المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامازيغ قبائل العرب العاربة .


احمد الطيباوي
2011-07-30, 13:56
كتاب : الأمازيغ عرب عاربة/ للدكتور الجزائري الامازيغي عثمان السعدي

http://images1.maghress.com/maghress/hespress/12995

]الأمازيع (البربر) جاؤوا من اليمن!

ما يلي مقتطف من كتاب الدكتور عثمان سعدي من الجزائر، “الأمازيع عرب عاربة”، الصادر عام 1996 في الجزائر، وعام 1998 في ليبيا. ود. سعدي من قبيلة النمامشة، أكبر قبيلة أمازيغية، وهو يجيد الأمازيغية والعربية، وهو مناضل قديم في جبهة التحرير الوطني الجزائرية، حصل على البكالوريوس من جامعة القاهرة في مصر عبد الناصر عام 1956، وعلى الماجستير من جامعة بغداد عام 1979، وعلى الدكتوراة من جامعة الجزائر عام 1986. وقد عمل فترة في السلك الديبلوماسي في سوريا والعراق ومصر، وهو روائي وناقد أدبي بالإضافة لكونه لغوياً ومفكراً، وهو رئيس “الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية” منذ عام 1990، وقد أصدر في الجزائر عام 2007 “معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية” الذي يضم تسعة آلاف مدخل، وقد نشره مجمع اللغة العربية في طرابلس، ليبيا، ويبين فيه أن الأمازيغية ـ البربرية هي لهجة منحدرة من العربية الأم منذ آلاف السنين كالآشورية والبابلية والكنعانية والآرامية، وغيرها… ويؤكد أن تسعين في المائة من كلماتها عربية: عاربة أو مستعربة، كما تقول موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت.

أما كتاب “الأمازيغ عرب عاربة”، فقد سبقه عام 1983 كتاب “عروبة الجزائر عبر التاريخ” الذي يثبت عروبة الجزائر والمغرب العربي منذ التاريخ القديم.

كتاب “الأمازيغ عرب عاربة” الذي نقتطف منه أدناه “كتاب يؤكد عروبة الأمازيغ البربر ، ويبين أن التشكيك في ذلك هو مناورة للاستعمار الفرنسي الجديد بهدف شق الوحدة الوطنية، واستمرار سيطرة الفرنكفونية على الجزائر وبلدان المغرب العربي: تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا من خلال هيمنه اللغة الفرنسية على دولها”.

ولا بد من الإشارة أن المؤلف يستخدم تعبير “بربر” تكراراً في سياق الحديث عن الأمازيغ. وعلى عكس ما يوحيه البعض، فإن تعبير “بربر” غير تعبير “البرابرة” الذي كان يستخدمه الرومان لوصف غير الرومان، والذي بات يعني الهمجية والتخلف عن ركب الحضارة. أما تعبير “بربر” فشيء أخر مختلف تماماً أصله غير معروف، وهو يستخدم لوصف الأمازيغ السكان الأصليين للمغرب العربي، ذوي الأصول اليمنية كما تدل المراجع التاريخية وكما يوثق د. عثمان السعدي.

نقدم هذه المادة في سياق التأكيد على عروبة كل الأرض العربية، وعلى حقيقة الوجود القومي العربي، من العراق وبلاد الشام إلى مصر والسودان إلى بلدان المغرب العربي. فثمة مؤامرة اليوم لوصف الوجود العربي خارج الجزيرة العربية كاحتلال، ولاختراع هويات محلية أصيلة مناهضة للعروبة، وسابقة لها، على ما زعموا، في كل الأقطار العربية خارج الجزيرة العربية. وإذ نقدم هنا صفحات موثقة من عروبة البربر (الأمازيغ) القديمة، فلأن التاريخ القديم للمغرب العربي يتعرض للتشكيك والطعن بعروبته أكثر من غيره، أكثر من العراق وسوريا الكبرى مثلاً، وأكثر من مصر والسودان. والمستشرقون الغربيون حرصوا على اختراع أصول أوروبية للأمازيع (البربر) كجزء من مشروع شطب هوية الوطن العربي القومية والحضارية. ففي موسوعة ويكيبديا على الإنترنت مثلاً تجد بالإنكليزية تحت مدخل “بربر” تعريفاً يقول أنهم قومٌ أقرب للأوروبيين منهم للساميين والعرب. وهو الأمر الذي يهدف لسلخ المغرب العربي الكبير عن أمته. فإذا أثبتنا أن الأمازيع (البربر) عربٌ أقحاح، فإن إثبات عروبة الباقي، من مصر للعراق لسوريا للسودان لأريتريا (التي يأتي ذكرها هنا) يصبح أمراً أسهل منالاً. ونشجع كل عروبي أصيل أن يبحث عن المواد التي تثبت عروبة القطر أو المنطقة التي يأتي منها، من البحرين إلى المغرب، وأن ينشر هذه المواد على أوسع نطاق، ولو كان الأمر يتعلق بشجرة عائلته، أو تاريخ عشيرته أو قريته…

وقد ظن بعض الإسلاميين عن حسن نية ربما أن من الأفضل شطب التاريخ العربي قبل الإسلام، باعتباره تاريخاً جاهلياً، فاعتبر أن التاريخ يبدأ مع الإسلام فقط، وهي النزعة التي شجع على انتشارها عن سوء نية بعض الشعوبيين أيضاً من مدعي الإسلام المعادين للعرب. لكن هذا المنطق السطحي الذي يتجاهل دور العروبة والعرب واللغة العربية في الانتشار السريع للإسلام في أرجاء الوطن العربي وخارجه، وفي جعل العرب مادة الإسلام، وفي جعل العربية لغة الإسلام، وفي جعل معركة القادسية امتداداً لذي قار، وفي جعل معركة بلاط الشهداء وفتح الأندلس امتداداً منطقياً لتطويق البطل العربي هنيبعل للإمبراطورية الرومانية عبر جبال الألب السويسرية، هذا المنطق السطحي الذي يفصل تاريخ العروبة قبل الإسلام بشكل تعسفي عن تاريخ العروبة بعد الإسلام هو بالضبط ما يجعل بعض الأفاقين والمغرضين اليوم يعتبرون الفتح الإسلامي “احتلالاً”، لا تحريراً من الفرس والروم وتوحيداً للأمة. وسنقدم في الحلقة القادمة من سلسلة التثقيف القومي إن شاء الله مادة بعنوان “الفتح الإسلامي ليس غزواً” عن عروبة بلاد الشام والعراق قبل الإسلام.

أما هنا فيقدم الأستاذ عثمان السعدي خلاصةً جميلة عن تأثير الفينيقيين بالبربر، فتظن للحظة أنه يربط عروبة البربر بتأثرهم بالفينيقيين قبل حوالي ألفي عام، ليعود بعدها ليقدم الدلائل على عروبتهم وعروبة لغتهم منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، مما يفسر لمَ تفاهم الأمازيع مع الفينيقيين وتحاربوا مع الرومان، ولو كانوا من أصول أوروبية، كما يزعم المستشرقون، كان يفترض أن يحدث العكس تماماً!

باختصار الأمازيغ جاؤوا من اليمن، قبل ثلاثة آلاف عام، ولغتهم ترتبط مع اللغة العربية القديمة بوشائج متينة. تلك هي الخلاصة لمن لا يرغب بالخوض بالتفاصيل. فهذا الوطن وطنٌ واحدٌ منذ آلاف السنين، وهو الوطن العربي، موطن الأمة العربية. والتوحيد نزعة عربية أصيلة. فالإسلام ازدهر في هذه الأرض لأنها تهيأت تدريجياً لاحتضانه قبل قرونٍ من المولد النبوي، كما يوضح الأستاذ ميشيل عفلق في “ذكرى الرسول العربي”. أما المسيحيون العرب، فيُظهِر د. عثمان السعدي أنهم كانوا في المغرب العربي ذوي نزعات إسلامية توحيدية معادية للرومان منذ ما قبل الإسلام، وهي القصة نفسها التي نجدها عند مسيحيي بلاد الشام والعراق ومصر.

احمد الطيباوي
2011-07-30, 14:05
http://www.marefa.org/images/2/26/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA_% D8%B9%D8%B1%D8%A8_%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9_( %D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8).jpg


كتاب الامازيغ عرب عاربة :

كتاب الامازيغ عرب عاربة كتاب من تأليف الكاتب الجزائري عثمان سعدي يؤكد عروبة الأمازيغ. يرتكز على أكثر من ستين مرجعا، نصفها مراجع غربية. يرد على البربريين الذين كونهم الاستعمار الجديد في الأكادمية البربرية في فرنسا منذ 1967 بهدف تأسيس الدولة البربرية بسيادة الفرنسية، المرتبطة بأروبا؛ وقطع المغرب العربي عن جناحه المشرقي، وإلغاء خمسة عشر قرنا من الإسلام والعروبة. الكتاب يبين أنه لا وجود للغة أمازيغية، وإنما هناك آلاف اللهجات منحدرة من العربية القديمة (السامية). ويثبت الكتاب بأن البونقية، وهي عربية قديمة (سامية)، كانت لغة الثقافة والدواوين بشمال إفريقيا قبل الفتح الإسلامي، ثم خلفتها بعد الفتح الإسلامي العربية الحديثة التي طورها الإسلام.


مقتطف من كتاب الأمازيغ عرب عاربة الجزء الرابع
للدكتور الجزائري الامازيغي عثمان سعدي

من هم الأمازيغ (البربر)؟

مدخــــــل :

يكثر الحديث في هذه الأيام عن البربر: عن أصلهم، عن لغتهم، عن تاريخهم مع العرب ومع العربية ومع الإسلام . وأنا هنا أستعرض تاريخ المسألة البربرية، عبر مراجع فرنسية لتعزيز رأيي الوارد في الكتاب، والمتمثل في أن البربر من العرب العاربة، استقروا في المغرب ضمن هجرات سابقة للفتح الإسلام ي، على أساس أنهم ساميون، أي من العرب القدامى؛ بسبب بطلان التسمية السامية لتاريخنا، بإجماع المؤرخين. هذه التسمية التي أطلقها المستشرق اليهودي النمساوي ” شلوتزر SHLOTZER ” في الربع الأخير من القرن الثامن عشر. ويستبدل المؤرخون مصطلح الساميين بالأقوام العربية القديمة أو العروبية.

إن البربر يعيشون في حوض حضاري، ولا أقول ( عرقي )، يقع في هذا الامتداد الجغرافي، من سلطنة عمان شرقا على المحيط الهندي، إلى موريتانيا على المحيط الأطلسي غرباً. وكان هذا الامتداد مسرحا لمد بشري، منذ عشرات آلاف السنيين، في الاتجاهين: من المغرب إلى المشرق، ومن المشرق إلى المغرب.

فالمؤرخ الفرنسي ” غوتييه E. F. GAUTIER” في كتابه : “ماضي شمال إفريقيا”، يرى أن “الاحتمال الكبير هو أن الإنسان الذي عمّر وادي النيل هاجر من الصحراء الكبرى”. (E.F. Gautier: Le Passe de l’Afrique du Nord, p.23)

كما أن ششنق الأول البربري اتجه سنة 950 قبل الميلاد، من المغرب العربي الذي كان يسمى ليبيا ذلك الوقت، وحكم مصر الفرعونية، وأسس البربر الأسرتين الفرعونيتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين. كما انطلق البربر من بلاد القبائل بالجزائر وأسسوا الدولة الفاطمية، و بنوا القاهرة. إذن فأن البربر يعيشون وسط هذا الحوض الحضاري الكبير الذي عرف تبادل الهجرات منذ التاريخ القديم.

ومن الغريب أن ( البربريست)، [أي أصحاب النزعة البربرية الشعوبية المعادية للعرب- الناسخ]، افتعلوا ما يسمى بالتقويم البربري بمناسبة توجه ششنق إلى مصر، وسموه التقويم الششنقي، فزيفوا التاريخ، وحولوا هذه المناسبة من عنصر تاريخي موحد بين مشرق هذا الامتداد الجغرافي ومغربه، إلى عنصر مكرس لانفصالهما. ويطالب ” البربريست ” باعتماد هذا التاريخ كرأس للسنة البربرية، والاحتفال به كعيد وطني، مقابلا لعيد المولد النبوي الشريف. بينما لا يعرف تاريخ البربر هذا النوع من التقويم.

البربر والعرب القدامى

أن بعض المؤرخين مثل أحمد سوسة العراقي، ” وبيير روسيه P. ROSSI ” الفرنسي، يرون أن الموجات البشرية الخارجة من الجزيرة العربية هي التي عمرت الشمال الإفريقي وحوض البحر الأبيض المتوسط بشماله وجنوبه، وذلك منذ بدء المرحلة الدافئة الثالثة ( وورم 3 (Warm في التاريخ الجيولوجي للأرض، أي قبل عشرين ألف سنة، والتي نجم عنها ذوبان الجليد في أوروبا وحوض البحر المتوسط، وزحف الجفاف على شبه الجزيرة العربية، التي كانت تنعم قبل بدء هذه المرحلة، بمناخ شبيه بمناخ أوروبا حالياً.

وتعتبر هجرة الفينيقيين إلى المغرب واحدة من هذه الهجرات المتأخرة للأقوام العربية من الجزيرة العربية التي سُبقت بهجرات سابقة لها، لم يسجلها التاريخ كما سجل هجرة الفينيقيين. وتنقُّل الفينيقيين من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، ومن بلاد الشام إلى المغرب العربي، جاء عفوياً ليؤكد تبادل هذا المد البشري في هذا الحوض الحضاري الكبير.

ويؤكد المؤرخون العلماء الأوروبيون، من خلال استقراءاتهم لعلم الآثار والنقوش والكتابات القديمة المكتشفة، أن استيطان الفينيقيين – منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد ( أي منذ 3500 سنة ) – هو الذي مهد لسهولة قبول البربر للغة العربية والدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي. ويرون أن اللغة البونيقية Punic ******** التي هي عربية قديمة استمرت قائمة بالمغرب العربي كلغة ثقافة وحضارة ودواوين، حتى بعد تدمير قرطاج، وخلال الاستعمار الروماني، وإلى أن دخل العرب المسلمون؛ فحدث الوصل بين البونيقية التي هي عربية قديمة وبين العربية التي هي لغة حديثة طورها القرآن الكريم والإسلام.

[البونيقية لهجة من لهجات اللغة الفينيقية، كانت سائدة في شمال أفريقيا، والفينيقية لهجة كنعانية، وهي بالتالي من جدات اللغة العربية. واللهجة الفينيقية الكنعانية كانت سائدة في لبنان وساحل سوريا ومنطقة الجليل في فلسطين وفي... مالطا. واللغة المالطية الحديثة بالمناسبة خليط من اللغة العربية والإيطالية والإنكليزية، وتكتب بالحرف اللاتيني، لكن أساسها لغة سامية عربية – الناسخ].

كما أن هؤلاء المؤرخين يرون أن الديانة الفينيقية، أي القرطاجنية التي اعتنقها البربر، المؤسسة على شبه توحيد، هي التي جعلت نفوس البربر جاهزة لاستقبال الدين الإسلامي بهذه السهولة، بل وبهذه العفوية. إن إمبراطورية قرطاج، وحضارة قرطاج الراقية، التي استمرت سائدة في حوض البحر المتوسط وفي العالم، عدة قرون، تأسست نتيجة للتزاوج بين شعبين عربيين: الشعب الفينيقي القادم من لبنان، والشعب البربري الذي كان موجودا بالشمال الإفريقي، إلى أن جاء العرب المسلمون فأقاموا عملية الوصل بين حلقتي الحضارة العربية.

وسأعرض نصوصاً لمؤرخين فرنسيين، متخصصين في الدراسات البربرية والسامية، تؤكد هذه الحقيقة. فمحررو (مادة الجزائر) في الموسوعة الفرنسية ( يونيفيرساليس UNIVERSALIS) يقولون:

“بدأ تاريخ المغرب الأوسط بوصول الفينيقيين الذين سجلوا حضارتهم كأول حضارة بالمدن، حيث تركت بها آثاراً مكتوبة، فأسسوا مبكراً، في القرون الأخيرة للألف الثانية قبل الميلاد، مراكز تجارية. وتطور الفينيقيون إلى قرطاجنيين، ولم يستعمروا داخل البلاد، ولكنهم طوروا هذه المدن الساحلية التجارية، والتي استمرت قائمة حتى بعد تدمير قرطاج، تحمل تسميات سامية كمدن راسكو رو (دلس)، وروس كاد (سكيكدة)، وروس قونية (ماتيفون)… وكان الرؤساء البرير المسيطرون على داخل البلاد حلفاء وزبائن تجاريين للقرطاجنيين، يمدونهم بفرق عسكرية، وبخاصة بالفرسان النوميديين المشهوريين، وبالفيلة الحربية والجنود. وانتشرت اللغة البونيقية (اللهجة الفينيقية الكنعانية السائدة في شمال أفريقيا – الناسخ) والحضارة الفينيقية بعمق في البلاد وظهرت مدناً للأهالي، وأضرحة ومزارات دينية، بنيت أحياناً من طرف فنيين قرطاجنيين. . . وهكذا فقد كان البربر تلاميذ للفينيقيين الذين علموهم أساليب زراعية وصناعية، كصناعة الزيت، والنبيذ، وصناعة الأدوات من النحاس؛ وعلموهم على الخصوص ديانتهم. واستمر البربر يعبدون آلهة قرطاج، حتى أثناء الاحتلال الروماني، لدرجة أن بعض المؤرخين يرون أن المسيحية، ثم الإسلام، لم يُقبلا من البربر، بهذه السهولة، إلا بسبب دخول هذه الديانة القرطاجنية المغرب، التي هي ديانة سامية. واستمرت اللغة البونيقية متداولة حتى بعد القرن الثالث الميلادي، حيث لعبت دور الوصلة إلى اللغة العربية” (Encyclopeadia Universalis، T1، P633)

دخول البربر العصر الحضاري:

لقد خرج البربر من العصر الحجري الحديث، ودخلوا التاريخ والعصر الحضاري عن طريق أخوانهم الفينيقيين. فالمؤرخ الفرنسي المتخصص في الدراسات البربرية رونيه باسيه R. Basset يورد حقائق تؤكد ذلك، فيقول:

“إن اللغة البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب. ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة، هذه المدة بالمغرب، لتسعة عشر قرناً، وهو أمر عظيم… لقد استمر تأثير مدينة قرطاج قائماً حتى بعد تدميرها، فقد تحولت (سيرتا) تحت حكم الملوك النوميديين البربر إلى مركز بونيقي، بل أن اسم سيرتا هو (قرطا)، أي المدينة بالبونيقية… لقد علم القرطاجنيون البربرَ الزراعةَ. فالبربر يكسرون الرمانة على مقبض المحراث، أو يدفنونها في أول خط للحرث، تفاؤلاً بأن سنابل الحبة المبذورة ستأتي كثيرة بعدد حبات الرمانة. وهي عادة مستمدة من ثقافة قرطاج، فالرمانة لديهم رمز للخصوبة. وتعتبر قرطاج مربية للبربر، فقد علمتهم كيفية الاعتناء بالزيتونة التي كانت موجودة بالمغرب كشجرة وحشية وكيفية استخراج الزيت منها. ويفصل “غزيل” Gsell هذه المسألة لغوياً فيقول: [إن كلمة أزمور بالبريرية تعني الزيتونة الوحشية وهو الاسم البربري لهذه الشجرة. أما إذا تكلموا عن الزيتونة الملقمة أطلقوا عليها الاسم السامي (الزيتونة)، وعلى سائلها اسم الزيت...]. كما علم الفينيقيون البربر زراعة التينة التي كانت قبلهم موجودة بالمغرب كشجرة وحشية أيضا، وعلموهم زراعة الكرمة، والرمانة، وعلموهم عموما فن زراعة الشجر المثمر. وقد تبين لنا الآن أن البربر كانوا على اتصال بالفينيقيين منذ ما قبل التاريخ… وعلم الفينيقيون البربر الصناعات القابلة للتصدير كالسيراميك، وصناعة المعادن، والنسيج والمجوهرات: كالخلاخيل، والتيجان، والخلالات (المشابك)، التي تصنع في صورة كف مبسوطة الأصابع. والتشابه واضح بين مجوهرات القبائل (بالجزائر)، والسوس (بالمغرب)، وبين المجوهرات القرطاجية. أما ديانة قرطاج فهي التي كانت منتشرة بالمغرب كالإله (بعل عمون)، والإلهة (تانيت)، وكان هذا الإله منتشرا بالعالم العربي كله، الأمر الذي أورد اسمه القرآن بالآية : (أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)، لدرجة أن انتشار الإسلام بشمال أفريقيا عائد إلى ما فعلته قرطاج في هذه البلاد… أما عن اللغة فقد جعل الملوك النوميديون البربر، في العهود الأخيرة، من البونيقية لغتهم الرسمية، لدرجة أنه كان الناس في بلاد البربر، وفي المدن على الخصوص، يتحدثون البونيقية أكثر من البربرية، وحتى في العهد الروماني… إن المناطق التي انتشرت فيها البونيقية أكثر هي التي تعربت بالكامل. والبونيقية لغة قريبة من العربية التي ما أن دخلت المغرب حتى خلفت البونيقية وبسهولة، كما أن آلهة قرطاج هي التي مهدت لانتصار الإسلام في هذه البلاد، واللغة القرطاجنية عبدت الطريق للعربية… وخلاصة القول أن قرطاج لم تجلب سوى الخير للبربر، فقد علمتهم غرس الأشجار المثمرة، وربتهم روحياً ودينياً. ومن الغريب أن هذا التأثير تعمق أكثر بعد تدمير قرطاج. لقد دمرت روما أسوار قرطاج لكنها فشلت في تدمير تأثيرها في نفوس البربر، بل إنه كلما تأسس احتلال روما للمغرب كلما انتشرت وتعمقت في نفوس البربر لغة قرطاج وعقائدها. وهل يختلف الوضع الآن عنه آنذاك؟!!!!”. (Rene Basset: Les Influences Puniques chez les Berberes, Revue Africaine, V.62 (1921), p.340)

لنلاحظ مغزى هذا السؤال الذي طرحه المؤرخ الفرنسي، فهو يريد أن يقول أنه كلما تغلغل الاستعمار الروماني في الأرض المغربية ازداد المغاربة تشبثا بالبونيقية، وبالديانة القرطاجانية، في الماضي، وكلما ازداد الاستعمار الفرنسي تغلغلا الآن في الأرض المغربية ازداد البربر تشبثاً بالعربية وبالإسلام. إنه يريد أن يقول باحتشام: أن التاريخ يعيد نفسه. هذا ما كتبه هذا المؤرخ الفرنسي، إنه يؤكد الأصل العربي للبربر، من الحفريات والكتابات الأثرية، التي اكتشفها علماء الآثار الفرنسيون والأوروبيون بالمغرب العربي.

[يُشار إلى أن مملكة نوميديا البربرية التي سادت في الجزائر وجزء من تونس بين عامي 202 و46 قبل الميلاد كانت قد تحالفت مع القائد الفينيقي العربي العظيم هنيبعل ضد الرومان، وزودته بخيالة محترفين من الدرجة الأولى، بالرغم من أن بعض قياداتها تآمر مع الرومان. كما أنها خضعت بدورها للاحتلال الروماني، واستوعبت كثيراً من المهاجرين القرطاجنيين بعد الهزيمة، وقاتلت الرومان في أكثر من حرب، بعد مئة عام من هنيبعل – الناسخ].

ويؤكد مؤرخ آخر فرنسي هو ” سانتاس P. CINTAS فيقول: “لقد بينت الكتابات البونيقية المكتشفة بالمغرب، والتي تحمل تاريخ 162و147 قبل الميلاد ( أي تحت حكم ماسينيا ) مدى ارتباط الأهالي بقرطاج دينياً من خلال عبادتهم لبعل عمون، الإله القرطاجي، وهذا يؤكد السيطرة المستديمة للديانة القرطاجية على السكان المحليين. أريد التحدث عن استمرار البونيقية، فقد بقيت منتشرة بالمغرب بعد تدمير قرطاج وفي العهد الروماني، وحتى بعد القديس أوغسطين الذي ذكر مراراً أن السكان الذين كانوا يحيطون به يتكلمون البونيقية. إن اللغة البونيقية استمرت بين بعض البربر كلغة ثقافة… بل أن الدوناتية مقدمة لإلغاء الإسلام للمسيحية، وللثقافة الرومانية بالمغرب. ويقول غوتييه: أن اوغسطين عندما كان يسأل هؤلاء الأهالي في دروسه الواعظة، ما هو أصلكم ؟ كانوا يجيبونه : نحن كنعانيون“. (P. Cintas: Ceramiques Puniques, Paris 1950. Revue Africaine, Vol. 100, 1956)

والكنعانيون هم الفينيقيون. ويذكر المؤرخ الفرنسي رينان “E. RENAN” “أن البربر اعتنقوا الإسلام بسهوله، لأنهم كانوا يعرفون البونيقية“. (E. Renan: Histoire Generale des Langues Semitiques 7eme edition, p.199)

ويذكر غوتييه “أن استعمال البونيقية كان سائداً في كثير من نواحي المغرب الشرقي حتى القرن الخامس الميلادي”.

ويؤكد المؤرخ ” وليام مارسي W. MARCAIS” “أن البونيقية كانت لغة الدوناتيين، ويأسف القديس أوغستين لأن فلاحي المنطقة التي كان يعيش فيها (عنابة) كانوا لا يجهلون تقاليد الكنعانيين والمورو، ويقول: عندما نسأل فلاحينا من أنتم؟ يجيبوننا بالبونيقية. نحن كنعانيون. كما أن القديس أوغستين لم يشر أبدا إلى اللغة البربرية”.

إن معنى هذا أن لغة الكاثوليك، المذهب الرسمي للاستعمار الروماني، وبالتالي لغة القديس أوغسطين، كانت اللاتينية، وأن لغة المذهب الدوناتي مذهب الشعب بالمغرب العربي، كانت البونيقية. وقد ظهر هذا المذهب المسيحي في المغرب في القرن الرابع الميلادي، على يد الأب دونا الذي كان يسميه الرومان (دوناتوس) الذي توفي سنة 355م. وارتكز هذا المذهب على عنصرين أساسيين، الأول: اعتماد التوحيد ورفض الثالوث الذي يرى فيه بدعة دخيلة على المسيحية. والعنصر الثاني : اعتماد الدين المسيحي كدين جاء لرفع الظلم عن المظلومين، ولهذا فلا بد أن يساعد المغاربة على تحريرهم من الاستعمار الروماني. وهذا هو الذي جعل المؤرخ الفرنسي سانتاس يقول: “كانت الدوناتية مقدمة لإلغاء الإسلام للمسيحية، والثقافة الرومانية بالمغرب“.

والمعروف أن الأب دونا سجنه الرومان بل ومات في سجنهم. دون أن تعتبره الكنيسة ومؤرخوها في ذلك الوقت، شهيدا للمسيحية، فتضيف لاسمه كلمة القديس.

والمعروف أن الأب دونا استشهد في نفس السنة التي ولد فيها القديس أوغسطين، الذي سبق أن كتبت
رأيي فيه وهو أنه كان عميلاً كبيراً للاستعمار الروماني، سخر المسيحية ضد نضال شعبه البربري من أجل التحرر من الاستعمار، وحرض السلطة الاستعمارية على الغاء الدوناتية، واضطهاد أتباعها والإلقاء بأساقفتها في السجون سنة 411م، حيث ماتوا فيها. واستمر أتباع هذا المذهب يمارسونه في الخفاء إلى أن جاء الإسلام فوجدوا فيه ضالتهم فاعتنقوه… وقد كانت القبائل البربرية قبل الإسلام، تمارس طقوس الديانة البونيقية باعتراف الكاتب البربري المشهور (أبوليوس) الذي كتب باللاتينية، والذي اعترف بأن أباه كان مسيحياً، وأمه وثنية.

ومعنى ذلك أيضا أن البونيقية كانت قبل الفتح الإسلامي، تقوم بنفس الوظيفة التي صارت تقوم بها اللغة العربية، بعد الفتح الإسلامي. وأن دخول العربية جاء ليخلف البونيقية، بأسلوب تطوري طبيعي، من لغة عربية قديمة إلى لغة عربية حديثة، طورت على يد الإسلام.

ويستمر المؤرخ مارسييه فيقول “أن فاليروس VALERUS قال: سمعت الفلاحين يثرثرون بلغة أجهلها، ويرددون كلمة (ثالوث Salus)، وعندما سألتهم عن معناها أجابوني: معناها (ثلاثة). والملاحظ أن القديس أوغسطين لم يشر أبدا إلى اللغة الليبية (البربرية). وعندما هربت العذراء (ديميترياس) من روما بعد احتلالها من طرف الغوت، علق القديس جيروم Saint Jerome ( 347 420 م )، على دخولها الرهبنة المسيحية بقوله: من يتبع عرسك غير أصوات مصرصرة باللغة البونيقية، تودعك بفاحشة مقيتة… ( ويقصد بكلمة ستريدور Stridor) اللاتينية الزغرودة البونيقية التي ترافق الزفاف”. (William Marcais: Revue Africaine, T:94 (1950) p.280)

وهذا يشير إلى ان الزغرودة المعروفة بالوطن العربي مشرقا ومغربا، هي عادة عربية قديمة كانت مستعملة لدى الساميين (العرب القدامى ).

ويروي الكاتب النوميدي البربري المشار إليه قبل قليل، أبوليوس (125-180م ) في كتابه دفاع Apologie ”أن ربيبه سيسينيوس كان لا يعرف اليونانية، ويجهل اللاتينية، أو يرفض استعمالها، وكان لا يتكلم إلا البونيقية”. وسيرد في الكتاب رأي المؤرخ المصري رشيد الناضوري، حول علاقة البربر بالفينيقيين ومصر الفرعونية. ولا ينبغي أن يتملكنا العجب من التأثير الفينيقي في المغرب، فقد بدأ يظهر بالغرب المؤرخون الذين يؤكدون الأصل العربي القديم للحضارة اليونانية، مثل بيير روسيه الفرنسي الذي سيرد تحليل لكتابه في هذا الكتاب. وأود أن أشير إلى آخر ما صدر في المكتبة الأوروبية، وهو كتاب ( أثينا السوداء : الجذور الأفريقية الآسيوية للحضارة الكلاسيكية ) للكاتب الانكليزي المولد، الأمريكي الإقامة ( مارتن برنال M. Bernal)، الذي طبع بلندن سنة 1991. فقد قال : ” لابد لنا من أن نعيد التفكير في أسس الحضارة الغربية، وفي التسليم بدور النزعة العرقية الأوروبية في كتابة وفلسفة التاريخ، وبأن أوروبا هي العالم، وبأن العقل هو العقل الأوروبي، فقد سادت أوروبا موجة عالية من الأثنية والعنصرية”.

ثم يتكلم عن التأثير السامي (العربي القديم) في اليونان، فيقول : “إن الوثائق المسجلة التي وصلت إلينا من منطقة إيجا، هي ألواح مكتوبة بالإغريقية، ويرجع تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وتشتمل على كلمات مستعارة من السامية، وعلى الكثير من الكلمات المصرية، وثمة أوجه شبه مذهلة بين مضمون هذه الوثائق وبين عديد من المسائل الاقتصادية مثل المكاييل والموازين، التي كانت سائدة في المشرق وفي بلاد مابين النهرين… إن المصريين والفينقيين أقاموا المدن والمستوطنات في اليونان القديمة، وأدخلوا فيها نظام الري. الفينيقيون هم الذين علموا اليونان القدماء الأبجدية، بينما علمهم المصريون الدين وأسماء الآلهة وكيف يعبدونها. أي أن الإغريق كانوا يمارسون طقوساً وشعائر مصرية في معابدهم، أو لنقل بعبادة أخرى أن منظورهم إلى العالم لم يكن أوروبياً… وتدعم هذه الاكتشافات رواية الإغريق القدماء من أن كيكرويس مؤسس مدينة أثينا قد أتى من مصر، بل اسم أثينا اسم مصري. فقد كان المصريون يسمون بلدهم (أثيناي)، وهو الاسم الديني لبلدة سايس، العاصمة المصرية. وجدير بالذكر أننا نجد تماثيل للإلهة أثينا سوداء، أي مصرية إفريقية. إذن فقد كان لمصر وللساميين الغربيين دور يقيني في تشكيل بلاد الإغريق. فقد استوطن المصريون بلاد الإغريق من موقع السيادة السياسية والثقافية. ويذكر أن أفلاطون يقرر في محاورة طيماوس، أن هناك علاقة نشوئية بين مصر واليونان… إن اللغة اليونانية هي أساسا لغو هندوأوروبية، لكن أكثر من خمسين بالمائة من معجمها كلمات مصرية فينيقية، وخاصة فيما يتعلق منها بعلم الدلالات (السيمنطيقا)، وتطورها ومفردات الترقية، والعلاقات السياسية، لا الأسرية، والقانون والدين والمجردات فإنها ليست هندوأوروبية.

فهي أي اللغة اليونانية، بوصفها هذا نتاج لاستعمار مصري فينيقي. لقد تكونت اللغة اليونانية خلال القرنين السابع عشر والسادس عشر قبل الميلاد، وهي ذات بنية هندوأوروبية، ومفردات أصولها مصرية وسامية غربية… قليلة جدا هي أسماء الأماكن والبلدان اليونانية التي يمكن تفسيرها على أساس هندوأوروبي. وأن عددا كبيرا جدا من أسماء البلدان والمعالم اليونانية هي من أصل سامي أو مصري. مثل نهر ياردانوس في كل من كريت وبليبونيز، وهو مشتق من ياردا أو (الأردن). واسم ( أنيجروس ) مصدره جذر سامي: نجر، بمعنى فاض. ونراه كثيرا متضمنا معنى واحة أو نهر وسط الصحراء في كثير من بلدان شرق آسيا، وشمال أفريقيا (نهر النيجر)… ومثل أسماء الجبال والمجردات والجوامد، مثل ذلك الجذر ( سام ) الذي يتكرر في غالبية الأسماء الإغريقية مثل ساموس وسامكون… الخ. وهي أسماء مشتقة من الجذر السامي ( سام بمعنى مرتفع ). أما مدينة أسبرطة اليونانية فقد تمصر مجتمعها فيما بين 800 و500 قبل الميلاد، وأسمها مستمد من موقع جغرافي مصري (سبيت، أوسبرت، بمعنى حي أو مقاطعة أو عاصمة). بل أن أسماء الأساطير اليونانية هي أسماء مصرية مثل (أغا ممنون)، وهو مشتق من كلمتين مصريتين أغا بمعنى عظيم، وممنون وهو أمنحوت أو أمنمحعت… [ومن هنا "ممنون" بالعامية العربية – الناسخ]. ويختم المؤلف كتابه بقوله: أن هذا الكتاب هدفه فتح مجالات بحث جديدة، لذوي الأهليات الأفضل والأكثر تميزا، ثم الحد من غطرسة الثقافة الأوروبية”. (Martin Bernal: Black Athena, The Afroasiatic Roots of Classic Civilization, London, 1991)

ولنلاحظ أن هذا المؤرخ يدمج بين المصريين والفينيقيين في الأصول اليونانية القديمة، وهذا يؤكد أن المصريون ساميون أي عرب قدامى، وأن الحضارة المصرية سامية أي عربية قديمة وهو ما أكده المؤرخ الليبي علي فهمي خشيم. (علي فهمي الخشيم: آلهة مصر العربية، الجزء الثاني، ليبيا 1990(

ويعبر الشيخ البشير الإبراهيمي عن هذا كله بحدسه وإحساسه، لأنه لم يكن مطلعا على هذه الكتابات، منطلقا من ثقافته العربية القديمة الواسعة، ومن اطلاعه بل وحفظه عن ظهر قلب لمعجم اللغة العربية، فيقول: “إن عروبة هذا الشمال الأفريقي، جرت في مجاريها طبيعية مناسبة لم يشبها إكراه، وإنما هي الروح عرفت الروح، والفطرة سايرت الفطرة، والعقل أعدى العقل، وكأن هذه الأمم التي تغطي الأرض قبل الاتصال بالعرب، كانت مهيأة للاتصال بالعرب، أو كأن وشائج من القربى، كانت مخبوءة في الزمن فظهرت لوقتها، وكانت نائمة في التاريخ فتنبهت لحينها”.

إذن فأن كل الدلائل تشير إلى أن البربر عرب في أصولهم، وأن اللغة البربرية لهجة من لهجات العربية القديمة (أي لما يسمى خطأ باللغة السامية): كل المتخصصين في الدراسات البربرية أثبتوا أن البربرية واحدة من اللغات السامية (أي العربية القديمة)، فقد تكون مشتقة من اللغة البونيقية، مثلما يرى صراحة المؤرخ الفرنسي للحضارة العربية “غوستاف لوبون”. وكل المكتشفات الأثرية المتعلقة بالنقوش والكتابات القديمة، تبين أن البربر أقرب إلى الحِمْيَريِين [من حضارة حِمْيَر في اليمن – الناسخ]. إن هجرات عديدة تمت من الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا. فالهكسوس مثلا شعب هاجر من الجزيرة العربية واستقر في مصر في الفترة مابين 1730 و 1570 قبل الميلاد. وهي من هذه الهجرات السامية التي سجلها التاريخ. فالمؤرخ التونسي عثمان الكعاك يرى : “أن البربر قدموا من الجزيرة العربية، في زمن لا يقل عن ثلاثين قرنا قبل الميلاد. وأن الفينيقيين اختلطوا بالبربر على طول السواحل الإفريقية المغربية، في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ولما كان البونيقيون عربا من بني كنعان، فقد اختلطوا بالبربر، الذين هم عرب من العاربة القحطانية”.

ويؤكد المؤرخون أن مدينة سوسة بتونس بناها العرب القادمون من جنوب الجزيرة العربية، قبل أربعة آلاف سنة، وأعطوها اسم (حضرموت). ويسجل المستشرق الألماني رولسلر التشابه بين الأكادية والبربرية. (O. Rosler: Za, 50 (1952). Orientalia 20 (151))

بل أن محمد كاتي الذي هو من مدينة ( تنبكتو ) بمالي، يقول في كتابه (طارق الفتاش)، الذي تُرجم إلى الفرنسية في باريس سنة 1913، يقول في صفحة 25: “إن القبائل الساكنة على ضفاف نهر النيجر، حتى المحيط الأطلسي، جاؤوا من اليمن”. والذي يؤكد ارتباط البربرية بالحميرية، أن وزن ( أفعول ) الذي تشتهر به البربرية، هو وزن حميري اشتهرت به هذه اللغة. فقد نشر الباحث اليمني القاضي إسماعيل بن علي الأكوع مقالا بمجلة المجمع العلمي السوري ( عدد نيسان – 1986) تحت عنوان (الأفعول وما جاء على وزنه في اليمن). كما كتب الأستاذ مظهر الإيرياني في مقال حول (نقش جبل أم ليلى) وردت فيه ثلاث صيغ على هذا الوزن، وهي أسماء لفروع لقبيلة خولان باليمن القديم، وسجلت بالخط المسند وهي :

أحنُّوب

أعبُّوس

أحبُّوس

ويلخص الكاتب الفرنسي فلوريان التطابق الكامل بين العرب والبربر، فيما يلي : “أصل مشترك، لغة واحدة، عواطف واحدة، كل شيء يساهم في ربطهما ربطا متيناً”. أما عن تسمية البربر، فالنقوش الأثرية المكتشفة تشير إلى أن كلمة بربر وجدت في اليمن. فجزيرة بربرة جزيرة تابعة لليمن توجد في مضيق اليمن. كما وجد اسم قبيلة البر مكتوبا بالخط الصفائي. ويقول محمد شفيق، من المغرب الأقصى، وهو متعصب للبربرية: “كتب المؤرخون العرب وجزموا بأن البربر من أصل يماني من العرب العاربة، وتكمن فكرة التأكيد اليوم على القرابة القديمة المحتملة بين الأمازيغيين واليمانيين، في ثلاث قرائن: أولاً: أن عددا لا بأس به من أسماء الأماكن، على الطرق الذي يمتد من المغرب الكبير واليمن لها صيغ أمازيغية واضحة. منها في صعيد مصر (أبنو، أسيوط)، وإيخيم وتيما في جبل حوران في سوريا، وتيما في شمال السعودية، وتاركما، وأتبار وتيمرايين في السودان، وأكسوم، بأسمرا، وأكولا، وأكوؤدات ( أكوؤضاد )، في أريتريا، وجزيرة أنتوفاش في اليمن. ثانياً: لقد عثرت على عدد من الألفاظ العربية التي قال بشأنها صاحب لسان العرب، أنها حميرية، أو يمانية، وهي الألفاظ التي لها وجود في الأمازيغية، إما بمدلولها الحميري، أو بمدلول معاكس (الأضداد). [درج العرب القدماء على وصف الأشياء بأضدادها – الناسخ]، ثالثا : بين حروف التيفيناغ القديمة، ومنها التوارقية، وبين حروف الحميريين ( الأبجدية الحميرية – المسند ) شبه ملحوظ”. (محمد شفيق: لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرناً من تاريخ الأمازيغيين، عن كتاب عروبة البربر).

وتوجد أسماء باليمن متطابقة مع أسماء لقبائل بربرية كالأشلوح: اسم قرية وقبيلة باليمن، والشلوح تجمع كبير للقبائل البربرية بالمغرب الأقصى. والأكنوس، عشيرة من بني مهاجر باليمن، ومكناسة بالمغرب.

ومما يؤكد عروبة البربر، أن المغرب العربي لم يُحكم بالخلافتين الأموية والعباسية، فقد أنفصل منذ وفاة عمر بن عبد العزيز، وحكم البربر المسلمون أنفسهم بأنفسهم منذ ذلك التاريخ، من خلال أكثر من عشر أسر بربرية حكمت المغرب العربي حتى مجيء الأتراك، ولم يحدث أن قال حاكم واحد من هؤلاء أن المغرب بربري، وأن العربية لغة دخيلة، ولا بد من ترسيم البربرية [أي جعلها لغة رسمية – الناسخ]. بل عملوا كلهم على نشر العربية وتطويرها. بينما نجد الأتراك والفرس قد حُكِموا من الخلافتين الأموية والعباسية أكثر من خمسة قرون، وبمجرد سقوط الخلافة العباسية، عاد الفرس فرساً بلغتهم، والأتراك أتراكاً بلغتهم.

هل بقاء المغرب عربياً حتى الآن صدفة تاريخية؟ لا توجد صدفة في التاريخ. كما بينا فإن البربرية لم تكن لغة في تاريخها، وإنما كانت دائماً لهجة أو لهجات إلى جانب لغة الحضارة والثقافة في شمال أفريقيا، التي كانت اللغة البونيقية. فالمؤرخ الفرنسي أندريه باسي A. Basset، ينشر كتاباً سنة 1929 في باريس تحت عنوان “اللغة البربرية” La Langue Berbereيقول فيه: “لم تقدم البربرية أبداً لغة حضارة، لا في الماضي ولا في الحاضر، كما أنها لم تقدم لغة موحدة موزعة على مجمل البلاد، كما لم يكن لها آداب مكتوبة، أو مدارس تُعلم فيها. لقد كانت ولا تزال لغة محلية. لقد فُتتت البربرية إلى لهجات متعددة، مجزأة حسب كل قرية، لدرجة أنه لا توجد لهجات للبربرية، ولكن يوجد لها واقع لهجوي. بل إن التفاهم بين جماعة بربرية وأخرى قليل أو معدوم”.

