ولدني مرتين".

13) وعنه ـ رحمه الله ـ أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: "إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة".

14) وعنه أنه قال: "برىء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر".

قال الذهبي معلقاً: قلت: "هذا القول متواتر عن جعفر الصادق، وأشهد بالله إنه لبارٌ في قوله، غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة ". الآثار الثلاثة السابقة في: "السير" (6/260).

15) قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحبة النبي" (ص50): "قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على تحريم سب الصحابة، وتحريم التكفير والتفسيق لأحدٍ منهم، إلا من اشتهر بمخالفته الدين، ليست بموجبةٍ لعصمة من اتصف بها، بل على ما ذهب إليه الجمهور، بل هو إجماعٌ كما حققنا ذلك في الرسالة المسماة بـ"القول المقبول في ردِّ رواية المجهول من غير صحابة الرسول". وهذا الإجماع الذي قدَّمْنا ذكرَه عن أهل البيت يُروى من طرقٍ ثابتةٍ عن جماعةٍ من أكابرهم". ثم ساق اثني عشرة طريقاً عنهم.

* ومما يدل أيضاً على شدة حبهم لبعضهم البعض، كثرة المصاهرات بينهم.

يقول الشيخ الكبير إحسان إلهي ظهير ـ رحمه الله ـ : "كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده،... ـ ثم أخذ يذكر ويسوق المصاهرات التي كانت بينهم إلى أن قال: ـ هذا ومثل هذه المصاهرات لكثيرة جداً بين بني أمية وبني هاشم، وقد اكتفينا ببيان بعض منها، وفيها كفاية لمن أراد الحق والتبصر، ولكن من يضلل الله فلا هادي له". "الشيعة وأهل البيت" (ص67).

ومن هذه المصاهرات كما ذكرها الشيخ عثمان الخميس في محاضرة له بعنوان: "آل البيت":

"أولهم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي من تيم، وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب، وهي من بني عدي، وتزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وهي من بني أمية، وزوَّج ابنته رقية من عثمان بن عفان، وهو من بني أمية، فلما توفيت زوجه أختها أم كلثوم، وزوَّج ابنته زينب للعاص بن الربيع، وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف.

وعلي بن أبي طالب زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب، وتزوج علي أرملة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس، وتزوج علي أيضاً أمامة بنت العاص بن الربيع بعد أن توفيت خالتها فاطمة، وزوج ابنته خديجة لعبد الرحمن بن عامر بن كريز، وزوج ابنته رملة لمعاوية بن مروان بن الحكم.

وهذا الحسن بن علي تزوج حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وتزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وزوج ابنته أم الحسين عبد الله بن الزبير، وزوج ابنته رقية لعمرو بن الزبير، وزوج ابنته مليكة لجعفر بن مصعب بن الزبير.

والحسين بن علي تزوج أم إسحاق أرملة إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وزوج ابنته فاطمة لعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وزوَّج ابنته سُكينة لمصعب بن الزبير.

ومحمد بن علي بن الحسين ـ الباقر ـ تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين. فأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وجدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.

وأبان بن عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وغير هذا كثير.

ومما يدل أيضاً على محبة الصحابة لآل البيت، ومحبتهم للصحابة؛ ما وقع من تسمية للأولاد.

ـ فلعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ من الأولاد: أبو بكر وعمر وعثمان.

ـ وللحسن بن علي من الأولاد: أبو بكر وعمر وطلحة.

ـ والحسين سمى باسم عمر.

ـ ولعلي بن الحسن من الأولاد: عمر.

ـ وعقيل سمى باسم عثمان.

ـ ولموسى بن جعفر من الأولاد: عمر وعائشة.

ـ وعلي الرضا سمى باسم عائشة.

ـ وعلي الهادي سمى باسم عائشة.

هل بلغكم أنَّ اليهود والنصارى يسمون أولادهم باسم محمد؟! هل بلغكم أنّ مسلماً سمّى ولده اللات، أو العزى، أو فرعون؟! هل من عاقل يفعل ذلك؟!

إنّ الإنسان إنّما يسمي أولاده بأسماء من يحب، فما سموا أولادهم إلا بأسماء من يحبون" .اهـ

فهل بعد كل هذا يشك عاقل في محبة الصحابة وآل البيت لبعضهم البعض؟!

قاتل الله الرافضة ما أقبحهم، وما أقبح معتقداتهم الفاسدة، وسلمنا الله منها، وثبتنا على السنة.

