katkooot
2011-09-06, 22:23
مبارك يحكم مصر, وشيئا لم يتغير
تأتي اهمية مصر عربيا من حجم الثروة البشرية التي تملكها, هذا أولا, وثانيا من حضانتها للأزهر تاريخيا, واخيرا من حضانتها لتأسيس حزب الاخوان المسلمين الممول وهابيا بالبترودولار القذر, والذي انتشر عربيا كالنار بالهشيم! لهذه الاسباب نحن نهتم بما يجري بمصر وكأنه شأنا داخليا لدينا؟
عندما يكون لديك ثروة بشرية معقولة, فما عليك الا ان تتبنى القوانين الاقتصادية الصحيحة (الاقتصاد التنافسي), وعندها تستطيع ان تبني المعجزات الاقتصادية والتي تؤدي الى التنمية والثراء! وللأسف الشديد, هذا لم يحدث بمصر بسبب تبني الاقتصاد الاحتكاري الاستبدادي؟؟
انظروا الى المعجزة الاقتصادية التي حدثت بالصين بفضل ثروتها البشرية منذ ان بدأت بتبني القوانين الاقتصادية التنافسية!
انظروا الى المعجزة الاقتصادية باندونيسيا وبتركيا؟ انظروا الى معجزة الكويت والامارات وقطر (بالرغم من بعض جوانبها السلبية الا انها تبقى معجزات اقتصادية)! الذي يظن بان ثراء الدول الخليجية هو بسبب الثروات الباطنية, فهو جاهل بالاقتصاد, لان النمو الاقتصادي لا يتحقق بواسطة الثروات الباطنية, وانما الثروة تأتي: من وبواسطة الثروة البشرية, ومن الثروة البشرية فقط لا غير! ولهذا السبب قامت الدول الخليجية باستقدام العمالة الاجنبية, ولهذا السبب نفسه تتنافس كل دول العالم الغنية باستقدام المهاجرين الى بلادها للمحافظة على رثم نموها الاقتصادي. البلدان الغنية تتنافس على المهاجرين حتى ولو كان المهاجر من بيئة ارهابية او حتى اذا كان مريضا او متخلفا علميا! فهذه البلدان على استعاداد لأن تعلمه وأن تؤمن له الحياة المتحضرة والقوانين الانسانية التي تشعره بانه مواطن اصيل لا يختلف عن اي مواطن اخر من ابناء البلد الاصليين!
جان كرستيان, وهو رئيس وزراء كندا الاسبق, سافر الى بلدان اميركا اللاتينية المدقعة بالفقر, والقى خطاباته لشعوبها يتوسلهم بها بالهجرة الى كندا! ولكي يغريهم بالهجرة الى كندا قال لهم حرفيا: بان لدينا بكندا المستشفيات الفارغة, ولدينا نظام صحي مجاني, واذا اردتم ان تتعالجوا بمستشفياتنا مجانا فنرجوكم ان تهاجروا الى كندا, نحن نحتاج لكم! لدرجة بان المستمع لخطابه يخال له بان رئيس الوزراء كان على استعداد لان يقبل ايدي الفقراء والمرضى لكي يرضوا بالهجرة الى كندا!
المال لا يصنع اقتصادا! الثروة البشرية هي التي تصنع الاقتصاد, لانه ببساطة اذا كان لديك الثروة البشرية ولم يكن لديك المال فهناك طرائق كثيرة لضخ المال بالاقتصاد, راجعوا مقالنا بعنوان: ضخ المال حق من حقوق الانسان.