كما يقول المؤرخ الفرنسي غوتييه E.F. GAUTIER: “ويلاحظ أنه لا يوجد كتاب واحد كُتِبَ بالبربرية، كما أنه لا توجد كتابة حقيقية لها، بل لا توجد لغة بربرية منظمة”. (E.F. Gautier: Consideration sur l’Histoire du Maghreb. Revue Africaine. Vol. 68 (1927))

أما عن الحروف التي تمتاز بها البربرية ولا توجد باللغة العربية فإن الكثير منها موجودة بالعربية كالزاي المفخمة التي توجد بالكتابة العربية الجنوبية، فحرف X بخط المسند اليمني هو هذه الزاي المفخمة، التي يقول عنها ابن منظور صاحب قاموس لسان العرب: “أنه حرف عربي قديم، حُذِف من العربية الحديثة”، ولا تزال البربرية تحتفظ به، وهذا يدل على الأصل العربي للبربرية”. (كتاب عروبة البربر، ص 29)

كما أن الكاف المعطشة بالبربرية ليست غريبة عن العربية، فاختلاف نطق الكاف ليس غريباً عن العربية التي تعتبر اللغة الوحيدة بالعالم التي تُنطق فيها الكاف بعدة مخارج حروف، وفقاً للهجات العربية، كالكشكشة والشنشنة، وغيرها.

يقول الأستاذ محمد شفيق: “إن البربرية صورة مثبتة مجمدة من لغة قديمة، تفرعت عنها اللغة العربية في وقت ما، وهذا يدعم وحدة اللغتين القديمة” (كتاب عروبة البربر، ص 30)

وهذه اللغة القديمة التي يشير إليها الأستاذ شفيق، ليست سوى اللغة العربية القديمة، التي أُطلق عليها خطأً اسم السامية

احمد الطيباوي
2011-07-30, 14:13
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2006/1/2/1_588045_1_3.jpg

- الكتاب: تاريخ الزواوة
- عدد الصفحات: 163
- المؤلف: أبو يعلى الزواوي
- تعليق: سهيل الخالدي
- دار النشر: وزارة الثقافة، الجزائر
- الطبعة: الأولى/ 2005



كتاب تاريخ الزواوة للعلامة المصلح ابو يعلى الجزائري الزواوي القبائلي يثبت اصول الامازيغ العربية :




من المسلّم به أن الشعب الأمازيغي دخل التاريخ مع الفينيقيين (حضارة الشرق) وليس مع اليونان (حضارة الغرب) ثم أبدع ووضع التاريخ مع الحضارة العربية حيث صار البربر عربا والعرب بربرا.
ومن المؤلم حقا أن يلعب أدعياء الثقافة السياسية من الجزائريين وغيرهم بحضارة الشعب الأمازيغي وعقله وثقافته، فيصورونه على أنه شعب انتهازي.
وفي نظرهم حين كان الرومان سادة العالم كان الأمازيغ روماً نصارى، وحين ساد العرب العالم صاروا عربا مسلمين، ولأن العرب اليوم في ضعف هاهم يبحثون عن "أرومة" أوروبية ينتمون إليها.
ولأنه تلاعب استعماري وجهل حضاري، رفض الأمازيغ والعرب في الشام مقولة الدعاية الفرنسية -وقبلها التركية- من أن الأمازيغ ليسوا عربا وجاؤوا مع الأمير عبد القادر وبعده المقراني ليحتلوا الشام ويستعمروه.
وقد تصدى الجزائريون الأمازيغ والعرب لهذه الدعايات، وأسقطوها كما أسقطوا ويسقطون في الجزائر دعوى أن العرب مستعمرون غزاة.
وكتاب "تاريخ الزواوة" لمؤلفه الشيخ أبو يعلى الزواوي هو أحد الكتب التي ساهمت في ذلك.


الكتاب والكاتب
"
كتاب تاريخ الزواوة يوضح أن الاستعمار الفرنسي وأكاديمياته ومثقفيه يعملون على إشاعة الفتنة ويريدون من الزواوة (القبائل والأمازيغ والبربر) أن يكونوا وقودا لها وأداة للتقسيم والانفصال
"
يتكون الكتاب من جزأين أوله تعليق لثانيه، وقد اعتمد الكاتب الصحفي سهيل الخالدي في مراجعته للنسخة الأصلية على مؤلفات أخرى منها: رحلة ابن جبير، والحركة التبشيرية في الجزائر، والأمازيغ وقضيتهم في المغرب الكبير، ليضفي على الكتاب مصداقية أكبر ويؤكد ما وصل إليه الزواوي منذ ما يناهز القرن.
عثر المعلق على كتاب تاريخ زواوة قدرا أثناء إنجازه كتابا عن الجالية الجزائرية في الشام، وقد عثر على نسختين واحدة في مكتبة الأسد والأخرى في مكتبة الظاهرية بدمشق القديمة.
وبمساعدة شخصيات من سوريا والجزائر استطاع أن يصل إلى ترجمة موجزة للشيخ الزواوي، فهو من مواليد عام 1862 وقام برحلات عديدة إلى القاهرة وباريس ودمشق التي حرر فيها كتابه هذا، وقد توفي عام 1952 في الجزائر، وترك عددا من المؤلفات والمخطوطات والمقالات المنشورة في الصحف الجزائرية والمصرية والشامية.
ورد اسم الكتاب والكاتب في نسخته الأصلية كالتالي "كتاب تاريخ الزواوة تأليف الفقير الضعيف الراجي عفو ربه اللطيف السعيد بن محمد شريف أبو يعلى الزواوي"، وطبع في مطبعة الفيحاء بدمشق على نفقة أحد رجال التصوف من المهجّرين الجزائريين
أما سبب تأليف الكتاب فقد ذكره المؤلف في نص إهدائه، وهو إزالة الظلم الذي لحق بتاريخ زواوة جراء الدعوى بأنهم غير عرب.
والمؤلف كُتب بلغة عربية جميلة وبأسلوب هو أقرب إلى أسلوب المحدثين منه إلى أسلوب القدامى رغم ما فيه من السجع، وقد حاول التخلص من المنهج القديم ليدخل قدر الإمكان إلى المنهج الحديث، فنجده يذكر مراجعه وكلها من أمهات كتب التراث، كما أشار إلى بعض الصحف والخطب والوقائع التي شهدها.
ويبدو أن البحث قد استغرق منه عدة سنوات وعرضه على كثير من مثقفي زمانه، كما ورد في الكتاب.
قسم الزواوي كتابه إلى فصول سبعة منطقية الترتيب والتصاعد، فقد تحدث عن علم التاريخ وفضله أولا، وخصص الثاني لنسب زواوة وهو أطول الفصول، ليتبعه بفصل في ذكر محامدهم وخصائصهم، ثم برابع في زواياهم وعلمائهم، والخامس في عاداتهم والسادس في المطلوب لإصلاح حالهم، كما خصص الفصل الأخير للائحة التعليم ونظامه وبيان طرقه.
إذن نحن أمام كتاب هام يشكل وثيقة تاريخية حررت بطلب وتكليف جماعي من الزواوة، ولعل هذا ما يفسر عدم وصول الكتاب إلى القارئ الجزائري رغم مرور هذه المدة الطويلة على طبعه، ويوضح لنا أن الاستعمار الفرنسي وأكاديمياته ومثقفيه يعملون على إشاعة الفتنة ويريدون من الزواوة (القبائل، الأمازيغ، البربر) أن يكونوا وقودا لها وأداة للتقسيم والانفصال.
"
القبائل المعروفة بالبربر التي استوطنت أراضي شمال أفريقيا كانت تقيم في الأصل بأرض فلسطين إلى جانب الكنعانيين، ثم أخرجت منها في عهد الملك داود حين قتل ملكهم جالوت
"

وحدة الوطن والتاريخ واللغة والمزاج :

يؤكد أبو يعلى الزواوي إجماع علماء النسب على أن الزواوة من بطون كتامة وهم من شعوب اليمن العرب العرباء القحطانيين الحميريين، وحمير بن سبأ الأول بن يشجب بن يعرب بن قحطان، والقحطانيون أعرق في العربية من العدنانيين.
ومما يؤيد هذا مشابهة الخطين الحميري والبربري مشابهة كبيرة، وخير شاهد على ذلك وجود الخط الحميري في إحدى قرى أفريقيا منقوشا على حجر.
أما المعلق سهيل الخالدي فقد استشهد بما أورده المهندس باحث الآثار المؤرخ العراقي د. أحمد سوسة في كتابه الذي حاربته الصهيونية "العرب واليهود في التاريخ.. حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الأثرية" حيث قال ما نصه "إن القبائل المعروفة بالبربر التي استوطنت أراضي شمال أفريقيا كانت تقيم في الأصل بأرض فلسطين إلى جانب الكنعانيين، ثم أخرجت منها في عهد الملك داود حين قتل ملكهم جالوت، وإنهم انتهوا إلى ديار المغرب فانتشروا هناك".
ولعل التطابق في تسمية الأماكن بين جبال جرجرة في الجزائر وكنعان في فلسطين والشام وغيرها بالجزيرة العربية وأسماء القرى والأماكن، ما هو إلا إثراء للمدرسة التاريخية التي تقول إن الزواوة والبربر عموما إنما جاؤوا من اليمن إلى فلسطين فمصر فصعيدها فالمغرب العربي، وهو في نفس الوقت إضعاف لتلك المدرسة الاستعمارية التي تحاول أن تلحق كل البربر بأوروبا بادعائها أنهم رومان محتلون وأن العرب غزاة هلاليون.
وهذا الضعف الجغرافي التاريخي للمدرسة الاستعمارية في كتابة التاريخ يزداد هزالا على هزال إذا ما قارنا بين القبائل البربرية في المغرب العربي والقبائل العربية في المشرق العربي، وإذا ما قارنا بين اللهجات المشرقية العربية واللهجات الأمازيغية.
إذ يتحدث أبو يعلى الزواوي في كتابه عن التشابه بينها، ويقر بأن الجزائريين الزواوة والشاوية لا يختلفون في كثير عن القبائل اليمنية في جبال ردفان وفي صنعاء عندما يتحدث كل منهما لهجته المحلية.
ويرى أن على المرء أن يقف طويلا عند ظاهرتين: أولاهما أنه لا يوجد تاريخ أمازيغي مكتوب بالأمازيغية، فكله مكتوب بالعربية باستثناء ما كتب بالفرنسية إبان عهد الاحتلال الفرنسي، وثانيهما هذا العدد الهائل من البربر العلماء الذين أسهموا في تطور اللغة العربية وتعضيدها كابن أجروم وابن معطي وغيرهما.
وفي كل الأحوال فإن التشابه اللغوي بين العرب والأمازيغ ليس فقط في اللغة كمفردات وتسميات وحسب، بل إنه في الخط أيضا، فالخط الأمازيغي "التيفيناغ" هو جزء من الخط العربي المسند القديم.
إذن، معظم العرب مشرقا ومغربا يرجعون إلى جد واحد وقد اعتنقوا دينا واحدا على مذهب واحد تقريبا، فالبربر مسلمون سُنة كالعرب وهذا ما يفسر عدم انتشار المسيحية انتشارا واسعا بين البربر رغم طول القرون، في حين أنهم اعتنقوا الإسلام العربي بشكل شامل في أقل من أربعين عاما.
ولعل الشيخ الزواوي أدرك تماما أبعاد التطابق الثقافي بين العرب والبربر، فبعدما أبرز التطابق في السلالة والنظام الاجتماعي وفي الدين واللغة، ينتقل إلى تطابق الأخلاق والطباع السيكولوجية الجماعية، فما يعتبر محمودا عند الزواوة نجده محمودا عند العرب، وما هو مذموم عند هؤلاء فهو عند أولئك كذلك.
يقول أبو يعلى "فالزواوة إذن عرب مستعربة وعرب عرباء بأصلهم المتقدم، ثم إن كثيرا من الأخلاق والعادات والطباع في البربر متماثلة متمازجة بطباع العرب، كاتخاذ البيوت من الشعر والوبر والطين والحجر، وحلق الرأس والشجاعة والكرم وركوب الخيل وكسب النعم، إلى غير ذلك مما لا يكاد يُستقرَأ، وكلها أحكام الاستعراب".
كما يعتبر المؤلف العقل البربري كالعقل الشرقي، فقد وجد البربر مكانتهم القيادية في الفكر الشرقي قديما وحديثا، بدليل نبوغ ألوف من البربر في المشرق العربي وفيهم من تولى القضاء والتدريس في مصر والشام.
وان هنا نفهم بوضوح لماذا حارب الاستعمار التاريخ واللغة العربية والدين بين الجزائريين الأمازيغ، خاصة الذين كتبوا تاريخهم بالعربية دون أية لغة أخرى عرفوها ومرت بهم عبر القرون.
"
الأمازيغ في سوريا كانوا جزءا أساسيا ومحركا قويا للنضال القومي العربي، سواء كان ذلك ضد الأتراك أو الفرنسيين أو الإنجليز أو الصهيونية
"
الزواوة من الريادة إلى القيادة

زوايا الزواوة كثيرة مشهورة ومعناها المدارس والمساجد وبعبارة أهل العصر الجامعات والكليات، من هذا المنطلق يركز أبو يعلى الزواوي على مدى محافظتها على الثقافة والتربية والأخلاق لدى العامة، كما أثبت دورها في الكفاح.
فهي حسب سهيل الخالدي منبع الحركة القومية العربية، لذا عمل الاستعمار الفرنسي على هدم الزوايا والمساجد في منطقة القبائل وشن حملة تنصير واسعة حيث اختطف الأطفال خاصة بعد المجاعات التي تسبب فيها، فقايض الدين بالرغيف.
واشتدت هذه الحملات في أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث شعر بقوته وضعف العرب، فسعى لتمزيقهم دينيا بالدعوة إلى النصرانية وسلاليا بالدعوة إلى البربرية. وتحوّلت الزوايا إلى ما يعرف بالطرقية في الجزائر والدروشة في المشرق فصارت عونا للاستعمار.
وكما شن مؤسس جمعية العلماء الجزائريين الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس حملة ضد الطرقية وناضل من أجل العربية والعروبة في الجزائر، فعل الشيخ طاهر السمعوني الجزائري ابن بجاية الشيء نفسه في المشرق العربي، فعصرن التعليم ووقف ضد سياسة التتريك وأسس جمعية النهضة العربية عام 1904.
ولم يعد سرا أن الأمازيغ في سوريا كانوا جزءا أساسيا ومحركا قويا للنضال القومي العربي، سواء ضد الأتراك أو الفرنسيين أو الإنجليز أو الصهيونية، وشيخنا الزواوي يقر بنفسه بذلك لما عاصر من أحداث لا يسع المجال لذكرها.
وحتى تسترجع الزوايا مكانتها، ألح الشيخ على ضرورة الإصلاح الديني ورآه وظيفة منوطة بعلماء المسلمين الذين لم تلههم مناصب الجاه عن النظر فيما حل بقومهم من البؤس والشقاء والبحث عن أسبابه ووسائل النجاة منه.

ومن خلال حديثه عن الوضع السائد في منطقة القبائل أبدى رأيه في طرق إصلاحه وفق منهج تربوي جديد في إطاره الإسلامي، وبين طرق التعليم الابتدائي والكتب المدروسة ودور الإدارة والتفتيش للزاويا.
أشار سهيل الخالدي في مجمل تعليقه إلى نبوغ الزواوة في بلادهم وفي المشرق العربي داخل الحضارة العربية دون سواها، إذ قادوها دون أن يشعروا بأنهم خارج وطنهم عكس نبوغهم في أوروبا، فكتّاب الزواوة باللغة الفرنسية من أمثال كاتب ياسين ومولود معمري لم تعدهم فرنسا نوابغ فرنسيين، بل تداول الناس كتاباتهم المترجمة إلى العربية أكثر مما تداولها القراء بالفرنسية، ولاقوا من الاحترام والتبجيل ما لم يلاقوه في فرنسا، فهذه الأخيرة تستغلهم والمشرق يحترمهم، وشتان بين الاستغلال والاحترام.
البربر -شاؤوا أم أبوا- شركاء أصليون ومؤسسون في الحركة العربية، وهم مسؤولون بنفس الدرجة من المسؤولية عن ازدهارها السابق وتخلفها الحالي وتجددها المتوقع والمطلوب، وليس هذا موقعهم في الحضارة الأوروبية قديما وحديثا ومستقبلا.

احمد الطيباوي
2011-07-30, 14:16
ترجمة حياة الدكتور عثمان سعدي مؤلف كتاب الامازيغ عرب عاربة :

http://www.alkhabar.ma/photo/art/default/1423208-1888475.jpg?v=1290011968

http://www.moheet.com/image/61/225-300/611209.jpg


من مواليد 1930 بقرية ثازبنت ولاية تبسة.ناضل منذ شبابه المبكر في حزب الشعب الجزائري، وإنخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وعمل في ممثليها بالمشرق العربي. متخرج من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة عام 1951، حاصل على الإجازة في الآداب من جامعة القاهرة سنة 1956 والماجستير من جامعة بغداد سنة 1979 والدكتوراه من جامعة الجزائر سنة 1986. مناضل في جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها. أمين دائم لمكتب جيش التحرير الوطني بالقاهرة في أثناء الثورة المسلحة. رئيس البعثة الديبلوماسية بالكويت 1963 ـ 1964. قائم بالأعمال بالقاهرة 1968 ـ 1971. سفير في بغداد 1971 ـ 1974. سفير في دمشق 1974 ـ 1977. عضو مجمع اللغة العربية الليبي في طرابلس ـ ليبيا. عضو المجلس الشعبي الوطني من 1977 إلى 1982، عضو باللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من 1979 إلى 1989، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية منذ عام 1990.. أشرف على إصدار كتاب: [الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية، طبع الجزائر سنة 2005 ]. وهو المدير المسؤول على مجلة [الكلمة] لسان حال الجمعية. رئيس لجنة الإشراف العلمي على إعداد المعجم العربي الحديث، الذي تبنى إصداره الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالثمانينيات، ولم يكتب له الصدور. حاصل على جائزة أهم مؤسسة فكرية عربية وهي مؤسسة الفكر العربي سنة 2005، وعلى جائزة الريشة الذهبية لبلدية سيدي امحمد بالجزائر. ينتمي الدكتور عثمان سعدي إلى أكبر قبيلة أمازيغية وهي قبيلة النمامشة، وهو يملك العربية والأمازيغية. عندما أصدر كتابيه عروبة الجزائر عبر التاريخ (1983) والأمازيغ عرب عاربة (1996)، أورد بهما مختصرين لغويين يؤكدان عروبة اللغة الأمازيغية.

من مؤلفاته

1. ـ تحت الجسر المعلق (مجموعة قصصية 1973)، هي أحداث حقيقية بالثورة الجزائرية صيغت في قالب قصصي. طبعت ثلاث طبعات.
2. ـ دمعة على أم البنين (رواية)، مرثية زوجة المؤلف.
3. ـ قضية التعريب في: الجزائر بيروت 1967، القاهرة 1968 : دراسة نبهت، مباشرة بعد استقلال الجزائر، إلى خطورة الإبقاء على هيمنة اللغة الفرنسية على إدارة الدولة الجزائرية المستقلة. لم يجد المؤلف مطبعة لطبعه بالجزائر فطبع في بيروت والقاهرة.
4. ـ عروبة الجزائر عبر التاريخ: الجزائر 1983 و1985 : دراسة تاريخية تثبت عروبة الجزائر والمغرب العربي منذ التاريخ القديم.
5. ـ الثورة الجزائرية في الشعر العراقي: بغداد 1981، الجزائر 1985، 2001. عمل ميداني قام به المؤلف عندما كان سفيرا في بغداد، فجمع 107 شاعر وشاعرة من العراق، نظموا 255 قصيدة في الثورة الجزائرية، منهم شعراء كبار كالجواهري، وبدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة، وغيرهم.
6. ـ قضية التعريب في الجزائر: كفاح شعب ضد الهيمنة الفرنكفونية الجزائر 1993، دراسة تبين استمرار هيمنة اللغة الفرنسية على إدارة الدولة الجزائرية، وتهديدها للسيادة الوطنية ولاستنقلال البلاد.
7. ـ الأمازيغ عرب عاربة: الجزائر 1996، طرابلس ليبيا 1998، كتاب يؤكد عروبة الأمازيغ البربر، ويبين أن التشكيك في ذلك هو مناورة للاستعمار الفرنسي الجديد بهدف شق الوحدة الوطنية، واستمرار سيطرة الفرنكفونية على الجزائر وبلدان المغرب العربي الثلاث: تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا من خلال هيمنه اللغة الفرنسية على دولها.
8. ـ الثورة الجزائرية في الشعر السوري : الجزائر 2005 : عمل ميداني قام به المؤلف عندما كان سفيرا بدمشق في السبعينيات من القرن الماضي، جمع خلاله 199 قصيدة قالها 64 شاعرا وشاعرة في الثورة الجزائرية، ويضم شعراء كبار ا من أمثال سليمان العيسى، ونزار قباني وغيرهم.
9. ـ وشم على الصدر (رواية) الجزائر 2006
10. ـ معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية. طبع الجزائر في 2007. نشره مجمع اللغة العربية في طرابلس ليبيا. يبين أن الأمازيغية ـ البربرية هي لهجة منحدرة من العربية الأم منذ آلاف السنين كالآشورية والبابلية والكنعانية والآرامية، وغيرها... يؤكد أن تسعين في المائة من كلماتها عربية: عاربة أو مستعربة. بجمع تسعة آلاف كلمة.
11. ـ في ظلال قيرطا قسنطينة، رواية، تحت الطبع.
12. ـ معد للطبع: الجزائر في التاريخ.
13. ـ العديد من المحاضرات، والأوراق التي ساهم فيها في ندوات عربية وعالمية.

احمد الطيباوي
2011-07-30, 14:26
ترجمة لحياة الشيخ المصلح العلامة ابويعلى الجزائري الزواوي القبائلي مؤلف كتاب تاريخ الزواوة


http://benali2007.maktoobblog.com/userFiles/b/e/benali2007/images/720image.gif
http://www.arabicbookshop.info/BookCovers/175-175.jpg



أبو يعلى الزواوي هوالسعيد بن محمد الشريف بن العربي ولد حوالي عام 1279 الموافق لـ 1862م في (إغيل نزكري) من ناحية عزازقة، وهذه القرية غير قريته الأصلية، وإنما انتقل إليها أبوه بعد أن عين إماما لمسجدها، وبها تزوٌج، فوالدته منهم وكانوا من الشرفاء ومن أهل الخير والكرم. وأمٌا قرية أبيه وجدٌه فتسمى (تفريت ناث الحاج) وتقع على سفج جبل (تامقوت) الشامخ في دائرة (عزازقة) بتيزي وزو، ومعناها بالعربية كما شرحها هو في كتابه جماعة المسلمين (ص 34) : (عرين ذوي الحاج) والعرين في اللغة العربية مأوى الأسد. وقبيلة أبو يعلي الزواوي هي آيت سيدي محمد الحاج.


طلبه للعلم

درس أولا في قريته فحفظ القرآن الكريم وأتقنه رسما وتجويدا وهو ابن اثنتي عشرة سنة، والتحق بزاوية الأيلولي ومنها تخرج، وأبرز شيوخه الذين استفاد منهم والده محمد الشريف والحاج أحمد أجذيذ والشيخ محمد السعيد بن زكري –مفتي الجزائر - والشيخ محمد بن بلقاسم البوجليلي. قد أكثر الشيخ من التنقل والترحال قبل أن يستقر في الجزائر العاصمة سنة 1920، وقد أومأ في بعض المواضع إلى أن دافع ذلك الفرار بالدين والعرض ولم يحدد الأسباب المفصلة لذلك، وهذا تلخيص لهذه التنقلات. يقول أبو يعلى :« أول خروجي من الزواوة كان في شرخ الشباب، وتوظفت في بعض المحاكم الشرعية». ولعل ذلك في بلدة "صدراته" فإنه ذكر في مقال له أن أهل هذه البلدة يعرفونه. ثم ارتحل إلى تونس وقد كان بها سنة 1893م، وكانت له رحلات إلى مصر والشام وفرنسا وذلك قبل سنة (1901). وفي سنة (1912م) كان في دمشق يعمل في القنصلية الفرنسية، وقد عمل بها إلى غاية سنة 1915م، وفي مدة إقامته هناك نَمَّى معارفه بالأخذ عن علماء الشام وبالعلاقات التي أقام مع الكتاب والأدباء وعلى رأسهم أمير البيان شكيب أرسلان. ومع بداية الحرب العالمية الأولى اضطُر للخروج من دمشق لاجئا إلى مصر، لأنه كان معروفا بمعاداته للحكومة التركية، ومناصرته لأصحاب القضية العربية كما سميت في ذلك العصر، وفي مصر استزاد من العلم بلقاء أهل العلم وأعلام النهضة فيها، وممن جالس وصحب هناك محمد الخضر حسين الجزائري والطاهر الجزائري ومحمد رشيد رضا. ورجع إلى الجزائر سنة (1920م) بعد انتهاء الحرب، فقضي مدة في زواوة، ثم سكن الجزائر العاصمة وتولى إمامة جامع سيدي رمضان بالقصبة بصفة رسمية، ومع كونه من الأئمة الذين رضوا بالوظيفة عند الإدارة الفرنسية فقد تبنى الفكر السلفي الإصلاحي بقوة وحماس كبيرين، وعاش محاربا لمظاهر الشرك والبدع والخرافات وغيرها من أنواع المنكرات. وكانت له بعد ذلك تنقلات في طلب العلم والدعوة إلى الله منها ما كان إلى بجاية أو البليدة.

شيوخه وأقرانه

ذكر معظمهم هو بنفسه في مؤلٌفاته المطبوعة، ونذكر منهم جملة على سبيل المثال خاصٌة الذين تأثٌر بهم:

* 1 - والده الشيخ محمد الشريف الذي كان إماما ومؤذٌنا وموثٌقا وصاحب زاوية.
* 2 - الشيخ محمد بن سعيد بن زكري خطيب مسجد (سيدي رمضان) بالجزائر العاصمة سنة 1896 ومفتي جامع الأعظم، ويعدٌ من أبرز مدرٌسي العاصمة، وكان من الفقهاء المتمكنين من علمهم، وقد تأثٌر به أبويعلى أيٌما تأثٌر وكان متبعا لسيرته في العلم.
* 3 - الشيخ محمد بن بلقاسم البوجليلي المولود سنة 1836 ببجاية، وقد نوٌه به وبعلمه الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي، ووصفه ابن زكري شيخ أبي يعلى وصديقه: (أنٌه كان من المصلحين ودعاة القضاء على البدع التي كانت تساعد على نشر الشعوذة والخرافة)، وقال عنه تلميذه أبو يعلى: (أنٌ الشيخ ابن زكري كشيخه البوجليلي ذكاء وشهرة).
* 4 - العلاٌمة المحدٌث الشيخ طاهر الجزائري الٌذي وجٌه الشيخ الزواوي للكتابة في موضوع لغة البربر والتعريف بقواعدها باعتبار كونهما من منطقة واحدة وهي بلاد الزواوة وقد مكث معه خمس سنوات كاملة في أرض مصر.
* 5 - العلاٌمة الشيخ رشيد رضا وكان الزواوي يلقٌبه بالصديق وحجة الإسلام كما في كتبه جماعة المسلمين.
* 6 - الشيخ محمد الخضر وقد لقٌبه أبو يعلى ب(صديقنا العلاٌمة الكاتب).
* 7 - محمد أفندي كرد علي صاحب مجلٌة المقتبس ووزير المعارف في الشام، قال عنه: (صاحبنا).
* 8 - الشيخ مبارك الميلي لقبٌه أبو يعلى ب (الأستاذ الإصلاحي الجسور).
* 9 - الشيخ الطيٌب العقبي وكانت بينهما علاقة طيٌبة ويشتركان في شدٌة مواقفهما ضدٌ مشايخ الطرق، قال عنه أبو يعلى لمٌا وجٌه له استفتاء لينشره في جريدة (الإصلاح) التي يديرها الشيخ العقبي: (صديقنا الأستاذ الخطيب الكاتب الناثر الشاعر المسامر والمحاضر بنادي الترقٌي بمدينة الجزائر).

أعماله ونشاطه الدعوي

تقلٌد أبو يعلى الزواوي مناصب مختلفة في حياته بحكم ثقافته المزدوجة إن صحٌ التعبير، فقد عيٌن كاتبا في القنصلية الفرنسية بدمشق وعمل بها إلى حوالي 1915م، أرسلته فرنسا إلى سورية طمعا منها في أن يقوم بإقناع الجزائريين المقيمين هناك بالتجنٌس بالجنسية السورية لتفادي رجوعهم إلى أرض الوطن من حمل الأفكار التحررية التي كانت قد ظهرت بالشام، ومقابل ذلك وعدته فرنسا بمنصب الإفتاء إذا رجع إلى الجزائر.

* النشاط الصحفي: من خلال إقامته بسوريا اتٌصل بالعديد من الشخصيات والكتٌاب والأدباء والسياسيين والصحفيين وأقام علاقات معهم، وساهم بمقالاته في بعض الصحف والمجلاٌت فكتب في جريدة المقتبس التي كانت تصدر بدمشق، وفي جريدة البرهان التي كانت يصدرها الشيخ عبد القادر المغربي بطرابلس الشام وثمرات العقول البيروتية، وطبع أحد كتبه في مطبعة محب الدين الخطيب الذي كانت له علاقات طيٌبة وصلات حميدة بينه وبين إخوانه من الجزائريين كالعقبي وابن باديس والإبراهيمي. انتقل إلى القاهرة بمصر بسبب وقوع الحرب العالمية الأولى، وهناك التقى بالشيخ طاهر الجزائري، وكثٌف نشاطه بمصر، والتقى بالعديد من إخوانه الطلبة الجزائريين، وواصل مشاركته في تحرير المقالات معرٌفا بالجزائر وتاريخها ووصف أحوالها المزرية، وكانت له فعلا مساهمات تمثٌلت في نشر مقالات في جريدة المؤيد المصرية وفي المجلة السلفية بمصر أيضا.

وممٌا يلفت الانتباه أنٌ الشيخ أبا يعلى انتقد المشارقة وهوفيهم لقلٌة اهتمامهم بأحوال المغرب العربي. عند عودته إلى الجزائر سنة 1924 بقي بنفس الهمٌة العالية الروح الأبيٌة، يكتب وينتقد، ويكافح بقلمه السيٌال وفكره الجوٌال، فنشر في جريدة النجاح مدة ونشر في جريدة النجاح مدة ثم في مجلة الشهاب لابن باديس وفي جريدة الإصلاح للطيب العقبي التي قلَّما خلا عدد من أعدادها من شيء من كتاباته، وكتب في صحيفة(صدى الصحراء) التي كانت تصدر ببسكرة (جنوب الجزائر) على غرار زملائه كالطيٌب العقبي والشاعر محمد العيد ومحمٌد الأمين العمودي، وقد دامت حوالي سنة ثمٌ تفرٌق شمل أصحابها لأسباب مختلفة رغم أهميتها، كما شارك أبو يعلى في جريدة (الثمرة الأولى) التي يصدرها طلبة الجزائر في تونس. ونشر في كل جرائد الجمعية بعد تأسيسها بل وكتب أول الأمر حتى في جريدة البلاغ الطرقية مما أثار عليه نقمة بعض إخوانه. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضع أن المقالات التي أمضاها الفتى الزواوي ليست للشيخ أبي يعلى كما قد يتوهم بعض، وإنما الفتى هو «باعزيز بن عمر» وهو أحد تلاميذ الشيخ ابن باديس، وقد توفي سنة 1977م عن عمر يناهز 71 سنة.

* نشاطه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

من الأعمال العظيمة والأعمال الشريفة التي لم يفوٌتها أبي يعلى على نفسه رئاسته لجمعية العلماء الجزائريين، حيث عيٌن رئيسا للجمعية العمومية المكلٌفة بوضع القانون الأساسي للجمعية، وقد حضرها اثنان وسبعون من علماء القطر الجزائري وطلبة العلم، اجتمعوا بنادي الترقٌي بعاصمة الجزائر لتعيين الأعضاء الأساسيٌين المكوٌنين لجمعية العلماء الجزائريٌين، وهذه الرئاسة وإن كانت مؤقتة انتهت بانتهاء أشغال التأسيس وانتخاب المجلس الإداري ورئيسه العلامة ابن باديس إلاٌ أنٌها تعدٌ حدثا له قيمته ووزنه في حياة الشيخ أبي يعلى الزواوي. وبعد مضي مدة عن تأسيس الجمعية ترأس لجنة العمل الدائمة بعد انسحاب رئيسها عمر إسماعيل، وهي لجنة كُوِّنت من الأعضاء المقيمين في العاصمة لإدارة شؤون الجمعية لما كان أغلب أعضاء المجلس الإداري المنتخب مقيمين خارج العاصمة بحكم السكن والنشاط. وترأس أيضا مدة لجنة الفتوى وقد نشرت له في البصائر لسان حال الجمعية عدة فتاوى ومقالات.

إضافة إلى هذه الأعمال كلٌها فإنٌه كان مجيدا للخط العربي وله فيه رسالة، وكان ينسخ المصاحف ويخطٌها، وقد ورث ذلك عن أبيه، وقد جمع بين الروح الجزائرية والتعريقة الشرقية رغم قوله أنٌه تأثٌر بالخطٌ الفاسي الموروث عن الأندلس. ولتفننه وإتقانه للخط أعجب به كثيرون ومدحه بشير الرابحي بقصيدة على خطٌه في المصحف الشريف.

* التدريس والخطابة:
من الوظائف التي أسندت إليه إن كان لها تعيينه إماما بمسجد (سيدي رمضان) بالجزائر العاصمة حيث تولى الخطابة فيه من (سنة 1920 إلى سنة 1952 وهو تاريخ وفاته) وكان يعتبر ذلك من منن الله عليه. أمر طبيعي أن يكون هذا من نشاطه بحكم وظيفته، ولكنه كان حر التفكير والتعبير والتحرير والتحبير، ووقف صامدا أمام العوائق والمغريات يثبت الحق ويبطل الباطل، لم يقيد الوظيف الذي تقلده لسانه ولم يحدد من نشاطه، فكان صريحا في الحق جريئا مقداما، يدافع عن الدين والفضيلة والعقيدة الصحيحة واللغة العربية والوطن، وقد هددته السلطات مرارا بالفصل من إمامة جامع سيدي رمضان، ولكنها لم تجرؤ على ذلك، ولا وجدت سبيلا إلى كم لسانه وتجميد نشاطه وإيقاف زحفه.

ذكر أنه كان يُقطع عنه الراتب كما أنه حُرم مما نسميه ترقية فكان المدرسون والمفتون في زمانه وقبله يتقاضون عشرة أضعاف ما يتقضاه لا لشيء إلا لأنه كان من رجال الإصلاح مؤيدا لجمعية العلماء. وقد كان خطيبا مفوٌها، يرتجل الخطب، ويبلغ بها مقصده من إفهام السامع والأخذ بمجامع القلوب، أحمد توفيق المدني قال عنه: (وأشهد أنٌه قد كان لتلك الخطب الأثر الفعٌال في النفوس) وقبل ذلك قال عنه: (أخرج الخطب المنبرية من صيغها التقليدية العتيقة إلى صيغة قومية مفيدة، فهو يخطب للعامٌة ارتجالا في مواضيع إسلامية محلية مفيدة، ويعتبر خطابه درسا بحيث لا ينتهي منه إلاٌ وقد اعتقد أنٌ كلٌ من بمسجد (سيدي رمضان) من رجال ونسوة قد فهموا جيٌد الفهم خطابه).و قد جدٌد طريقة السلف في ا لخطابة، فالتزم أن تكون الخطبة من إنشائه هو لا من إنشاء الآخرين، ودون ورقة أي (ارتجالا)، ثمٌ بدا له بعد ذلك أن يدوٌن خطبه لكيلا يقال نقلها عن الغير وحفظها وسرقها. وقد خصٌص الدكتور سعد الله في كتابه القيٌم (تاريخ الجزائر) مقالا للحديث عن خطب أبي يعلى الزواوي في المجلد الثامن من (122-125).

مؤلفاته وآثاره العلمية

ترك أبو يعلى آثارا علميٌة نافعة ضمنها خلاصة ما يؤمن به من أفكار، وما كان يطمح إليه من مشاريع جادة تخدم بالدرجة الأولى دينه ولغته العربية، ورغم أنٌ جلٌ هذه المؤلفات جاءت في شكل كتيبات أو رسائل مختصرة إلاٌ أنٌها حوت في مضامينها ذلك البعد العميق في تفهم قضايا أمٌته عامٌة، والتشبٌث الوثيق بمكوٌنات شخصية الأمٌة الجزائرية خاصٌة، ساعده في ذلك روعة أسلوبه وانتظام أفكاره وكثرة استدلاله بالنصوص الشرعية في كتاباته الدينية، واستعماله – وهذا لفرط ذكائه ونباهته - لألفاظ ومصطلحات يمرٌر من طريقها أفكاره ويبز فيها طموحه ويختصر بها أقواله ويعالج من خلالها الأدواء وألأمراض التي شخٌصها بنفسه، وخير مثال لذلك تسميته لكتابين ألٌفهما وأبدع فيهما أطلق على أحدهما (الإسلام الصحيح) تميٌيزا له عن الإسلام الذي سماه العلاٌمة الإبراهيمي بالإسلام الوراثي، وأطلق على الآخر (جماعة المسلمين) تحريضا منه على لمٌ شعث الأمٌة واستقلالها بنفسها دون تدخٌل أو وصاية من المستعمر وهذه
نبذة مختصرة عن بعض مؤلٌفاته:

* المؤلفات المطبوعة :

* 1 - (كتاب الإسلام الصحيح) وطبعه في طبعة المنار بمصر سنة 1345ه بعد رجوعه إلى الجزائر، وجعله في شكل سؤال وجواب، وقال عنه إنٌ بعضهم قد سأله أن يضع مثل هذا الكتيٌب في الإسلام الصحيح على قواعده الأصلية المتٌفق عليها لا المختلف فيها).

و قد طبع هذا الكتاب عل نفقة أحد أعيان الجزائر وتجٌارها الكبار، وقد رقٌم اسمه على وجه الكتاب ولقٌب بالسلفي وهو السيٌد الحاج محمٌد المانصالي. - وممٌا يلفت الانتباه وهو مرقوم على غلاف الكتاب عبارة نفيسة لأبي حيٌان أظنٌها من وضع أبي يعلى نفسه بل أكاد أجزم، وذلك لكثرة استشهاده بأقواله في ثنايا كتابه وهي (الجهاد بالحجٌة أعظم أمرا من الجهاد بالسيف). و يحتوي الكتيٌب على 123 صفحة، وحمل اسمه الحقيقي السعيد بن محمد الشريف الزواوي الجزائريٌ، وهو الذي سنعتمده أكثر في بيان عقيدته ومنهجه في بعض الفوائد الفرائد ولإفادات القلائد التي امتاز بها أبو يعلى على غيره من أقرانه ومصلحي زمانه.

* 2 - ((جماعة المسلمين)) وهو عبارة عن رسالة مطوٌلة ففي شأن جماعة المسلمين ومعناها في الفقه المالكي في أصلها من الأحاديث الصحيحة(30).

و لقيمة هذا الكتاب وحاجة الناس إليه في تلك الحقبة أذن المؤلٌف في ترجمة الكتاب كما رقمه على غلاف الكتاب بنفسه، وقد أعجب به أيٌما إعجاب حتى قال عنه (أنٌه لم أسبق إليه وأنا أبو عذره، وأنا لم أقف على أنٌ أحدا من الإخوان الكرام الكاتبين في العالم العربي الإسلامي كافٌة في وطننا الجزائر خاصٌة طرقه أو كتب فيه). - وقد قرٌض كتابه هذا الشيخ الطيٌب العقبي . وذكر في تقريظه اثني عشر بيتا، نقلها أبو يعلى إلى كتابه جماعة المسلمين (ص47) ذكر في مقدمته أنه مختصر من كتاب آخر مطول، وطبع بمطبعة الإرادة بتونس في رمضان 1368الموافق لجويلية 1948م. وهو في 75 صفحة.

* 3 - (الخطب) جمع فيه بعض خطبه وكان ذلك سنة 1343ه الموافق لسنة1924 م(طبع الجزائر باستيد – جوردان – كار بونيل 1343 ه) يحتوي على 78ص، قال عنه الدكتور سعد الله (8/122): ((و هو أول كتاب يطبع في موضوعه على ما نعرف. وقد بدأه بديباجة مسجٌعة وطويلة هكذا الحمد لله أنطق الخطباء بالكلام الفصيح –و سهل لهم الارتجال بالكلام الصريح)).
* 4 - «خصائص أهل زواوة » وهي رسالة وجهها من الشام إلى الطاهر الجزائري الذي كان بمصر يطلب منه أن يؤلف كتابا في « خصائص أهل زواوة »، وقد قام بطبعها أبو القاسم سعد الله ضمن كتابه أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر.
* 5 - « تاريخ الزواوة » وهو غير سابقه فقد فرغ من تأليفه سنة 1918م وهو في القاهرة ونشره في دمشق سنة 1924م، وقدم له الشيخ الطاهر الجزائري والسعيد اليجري (وقد أعيد طبعه مؤخرا في الجزائر). وقد توصل فيه إلى أن الزواوة من قبيلة كتامة وأن كتامة وصنهاجة كلاهما من العرب العاربة أو العرب القحطانية، وقال أبو القاسم سعد الله في وصفه:« أما الكتاب نفسه فقد قسمه أبو يعلى الزواوي إلى سبعة فصول رغم صغر حجمه فجعل الفصل الأول في فضائل التاريخ والثاني والثالث في نسب الزواوة ومحامدهم..والرابع في زواياهم وعلمائهم وخدمتهم للغة العربية والخامس في بعض عاداتهم والسادس في الإصلاح المطلوب والسابع في لائحة نظام تعليم مقترح وبيان طريقة التعليم».
* 6 - « فصول في الإصلاح » ذكره في كتابه الخطب وتاريخ الزواوة.
* 7 -مقالات منشورة في البصائر والشهاب والبلاغ وغيرها من الجرائد، وقد ذكر محمد الصالح صديق سنة 1994م أنه تم تكليف لجنة بجمع آثار أبي يعلى الزواوي، لكن لم يظهر شيء منها ونحن في آخر سنة 2002م.

* المؤلفات المخطوطة :

* 1 - أصل كتابه جماعة المسلمين المذكور أعلاه.
* 2 - « تعدد الزوجات في الإسلام ».
* 3 - « مرآة المرأة المسلمة » ذكره في الإسلام الصحيح، وفي الخطب أنه يقع في 200صفحة.ضمٌنه آراءه في المرأة، مبطلا عادات بني قومه في عدم توريثها ومنع نظر الخاطب إليها، ومناديا بضرورة تربيتها وتعليمها
* 4 - ذبائح أهل الكتاب (قال عنه إنه تحت الطبع) كما أنه ترجمه إلى الفرنسية أيضا.
* 5 - « الفرق بين المشارقة والمغاربة في اللغة العربية وغيرها من الفروق ».
* 6 - « الخلافة قرشية ».
* 7 - « الكلام في علم الكلام ».
* 8 - « الغنى والفقير ».
* 9 - مراسلات أبي يعلى خصوصا مع « شكيب أرسلان ».
* 10 - أسلوب الحكيم في التعليم.
* 11 - الأمم الغربية (أو العربية).
* 12 -رسالة في علم الخط ألفها عام 1947م.
* 13 -النصوص التي ردها كفر صراح بإجماع المسلمين ذكره في مقال له في البصائر.
* 14 -أصل البربر بزواوة ذكر أنه بين فيه أن أصل البربر من حمْيَر وأنهم عرب قحطانيون ويحتمل أن يكون هو نفسه تاريخ الزواوة كذا قال أبو القاسم سعد الله .