* قال القحطاني ـ رحمه الله ـ في نونيته:

إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابـه ورموهم بالظلم والـعـدوان
حـبـوا قـرابـته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضـان
فـكـأنـما آل النبي وصـحبه روح يضم جميعها جسـدان
فـئـتـان عـقدهـما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
فـئـتـان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتـان

وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

سلسبيل
2007-07-19, 00:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهادة علي بن أبي طالب أن الصديق هو خير الناس بعد رسول الله‏:‏

قال البخاري‏:‏ حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية، قال قلت لأبي‏:‏ أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال أبو بكر، ثم قلت ثم من‏؟‏ قال‏:‏ ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت ثم أنت‏؟‏ ما أنا إلا رجل من المسلمين‏.‏

وهذه شهادة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن أبا بكر هو خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عمر هو خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم والصديق فتباً وسحقاً لمن اعتقد أن علياً كان يبغض الصديق والفاروق أو كان يسبهما أو يلعنهما‏.‏ ألا لعنة الله على الظالمين الكاذبين‏.‏ وأبلغ من هذه الشهادة ما رواه الإمام البخاري أيضاً‏.‏

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إني لواقف في قومٍ، فدعوا الله لعمر ابن الخطاب، وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي، يقول رحمك الله‏:‏ إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيراً مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب‏.‏
وفي هذا الأثر من الفوائد ما يلي‏:‏

1‏)‏ شهود ابن عباس رضي وعلي بن أبي طالب جنازة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه‏.‏

2‏)‏ أن علياً رضي الله عنه كان يرجو أن يدفن عمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر لأنه كان كثيراً ما يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نفسه ثم أبا بكر وعمر فيقول خرجت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر‏.‏ فاستنبط علي من ذلك أنهما لا بد وأن يكونا أصحاباً لرسوله في الآخرة، وفي البرزخ كما جعلهم الله أصحابا للرسول في الدنيا، وهذا من فقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

الرسول صلى الله عليه وسلم يستخلف الصديق على الصلاة‏:‏

‏"‏عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه‏:‏ ‏[‏مروا أبا بكر يصلي بالناس‏]‏‏.‏ قالت عائشة‏:‏ قلت‏:‏ إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل، فقال‏:‏ ‏[‏مروا أبا بكر فليصل بالناس‏]‏، فقالت عائشة‏:‏ فقلت لحفصة‏:‏ قولي ‏(‏له‏)‏‏:‏ إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس‏]‏، فقالت حفصة لعائشة‏:‏ ما كنت لأصيب منك خيراً‏"‏‏.‏
وفي الآخير نسأل الله ان يعيننا على اهل البدع والضلالة إنه ولي ذالك والقادر عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد أبو عثمان
2007-07-19, 12:34
جزاك الله خيرا يا سلسبيل على الفائدة والنقول الطيبة

الوادعي
2007-07-19, 23:56
السلام عليكم ورحمة الله
قول الإمام مالك في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
(1) أخرج أبو نعيم عن عبد الله العنبري قال : ( قال مالك بن أنس : من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم ، أو كان في قلبه عليهم غل ، فليس له حق في فيء المسلمين ، ثم تلا قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً } . فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل ، فليس له في الفيء حق ) . الحلية .
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال : ( كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتّنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ مالك هذه الآية : { محمد رسول الله والذين معه أشداء - حتى بلغ - يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } . فقال مالك : من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أصابته الآية ) . الحلية .
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبد العزيز قال : ( كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه : يا أبا عبد الله فأشرف له مالك ، ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه ، فقال له الطالبي : إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله ، إذا قدمت عليه فسألني ، قلت له : مالك قال لي . فقال له : قُل . فقال : من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟. فقال : أبو بكر ، قال العلوي : ثم مَن ؟ قال مالك : ثم عمر . قال العلوي : ثم من ؟ قال : الخليفة المقتول ظلماً ، عثمان . قال العلوي : والله لا أجالسك أبداً . فقال له مالك : فالخيار إليك ) . ترتيب المدارك.
فعليك moussaaliahmed بطلب العلم الشرعي فهو العاصم من الفتن، والرجوع إلى علماء أهل السنة ، هم أطباء الناس على الحقيقة ، إذ مرض القلوب أكثر من الأبدان ، فالجهل داء ، والعلم شفاء ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإنما شفاء العي السؤال " صحيح أبو داود

محمد أبو عثمان
2007-07-20, 11:02
جزاك الله خيرا أخي dolim ورحم الله علمائنا ورضي الله عن صحابة نبينا وما أعظم ما قال الإمام مالك رحمه الله

كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتّنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأ مالك هذه الآية : { محمد رسول الله والذين معه أشداء - حتى بلغ - يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } . فقال مالك : من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أصابته الآية