في 17-2-2011 اطلقنا صفارة انذار للشعب المصري خاصة والشعوب العربية عامة, عبر مقالنا والذي كان بعنوان" لن يبلع الشباب الذكي طعم الثعالب المخضرمين" (موجود على النت), واثبتنا بهذا المقال بان ما يفعله رئيس المجلس العسكري المصري المشير طنطاوي ماهو الا ارادة مبارك نفسها, وان المشير ماهو الا خادم وفي لمبارك, وما هو الا دمية عرائس يحركها مبارك من خلف الستار, ولدرجة بانه يخال لنا بان مبارك يناجي نفسه ويقول مخاطبا شعبه: يا ولاد الايه...رفضتم حكمي لكم مباشرة ؟؟ فها انا احكمكم من خلال احد خدمي ..فانا مبارك مصر وبس؟؟
الأن ,وبعد مرور اكثر من ستة اشهر على صفارتنا الاولى, نجد انفسنا باننا مضطرين الى اطلاق الصفارة مرة اخرى! هناك الكثير من الاحداث التي تؤكد شكوكنا بأن مبارك هو الذي يحكم من خلف الستار, ولكن في هذه المقالة سنركز على بعض منها فقط:
اولا: ان اطلاق يد الاسلاميين من سلفيين وتكفيريين واخوان ومن مختلق المذاهب لتاسيس الاحزاب الاسلامية , وقد زامن اطلاق يد هؤلاء الاسلاميين اللجوء الى بدعة التغيير الدستوري الباهت والتي روج وهلل لها الاسلاميون حتى اطلقوا عليها غزوة صناديق الاقتراع, قد خدمت مبارك كثيرا. نحن نعتقد بان هذا كله تم التخطيط له بواسطة مبارك ومستشاريه وتم تمويله بواسطة مبارك والبترودولار الوهابي؟ ونحن نجزم بان مبارك يبتسم بدهاء ويناجي نفسه ويقول لشعبه من اللبراليين والاقليات, الم احذركم من الاسلاميين؟؟ لقد ثرتم علي ولم تقفوا بجانبي ؟؟ الآن واجهوا الاسلاميين؟؟ الم يكن افضل لكم لو بقيت انا في السلطة؟ سأجعلكم تندمون وتثورون على الاسلاميين لاعادتي للسلطة!!
اي باختصار, هم يحققون مأثرة الفزاعة الاسلامية؟؟
ثانيا: بدل من تتبني مصر للقوانين الاقتصادية التي تبنتها الدول المتقدمة اقتصاديا لكي تؤدي الى معجزة اقتصادية مماثلة بمصر ايضا, نجد بانه يتم اشغال الشعب المصري بقضايا جانبية تافهة, مثل قضية العلاقة مع اسرائيل, واستخدام حادثة قتل الجنود الاسرائليين للجنود المصريين عند ملاحقتهم للارهابيين الاخيرة, لتحييد الشعب المصري عن قضاياه الاستراتيجية, كقضية الدستور و قضية الاقتصاد؟؟ نحن هنا نجزم بان مبارك هو من صمم هذه الامور لكي لا يشعر الشعب المصري بالتحسن الاقتصادي من بعده بالحكم, وبنفس الوقت لكي يقول لاسرائيل والعالم : ستندمون لانكم لم تؤيدوا بقائي في السلطة, وانا الذي كنت احافظ على امن اسرائيل, وكانت حدودي معها تنعم بالهدوء والسلام!! وهذا يذكرنا ايضا بما فعله بشار الاسد على الحدود الاسرائيلية, عندما ارسل الفلسطينيين الذين يعيشون بالمخيمات الفلسطينية الموجودة على الاراضي السورية, الى الجبهة السورية مع اسرائيل لكي يتم قتلهم بنيران الجيش الاسرائيلي, وبذلك هو اراد ان يرسل رسالة لاسرائيل مفادها بان له الفضل وحده بامن حدود اسرائيل مع سورية وان من مصلحة اسرائيل والعالم مساعدته على البقاء بالسلطة من اجل استقرار المنطقة, لان الخيارات الاخرى غير قادرة على ما يقوم به, وهذا ما عبر عنه ابن خاله الذي يحتكر الاقتصاد السوري بالنيابة عن بشار الاسد وهو رامي مخلوف عندما قال: ان امن اسرائيل من امن سوريا!
نحن نجزم بان ما يجري الان بمصر وبتونس وبسوريا واليمن من اسلمة للثورات العربية, ما هي الا الخطة باء للزعماء العرب وعلى رأسهم السعودية التي ما زالت تعتقد بان الاسلمة هي افضل طريقة للحفاظ على السلطة.