هذا وقد ألٌف أبو يعلى الزواوي كتبا صغيرة الحجم قضايا مهمٌة لها صلتها الوثيقة بالأمٌة والمجتمع في تلك الحقبة، مصحٌحا للمفاهيم ومدافعا عن معالم الشخصية الإسلامية، ومساندا للإصلاح وداعيا إلى تطهير المعتقدات والسلوكات من الشوائب والبدع والخرافات

عناصر فكره الإصلاحي رحمة الله عليه

* الدعوة إلى الطريقة السلفية وذم علم الكلام:

قال الشيخ أبو يعلى في كتابه الإسلام الصحيح :« اعلم أيها السائل أن خير طريقة في العقيدة التوحيدية طريقة السلف التي هي اتباع ما ثبت عن الله وعن رسوله من غير كثرة التأويل والدخول في الأخذ والرد من الجدل في المتشابه وإيراد الشبه والرد عليها، وأذكر الآن بهذه المناسبة جملة من أقوال الأئمة العظام من السلف الصالح لتعتبر أيها السائل وتعلم أن الخوض غالبا خصوصا في قضايا الانتصار لمذهب دون مذهب وتجد أن مذهب الحق في ذلك هو مذهب القرآن العظيم } قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون { وهو مذهب السلف فإن القرآن الكريم أبى الخوض في ذلك لعجز المخلوق عن معرفة حقيقة الخالق وإنما تصدى لتوجيه الأنظار للاعتبار كما تقدم »[ص4-5]. ثم نقل الآثار المعروفة عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف في ذم علم الكلام وأهله وقال :« وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا ». وصرح بعد ذلك في أثناء الكتاب بعدم الانتماء لأي مذهب كلامي محدث من المذاهب الموجودة فقال:« أما أنا ومن على شاكلتي من إخواني الكثيرين فلا شريعة لنا ولا دين لا ديوان إلا الكتاب والسنة وما عليه محمد وأصحابه وعقيدة السلف الصالح فلا اعتزال ولا ماتريدي ولا أشعري، وذلك أن الأشاعرة تفرقوا واختلفوا أي المتقدمون منهم والمتأخرون ووقعوا في ارتباك من التأويل والحيرة في مسائل يطول شرحها»

* نشر التوحيد ومحاربة الشرك في الألوهية :

قد كتب أبو يعلى في هذا الباب فأكثر، إذ زيادة عما ذكره في الإسلام الصحيح فقد نشر فيه عدة مقالات، ونحن ننقل ما قاله في أحد مقالاته : « أما عقيدتنا في الأولياء التي اتخذوها ذريعة للطعن فينا بأننا ننكرهم وننكر الكرامة ليهيجوا علينا العامة التي صُدَّت عن الله إلى الأولياء الأموات تطلب منهم ما لا يطلب إلا من الله وتتمسح بقبورهم وتوابيتهم...أما كون الميت صالحا أو مات وليا أو غير ولي، أو على حسن الخاتمة أو على غير ذلك عياذا بالله فإننا غيرُ مكلفين بذلك ولا نحكم لأحد بالجنة ولا بالنار إلا مَن وَرَدَ فيهم النص، فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، أما التوسل بهم والطلب منهم فمما لم يثبت عن السلف الصالح شيء منه بل لم يشرع أصلا وقد فتشنا وقلبنا وبحثنا في السير وكتب الحديث الصحيح مثل الموطأ والبخاري ومسلم فلم يثبت في خير القرون أنهم قصدوا قبر النبي r طالبين منه شيئا ودليلنا أيضا على ذلك ما ثبت في صحيح البخاري أن عمر لما استسقى بالناس قال لهم: إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، وهذا دعاء أقره الصحابة والسلف».

* التزام السنن ومجانبة البدع العملية

ولم يهمل الشيخ الدعوة إلى الالتزام بالسنة ونبذ البدع العملية خاصة بدع التصوف الذي غرقت الأمة في أوحاله فصرح ببدعية تصوف المتأخرين، وقال في البصائر :« وبالجملة إن التصوف محدث في الأمة اسما ومعنى». وكما أنكر عليهم بدع العقائد فقد أنكر عليهم بدع الأعمال كالقراءة على الجنائز. وقال في الإسلام الصحيح :« ولست بمخطئ إن قلت بالمنع والحرمة بسبب ما أحدثوا فيه وهو من أصله محدث إذ لم يكن السلف الصالح يعرفون هذا صوفي وذاك غير صوفي، أو ذا له طريقة وهذا لا طريقة له »، وإن كان الشيخ قد نشأ نشأة صوفية إلا أنه تاب ورجع إلى الحق لما تبين له، كما صرح بذلك في أحد مقالاته: « نعم كنت قبل أربعين سنة خلوتيا [أي حوالي سنة 1907] فلما رأيت البدع والمخالفة والرقص والطبل واختلاط النساء بالرجال طلقتها ثلاثا بتاتا ». وقال :« وإني أعلنت أني سلفي وأعلنت أني تبرأت مما يخالف الكتاب والسنة ورجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح ».

* الدعوة إلى الاجتهاد ونبذ الجمود والتقليد

قال في الإسلام الصحيح :« والحال أن كل واحد من هؤلاء الأئمة قال إن وافق مذهبي الكتاب والسنة فبه ونعمت وإلا فاضربوا به عرض الحائط، لأنهم غير معصومين ولا ألزموا الناس بما استنبطوا وما دونوا وإنما العامة والخاصة ارتضتهم ». وقال ردا على المتعصبين الذين ينتصر كل واحد منهم لمذهب إمامه ويقول إنه هو الصواب دون غيره :« كلها فاضلة وكلها صحيحة إذ لا يمكن بحال أن يقال هذا المذهب صحيح وهذا غير صحيح، لأنهم أئمة مجتهدون غير معصومين لا محالة، فهم سواء في الاجتهاد وسواء أيضا في عدم العصمة، وكان الإمام مالك يقول كل أحد يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحبَ هذا القبر يعني النبي ».
[عدل] صفاته وأخلاقه

* رقة الطبع وسلامة القلب

قال الشيخ أحمد حماني :« الشيخ أبو يعلى الزواوي إمام مسجد سيدي رمضان بالقصبة من عاصمة الجزائر علامة من كبار العلماء الأحرار، محقق، شجاع، سلفي العقيدة، طيب السريرة حميد السيرة، بليغ القلم سليم النية، غر كريم »، وقال فيه أيضا :« والملاحظة أن أبا يعلى عين رئيسا للجنة الدائمة بعد تأسيس الجمعية وابتعاد عمر إسماعيل عنها، وبقي وفيا لمبدئه شجاعا في مواقفه، عظيم النشاط في أعماله وكتاباته، وقد لقب في العلماء بشيخ الشباب وشاب الشيوخ، وكان يمتاز بشفقة وحنان على أمته، وكثيرا ما تسيل دمعته رحمة على البائسين ».

* التواضع للحق

وَرَدَ إليه سؤال عن حكم التوسعة على العيال في عاشوراء فأفتى بالجواز فرد عليه الشيخ عمر بن البسكري بجواب ننقل منه هذه الفقرات :« سيدي أحيط جنابكم أن الحديث المذكور يقول فيه حجة الإسلام ابن تيمية ما نصه حرفيا في كتابه منهاج السنة ج 4 ص 114 :« وقد يروي كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء -غير الصوم – وفضل الاكتحال فيه والاغتسال والحديث والخضاب والمصافحة وتوسعة النفقة على العيال فيه ونحو ذلك، وليس في أحاديث عاشوراء حديث صحيح غير الصوم هكذا يقول حرفيا وتبعه تلميذه ابن القيم وابن رجب وغيرهم … هذا ومما زاد في تشجيعي على إسداء هذه الكلمة النصيحة لجنابكم قولكم حرفيا في العدد السابع عشر من البصائر :« وعلى كل حال فإنني لست ممن يقول لا أقبل النصيحة إلى أن قلتم بل إني أقبل النصيحة من أهلها بشرطها ». فكتب الشيخ جوابا رحب فيه بهذا الرد المؤدب والنصيحة الخالصة ختمه بقوله : «وإنه مما يجب التحري في الاستدلال بالحديث إلا إذا كان صحيحا وهو صوابلكنه صعب !! اللهم اغفر لنا ما قدمنا وأخرنا وألهمنا وألهم الأمة للصواب أن تتحفظ وتحذر من الوقوع في الكذب على نبيها والله المستعان وعليه التكلان ».

* الثقافة الواسعة

إن مما تميز به أبو يعلى الزواوي كثرة المطالعة وهي إحدى العوامل التي جعلته يكون أكثر تأليفا من غيره من أهل زمانه إضافة إلى التفرغ باعتباره كان إماما رسميا لمسجد مدة تفوق الثلاثين سنة، وهذه المطالعة قد ظهرت في كتاباته ومواضيع تأليفه فهو قد ألف في مواضيع مختلفة وفي قضايا شغلت الفكر الإسلامي في عصره: قضايا المرأة، قضايا الإصلاح، السبيل إلى تحكيم الشريعة، إصلاح نظم التعليم وغيرها من الموضوعات. وقد ظهر ذلك أيضا في المصادر المتنوعة التي اعتمد عليها في كتابه الإسلام الصحيح فقد فاقت الأربعين مرجعا ومصدرا، والذي يَلفت الانتباه هو مطالعته لكتب المخالفين فهو ينقل فضائح الطرقية من مصادر صوفية وينقل شهادة الكفار بالحق من كتبهم، وكان مطلعا حتى على كتب المستشرقين –وكان يحسن الفرنسية – كما نراه في رد الشيخ على النائب ابن جلول لما قال ردا على المصلحين :« رجوع الإسلام إلى أصله خطر على فرنسا » حيث سرد فيه جملة من كتبهم التي يظهر إطلاعه عليها.
[عدل] بعض ما قيل عنه

قال الشيخ الطيب العقبي في تقريظه لكتاب جماعة المسلمين. أبو يعلـى إمـام الحق فينا- وشيـخ شباب المصلحينا دعا بدعاية الإسـلام قبـلا- لديـن اللـه رب العـالمينا فأبدع في اختصار القول ردا- على فئـة الضلال المفسدينا وقد غضبوا لقول الشيخ فيه- وضلـوا في الضلالة تائهينا فلم يعبأ بما فعلـوا ولكـن- تمادى يخـدم الحـق المبينا ». وقال في مقال نشر في الشهاب ردا على من انتقص الشيخ:» ألا ما أشفقتما عليه أو رحمتما شيخوخته وسلفيته الصادقة، وتركتماه لنا عضدا قويا وشيخا سلفيا …وهو من قد عرفتماه فضلا ومعرفة وسبقا إلى مذهب السلفية، كما عرفتما مقدار مقدرته في الكتاب وبحثه وتنقيبه« قال الشيخ مبارك الميلي :« …الشيخ الجليل العالم السلفي الأستاذ أبي يعلى الزواوي الذي لقبه الأخ الشيخ الطيب العقبي شيخ الشباب وشاب الشيوخ وكل من عرف هذا الشيخ وأنصفه اعترف له بهذا اللقب وسلم له هذا الوصف». قال أحمد توفيق المدني:« وإذا ذكرت الرجال بالأعمال فإني أذكر العلامة الكبير الشيخ سيدي أبا يعلى السعيد الزواوي، أذكره بتأليفه القيم الإسلام الصحيح الذي نسف به الخرافات والأوهام في الأفكار العامة ».

وفاته رحمة الله عليه :

توفي في 8 رمضان 1371 الموافق لـ (4 جوان 1952م) عن عمر يناهز التسعين، وشيع جنازته خلق كثير وعدد كبير من رجال العلم والفضل، وصلى عليه الشيخ الطيب العقبي، وكتبت البصائر عنه: (والبصائر تساهم في المصاب بفقد العلامة الزواوي، شيخ المصلحين في هذه الديار الذي طالما رفع صوته على صفحاتها بالنكير على المبتدعين والمبطلين،

احمد الطيباوي
2011-07-30, 14:51
الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية تحت رئاسة الدكتور الجزائري الامازيغي عثمان سعدي


الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية هي جمعية ثقافية تم تأسيسها في الجزائر سنة 1990 بعد عقد عدة إجتماعات تأسيسية في نهاية 1988 و بداية 1989 توجت بإنعقاد الجمعية التأسيسية التي كان عدد أعضائها مائة و خمسة أعضاء، إنتخبت مجلس الجمعية و مكتبها و رئيسها الدكتور عثمان سعدي.

الغاية القصوى من اهداف الجمعية هي ترقية اللغة العربية في المجتمع الجزائري وجعلها أداة علمية فعالة قادرة على تجسيد متطلبات الحياة العصرية في مجال العلم والعمل والتعامل بجميع مظاهره، وتلك مهمة منصوص عليها في جميع المواثيق والدساتير الجزائرية باعتبارها اللغة الرسمية للجزائر.

من المهم بمكان تتبع موقف الحركة الوطنية الجزائرية من قضية اللغة العربية. و القصد من موقف الحركة الوطنية هنا جهود الجزائريين طيلة الإحتلال في المطالبة بإحترام و تعلم اللغة العربية و الدفاع عنها و الإفتخار بها.سيتم في هذه الفقرة التركيز على تلك الجهود منذ ظهور المنظمات و الأحزاب التي أصبحت تمثل الجزائريين و تتكلم باسمهم في الوقت الذي انتشر فيه التعليم بالفرنسية بين الجزائريين أنفسهم.

سيتم تناول الموضوع على مرحلتين ، الأولى ما قبل 1919 والثانية منذ هذا التّاريخ
.
المرحلة الأولى : 1830-1919


حين وقع الإحتلال الفرنسي للجزائر كانت اللغة العربية هي لغة التعليم في المدارس والزوايا والمساجد، وهي اللّغة الأدبية التي تؤلف بها الكتب و البحوث، وهي أداة التعامل في المحاكم الشّرعية والمراسلات الرسمية، وتوثق بها عقود الأوقاف والمواريث، وتكتب بها محاضر المداولات الإدارية والمنازعات في كل أنحاء القطر. وهي كذلك لغة الأدباء والخطباء. وفي نفس الوقت كانت اللّهجات العربية الدّارجة واللّهجات البربرية مستعملة في الحياة اليومية بين المواطنين، ولعل هناك من كان يكتب بهذه اللّهجة أو تلك بعض الرّسائل الإخبارية والمعلومات الشّخصية.

أما اللّغة التركية فقد كانت قليلة الإستعمال و محصورة الإنتشار، ولا نكاد نجدها خارج الجزائر العاصمة، حتى بين الموظّفين العثمانيين في الأقاليم، لعلاقتهم المباشرة مع المواطنين.أمّا في العاصمة فقد كانت اللّغة التركية مستعملة في مستويات إدارية كالمجلس الرّسمي (الديوان)، الذي كانت تسجّل فيه المحاضر بالعربية والتركية معا على أيدي الكتبة أو الخوجات ، و كانت التّرجمة هي وسيلة التبليغ بين الحاضرين إذا لزم الأمر. كما أنّ اللّغة التركية كانت مستعملة في ثكنات الجيش الإنكشاري بالخصوص، لأنه جيش خليط ومن مواليد الأناضول في معظمه.

و المعروف أنّ الحروف العربية هي التي كانت مستعملة سواء تعلق الأمر باللهجات الدّارجة أو باللّغة التركية .

وقد إعتمد الفرنسيون منذ اللّحظة الأولى للإحتلال على التّرجمة وعلى دراسة اللغة العربية لأنهم كانوا يعرفون أنهم بدون ذلك لا يمكنهم معرفة الجزائريين ولا النجاح في التعامل معهم وفرض سلطانهم عليهم. جاءت الحملة الفرنسية بمجموعة من المترجمين ، مدنيين و عسكريين، ونشطت مدرسة اللّغات الشّرقية في باريس في تخريج المستعربين وإرسالهم إلى الجزائر، وتعامل المسؤولون الأوّلون مع يهود الجزائر كوسطاء في اللغة العربية، بل أنهم وظفوا جزائريين في مناصب بلدية، قضائية، إدارية ونحوها إمّا لكونهم يحسنون شيئا من الفرنسية إلى جانب العربية وإما لكونهم تابعين لمصالح تعرف العربية فيقدّمون إليها المعلومات والتقارير وهي بدورها تقوم بالتّرجمة والتّوصيل.

و من أوّل ما فكّر فيه الفرنسيون ووضعوه موضع التّنفيذ هو فرض تعلم اللغة العربية على الضباط والمسؤولين بالجزائر. فأنشؤوا لذلك كراسي للّغة العربية ووضعوا لذلك مناهج علمية و طبعوا كتبا تطبيقية و كافأوا المتفوقين في العربية منهم بتقديمهم على غيرهم عند الترشح للمناصب. وأوّل من شجّع على ذلك و جعله شرطا رسميا هو الماريشال بيجو نفسه.

و لكن هناك ملاحظتان تجب إبداؤهما على ما سبق، الأولى هي أن تعليم اللغة العربية للفرنسيين كان مقتصرا تقريبا على اللغة الدارجة بعد تعلم القواعد العامة للأبجدية و الجملة العربية، باستثناء المستعربين و أصحاب الإختصاص الذين لم يقتصروا على الدارجة بل درسوا علوم العربية وآدابها وتاريخ العرب والإسلام.

أما الملاحظة الثانية فهي أن الفرنسيين كانوا مهتمين باللغة العربية باعتبارها هي لغة الشعب الجزائري الذي يعملون على استعماره والسيطرة عليه، ومعرفة آدابه وتفكيره و ماضيه. ولذلك كان اهتمامهم مرتكزا على الجانب العملي من اللغة العربية ، سواء الفصحى أو الدارجة. ومن جهة أخرى كان الفرنسيون يعرفون أنهم بدراسة اللغة العربية يتمكنون من التغلغل أيضا داخل المجتمعات العربية و الإسلامية والإستفادة منها تجاريا واقتصاديا منافسة منهم لالإنجليز و غيرهم.

و قد يسأل السائل إذن عن وضع اللغة العربية بين الجزائريين غداة الإحتلال، الواقع أن تعلمها قد تضرر كثيرا حتى كاد يمّحي. فبالقضاء على الأوقاف وهدم المساجد والمدارس وهجرة العلماء والمؤدبين و كثرة الحروب كاد التعلم ب اللغة العربية ينقرض. كما أن الفرنسيين اتبعوا سياسة التجهيل التي دامت سبعين سنة فلم ينشروا بين الجزائريين لا العربية و لا الفرنسية. وهم يدعون تارة أن الجزائريين لا يقبلون على المدارس خوفا من التنصير، و يزعمون تارة أخرى أن المال يعوزهم. ولعل أبرز الأسباب لسياسة التجهيل المعتمدة هو معاقبة الجزائريين على مقاومتهم المسلحة التي دامت، كما هو معروف، إلى ثورة بوعمامة في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. كما أن الفرنسيين كانوا يخشون من أن التعليم عموما سيؤدي بالجزائريين إلى اليقظة والإطلاع على أحوال العالم فتتكون من بينهم جماعات وأحزاب تطالب بالحقوق السياسية و تحارب الفرنسيين بأسلحتهم، كما وقع فعلا فيما بين الحربين

المرحلة الثانية : 1919-1954

رغم أن حزب نجم شمال إفريقيا قد ولد في فرنسا فإنه اهتم باللغة العربية في الجزائر اهتماما واضحا. فلم تمض سنة على إمشائه حتى نادى في مطالبه التي قدمها بإسمه الحاج أحمد مصالي إلى مؤتمر بروكسل سنة 1927 بإنشاء المدارس باللغة العربية. والمعروف أن النجم قد حلته السلطات الإستعمارية الفرنسية سنة 1929 غداة الإحتفال المئوي بالإحتلال، ثم أعاد تنظيم نفسه سنة 1933 وهو ما يزال في فرنسا. وقد جاء في برنامجه الجديد الذي صاغه ووجهه للجزائريين بعد أن خرج منه التونسيين والمغاربة ما يلي:

المادة الثامنة: تعليم اللغة العربية تعليما إجباريا. و جاء في مادة أخرى من هذا البرنامج: اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة العربية. وفي مادة أخرى منه جاء فيها: التعليم سيكون مجانيا وإلزاميا في جميع مراحله، و سيكون باللغة العربية.

و قد تكون حزب الشعب الجزائري على أنقاض النجم سنة 1937 و أثناء مؤتمره العام الذي انعقد خلال أوت 1938 طالب حزب الشعب بما يلي حول اللغة العربية:

* إصدار مرسوم يجعل تعلم اللغة العربية إجباريا في جميع مستويات التعليم على غرار الوضع في تونس و المغرب و في المشرق العربي أيضا.
* الحرية المطلقة للتعليم الحر. و المقصود بالتعليم الحر هنا هو التعليم العربي الذي كانت تمارسه جمعية العلماء، و الذي كان يتعرض لإضطهادات إدارية قاسية مثل قرار ميشيل 1933 و رينييه 1935. و المعروف أن السلطات الفرنسية كانت تعتبر اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر و تجري عليها قوانين اللغات الأجنبية في فرنسا. لذلك يعتبر المطلب الثاني لحزب الشعب ليس فقط مطلبا شرعيا ووطنيا و لكنه منه إنتصار لسياسة جمعية العلماء التعليمية.
* تأسيس كلية للآداب بجامعة الجزائر، تدرس فيها اللغة العربية والآداب العربية إلى جانب التاريخ و علم الإجتماع و الفلسفة الإسلامية.
* رفع مستوى الثانويات الإسلامية (أي المدارس الرسمية الثلاث المشار إليها في المرحلة الأولى) بتحويلها إلى جامعات إسلامية يقوم بتدريس العربية فيها و آدابها أساتذة مسلمون. و الإلحاح على الأساتذة (المسلمون) في هذا الصدد يرجع إلى أن الدراسات العربية و الإسلامية في المدارس الحكومية الثلاث و في كلية الآداب و في معهد الدراسات الشرقية الذي أنشئ خلال الثلاثينيات كانت كلها تحت إشراف المستشرقين الفرنسيين و هم الذين كانوا يسيرونها و يوجهونها و يمارسون التدريس فيها.

و قد سارت حركة إنتصار الحريات الديمقراطية التي تأسست سنة 1946 و التي هي في الواقع إستمرار لحزب الشعب الجزائري، على الأسس المذكورة بالنسبة للغة العربية. و كان هذا الحزب نفسه قد أنشأ سنة 1937 جريدة الشعب بالعربية في الجزائر إلى جانب الأمة التي كانت تصدر بالفرنسية في فرنسا. أما حركة الإنتصار فقد أسست بدورها صحفا باللغة العربية تابعة لها أو نوحي منها مثل المنار و المغرب العربي و صوت الجزائر، إلى جانب الجزائر الحرةالتي كانت تصدر بالفرنسية. فلم يأت نوفمبر سنة 1954 حتى كان أعضاء الحزب متشبعين بمبدأ المطالبة باللغة العربية كلغة وطنية و رسمية لالجزائر. ومن جهة أخرى أسس حزب الشعب مدارس حرة على غرار ما فعلت جمعية العلماء لتعليم اللغة العربية لأبناء الشعب الجزائري سيما منذ 1950.


أما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فممارسة تعليم اللغة العربية و المطالبة باحترامها و إنشاء الصحف بها و اعتبارها هي اللغة التي تعبر عن عن شخصية الجزائر، كلها من المبادئ الأساسية التي قامت عليها و تضمنها دستورها و خطب رجالها، و كانت مدار مدارسها و معلميها. و كان شعار جمعية العلماء المحفوظ لدى تلاميذها (الجزائر وطننا، و الإسلام ديننا، و العربية لغتنا). فلا غرابة إذا أن تقوم حركة إبن باديس أولا و جمعية العلماء ثانيا، على نشر و تقديس العربية حتى قال ابن باديس مقولته الشهيرة ( أقضي بياضي على العربية و الإسلام و أقضي سوادي عليهما ) أو ما في معناها. و مع ذلك نذكر أن المطالب التي قدمتها جمعية العلماء للمؤتمر الإسلامي (1936) و التي تبناها المؤتمرون جميعا (و فيهم النخبة و الشيوعيون و النواب) قامت على ما يلي بخصوص اللغة العربية:

* إلغاء كل ما يتخذ ضد اللغة العربية من وسائل استثنائية، و إلغاء إعتبارها لغة أجنبية.
* الحرية التامة في تعلم اللغة العربية.

وقد ظل ذلك هو شعار الجمعية والمطلب الرئيسي لها، بل والممارسة الفعلية في الميدان، رغم العراقيل و الإضطهاد، فكان معهد ابن باديس وكانت العشرات من المدارس، وكانت الصحف والنوادي والجمعيات التي تنشر العلم بالعربية في المدن والقرى إلى قيام الثورة التحريرية. والمعروف أنه قد أعيد تنظيم الجمعية سنة 1946، مثل كل الأحزاب والمنظمات الوطنية. وقد لاحظ أحد الكتاب أن اللافتة المعلقة في أول اجتماع لجمعية العلماء بعد الحرب العالمية الثانية كانت تقرأ كالتالي: (نريد حرية التعليم والإعتراف باللغة العربية مثل الفرنسية). وقد قدمت جمعية العلماء بعد الحرب تقريرا مفصلا إلى السلطات الإستعمارية الفرنسية طالبت فيه بفصل الدين الإسلامي عن الدولة الفرنسية و جعل اللغة العربية لغة رسمية.
الوضع اللغوي يشهد في الاونة الاخرة سيطرة كلية للغة العربية والشباب الجزائري يحب اللغة العربية بل ان الكبار الذين تخرجوا من المدرية الفرنسية وهم في مرحلة الشيخوخة الان اصبحوا يتعلمون اللغة العربية ويستعملونها واكثر من ذلك يقدسونهالا نها لغة الاسلام بالاضافة الى الجيل الكبير الذي تخرج من علماء الجزائر الفدماء فاللغة العربية تزداد انتصاراتها يوما بعد يوم وتستخدم في التعليم والادارة معربة الا بعض الدوائر الاقتصادية كالبنوك وليست جميعها كذاك

احمد الطيباوي
2011-07-30, 15:06
عروبة اللغة الامازيغية و إيديولوجية النزعة البربرية الاستعمارية
محاظرة للدكتور عثمان السعدي


http://www.elaphblog.com/Blog/elfatihi/album/saadi.JPG


برعاية كريمة وسامية للمركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر شهدت قاعة المكتبة بالمركز مساءا الاثنين الموافق ( 27- 4 – 2009 ) محاضرة علمية ثقافية فكرية بعنوان ( عروبة اللغة الأمازيغية – وأيديولوجية النزعة البربرية الاستعمارية ) للأستاذ الدكتور عثمان سعدي : رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية .
وتأتي هذه المحاضرة ضمن نشاطات الموسم الثقافي للمركز العالمي وأبحاث الكتاب الأخضر.
وحضر افتتاح فعاليات المحاضرة أمين عام المركز الأستاذ أحمد إبراهيم والسيدة أميرة بلقيس كريمة الشيخ محمد الأنصاري شيخ مشائخ الطوارق و الدكتور خضر البرعي نقيب الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في ليبيا وعدد كبيير من الأكاديميين المختصين والمهتمين بالشؤون الثقافية العربية بالإضافة على لفيف من الطلبة والطالبات.
وافتتح مدير المحاضرة الدكتور الهادي الدالي مدير محاضرته بكلمة رحبَ فيها بالأستاذ الدكتور عثمان السعدي ورجب بالسيدة أميرة بلقيس كريمة الشيخ محمد الأنصاري الذي أوصاها قبيل وفاته بأن تسلم سيفهُ للأخ قائد الثورة رئيس الاتحاد الأفريقي الذي يمثل خير فارساً ومفكراً يستحق استلام هذه الشرف العظيم .
تم قدم الدكتور الهادي في كلمته نبذه مختصرة عن المسيرة النضالية الفكرية للأستاذ الدكتور عثمان السعدي و أكد بأن المركز يعمل جاهدً من أجل لم الشمل العربي للكتاب و الأدباء و المهتمين بكافة الشؤون العربية فكرياً و معرفياً و أضاف بأنه لا يسعنا في هذا المقام و نحن نحتفل بحضور احد رموز الثقافة العربية إلا أن نعلن عن تعيين الأستاذ الدكتور عثمان السعدي رئيساً فخرياً لمركز البحوث و الدراسات الإفريقية و سيقوم هذا المركز بجمع اللغات الثلاث الامازيغية و العربية و الإفريقية لكي نبين للاستعمار أن ألغة لازالت موجودة ثم قام مدير المحاضرة بفتح المجال للدكتور عثمان السعدي بإلقاء محاضرته .
ورحب المحاضر في بداية كلمته بأمين عام المركز الأستاذ أحمد إبراهيم وتقدم بالشكر للمركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر علي دعوته لهذه المحاضرة التي تأتي في وقت مهم جداً، وبدء بالحديث عن النزعة البربرية حيت قال / قبل دخول المستعمر الفرنسي المغرب العربي ابتداء من الجزائر سنة 1830 ، لم يكن هناك أمازيغي واحد قال بأنه أمازيغي وليس عربيا، أو طالب باعتماد اللغة الأمازيغية بدل اللغة العربية. فحتى قبل الإسلام كانت توجد بالمغرب العربي لغة فصحى عروبية مكتوبة هي الكنعانية ـ الفينيقية، محاطة بلهجات شفوية أمازيغية عروبية قحطانية، ولمدة سبعة عشر قرنا. وعندما جاء الإسلام حلت العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم محل اللغة الكنعانية. واستمر المغاربة يتعاملون مع العربية كلغتهم وساهموا في تطويرها، مثل صاحب كتاب الأجرومية ابن أجرّوم العالم الأمازيغي من المغرب الأقصى المتوفى سنة 672 هـ ؛ ومثل ابن معطي الزواوي المتوفى سنة 628 هـ الأمازيغي من بلاد القبائل، الذي نظم النحو العربي في الف بيت، سابقا بقرن ابن مالك الذي توفي سنة 730 هـ والذي اعترف بفضله في السبق قائلا:

وتقتضي رضىً بغيـرِ سُخْـطِ فائـقـةً ألْفِيَّـةَ ابْنِ مُعْـطِ
وَهْـوَ بِسَبْقٍ حائِـزٌ تفضيـلاً مستوجِبٌ ثنـائِيَ الْجميـلا

ومثل البصيري الشاعر الأمازيغي من القبائل والذي ولد بمدينة دلّس وتوفي سن 695 هـ بالقاهرة، صاحب قصيدة البُردة المشهورة، التي نسج على منوالها العديد من الشعراء ومنهم شوقي.
لكن ما أن وصل الفرنسيون حتى راحوا ينشرون الأكاذيب بين البربر، مدعين بأنهم غير عرب، ويوغلون صدور البربر ضد العرب، لكن سياستهم هذه فشلت طوال القرن والثلث القرن من استعمارهم. ركزوا على منطقة القبائل التي كانت تسمى قبل احتلالهم [زواوة]، لقربها من العاصمة حيث يتجمع بها معظم الاستيطان الفرنسي، فراحوا ينشرون بها الفرنسية والتنصير، لكن جوبهوا بمقاومة شرسة من قادة زواوة الأشاوس. فإحصائية 1892 تشير إلى أن المدارس الفرنسية المخصصة للجزائريين بمنطقة القبائل كانت تمثل 34 % من سائر المدارس بالقطر الجزائري، علما بأن هذه المنطقة هي ولايتان من 48 ولاية .
و ذكر بعض الأمثلة علي العديد من الشخصيات بداية من الكابتن ، لوغلاي المشرف على التعليم في الجزائر حين يخاطب في المعلمين الفرنسيين في بلاد القبائل في القرن التاسع عشر فيقول: "علموا كل شيء للبربر ما عدا العربية والإسلام".
ويضيف الكاردينال لافيجري CH.M.Lavigerie في مؤتمر التبشير المسيحي الذي عقد سنة 1867 في بلاد القبائل: "إن رسالتنا تتمثل في أن ندمج البربر في حضارتنا التي كانت حضارة آبائهم، ينبغي وضع حد لإقامة هؤلاء البربر في قرآنهم، لا بد أن تعطيهم فرنسا الإنجيل، أو ترسلهم إلى الصحراء القاحلة، بعيدا عن العالم المتمدن
و أضاف أنه من هنا أجبر الفرنسيون ملك المغرب سنة 1930 على إصدار الظهير البربري، وهو مرسوم ملكي يعترف فيه للبربر بأن لا تطبق عليهم الشريعة الإسلامية في الأحوال الشخصية، وإنما يطبق عليهم العرف البربري، فتصدى زعماء البربر أنفسهم عندما توجه شيوخ قبائل آيت موسى وزمّو ر إلى فاس ، وأعلنوا أمام علماء جامع القرويين رفضهم للظهير البربري. كما قام الفرنسيون بتأسيس الأكاديمية البربرية بالمغرب، هدفها إحياء اللغة البربرية كضرة للغة العربية، بالحروف اللاتينية، ووضع المستشرق الفرنسي [جود فري دي مونييه] مستشار التعليم في المغرب خطة مفصلة لهذا الغرض سنة 1914 . وفي سنة 1929 أقامت الإدارة الفرنسية كلية بربرية في [أزرو] لإعداد حكام لتولي إدارة المناطق البربرية مبنية على التنكر للعروبة وصنع أحقاد بين البربر والعرب. وفشلت هذه الكلية لأن معظم خريجيها صاروا من المناضلين الأشداء ضد الاستعمار الفرنسي. ومع استقلال القطرين المغرب والجزائر تمكن الفرنسيون كما سنبين من صنع عملاء بربريين بهما.
و أكد أنه ينبغي التفريق بين البربرية Berberite والنزعة البربرية Berberisme ، الأولي عنصر من عناصر تاريخنا كشمال إفريقيين، والثانية إيديولجية صنعها الاستعمار الفرنسي لضرب الوحدة الوطنية، وصنع الفرقة بين العرب العدنانيين والأمازيغ القحطانيين، وفي الأربعينيات من القرن الماضي العشرين، عين حاكم عام بالجزائر خطير هو شاتينيون، رأى أن أخطر حزب هو حزب الشعب الجزائري، وأن قمعه يزيد شعبيته، وأن الوسيلة الناجعة هو تدميره من الداخل عن طريق النزعة البربرية، فأوحى إلى عملاء المخابرات الفرنسية بالحزب أن يحركوا المسألة البربرية، وانطلق بعضهم من معهد المعلمين ببوزريعة فنشروا منشورا هاجموا فيه العروبة، وانتقدوا مفهوم الوطنية للحزب المبنية على العروبة والإسلام، ورفعوا شعار الجزائر البربرية،
وقد استطاعوا أن بغلطوا حسين آيت أحمد. وواجهت قيادة الحزب بحزم، ففصلت رؤوس الفتنة، أحدهم انضم للحزب الشيوعي الجزائري، وصار زعيما له. أما حسين آيت أحمد فقد أنّبته وأوقفت نية القيادة في ترؤسه للتنظيم الخاص العسكري السري للحزب. وخير من وضح هذه المؤامرة في كتاب له ابن يوسف بن خدة الذي خص لها فصلا عنوانه (المؤامرة البربرية) ، وتستقل الجزائر ويستمر حسين آيت أحمد في معاداته للغة العربية، فيقود في 27/12/1990 بالعاصمة مسيرة ضد قانون تعميم استعمال اللغة العربية.
و عرج المحاضر إلي إن قيام الثورة الجزائرية جعلت فرنسا تقرر منح الاستقلال لتونس والمغرب لتتفرغ لمواجهة الثورة الجزائرية، وراح مفكروها الاستراتيجيون يرسمون الخطط في التعامل مع دول المغرب العربي المستقلة. فظهر كتاب سنة 1956 تأليف الجنرال أندري P.J.Andre عضو أكاديمية العلوم الاستعمارية، جاء فيه: "من المحتمل أن يأتي يوما تهب فيه الأمة المغربية البربرية لإحياء وعيها القديم بذاتها، وترفع فكرة الجمهورية البربرية، إذا سادت فكرة الدولة التيوقراطية العربية في المغرب الأقصى". وينتقل الجنرال إلى الحديث عن الجزائر فيقول: "إن المسألة البربرية في الجزائر مسألة قبائلية، فمنطقة القبائل أكثر انفتاحا على الحركات الخارجية من منطقة الأوراس.. ينبغي الإعداد للمستقبل لأن المسألة البربرية تطرح الآن [1956 ] في الجزائر وفي المغرب الأقصى


مضيفاً بأنه ما أن استقلت الجزائر حتى راح الفرنسيون يعملون لتطبيق خطتهم البربرية، فأسسوا الأكاديمية البربرية سنة 1967 في جامعة باريس 8 فانسين، وبعد عشر سنوات من صدور كتاب الجنرال أندري. وقامت بإعداد العشرات من حاملي الماجستير والدكتوراه في اللغة البربرية، أشهرهم سليم شاكر، وربطتهم بأجهزة الاستخبارات الفرنسية، وراحت تعمل لصنع ضرة للعربية من البربرية تدخلان في صراع بينهما إبقاء لهيمنة اللغة الفرنسية على دول المغرب الأربع. قام هؤلاء الخريجون مع أساتذتهم بعملية تطهير للهجة القبائلية التي اعتمدوها كلغة بربرية، من الكلمات التي بها رئحة العروبة والأسلام،
كانوا يستبدلون الكلمات بطريقة فجة جعلت علماء لغويون فرنسيون يحتجون على هذه العملية، مثل الثلاثة الذين كتبوا مقدمة قاموس [اللغة القبائلية] المطبوع سنة 1982 للأب داليه، الذي توفي قبل نشره، وهو عالم أثبت نزاهة وتعامل مع البربرية كلغة ذات جذور عربية؛ والثلاثة تلاميذ له، وهم: مادلين آلان، وجاك لانفري، وبيتر ريسينك.
و كرر المحاضر أمثلة آخري عن بعض الكتاب الذين أستدل بمقولاتهم حيث قال / يكتب المستشرق الفرنسي مترجم القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، والمولود في الجزائر، جاك بيرك Jaques berque فيقزل "من الخطأ الكبير الاعتراف باللغة البربرية كلغة رسمية ثانية إلى جانب العربية من طرف بلدان المغرب العربي، ولا أعتقد بأن مطلب اللغة مشروع، لأنه سيؤدي في النهاية إلى تقسيم الولاء".
. إن بيرك مدير لأكبر معهد بباريس وهو [الكوليج دي فرانس] . كان يعتبر نفسه جزائريا، يتكلم العربية بطلاقة وبلا لكنة، وعندما توفي أوصى بمكتبته الضخمة إلى مدينة فرندة الجزائرية التي ولد فيها، كما كان هؤلاء العملاء يغيرون كلمات اللهجة القبائلية التي كتبوها باللاتينية، فمثلا غيروا تحية الإسلام (السلام فلاّون) التي يستعملها الأمازيغ في سائر لهجاتهم بما فيها القبائلية بعبارة [آزّول فلاّون]، وكلمة آزول لا وجود لها في قاموس سائر اللهجات الامازيغية، توجد كلمة كلمة قريبة لها وهي آزّو وتعني الشوك.. وغيروا كلمتي الرب والله بكلمة [يلّو] جاهلين ان ( الإلّ) باللغة العربية تعني الله تطورت إلى الله، كما غيروا كلمة الشهاة بكلمة أمغْراسْ. وغيرها من عشرات الكلمات، التي كانوا يرسلونها بالفاكس لمقدم الموجر بالقبائلية في الإذاعة الجزائرية فيقول بتسريبها كفوله مثلا [ يلّو سو لا فو دير لو بون ديو],,,

مضيفاً أنه من هنا حاول البربريون نقل النزعة البربرية إلى منطقة الآوراس فصرح السعيد سعدي رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية سنة 1990 قائلا : "قررت فتح الأوراس للبربرية"، وحشر المائات من شباب القبائل من مدينتي تيزيز وزو وبجاية موهما إياهم بالقيام بجولة في بلاد الشاوية؛ وعلى بعد عشرة كيلوميتارت من مدينة باتنة، تربص الشباب الشاوية للقافلة فشتتوا في الجبال ركاب الحافلات، وهددوهم إن لم يعودوا من حيث أتوا ستحرق الحافلات، واختطفوا السعيد سعدي وزوجته، وقام الدرك الوطني بالبحث عنهما لمدة سبع ساعات، ثم شاهدوهما طليقين، أطلق سراحهما خاطفوهما بعد ان ادخلوهما مسجدا وامروهما بان ينطقا بالشهادة،
مؤكدً أنه في سنة 1996 رأت الأكاديمية البربرية بفرنسا ألا أمل في نجاح النزعة البربرية ما لم ينضم لها الشاوية بجبال الأوراس، وقرر ما يسمى بالكونجرس البربري عقد ندوة دولية بربرية يشارك فيها الفان من مختلف انحاء العالم في مدينة باتنة عاصمة الأوراس، وسهل مهمة عقد المؤتمر أحمد أويحي الذي كان رئيس ديوان رئيس الجمهورية، فكتبتُ مقالا كأمازيعي شاوي وكرئيس للجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، باسبوعية الشروق العربي عنوانه: (هل تنجح الأكايمية البربرية بباريس في ترويض الأوراس الأشمّ) ،
وقرأ الشاوية المقال فتجمع ستون من ضباط جيش التحرير الوطني في باتنة ووقعوا على لائحة ترفض عقد المؤتمر بباتنة، ونزل لباتنة من قرى جبال الأوراس مجاهدون وقابلوا والي باتنة السيد جباري ليقولوا له: "إذا اصرّت الحكومة على عقد هذا المؤتمر الذي سيشارك فيه الفا عدو للعربية، فلتحفر الفي قبر يدفنون فيها بالأوراس".. وامر الرئيس اليمين زروال بإلغاء المؤتمر. ورفعت [ المحافظة السامية للأمازيغية] التابعة لرئاسة الجمهورية دعوى ضدي، بتهمة إفشال المؤتمر وأن أدفع أربعة ملايين دينار المصاريف التي أنفقتها الدولة لإعداد المؤتمر، وصرح رجل اعمال كبير قائلا: [حساب مفتوح ينبغي الحكم على عثمان سعدي]، وحكمت علي المحكمة الابتدائية بحسين داي بالتغريم فحذف القاضي ثلاثة أصفار مكتفيا يرقم ثلاثة آلاف دينارظانا أنني سأقبل الحكم، لكنني أصررت على استئناف الحكم، وتطوع 74 محاميا من مختلف انحاء القطر للدفاع عني، بل وعبر محامون من أقطار عربية عن رغبتهم في الدفاع عني. وكانت المحاكمة مشهودة انتهت بتبرئتي،
فقد جند البربريون المائات وحاصروا المحكمة التي فرضت عليها قوات الأمن طوقا، وحضر جلسة المحكمة الشيخ عبد الرحمن شيبان القبائلي رئيس جميعية العلماء المسلمين الجزائريين مساندا لي. وصدر الحكم بتبرئتي، ومن الغريب أن القاضي الذي حكم عليّ عربي، والقاضي الذي برّأني امازيغيى، ونظرا لمواجهة دعاة النزعة البربرية من طرف امازيغ احرار ذبُلت هذه النزعة، لقد ألقيت امام محكمة الاستئناف مرافعة طويلة بينت فيها عروبة الأمازيغ ولاوطنية دعاة النزعة البربرية، نشرت بالعديد من الصحف الجزائرية والعربية، وأردرجت ضمن كتاب [الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية] الصادر سنة 2005 .

و تطرق الأستاذ الدكتور عثمان السعدي إلي جانباً آخر من محاضرته و هو عروبة الامازيغية حيث قال/ الأمازيغ البربر هاجروا قبل آلاف السنين من الجزيرة العربية مع بداية المرحلة الدفيئة الثالثة warm3 وزحف الجغاف على الجزيرة العربية بعد أن كانت تتمتع لمدة عشرين ألف سنة قبل هذا التاريخ بمناخ رطب شبيه بمناخ أوروبا الآن، بحيث كان يشقها نهران من الشمال إلى الجنوب. فتكونت أول حضارة بشرية بها على الزراعة وتدجين الحيوان، وعندما زحف الجفاف بالجزيزة العربية وذاب الجليد في أوروبا وشمال إفريقيا، انتقل الإنسان العربي بحضارته إلى وادي الرافدين ،فوادي النيل بعد أن انحسرت المستنقعات في مجار بالأنهر الثلاثة، يقول ول ديوربانت well Diorant: في كتابه الموسوعي قصة الحضارة "إن الحضارة وهي هنا زراعة الحبوب واستسخدام الحيوانات المستأنسة قد ظهرت في العهود القديمة غير المدونة في بلاد العرب ، ثم انتشرت منها في صورة مثلث ثقافي إلى ما بين النهرين (سومر وبابل وأشور) ، وإلى مصر" مضيفاً انه من هنا وبطبيعة الحال انتقلت اللغة العربية وتفرعت إلى لهجات مرتبطة باللغة الأم بعد أن اكتسبت خصائص محلية. لقد حدثت هجرات عديدة لم يسجلها التاريخ ، والذي سجله التاريخ هجرة الكنعانيين الفينيقيين في منتصف الألف الثانية قبل الميلاد للمغرب، حيث أخرجوا بني عمومتهم الأمازيغ من العصور الحجرية وأدخلوهم التاريخ, وتكونت قرطاج التي هي كنعانية أمازيغية، وصارت اللغة الكنعانية الفصحى المكتوبة، محاطة بلهجات أمازيغية قحطانية شفوية، يقول المستشرق الفرنسي هنري باسيه H.Basset "إن البونيقية و هي الفينيقية طبعاً لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب ، ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة هذه المدة سبعة عشر قرنا بالمغرب، وهو أمر عظيم"، كما دمر الرومان قرطاج سنة 146 ق.م ، واستعمروا المغرب هم والوندال والبيزنطيون ثمانية قرون دون أن يؤثروا في الذات المغربية ولم يتركوا في الأمازيغية كلمة واحدة، لم يتركوا سوى حجارة صماء، بينما استمر العروبيون الأمازيغ يمارسون الثقافة الكنعانية باللغة الكنعانية المكتوبة. ويعبدون آلهة كنعان، ويستعملون لغة كنعان في دواوين دولهم
كما أشار المحاضر الي أوجه التشابه بين حياة العرب و حياة الامازيغ فقال/ أفضل من أوجز التشابه بين العرب والأمازغ ابن خلدون يقول: "يتخذون البيوت من الحجارة أوالطين، ومن الخوص والشجر، ومن الأشعار والوبر، ويظعن أهل العز والغلبة لانتجاع المرعى، فيما بين الرحلة، ولا يجاوزون فيها الريف إلى الصحراء والقفر الأملس، ومكاسبهم الشاة والبقر، والخيل في الغالب للركوب والنتاج، وربما كانت الإبل من مكاسب أهل النجعة منهم شأن العرب، ومعاش المستضعفين منهم بالفلح، ودواجن السائمة، ومعاش المعتزين من أهل الانتجاع والأظعان في نتاج الإبل وظلال الرماح، وقطع السابلة، ولباسهم وأكثر أثاثهم من الصوف".
مضيفاً بأنني شخصياً زرت مضارب القبائل العربية ببادية الشام بالسبعينيات من القرن الماضي: قبائل شمّر وعنيزة وروََلة، ودرست حياتها الإجتماعية فوجدت تطابقا كاملا بينها وبين الحياة في قبيلتي النمامشة الأمازيغبة، فتربية السمن الذي يسمى عند القبائل العربية الدهن وعند قبيلة النمامشة الأمازيغية الدهان، يربى بتفس لأسلوب فيمر على تخزينه في جلد ضأن، لينتهي في جلد ماعز يسمى العُكّة. وطريقة تجبين الحليب وإعداد مادة في معدة الخروف الرضيع التي تسمى المنفاح أو المنفح، وتسمى هذه الماة عند البربر الدوث، وعند العرب الدور. طريقة إعداد الخيمة وتسمية أجزائها متشابهة. تربية الأغنام بنفس الأسلوب، تسمية الحبل الذي يشد به الخروف الرضيع تسمية واحدة لدى الطرفين وهو الرّبق. إلى آخره من جزنزئيات الحياة الاجتماعية لمستها لدى الطرفين.
مؤكدً في محاضرته أن اللغة الأمازيغية لغة مثل اللغات التي تفرعت عن اللغة العربية الأمّ قبل آلاف السنين، مثل الأكدية، والبابلية، والأشورية، والكنعانية التي نزلت بها التوراة، والأرامية التي نزل بها الإنجيل، والعدنانية التي نزل بها القرآن الكريم، والحميرية،وغيرها . بل إن اليونانية والفارسية مشتقتان من العربية اللتان اختلطتا أيضا بعناصر من الهندو أوروبية التي انتشرت بأوربا ووصلت هضبة فارس مؤخرا في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد. بل إن أوروبا كانت تتكلم اللغات العروبية [السامية وفقا للمصطلح الغير العلمي] قبل انتشار القبائل الهندو أوروبية فيها، وقد وضع العالم اللغوي الجزائري عبد الرحمن بن عطية ذلك في كتابه الصادر بالفرنسية سنة 2008 (Alger 2008 Dr.A.Benatia:Arabes et indo-Europeens ) وترجمة العوان: (العرب والهندو أوروربيون: هل تكلم الهندو أوروبيون العربية؟)، أذاً الأمازيغية هي اللغة الوحيدة العروبية الباقية حية مستعملة شفويا، ومنها نستطيع التعرف على جذورنا العربية كعرب، فمثلا المرأة تسمى بالأمازيغية تامطّوث جذرها طمث ، والطمث العادة الشهربة للمرأة، المرأة الطّامث التي عليها العادة الشهرية، وفي رأيي أن التسمية الأمازيغية هي التسمية الأولى بالعربية للمرأة ، أي الكائن البشري الذي يحيض، قبل أن تتطور إلى اسم المرأة، كما أن اللغة الأمازيغية لغة عروبية ، قاموسها متكون من الكلمات العاربة واالمستعربة. مستمدة من الحميرية اللغة العاربة القحظانية، العمود الفقري للغتين الحميرية والأمازيغية وزن أفعول، القاضي اليمني الأكوع له دراسة عنوانها [وزن أفعول في اللغة الحميرية] . وهذا الوزن غيرموجود في اللغة العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم. الأمازيغية بها هذا الوزن مثل أغروم أكسوم. لا ينكر عروبتها حتى المستشرقون النزيهون مثل جابريال كامبس G.Camps في كتابه (البربر ذاكرة وهوية) يقول: "إن علماء الأجناس يؤكدون أن الجماعات البيضاء بشمال إفريقيا سواء كانت ناطقة بالبربرية أو بالعربية، تنحدر في معظمها من جماعات متوسطية، جاءت من الشرق في الألف الثامنة بل قبلها ، وراحت تنتشر بهدوء بالمغرب والصحراء"، كما يقول المؤرخ الفرنسي بوسكويه G.H.Bousquet : "وعلى كل حال يوجد ما يجعلنا نقتنع بأن عناصر مهمة من الحضارة البربرية، وبخاصة اللغة، أتت من آسيا الصغرى عن طريق منخفض مصر، في شكل قبائل تنقلت في شكل هجرات متتابعة،على مدى قرون عدة، في زمن قديم لم يبت في تحديده" .

وأكد بأن المستشرق الألماني أوتو روسلر Otto Rossler الذي يسمى الأمازيغية النوميدية، يقول في كتابه [النوميديون أصلهم كتابتهم ولغتهم]: "إن اللغة النوميدية و يقصد بها اللغة الامازيغية لغة سامية بمعني لغة عربية انفصلت عن اللغات السامية في المشرق في مرحلة مغرقة في القدم" ، كما يعترف أمراء البربر بانتابهم إلى حمير. فعندما ساءت علاقة أبو فتح المنصورالزيري الصنهاحي بالقرن العاشر الميلادي مع الخلافة الفاطمية في القاهرة، عبر عن طموحه في الاستئثار بحكم المغرب العربي دون المظلة الفاطمية ، أمام شيوخ القبائل الذين حضروا إلى القيروان لتهنئته بالإمارة، قائلا لهم: "إن أبي وجدي أخذا الناس بالسيف قهرا، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، وما أنا في هذا الملك ممن يولّى بكتاب ويعزل بكتاب، لأنني ورثته عن آبائي وأجدادي الذين ورثوه عن آبائهم وأجداهم حمير" .
و أضاف الدكتور السعدي بأن الشعراء الامازيغ أعتزو بأصالتهم و نسبهم كثيراً و ذكر العديد من الاشعار لاكبر شعراء الامازيغ حيث ذكر/ لقد اعتز الشعراء الأمازيغ بأصلهم القحطاني اليماني، الحميري، فقال الشاعر الحسن بن رشيق المسيلي، المتوفى سنة 463 هـ ، مادحا الأمير ابن باديس الصنهاجي:
يا ابن الأعزة من أكابر حمير وسلالة الأملاك من قحطان
ويعتز الشاعر ابن خميس التلمساني ، المتوفى سنة 708 هـ ، بأصله الحميري ، فيقول:
إذا انتسبت فإنني مـن دوحــة يتفيّأ الإنسان برد ظلالهــا
من حِمير من ذي رُعين من ذوي حَجْر من العظماء من أقيالها
وفي بيتين يفتخر شاعر أمازيغي طرقي بانتساب قبائل الطوارق الأمازيغ إلى حمير ، فيقول:
قوم لهم شرف العلى من حميــر وإذا دعوا لمتونة فهمُ همــو
لمّا حووا علياء كل فضيلـــة غلب الحياء عليهم فتلثمــوا

و في نهاية المحاضرة تحدث الدكتور عثمان السعدي عن مسيرته العلمية و الفكرية طوال (5) سنوات كرس فيها جهده ووقته حيث قام خلالها بجمع أوجه التشابه بين اللغة العربية و اللغة الامازيغية و فند مسيرة الدراسة المعجمية بالعديد من الأمثلة فبدأ قائلاً/ كرست خمس سنوات من حياتي بمعدل عشر ساعات في اليوم لتأليف كتابي (معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية) ، فرّغت قواميس خمس لهجات كبرى أمازيغية في الجزائر والمغرب الأقصى، وأعذت جذورها إلى العربية في القواميس العربية العاربة والمستعربة. وتوصلت إلى أن تسعين في المائة من الأمازيغية عربية. ويظهر التقصّي العلاقة بين الأمازيغية والعربية علاقة أصالة وليست علاقة جوار مثل العلاقة بين الفارسية والعربية

احمد الطيباوي
2011-07-30, 15:16
اللوبي الفرنكفوني في الجزائر و دوره في الازمة الكروية الجزائرية المصرية
مقال للدكتور عثمان سعدي بجريدة البصائرجريدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ردا على مقال للكاتب الفرنكفوني ياسين تيملالي ( جريدة الوطن الفرنسية 26 ديسمبر2009 )


http://www.alittihad.ae/assets/images/Thaqafa/2008/05/23/320x240/6a-na-51890.jpg


بعد نشر جريدة "الوطن" لهذا المقال المهم، طلبت "البصائر" من الدكتور عثمان سعدي النص المترجم إلى العربية لإفادة قرائنا بمحتوى المقال، فلبى طلبنا مشكورا فإليكم النص المعرب تعميما للفائدة:
إن هذا المقال لياسين تيملالي ( الوطن 26 ديسمبر2009 ) يتكلم عني مستعملا وصف انحرافات. ونحن نتساءل من هو موضع الانحراف هو أم أنا؟ هذا ما سنجده فيما يلي:
1 ـ ياسين تيملالي يعترض على ما قلته حول "اللوبي الفرنكفوني في "الأزمة الكروية الجزائرية المصرية الحالية"، (أستعمل مصطلح "فرنكفون) ، مع ما يبدي بدون أن يفصح عنه أنه يشكك في وجود لوبي فرنكفوني، ويستشهد على ذلك بأنه "يوجد العديد من الصحفيين الفرنكفونيين الجزائريين الذين دعوا إلى التهدئة وذكّروا بالعلاقات التاريخية بين الجزائر ومصر". وهذه حقيقة تثبت أن ذلك حدث انفراديا، ونحن فخورون بوجود العديد من الصحفيين المفرنسين الوطنيين ، لكن هذا لا يخفي وجود لوبي فرنكفوني سياسي واجتماعي. إن من الحقيقة أيضا أنه قد وجد تيار آخر في بعض الصحف الفرنكفونية عمل على صب الزيت على النار، واستغلال الأزمة بهدف الفُرقة (المضادة للعروبة، وإنكار انتماء الجزائر العربي، وهجوم على اللغة العربية، إلخ..).
من مالك حداد إلى محمد ديب
بالنسبة لي فإنني أرى أنه ينبغي أن نفرق بين المفرنس الجزائري الوطني، مثل الروائي مالك حداد، الذي أطلق صيحته المشهورة: "أنا المنفي في اللغة الفرنسية"، وبين المفرنس المستلب مثل كاتب ياسين الكبلوتي العربي الذي يقول: "الفرنسية غنيمة حرب". أو محمد ديب العربي الذي أوصى الجزائريين ـ في أيامه الأخيرة ـ أن يهجروا ويتخلصوا من "اللغة العربية الميتة" ويتتشبثوا بالمخالب "باللغة الفرنسية الحية". اللوبي الفرنكفوني بالجزائر يعمل من أجل تأبيد (بالباء) هيمنة اللغة الفرنسية الحالية على الدولة الجزائرية. نحن المدافعين عن اللغة العربية لسنا ضد حضور اللغة الفرنسية. لكن الذي نرفضه ونقف ضده هيمنتها على حساب اللغة الوطنية. إنني أقرأ ،بالإضافة للغة العربية، بثلاث لغات: الفرنسية، والإنجليزية، والفارسية، مثريا بذلك ثقافتي الوطنية، لكن أعبر بلغتي الوطنية، فأنا مثقف جزائري سويٌّ. لكن عندما يقضّي جزائري مثقف في الجزائر سبعا وأربعين سنة من الاستقلال ولا يتعلم العربية، لا بد أن نعترف بأن في ذلك مشكلة. معنى هذا أنه لم يبرهن على ارتباطه المتحمس بوطنيته، لأنه لا توجد وطنية بلا هُوية وطنية ومفتاح الهوية اللغة، إنها من المسلمات البديهية.
2 ـ يتكلم ياسين تيملالي عن "تعريب علمي". التعريب هو التعريب. إن هذا الوصف من طرفه ،الذي لا يحمل أي معنىً لغوي، يخفي وراءه رأيا غريبا، بل ويحمل احتقارا للغة العربية بوصفها غير علمية. إن الفرنسي جون جوريس (الاشتراكي)، والفرنسي لوبين (اليميني المتطرف) يتكلمان جيدا لغة واحدة هي اللغة الفرنسية، لكن الذي يفرُق بينهما هو مضمون وأفكار كلام كل واحد منهما. كيف توصف اللغة العربية بغير العلمية وهي لغة تصنف ضمن لغة أعظم حضارة إنسانية؟ . إن الفييتنام وكوريا وُجدا في وضع لغوي استعماري شبيه بالوضع اللغوي في الجزائر إن لم يكن أخطر. لكن قررا في اليوم الأول للاستقلال فتنمة لهذه وكورنة لتلك فوريتين وشاملتين، إنهما الآن من نمور آسيا اقتصاديا وتنمويا. السيد تيملالي يدافع عن تعليم الطب بالفرنسية فيقول: "إنه من السخف المطالبة بتعريب الطب". إن مهنة الطبيب هي مهنة اجتماعية في العمق تعتبر من المهن التي تنطلق من العلوم الإنسانية لأنها مؤسسة على العلاقة بين الطبيب وبين المريض الذي هو قبل كل شيء إنسان. وتؤدي اللغة الوطنية دورا كبيرا كأداة حوار بين الطبيب والمريض. وقد نجم عن تعليم الطب بالفرنسية طب بسرعتين: بين أولائك المميّزين الذين يستطيعون الحوار مع الطبيب بالفرنسية، وأولائك المنتمين للطبقات الشعبية البسيطة المحكوم عليهم أن يتلقوا توضيحات دُنيا مبهمة. هل يمكن لنا أن نتصور أن الطب يدرّس في ألبانيا ذات الأربعة ملايين نسمة بالألبانية، في الوقت الذي يدرّس فيه بالفرنسية في الجزائر التي تقترب من أربعين مليونا. إن جيل الأطباء الذين لا يعرفون اللغة العربية هو محال على التقاعد بل على الانطفاء. سائر الأطباء الآخرون يعرفون العربية وقادرون على التعليم بها. أما المصطلحات الطبية والكتب الأكاديمية بالعربية فهي متوفرة. ويقدم تيملالي كحجة "أن الجزائر لا تستطيع تأليف حتى كراسة في العلوم الطبية" وهذه الحجة حجة ضده، ومعناها أنه يعترف بالفشل الثقافي للطب بالفرنسية في الجزائر.
خط أحمر وطريقة نطق الراء غينا
إن المشكل الحقيقي هو أن الفرنكفونية سطرت خطا أحمر لاستعمال اللغة العربية في "الجزائر الفرنكفونية" بترسيم أن الفرنسية ينبغي أن تحتكر سيطرتها على ثلاثة ميادين: إدارة الدولة ـ العلم والتكنوجية ـ والاقتصاد، هو خط أحمر لا ينبغي أن تتجاوزه اللغة العربية وتصل تلك الميادين. إن هذه هي المهمة التي أسندت إلى دفعات (بروموسيون) لاكوست التي خلّفها وراءه الجنرال ديغول التي تزايدت وتوالدت في عقود الاستقلال. إن الدولة الفرنكفونية أوصلت البلاد إلى الإفلاس: فمطار الجزائر الدولي تسيره شركة فرنسية، الماء الذي يشربه سكان العاصمة تسبره شركة فرنسية، وقائمة طويلة في الطريق.. لا يمكن لأي ثورة أن تعتبر نفسها ناجحة إلا إذا حققت هدفين: تحرير الأرض وتحرير الذات، الثورة الفييتنامية والثورة الجزائرية تعتبران أعظم ثورتين إنسانيتين عرفهما القرن العشرون: الأولى حققت الهدفين انطلاقا من المقولة الشهيرة لقائدها العظيم هو شي مينه : "حافظوا على صفاء اللغة الفييتنامية كما تحافظون على صفاء عيونكم" ومقولة خليفته فام فان دونغ : "لقد عبرت اللغة الفييتنامية عن الثورة الفييتنامية ورافتها وكبرت معها". لكن الثورة الجزائرية أُجهضت فحررت الأرض وتركت الذات مستعمرة ولا زالت حتى الآن تحت النفوذ الاستعماري عن طريق هيمنة اللغة الفرنسية على الجزائر المستقلة .
3 ـ إنه خطأ كبير أن يقول تيملال "أن الثوار الجزائريين كانوا في معظمهم فركفونيين" ، ومعنى هذا في رأيه أن استقلال الجزائر حققه المفرنسون. إنه بالتأكيد أن الذي فجر الثورة هم شباب حزب الشعب الجزائري، لكن جيش التحرير كان مؤلفا من فلاحين بسطاء مؤطرين من طلبة متكونين في معظمهم باللغة العربية في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. في رسالة وجهها الأمير خالد لصديقه التقدمي فيكتور سبيلمان (سنة 1924 ) عبر فيها عن خيبة أمله في نخبة المدن "التي تمثل الجيل الحالي المثقف الذي ولد وترعرع تحت عبودية وتربية مدرسة أسياده"، ويرى أن الأمل في تحرير الجزائر سيكون الفلاح الذي بقي محصنا في الهوية الوطنية في الريف التي لم يشوهها تثاقف لغة وثقافة المستعمر. عشرون شهرا بعد اندلاع الثورة ترك الطلبة في المدارس الفرنسية وفي جامعة المستعمر مقاعدهم. ومن بينهم الكثير مَن التحق بالجهاز الخارجي للثورة. قادتُهم ساهموا في إجهاض الثورة بتحويلها إلى "ثورة فرنكفونية" فوقّعوا اتفاقيات إيفيان ينص واحد هو النص الفرنسي الذي مثّل الوفدين، بينما وُقعت اتفاقيات جنيف سنة 1954 التي أنهت الاستعمار الفرنسي بالفييتنام بنصين الفييتنامي والفرنسي. ودخل هؤلاء الجزائر المستقلة ومنحوا لهذا الاستقلال "تفسيرا فرنكفونيا" فلخصوه في علَم وفي تأسيس دولة فرنكفونيا بلا سيادة. في 2006 جمعت إحصائيات بينتْ أن الفييتنام "بالفتنمة" صدّر مواد زراعية وصناعية ،خارج المحروقات، بما قيمته ستة وعشرون مليار دولار ، بينما صدرت الجزائر "بالفرنسة" بما قيمته ستمائة مليون دولار ثلثها خردة حديد ونحاس. ومقياس أهمية أي بلد (ماذا ينتج؟) وليس كيف ينطق الراء غينا..
بربر وعرب في الأصول والجذور
4 ـ السيد تيملالي ينتقدني لأنني كما يرى منحت مصطلحا "عنصريا" للعروبة. إنه يرى أن الذي قلته عن العروبة يدخل في إطار "الهذيان القومي العربي التعصبي الشوفيني لا الحقيقة العلمية" . ولدعم ما يقول من حكم باطش بل ورجْميٌّ كان المفروض أن يسوق حججا أو على الأقل أن يستشهد بما كتبت لكنه لم يفعل. وهذا ما قلته باختصار نتيجة لأبحاث أنجزتها، وكل ذلك معروض للبحث والتقصي في إطار تطور البحوث العلمية.. الجزائر عربية منذ التاريخ القديم لا في إطار كلمة (عربية) المستعملة حاليا، وإنما في إطار انتمائها ،منذ الأزمنة البعيدة في قِدمها، لِحوضٍ حضاري وليس حوضا عرقيا وذلك من عُمان وحتى موريتانيا. إن هذه المنطقة من العالم سكنتها مجموعة بشرية تتكلم لغة واحدة بلهجات منحدرة من لغة أمٍّ مهدها جزرة العرب منذ آلاف السنين. البربرية هي لغة من هذه اللغات. لقد هاجر البربر من جزيرة العرب التي تعتبر الخزان البشري الكبير، والتي كانت قبل عشرين ألف سنة تتمتع بحياة طبيعية شبيهة بأوروبا الآن، يخترقها نهران. ثم دخلت الكرة الأرضية في المرحلة الدفيئة الثالثة (Warm3 ) ، فذاب الجليد في أوروبا وحوض البحر المتوسط . وسطا الجفاف على جزيرة العرب فهاجر الإنسان منها نحو حوض الرافدين دجلة والفرات وحوض النيل وشمال إفريقيا بل وأوروبا. وهذا ما يؤكده علماء مثل المؤرخ الأمريكي ويل ديورانت Will Durant الذي يقول في كتابه الموسوعي (قصة الحضارة ) أن مهد الحضارة جزيرة العرب والحضارة تعني أيضا اللغة يقول:: "إن الحضارة ـ وهي هنا زراعة الحبوب واستخدام الحيوانات المستأنسة ـ قد ظهرت في العهود القديمة غير المدونة في بلاد العرب، ثم انتشرت منها في صورة [مثلث ثقافي] إلى ما بين النهرين ( سومر وبابل وأشور) وإلى مصر" (ويل ديورانت:قصة الحضارة، الترجمة العربية، ج2 ص 43 القاهرة1961 ). المؤرخ الأمريكي وليام لانغر يرى أن سكان أوروبا الجنوبية أصلهم من الجزيرة العربية فيقول: "وانتشر فرع من عناصر البحر المتوسط والصحراء، الطويلة الرؤوس وأقاربهم من العرب والبربر وغيرهم في جنوب أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأدنى" (وليام لانغر: موسوعة تاريخ العالم، الترجمة العربية، ج1 ص 25 و 32 ، القاهرة 1962) . ويقر بهجرة البربر المؤرخ الفرنسي جابرييل كامبس Gabriel Camps في كتابه: (البربر: ذاكرة وهوية صفحة 11 باريس 1995 ) يقول: "إن علماء الأجناس يؤكدون أن الجماعات البيضاء بشمال إفريقيا سواء أكانت ناطقة بالبربرية أو بالعربية، تنحدر في معظمها من جماعات بحر متوسطية جاءت من الشرق في الألف الثامنة قبل الميلاد بل قبلها، وراحت تنتشر بهدوء بالمغرب العربي والصحراء". . ويؤكد بوسكي
G.H.Bousquet في كتابه (البربر ، باريس 1957 ) فيقول: "وعلى كل حال يوجد ما يجعلنا نقتنع بأن عناصر مهمة من الحضارة البربرية وبخاصة اللغة أتت من آسيا الصغرى عن طريق منخفض مصر ، في شكل قبائل تنقلت في هجرات متتابعة على مدى قرون عدة، في زمن قديم لم يبت في تحديده".
والذي يؤكد الوحدة البشرية الوحدة اللغوية التي لم يأت يها الإسلام بل كانت سائدة قبل ذلك، فاللغة الكنعانية الفينيقية كانت منتشرة كلغة فصحى مكتوبة محاطة باللهجات البربرية القحطانية الشفوية ولمدة سبعة عشر قرنا قبل الفتح الإسلامي، ثم جاء القرآن الكريم باللغة العدنانية فحدث الربط بينها وبين الكنعانية بصورة طبيعية، يقول هنري باسي H.Basset : "إن البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب، ومعنى هذا أن هذه اللغة بقيت قائمة هذه المدة بالمغرب ، سبعة عشر قرنا ، وهو أمر عظيم" (المجلة الإفريقية مجلد 62 صفحة 340 : التأثيرات البونيقية عند البربر).
لقد قمت ببحث استغرق سنوات أصدرت إثرها (معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية ، دار الأمة 2007 ، فرغت فيه قواميس خمس لهجات : الشاوية والقبائلية ولهجات المغرب الأقصى الثلاث، وأثبت أن كلمات الأمازيغية تشترك مع العربية العاربة والمستعربة بنسبة تسعين في المائة.
المؤرخ الفرنسي بيير روسي Pierre Rossi في كتابه (وطن إيزيس التاريخ الحقيقي للعرب ، النسخة الفرنسية طبع الجزائر 1991) ، يقول : "إن اللغة اليونانية لم تكن سوى لغة نقل ، فالإمداد الثقافي والعلمي والديني قدمه العرب، اليونان لم يكونوا سوى ورثة" (صفحة 45 ) . ويستمر روسي فيقول: "وعلى كل حال فإن اللغة العربية هي لغة الإنسانية الأولى المنظمة بالبحر المتوسط ، سبقت لغة هوميروس التي منحت لها قوانينها . منذ نداء النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) الذي أيقظها نحو حياة حديثة من أعماق العصور فجاءت بأصداء عظيمة فرضت نفسها على مئات الملايين من البشر. وبواسطة اللغة العربية نتمكن نحن الأوروبيين من الشروع في قراءة جديدة لكتاباتنا وتاريخنا. وسنجد أنفسنا نرى مقوماتنا بكل وضوح. إن معرفتنا للغة العربية تساعدنا لا على تجاوز الأفق الضيق لأثينا وروما فقط، وإنما على إيجاد مجالات الشرق الواسعة الكامنة دائما حية فينا، وعلى المشاركة بعمق في مستقبل المجتمع البشري الذي ينطلق من مجالنا السديمي" (صفحة 193 ـ 194 ).
5 ـ إن المناورات الكبرى التي تنفذها الدولة الفرنكفونية تستهدف غسل مخ الجيل الجديد من كل أثر متأتٍّ من ثورتنا . مئات قصائد الملحون التي خلدت ثورتنا لم تجمع ويأكلها النسيان. وتعمل على طمس مساعدة العرب لثورتنا التي تُراجع فتقلل أهميتها بل وتُنفى وتُقدم على أنها مجرد "تدخلات لأجهزة الاستخبارات المصرية". إن العرب هم الذين دعموا ثورتنا . الشعراء العرب هم الذين غنّوها، فقد قمت بتجربة عندما عملت سفيرا في قطرين عربيين هما العراق وسورية فجمعت من أربعين مدينة وقرية فيهما 454 قصيدة نظمها 171 شاعرة وشاعرا في ثورة أول نوفمبر.

عثمان سعدي
جريدة الوطن 17/01/2010

احمد الطيباوي
2011-07-30, 15:30
http://i3.makcdn.com/userFiles/k/h/khalidalibeshr/images/919image.jpeg


كتاب معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية"للدكتور الامازيغي الجزائري عثمان سعدي

صدر عن منشورات مجمع اللغة العربية بليبيا وفي إطار المعاجم والمجمعيات، معجم بعنوان "الجذور العربية للكلمات الأمازيغية"، للمؤرخ والباحث عثمان سعدي، حيث تطرق الكاتب في مقدمته إلى النقاش الدائر حول هوية الشعب الجزائري، مشددا على ضرورة التفريق بين البربرية والنزعة البربرية.
اعتبر الكاتب في مقدمة كتابه "الجذور العربية للكلمات الأمازيغية" أن البربرية عنصرا من عناصر التاريخ الجزائر والمغرب العربي بل والعروبة، بينما النزعة البربرية من اختلاق الاستعمار الفرنسي، من خلال الأكاديمية البربرية بفرنسا، التي تأسست سنة 1967 مباشرة بعد استقلال الجزائر، وهذا كما أكد الكاتب من أجل إلغاء عروبة المغرب العربي واستبدالها ببربرية المغرب، كان ذلك كما أضاف في مقدمته، لصالح استمرار هيمنة اللغة الفرنسية على إدارات المغرب العربي، في كلا من تونس والمغرب والجزائر.
كما أشار الكاتب لمختلف الدراسات التي قدمها في هذا الإطار منذ سنة 1976، حيث كان سفيرا للجزائر بسوريا، أولها كتاب بعنوان "عروبة الجزائر عبر التاريخ " وآخرها هذا المعجم حيث استمر في العمل عليه لمدة سنوات متواصلة.
ويبين عثمان سعدي في هذا المعجم بأن 90 بالمائة من الكلمات الامازيغية البربرية، عربية عاربة أو مستعربة، كما أوضح أن نحو البربرية متوافق مع نحو العربية وقدم الكاتب مثالا، حيث بين أن العمود الفقري في اللغة البربرية هو أفعول مثل أغروم، أكسوم...إلخ، كما نجد أن العمود اللغوي في اللغة الحميرة في اليمن هو أفعول. يقدم لنا عثمان سعدي في المعجم آلاف الكلمات الامازيغية، ليعرض معها المئات منها والتي تؤكد عمق الأصالة العربية في اللغة الامازيغية وهذا في جزء بعنوان "كلمات تؤكد الاصالة العربية للغة الامازيغية البربرية".
كما ضمن عثمان سعدي كتابه مقارنات بين كلمات بربرية وأخرى باللغات العروبية، منها الكنعانية والأكدية والمصرية القديمة...ليؤكد أن البربرية لم تأخذ من العربية الكلمات بسبب الجوار، لكن هي موجودة فيها أصلا. كما قدم الكاتب في تمهيد قصير أصول البربر، حيث أرجعهم إلى عرب عاربة قحطانيون، جاؤوا ضمن هجرات سابقة وأتبع الكاتب هذه النظرية بمجموعة من النظريات والاطروحات لعلماء أمريكيين وأوروبيين وعرب وتطرق إلى تاريخ البربر منذ العصر الحجري.
الكتاب الذي يحتوي على 356 صفحة ضم بالإضافة إلى المقدمة والتمهيد، مختصر قواعد نحو البربرية و توافقه مع نحو العربية، بالإضافة إلى 328 صفحة خصصت للمعجم الذي قسمه الكاتب إلى ثلاثة أعمدة الأول خصه لجذور الكلمة والثاني للكلمات الامازيغية والثالث للشرح وربط العلاقة بالكلمة العربية .


النــــزعة البـــــربرية :

النزعة البربرية هي التيار الذي أوجده الفرنسيون بالجزائر من أجل تفكيك الوحدة الوطنية. قبل احتلال الفرنسيين للجزائر سنة 1830 لم يوجد أمازيغي بربري واحد يقول بلا عروبة الجزائر أو المغرب، منذ وفاة عمر بن عبد العزيز ،الخليفة الأموي العادل، انفصل المغرب العربي عن الدولة المركزية ، وحكم بواسطة أسر بربرية ، ولم يحدثنا التاريخ أن أميرا من هذه الأسر قال بلا عروبة المغرب، وقد سبق ما قاله الأمير الزيري أبو الفتح المنصور.
عمل المستعمرون الفرنسيون قبل استقلال بلدان المغرب العربي، على عزل بعض من أقلية الجماعات الناطقة بالبربرية عن غالبية السكان الناطقيين بالعربية؛ نشروا التعليم الفرنسي والإرساليات التنصيرية بينهم، وبثوا فيهم فكرة "أنهم هم أصحاب البلاد الأصليون ، وأن العرب مستعمرون، وأن اللغة العربية دخيلة، وأنه لا بد من التكتل للتخلص من الوجود العربي، وأنهم أي البربر لا علاقة لهم بالعرب ولا بالساميين، وأن أصلهم أوروبي، وأن مجيء فرنسا لشمال إفريقيا هو لمساعدتهم على العودة إلى أمهم أوروبا". يقول الكابيتان لوغلاي المشرف على التعليم بالجزائر وهو يخطب في المعلمين الفرنسيين ببلاد القبائل: "علموا كل شيء للبربر ما عدا العربية والإسلام" [ 23 ]
يقول الجنرال أندريه عضو أكاديمية العلوم الاستعمارية سنة 1956 : "من المحتمل أن يأتي يوم تهب فيه الأمة المغربية البربرية لإحياء وعيها القديم بذاتها ، وترفع فكرة الحمهورية البربرية، إذا سادت فكرة الجمهورية التيوقراطية العربية بالمغرب... إنه من الضروري الإعداد للمستقبل لأن المسألة البربرية تطرح الآن بالجزائر والمغرب الأقصى"
[ 24 ]
واستقلت الجزائر سنة 1962 ، وأسس الفرنسيون سنة 1967 الأكاديمية البربرية في جامعة باريس 8 فانسين ، وذلك من أجل تعميق خطتهم لتطوير النزعة البربرية من أجل تفتيت الوحدة الوطنية وضرب اللغة العربية خدمة للفرْنسة ولبقاء هيمنة اللغة الفرنسية بالجزائر والمغرب العربي. وكونوا جيشا من الباحثين الجزائريين والمغاربة راحوا ينشرون هذه النزعة التي تتعارض مع أبسط المعايير العلمية.

عروبة اللغة البربرية:

إن الذي بقي شاهدا على انتماء الأمازيغ العربي هي اللغة البربرية. فهي عربية عاربة قحطانية، العمود الفقري للغة الحميرية العاربة هو وزن أفعول، كما أوضح الباحث اليمني القاضي إسماعيل بن علي الأكوع [ 25 ]، والعمود الفقري للغة البربرية وزن أفعول: أكسوم، أغروم. قاموسها الذي نحلله في هذا المعجم يشهد على أن البربرية بمكوناتها لغة عربية تعود مفرداتها إلى العربية العاربة والعربية المستعربة. وقد رأينا أن نقدم في هذه المقدة وباختصار ، نماذج من مفردات تؤكد هذا الانتماء العربي، وتظهره على أنه جاء على أساس البِنية العربية، ولم يأت على أساس النقل، مثلما حدث في الفارسية التي تصوغ المفردات على النقل من العربية، مثل الإتيان بالمصدر العربي مع فعل عمل: دعا كردن أي عمل الدعاء أي دعا، شاد كردن أي عمل الشدو أي شدا.
بالبربرية مفردات عربية مستعربة مباشرة، لكن الذي نستعرضه في المقدمة باختصار كلمات لا يتبادر للذهن أنها عربية، لكنها عربية غير مستعملة في العربية العدنانية. وإلى القارئ الكريم هذه الكلمات المستمدة من المعجم:
تامطّوث: المرأة . عربية الطامث، الكائن البشري الذي يحيض
أنام : الناس . عربية: الأنام: الناس
أمغار: العجوز. عربية الأمغر : الأبيض ، والشيب بياض
إيزم ، إيراد : الأسد . عربية: الصِّمّ ، الورد.
أزالاغْ : تيسٌ . عربية: السالغ من ذوات الظلف ما بلغ السادسة من عمره.
أفيغر : الثعبان . عربية يقال فغر الثعبان فاه ولا يقال فتحه.
إيغيد : الجِدْيُ . عربية: الغيدان من الشباب أوّله.
آلغمْ : الجمل : عربية: اللُّغام الزَّبَد الذي يخرج من أفواه الإبل.
أشْوالْ : ذنب العقرب . عربية: شالت العقرب بذنبها رفعته، الشَّوْلة: شوكة العقرب التي تضرب بها.
إيزمر : الخروف الصغير . عربية: زَمّر : قصر صوفه.
أوشَّنْ : الذئب . عربية: انشننَّ الذئب في الغنم عاث فيها قتلا.
إخيدَرْ : العقاب . عربية: عقاب خُدارية عقاب سوداء.
أكرزيز: الأرنب . عربية: كرز يكرز : استخفى في حفرة ، وهي الصفة المميزة للأرنب.
إيريغ : الثعلب . عربية: الرِّواغ الثعلب.
إيفيس : الضبع . عربية: الفَسْو الرائحة الكريهة، والضبع معروف برائحته الكريهة.
أسكّور : فرخ الحجل . عربية: ألسُّلْك: فرخ الحجل.
أغرزول : الكلب . عربية: الغريز : حيوان هيئته بين الكلب والثور .
أجمّار : الحصان . عربية: جمر الفرس وثب في القيد.
أمرير : الحبل . عربية: المِرار : الحبل.
أمضون ، أورزمير: مريض . عربية: ضني مرض، استزمر : تقبّض وتضاءل، زمَر الرجل سقط من مرض وهزال.
أمُـقْران : الكبير . عربية: أقرن الفارس إذا أتى بأسيرين في هجمة واحدة، ناقة قورن إذا ملأت إناءين في حلبة
واحدة ، بالجزيرة العربية يوجد حتى الآن اسم مَقْرنْ.
إكّرْ : قف . عربية: وكر الظبي إذا وثب .
يتّازّالْ : جرى يجري . عربية: أزل جرى مسرعا.
إسفور : جزّ الصوفَ . عربية: سفَر شعرَه استأصله.
يوسيد : جاء . عربية: آسد يوسد جاء مسرعا.
يتكّاذ : يخاف . عربية: أكذى يكذي اصفرّ وجهه من فزع.
تاداغت: الإبط. عربية: الدغدغة، والإبط مكان الدغدغة.
تافيات: مأتم . عربية: وفيات
إيفي : أجمة ، شجر كثيف . عربية: تفيّأ الشجر كثر ظله.
إتّوغْ : تأذّى . عربية: تاغ يتوغ هلك
أمّورث: الأرض. عربية: أرض مُمَرَّثة إذا أصابها غيث قليل.
إرّومتْ: أكل بسرعة ونهم. عربية: أرمَ ما على المائدة أكله كله.
أزّوكْ: أُلية الإنسان. عربية: زوزكت المرأة حركت أليتيها
أمزوارو: الأول . عربية: الزّور أعلى الصدر، زُوّيرهم : سيدهم وإمامهم.
إسدْوْ : بثق الماء وكثر . عربية: سدِيت الأرض كثر ماؤها.
إقرفو : برك البعير . عربية : قرفص
أسَلهام : البرنوس الدقيق النسج . عربية: السَّلْهم الضامر من الخيل.
إقْريقْرت : البسيطة، الأرض الواسعة . عربية: القَرْقر الأرض الواسعة.
يزرى : أبصر . عربية: زرّ عينيه ضيقهما ليحد بهما النظر ، رجل زرزارٌ أي تبرق عيناه.
هيلْ : بكى يبكي . عربية: انهلّ الدمع تساقط.
إبْـغرْ : كثر ماله. عربية: لفلان بَغرة من العطاء لا تغيض.
إزْوا : جدبت السنة وقل مطرها. عربية: زوى الله عنكم أي نحّى عنكم من الخير والفضل، زواهم الدهر ذهب بهم.
إسقرو أمان : تجميع الماء . عربية: القَرارة : مجمع الماء.
يدجلاّي: يحلف . عربية: أي نطق باسم الجلالة.
أحنيبر : حيرة قلق . عربية: مُحنّبٌ بالمصائب والمحن.
أخَرَّازْ : صانع الأحذية . عربية: خرز الجلدَ أي خاطه.
إيخف : الرأس . عربية: خفأ الشيء ظهر ، والرأس ظاهر وبارز.
واضليل: الخمر . عربية: المُضلُّ، الضلال
إمري: دلك . عربية: مرى الناقة دلك ضرعها لتدر .
أوريغ: الذهب . عربية: أورق الرجل كثر ذهبه.
إرامي: الرامي . عربية : الرامي من الرماية.
أمزراق : الرمح . عربية: المزراق : الرمح القصير .
أكرنيف : سعف ، جريدة النخل . عربية : الكرنافة: أصل السعفة الغليظ الملصق بجذع النخلة.
سيف : نهر . عربية: السّيف : ساحل البحر أو الوادي.
تازولت: الشجاعة . عربية: الزّول : الشجاع.
اسغى : اشترى . عربية: سوّغ الشيء جعله مباحا حلالا.
أزاوْ : الشَّعَر . عربية: زوى الجديلة أنعم فتلها.
أشرقوق : الوزّ . عربية: الشّقِراق: نوع من الوزّ.
تامصرويت : عاهر . عربية: صري يصري إذا سفل .
تالة : عين جارية . عربية: تلّ الماء قطر ورشح .
أضارْ : القدم . عربية: الضَّرَّة : الجانب من القدم الذي يلي الأرض.
أمقْرتْ : الضيافة . عربية: القِْرى : الضيافة .
تاقنْبوشتْ : تصفيفة شعر العروسة . عربية: قنب الزهر قنْبا خرج من أكمامه
إبَدْ : وقف ، انتصب . عربية: رجلٌ أبدٌّ : ذو طول مفرط .
إيغيلْ : الملك . عربية: القَيْل جمع أقيال : ملوك اليمن السعيد.
إسموقَلْ : نظر . عربية: مقله نظر إليه بمقلة العين .
نودّامْ : نُعاس . عربية: ناد الرجلُ نوَادا تمايل من النعاس .
أوزلانْ : القصير . عربية: الوزنة : المرأة القصيرة .