طبعا, لقد لجأ الزعماء العرب الى الخطة باء بعد ان فشلت الخطة ألف والتي كانت تقضي بالمحافظة على استمرارية الزعماء العرب الذين تم خلعهم تحت وطأة توق الشعوب لحريتها. اما خطتهم البديلة باء على ما يبدو, فهي تقتضي باسلمة البلاد؟ وهذا ما فعلوه بدعم نهضة راشد الغنوشي بتونس، وبثورة مصر التي باركها القرضاوي وكذلك الامر مع مصطفى عبد الجليل الإخواني الليبي الشهيرالذي تربع على رأس المجلس الانتقالي الليبي، وكذلك الامر مع اليمن وتنظيماتها الاخوانية, فيما تلعب جماعة الإخوان المسلمين السورية دورا مهما في الثورة السورية كما صرح رياض الشقفة، وكان حضورها بارزاً في كل المؤتمرات التركية والممولة وهابيا.
مما لاشك به بان المال الوهابي يركز على مصر باكثر ما يمكن, لان دهماء السياسة الوهابية يعرفون بان عند تركيع مصر والسيطرة عليها فسيكون بعدها السيطرة على بقية الشعوب العربية تحصيل حاصل. وهنا نذكر المثل الفلاحي السوري الذي يقول: بان الخط الاعوج من الثور الكبير... وفي حالتنا مصر هي الثور الكبير, فاذا استطاعوا حرف الثور الكبير فان الصغيرة ستتبعها بالانحراف.
نحن نجزم بان خادم الحرمين الأن جالسا على عرشه كالطاووس وينفش بريشه ويناجي نفسه ويقول:"الم اقل لكم بأن الاسلام سلاح فتاك واقوى من اي قنبلة ذرية!! فالقنبلة الذرية تقضي على ملايين البشر بدائرة قطرها عدة كيلومترات لعدة ساعات, وبعدها يبدأ اثرها بالانحسار تدريجيا مع الزمن! اما القنبلة الاسلامية والتي رماها قثم قبل 1430 سنة فهي ما زالت تفتك بالشعوب منذ ذلك الوقت, وهي ما زالت سلاح فعال جدا وليس هناك اي مؤشر على انحسار اثرها بعد" ثم يقهقه بسريرته ويقول بأن استثماراتنا بالاخوان المسلمين منذ عهد عبدالناصر والى الآن لم تذهب هباءا, وها انا اتحكم بشعب مصر وبالتالي الشعوب العربية وانا جالس على عرشي وكل ما افعله هو ضخ التمويل والذي لدي منه الكثير على اسلمة الدول العربية والعالم.
من هنا نرى بان الشعوب العربية قد كسرت حاجز الخوف من السلطة السياسية الاستبدادية ولكنها ما تزال تحتفظ بخوفها ورعبها السريري من رجال الدين ومن المؤسسة الدينية والتي ما زالت تمول بالبترودولار الوهابي.
لذلك كما قلنا بمقالاتنا السابقة ثورة العرب التالية ستكون ضد الرعب الديني وهو اخطر واعتى من الرعب الاستبدادي.
الثورات العربية لم تكتمل بالقضاء على الاستبداد السياسي والخطوة التالية هو القضاء على الاستبداد الثيوقراطي, وحتما استخدام الاقتصاد التنافسي هو خطوة كبيرة بالاتجاه الصحيح.
ان بقاء مبارك بالحكم من وراء الستارة, واستخدام الاسلمة الوهابية, يعطي مخاوف كبيرة لشريحة كبيرة من الشعب السوري الذين لم يتخذوا قرارهم بعد بالانخراط بالثورة السورية تخوفا من فزاعة الاسلام, وهذا حتما سيزيد من امد الثورة السورية سلبا, وبالتالي سيزيد من الخسائر البشرية والشهداء ومن الخسائر المادية وتدمير البنية التحتية واستنزاف المقدرات وبالتالي زيادة ليالي الشعب السوري الحالكة بشكل عام.