الدكتور عثمان سعدي الجزائر في فبرايرـ شباط 2006
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ أحمد سوسة: حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور ـ بغداد 1979 ـ ، ص 62 ـ 63
2 ـ وليم لانجر: موسوعة تاريخ العالم ـ الترجمة العربية، القاهرة 1962 ـ ج 1 ص 25 ـ 26
3 ـ : memoire et identite p 11 . Paris 1995 : Les Berberes Gabriel Camps
4 ـ ( Presses universitaires de France 1957) Les Berberes p 26 G.H.Bousquet :
5 ـ ابن عذاري: البيان المُغرب في أخبار المغرب ـ بيروت 1950 ـ ج 1 ص 343
ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ القاهرة 1357 هـ ، ج 7 ص 121
6 ـ محمد مختار العرباوي: في مواجهة النزغة البربرية : بغداد 2002 ، صفحة 107
7 ـ ماكبريني: دور ليبيا في ما قبل التاريخ ، ينغازي ـ ليبيا ص 4 ـ 5
8 ـ رشيد الناضوري: المغرب الكبير ج 1، القاهرة 1966 ص 96
9 ـ كتاب التيجان في ملوك حمير ، صنعاء 1979 ص 180
10 ـ Henri Basset : Les influences Puniques chez les Berberes : Revue Africaine V 62 P 340
11 ـ تاريخ ابن خلدون ، ج 6 ص 175 ـ 176 ، كتاب العبر وديوان المبتدا والخبر في أيام العرب والعجم والبربر [بيروت 1968 ]
12 ـ (Paris 1968) T3 P 171 Universalis Encyclopedia
13 ـ وليم لانغر : مرجع سابق ص 45
14 ـ T3 p173 Enc. Universalis ـ مرجع سابق ـ
15 ـ المرجع السابق ص 170 ـ 171
16 ـ أوليئاري : قواعد المقارنة للغات السامية: عن كتاب : حضارة العرب ومراحل تطورها لأحمد سوسة ص 106
17 ـ عثمان سعدي : الأمازيغ [البربر] عرب عاربة ، ص 78 ـ 79 ، الجزائر 1996
18 ـ .London 1970 Oric Bates :The easten libyan
19 ـ L ' origine de l ' alphabet Libyen : Journal Asiatique 10eme serie novembre -decembre
1904 P427
20 ـ مجلة: Oriens V17 1964 s 199 - 216
21 ـ المجلة الليبية : الفصول الأربعة ، طرابلس عدد 23 ، نوفمبر 1983 ، صفحات: 184 ـ 193
22 ـ سفر العرب الأمازيغ ، صفحات 1ـ1 و 1ـ7 . طرابلس ـ ليبيا 1995
23 ـــ Paris 1972 : Politique Coloniale au Maghreb P109 - 148 CR Ageron
24 ـــ Contribution a Academie des Sciences Coloniales :‘ ( CR) de L General P. J Andre '
etude des Confreries Religieuses Musulmanes P351-352 Alger 1956 ‘ L
25 ـــ مجلة المجمع العلمي السوري عدد نيسان ـ أفريل 1986 : مقال الأفعول وما جاء على وزنه في اليمن






التشابه بين حياة العرب وحياة البربر:

المؤرخ الذي أوجز التشابه بين حياة العرب وحياة البربر هو ابن خلدون عندما يقول: فبيوت البربر إما من الطين أو من القصب او من الشجر والوبر والشعر، وينتقلون في البراري طلبا للرعي، ويربون الشاة والبقر. أما الخيل فيربونها للركوب والتناسل، كما يربي الرحّل منهم الإبل. الضعاف منهم وهي الطبقات الدنيا فيهم يفلحون الأرض ويربون الدواجن. أما الأقوياء والطبقات العليا فيعيشون على الرعي وعلى السطو وقطع الطرق. أما فرشهم وأثاثهم فمن الصوف.. هذه الحياة التي يرسمها لنا ابن خلدون هي نفسها حياة العرب. ولقد تنقلت بين قبائل عربية عدة بالمشرق كقبائل: شمر ، والحديديين، والموالي، والهيب، وعنيزة، وروله، وغيرها ، ووجدت أن حياة هذه القبائل متطابقة مع حياة قبيلتي البربرية بالجزائر وهي قبيلة النمامشة. يقول ابن خلدون: "يتخذون البيوت من الحجارة والطين، ومن الخَوصِ والشجر، ومن الأشعار والوبر. ويظعن أهل العز منهم والغلبة لانتجاع المرعى فيما قرب من الرحلة. ولا يجاوزون فيها الريف إلى الصحراء والقفر الأملس، ومكاسبهم الشاء والبقر، والخيل في الغالب للركوب والنتاج، وربما كانت الإبل من مكاسب أهل النجعة منهم، شأن العرب . ومعاش المستضعفين منهم بالفلح ودواجن السائمة. ومعاش المعتزين من أهل الانتجاع والأظعان في نتاج الإبل وظلال الرماح، وقطع السابلة، ولباسهم وأكثر أثاثهم من الصــوف" [11]
ويقر هذا التشابه المؤرخون الأوروبيون ، تقول موسوعة يونيفرساليس Universalis الفرنسية: "إن التشابه بين البربر والعرب يبدو اكثر وضوحا وأهمية: التنظيمات الاجتماعية المرتكزة على علاقات الدم حقيقة كانت أو وهما، وممارسة أعمال جماعية جبرية، واستعمال مخازن للحبوب مشتركة، توجد عمليا عند البربر كما توجد عند العرب"[12]
عروبة اللغة البربرية:
يقر المؤرخ ويليام لانغر W.Langer أن اللغة البربرية واللغة العربية واللغات السامية تنحدر جميعا من أصل واحد، يقول: "وتتصل اللغة المصرية القديمة باللغات السامية ولغات البربر بأصل واحد" [13]
ويدخل المستشرق الألماني روسلر اللغة البربرية في اللغات السامية فيقول: "ونلاحظ في البربرية كما نلاحظ باللغات السامية وجود الحروف الحلقية والعبارات الجزلة" [14]
وتقول نفس الموسوعة "إن جميع اللهجات البربرية مطبوعة بطابع اللغة العربية... وإن آداب اللغة البربرية البسيطة الشفوية البحتة تتكون من أساطير عن الحيوانات، وقصص خرافية، وأغان تقليدية، أو مرتجلة، والواضح فيها كلها أنها مستمدة من المشرق العربي" [15]
ويرى عالم اللغات السامية أوليئاري بأن انتشار اللغات السامية مع الهجرات، قد نجم عنه نشأة لهجات متعددة وفقا للأقاليم، يقول: "ويدلنا التاريخ على أن انتشار اللغات السامية مرتنبط بهجرات الساميين المتتابعة من جزيرة العرب إلى بلاد ما بين النهرين، وأرض كنعان، وسورية، والحبشة، وشمال إفريقيا. أما تكوين اللغات واللهجات المختلفة فيرجع العامل المهم فيه إلى أن اللغات السامية خارج الجزيرة العربية، كانت تحت تأثير التداول بين خليط من السكان غير الساميين، مما أدى إلى حدوث تغييرات لفظية وتعديلات لغوية، فضلا عن إهمال القواعد النحوية، كل ذلك أدخل عدة إضافات على مفردات اللغة" [16]
أما خط التيفيناغ الذي يستعمل بأسلوب بدائي بين قبائل الطوارق فهو مشتق من اللغة الكنعانية الفينيقية، واللغات العروبية:
ـ فالألف بخط التيفيناغ مثل الألف بالخطوط : السرياني واليعقوبي والعربي والحميري
ـ والجيم بالتيفيناغ يشبه حرف الجيم في الخط الفينيقي والخط الآرامي.
ـ الدال بالتيفيناغ يشبه الدال بالعربية
ـ الزاي بالتيفيناغ يشبه الزاي بالخط المسند الحميري والآرامي.
ـ الياء بالتيفيناغ يشبه الياء بالفينيقي والآرامي والأنباري والكندي والنبطي
ـ الكاف بالتيفيناغ يشبه الكاف بالنبطي
ـ اللام بالتيفناغ يشبه الحميري والأنباري
ـ النون بالتيفيناغ يشبه النبطي والسرياني والصفوي واللحياني
ـ السين بالتيفيناغ يشبه الفينيقي
ـ القاف بالتيفيناغ يشبه الآرامي القديم والفينيقي والنبطي والسرياني والثمودي واللحياني
ـ الشين بالتيفيناغ يشبه المصري القديم والفينيقي والحميري والآرامي القديم والصفوي والثمودي واللحياني والحميري والحبشي
ـ التاء بالتيفيناغ يشبه الفينيقي والحميري والآرامي والصفوي والثمودي واللحياني
ـ الطاء بالتيفيناغ يشبه الصفوي والثمودي [ 17 ]
وكل هذه الخطوط عروبية أي سامية وفقا للتسمية الغير العلمية.
يفرد الأستاذ بات ORIC Bates المستشرق الإنجليزي فصلا كاملا في كتابه عن التشابه بين حروف التيفيناغ وبين الأبجدية الفينيقية ويتوصل إلى أن أصل أبجدية الطوارق فينيقي، كما يدخل الأبجديتين في إطار الحرف المسماري الذي تنحدر منه الأبجدية العربية والأبجديات السامية القديمة [18]
ويقوم إينو ليتمان Eno Littman ببحث سنة 1904 قارن فيه بين حروف الخطين اللوبي والتيفيناغي من جهة ، وبين حروف الخطين العروبيين الثمودي والصفوي بالجزيرة العربية والشام من جهة ثانية، فوجد تشابها بينها أكثر من التشابه مع الخط الفينيقـي.[19 ]
ويسمي روسلر البربرية باللغة النوميدية فيقول: "إن اللغة النوميدية لغة سامية ، انفصلت عن اللغات السامية في الشرق في مرحلة مغرقة في القدم، ثم تطورت بعد ذلك في اتجاه خاص جعلها تبدو مختلفة عن باقي اللغات السامية". كما استطاع روسلر أن يعتبر كثيرا من الجوانب الصوتية والصرفية والمعجمية في اللغة النوميدية القديمة تغييرات حدثت بعد انفصالها عن الأصل القديم المشترك. وقد أوضح اشتقاق كثير من الكلمات النوميدية على أساس المقارنة باللغات السامية في المشرق" [20]
ويعتبر روسلر من المستشرقين الذين لهم دراسات في اللغات السامية وفي البربرية التي يسميها [النوميدية]. وقد قام بترجمة ما كتبه عن البربرية الكاتب الليبي الأستاذ عماد الدين غانم بعنوان [النوميديون : أصلهم كتابتهم لغتهم، بالألمانية:
Otto Rossler : Die Numider: Herkunft, Schrift ,Sprache
نشر في المجلة الليبية [الفصول الأربعة: طرابلس عدد 23 ، نوفمبر 1983 ] ، نستخلص منه ما يلي:
ـ فمصر الفرعونية كانت دائما تحت الضغط المتزايد باستمرار لجيرانها الغربيين ـ أي البربر ـ وقد صاروا جنودا بالجيش الفرعوني، ثم استقروا كطبقة حاكمة في البلد.
ـ كانت إيديولوجية الدول النوميدية ذات توجه صميمي نحو الشرق.
ـ تنتمي الكتابة النوميدية إلى الأسرة الكبيرة للكتابات الأبجدية ذات الكتابة الأفقية وتعود كلها إلى أبجدية سامية شرقية مغرقة في القدم . وقد انتقلت هذه الكتابة إلى اللوبيين خلال فترة لا نستطيع تعيينها بدقة ، في ظل ظروف لا نعرفها بالتفصيل، وأخذوها عن عرب الشمال القدماء [ من ثموديين وصفويين ولحيانيين ] بحيث يوجد تشابه بل تطابق بين كتابات هؤلاء والكتابة النوميدية.
ـ تفرعت عن الأصل الكنعاني : الكتابات الفينيقية والبونيقية والإغريقية واللاتينية والسلافية. [ 21 ]
فالخط اللوبي، الذي اكتشف في مئات الننقوش، وهو خط بربري مستمد من الفينيقية، في كتابات مختصرة تعبر عن اسم صاحب القبر، ولم يعثر على نصوص بهذا الخط أدبية أو تاريخية، أو ديوانية. وقد أشرنا إلى أن خط التيفيناغ يستعمله الطوارق في نصوص بدائية بدوية.
والذي يؤكد أن الخطين التيفيناغي واللوبي منحدران من الخط الفينيقي هو أنه لم تصلنا نصوص أدبية أو تتعلق بالعبادات أو غيرها بهذين الخطين، لأن اللغة الفينيقية الكنعانية كانت بالمغرب منذ دخوله التاريخ هي اللغة الرسمية ، لغة الثقافة والعبادة والدواوين ، أي لغة الحضر ، ودام هذا الوضع سبعة عشر قرنا قبل الفتح الإسلامي. وكانت الفينيقية محاطة باللهجات البربرية القحطانية وبالخطين اللذين استعملتهما بأسلوب بسيط لا يعبر عن تراث ثقافي.
لقد تعمدت أن أورد ما قاله مؤرخون غربيون عن انتماء البربر العربي والمشرقي، وعن انحدار اللغة البربرية من الأصل المتمثل في اللغة العربية القديمة. وخير من وضح ذلك بأسلوب علمي عارف بخبايا البربر من الكتاب العرب، هو الدكتور علي فهمي خشيم، في كتابه [ سفر العرب الأمازيغ ]. ويجد القارئ في هذا المعجم أنني اعتمدت على الدكتور خشيم كثيرا في إعادة المفردات البربرية إلى جذورها العروبية. يقول "ولامست ، في عجلة عاجلة ، ما يسمي (اللغة البربرية) وذكرت أنها في فديمها تسمى ( حيث تسمى اللغة الليبية ) هي صِنوُ اللغات ( العروبية ) من كنعانية وبابلية ومصرية وسبئية .. إلخ.. وأنها ، في حديثها ( حيث تسمى البربرية ، أو الأمازيغية ) هي مزيج من الليبية القديمة ، تظهر عروبتها عند البحث والمقارنة ، والعربية العدنانية ، أو المضرية ، كما تسمى ، وهي لغة عرب الفتح الإسلامي... إن الأمازيغية أو البربرية لا تخرج في ألفاظها وتعبيراتها عن كونها لغة [ وإن شئت لهجة ] عروبية تحوي عددا كبيرا من الألفاظ المهجورة في العربية ، وعددا آخر لا يزال حيا لكنه تعرض للتحريف فاستغلق". [ 22 ]

الاديب المؤرخ
2011-08-25, 06:40
شكرا وبارك الله فيك لك مني اجمل تحية

احمد الطيباوي
2011-08-27, 14:28
عثمان سعدي ....قذافي الجزائر

السلام عليكم
صح رمظانكم

اخي الكريم الامازيغي الحر هداك الله الى الحق
اتساءل فقط لماذا تشتم دكتورا امازيغيا فاضلا من بني جلدتك من الامازيغ الاحرار .
لماذا اسلوب الشتم و القدح المتصاعد بدون فائدة
لماذا لا يكون هناك اسلوب للنقد العلمي البناء
عثمان سعدي دكتور و استاذ شاوي امازيغي محترم و الدليل على ذلك علمه و اكادميته
كما انه من اتباع المدرسة الباديسية و جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي ترأسها الامازيغ من امثال الشيخ ابن باديس الصنهاجي و الشيخ عبدالرحمان شيبان القبائلي رحمة الله عليهم اجمعين و
يكفي الدكتور و الاستاذ عثمان سعدي شرفا انه لم يكن من اتباع المدرسة الباريسية الفرنكفونية التي تكره العرب و الاسلام و العربية و النبي محمد صلى الله عليه و سلم
و لماذا يا اخي قصرت الكلام فقط على الدكتور عثمان سعدي الشاوي حفضه الله لماذا لم تتكلم عن الدكتور احمد بن نعمان القبائلي حفضه الله صحاب المؤلفات حول قضية التعريب في الجزائر
لماذا لم تنعت الامام عبدالحميد بن باديس بانه قذافي ايضا
و لماذا لم تنعت الشيخ الفضيل الورثيلاني بانه قذافي ايضا
و لماذا لم تنعت الشيخ عبدالرحمان شيبان بانه قذافي ايضا
و لماذا لم تنعت الشيخ ابويعلى الزواوي بانه قذافي ايضا صاحب كتاب تاريخ الزواوة
و لماذا لم تنعت الامام عبدالحميد بن باديس بانه قذافي ايضا
و لماذا لا تنعت الشيخ محمد الطاهر بن السعيد فضلاء.القبايلي البجاوي بانه قذافي ايضا
و لماذا لا تنعت الاستاذ الموسوعي مولود قاسم نايت بلقاسم القبائلي بانه قذافي ايضا و هو الذي دافع عن برنامج التعريب و اللغة العربية في الجزاءر
رحمة الله عليهم جميعا شيوخ الاصلاح الاتقياء الصلحاء الذين احبوا العربية و الاسلام و لم يكونوا اذيالا و خداما و ابواقا لفرنسا المستدمرة الغاشمة التي لوثت عقول كثير من اخواننا الجزائريين هداهم الله

احمد الطيباوي
2011-08-27, 14:57
العلامة الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم الامازيعي المدافع عن العربية
موضوع منقول من الانترنت


شهدت الجزائر في الآونة الأخيرة إحياء ذكرى العالم الراحل “مولود قاسم نايت بلقاسم”، من قبل جريدة الشروق اليوميّ أوسع الجرائد العربية انتشارا، هذا الرجل الذي لا يمكن للذاكرة الإنسانية أن تنساه، ولا يملّ اللسان من الثناء عليه والدعاء له، حيث كان أحد أبرز رموز الجزائر بعد الاستقلال، فهذا السياسيّ الكبير تميّز عن غيره من الساسة بما أعطاه الله تعالى من علم غزير طعّمه بتواضعه الكبير، يعرفه العرب والمسلمون من خلال جهوده في افتتاح ملتقيات الفكر الإسلاميّ في الجزائر في سبعينيات القرن الماضي.
هذا العالم “البجاويّ” الأمازيغيّ الذي استمات في الدفاع عن اللغة العربية، كان يحسن تسع لغات عالمية، لكنّه قرّر أن تكون اللغة العربية التي عشقها وأحبّها من صميم قلبه، اللغة التي تتربّع عالية كأولوية مقدّسة طوال حياته، إذ قرّر الرجل أن يدافع عنها من منصبه وزيرا للشؤون الدينية في الجزائر، ليؤكّد للعالم بأسره أنّ الهوية العربية والإسلامية أهمّ مكوّنات الذات الجزائرية، وأنها مبعث فخر وقوّة مستديمة أمام الآخر، خصوصا المحتلّ الفرنسيّ السابق الذي لا تهدأ آلته الفكرية في فرض نمط الهيمنة الثقافية على الشعب الجزائريّ رغم نيل الاستقلال.
قام أكثر من عشرين عالما جزائريا بتكريم العلامة الكبير، مولود قاسم نايت بلقاسم، بمبادرة من جريدة الشروق اليومي الجزائرية، في شهر رمضان المبارك لسنة 1430 هجرية، مولود قاسم نايت بلقاسم، الرجل المتواضع الذي ترك بصمات خالدة في تاريخ الجزائر، جسدها رصيده الحافل من الانجازات الكبرى، التي جعلت رفقاء دربه ممن حضروا تكريمه يثنون عليه، ويعترفون أنّه أعطى للجزائر وحده الكثير، بفضل عبقريته السياسية وقدرته على توظيف إمكاناته كوزير في الحكومة، في جعل الدفاع عن العروبة والإسلام من أبرز المهام الحضارية التي تتميز بها صورة الجزائر المستقلّة لدى الآخر، واستغلال التوهّج الثوريّ للشعب الجزائريّ، المفتخر بثورته المباركة التي ركّعت واحدة من أكثر قوى “الاستدمار القديم” كما كان يسميها نايت بلقاسم، الاستدمار الفرنسيّ الذي سعى جاهدا إلى إلغاء هوية الجزائريين، وفشل فشلا ذريعا أمام شعب عربيّ مسلم قويّ يرفض الاستعباد.

مولده ونشأته، وقصته مع الشيخ آيت علجت

إنه أمازيغي ابن فلاح عباسي قبائلي، ولد في يناير سنة 1927 بقرية آيت عباس بمدينة بجاية الإسلاميّة الواقعة في منطقة القبائل الكبرى، أو كما تعرف بمنطقة “جبال جرجرة”، والتي لعبت دورا تاريخيا هاما أثناء الثورة الجزائرية، فمولود قاسم المجاهد الكبير في ثورة التحرير المباركة، كان مناضلا سياسيا نشطا في الدفاع عن قضية وطنه العادلة، وكان المجاهدون يطلقون عليه اسما ثوريا مميزا وهو: السّي “بلقاسم الوطني”، فدفاعه عن وطنه العربيّ المسلم يذكّرنا بالدور الكبير للقائد الأمازيغي طارق بن زياد في إعلاء كلمة الله أثناء فتح الأندلس. شهادة الشيخ “محمد الطاهر آيت علجت” حول مولود قاسم نايت بلقاسم كانت ثرية حقا، فهذا الشيخ هو من تولّى تدريس نايت بلقاسم مذ كان طفلا صغيرا، كما أنّه كان صديقا لوالده وأقرب جار له في قرية آيت عباس، وقال الشيخ آيت علجت أنّ مولود قاسم كان تلميذا نجيبا في صغره، وقد برز نبوغه عندما كان يدرس القرآن والحديث في مسجد القرية، وقال أنّ الله استجاب لدعوة والده الذي دعا له أن يصبح فقيها في الدين، ولمّا كتب له التوجّه للمدرسة الفرنسية في سنّ السادسة عشرة حيّر مولود قاسم مدرّسيه الفرنسيين لشدّة نبوغه وقوة ذاكرته، وحبّه الشديد لوطنه وللغته العربية ودينه الإسلاميّ، وبسبب بعده عن مقرّ سكناه قرّر مولود قاسم ترك تلك المدرسة الفرنسية التي كان يطلق عليها الشيخ بن باديس اسم “القلعة”، وكان مولود قاسم يحبّ مخالطة من يكبره سنّا ليحرق مراحل تكوينه التعليميّ، وساهمت مبادراته العصامية في زيادة نبوغه ونجاحه الدراسيّ.
توجّه بعدها إلى تونس لمواصلة دراسته حيث كانت الدراسة متاحة في تونس أكثر من الجزائر التي عانت من مؤامرات الفرنسيّين ومساعيهم لتجهيل الشعب الجزائريّ، ثمّ التحق مولود بجامع الزيتونة سنة 1946، والتحق بعدها بحزب الشعب سنة 1947، قبل أن يبتعث إلى القاهرة تكريما له باعتباره الأول على الدفعة، وفي سنة 1954 التحق بجامعة باريس التي سجّل فيها أطروحته لنيل الدكتوراه، والتي حملت عنوان: “الحرية عند المعتزلة”، غير أنّه تخلّى عن المشروع سنة 1956 على اثر مضايقات الشرطة الفرنسية له والتي فرضت عليه مغادرة البلاد بسبب استجابته لنداء الإضراب الذي دعا إليه اتحاد الطلبة المسلمين، وتوجه بعدها إلى دولة التشيك، والتي سجّل بجامعتها مشروع أطروحة دكتوراه بعنوان “الحرية عند كانط”، وما لبث برهة في التشيك، حتى دعاه نداء الوطن فترك مشروعه البحثيّ متجها نحو ألمانيا، حيث كلّفه المفاوض الجزائريّ “سعد دحلب” بكتابة ردّ على المفاوض الفرنسيّ جوكس في مفاوضات إيفيان سنة 1961، حول إصرار الجزائريين على رفض فصل الصحراء الجزائرية، ولولا أنّه اختار رحمه الله خطّ الدراسات الإنسانية والاجتماعية لكان قد أصبح طيّارا كما رشّحه مدّرسوه لشدّة ذكائه وفطنته.

يضحّي بشهادة الدكتوراه… لعيون الجزائر

كان مولود قاسم نايت بلقاسم قادرا على نيل شهادة الدكتوراه غير انّه آثر تلبية نداء الوطن، وقد تبيّن له أنّ دوره في ألمانيا مفيد ومساعد في الثورة الجزائرية، وعندما نالت الجزائر استقلالها كان هدف نيل شهادة الدكتوراه ما زال قائما، غي أنّ الجزائر كانت بحاجة إلى وقفة رجل شجاع للنهوض باللغة العربية من جديد استكمالا لجهود الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي، اللذان أسسا جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مطلع ثلاثينيات القرن الماضي بجهود متواضعة، لم تستطع وقف المدّ الكبير للغة الفرنسية في الجزائر، وقال مولود قاسم متحدّيا الفرنكوفونيين، حيث كان يعلم تماما كيف يفكّون، فقال لهم: “أنّ اللغة العربية كانت لغة العالم في يوم من الأيام، وأنّها كانت تقود العقول وتطوّر العلوم”، وكان مدافعا شرسا عن اللغة العربية من خلال إشرافه على المجلس الأعلى للغة العربية، كما انّه لم يتوانى عن الكتابة حول الموضوع، خصوصا في مقاله الشهير المنشور في مجلة “الثقافة” الجزائرية، والذي حمل عنوان: “بجاية الإسلام علّمت أوروبا الرياضيات بلغة العروبة”، وهو البحث الهام الذي جاء فيه بقيمة مضافة على الصعيد الفكريّ، حين أثبت أنّ اللغة العربية قادرة على استيعاب كل العلوم.
يقول الدكتور “يوغرطة نايت بلقاسم” أنّ أباه كان محبّا للغة العربية ومدافعا كبيرا عنها، وأنّه كان ينعزل وحده في حزن عميق حين تمّ التراجع عن “قانون التعريب” عام 1992، وكان دق أحرز تقدّما كبيرا في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وقد روى عنه ابنه أنّه كان شديدا مع أبنائه في دعوته لتعلّم اللغة العربية، فكان أمرهم بالمطالعة حتى عند الحلاق، وقد سأله الكثيرون عن سبب اختيار اسم يوغرطة الأمازيغي لابنه فقال: “‬يوغرطة* ‬هو* ‬أعظم* ‬ملوك* ‬الجزائر* ‬عبر* ‬التاريخ*”‬، كما أنّه كان يجيب المشككين بأن له ابنة أخرى سمّاها: “جزائر”.

شهادة أصدقائه برهان على نضاله

أنشأ محبو مولود قاسم نايت بلقاسم جمعية تعنى بحماية ما تركه العلامة الراحل من زاد الفكريّ متمثّل في عشرات الكتب والمقلات والدراسات والصور الهامة، التي تؤكّد مساعيه المخلصة في الدفاع عن اللغة العربية، وتردّ على الكتابات المشكّكة في نضاله الكبير رحمه الله، وقد قال فيه صديقه الكاتب أحمد بن نعمان: “مولود قاسم نايت بلقاسم كان يجيد 09 لغات ولهجات أوروبية محلية، تعلمها بمفرده دون اللجوء إلى المدارس، وقال عنه أيضا: “لقد عرفت مولود قاسم فردا في أمة، وفارقته وهو أمة في فرد، لقد كان شخصية عبقرية فريدة من نوعها جمعت بين العلم والأصالة والحكمة، كان يدافع عن الإسلام والعربية بشراسة منقطعة النظير، وكان ينفق 99 بالمائة من وقته في المطالعة والمعرفة، لدرجة أني كنت أشفق عليه.. لقد استطاع من خلال معرفته المدهشة باللغات خدمة القضية الجزائرية في العديد من الدول الأوروبية، أين كتبت الكثير من الصحف عن الثورة وبطولات الشعب الجزائري”.
كان مولود قاسم نايت بلقاسم يحوز مكانة هامة في الحكومة، كونه مترجما بارعا تولّى ترجمة كلّ ما يكتب عن الجزائر في الصحف الأوروبية، إذ كان يحسن تسع لغات عالمية حتى القديمة منها كاللاتينية، وكان مولود قاسم رجل عصاميّا تولى تكوين نفسه بنفسه حتّى وصل إلى إتقان هذه اللغات بلهجاتها المحليّة بكلّ طلاقة، وسخّر هذه القدرة في خدمة البلد في فترة الاستعمار وبعد الاستقلال، إلى درجة أنّه كان يشتغل في بيته ليبقى متابعا لكلّ ما يكتب عن الجزائر.
نقل عنه محمد الصغير بلعلام أحد أصدقائه الأوفياء، أنّ مولود قاسم كان يعتبر فكرة “حوار الديانات” آخر الأساليب الغربيّة المبتكرة لتنصير الشباب، لانّ لكل دين خصوصيته وأصوله وقواعده، وقال بلعلام في شهادته التاريخية المميزة أثناء لقاء تكريم الراحل مولود قاسم، أنّ الفقيد قد أقسم بألاّ يوقّع على أيّة وثيقة جزائرية باللغة الفرنسية، كما أنّه قرّر ألاّ يرد على أيّ بريد يرد إليه إلاّ باللغة العربية، وقال موظفو الوزارة التي كان يقودها أنّه كان صارما في التشديد على أهمية تشكيل الكلمات العربية باستخدام الآلة الراقنة لتوصيل المعاني الصحيحة بين الوزارات الحكومية، وقيل أنّه قام بجلب كتب اللغة العربية من دمشق وبغداد وزوّد بها مقرّ حزب جبهة التحرير الوطنيّ لرعاية مشروع تعريب الجامعة الجزائرية، لكنّه فوجئ باختفائها فيما بعد، فشاهد في دهشة مشروع التعريب وهو يفكّك أمام عينه دون قدرة على التحرّك لوقف تلك المؤامرة.
شهادة أخرى قدّمها المجاهد والمناضل والسياسيّ الكبير عبد الحميد مهري في حقّ مولود قاسم نايت بلقاسم رفيق دربه وزميل دراسته، حيث اعتبره مهري شخصية متعدّدة المواهب، وقال انّه كان مكسبا للجزائر حقّا، ذلك أنّ إسهام نايت بلقاسم في إثراء الحياة السياسية بفكره كان بنيّة جمعه رحمه الله بين هدفي الدفاع عن الأصالة والانتماء العربيّ والإسلاميّ وللامازيغية، والانفتاح على العالم، كما أنّه ساهم في تقديم صورة جميلة عن الجزائر العريقة التي تحافظ على التقاليد وتسعى نحو الحداثة والعصرنة، بمعنى أنّه كان يسعى للمزاوجة بين مسعى ترسيخ قيم إسلام والعروبة وتوطين الحداثة والتقدّم، وقال عبد الحميد مهري أنّ مولود قاسم نايت بلقاسم: “كان يكرّس معالم النهضة في ملتقيات الفكر الإسلامي”، معتبرا أنّ من انتقده ذلك الوقت كان يريد أن يلصق به تهمة التشدّد، وهو لم يكن ليألو أيّ جهد في سبيل الوصول إلى ما كان يصبو إليه.

حبّه الشديد للجزائر واللغة العربية

كان مولود قاسم آيت بلقاسم مدافعا قويا عن الجزائر، وكان يحرّض الجزائر برمتها حكومة وشعبا حتى تلعب الجزائر دورها التاريخيّ أمام المستدمر الفرنسيّ السابق، الذي نهب ثروات البلاد قبل الاستقلال وقتل شعب الجزائر ودمّر أرضه، وهو يسعى بعد الاستقلال في سبيل تشويه تاريخ الجزائر، وقال للرئيس هواري بومدين حين قال له الرئيس الفرنسيّ السابق جيسكار ديستان: “إنّ فرنسا التاريخية تمدّ يدها للجزائر الفتيّة”، قال للرئيس بومدين: “سيادة الرئيس إنّه جيسكار ديستان يشتمنا”، وكأنّي به مذكّرا الجزائريين بأنّ فرنسا تسعى للتشكيك في الكيان الجزائريّ الذي تدّعي أنّه لم يكن موجودا قبل سنة 1830، ويذكّرنا موقفه هذا بقولة الشيخ عبد الحميد بن باديس الشهيرة: “لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله لما قلتها”، لقد كان مولود قاسم صارما وشديدا بهذا الخصوص أيضا، وقال مخاطبا الرئيس بومدين: “أفضّل أن أكون بوابا في السويد على أن أكون وزيرا في حكومة ضعيفة في الجزائر”، وقد روي أنّه قرّر عدم النزول من الطائرة في زيارة كان قد أجراها لروسيا سنة 1971 لأنّ وزير الخارجية الروسيّ لم يكن في استقباله، قائلا أنّه يرفض هذه السلوكات التي تنتقص من قيمة الجزائر، وعلى إثر هذه الحادثة قدّم استقالته إلى الرئيس بومدين لكنّ الأخير رفضها، فدعا مولود قاسم نايت بلقاسم القيادة الجزائرية إلى التشدّد في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن.
درس مولود قاسم نايت بلقاسم تاريخ الجزائر وتمعّن في أصل شعبه الأمازيغيّ، ووجد أنّ على الجزائريين الافتخار بأجدادهم الأمازيغيين، مذكّرا بدور القائد الإسلاميّ الكبير طارق بن زياد في الفتوحات الإسلامية وفتح الأندلس، ولشدّة حبّه للتاريخ الأمازيغيّ أطلق اسم يوغرطة على نجله الأكبر. وكان يؤلمه كثيرا لجوء بعض الإخوة العرب إلى التشكيك في عروبة الجزائر، وكان غضبه حيال تلك الأقاويل لا يقلّ عن غضب الشيخ البشير الإبراهيميّ الذي كان يقاوم كذلك مثل هذه الإدّعاءات، إذ يقال أنّ الأديب المصري الراحل، دكتور طه حسين ألقى خطابا في حضرة الكتّاب العرب في خمسينيات القرن الماضي بالقاهرة، وقال: “أحسب أنّ العالم العربي مثل طائر إحدى جناحيه في سوريا والعراق والأخر في الخليج العربي، وقلبه في مصر، وذيله في المغرب العربي”، ويقال أنّ رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الإبراهيميّ قد استشاط غضبا، وقال في ردّه على هذا المثال: “أحسب أنّ الدكتور الفاضل طه حسين كان يقصد في مثاله “طائر الطاووس” وأجمل ما فيه ذيله”.
هذه المسألة أشار إليها الدكتور عبد المالك مرتاض الذي لام كثيرا -في سياق آخر- تجاهل الإخوة العرب لإخوانهم الجزائريين والمغاربة، فقال: “في الوقت الذي يعرف فيه الجزائريون كل شيء عن المشرق لا يعرف المشارقة أي شيء عن الجزائر”، وبهذا الخصوص نستحسن جهود مجلة العربي المرموقة في السعي إلى جسر الهوة بين المشرق والمغرب، في مشروعها البحثيّ السبّاق، والموسوم بـ: “حوار المشارقة والمغاربة”، والذي شارك في إعداده عدد من الكتاب المغاربة المرموقين إضافة إلى كتاب المشرق العربيّ، لنقل جزء من الحقائق المجهولة عن إخوانهم في المغرب العربيّ.

مولود بلقاسم… وضوح الرؤية

رفض مولود قاسم نايت بلقاسم أداء الخدمة الوطنية في صفوف الجيش الفرنسيّ عندما كان شابا أثناء فترة الاستخراب الفرنسيّ، وكان قد قرّر حينها الاعتكاف في الزاوية الدينية والاشتغال بتعلّم الفقة وعلوم الدين وحفظ القرآن الكريم والتفاسير، وكان لا يخشى عصيان السلطات الفرنسية لأنّّه رفض بشدّة الدفاع عن العلم الفرنسيّ قائلا أنّه لن يدافع إلاّ عن العلم الجزائريّ، وهو ما يبرّر رعايته عندما كان وزيرا للشؤون الدينية لمتقيات الفكر الإسلاميّ في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان دارسا للفقه والفكر الإسلاميّ، وقد لقيت مبادرة ملتقيات الفكر الإسلاميّ استحسان الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عندما كان يرأس جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بمدينة قسنطينة، ويذكر الجزائريون قولة الشيخ الغزالي عن الملتقيات التاريخية التي رعاها العلامة مولود قاسم، حين قال في مرّة من المرّات: “تذكرني هذه الحرية الفكرية في الجزائر، بموقف طريف حدث بين أخوين مسلمين في أمريكا، كانا يتحاوران في حرية فكرية، وكان أحدهما محبا لسيدنا عليّ كرّم الله وجهه والآخر محبا لسيدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وبجانبهما مواطن أمريكيّ، فسألهما قائلا: هل هذان الرجلان مرشحان للرئاسة في بلدكما؟، فقالا له لا، لقد حدث ذلك قبل 14 قرنا، فتعجّب الرجل وقال: بعد كلّ هذه القرون ولا تزالان تناقشان برامجهما الانتخابية؟”، فضحك جمهور ملتقيات الفكر الإسلاميّ ومنهم العلامة مولود قاسم نايت بلقاسم.

مولود قاسم… التواضع والأنفة

فجّر الدكتور بوعلام بن حمودة الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطنيّ مفاجأة بقوله أنّه كان دائم التحايل على مولود قاسم نايت بلقاسم داعيا إيّاه للسعي إلى استرجاع اسمه الثوريّ، لضمان حقوقه ومصالحه الاجتماعية، غير أنّ الرجل رفض في غضب شديد، قائلا أنّه لم يكن يريد مقابلا عن واجب طلبته الجزائر، فأجمل كلمة تصف الرجل أنّه “خدم دينه ولغته ووطنه بشكل أسطوري”.
وقال الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى أنّه وقف على عظمة مولود قاسم نايت بلقاسم عندما سافر معه إلى ملتقى إسلاميّ عقد في قرطبة اسبانيا، وقال أنّ للرجل ثقافة واسعة وخبرة في عدّة لغات عالمية جعلته يندهش من معرفة هذه الحقيقة، وقال أنّ شغفه لتعلّم المزيد من المعارف كان كبيرا، حيث كان يسأل الشيخ بوعمران أن يدلّه على المساجد والمكتبات الموجودة في اسبانيا والتي لم يكن يعرفها.
كان العلامة الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم مسكونا بمصير اللغة العربية وبهموم الأمة الإسلامية رحمه الله، لذلك كان دائما يحثّ أبناءه على حبّ الإسلام واللغة العربية، لقد كان رجلا محبا لانتمائه العربي الإسلاميّ، قاصدا في الدفاع عن العروبة إذا فعل، ومبرزا لدور الحضارة الإسلامية في المحافل الدولية، رجل جمع بين الأصالة والمعاصرة، قوي العزيمة سديد الكلمة، كبير الشأن رفيع المقام، هذا العالم الذي خصّه الرئيس الراحل هواري بومدين بمكانة خاصة حين عيّنه وزيرا في حكومته، وكلّفه بتولي مشروع “التعريب” في البلاد، بدء بالتعليم في الجزائر التي انتشرت بها لغة الهيمنة الفرنسية بعد 132 عاما من الاستخراب الفرنسيّ للعقول والنفوس الجزائرية العربية المسلمة، لذلك لا بدّ على أبنائه في الجزائر أن يسعوا لحماية اللغة العربية والدفاع عن القيم الإسلامية والتشبّث بها في ظلّ استمرار المدّ الثقافيّ الفرنكفونيّ في الجزائر، لأولى معاقل اللغة الفرنسية في العالم بعد فرنسا.

http://www.echoroukonline.com/ara/images/mouloudkacem5.jpg

http://www.elkhabar.com/ar/img/article_banner/elkhbar21_402545017.jpg

احمد الطيباوي
2012-01-21, 09:33
اجريدة الشروق تكرم عائلة الاستاذ العظيم مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله بحضور جمع من العلماء والرفاق
الأمازيغيّ الذي قتله إلغاء قانون التعريب



http://www.echoroukonline.com/ara/din_wa_donia/41962.html

samyr-68
2012-01-25, 13:12
عثمان السعدي شخص معروف بمحاولاته طمس الهوية الأمازيغية للجزائريين و لكن أقول لك شئء واحد أنا أمازيغي أعتز بأمازيغيتي كلغة و ثقافة و الإسلام ديني

لمين شنوي
2012-01-25, 17:28
ممكن يكون نعم الأمازيغ أصلهم عرب ساميين لأن فعلا يشبهون العرب ملامحهم عربية ليسو بي بيض مثل الأروبيين و ليسو بسود مثل الحبش فا الأمازيغ لديهم الأبيض و الأسمر مثل العرب

بن حامد بوعباد
2012-01-26, 00:17
أدعوهم لآبائهم هو أقرب للتقوى

احمد الطيباوي
2012-01-28, 11:11
عثمان السعدي شخص معروف بمحاولاته طمس الهوية الأمازيغية للجزائريين و لكن أقول لك شئء واحد أنا أمازيغي أعتز بأمازيغيتي كلغة و ثقافة و الإسلام ديني

الاخ الكريم سمير ابن الاوراس الاشم
انا لا انكر اصلك الامازيغي الشريف الطيب
و انما اؤكد هنا ان اصل الامازيغ الاول و القديم هو اصل عربي قديم اي من ناحية اللغة و ليس العرق فهم من ذرية حام بن نوح عليه السلام
فالامازيغ مثل قبائل عاد و مدين و جديس و العمالقة العتيدة
هم عرب عاربة قدماء اصولهم من شبه جزيرة العرب القدماء انتقلوا في ازمان قديمة جدا عن طريق الحبشة الى بلاد المغرب و استقروا فيها و هناك دلائل كثيرة جدا على ذلك من ابرزها التشابه المتطابق للغة الامهرية او الحميرية الموجود ة في جنوب اليمن و في الحبشة مع اللغة الامازيغية
اصف الى ذلك اخي الكريم الشريف سمير
ان هناك علماء و شيوخ و باحثين كثيرين من اصول امازيغية قحة دافعوا عن اللغة العربية و الاسلام و عن الاصل العربي القديم
و كان على رأسهم العالم الفيلسوف القبائلي الزواوي مولود قاسم نايت بلقاسم و شيوخ جمعية العلماء المسلمين و على راسهم الشيخ عبدالحميد بن باديس و الفضيل الورثيلاني رحمهم الله و الشيخ محمد الطاهر فضلاء رحمه الله و الشيخ القبائلي عبدالرحمان شيبان رحمه الله
و الشيخ العلامة صاحب كتاب : تاريخ الزواوة الشيخ ابويعلى الزواوي من ايغيل انزكري من امازيغ سطيف .
و الشيخ الصوفي الصالح من بلاد القبائل محمد السعيد بن ارزقي رحمه الله من قرية أيت سيدي عثمان بلدية واسيف ولاية تيزى وزو الذي نافح عن العربية و الاسلام فقتلته ايدي الغدر في ابداية العشرية الحمراء الجزائرية
و الشيخ الكريم الطاهر آيت علجت الامازيغي المنافح عن العربية و الاسلام و غيرهم كثير .

Le Professeur A
2012-01-29, 21:28
ألم تمزق بعد هذه الكتب الكاذبة التي اكل عليها الدهر وشرب

احمد الطيباوي
2012-01-29, 23:19
ألم تمزق بعد هذه الكتب الكاذبة التي اكل عليها الدهر وشرب

لا والله هي ليست كتب كاذبة بل هي الحقيقة التي لا يتقبلها المتأثرين بفرنسا الاستدمارية التي كرهتهم في لغة القران الكريم
رحم الله الشيخ العظيم عبدالحميد بن باديس الصنهاجي الامازيغي الحر الذي قال : انا امازيغي عربني الاسلام
و لله در جمعية العلماء المسلمين : التي ما يزال شعارها : العربية لغتنا و الاسلام ديننا .
ايها الاخ الامازيغي انت لست اكثر غيرة و وطنية من اسلافك العظام الذين احبوا لغة القران العربية و جعلوها لغتهم الرسمية في الادارة و العلم
تمزيغت لغة اكاديمية صنعتها المخابر الفرنسية الخبيثة لضرب وحدة المسلمين
لماذا لم يسمع بها في عهد الاتراك و هم ليسوا عربا و لكنهم وطدوا العربية و خدموها لمحبتهم لها .
هناك لهجات امازيغية كثيرة متنوعة و من الصعوبة بمكان ان تصهرها هذه اللغة المعمولة في فرنسا و ليس في بلاد الامازيغ الاحرار الاشاوس
من الصعب ان تفرض لغة برموز قديمة مخبرية لم يسمع بها في اللهجات الامازيغية لامازيغ ما يزالوا يتكلمون بلهجاتهم المحلية الامازيغية المختلفة و ما يزالوا يغارون على لهجاتهم من لغة مختلفة في كثير من الرموز و المعاني عن قواميس لهجاتهم المتنوعة .
ما دمنا مسلمين موحدين لله عز وجل ذاهبين بحول الله الى جنة عرضها السموات و الارضين
لماذا التفرق في هذه الدنيا الزائلة في هذه الشهوات الزائلة
لماذا لا نتحد في لغة كلام الله سبحانه و تعالى
و يحافض كل واحد منا على لهجاته الثقافية المحلية و لهجاته الامازيغية المتنوعة .
الا تعلم ان القبائل العربية العدنانية التي منها الرسول صلى الله عليه و سلم هم عرب مستعربة مستعربة اي لم تكن لغتهم العربية
و بالتالي فعرب بلاد المغرب اصولهم من اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام البابلي الكنعاني استعربوا منذ القديم فهل رجعوا الى كنعانيتهم السحيقة في القدم
لا و الف لا بل استعربوا و صاروا عربا و اصطفاهم الله سبحانه و تعالى من الخلق و انزل فيهم القران الكريم لخاتم الرسل و سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم

بن حامد بوعباد
2012-01-29, 23:39
يجب الرجوع الى خريطة الجينات الوراثية لاثبات نسب اي شعب فما بالك بالشعب البربري الذي يعتبر من اقدم عشر شعوب في العالم. و الذي يعود تاريخه الى اكثر من 6000سنة والذي هو اقدم من الشعوب الاوربية والسامية (العرب) والتي ينسب اليها بغير علم او دليل قاطع.وكلها نظريات استعمارية ولو كانت من العرب انفسهم.والثابت ان البربر او الامازيغ هم الاقدم وانهم دخلوا كافة في الاسلام الذى تخلف من كل شعب طائفة عنه.حتى العرب حيث بقيت بعض القبائل على المسيحية وكذلك القبط والكنعانوالترك الفرس..........................الخ والرابط التالي يبين الخريطة الوراثية http://www.tawalt.com/?p=230

احمد الطيباوي
2012-01-30, 01:46
اللغة العربية في الجزائر , "عقيلة حرة، ليس لها ضرّة

http://www.assala-dz.net/ar/images/stories/bachir%20ibrahimi%208.jpg

مقال كتب بتاريخ 1948 في جريدة البصائر للشيخ العلامة البشير الابراهيمي رحمه الله نائب عبدالحميد بن باديس

اللغة العربية في الجزائر , "عقيلة حرة، ليس لها ضرّة



اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة و لا دخيلة، بل هي في دارها، و بين حماتها و أنصارها، و هي ممتدة الجذور مع الماضي، مشتدة الأواخي مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل : ممتدة مع الماضي لأنها دخلت هذا الوطن مع الإسلام على ألسنة الفاتحين، ترحل برحيلهم و تقيم بإقامتهم. فلما أقام الإسلام بهذا الشمال الإفريقي إقامة الأبد و ضرب بجدرانه فيه أقامت معه العربية لا تريم و لا تبرح ما دام الإسلام مقيما لا يتزحزح، و من ذلك الحين بدأت تتغلغل في النفوس، و تنساغ في الألسنة و اللهوات، و تنساب بين الشفاه و الأفواه. يزيدها طيبا و عذوبة أن القرآن بها يتلى، و أن الصلوات بها تختم. فما مضى عليها جيل أو جيلان حتى اتسعت دائرتها، و خالطت الحواس و الشواعر، و جاوزت الإبانة عن الدين إلى الإبانة عن الدنيا، فأصبحت لغة دين و دنيا معا، و جاء دور القلم و التدوين فدوّنت بها علوم الإسلام و آدابه و فلسفته و روحانياته، و عرف البربر على طريقها ما لم يكونوا يعرفون، و سعت إليها حكمة يونان، تستجديها البيان و تستعديها على الزمان، فأجدت و أعدت، و طار إلى البربر منها قبس لم تكن لتطيره لغة الرومان، و زاحمت البربرية على ألسنة البربر فغلبت و برزت و سلطت سحرها على النفوس البربرية و فأحالتها عربية، كل ذلك باختيار لا أثر فيه للجبر، و اقتناع لا يد فيه للقهر، و ديموقراطية لا شبح فيها للاستعمار. و كذب و فجر كل من يسمي الفتح الإسلامي استعمارا. و إنما هو راحة من الهم الناصب، و رحمة من العذاب الواصب، و إنصاف للبربر من الجور الروماني البغيض.
من قال بأن البربر دخلوا الإسلام طوعا فقد لزمه القول بأنهم قبلوا العربية طوعا، لأنهما شيئان متلازمان حقيقة و واقعا، لا يمكن الفصل بينهما، و محاولة الفصل بينهما كمحاولة الفصل بين الفرقدين. و من شهد أن البربرية ما زالت قائمة الذات في بعض الجهات، فقد شهد للعربية بحسن الجوار، و شهد للإسلام بالعدل و الإحسان. إذ لو كان الإسلام دين الجبرية و تسلط لمحا البربرية في بعض قرن فإن تسامح ففي قرن.
إذا رضي البربري لنفسه الإسلام طوعا بلا إكراه، و رضي للسانه العربية عفوا بلا استكراه، فأضيع شيء ما تقول العواذل، و اللغة البربرية إذا تنازلت عن موضعها من ألسنة ذويها للعربية لأنها لسان العلم و آلة المصلحة، فإن كل ما يزعمه التاريخ بعد ذلك فضول.
إن العربي الفاتح لهذا الوطن جاء بالإسلام و معه العدل، و جاء بالعربية و معها العلم. فالعدل هو الذي أخضع البربر للعرب، ولكن خضوع الأخوة، لا خضوع القوة، و تسليم الاحترام، لا تسليم الاجترام. و العلم هو الذي طوع البربرية للعربية، و لكنه تطويع البهرج للجيدة، لا طاعة الأمة للسيدة لتلك الروحانية في الإسلام، و لذلك الجمال في اللغة العربية، أصبح الإسلام في عهد قريب صبغة الوطن التي لا تنصل و لا تحول، و أصبحت العربية عقيلة حرة، ليس لها بهذا الوطن ضرة.
ما هذه النغمة الناشزة التي تصك الأسماع حينا بعد حين، و التي لا تظهر إلا في نوبات من جنون الاستعمار ؟ ما هذه النغمة السمجة التي ارتفعت قبل سنين في راديو الجزائر بإذاعة الأغاني القبائلية، و إذاعة الأخبار باللسان القبائلي، ثم ارتفعت قبل أسابيع من قاعة المجلس الجزائري بلزوم مترجم للقبائلية في مقابلة مترجم للعربية ؟
أكل هذا إنصاف للقبائلية و إكرام لأهلها و اعتراف بحقها في الحياة و بأصالتها في الوطن ؟ كلا، إنه تدجيل سياسي على طائفة من هذه الأمة، و مكر استعماري بطائفة أخرى، و تفرقة شنيعة بينهما و سخرية عميقة بهما. إن هاتين النغمتين و ما جرى مجراهما هي حداء الاستعمار بالقوافل السائرة على غير هدى لتزداد إمعانا في الفيافي الطامسة، فحذار أن يطرب لها أحد. و إن النغمتين من آلة واحدة مشوشة الدساتين مضطربة الأوتار، و مغزاهما واحد، و هو إسكات نغمة أخرى تنطق بالحق و تقول أن هذا الوطن عربي، فيجب أن تكون لغته العربية رسمية، فجاءت تلك النغمات الشاذة ردا على هذه النغمة المطردة و نقضا لها و تشويشا عليها، و لتلقى في الأذهان بأن هذا الوطن مجموع أجناس و لغات لا ترجح إحداهن على الأخرى، فلا تستحق إحداهن أن تكون رسمية.
لا يوجد قبائلي يسكن الحواضر إلا و هو يفهم عن الفرنسية. و لا يوجد في القبائل، القرى – القرى و هم السواد الأعظم – إلا قليل ممن لا يحسن إلا القبائلية. و لكن ذلك السواد الأعظم لا يملك جهاز راديو واحدا لأنهم محرومون من نور الكهرباء كما هم محرومون من نور العلم، و كل ذلك من فضل الاستعمار عليهم. فما معنى التدجيل على القبائل بلغتهم ؟ و لا يوجد عضو قبائلي في المجلس الجزائري إلا و هو يحسن الفرنسية، فما معنى اقتراح مترجم للقبائلية ؟
أمّا نحن فقد فهمنا المعنى. و أمّا الحقيقة فهي أن الوطن عربي و أن القبائل مسلمون و عرب، كتابهم القرآن يقرءونه بالعربية، و يكتبونه بالعربية؛ و لا يرضون بدينهم و لا بلغته بديلا، و لكن الظالمين لا يعقلون.

احمد الطيباوي
2012-01-30, 01:58
الامام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي واللغة العربية


مقالة للشيخ عبد الرحمن شيبان القبائلي الامازيغي رئيس جمعية العلماء المسلمين رحمه الله كتبت بتاريخ 9-6-1430 بجريدة البصائر

http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large/Chibane_673064834.jpg

ينظم اليوم (الاثنين) المجلس الأعلى للغة العربية، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يوما دراسيا هاما حول العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، عليه رحمة الله، تحت عنوان:"منور الأذهان وفارس البيان" يشارك فيه بمداخلة متميزة سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ارتأينا أن نقدم لقراء البصائر نص المداخلة المستمد من مقال شامل سبق نشره في مجلة "الثقافة" التي تصدرها وزارة الثقافة الجزائرية، وهذا ملخص عنها في سانحة هذا العدد :

الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي واللغة العربية


"...يموت العظماء، فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، أما معانيهم فتبقى في الأرض، قوة تحرك، ورابطة تجمع، ونورا يهدي، وعطرا ينعش، وهذا هو معنى العظمة، وهذا هو معنى كون العظمة خلودا"
الإمام الإبراهيمي في ذكرى وفاة
الإمام عبد الحميد بن باديس
إذا كان ما يميز العباقرة هو التفوق في مجال واحد، تطغى فيه الموهبة الخارقة على الجوانب الأخرى في شخصية العبقري، فإن أهم ما تتميز به شخصية العظماء: التكامل والانسجام، مهما تتعدد جوانبها، أو تتباين في الظاهر، لأنها تصدر، جميعا، عن جوهر واحد، وفلسفة واحدة، عميقة شاملة، وهذا سر قوة العظماء: صمود واتزان، لا يلهيهم مكسب تحقق عن مواصلة جهادهم الطويل، ولا يضعفون مع نوائب الأيام، ولو خارت من حولهم العزائم، لأن قدرهم أن يحترقوا ليضيئوا للناس سبل الحياة العزيزة الحرة الكريمة.
وإذا كان من العظماء، من لا يقدره معاصروه حق قدره، وإنما تنتصر له الأيام التي تؤكد مصداق ما نادى به ودعا إليه، فإن من العظماء من ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، في حياتهم ومن بعد وفاتهم، ومن هؤلاء الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي، رحمه الله.
والحديث عن شيخنا الإمام، واسع متشعب، متعدد المجالات، لغنى مواهبه، وقوة شخصيته، وسعة علمه واطلاعه، وتعدد اهتماماته، وطول جهاده، فهو نفسه الحديث عن الجزائر العربية المسلمة؛ حضارة وأصالة وصمودا وتحررا ونهضة، فقد جسم، رحمه الله، الجزائر، في شخصيته، قولا وكتابة وسلوكا وجهادا.
إمام العربية:
يتناول هذا المقال المتواضع جانبا واحدا من جوانب جهاده الطويل في ميدان خطير، يشكل وحده عالما خصبا، يمكن أن توضع فيه دراسات عديدة، ألا وهو جهاده من أجل إحياء اللغة العربية، ونشرها وازدهارها.
إن الشيخ البشير الإبراهيمي، قبل أن يكون مفكرا مصلحا، وسياسيا محنكا، كان أديبا شاعرا، وخطيبا مفوها، إلى جانب علمه بالتفسير، وبالحديث وعلومه، وبالفقه وأصوله.
وقد خلف إنتاجا غزيرا يشهد له أنه –بحق- مدرسة كاملة، بل فلتة من فلتات هذا الزمان، كما كان ينعته كبار المفكرين والأدباء العرب والمسلمين في المشرق والمغرب.
فلم يكن غريبا أن تشهد له مجلة "الشهاب" لصاحبها الإمام عبد الحميد بن باديس، بالإمارة في مجال الكتابة، كما شهدت لمحمد العيد آل خليفة، بالإمارة في مجال الشعر، وذلك في مقال بعنوان:(بين أميرين: أمير شعراء الجزائر وأمير كتابها). ولم يكن غريبا أن يحظى بتقدير كبير في الأوساط العلمية والشعبية، على السواء، فينتخب عضوا في المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة وبغداد ودمشق.
لقد كان رحمه الله إماما في اللغة العربية وبلاغتها، تفقه في أسرارها، وتغذى بآدابها، واستنار بقرآنها، وكان خطيبا مصقعا، وكان ديوانا لأيام العرب، وآدابهم وتقاليدهم، في أفراحهم وأحزانهم، في حربهم وسلمهم.
أما أسلوبه في الكتابة، فهو جاحظ عصره، وبديع زمانه، مما جعله –بحق- معجزة من معجزات الثقافة العربية الإسلامية في القرن العشرين.
نماذج من أسلوبه:
أنظر إليه كيف يصور للناس إيمانه العميق بأن ما انتزعه الاستعمار بالقوة لا يمكن أن يسترد منه إلا بالقوة، قال رحمه الله:"وقد نجحت الجمعية إلى حد بعيد في إفهام الأمة هذه المعاني الاجتماعية، وتوجيهها إلى مجاراة السابقين، وتهيئتها لأن تكون أمة عزيزة الجانب، مرعية الحقوق، ثابتة الكيان، محفوظة الكرامة، صالحة للحياة، مساوية للأحياء، وفي أعلامها أن بغْي القوي على الضعيف قد طمس معالم الحق بينهما، وردهما إلى نوع من الحيوانية، كالذي بين الذئب والخروف، حتى أصبحت الاستطالة في الأقوياء طبيعة، والاستكانة في الضعفاء طبيعة، وإن طبيعة الأولين لا تتبدل إلا بعد تبدل طبيعة الآخرين، وإن الحقوق التي أخذت اغتصابا لا تسترجع إلا غلابا"
"ليس من سداد الرأي أن يضيّع الضعيف وقته في لوم الأقوياء، وليس من المجدي أن يدخل معه في الجدل.
إن من تمام معنى اللوم أن يتسبب في توبة، أو يجر إلى إنابة، ونحن نعلم أن القوم لا يتوبون ولا يذكرون.
فمن الواجب أن نلوم أنفسنا على التقصير، ونقرعها عن الانقياد لآراء هؤلاء القوم ولإرشادهم...
أما لومنا إياهم، فهو لوم الخروف للذئب، وأما طمعنا في توبتهم فهو طمع الخروف في توبة الذئب، فإن أردتم أن تروا المثل الخارق من توبة الذئب، فقلموا أظافره، وأَهْتمُوا أنيابه"
واستمع إلى الشيخ الإبراهيمي، في إرهاصاته المبكرة بالثورة على المستعمر، وهو يصور الرفض والسخط الكامنين في نفوس أبناء الجزائر، في إحدى مناجاته لوطنه الحبيب، مؤكدا عزمه الشديد على الثورة لاسترجاع الحق المغصوب، بأسلوب عربي مبين، اعتمد فيه السجع في غير تكلف، فجاء مزمجرا زمجرة الشعب المهان، قويا قوة الإيمان بانتصار الحق، ولو طال الزمان!
"...سلام عليك يوم لقيت من عقبة وصحبة برا، فكنت شامخا مشمخرا، ويوم لقيت من بيجو وحزبه شرا، فسلمت مضطرا، وأمسيت عابسا مكفهرا، وللانتقام مسرا، وسلام عليك يوم تصبح حرا، متهللا مفترا معتزا بالله لا مغترا !"
مكانته الأدبية خارج الجزائر:
نشرت مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مقالا للأستاذ بهجت البيطار أفريل 1966م، جاء فيه:
" نعت إلينا الأنباء في 24 أيار (أفريل) 1965م العالم الكبير والكاتب الشهير: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء في الجزائر، تغمده الله برحمته ورضوانه:
" إنا كنا في مدرسة تجهيز دمشق جد مغتبطين بدروس الأستاذ الإبراهيمي، التي كانت بعذوبة أسلوبها كالماء الزلال، بل السحر الحلال، كان الأستاذ يملي علينا القصائد الطوال لأرقى الشعراء في العصور الذهبية، ويشرحها شرحا لغويا وأدبيا وافيين، فكنا إذا رجعنا إلى دواوين الشعراء وشروحها، أخذنا العجب من صحة الرواية للأستاذ ودرايته، وتحقيقه العلمي والأدبي، وكنا نشعر أننا أمام دائرة معارف حوت من كل شيء أعلاه وأحلاه".
إن مما يجب أن يعلمه جيل الاستقلال من عظمة إمامنا الجليل، أنه كان وطنيا صادق الوطنية، ومفكرا مصلحا، وسياسيا حكيما، ومعلما مربيا، وفقيها متعمقا في الدين، غير أن للإمام جانبا آخر كما أسلفنا، نريد أن نوجه الأنظار إليه، وهو أنه كان بحق، رائدا للتعريب في الجزائر، باعتباره أول من وضع لهذه القضية أسسها النظرية، وحدد أبعادها المختلفة.
ويمكن أن نحصر هذا المجال الواسع الذي عمل فيه الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي في محورين كبيرين متكاملين:
1- اللغة العربية: لغة العلم والحضارة.
2- اللغة العربية: لغة الجزائر العربية المسلمة.
لقد أولى هذه القضية الخطيرة عناية كبيرة، فلم تمنعه فترة الاستعمار الحالكة من معالجتها معالجة علمية دقيقة، فبين ما تنطوي عليه اللغة العربية ذاتها من أسباب القوة وعناصر الكمال، وما تتميز به عن سائر اللغات، ثم فصل القول في أفضالها على العلم والمدنية، بالرغم مما كان يدعيه الاستعمار، والعلماء الخادمون لسياسته من أن العربية قاصرة عن ميادين العلم، عاجزة عن مسايرة التطور والتجديد، وأن العرب في القديم لم يفعلوا أكثر من ترجمة ما عند الغير من علوم، فلم يكن لهم حظ في ميدان الابتكار والتجديد.
فنَّد الإبراهيمي هذه الأباطيل بأسلوب العالم المتمكن النزيه، فبين أن أسلافنا الأوائل، عندما واجهوا حضارات الفرس والروم واليونان والهند، نهلوا منها ما يفيد دون عقدة نقص، بالرغم من بساطتهم، ثم تجاوزوا ذلك إلى التفاعل الحي مع هذه الحضارات، فصححوا وأضافوا ووافقوا وابتكروا، وما يزال الباحثون النزهاء يؤكدون أن ما في حضارة الغرب، اليوم، من خير، هو من بقية عصارة ذلك الفكر المبدع الأصيل.
فلسفته في التعريب:
قال، رحمه الله، في خطاب بعنوان:(العربية: فضلها على العلم والمدنية، وأثرها في الأمم غير العربية) يبين سر قوة الشخصية الحضارية التي كانت لأسلافنا الأوائل، الذين أدركوا ضرورة التفاعل مع الغير عن طريق اللغات الأجنبية، فكان بذلك، أول من وضع للتعريب فلسفة عميقة، شاملة وواضحة:
"...قامت اللغة العربية، في أقل من نصف قرن، بترجمة علوم هذه الأمم، ونظمها الاجتماعية وآدابها، فوعت الفلسفة بجميع فروعها، والرياضيات بجميع أصنافها، والطب والهندسة والآداب والاجتماع، وهذه هي العلوم التي تقوم عليها الحضارة العقلية، في الأمم الحاضرة والغابرة، وهذا هو التراث العقلي المشاع الذي ما يزال يأخذه الأخير عن الأول، وهذا هو الجزء الضروري في الحياة، الذي إما أن تنقله إليك فيكون قوة فيك، أو تنتقل إليه في لغة غيرك فتكون قوة في غيرك، وقد تفطن أسلافنا إلى هذه الدقيقة، فنقلوا العلم ولم ينتقلوا إليه".
ثم يواصل:"يقول المستعمرون عنا: أننا خياليون، وأننا، حين نعتز بأسلافنا نعيش في الخيال، ونعتمد الماضي، ونتكل عليه، يقولون هذا عنا، في معرض الاستهزاء بنا، أو في معرض النصح لنا، إنهم يريدون أن ننسى ماضينا، فنعيش بلا ماض، حتى إذا استيقظنا من نومنا، أو من تنويمهم لنا، لن نجد ماضينا نبني عليه حاضرنا فاندمجنا في حاضرهم، وكل ما يريدون!"
"إنهم يخلدون عظماءنا في الفكر والأدب والفلسفة والفن والحرب، إنهم لا ينسون الجندي ذا الأثر فضلا عن القائد الفاتح، وهذه تماثيلهم تشهد، وهذه متاحفهم تردد الشهادة!"
"وإني أتخيل أن لهم -في تحريف الكثير من أسماء أعلامنا- مأربا يوم كانوا يـأخذون العلم منا، كأنهم ألهموا يومئذ أن الزمان سيدول، وأن دورة الفلك علينا بالسعد ستنتهي، وأننا سنعود إلى الأخذ عنهم، فحرفوا أسماءنا لتشتبه على أبنائنا، فلا يعرفون "أفيروس" هو ابن رشد، وأن "أفيسين" هو ابن سينا، وأن "جبر الطار" هو جبل طارق، وهكذا ينطق بها أبناؤنا اليوم، ولا يهتدون إلى أصحابها حتى يقيض الله لهم من يكشف الحقيقة".
العربية: لغة الجزائر العربية المسلمة.
من المعروف أن الاستعمار لم يستهدف في غزوه للجزائر الأرض وحدها، بل تجاوز ذلك إلى محاولة القضاء على شخصية الشعب الجزائري، فحارب أول ما حارب اللغة والدين، فحول المساجد إلى كنائس ومستشفيات، أما اللغة العربية فإنه حاربها محاربة شديدة، معتمدا في ذلك أساليب كثيرة متنوعة، لعل أخطرها محاولة التشكيك في أصالتها، وقد عالج الإبراهيمي هذه المسألة الخطيرة من الأساس، وفند هذه المزاعم الخبيثة، فكتب مقالا سنة 1948م بعنوان:(اللغة العربية في الجزائر، عقيلة حرة، ليس لها ضرة) جاء فيه:
" اللغة العربية في الجزائر ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها، وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي، مشيدة الأواخي مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل، لأنها دخلت هذا الوطن مع الإسلام على ألسنة الفاتحين، ترحل برحيلهم وتقيم بإقامتهم، فلما أقام الإسلام بهذا الشمال الإفريقي إقامة الأبد وضرب بـحرانه فيه، أقامت معه العربية لا تريم ولا تبرح، مادام الإسلام مقيما لا يتزحزح، ومن ذلك الحين بدأت تتغلغل في النفوس، وتنساغ في الألسنة واللهوات، وتنساب بين الشفاه، والأفواه، يزيدها طيبا وعذوبة أن القرآن بها يتلى، وأن الصلوات بها تبدأ وتختم، فما مضى عليها جيل أو جيلان، حتى اتسعت دائرتها، وخالطت الحواس والشواعر، وجاوزت الإبانة عن الدين إلى الإبانة عن الدنيا، فأصبحت لغة دين ودنيا معا".
إصلاح التعليم ومحو الأمية:
لقد وضع الإبراهيمي مع الإمام ابن باديس والميلي والتبسي وغيرهم من إخوانه العلماء برنامجا واسعا لإصلاح التعليم العربي الحر والنهوض به، لأن الأمم الحية –في وقتنا هذا- ما حييت إلا بالعلم الاختباري التطبيقي، وأساس هذا العلم القراءة والكتابة، فأنشئت لذلك: المدارس الحرة، والمساجد الحرة، والنوادي، والصحف.
وقد عززت هذه المساعي بإنشاء مؤسسة علمية تربوية أعطت هذا التعليم العربي الإسلامي الحر، نفسا جديدا، هي "معهد عبد الحميد بن باديس" في قسنطينة، الذي يقول فيه:
".. هو إحدى الكفارات التي تقدمها الأمة الجزائرية عما اجترحته من مآثم الجهل والأمية، وسيئات الغفلة والتفريط، وأسباب التأخر والجمود، وجنايات الابتداع في الدين، والإتباع في الدنيا.
ومن المعروف أن الاستعمار ضرب على الجزائر حصارا شديدا، حتى كاد يؤمن الصديق، ناهيك عن العدو، أن هذا البلد انسلخ، كلية، من كيان العروبة والإسلام، وكان مما ساعد على اختراق هذا الحصار تلك البعثات العلمية إلى المشرق العربي والإسلامي، من خريجي معهد عبد الحميد بن باديس، والمدارس الحرة لجمعية العلماء، فقد وجد فيها الشرق وجه الجزائر الأصيل، واطمأن من خلالها على أن الإسلام والعربية فيها بخير.
ولقد انتقل الشيخ الإبراهيمي بنفسه إلى المشرق العربي لتهيئة جامعاته لاستقبال بعثات الطلبة من خريجي معهد ابن باديس.
"ولو تحدثت جمعية العلماء، لقالت لكل العاملين في المشرق العربي لرفعة العربية وإعلاء شأنها بين اللغات: بأنها عملت لها أكثر مما عملوا لها، وهم أحرار آمنون، وفي بلد لسانه وجنسيته عربيان، وحاكمه ومحكومه عربيان، وعملنا لها تحت زمجرة الاستعمار، ودمدمة أنصاره، وأنقذناها من بين أنيابه وأظفاره، ورفعنا منارها في وطن، لم يبق الاستعمار من عروبته إلا اسم الفعل، تجعله رمزا للبذاءة والسباب".
ذلكم شيء قليل من كثير، من عظمة هذا الرجل، الذي عاش للجزائر وللعروبة والإسلام، ككل أبناء الجزائر البررة، ممن جاهدوا واستشهدوا، كل في ميدانه، لتسترجع مجدها وكرامتها.
عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

احمد الطيباوي
2012-02-06, 00:20
الشهيد العقيد عميروش ايت حمودة المجاهد وخادم العلم واللغة العربية

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8b/Colonel_Amirouche.jpg/220px-Colonel_Amirouche.jpg

]العقيد عميروش المجاهد وخادم العلم والعربية [/U]


الاثنين, 12 يناير 2009 00:35
بقلم : محمد حاج عيسى الجزائري
تقديم من المشرف العام : (يُطِلُّ على موقع منار الجزائر، مقال الأخ الفاضل الشيخ محمد حاج عيسى، ليكشف لنا جانبا يكاد أن يكون منسيا من تاريخ ثورتنا، ألا وهو اهتمام قادة الثورة بالعلم، حتى يعلم الناس أن العلم والعلماء اقترنا دائما بالثورات التي قامت ضد الإستدمار الفرنسي الصليبي عبر التاريخ في بلادنا الجزائر.. فجزى الله خيرا الأخ الفاضل على هذه الصفحات النادرة من تاريخ ثورتنا المظفرة )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإني لست مؤرخا ولا شاهدا على تاريخ من مضى ، ولكني قارئ له كسائر القراء المعتنين به، أحب مطالعة أسفاره، وأتشوف إلى معرفة حقائقه، وأتطلع إلى تفسير أحداثه وأخذ العبر منه، ولا يخفى أن تاريخ أمتنا تاريخ حافل بذكر سير الرجال الأبطال وتدوين جلائل الأعمال، وقد بدا لي أن أنقل في هذه الصفحات شيئا من مآثر أحد المجاهدين الكبار المنتمين إلى هذه الديار، أحد أعلام الجهاد الذي حررت به هذه البلاد، وهو الشهيد عميروش آيت حمودة رحمه الله، أنقلها من المصادر المعتمدة وعن الشهود العيان عليها، لنقربها إلى قراء موقع "منار الجزائر"، ولعلها تكون حافزا لبعضهم أن يرجع إلى المصادر ويتعمق أكثر في تاريخ أمتنا المجيدة .
وقد اخترت الكتابة عن هذا البطل العظيم لأني رأيت بعض الجوانب من حياته تكاد تكون مجهولة لدى أكثر شبابنا اليوم، وللذب عن عرض هذا الشهيد الذي لم يسلم من تشويه الفرنسيين، ومن تجريح حساده –وليتهم حسدوه على الشهادة- حتى بعد موته وبعد أن مضى على ذلك نصف قرن من الزمان ، وكذا لأجلّي بعض حقائق الجهاد في الجزائر، التي يريد كثير من الناس طمسها وإخفاءها، حتى يتسنى لهم تزييف التاريخ والترويج للمفاهيم المنحرفة.
إن الناس كلهم يعرفون عميروش القائد العسكري المغوار، أسد جرجرة والصومام الذي دوخ عساكر الفرنسيين وأرهقهم، وهزمهم في مواقع كثيرة وكبّدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، لكنهم لا يعرفون عميروش خادم العلم والعلماء وخادم اللغة العربية، ولا يعرفون عميروش المفكر البعيد النظر، ولا يعرفون الأبعاد الحضارية التي جاهد في سبيلها إلى أن نال الشهادة رحمه الله تعالى، وهذا ما نريد إيضاحه بهذه الصفحة المشرقة من حياة هذا الزعيم البطل.

[العقيد عميروش في رحاب جمعية العلماء]

والذي يمهد لنا شرح هذه الجوانب أن نعلم أن عميروش رحمه الله كان قد انتسب إلى الشعبة المركزية لجمعية العلماء العاملة في باريس آنذاك، فكان من النشطاء في ظلها، وبعد أن تعلم مبادئها واعتنقها، صار داعيا إليها ناشرا لصحفها ومنسقا بين خلاياها في تلك البلاد، وذلك ابتداء من السنة التي التحق فيها بباريس عام 1950م، وكان رحمه الله منتميا لحزب الانتصار للحريات الديمقراطية، فانسحب منه قبل الانضمام للجمعية أو بعد انضمامه –ليس ثمة خبر يقيني عن هذا الأمر- وقد اختلفت الروايات في تحديد سبب انسحابه من هذا الحزب السياسي ، والذي شهد به المجاهد عبد الحفيظ أمقران أن سبب ذلك اختلافه مع الجماعة التي تبنت النزعة البربرية داخل الحزب في تلك الحقبة، فقد أرادوا استمالته إليهم بحكم انتمائه لمنطقة القبائل، لكنه رحمه الله تعالى كان متشبعا بالعقائد والأفكار التي تحميه من مثل تلك النزعات العرقية، التي كانت تبثها فرنسا الاستعمارية آنذاك من أجل تفريق مسلمي الجزائر إعمالا لسياسة فرق تسد(1)، فعارضهم بل واجَههم حتى وصل الأمر إلى المشادات البدنية وضرب بعمود حديدي فكسرت ثَنِيَّتُه.
وحسب رواية الشيخ الطاهر آيت علجات فإن كسر سِنّه كان بسبب انخراطه في صفوف النَّشيطين مع جمعية العلماء والداعين إليها، ثم إنه بعد إعلان الجهاد تصالح مع خصمه واجتمعا على حرب الغزاة الصليبيين (2).

[العقيد عميروش يحب لغة القرآن ]

وقد استفاد عميروش كثيرا من انخراطه في الجمعية واتصاله بقادتها في باريس كالربيع بوشامة والشيخ عباس والشيخ بسطانجي؛ ومن ذلك أنه أصبح لديه اهتمام كبير بتعلم اللغة العربية ، بل قد درّسها للمبتدئين رغم مستواه المتواضع فيها(3)، ومما قاله لمحمد الصالح صديق لما لقيه في تونس وقد رواه عنه بالمعنى ولا شك:« إن اللغة العربية قد هانت في الجزائر بهوان أهلها، وقد آن الأوان أن تعتز بعزة أهلها وتأخذ مكانها الشرعي في المدرسة والإدارة والمحكمة والشارع وسائر ميادين الحياة ..واللغة العربية من أعظم العوامل الفعالة في توحيد المسلمين وجمع شملهم لأنها لغة دينهم وقرآنهم الذي يتعبدون به ويتثقفون، ونُموُّ هذه اللغة وانتشارها يقوم على انتشار المدارس والجرائد والمساجد ، وقد أدركت فرنسا المستعمرة في الجزائر فعالية هذه اللغة في توحيد الفكر والاتجاه ، وفعالية المدارس والجرائد والمساجد في انتشار اللغة العربية ، فَحَرَمت الجزائريين من هذه اللغة ، ومنعتهم من بناء المدارس وتأسيس الجرائد وحولت المساجد إلى كنائس، ولولا جهاد جمعية العلماء بقيادة الإمام عبد الحميد بن باديس في تأسيس بعض المدارس وإنشاء بعض الجرائد والمجلات تحت مدافع فرنسا وفَوَّهات بنادقها لكانت الجزائر اليوم في وضع أسوأ مما هي عليه الآن»، قال محمد الصالح: "وأكد العقيد بعد هذا أن من واجب كل جزائري وجزائرية أن يحافظ على هذه اللغة لأنها لغة دينه ولغة قرآنه ، واللغة هي التي تربطه بالعالم الإسلامي قاطِبة . وسأله أحد الحاضرين عن دور المثقفين بالعربية فقال إنه دور مشرف وساق أمثلة من الشهداء منهم والذين ما يزالون آنذاك في صفوف الثورة مجاهدين أو فدائيين أو مناضلين ، وقد تحدث العقيد عميروش بإسهاب عن دور هؤلاء في القضاء والإفتاء ونشر الوعي الثوري في مختلف القرى والمداشر"(4).
وبعد أن تكلم بهذا الكلام، أي في غضون عام 1958م أصدر تعليمة إلى كل المجاهدين تنص على إلزامية أداء الصلاة وتدعوهم إلى تعلم اللغة العربية ، وقد عين لأجل ذلك معلمين يقومون بهذه المهمة ، حتى أصبح كثيرا ما يُرى المجاهد في الجبال يحمل بيد سلاحه وباليد الأخرى كراسا يكتب فيه دروسا في العربية (5).

[العقيد عميروش يشيد بدور مدارس العلماء]

قد رأينا في النص الذي نقلناه إشادته بدور مدارس جمعية العلماء في الحفاظ على اللغة العربية وهي إحدى مقومات الشخصية الجزائرية، وقد أشاد رحمه الله تعالى بهذه المدارس التي أذكت الروح النضالية أيضا ، وكانت سببا في الاستجابة لنداء الجهاد في أول نوفمبر، فإن عميروش كان مكلفا في بداية الحرب بالدعاية للجهاد في منطقة القبائل الصغرى، وقد وجد في قلعة بني عباس ما لم يجده في غيرها من المدن والقرى، فأرسل عام 1955م رسالة إلى الشيخ محمد الصالح بن عتيق، الذي كان أحد العلماء المعلمين في مدرسة القلعة قبل الثورة ، وجاء في هذه الرسالة التنويه بالعمل الذي قام به الشيخ ابن عتيق وبالروح الجهادية التي برزت بوضوح في أهل القلعة عموما وفي تلاميذ المدرسة خصوصا، وقد قال في رسالته: " جئت إلى القلعة فوجدت القوم على أتم استعداد لخوض معركة التحرير والالتحاق بالمجاهدين ، وبذل المال والرجال، يا ليتنا عملنا على نشر هذه المدارس في الوطن إذاً لاسترحنا من كثير من المشاكل التي تعترض سبيلنا اليوم "(6).

[ثقة عميروش في العلماء]

ومن الأمور البارزة في شخصية عميروش ثقته الكبيرة في أهل العلم الشرعي وطلابه وتعظيمه لهم وكثرة رجوعه إليهم وعلى رأسهم الشيخ "الطاهر آيت علجات" و"أزرقي كَتالي" والإخوة "أُبوداود" ا"لسعيد" و"السي الطيب"، و"الشريف أوسحنون" وغيرهم(7)، وكان معروفا باحترامه لأهل القرآن وطلاب الزوايا أي الزوايا التي تعلم القرآن.
وقد قال لي الشيخ الطاهر آيت علجات في لقاء معه:"إنه كان يثق في العلماء ثقة مطلقة"، وقال محمد الصالح صديق:" وأذكر للتاريخ أني سألته عن رجال الدين والثقافة العربية بالولاية الثالثة ، وَوضْعِهم مع الثورة فأشاد بهم ونوَّه بجهادهم وسألني عن اثنين من هؤلاء إن كنت أعرفهما: وهما الشيخ الطاهر آيت علجات والشيخ أرزقي آيت شبانة، ولما أجبته بنعم قال : إنهما مثلان للجد والنشاط، فلو رأيتهما لظننت أنهما دون الثلاثين من العمر "(8).
وكان رحمه الله تعالى يرجع إلى كل من يعرفهم من أهل العلم بقصد الاستفتاء، وممن كان يرجع إليهم الشيخ الطاهر آيت علجات قبل أن يرسله إلى تونس .
وتقدم مسؤول الأوقاف محند الطاهر مواسي ورفيقه أبو عبد السلام إلى عميروش يوما بملاحظة حول طبيعة محاكم جيش التحرير وممارساتها فأجابهما بقوله :" بما أن الأئمة يعرفون أفضل من غيرهم أحكام الشريعة، فيجب أن تكون لديهم مكانتهم في قضاء جيش التحرير ، وما عليكم إلا أن تقدموا اقتراحات ألتزمُ بتنفيذها "، وفي الليلة ذاتها أعدا مذكرة تتمحور حول النقط الآتية: منع إعدام أي متهم بدون محاكمته من قبل محكمة شرعية، ومراجعة تشكيلة كل محكمة بإدخال عضو ممثل عن الأوقاف يكون كامل الصلاحيات، وإلزام كل المجاهدين بأداء الصلاة، وبناء على ذلك وجه عميروش تعليمة لكل المناطق يُطالبها بتطبيق ما جاء في المذكرة، وقال جودي أتومي وهو يتحدث عن المحكمة بعد هذه التعليمة:" لكن ممثل الحبوس يملك الكلمة الفاصلة أو على الأقل القدرة على التأثير "(9).

كان عميروش رحمه الله يجل أهل العلم ويتواضع أمامهم ويوصي بهم خيرا، وقد فرض على مسؤولي التنظيم إسناد مسؤولية الخلايا والقرى والمداشر إلى المعلمين الذين لم ينخرطوا بعد في جيش التحرير، وقد قال مرة :" إن مهمة هؤلاء المعلمين جد خطيرة، وإنها لأعظم من مهمة المقاتل في الأدغال، وإن ثقافتهم لهي الرتبة الحقيقية التي تفوق رتبتي العسكرية كعقيد"(10).
[مراسلات عميروش لأهل العلم]
سبق أن ذكرنا أن العقيد عميروش كان يرجع إلى أهل العلم فيما يعرض له من مسائل شرعية وكان يستشيرهم فيما يتخذ من قرارات وإجراءات ، وممن كان على اتصال به أثناء الحرب للفتوى والاستشارة الشيخ العربي التبسي بعد انتقاله إلى العاصمة عام 1956م (11)، وقد أرسل التبسي أيضا إلى العقيد عميروش رحمه الله تعالى أموالا وآلات الكتابة والطباعة والسَّحب(12). وطلب منه عميروش يوما أن يكتب إليه بوصية يتبعها في جهاده ، فأرسل إليه مع الرسول مصحفا صغيرا وقال له : بلغه سلامي ودعواتي وابتهاجي العظيم بجهادهم وانتصارهم وقل له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي له"(13).
وممن كان على صلة به أيضا الأستاذ الربيع بوشامة أحد تلاميذ ابن باديس رحمهم الله تعالى أجمعين، الذي وطّد العلاقة معه في شعبة باريس حيث كان عميروش تلميذا من تلاميذه ما بين 1952 و1953، وقد استمرت هذه العلاقة أثناء الحرب وقد كان الربيع مجاهدا يعمل في السر وكان هو الوسيط بينه وبين الشيخ العربي التبسي، وكانت بينه وبين عميروش مراسلات كثيرة وقد نُصح الربيع بإحراق تلك الرسائل فعزَّ عليه ذلك ، حتى جاء اليوم الذي اكتشف أمره وضبطت الرسائل في بيته فأعدم رحمه الله بسببها بدون محاكمة (14).
وممن كان يراسلهم عميروش الشيخ محمد الصالح بن عتيق، وقد سبق نقل جزء من إحدى رسائله إليه وكان يومها في البليدة، ومنهم أيضا محمد الصالح صدّيق صاحب مقاصد القرآن فإنه لما كان في ساحات القتال كان عميروش يبعث إليه دائما بالسلام مع الجند الذين يعملون تحت قيادته وينتقلون إلى المنطقة التي كان فيها، حتى ظن هؤلاء المجاهدون أنهما كان يتعارفان من قبل الحرب من شدة حرص عميروش على معرفة أخبار محمد الصالح وتأكيده على إقرائه السلام(15). والواقع أنه كان يسمع عنه فقط، وكان أول لقاء بينهما في تونس عام 1957م، حيث كُلف عميروش بمهمة هناك وكان محمد الصالح قد سبقه إلى تونس بعد تأسيس جريدة المقاومة ، وكان عميروش هو من بحث عن محمد الصالح صدّيق وطلب لقاءه .

[العقيد عميروش وقطاع التعليم]

ومن الآثار التي ورثها من غير شك من الحركة الإصلاحية، اهتمامه بقطاع التعليم ، فإن الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الإمام عبد الحميد بن باديس كان التعليم قوامها الأساسي(16). ففي قلب المعركة وفي ظل حصار المستعمر العسكري كان عميروش يفكر في جزائر ما بعد الاستقلال، إنه كان واثقا بنصر الله تعالى للمجاهدين، وقد رأى ومن كان معه كرامات كثيرة تدل على تأييد الإله جل جلاله للمجاهدين(17)، وقد أهدى يوما لمحمد الصالح صديق ساعة لِيَعُدَّ أيام الاستعمار التي كانت قليلة في نظره (18)، لذلك فقد جمع إلى جانب تفكيره في قيادة الولاية الثالثة عسكريا وتنظيميا تفكيره في تكوين إطارات المستقبل، فنظم قطاع التعليم في ولايته التي كانت تمتد إلى بوسعادة جنوبا، ومن ثنية ودلس غربا إلى سطيف والبرج شرقا، ورصد لهذه العملية العظيمة ميزانية ضخمة وجنَّد لها رجال الأوقاف في الداخل الذين قاموا بمجهود عظيم في الميدان(19). ومن أجل ذلك اهتم عميروش بقطاع الأوقاف اهتماما بالغا ، وهذا القطاع الذي كان يضطلع بمهام التعليم والإفتاء والقضاء وتنظيم الممتلكات الوقفية من مساجد وزوايا وكتاتيب قرآنية، بل كان يتدخل بنفسه للبحث عن الإطارات الشرعية المؤهلة لتسيير هذا القطاع، وكان من بين من كلفهم بمهام تسيير هذا القطاع على مستوى الولاية عبد الحفيظ أمقران وأحمد قادري، وهما من خريجي زوايا المنطقة.

وقد شهد الشيخ الطاهر آيت علجات أنه كلفه عام 1955م بإنشاء زوايا في القرى المجاورة لتَموقْرَة، لتدريس القرآن واللغة العربية وتوعية الناس وحثهم على الكفاح من أجل التحرر ، وذكر أن عميروش رصد مبلغا ماليا لترميم زاوية تموقرة وغيرها من الزوايا، وقال العقيد في خطاب موجه إلى طلبة زاوية أوبوداود :" أنتم جيل الغد أنتم ستتولون تربية أجيال الاستقلال، وستكونون إطارات الجزائر المستقلة، من خلال دراستكم في هذه المدرسة تخوضون نفس الكفاح الذي يخوضه المجاهدون، وهي طريقتكم في الكفاح التي تُطمْئِنُنا على مستقبل البلاد، لا تنسوا بأن الحرب ستكون طويلة وصعبة ، فإذا احتجنا إليكم في الجبال كونوا مستعدين لأخذ المشعل ، لكن في انتظار ذلك اهتموا بدراستكم واعملوا بجد "(20).
[العقيد عميروش والبعثات العلمية]
ولم يكتف بتوفير كل الوسائل لهذا الميدان في الداخل بل أرسل بعثات طلابية إلى تونس ومنها ينتقلون إلى مختلف البلدان العربية كليبيا ومصر والأردن والعراق والسعودية، وغيرها من البلدان الصديقة، كان يرسل الشباب الذين حصلوا شيئا من مبادئ العلوم في الزوايا كزاوية عبد الرحمن اليلولي وزاوية تموقرة ومدارس جمعية العلماء وغيرها من المدارس الحرة المنتشرة في تراب الولاية الثالثة.
وكلف الشيخين أرزقي آيت شبانة ومحمد الطاهر آيت علجت وكذا السيد سعيد بن غانم بالذهاب إلى تونس لتلقي هؤلاء الطلبة والقيام على شؤونهم وتعليمهم وتوجيههم إلى التخصصات التي تناسبهم ، وكان في تونس العاصمة مركزان لاستقبال هؤلاء الطلبة (21). وقد فاق عدد الطلبة الذين أرسلهم في تلك البعثات الثلاثمائة حسب بعض الشهود ، وكان يجعل لهم ميزانية خاصة حتى وهم خارج الوطن، فقد أرسل إليهم في أوت 1958 مثلا مبلغ 3ملايين فرنك قديم، وأرسل إليهم رسائل يشرح لهم فيها واجبهم والغاية التي أُرسلوا من أجلها إلى تلك البلاد(22). بل وكان يخطب فيهم قبل إرسالهم ويقول لهم : أرسلكم إلى تونس لكي تُحصِّلوا على تكوين وتخدموا الوطن بعد الاستقلال ، لا تعودوا إلا بشهادات لأن هذا ما نفتقر إليه أكثر "(23).