تحياتي للجميع
من قلم : طلال عبدالله الخوري
تأتي اهمية مصر عربيا من حجم الثروة البشرية التي تملكها, هذا أولا, وثانيا من حضانتها للأزهر تاريخيا, واخيرا من حضانتها لتأسيس حزب الاخوان المسلمين الممول وهابيا بالبترودولار القذر, والذي انتشر عربيا كالنار بالهشيم! لهذه الاسباب نحن نهتم بما يجري بمصر وكأنه شأنا داخليا لدينا؟
عندما يكون لديك ثروة بشرية معقولة, فما عليك الا ان تتبنى القوانين الاقتصادية الصحيحة (الاقتصاد التنافسي), وعندها تستطيع ان تبني المعجزات الاقتصادية والتي تؤدي الى التنمية والثراء! وللأسف الشديد, هذا لم يحدث بمصر بسبب تبني الاقتصاد الاحتكاري الاستبدادي؟؟
انظروا الى المعجزة الاقتصادية التي حدثت بالصين بفضل ثروتها البشرية منذ ان بدأت بتبني القوانين الاقتصادية التنافسية!
انظروا الى المعجزة الاقتصادية باندونيسيا وبتركيا؟ انظروا الى معجزة الكويت والامارات وقطر (بالرغم من بعض جوانبها السلبية الا انها تبقى معجزات اقتصادية)! الذي يظن بان ثراء الدول الخليجية هو بسبب الثروات الباطنية, فهو جاهل بالاقتصاد, لان النمو الاقتصادي لا يتحقق بواسطة الثروات الباطنية, وانما الثروة تأتي: من وبواسطة الثروة البشرية, ومن الثروة البشرية فقط لا غير! ولهذا السبب قامت الدول الخليجية باستقدام العمالة الاجنبية, ولهذا السبب نفسه تتنافس كل دول العالم الغنية باستقدام المهاجرين الى بلادها للمحافظة على رثم نموها الاقتصادي. البلدان الغنية تتنافس على المهاجرين حتى ولو كان المهاجر من بيئة ارهابية او حتى اذا كان مريضا او متخلفا علميا! فهذه البلدان على استعاداد لأن تعلمه وأن تؤمن له الحياة المتحضرة والقوانين الانسانية التي تشعره بانه مواطن اصيل لا يختلف عن اي مواطن اخر من ابناء البلد الاصليين!
جان كرستيان, وهو رئيس وزراء كندا الاسبق, سافر الى بلدان اميركا اللاتينية المدقعة بالفقر, والقى خطاباته لشعوبها يتوسلهم بها بالهجرة الى كندا! ولكي يغريهم بالهجرة الى كندا قال لهم حرفيا: بان لدينا بكندا المستشفيات الفارغة, ولدينا نظام صحي مجاني, واذا اردتم ان تتعالجوا بمستشفياتنا مجانا فنرجوكم ان تهاجروا الى كندا, نحن نحتاج لكم! لدرجة بان المستمع لخطابه يخال له بان رئيس الوزراء كان على استعداد لان يقبل ايدي الفقراء والمرضى لكي يرضوا بالهجرة الى كندا!
المال لا يصنع اقتصادا! الثروة البشرية هي التي تصنع الاقتصاد, لانه ببساطة اذا كان لديك الثروة البشرية ولم يكن لديك المال فهناك طرائق كثيرة لضخ المال بالاقتصاد, راجعوا مقالنا بعنوان: ضخ المال حق من حقوق الانسان.