وحسب عبد الحفيظ أمقران فإنه شرع في هذه العملية بإرسال تعليمة إلى كل مناطق الولاية الثالثة تنص على جمع الطلبة في مراكز معينة، والشروع في إرسالهم إلى تونس، وقد تم توجيههم حسب مؤهلاتهم وحسب احتياجات الثورة إلى معاهد مختلفة في تونس ومصر وسوريا والعراق والسعودية، فمنهم من تخرج من الكليات العسكرية ومنهم من تخرج من مختلف التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية والتحقوا بمختلف هياكل الثورة، وقد كانت الولاية الثالثة سباقة إلى هذا الميدان(24). كما تولى كثير منهم مناصب هامة بعد الاستقلال في مختلف أجهزة الدولة، وهذا التصرف الحكيم يدل على بعد نظره وتفكيره في الجزائر بعد الاستقلال، وعِلْمِه بأن الثورة ستكلف الشعب تضحيات بما في ذلك طبقة المثقفين(25).
وبقي عميروش يحمل هم هؤلاء الطلبة إلى آخر ساعة من حياته، فقد كان من ضمن المطالب التي حملها معه إلى الحكومة المؤقتة، مطالب تتعلق بالبعثات العلمية، فقد جاء في توصيات المجلس الولائي المنعقد في 2 مارس 1959م، مطالبة الحكومة المؤقتة بمنح مساعدة مادية منتظمة للطلبة الجزائريين الموجودين في الخارج، لأن تنظيمهم لم يكن مرْضيا وأوضاعهم المادية لم تكن لائقة، وميزانية الولاية الثالثة لم تعد كافية (26). (اجتمع مجلس الولاية في دورة استثنائية ثم اجتمع عميروش ببقية ممثلي الولايات في الاجتماع الذي عرف باجتماع العقداء الأربعة، وقرروا حمل مطالبهم الجماعية إلى تونس واستشهد العقيدان عميروش وسي الحواس وهما في الطريق إليها رحمهما الله تعالى)
[تقدير عميروش لكل المثقفين]
ولم يكن عميروش يقدر فقط المتعلمين تعليما عربيا، بل كان يحترم المثقفين عموما ولو كانت ثقافتهم باللغة الفرنسية ، فكان يقربهم ويرفع من أقدارهم ورتبهم رغم صغر سنهم، حتى أصبح المجاهدون القدماء يحسدون الشباب الذين التحقوا بعد 19جوان 1956م على الرتب التي نالوها (27)، وفي هذا رد على بعض حساده ممن يرميه ببغض المثقفين، بل وبإعدامهم دون جريرة. (تاريخ 19 جوان 1956م هو تاريخ التحاق طلبة المدارس الفرنسية جماعيا بالجهاد، أما طلبة مدارس الجمعية والزوايا فقد كانوا سباقين فرادى وجماعات منذ انطلاق الشرارة الأولى وأول شهيد سقط في الميدان هو قاسم زيتون خريج معهد ابن باديس قتل تحت التعذيب يوم 2 نوفمبر 1954 وألقي جثمانه في ميناء الجزائر).
[الجهاد من أجل القيم هو الجهاد الأكبر]
كان عقيدنا رحمه الله يعلم أن الأمة قد ابتعدت كثيرا عن مقومات شخصيتها، لذلك كان يرى أن معركة القيم هي الجهاد الأكبر الذي ينتظر الأمة بعد الاستقلال، ففي لحظة وداعه للشيح محمد الصالح صديق في تونس أخرج ساعة من جيبه فضبطها على ساعته فأهداها إليه كما هي عادته رحمه الله ، فقد كان سخيا كريما ، أعطاه إياها وقال:" خذها لِتَعُدَّ بها أيام الاستعمار الباقية في الجزائر وهي قليلة، وبعد الاستقلال سنخوض معركة أخرى من أجل قِيَمِنا وإسلامنا ولغتنا العربية فذلك هو الجهاد الأكبر"(28).
الخلاصة: أن هذه الكلمات، ولا شك قد أظهرت صفحة مجهولة من حياة العقيد عميروش؛ وهي تَدَيُّنَه العميق وحبه للعلم والعلماء، وحبه للغة العربية التي هي لغة القرآن ودين الإسلام..
وفي الأخير ننقل هذه الكلمات المقتطفة من كتاب جودي أتومي المقاتل الذي عاش مع عميروش مدة في الولاية الثالثة قال :"من غير شك أنه يدعو لأن يكون للدين مكانة هامة لدى المجاهدين" "وكان يحب التعمق في أمور الشريعة" "وكان تقيا محافظا على الدين حريصا على القيم الإسلامية التي يُلْزِم جميع المجاهدين باتباعها"، ونقل أن المنخرطين الجدد قبل 1956م كان قَسَمُهم أمام عميروش: "أقسم على المصحف الشريف بأن أكافح حتى النصر أو الشهادة "(29). ومن شدة ما أثر عنه ما الالتزام بالدين وبأحكامه فقد وصفه بعضهم بعمر بن الخطاب، وقيل بأنه كان يفرض على المجاهدين أن يعلموا أحكام الجهاد في الشريعة الإسلامية (30).

استشهاد العقيد عميروش رحمه الله

وقد استشهد رحمه الله تعالى يوم 29 مارس 1959م مع العقيد سي الحواس، لما كانا في طريقهما إلى تونس في جبل ثامر قرب بوسعادة، تحت قصف الطائرات والمدفعية بعد وشاية بهما لا يعلم مصدرها يقينا، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جيبه المصحف الشريف (31)، وفي قبله همّ العربية والإسلام، استُشهد رحمه الله وهو يحمل في جعبته مطالب تهم الجهاد في الداخل والطلبة في الخارج ، وتهََم التوجه العام للجهاد الجزائري آنذاك (32).
نسأل الله تعالى أن ينفعني وإخواني بهذه الكلمات، وإن مما نرجوه أن تكون فاتحة لشهية الباحثين عموما، والمختصين في التاريخ خصوصا؛ أن يُبرزوا مثل هذه الجوانب التاريخية التي تخدم قضايا أمتنا في هذه الأيام، خاصة مع كثرة حملات التشويه ضد أعلام الجهاد، وكثرة التزييف للحقائق والتحريف للتاريخ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــ
الهوامش
1/ مذكرات من مسيرة النضال والجهاد لعبد الحفيظ أمقران نقلا عن دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (50-51) ويقول المؤرخ ناصر الدين سعيدوني وهو يتحدث عن النزعة البربرية التي اجتاحت حزب الشعب في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات:" وقد كان للبطل المجاهد عميروش مواقف وأعمال خالدة في محو بقايا هذه الترسبات في المنطقة بأكملها" انظر فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (129).
2/ كلمة ألقاها في ملتقى "دور جمعية العلماء في الحرب التحريرية"في بلعباس في 13 نوفمبر 2008م.
3/انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(176) وفي الصفحة (186) صورة لعميروش مع أعضاء خلية من خلايا جمعية العلماء في باريس.
4/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (27-28).
5/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(185).
6/ أحداث ومواقف لمحمد الصالح بن عتيق (77).
7/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(178).
8/ العقيد عميروش لمحمد الصالح الصديق (25-26).
9/ انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (201-202) ثم (189).
10/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (155)
11/ شهداء علماء معهد ابن باديس لأحمد حماني (24).
12/ صراع بين السنة والبدعة لأحمد حماني (2/298-299) الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (424).
13/ أعلام الإصلاح لمحمد علي دبوز (2/68).
14/ وذلك في 13ماي 1959م انظر من أعلام الإصلاح لمحمد الحسن فضلاء(1/289-290).
15/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (24-25).
16/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (43-44).
17/ انظر شيئا من تلك الكرامات في كتاب العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (184).
18/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (54).
19/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (155)
20/ انظر العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي(178) ثم (198).
21/ العقيد عميروش لمحمد الصالح الصديق (40-42).
22/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (247).
23/ العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (207).
24/ مذكرات من مسيرة النضال والجهاد لعبد الحفيظ أمقران (75) نقلا عن دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (156) وانظر فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (378).
25/ دور العقيد عميروش في ثورة الجزائر لشوقي عبد الكريم (156).
26/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (362).
27/ العقيد عميروش أمام مفترق الطرق لجودي أتومي (265) العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (124).
28/ العقيد عميروش لمحمد الصالح صديق (54).
29/ وهذا رغم توجهات الكاتب غير الإسلامية انظر تلك النصوص في كتابه العقيد عميروش أمام مفترق الطرق (177،181،184،177-178) وكتابه الآخر: العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ (84،95).
30/ جاء في كتاب تاريخ الجزائر المعاصر –دراسات ووثائق- لمحمد الأمين بلغيث (264) "كما يشهد من عاشر العقيد عميروش أنه كان لا يقبل ضمن جنوده إلا من تمكن من حفظ وفهم سورة الأنفال وهي التي تُعلم فقه الجهاد وأحكامه" وقد رأيت في هذا النقل مبالغة والله أعلم.
31/فرنسا والأطروحة البربرية في الجزائر لأحمد بن نعمان (336).
32/ فقد جاء في وثيقة مجلس الولاية الثالثة العبارة الآتية :"نطالب بإعادة النظر في أرضية الصومام رغم كونها قاعدة صلبة"، ومعروف أن من أهم ما انتقده المجاهدون على وثيقة مؤتمر الصومام تجاهل المرجعية العربية والإسلامية التي نُص عليها في بيان أول نوفمبر، لأن كاتبها الذي لم يكن حاضرا في المؤتمر حسب بعض المصادر التاريخية هو عمار أوزقان الشيوعي .

fati 11
2012-02-09, 10:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع مهم لذلك اريد ان اطرح بعض الاسئلة والتي ارجو من الاخوة الاعضاء الاجابة عنها
ان كان اصل الامازيغ عرب فكيف تفسرون المستحثات واثار لوجود الانسان في العصور الحجرية التي وجدت في كهف بالاخضرية ذراع الميزان .....وماذا نقول
عن رسومات التا سيلي
احب الامازيغ فانا من الاشراف الذين سكنوا بالقبائل ولمن لا يعرفهم يكفي ان اقول رجالهم رجال ونساهم نسا عشرتهم طيبة يجيرون الخائف وينصرون المضلوم
يتكلون بالامازيغية ويقرؤون القران بالعربية ....

أرسلان
2012-02-09, 13:00
الهجرات البشرية على الشمال الافريقي :
1- هجرة الانسان الاول : (الذي ينحدر منهم اصحاب البشرة السمراء) القادم من شرق وسط افريقيا قبل 60 ألف سنة وهذه لاجيال هي التى تركت النقوش على الصخور وعايشت الفيلة و الزرافات و و في الصحراء الكبري التى كانت مروج خضراء. وتاريخ هذه النقوش يوافق تماما قدوم هذا الجيل.
2- هجرة الجين m70 : القادم من شبه الجزيرة العربية قبل مايقارب ال 30 ألف سنة و المنتشر في حوض البحر الابيض المتوسط.
3- هجرة الجين m267 : والقادم من شبه الجزيرة العربية قبل مايقارب 10 ألاف سنة
4- هجرة الجين m172 m304 j : القادم من شبه الجزيرة وبالضبط من الشام و المنتشرة في شمال افريقيا

من الملاحظ ان هذه الهجرات اتت حتى قبل الفتح الاسلامي لشمال لفريقيا بفترات قديمة جدا
ان هذه الهجرات هي التي تفسر التقارب الفيزيائي بين سكان شمال افريقيا و سكان الجزيرة العربية وهذا لان الجينات المنتشرة هنا تقارب حد التطابق الجينات الموجودة في شبه الجزيرة و الشام ، وهذا التطابق يظهر حتى في نمط العيش عند كل شعوب شمال افريقيا و الشرق الاوسط.

ومن هنا نلاحظ انه عدا الهجرة الاولى القادمة من القرن الافريقي فجميع الهجرات الاخرى قادمة من الشرق الاوسط .

Mohammed Salih
2012-02-16, 01:18
الأخوة الأعزاء. ما رأيكم بأن أقول أن السامية أصلا نسبة إلى سام ابن نوح (ع س). وهو جد إبراهيم، الذي بدوره أبو إسماعيل (أبو العرب) و إسحاق (أبو الإسرائيليين). فاللغات السامية يقصد بها لغات أبناء سام بن نوح، وليس اللغة العربية. فلا داعي للخلط من فضلكم. أما الكنعانيون، الفينيقيين، الفراعنة والأمازيغ، فهم أبناء هام ابن نوح (أخو سام). وهذا ما يبعدهم عن العرب بعد المشرق عن المغرب.
بالعودة إلى اللغة، إن حقيقة أن اللغات تتشابه لا يعني أن أحدها أصل الثاني. فالعبرية مثلا أقرب للعربية من الأمازيغية، فلم لا نقول أن العرب أصل الإسرائيليين؟ أيضا تشابه اللغات لا يعني نفس الشعوب، بل تأثر الشعوب ببعضها. فالأمازيغ تأثروا بالفينيقيين، والذين بدورهم تأثروا بالعرب.
أنا لن أستدل بالانجيل لتأكيد قصة هام وسام، بل بكتب ابن خلدون، مادام كل العالم يستعملها. لم أفهم فقط لم لم يرجع كاتب هذا المقال إلى كتب ابن خلدون.
شكرا.

بن دقيم
2012-02-17, 03:05
يثبت الموضوع

ithguel
2012-02-21, 15:44
السلام عليكم ...

اسمح لي اخي الكريم ان انبهك اولا الى ان عثمان سعدي هذا متشبع بالفكر البعثي..

هو ضد الامازيغية شكلا ومضمونا وقد حاول نسب اصل بعض الكلمات المازيغية الى اللغة العربية مع انها لا تتفق معها في شيء...

لذلك اقول لك ولكل الاخوة لا علاقة للامازيغ بالعرب مطلقا.....وارجو عدم اساءة الظن فانا هنا اتكلم عن العرق ...

احمد الطيباوي
2012-02-21, 18:46
السلام عليكم ...

اسمح لي اخي الكريم ان انبهك اولا الى ان عثمان سعدي هذا متشبع بالفكر البعثي..
هو ضد الامازيغية شكلا ومضمونا وقد حاول نسب اصل بعض الكلمات المازيغية الى اللغة العربية مع انها لا تتفق معها في شيء...

لذلك اقول لك ولكل الاخوة لا علاقة للامازيغ بالعرب مطلقا.....وارجو عدم اساءة الظن فانا هنا اتكلم عن العرق ...

السلام عليكم
الاخ الكريم ithguel تحية طيبة و بعد
انت تتهم الاستاذ الدكتور الشاوي الامازيغي عثمان سعدي بهذا الاتهام لماذا لا تتهم ايضا اسلافك الامازيغ العظام و مؤرخيهم و علمائهم و ابطالهم في الاسلام و قبل الاسلام الذين افتخروا بانتساب اللغة الامازيغية الى اللهجة العربية الحميرية القديمة و بمحبتهم للغة العربية كلام القران الكريم المنزل من فوق سبع سموات و امتزجت دمائهم مع دماء اخوانهم العرب و عربهم الاسلام دين الحق سبحانه و تعالى و اعادهم الى منابعهم العربية القديمة في شبه جزيرة العرب مهد اخوانهم البابليين و الكنعانيين و الفنيقيين القرطاجيين و العمالقة و الانباط و الحميريين و كل هؤلاء عرب قدماء .

لماذا لا تتهم العلامة الامازيغي ابن معطي الزواوي 564هـ المتوفي سنة 628ه الذي سبق الامام بن مالك في نظم الفية النحو العربي و هو ليس عربي حيث اعترف ابن مالك بهذا السبق في بداية الفيته النحوية فقال :

وتقتضى رضا بغير سخط ** فـائقة ألفية ابن معطى ...
وهوبسبق حائز تفضيلا ** مستوجب ثنائى الجميلا
والله يقضي بهبات وافره ** لي وله في درجات الآخره

لماذا لا تتهم العلامة ابويعلى الزواوي القبائلي من ايغيل انزكري من امازيغ سطيف .من شيوخ جمعية العلماء المسلمين الذي الف كتاب تاريخ زواوة اكد فيه ان الامازيغ من شعوب اليمن العرب العرباء القحطانيين الحميريين

لماذا لا تتهم العلامة الشيخ طاهر الجزائري الزواوي الامازيغي و هو من اركان النهضة العلمية الادبية العربية في سوريا

لماذا لا تتهم الشيخ الصوفي الصالح من بلاد القبائل محمد السعيد بن ارزقي رحمه الله من قرية أيت سيدي عثمان بلدية واسيف ولاية تيزى وزو الذي نافح عن العربية و الاسلام فقتلته ايدي الغدر في ابداية العشرية

لماذا لا تتهم العالم الفيلسوف القبائلي الزواوي مولود قاسم نايت بلقاسم و شيوخ جمعية العلماء المسلمين و على راسهم الشيخ عبدالحميد بن باديس الصنهاجي الامازيغي و الفضيل الورثيلاني الامازيغي رحمهم الله و الشيخ محمد الطاهر فضلاء رحمه الله و الشيخ القبائلي عبدالرحمان شيبان رحمه الله و الشيخ الكريم الطاهر آيت علجت الامازيغي و كلهم من المنافحين عن العربية و الاسلام

لقد اعتز الشعراء الأمازيغ بأصلهم القحطاني اليماني، الحميري العربي القديم ،

فقال الشاعر الحسن بن رشيق المسيلي المتوفى سنة 463 هـ ، مادحا الأمير ابن باديس الصنهاجي الامازيغي :

يا ابن الأعزة من أكابر حمير ...... وسلالة الأملاك من قحطان

و القصيدة يبدأ مطلعها الرائع و ابياتها الجميلة الفصيحة

ذمت لعينك أعين الغزلان ........... قمر أقر لحسنه القمران
ومشت ولا والله ما حقف النقا ....... مما أرتك ولا قضيب البان
وثن الملاحة غير أن ديانتي ....... تأبى علي عبادة الأوثان
يا بن الأعزة من أكابر حمير ... وسلالة الأملاك من قحطان
من كل أبلج واضح بلسانه ... يضع السيوف مواضع التيجان

ويعتز الشاعر ابن خميس التلمساني ، المتوفى سنة 708 هـ ، بأصله الحميري ، فيقول:

إذا انتسبت فإنني مـن دوحــة ........يتفيّأ الإنسان برد ظلالهــا
من حِمير من ذي رُعين من ذوي ........حَجْر من العظماء من أقيالها

وفي بيتين يفتخر شاعر أمازيغي طرقي او ترقي بانتساب قبائل الطوارق الأمازيغ إلى حمير ،
فيقول:
قوم لهم شرف العلى من حميــر ........وإذا دعوا لمتونة فهمُ همــو
لمّا حووا علياء كل فضيلـــة ...........غلب الحياء عليهم فتلثمــوا

اللغة الأمازيغية لغة مثل اللغات التي تفرعت عن اللغة العربية الأمّ قبل آلاف السنين، مثل الأكدية، والبابلية، والأشورية، والكنعانية التي نزلت بها التوراة، والأرامية التي نزل بها الإنجيل، والعدنانية التي نزل بها القرآن الكريم، والحميرية،وغيرها . ،
الأمازيغية هي اللغة الوحيدة العروبية الباقية حية مستعملة شفويا، ومنها نستطيع التعرف على جذورنا العربية كعرب، فمثلا المرأة تسمى بالأمازيغية تامطّوث جذرها طمث ، والطمث العادة الشهربة للمرأة، المرأة الطّامث التي عليها العادة الشهرية، وفي رأيي أن التسمية الأمازيغية هي التسمية الأولى بالعربية للمرأة ، أي الكائن البشري الذي يحيض، قبل أن تتطور إلى اسم المرأة، كما أن اللغة الأمازيغية لغة عروبية ، قاموسها متكون من الكلمات العاربة واالمستعربة. مستمدة من الحميرية اللغة العاربة القحظانية، العمود الفقري للغتين الحميرية والأمازيغية وزن أفعول، القاضي اليمني الأكوع له دراسة عنوانها [وزن أفعول في اللغة الحميرية] .

وهذا الوزن غيرموجود في اللغة العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم. الأمازيغية بها هذا الوزن مثل أغروم أكسوم. لا ينكر عروبتها حتى المستشرقون النزيهون مثل جابريال كامبس G.Camps في كتابه (البربر ذاكرة وهوية) يقول: "إن علماء الأجناس يؤكدون أن الجماعات البيضاء بشمال إفريقيا سواء كانت ناطقة بالبربرية أو بالعربية، تنحدر في معظمها من جماعات متوسطية، جاءت من الشرق في الألف الثامنة بل قبلها ، وراحت تنتشر بهدوء بالمغرب والصحراء"، كما يقول المؤرخ الفرنسي بوسكويه G.H.Bousquet : "وعلى كل حال يوجد ما يجعلنا نقتنع بأن عناصر مهمة من الحضارة البربرية، وبخاصة اللغة، أتت من آسيا الصغرى عن طريق منخفض مصر، في شكل قبائل تنقلت في شكل هجرات متتابعة،على مدى قرون عدة، في زمن قديم لم يبت في تحديده" .

و المشتشرق الألماني أوتو روسلر Otto Rossler الذي يسمى الأمازيغية النوميدية، يقول في كتابه [النوميديون أصلهم كتابتهم ولغتهم]:
"إن اللغة النوميدية و يقصد بها اللغة الامازيغية لغة سامية بمعني لغة عربية انفصلت عن اللغات السامية في المشرق في مرحلة مغرقة في القدم" ، كما يعترف أمراء البربر بانتابهم إلى حمير. فعندما ساءت علاقة أبو فتح المنصورالزيري الصنهاحي بالقرن العاشر الميلادي مع الخلافة الفاطمية في القاهرة، عبر عن طموحه في الاستئثار بحكم المغرب العربي دون المظلة الفاطمية ، أمام شيوخ القبائل الذين حضروا إلى القيروان لتهنئته بالإمارة، قائلا لهم: "إن أبي وجدي أخذا الناس بالسيف قهرا، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، وما أنا في هذا الملك ممن يولّى بكتاب ويعزل بكتاب، لأنني ورثته عن آبائي وأجدادي الذين ورثوه عن آبائهم وأجداهم حمير" .
فالامازيغية تنتمي الى حقل اللغة الحميرية الامهرية العربية الجنوبية حيث تتشابه معها إلى حد كبير في النطق و كذلك في الكتابة فالخط الحميري القديم يشبه الى حد بعيد كتابة التيفناغ الأمازيغية .
و اللغة الحميرية هي : لغة قبيلة حمير اليمنية، وهي لغة مشتقة من اللغة السبئية والكويشية ، و قد فسدت اللغة الحميرية بسبب مجاورة الحميريين للأحباش .
و لا تزال النسخة المهرية من اللغة الحميرية تتحدث بها قبيلة المهرة في منطقة الربع الخالي ، إذ أن الربع الخالي يحد محافظة مهرة من اليمن شمالاً ،
و قد اندثرت لغات القبائل الحميرية ، وكما ذكرتُ فلم يبق منها إلاَّ نُسخًٌ مختلفة من النسخة المهرية في مناطق نائية ، مثل :
1ـ لغة سكان االربع الخالي
2ـ لغة اهل فيفا
3ـ لغة سكان جزيرة مهرة بحر العرب جنوب اليمن
4ـ سكان جزيرة سقطرى ببحر العرب جنوب اليمن
5ـ اللغة الشحرية في ظفار بعمان .

أرسلان
2012-02-21, 21:14
هاهم العرب قبل الإسلام :

1- حضارة معين
2- حضارة حضرموت
3- حضارة قتبان
4- الحضارة السبأية
5- مملكة حمير
6-الحضارة الانباطية
7- الحضارة الغساسنية
وتاجهم بعد الإسلام الحضارة الإسلامية من مشرق الأرض الى مغربا

احمد الطيباوي
2012-02-21, 23:27
هاهم العرب قبل الإسلام :

1- حضارة معين
2- حضارة حضرموت
3- حضارة قتبان
4- الحضارة السبأية
5- مملكة حمير
6-الحضارة الانباطية
7- الحضارة الغساسنيةوتاجهم بعد الإسلام الحضارة الإسلامية من مشرق الأرض الى مغربا

شكرا الاخ الكريم ارسلان هذه ممالك العرب القدماء بفعل
و الامازيغ الاحرار عرب قدماء قاوموا و حاربوا الرومان و الوندال و البزنطيين و طردوهم من بلادهم شر طردة
و كانوا في الفة و سلم و رباط عظيم مع اخوانهم للقرطاجيين الفنيقيين جيرانهم في تونس الذين اتوا من سوريا في شبه جزيرة العرب
و بعد كل هذا اعتنقوا رسالة دين الحق سبحانه و تعالى دين الاسلام الذي اتى به اليهم اخوانهم العرب العدنانيين من شبه جزيرة العرب مهدهم الاصلي الاول فامتزجت دماء الاخوان امازيغا و عربا في دم واحد و دين واحد دين الاسلام العظيم كلمة الحق الاوضح المنير في هذا العالم المظلم .

احمد شافع العليوى
2012-02-26, 23:57
اليك كل الشكر اخى العزيز احمد الطيباوى على كل هذه المعلومات المفيده وجزاك الله خيرا

احمد شافع العليوى
2012-02-26, 23:59
هل كانت للامازيغ حضارة قبل دخول العرب اي القبائل الهلالية
هوارة .. عبر الزمان

قبيلة هوارة هي أحدى قبائل بني قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام– وبنو قيدار هؤلاء جاء ذكرهم في التوراة ( التوراة تعتبر سجل تاريخي لسيرة آل إبراهيم علية السلام ) - وقيدار هو الابن الثانى لإسماعيل علية السلام- وأنجب بدورة عدة أبناء أكبرهم ابنة بر الذي أنجب بدورة ولدين أحدهم برنس والآخر مادغيس الأبتر ومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذللك بأسم قبائل البربر بعد هجرتهم واستقرارهم بشمال أفريقيا وكان بنو قيدار في بداية نشأتهم وقبل أن يتفرعوا لقبائل كبيرة كانوا يقيمون بمنطقة مكة المكرمة ثم ارتحلوا منها إلى شمال الجزيرة العربية نتيجة للجفاف ليقيموا بالقرب من أبناء عمومتهم من بني أسحق علية السلام وكان الجميع على دين جدهم إبراهيم علية السلام قبل أن يضلوا - ثم تزايد عددهم عن بنى عمومتهم وأصبحوا يشكلون قبائل كبيرة العدد أسست مملكة ( بنى قيدار ) التى جاء ذكرها فى التوراه وكانت تشمل وسط وشمال الجزيره العربيه والأردن و جنوب فلسطين وشملت شرق مصر فى عهد ملكهم ( جشم ) , وأشتهروا بالشجاعه والمهاره الحربيه - وبدأت تنشأ خلافات وصراعات بين الطرفين من وقت لآخر وعندما تجددت تلك الخلافات فى عهد سيدنا داوود علية السلام( وكان ملكا لبنى إسرائيل وكانت وقتها مملكة قوية لها سيطرة على باقي الممالك ) قام بتهجيرهم ألى شمال أفريقيا وأنزلهم بمنطقة مراقبا المصرية على الساحل الشمالي ثم انتقلوا منها إلى باقي شمال أفريقيا , وكمـا ذكر المؤرخـون ( المقريزي ص38/ 167)- انتقلت قبيلة لواتة إلى برقهوانتقلت قبيلة هوارة إلى منطقة طرابلس الغرب ونزلت قبيلة زناته بالجبال ثم استقرتبتونس- ثم انتشر البربر بعد ذلك بشمال أفريقيا وحتى السويس على البحر الأحمر, وكانوا يطلقون على أنفسهم أسم الأمازيغ ( أى الأحرار ذوى الأصل النبيل ) , وكانت شعوب أوربا الغربية خاصة الرومان يقيمون بشمال أفريقيا قبل قدوم بني قيدار إليها - حيث لم يكن لمضيق جبل طارق وجود وكانت الأرض متصلة قبل مجيء الأسكندر الأكبر الذي حفر المضيق ووصل البحرين - والرومان هم من أطلقوا لفظ البربر على بنى قيدار وعلى غيرهم أيضا لعدم فهمهم للغتهم وهو لفظ كانوا يطلقونة على الشعوب التى لا يعرفون لغتها أو يعادونها . و كان بنو قيدار أثناء أقامتهم بالجزيرة العربية - قبل ارتحالهم إلى شمال أفريقيا - كانوا معتادين الارتحال فى قوافل تجارية إلى مصر ويتزاورون مع أخوالهم فى مصر حيث تجرى في عروقهم بجانب الدماء الكلدانية العربية التي ورثوها عن جدهم الأكبر إبراهيم الخليل علية السلام - تجرى أيضا دماء مصرية فرعونية ملكية ورثوها مرتين أحداهما عن أمهم هاجر الأميرة الفرعونية المصرية والتي كانت أسيرة لدى الهكسوس وأهدوها لإبراهيم علية السلام والثانية عندما تزوج جدهم إسماعيل علية السلام من أحدى قريبات والدته فى مصر- وهو ما أكدته التوراة خلاف ما يشاع في هذا الشأن - وفى أحدى هذه القوافل التجارية عثرت القافلة بالبئر الذي شربوا منة على سيدنا يوسف بن يعقوب بن أسحق بن إبراهيم الخليل عليهم جميعا السلام - ولم يكن يعلمون أنة من أبناء عمومتهم - وباعوه بمصر وبعد أن أصبح وزيرا لمصر زادت هجرتهم لها كما فعل آل يوسف علية السلام – وأستقر كثير منهم فيها وتزايد عددهم مع الوقت بالأضافه للهجرات المتتالية لقبائلهم بعد ذلك من الحدود الغربيه بعد نزولهم بشمال أفريقيا والتي استقرت بالدلتا وخالطوا المصريين والتحقوا بالجيش المصري وجاء وقت كانوا يشكلون فيه 90 % من قوة الجيش المصري وأصبح أحدهم القائد العام للجيش وعندما مات الفرعون - ولم يكن له وريث أختاره المصريون لعرش مصر وحمل لقب فرعون وهو لقب لايحملة الا مصري وأصبح ششنق أول فرعون أمازيغى لمصر من بنى قيدار وحمل أسم ششنق الأول وكان معاصرا لفترة حكم سيدنا سليمان لبنى إسرائيل , واستعان بة سيدنا سليمان علية السلام في صراعه مع الكنعانيين , ثم تزوج علية السلام من ابنة ششنق الأول - وبعد وفاة سيدنا سليمان علية السلام أظهر من خلفوه على ملك بنى إسرائيل أطماعا فى مصر فجهز لهم الفرعون جيشا قويا وشن عليهم حملة لتأديبهم ألا أنها تطورت لصراع كبير انتهى بتدمير دولة إسرائيل وتدمير الهيكل وتكوين إمبراطورية مصرية كبرى شملت لأول مره الشام وفلسطين ومصر وليبيا والسودان – كما ورد بالتوراة - وأستمر حكم بنى قيدار لمصر من الأسرة الثانيه والعشرين إلى الأسرة الخامسة والعشرين .
وكانت من أشهر القبائل التي استقرت بمصر قديما , قبيلة لواتة ( وهى قبيلة استوطنت برقه وهاجرت عشائر كثيرة منهم لمصر قديما واستقروا بالدلتا وهم أبناء عمومة لهوارة ) وكانت تعتنق المسيحية ثم أسلمت بعدالفتح . أما أشهر هجرات قبيلة هوارة لمصر جاءت معالفتح الفاطميواستقرت بعدها بمصر , حيث كان الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلييتكون أساسا من ثلاثة ألوية لأشهر وأقــوى قبائل البربر أحدهـم لقبيلةكتامة ( وهى التي ساندت قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا وساندت انتشارها بالحجاز والشام وتولى أبناؤها كل المناصب الهامة بالدولة ولولاها ما كانت الدولة الفاطمية, وكتامة هم أبناء عمومة لكلا من هوارة وصنهاجة ) , أما اللواء الآخر كان لقبيلةصنهاجة ( وهى القبيلة ذات التاريخ العريق والتي أرهقت الرومان بمقاومتها لهم بشمال أفريقيا وهى التي أسست دوله المرابطين بالمغرب العربي وشيدت مدينةمراكشالتى لاتزال قائمة حتى اليوم , كذلك هي التي أسقطت الدولة الفاطمية بشمال أفريقيا عندما نكص الخليفة الفاطمي وعدة للبربر بتدعيم المذهب السني في مصر أذا ما ساندوه في فتحها - أيضا عشائرهم المقيمة في ليبيا هي التي تحملت العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الأيطالى - وصنهاجة أخوة أشقاء لهوارة وكانوا يشكلون معا قبيلة أوريغه ) . أما اللواء الثالث فكان لقبيلةهوارة ( وهى التي أجمع المؤرخون ومنهم ابن خلدون على انة يرجع لها الفضل فىالفتح الأسلامى للأندلس ثم صقلية وحكمت كلا البلدين قرابة مائتى عام وأقامتدولة ذى النون بالأندلس وأقامت دولة بنى الخطاب فى ليبيا وأيضا أقامت دولةبنى الزيرىفي المنطقة المشتركة بين ليبيا والجزائر وتونس , وشيدت مدينة وهران بالجزائر و مصراته بليبيا و مليله بالمغرب وهى مدن لا تزال قائمه حتى اليوم , كما شيدت عدة مدن بمصر وكثير من المدن بمناطق أخرى لا زالت تحمل أسماء عشائرها , وتحملت عشائرها المقيمة بريف المغرب وجبال الأوراس بالجزائر العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الفرنسي ) , وكان لواء هوارة بجيش الفتح الفاطمي يتشكل أساسا من عشيرة زويلة - وهى عشيرة قوية وهى التى أقامت دولة بنى الخطاب وعاصمتها زويلة - وبعد الفتح استقر من جاء منهم في القاهرة بمكان عرف باسمهم وهو حارة زويلة وعرف بابها ذو البرجين وكلا منهم على شكل مئذنه , بأسم باب زويلة حتى اليوم , وأقامت عشائر هوارة بمحافظة البحيرة بعد الفتح , وبعد أن تولى المماليك حكم مصر , وكان بدر بن سلامأميرا لهوارة فى ذلك الوقت 782 )هـ / 1380 م ) دار صراع كبير بين الطرفين استعان فيه المماليك بقبائل العربان وزناره وتغلبوا على هوارة وقاموا بترحيلها ألي الصعيد بولاية جرجا- سوهاج حاليا - وكانت مناطق خربة قاموا بأصلاحها وتعميرها فى عهد أميرهم الأول بعد هجرتهم الأمير إسماعيل مازن, والذى أستطاع لم شملهم وتقويتهم , ثم توسعت أملاكهم وأنتشرت قراهم من الجيزة شمالا الى قوص جنوبا , وذلك في عهد أشهر أمرائهم الأميرعمر بن عبد العزيز الهوارى والذى كان جيشه يتكون من 30 ألف فارس من أبناء القبيلة قاوم بهم الأتراك ومنع عنهم الخراج وأجبرهم في النهاية على عقد صلح معه ، والأعتراف بة أميرا على الصعيد من الجيزة حتى أسوان وذلك بموجب صك رسمى من الباب العالى وأصبح للصعيد مايعرف اليوم بالحكم الذاتي تحت أمرته وأسس أول أماره هواريه بالصعيد وأتخذ من قوص عاصمة له , وتنتمي إليه فى الوقت الحاضر عشائر الوشيشات وأغلب عشائر هواره الحديثه , ومن أشهر أمرائهم من بعدة , حفيده الأميرهمام بن سيبيه الهوارى أمير هوارة وشيخ مشايخ العرب وأمير الصعيد وكان مشهورا بالنبل والكرم والجود وتولى من بعدة الأمير همام بن يوسف مؤسس ثانى أماره هواريه بالصعيد وعاصمتها فرشوط , وتنتمى أليهما فى الوقت الحاضر عشائر الهمامية وعدة عشائر أخرى أما باقى عشائر هواره الحديثه فهي كثيرة كثيره ولا مجال لحصرها هنا .

نسب .. هوارة

هوارة هي أكبر قبائل المغرب العربي، ويرجع نسبها الي هوار بنأوريغ بن برنس بن بر بن قيدار بن أسماعيل بن إبراهيم الخليلعليهما السلام -وهوارهذا كان له أخوة هم ملد ومغر وقلدن الا أن أبناؤهم جميعا نسبوا إلية وتسموا جميعابهوارة أما صنهاج بن أوريغ فنشأت عنه قبيلة صنهاجه وكانوا جميعهم في البداية يشكلون قبيلة أوريغه - و بجانب الفضائل التي اتصفت بها قبائل البربر مثل الكرم والجود وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والذود عن الشرف والشجاعة , تميز أبناء القبيلة أيضا بالمهارة الحربية والفروسية وعلو الهمة والإقدام, ولذلك كانوا يتولون مهام الاستطلاع , و يتصدرون الصفوف الأولى للجيوش ويتولون مناصب القيادة فيها , وهم فى ذلك ورثوا جدهم أسماعيل عليه السلام فهو أول من روض الخيل وأعتلاها وكان أمهر رماة الرمح وقد قال الشاعر فيهم قديما :

أنظر إلى خيل هوارة ترىعجبا
فى سـيرها حين يســـرى بها الســـارى
لم تخـــتال الخيل قط براكبهــــا
ما لم يكن الراكب فــوق السرج هوارى

وتنقسم هوارة إلى عدة بطون ( عشائر ) ، فإلى هوار بنأوريغ تنتمي بطون كهلان وغريان ومسلاتة (أسسوا مدينة مسلاته بليبيا ) ومجريس وورغة وزكاوة (قبيلة زغاوة الموجودة بتشاد والسودان) وونيفن .
وإلى مغرتنتمي بطون ماوس وزمور وكياد وسراى وورجين ومنداسة وكركودة .
وإلى قلدن تنتمي بطونقمصانة ورصطيف وبيانة .
وإلى ملد تنتمي بطون مليلة ( أسسوا مدينة مليلة بالمغرب) ووسطط وورفل ( أسسوا مدينة وورفلة بليبيا ) ومسراتة( أسسوا مدينة مصراتة بليبيا ) وأسيل .
ومن البطون المنتمية أيضا إلى هوارة :
ترهونة ( أسسوا مدينه ترهونه بليبيا ) وهراغة وشتاتةوانداوة وهنزونة وأوطيطة وصنبرة .

احمد شافع العليوى
2012-02-27, 00:02
هوارة .. عبر المكان

حفظ التاريخ أسم هوارة عبر الزمان .. وحمل أسمها وأسماء عشائرها كثير من الأماكن في أقطار عديدة شملت مصر والشام وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والأندلس وصقلية.. ولم تحظى قبيلة بسعة الأنتشار مثلما حظيت هوارة فقد أنتشرت عشائرها فى كل دول الشرق الأوسط ( خاصة مصر والشام ودول شمال أفريقيا ) وانتشرت أيضا بالسودان وتشاد وموريتانيا ونيجيريا كما لها عشائر بأوروبا فى أسبانيا وصقلية وفرنسا وألمانيا ( منهم من أستقر بعد الفتح الأسلامى ومنهم من أستقر بعد الحرب العالمية حيث شاركوا بالقتال فيها مع قوات الحلفاء ) .

ويذكر المؤرخون أنة خلال القرن التاسع امتدت ديار هوارة فيإقليم طرابلس ما بين تاورغاء ومدينة طرابلس، وحملت عدد من المناطق في الإقليم أسماءعشائرها مثلمسراتة وورفلة وغريان ومسلاتة وترهونة .
كما أقامت قبائل هوارة ببلاد أخرى في المغرب العربي وذكر اليعقوبي فيأواخر القرن التاسع والبكري في منتصف القرن الحادي عشر أنهم يقيمون في غربتونس وبالجزائر في جبال الأوراس وحول مدن تبسة وقسنطينة وسطيف والمسيلة وتيهرتوسعيدة, ( كما شيدوا مدينة وهران عام 902-903م، وأقامها محمّد بن أبي عون الهوّاري وهى لاتزال قائمه حتى اليوم ) ,وأقاموا أيضا في بلاد المغرب الأقصى ببلاد الريف وحول مدينتي أصيلةوفاس .
وذكر ابن خلدون أن قبائل ونيفن وقيصرون ونصورة من هوارة تقيم بينمدينتي تبسه وباجة .
وتقيم قبيلة بني سليم من هوارة حول مدينة باجة .
وتقيم في غربالجزائر قبائل من هوارة من بينها قبيلة مسراتة التي يقيم جزء منها بإقليم طرابلسوجزء آخر مع الملثمين الطوارقويعرفون باسم هُكَّاره قلبت الواو في هوارة كافاأعجمية تخرج بين الكاف والقاف، أي كالجيم في العامية المصرية ،
ومنهم من استقر فيفزان ( بليبيا ) وكانت لهم دولة عاصمتها زويلة حكمها بنو الخطاب منهم، واستمروا في حكمها حتىعام 806 هـ .
وقد أقامت القبيلة في إسبانيا منذ القرن التاسع الميلادي على الأقل - وكان بنو هوارة يعدون في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي سادة وأصحاب شأن في شمالي إسبانيا، كما تولوا القيادة العسكريّة في مدينتي قرطبة وطليطلة وغيرها من المدن الإسبانيّة. وقد تولى أحد زعماء القبيلة الملُك في أسبانيا وهو المأمون يحيى بنإسماعيل بن ذي النون ، وذلك عام 1083م .
وقد هاجر جزء من هوارة إلى برقه ( بليبيا ) وأقاموا بها ، ثم هاجروا منها إلىمصر، وكانوا في القرن الثالث عشر ينتقلون بين مرسى الكنائس والبحيرة، ثم نزحوامن البحيرة إلى الصعيد بجرجا وما حولها- محافظة سوهاج الآن - ثم انتشروا في معظم الوجه القبلي ما بين قوص محافظةقنا جنوبا ألي البهنسا محافظة المنيا شمالا. ومن هوارة من استقر بعدذلك بالقاهرة والوجه البحري .
وذكر القلقشندى في نهاية الأرب أربعة وثلاثين بطنا ( عشيرة ) من هوارة بالصعيد وهم :
بنومحمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة والبردكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة والأهلة وأزليتن وأسلين وبنو قمير والنية والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدةوساورة وغلبان وحديد والسبعة وكانت الإمارة فيهم لأولادعمر وفى زمام البهنسا وما جاورها كانت لأولاد غريب .
ومن أشهر المدن التي حملت أسم عشائر هواره : مغاغة , مراغه , الغنايم , الصوامعه , برديس ,أولاد بهيج , بندار , أولاد شلول ,الريانيه وغيرها كثير ولا مجال لحصرها هنا .