في 17-2-2011 اطلقنا صفارة انذار للشعب المصري خاصة والشعوب العربية عامة, عبر مقالنا والذي كان بعنوان" لن يبلع الشباب الذكي طعم الثعالب المخضرمين" (موجود على النت), واثبتنا بهذا المقال بان ما يفعله رئيس المجلس العسكري المصري المشير طنطاوي ماهو الا ارادة مبارك نفسها, وان المشير ماهو الا خادم وفي لمبارك, وما هو الا دمية عرائس يحركها مبارك من خلف الستار, ولدرجة بانه يخال لنا بان مبارك يناجي نفسه ويقول مخاطبا شعبه: يا ولاد الايه...رفضتم حكمي لكم مباشرة ؟؟ فها انا احكمكم من خلال احد خدمي ..فانا مبارك مصر وبس؟؟
الأن ,وبعد مرور اكثر من ستة اشهر على صفارتنا الاولى, نجد انفسنا باننا مضطرين الى اطلاق الصفارة مرة اخرى! هناك الكثير من الاحداث التي تؤكد شكوكنا بأن مبارك هو الذي يحكم من خلف الستار, ولكن في هذه المقالة سنركز على بعض منها فقط:
اولا: ان اطلاق يد الاسلاميين من سلفيين وتكفيريين واخوان ومن مختلق المذاهب لتاسيس الاحزاب الاسلامية , وقد زامن اطلاق يد هؤلاء الاسلاميين اللجوء الى بدعة التغيير الدستوري الباهت والتي روج وهلل لها الاسلاميون حتى اطلقوا عليها غزوة صناديق الاقتراع, قد خدمت مبارك كثيرا. نحن نعتقد بان هذا كله تم التخطيط له بواسطة مبارك ومستشاريه وتم تمويله بواسطة مبارك والبترودولار الوهابي؟ ونحن نجزم بان مبارك يبتسم بدهاء ويناجي نفسه ويقول لشعبه من اللبراليين والاقليات, الم احذركم من الاسلاميين؟؟ لقد ثرتم علي ولم تقفوا بجانبي ؟؟ الآن واجهوا الاسلاميين؟؟ الم يكن افضل لكم لو بقيت انا في السلطة؟ سأجعلكم تندمون وتثورون على الاسلاميين لاعادتي للسلطة!!
اي باختصار, هم يحققون مأثرة الفزاعة الاسلامية؟؟
ثانيا: بدل من تتبني مصر للقوانين الاقتصادية التي تبنتها الدول المتقدمة اقتصاديا لكي تؤدي الى معجزة اقتصادية مماثلة بمصر ايضا, نجد بانه يتم اشغال الشعب المصري بقضايا جانبية تافهة, مثل قضية العلاقة مع اسرائيل, واستخدام حادثة قتل الجنود الاسرائليين للجنود المصريين عند ملاحقتهم للارهابيين الاخيرة, لتحييد الشعب المصري عن قضاياه الاستراتيجية, كقضية الدستور و قضية الاقتصاد؟؟ نحن هنا نجزم بان مبارك هو من صمم هذه الامور لكي لا يشعر الشعب المصري بالتحسن الاقتصادي من بعده بالحكم, وبنفس الوقت لكي يقول لاسرائيل والعالم : ستندمون لانكم لم تؤيدوا بقائي في السلطة, وانا الذي كنت احافظ على امن اسرائيل, وكانت حدودي معها تنعم بالهدوء والسلام!! وهذا يذكرنا ايضا بما فعله بشار الاسد على الحدود الاسرائيلية, عندما ارسل الفلسطينيين الذين يعيشون بالمخيمات الفلسطينية الموجودة على الاراضي السورية, الى الجبهة السورية مع اسرائيل لكي يتم قتلهم بنيران الجيش الاسرائيلي, وبذلك هو اراد ان يرسل رسالة لاسرائيل مفادها بان له الفضل وحده بامن حدود اسرائيل مع سورية وان من مصلحة اسرائيل والعالم مساعدته على البقاء بالسلطة من اجل استقرار المنطقة, لان الخيارات الاخرى غير قادرة على ما يقوم به, وهذا ما عبر عنه ابن خاله الذي يحتكر الاقتصاد السوري بالنيابة عن بشار الاسد وهو رامي مخلوف عندما قال: ان امن اسرائيل من امن سوريا!
نحن نجزم بان ما يجري الان بمصر وبتونس وبسوريا واليمن من اسلمة للثورات العربية, ما هي الا الخطة باء للزعماء العرب وعلى رأسهم السعودية التي ما زالت تعتقد بان الاسلمة هي افضل طريقة للحفاظ على السلطة.
طبعا, لقد لجأ الزعماء العرب الى الخطة باء بعد ان فشلت الخطة ألف والتي كانت تقضي بالمحافظة على استمرارية الزعماء العرب الذين تم خلعهم تحت وطأة توق الشعوب لحريتها. اما خطتهم البديلة باء على ما يبدو, فهي تقتضي باسلمة البلاد؟ وهذا ما فعلوه بدعم نهضة راشد الغنوشي بتونس، وبثورة مصر التي باركها القرضاوي وكذلك الامر مع مصطفى عبد الجليل الإخواني الليبي الشهيرالذي تربع على رأس المجلس الانتقالي الليبي، وكذلك الامر مع اليمن وتنظيماتها الاخوانية, فيما تلعب جماعة الإخوان المسلمين السورية دورا مهما في الثورة السورية كما صرح رياض الشقفة، وكان حضورها بارزاً في كل المؤتمرات التركية والممولة وهابيا.
مما لاشك به بان المال الوهابي يركز على مصر باكثر ما يمكن, لان دهماء السياسة الوهابية يعرفون بان عند تركيع مصر والسيطرة عليها فسيكون بعدها السيطرة على بقية الشعوب العربية تحصيل حاصل. وهنا نذكر المثل الفلاحي السوري الذي يقول: بان الخط الاعوج من الثور الكبير... وفي حالتنا مصر هي الثور الكبير, فاذا استطاعوا حرف الثور الكبير فان الصغيرة ستتبعها بالانحراف.
نحن نجزم بان خادم الحرمين الأن جالسا على عرشه كالطاووس وينفش بريشه ويناجي نفسه ويقول:"الم اقل لكم بأن الاسلام سلاح فتاك واقوى من اي قنبلة ذرية!! فالقنبلة الذرية تقضي على ملايين البشر بدائرة قطرها عدة كيلومترات لعدة ساعات, وبعدها يبدأ اثرها بالانحسار تدريجيا مع الزمن! اما القنبلة الاسلامية والتي رماها قثم قبل 1430 سنة فهي ما زالت تفتك بالشعوب منذ ذلك الوقت, وهي ما زالت سلاح فعال جدا وليس هناك اي مؤشر على انحسار اثرها بعد" ثم يقهقه بسريرته ويقول بأن استثماراتنا بالاخوان المسلمين منذ عهد عبدالناصر والى الآن لم تذهب هباءا, وها انا اتحكم بشعب مصر وبالتالي الشعوب العربية وانا جالس على عرشي وكل ما افعله هو ضخ التمويل والذي لدي منه الكثير على اسلمة الدول العربية والعالم.
من هنا نرى بان الشعوب العربية قد كسرت حاجز الخوف من السلطة السياسية الاستبدادية ولكنها ما تزال تحتفظ بخوفها ورعبها السريري من رجال الدين ومن المؤسسة الدينية والتي ما زالت تمول بالبترودولار الوهابي.
لذلك كما قلنا بمقالاتنا السابقة ثورة العرب التالية ستكون ضد الرعب الديني وهو اخطر واعتى من الرعب الاستبدادي.
الثورات العربية لم تكتمل بالقضاء على الاستبداد السياسي والخطوة التالية هو القضاء على الاستبداد الثيوقراطي, وحتما استخدام الاقتصاد التنافسي هو خطوة كبيرة بالاتجاه الصحيح.
ان بقاء مبارك بالحكم من وراء الستارة, واستخدام الاسلمة الوهابية, يعطي مخاوف كبيرة لشريحة كبيرة من الشعب السوري الذين لم يتخذوا قرارهم بعد بالانخراط بالثورة السورية تخوفا من فزاعة الاسلام, وهذا حتما سيزيد من امد الثورة السورية سلبا, وبالتالي سيزيد من الخسائر البشرية والشهداء ومن الخسائر المادية وتدمير البنية التحتية واستنزاف المقدرات وبالتالي زيادة ليالي الشعب السوري الحالكة بشكل عام.
تحياتي للجميع
من قلم : طلال عبدالله الخوري