كما يوجد اليوم عائلات تحمل لقب الهواري ببلاد الشام ،قدمت من مصر ومن بلاد المغرب العربي (ذلك عندما تم نفى المجاهد المغربي الكبير عبد الكريم الخطابي ألي لبنان ومعة أنصاره من قبيلة هوارة , كما أستقر هناك بعض المقاتلين من أبناء القبيلة والذين شاركوا فى الحرب العالمية مع قوات الحلفاء) , وبالشام هناك عائلات كبرى مثل الحورانى يعود نسبها لهواره .

هوارة .. عبر الأديان

كان بنو قيدار شأنهم شان آل ابراهيم ( بنى أسماعيل وبنى أسحق ) كانوا على دين أبيهم مؤسس عقيدة الأسلام وعقيدة التوحيد وكانوا يرعون الحرم المكى كوصية أبيهم , ألا انة مع الزمن أنتقلت رعاية الحرم الى قبيلة جرهم وأرتحل بنو قيدار الى شمال الجزيرة بجوار أبناء عمومتهم وكان لايزال الجميع على الأيمان وبمضي الوقت ضلوا كما ضل أبناء عمومتهم من بنى أسرائيل وكانوا فى فترات الهداية يعودون إلى الأيمان ويتبعون ما ينزل على أبناء عمومتهم من رسالات وعندما تم تهجيرهم ألى شمال أفريقيا فى عهد النبى داوود علية السلام حملوا معهم العقيدة اليهودية اليها , وظلوا على الأيمان بها , وعند ظهور المسيحية تحول بعضهم إليها وظل الآخرون على اليهودية – وهذا ما ينطبق أيضا على هواره , وعند ظهور الإسلام ووصوله لمصر تحولت عشائر لواتة الموجودة بها إلى الإسلام وكانت على المسيحية , وذهب منهم وفد ليعلنوا أسلامهم أمام عمر بن الخطاب . وعندما بدأت الحملات الإسلامية لشمال أفريقيا , بقيادة المجاهد الكبيرعقبة بن نافعودخلوا برقه - موطن قبيلة لواتة , دخلت القبيلة الإسلام دون مقاومه كبيره, ولكن عندما بدأ عقبة بن نافع يواصل حملتة لنشر الإسلام فوجئ بمقاومة عنيفة قادها ضده زعيم قبيلة أوربة- (وهى قبيله ذات تاريخ كبير أسست مملكة أوراسيا ومنها القائد الشهير طارق بن زياد- وهم أبناء عمومة لهوارة أيضا ) - وكانت تدين بالمسيحية وقتها وكان ملكها هو أكسيل بن أيزموالملقب بأسد الأوراس , ودارت بين الطرفين غزوات كثيرة لم يتمكن فيها المسلمون من فرض سيطرتهم وتكبدوا خسائر كبيرة , مما أضطر الخليفة الأموي معاويه لاستدعاء عقبة بن نافع , وإرسال الداعية أسماعيل أبو المهاجروالذي أسلم على يديه أكسل زعيم أوربة وملكها وحقق الأسلام بعض الانتشار بين البربر ولكن بعد موت معاويه عاد عقبة بن نافع لقيادة المسلمين بشمال أفريقيا وأساء معاملة أبى المهاجر والملك أكسيل فعاد الأخير ومعة قبيلة أوربة للمقاومة وارتدوا عن الإسلام وعاد الصراع أشد وأقوى و لقى عقبة بن نافع مصرعه وأستشهد بإحدى الغزوات , واستمرت الحملات وخسر المسلمون مواقعهم وارتدوا الى برقة وجاء حسان بن النعمان لقيادة المسلمين وتجددت الحملات إلى أن لقي زعيم أوربة مصرعه فى أحداها , ثم تولت قيادة البربر من بعدة ملكة الأوراس الملكة تهيا ( ويعنى الجميله ) وكانت تدينباليهوديه هي وقبيلتها جراوه ومعها زناته -وبجانب جمالها كانت فارسه ماهرة و قويه وبارعة في التخطيط لم يأت الزمان بمثلها , قادت البربر في حملات عنيفة ضد المسلمين وأرهقتهم في غزوات متتالية جعلتهم لا يتقدمون عن برقة وخسروا فيها خسائر كبيرة جعلتهم يستنجدون بالخليفة الأموي يطلبون المدد وأطلقوا على تلك الفترة - حرب البلاء - وفى أحدى الحملات لقيت الملكة تهيا مصرعها, وكان آخر ما قالته ( يسموننا بربر !! .. ونحن من نحارب البربرية على هذه الأرض !! .. وداعا يا تجار العبيد .. سيخلف في التاريخ أحفادي ) , وبدأت حدة المقاومة تنكسر ثم حدث تحول كبير بعد مجيء موسى بن نصير لقيادة المسلمين بشمال أفريقيا بأن دخل طارق بن زياد الأسلام وكان أميرا لطنجة و من قبيلة أوربة فدخلت معه القبيلة كلها في الإسلام وكانت قبل ذلك تدين باليهودية ثم المسيحية , ثم أعلنت صنهاجة وهوارة أسلامهما , ودخلت زناتة وباقي القبائل الإسلام تباعا" وبدأ الإسلام ينتشر في شمال أفريقيا وبقدر مقاومة البربر للأسلام في البداية بقدر ما حسن أسلامهم بعد ذلك وأبلوا فيه بلاءا عظيما , وضحوا بالكثير من أجل نصرته .
وكان من أعظم أعمالهم فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد فى عهد موسى بن نصير ثم فتحهم لصقلية بعد ذلك ,أيضا كانت تضحياتهم من أجل أقامة صحيح الدين , فهم من البداية عارضوا عزل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنة - وكان رأيهم أن من يولى بإجماع المسلمين لا يعزل الا بإجماعهم أيضا , كما ناصروا آل البيت , وكان رأيهم أن الخلافة شورى ويتولاها الأصلح , وبسبب ذلك دخلوا في صراع مع الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية أيضا , ضحوا فيها بالكثير من أرواحهم وأموالهم , وصدقت فيهم نبوءة عمر بن الخطاب رضي الله عنة ,عندما ذهب إلية وفد لواتة لإعلان أسلامهم وتكلموا معه بلغتهم , فجيء إلية بمن يعرف لغتهم وعرفة بهم وبنسبهم , فدمعت عيناه أثناء حديثة معهم فلما سأله الصحابة عن ذلك قال مامعناه ( سيأتي زمان على هؤلاء القوم تتكالب فيه الأمم عليهم وهم يقاتلون لإقامة الدين ونصرته ) وقال أحد الأعراب المعاصرين لتلك الفتن (كنا نقاتل من أجل الدرهم والدينار وهم يقاتلون لنصرة دين الله ويبذلون فية النفس والنفيس ) , وصحت فيهم مقولة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما رأت صبيا بالمدينة مليح الوجه فسألت عنة فقالوا لها أنة من البربر, فأكرمته وقالت فيه ( إن قومه يقرون الضيف ويضربون بالسيف ويلجمون الحكام لجوم الخيل ). ثم حدثت أكبر فتنة عرفها تاريخ الأسلام أقتتل فيها المسلمون بأعداد كبيرة ودارت فيها المعارك على رقعة شاسعة من الأرض وكما ذكر المؤرخون أضرت بالإسلام والمسلمين كثيرا وتسببت في نشر الخراب والحرائق بشمال أفريقيا وهى غزوة بني هلال وبني سليم التي حرض عليها الخليفة الفاطمي بعد قيام البربر بعزلة فى شمال أفريقيا بعد نقضة لعهدة لهم بتدعيم المذهب السنى فى مصر إن هم ساندوه فى فتحها فأدوا هم ماعليهم ولم يوف هو بوعدة لهم فدعت صنهاجة لعزلة , وتزعم هذه الدعوة - المعز بن باديس الصنهاجى ملك صنهاجه وزناته والفارس الشهير والملقب بالخليفة الزناتى- والذى أقام مملكة زناته الشهيره بالقيروان وتونس وكانت ملأ السمع والبصر و جاهد لتدعيم المذهب السنى بشمال أفريقيا . ولم تكن هذه الحملة لنشر الإسلام بشمال أفريقيه كما تصوره السيرة الشعبية , لأن الإسلام كان منتشرا ومستقرا هناك , ولكنها كانت حملة أنتقام من البربر حرض عليها الخليفة الفاطمي وأستغل فيها بني هلال وبنى سليم وساندهم فيها وكان البربر أذا ما اضطروا إلى أخلاء مدينة تحت ضغط الصراع كانوا يخربونها ويحرقونها حتى لا تقع عامرة فى أيدي خصومهم - وهو ما يعرف اليوم بأسلوب الأرض المحروقة. واستمر الصراع طويلا عنيفا ألي أن لقي الخليفة الزناتى مصرعة فيها ولعبت الخيانة دورا هاما فى مصرعه وفى سقوط مملكة زناته من بعده – أما بنى سليم فقد قصدوا برقة موطن لواتة وبعض عشائر هوارة ولم يدم الصراع طويلا ثم تعايش بنو سليم مع هذه القبائل حيث وجدوهم يماثلونهم في التقاليد ولا يقلون عنهم فروسية ونشأت صلات مصاهرة بينهم نتجت عنها عشائر من هوارة ولواتة لها جذور من بني سليم ناحية الأم حيث كان من عادة البربر أن يتزاوجوا من الغير ولايزوجون بناتهم خارج القبيلة .. ولكن ترك هذا الصراع جراحا عميقة في نفوس البربر بشمال أفريقيا , فهي كانت المرة الأولى التى يتقاتل فيها المسلمون بمثل هذا الحجم وعلى هذه الرقعة الواسعة من الأرض .وأرجع المؤرخون سبب مقاومة البربر للإسلام في البداية لأسباب عدة وهى التى لخصتها كلمات الملكة تهيا الأخيرة , فالعرب استخدموا كلمه البربر بمعناها السىء في التعامل معهم كما أن أسلوب الغزو الذي أتبعة المسلمون وقيامهم ببيع الأسرىفي سوق النخاسة وسبى النساء أثار حفيظة البربر كثيرا وأثار فيهم روح المقاومة فهم لم يعتادوا هذاالأسلوب في حياتهم ولم يتعاملوابه في نزاعاتهم وهم من أطلقوا على أنفسهم لقب الأمازيغ ( أي الأحرار ذوى الأصل النبيل) ومنها أيضا أن البربر لم يكن يعلمون شيء عن هذا الدين أو أصحابه - فالمسافة الذمانية والمكانية كانت قد بعدت بين الطرفين ونسى كلا منهم علاقته بالآخر- كما أن المسلمين لم يمهدوا بالدعاة للتعريف بالدين الجديد فضلا عن أن البربر كانوا يدينون بالمسيحية واليهودية أي أنهم أهل كتاب ولا يجوز قتالهم شرعا مالم يعتدوا ولا أكراه لهم في الدين ... كل ذلك جعل البربر يأخذون موقفا معاديا للدين الجديد وأصحابه ويواجهونهم بمقاومة عنيفة كبدت المسلمين خسائر فادحه وأخرت انتشار الإسلام بشمال أفريقيا طويلا.

آل إبراهيم

لا تكون الصورة واضحة ولا الكلام عن قبائل بنى قيدار مفهوما ألا أذا أخذنا فكرة عن تاريخآل إبراهيمعلية السلام.
بعد الطوفان الذي غمر الأرض ونجاة سيدنا نوح علية السلام بسفينته والمؤمنين الذين كانوا معه كان له خمسة أبناء حفظ لنا التاريخ سيرتهم ولم يحفظها لغيرهم ممن كانوا معه بالسفينة . وأنتشر أحفاد أبناؤه الخمسة بالأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وعمروها – وكان سام وحام من أبناء نوح علية السلام وأستقر أبناء الأول بمنطقه الرافدين( العراق ) ثم انتشروا بمنطقه الجذيره والشام أما الثاني أنتشر أبناؤه بجنوبها وقارة أفريقيا . وجاءت من سام بن نوح قبائل الآشوريين والبابليين والآراميين والكلدانيين وأطلق على تلك الشعوب لاحقا أسم العرب وأطلقته عليهم الشعوب المجاورة لهم - وأسباب التسمية كثيرة لامجال لذكرها هنا - أي أن كلمة العرب ليست أسم نسب ولكنه لقب وصفة أطلقت على تلك الشعوب مثلما نقول الغرب ونقصد به شعوب أوربا – وجاء من الكلدانيين سيدنا إبراهيم علية السلام وزوجته سارة ثم رحل بها من العراق لجنوب فلسطين واستقر بها فترة قبل أن يذهب لمصر ويعود منها بهاجر ويتزوجها وينجب منها أسماعيل علية السلام وبعد ذلك أنجبت له سارة أسحق علية السلام وكانت عاقر قبل ذلك . ثم طلبت سارة من أبراهيم علية السلام أن يبعد هاجر وأبنها فأوحى لة الله أن يتجه يهما جنوبا وكان كلما يتوقف ويرغب في الاستقرار يوحى لة بمواصلة المسير حتى وصل مكة وترك بها هاجر وإسماعيل ثم تفجر بئر زمزم لهاجر عليها السلام وأحاطت بهما القبائل وأصبح المكان عامرا ثم أقام سيدنا أبراهيم البيت مع أبنة أسماعيل عليهم السلام وكبر أسماعيل وتزوج وأنجب أثنى عشرة ولدا هم ( نبايوت ،قيدار، إذبئيل،ميسام،مشماع ،دومة،مسا،حدار ، تيما،يطور،نافيش ،وقدمة) وأنجب كذلك أبنة وحيدة تدعى نسمه.
أما قيدارالابن الثاني لإسماعيل علية السلام فقد أنجب عدة أبناء منهم أبنه (بر) وأنجب هذا بدورة أثنين من الأبناء هما برنس ومادغيس الأبتر ومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذلك باسمالبربر وجاء أيضامن أحد أبناء قيدار بعد ستة أجيال حفيدةعدنانالذى جاءت منة قبائل بني عدنان أو العرب العدنانية وجاءمن ذريتة خاتم الرسل وعدنان هو الجد الثانى والعشرون للرسول عليه الصلاة والسلام .أما أسحق عليه السلام فقد أنجب أثنين من الأبناء هما يعقوب علية السلام والعيص أو عيسو . أما يعقوب وعرف بعد ذلك باسم إسرائيل فقد أنجب أثنى عشرة ولدا شكلوا أسباط (قبائل) بني أسرائيل وجاء منهم الأنبياء يوسف وموسى وهارون ويوحنا وزكريا وداود وسليمان وعيسى عليهم جميعا السلام , وجاءت أيضا العذراء البتول مريم أكرم نساء العالمين عليها السلام .
أما عيسو فقد جاء من زريتة سيدنا أيوب واليسع عليهما السلام .

وقد تعهد الله سبحانه وتعالى لإبراهيم علية السلام برعاية بنى أسحق وأن يبارك بنى أسماعيل ويجعل منهم أمة كبيرة وقد صدق الله وعده فلم تحظى أمه بعناية من الله مثلما حظي بنو أسرائيل , وجاء منهم معظم الأنبياء والرسل وكذلك أصبحت ذرية بني أسماعيل تملأ الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا وكرمهم الله بأن جاء منهم خاتم النبيين وجعله رسولا لكل البشرية .

وكما نرى فأن آل إبراهيم ما هم ألا - شجرة مباركة بعضها من بعض - أزدانت بالأنبياء والرسل الذين تحملوا المشاق وكابدوا المتاعب و حملوا راية الأيمان والتوحيد وواصلوا عقيدة الإسلام التي بدءها جدهم الأكبر أبو الأنبياء إبراهيم ( خليل الله) علية السلام , وحمل لواءها أبناؤه من بعدة , فحمل موسى( كليم الله)علية السلام رسالة التوراة , ومن بعدة حمل عيسى( كلمة الله) علية السلام رسالة الإنجيل , ثم جاءت خاتمة الرسالات - القرآن - وحملها محمد( حبيب الله) علية الصلاة والسلام .. وأنزل الله على نبيه في حجة الوداع آيته الأخيرة( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الأسلام دينا) وبذلك اكتملت عقيدة الأسلام والتوحيد والتي ارتضاها الله لنا دينا , والتي بدأها أبو الأنبياء وأستكمل أبناؤه شرائعها في ثلاثة رسالات سماويه - عليهم جميعا أفضل الصلوات وأفضلالسلام .

احمد شافع العليوى
2012-02-27, 00:11
وللعلم انا من صعيد مصر من قبيله هواره من بنى محمد بطن من بطون هواره ما قدمته اليكم جزء بسيط من تاريخ
بر بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام
الذين يطلقون عليهم الان البربر ومن اطلق البربر عليهم هم الاحتلال القديم فنود نعرف من الاخت او الاخ fati
هل حضرتكم من الاحتلال القديم ام من الجديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
{مع خالص تحياتى للجميع}

كويتنا
2012-02-28, 21:04
الأخوة الأعزاء. ما رأيكم بأن أقول أن السامية أصلا نسبة إلى سام ابن نوح (ع س). وهو جد إبراهيم، الذي بدوره أبو إسماعيل (أبو العرب) و إسحاق (أبو الإسرائيليين). فاللغات السامية يقصد بها لغات أبناء سام بن نوح، وليس اللغة العربية. فلا داعي للخلط من فضلكم. أما الكنعانيون، الفينيقيين، الفراعنة والأمازيغ، فهم أبناء هام ابن نوح (أخو سام). وهذا ما يبعدهم عن العرب بعد المشرق عن المغرب.
بالعودة إلى اللغة، إن حقيقة أن اللغات تتشابه لا يعني أن أحدها أصل الثاني. فالعبرية مثلا أقرب للعربية من الأمازيغية، فلم لا نقول أن العرب أصل الإسرائيليين؟ أيضا تشابه اللغات لا يعني نفس الشعوب، بل تأثر الشعوب ببعضها. فالأمازيغ تأثروا بالفينيقيين، والذين بدورهم تأثروا بالعرب.
أنا لن أستدل بالانجيل لتأكيد قصة هام وسام، بل بكتب ابن خلدون، مادام كل العالم يستعملها. لم أفهم فقط لم لم يرجع كاتب هذا المقال إلى كتب ابن خلدون.
شكرا.


اخ محمد حام او هام كما اسميته هو والد السود ذوي الانف الافطس وليس والد الفينيق والفراعنه وغيرهم ...فيما يافث والد المنغول والصينيين وغيرهم الذين يسمون بالصفر ....اما سام فهو والد بقية الاجناس ومنهم العرب والامازيغ والعبريين ....

كويتنا
2012-02-28, 21:06
اريد ان اسأل سؤال واتمنى ان اجد اجابه حقيقيه وصحيحه ...متى تم ذكر الامازيغ او البربر أول مره ؟
أي ماهو اقدم ذكر لهم في التاريخ ؟

كويتنا
2012-02-28, 21:08
اريد ان اسأل سؤال واتمنى ان اجد اجابه حقيقيه وصحيحه ...متى تم ذكر الامازيغ او البربر أول مره ؟
أي ماهو اقدم ذكر لهم في التاريخ ؟

كذلك اريد اتأكد من معلومه سمعتها في احدى المحاضرات التاريخيه عن كون الوندال يعود اصلهم الى قبائل بربريه تسكن الجزائر ؟؟؟

احمد شافع العليوى
2012-02-28, 21:37
اريد ان اسأل سؤال واتمنى ان اجد اجابه حقيقيه وصحيحه ...متى تم ذكر الامازيغ او البربر أول مره ؟
أي ماهو اقدم ذكر لهم في التاريخ ؟

كذلك اريد اتأكد من معلومه سمعتها في احدى المحاضرات التاريخيه عن كون الوندال يعود اصلهم الى قبائل بربريه تسكن الجزائر ؟؟؟
اسعدنا مرورك اخى كويتنا

احمد شافع العليوى
2012-02-28, 21:40
الأمازيغ شعب يسكن شمال أفريقيا غرب النيل وغالب الأمم عليها. وأثبت علماء الجينات أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش فقط ل 5600 سنة مضت، مما يفتح سؤالا عن الشعب القديم الذي انبثقت منه هذه السلالة، وفي عام 2007 اكتشف باحثون أوروبيون مجوهرات حجرية ملونة بمادة نباتية قرب مدينة بركان(مغارة زكزل)المغربية، وقدروا عمر المستويات الأركيولوجية التي وجدت فيها هذه المجوهرات البدائية ب 82.000 سنة[1]. ويطرح سؤال عن السلالات التي مرت عبر شمال أفريقيا في الزمن الغابر.
تسمية الأمازيغ

عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri)وتشبه في مخارجها كلمة (مغربي)واشتقت منها كلمة "موريطانيا". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب ال�مازيغي وهي النوميديون، الموريتانيون، والريبو (Rebu.jpg, R'bw). وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم المغاربة وأهل المغرب أو البربر. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات، كما كان يسمي الهنود غيرهم "مليج" ويسمي العرب غير المتكلمين بالعربية بالعجم. ويجدر الذكر أن لقب البرابر أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. ووقع أيضا ساكنة سوقطرة الجزيرة تحت مسمى البربر.
[عدل] الدراسات العلمية الحديثة

أثبتت الدراسات[2] على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا بالمغرب والجزائر أن الصفة E-M81أو(E1b1b1b) هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة 60 إلى 80 في المائة، وعند عرب المغرب بنسبة 30 إلى 50 في المائة، والصفة E-M78 بنسبة 2 إلى 12 في المائة عند الناطقين بالأمازيغية، وبنسبة 10 إلى 44 في المائة عند عرب المغرب، والصفة E-M35 عند الناطقين بالأمازيغية بنسبة 8 في المائة وكذلك بالنسبة للصفة J-M267، وهذا يجعلنا نستنج أن الانتماء اللغوي لا يعكس تماما الانتماء العرقي.[3] [4]
كما أن العلماء يقدرون عمر هذه السلالة ب 5600 سنة فقط، أي أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش قبل 5000 سنة فقط.
وأثبتت الدراسات أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b. كما وقد ثبت وجود هذا التطفر بنسب قليلة بين بدو صحراء النقب ولبنان وقبرص التركية وفي إسطمبول التركية وشمال شرق تركيا وجنوبها الغربي وفي جنوب الجزيرة العربية وجد بنسبة ضعيفة 0.6% في الإمارات العربية المتحدة[5] مما يدعم فرضية هجرة هذا العرق من غرب آسيا.
وهذا العلم لا يسقط فرضية أن المغاربة عرب عاربة مع أن الصفة J1 تغلب على أهل اليمن فابن خلدون كان قد ذكر أن في زمانه غلب البدو العدنانيين على اليمن، هذا يعني أن الصفة الغالبة في اليمن اليوم هي للعدنانيين إنه يتبقى أن العرب العاربة في E1b1b1 وهي صفة تتواجد باليمن وسلطنة عمان وباقي الجزيرة العربية بالإضافة إلى أن الفرع E1b1b1c1 يميز الساحل الجنوبي للجزيرة العربية ونادر الوجود خارج المنطقة العربية.
وأثبت هذا العلم أيضا أن هذه الصفة (E1b1b1b) تمثل 8% من الشعب المصري لكنها ليست من صفات الأقباط(J1 نسبتها 39.4% وE-M78 نسبتها 15.15% وR1b نسبتها 15.15% وE3b* نسبتها 6% وB نسبتها 15.15% وJ2 نسبتها 6% وK* نسبتها 3%)[6] Hassan et al أي أن المصريين والمغاربة قديما يختلفون عرقيا.
وثبت أيضا أن اليهود المغاربة ليسوا من السلالة المغربية E-M81أو(E1b1b1b) فهم يتوزعون على السلالات (5% من E1b1b1 و15% من E1b1b1a و 30% من G2a و 20% من J2 و 10% من J1 و 10% من T و 10% من R1b1c) وهذا حسب دراسة Shen et al. 2004 [7] وكذلك الأمر فإن السلالة المغربية ليست مكونا لسلالات اليهود الليبيين وهذا يوضح أن المغاربة لم يعتنقوا الدين اليهودي.
للمقال الكامل اقرأ تيفيناغ
خط التيفيناغ خط أبجدي قديم وقد قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية في بعض المدارس الابتدائية.
الخط الصفئي المتفرع عن الخط المسند الحميري والجنوبي
تشابه حروف التيفناغ مع خط الحبشة كتاب الفهرست
الثلاث نقط التي ذكرها ابن النديم تظهر بوضوح في الصورة وتؤكد صلة التيفيناغ بالحبشة
كتابة التيفيناغ استعملها الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرى، ولايوجد دليل على أن التيفناغ كان خطا خاصا بلأمازيغ. كما أن التيفناغ هو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط. هكذا يتضح أن تيفيناغ ينتمي إلى نفس مجموعة الخطوط البدائية التي ينتمي إليها خط المسند أو القلم الحميري الخط العربي القديم، هذا وقدم ابن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها في خط ثمود (خط عربي قديم) رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الاكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السبئي.[8]
كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند بربر الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى[9].
[عدل] الخط المغربي
بالعودة إلى تاريخ ابن خلدون، ينقسم البربر إلى برانس وبتر. وكانت القبائل التي فيها الكثرة والغلب بعد دخول الإسلام أوربة وهوارة وصنهاجة من البرانس، ونفوسة وزناتة ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاوربة هؤلاء بما كانوا أكثر عدداً وأشد باساً وقوة‏، فهي التي حاربت العرب مع زعيمها كسيلة الذي كان ملكا على البرانس كلهم، وهي التي استقبلت إدريس الأول وبايعته وجمعت الأمازيغ على دعوته‏،‏ واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة بربر المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره‏،‏ وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه، وكان ملك أوربة من ملك الأدارسة إلى حين انقراضه على يد قبيلة كتامة التي قامت بدعوة الفاطميين. وفي الوقت الحاضر فإن لغة أبنائها هي العربية وهي من بين القبائل التي تعرف بالبرانس، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة لغتهم أيضا العربية. وهذا أمر عرف قديما وليس خاصا بالأمازيغية وابن تيمية الذي عاش في القرن 13 الميلادي قال في كتابه اقتضاء الصراط: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم". هكذا وقد دخل الأمازيغ الإسلام وتعلموا العربية لغة القرآن وساهموا في تطوير الخط العربي وظهور الخط المغربي بأنواعه وبالمشرق ذكر منهم البربري المحرر وولده الذي قال عنه ابن النديم أنه كان يعلم المقتدر وأولاده وكانت له رسالة في الخط والكتابة سماها تحفة الوامق لم ير في زمانه أحسن خطا منه ولا أعرف بالكتابة.
[عدل] انتشار الأمازيغ

يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي جنوباً.
مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقية، إستعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللهجات الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت لهجات المغرب العربي والتي تختلف بعض الشيء عن لهجات المشرق العربي.
ينتشر المتحدثون حالياً باللغة الأمازيغية في العديد من الحواضر ( بركان، فكيك، أكادير، الناظور، الحسيمة، الخميسات، إفران، جادو، نالوت، زوارة، كاباو،تاغما، زنزور، ورفله، سوكنة، اوجلة، تيزي وزو، البويرة، بومرداس، بجاية، باتنة، خنشلة، أم البواقي، غرداية، تمنراست، ايليزي، مطماطة، تطاوين، جزيرة جربة، تبسة، سوق اهراس، سطيف، برج بوعريريججيجل وبسكرة وادرارو قالمة وقسنطينة.) وينتشرون أيضاً على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الإنتشار ببوادي وقرى المغرب العربي.
المغرب
ي الجزائــر
حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 40إلى 50% من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 35مليون نسمة حسب إحصائيات جانفي2006 تنتشر اللغة الأمازيغية في الجزائر بمناطق كثييرة أهمها :
- منطقة القبائل: وتنتشر بها اللهجة القبائلية في المنطقة الواقعة شمال الجزائر ويبلغ عدد المتكلمين بها حوالي 07 ملايين مستعملة في منطقة القبائل التي تضم كل من ولايات تيزي وزو، بجاية ،بومرداس ،البويرة وجزء من ولاية سطيف وبرج بوعرريجو البليدة والمدية والجزائر العاصمة لتواجد الولاياة الاخيرات على حدود مع تيزي وزو وبجاية، كما أن ولايةالجزائر العاصمة 70 بالمائة من سكانها أمازيغ.
- الطوارق: تستعمل اللهجةالترقية عند الطوارق الذين يفضلون تسمية تماجيغت أي بقلب حرف الزاد بحرف الجيم، يتواجد الطوارق خصوصا بولايات تمنراست، إليزي، أدرار وبشار يبغ عدد المتحدثين بها حوالي أكثر من مليون ونصف مليون نسمة كما أن الطوارق يتواجدون كذلك في ليبيا ومالي والنيجر وحتى بوركينافاسو.
-الشناوية يتواجد استعمال هذه اللهجة بجبال الشنوة بولاية تيبازة يبلغ تعدادها حوالي 600 ألف نسمة.
الشلحة : متواجدة بولاية تلمسان على الحدود الجزائرية المغربية مستعملة ببني بوسعيد يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 13 ألف نسمة وأصل أمازيغ المنطقة من قبيلة زناتة.
-أمازيغ تقارقرانت: ويتواجدون بالقرب من ورقلة وتوقرت ونقوسة عدد مستعمليها غير محدد. كما يتواجد بالجزائر الكثير من المناطق الامازيغة المعربة حيث تستعمل هذه الممناطق الكثير من الكلمات الامازيغية مثلما هو الحال في ولاية جيجل وسكيدة وحتى بعض المناطق بغليزان.كما نجد لهجة تزناتيت بتيميمون ولاية ادرار ولهجة أخرى يتكلمونها في اقلي ولاية بشار وأخرى بالبيض (بوسمغون)، ويوجد بولاية البليدة امازيغ " بني صالح وبني ميصرة وبني مسعود"
[عدل] تونس
يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية 000 100 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، ڨفصة، الڨصرين وجبال خمير
[عدل] ليبيا
يتركز أهلها في جبل نفوسة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدامس.
مصر
هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالأمازيغ، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.
وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.
] التقويم الأمازيغي
يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية.
خلال حكم الأسرة الفرعونية الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد خصوصا منذ تولي سي أمون (أب آخر ملوك الأسرة الأسرة الحادية والعشرون) وبعد أن توفي سي أمون وتولى ابنه بسوسنس الثاني (آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرون) الحكم في مصر لم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا وأطر من خلالها إلى مهادنة مع إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود، وعقد معها صلحا مهينا تمت جميع شروطه على حساب مصر وفي هذه الفترة ظهر الزعيم الأمازيغي شيشنق وبدأ يعد خطة صامتة ولم يلجأ إلى خلع الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة ولكنه انتظر حتى يموت حيث قام بعد ذلك قام بتوطيد مركزه العسكري والديني في الدولة وأدرك شيشنق منذ البداية أنه ليحكم هذه البلاد عليه أن يكسب ود الشعب المصري وذلك بالحفاظ على مورثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي كانوا يعتزون بها وساعده في سيطرته نفوذ عائلته الديني في البلاد، حيت يتضح من النقوش المصرية أن والد شيشنق الأول ورث عن أجداده منذ مواساته رئاسة الكهنة في طيبة، وحمل لقب الكاهن الأعظم..[بحاجة لمصدر] فاعتلى الملك شيشنق الحكم سلميا وبرغبة من الشعب المصري نفسه آنذاك سنة 959 قبل الميلاد أي بعد موت الفرعون الأعظم بسوسنس الثاني مباشرة وهذا هو سبب احتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازيغ.[بحاجة لمصدر] وتجدر الإشارة أن مصر كلمة أمازيغية محرفة من أصلها الثابت " مزرَ " والتي تعني باللغة العربية " ذات الأحجار " نسبة إلى كثرة الأحجار في رمال الصحراء المصرية الفرعونية.
تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن اعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.
[عدل] تانيث

تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت باسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.
ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.

إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس. وبطبيعة الحال وحد الأمازيغ الإله قبل دخول الإسلام، فمن خلال عبادتهم للطبيعة وصلوا توصلوا إلى توحيد الإله المعبود وكان يُطلق عليه اسم " أكوش " أو " أوشت "
من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.
يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال أفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.
[عدل] المسيحية
القديس أوغسطين
آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.
[عدل] الإسلام
وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من الأمازيغ وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت الأمازيغ بالإسلام والدفاع عنه ..( ابن عليو )

Rania666
2012-03-20, 11:11
ههههههه كم هو امر مظحك لو كان الامازيغ اصلهم عرب لكانو يتحدثون العربية لان اللغة لاتتغير تغير جدري فهناك فرق كبير بين الامازيغية والعربية وبين حرف التيفناغ و الحرب العربي :1:ههههههههه موضوعكم اظحكني بصراحة واصلا لو كان الامازيغ عرب لكانت لديهم تقاليد متشابه بتقليد بالعرب وحتى في المظهر الخاريجي يجب ان يكونو متشابهين مع العرب لكن لا لا يوجد شبه لا من قريب ولا من بعيد :19:
وشكرا ع الموضوع المظحك بصراحة

basic2000
2012-03-22, 23:35
شعوب البربر

الأمازيغ والنوبة والكثير من ألبان كوسفو والصرب واليونان وتركيا والصومال و جنوب ايطاليا و اثيوبيا و جنوب وغرب شبه الجزيرة العربية وأقصى جنوب فرنسا وجنوب وشمال اسبانيا ...
فالأمازيغ فرع من شعوب البربر

جين البربر E1b1b1 M35 haplogroup

والجين موجودة بكثرة في سلالة الامازيغ النقية التي لم تختلط الأ في ما بينها وهذا العنصر موجودة بكثرة في سلالة أمازيغ المغرب الآقصى وبعض مناطق الجزائر تونس و ليبيا

Frequency Distribution of Y-DNA
Haplogroup E1b1b1-M35

http://www.genetree.com/dna/education/Y_DNA/density_maps/e1b1b1-m35.jpg

http://www.moonzstuff.com/images/dna_E3b_small_RG.jpg

http://www.moonzstuff.com/dna/haplo.html

basic2000
2012-03-22, 23:43
Haplogroup E1b1b (M35) (the Mediterranean)



The E1b1b haplogroup (previously known as E3b) is common in the Mediterranean region, including North Africa, Spain, Italy, Greece, and Balkan countries such as Albania and Serbia. The ancestors of the E1b1b haplogroup probably lived in the horn of Africa (present-day Somalia) during the last Ice Age and moved into southern Europe via the Middle East during what's called the "Neolithic migration" around 9,000 years ago. The frequency of E1b1b in northern Europe and the British Isles is very low, although it does show up occasionally in people with no known Mediterranean ancestry. Some studies have found clusters of E1b1b in parts of England and especially northern Wales. By contrast, E1b1b is present in about 25% of Silicians and Greeks, and 50%-80% of North Africans. It is particularly common in the Berber people, who live in Morocco, Algeria, Tunisia and Libya. It's also the 2nd most common Y-DNA haplogroup in men of Ashkenazi Jewish descent. The presence of the E1b1b haplogroup in the British population, though relatively rare, is evidence of a past migration of people from southern Europe, possibly soldiers and settlers who arrived during the Roman occupation of Britain in the first three centuries A.D.

اوشن
2012-03-23, 09:50
قد كتبت موضوع يكذب هذا الادعاء و بصفتي امازيغي و اتحدث الامازيغية بطلاقة و اعرف معاني و مصادر الكلمات فقد بينت خطأ و كذب الكلمات التي يستدل بها هؤلاء و امثالهم و هذا هو رابط الموضوع لازالة اللبس لان الكلمات الامازيغية يتم الربط بينها و بين العربية في هذه الاستدلالات بطريقة تجعل من لا يعرف الامازيغية يعتقد بصحتها و عليه ارجو القاء نظرة على الرابط لرفع اللبس و الاطلاع على الشرح
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=891334
شكرا

سفيان01
2012-03-23, 10:16
السلام عليكم إخوتي الكرام....
إخوتي الكرام أرجوا أن لايكون هذا الموضوع سببا في إثارة الفتن:)فكلنا مسلمون ان شاء الله تعالى....فلندع عنا هذه الأمور التي لاتقدم ولاتؤخر.....ومن وجهة نظري الخاصة أؤمن بشيء واحد وهو أننا شعب واحد وأمة واحدة يجمعنا الإسلام....وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه الشريف دعوها فإنها منتنة...أي القبلية....حقيقة أحب كل الجزائيين فنحن شعب واحد يجمعنا الإسلام:)
اللهم اهدنا جميعا....
أخوكم سفيان:dj_17:

اوشن
2012-03-23, 10:27
السلام عليكم إخوتي الكرام....
إخوتي الكرام أرجوا أن لايكون هذا الموضوع سببا في إثارة الفتن:)فكلنا مسلمون ان شاء الله تعالى....فلندع عنا هذه الأمور التي لاتقدم ولاتؤخر.....ومن وجهة نظري الخاصة أؤمن بشيء واحد وهو أننا شعب واحد وأمة واحدة يجمعنا الإسلام....وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه الشريف دعوها فإنها منتنة...أي القبلية....حقيقة أحب كل الجزائيين فنحن شعب واحد يجمعنا الإسلام:)
اللهم اهدنا جميعا....
أخوكم سفيان:dj_17:

اخي الكريم الفتنة ليست في دراسة الاصول بل الفتنة تحدث عند محاولة طرف ما مسخ هوية شريحة كبيرة من الشعب و مكون رئيسي من مكونات الشخصية الوطنية الجزائرية و الانتماء التاريخي و الاصلي و الاصيل للجزائر و الجزائريين هنا تقع الفتنة لان الطرق الاخر سيرفض حتما و هنا تكون امام مشكل اما عندما يكون هناك احترام فلن تصادف اي مشكل و هذا الاحترام للهويات هو الذي نطالب به
شكرا اخي

allamallamallam
2012-03-23, 13:52
ههههههه كم هو امر مظحك لو كان الامازيغ اصلهم عرب لكانو يتحدثون العربية لان اللغة لاتتغير تغير جدري فهناك فرق كبير بين الامازيغية والعربية وبين حرف التيفناغ و الحرب العربي :1:ههههههههه موضوعكم اظحكني بصراحة واصلا لو كان الامازيغ عرب لكانت لديهم تقاليد متشابه بتقليد بالعرب وحتى في المظهر الخاريجي يجب ان يكونو متشابهين مع العرب لكن لا لا يوجد شبه لا من قريب ولا من بعيد :19:
وشكرا ع الموضوع المظحك بصراحة

هل المظهر الخارجى يلعب دور فى تحديد اصل نوع بشرى ما ؟؟؟؟

يمكن اللون فالبشر ينقسمون الى اسود وابيض و اصفر و اشقر

اختى الله يهديك انا اعرف شخص ابوه اسود و هو اشقر تحسبيه من اوربا فما هو رأيك

allamallamallam
2012-03-23, 14:45
اخي الكريم الفتنة ليست في دراسة الاصول بل الفتنة تحدث عند محاولة طرف ما مسخ هوية شريحة كبيرة من الشعب و مكون رئيسي من مكونات الشخصية الوطنية الجزائرية و الانتماء التاريخي و الاصلي و الاصيل للجزائر و الجزائريين هنا تقع الفتنة لان الطرق الاخر سيرفض حتما و هنا تكون امام مشكل اما عندما يكون هناك احترام فلن تصادف اي مشكل و هذا الاحترام للهويات هو الذي نطالب به
شكرا اخي

سلام

يا اخى اوشن اين مظاهر مسخ الهويه البربريه فى الجزائر اين ؟؟؟؟؟؟ الامازيغيه لغة وطنيه و انا اول واحد اعترف بها

انا ارى مظاهر مسخ الهويه العربيه فى الجزائريه ؟؟؟ فلغة الافرنج تسيطر على دواليب الحكم فى دولة الجزائر

اوشن
2012-03-23, 20:10
سلام

يا اخى اوشن اين مظاهر مسخ الهويه البربريه فى الجزائر اين ؟؟؟؟؟؟ الامازيغيه لغة وطنيه و انا اول واحد اعترف بها

انا ارى مظاهر مسخ الهويه العربيه فى الجزائريه ؟؟؟ فلغة الافرنج تسيطر على دواليب الحكم فى دولة الجزائر

اخي الكريم المادة 3 مكرر في الدستور الجزائري تقول
تمازيغت هي كذلك لغة وطنية تلتزم التزم الدولة بتطويرها و ترقيتها بكل تنوعاتها اللسانية الموجودة عبر التراب الوطني
فاين هذه الالتزامات اخي ؟
اعداد المناطق التي تدرس الامازيغية في تناقص
التلفزة الامازيغية التي طالبنا بها هي عبارة عن قناة اغاني لا تعرض شيئا سوى افلاما مدبلجة و تفتح 6 ساعات في اليوم
لا شيئ عن الثقافة الامازيغية
التاريخ الامازيغي الذي طالبنا بادخاله في المناهج الدراسية لان الاجيال تجهل تمام الجهل التاريخ و الامجاد الامازيغية لا يذكر الا صفحات يمر عليها مرور الكرام و كأن الامر يتعلق بتاريخ منطقة نائية في مجاهل استراليا
لحد الساعة الدولة ترفض اعطاء النسبة الحقيقية للناطقين بالامازيغية في الجزائر بالامر مجرد اشاعات هناك كم يقول نصف السكان و هناك من يقول 43 بالمئة و هناك من يقول 38 بالمئة و هناك من يقول 21 فايهم نصدق
فماذا تسمي هذا ؟

احمد شافع العليوى
2012-03-24, 17:25
]ههههههه كم هو امر مظحك لو كان الامازيغ اصلهم عرب لكانو يتحدثون العربية لان اللغة لاتتغير تغير جدري فهناك فرق كبير بين الامازيغية والعربية وبين حرف التيفناغ و الحرب العربي :1:ههههههههه موضوعكم اظحكني بصراحة واصلا لو كان الامازيغ عرب لكانت لديهم تقاليد متشابه بتقليد بالعرب وحتى في المظهر الخاريجي يجب ان يكونو متشابهين مع العرب لكن لا لا يوجد شبه لا من قريب ولا من بعيد :19:
وشكرا ع الموضوع المظحك بصراحة [/QUOTE]
سلام الله عليكم
الاخت rania
اولا . نسال الله يطول فى سعاتدكم وعمركم وتمرحون ضحكا
ثانيأ . ما الذى اضحكم فى هذا الموضوع . هل انه موضوع نسب
ام انه برنامج منلوجيست ؟؟
ثالثأ . الامازيغ نشاتهم سابقه عن نشاه العرب مع انهم من نسل سيدنا اسماعيل . فكيف يتكلمون عربى
وربما هذا الاخير لا يعجب بعض الاخوه
رابعأ . زكرتى اختنا الفاضله لا يوجد تشابه بين عادات وتقاليد العرب والبربر فهل يكونوا البربر يلبسون قطره وعقال لكى يكونوا من العرب والجزيره العربيه فمعظم العرب فى الوطن العربى يلبس لباسه الذى اتا به من اى مكان . فعليكى بنظره على ملبس قوم البربر ....
_______________________________________
ويقول المؤرّخ أبو إسحاق أطفيش

« لقد حصل امتزاج البربر بالعرب (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=5042&vid=9) منذ أذعنوا للإسلام ووقفوا على كمالاته الخلقية والدينية والاجتماعية بما لم يقع منهم على أمة من الأمم التي استولت على شمالي إفريقية .
وذلك لأمور أربعه :
الأول : أنهم من أصل واحد وهو السامية .
والثاني : أنهم رأوا من جلال الهداية الإسلامية ما لم يروه قبلها.
أما الثالث : أن العرب (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=5042&vid=9) اتخذوا بلاد البربر (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=4253&vid=9) وطناً لهم فكانوا مع البربر (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=4253&vid=9) جنباً إلى جنب عملاً ومصاهرة واختلاطاً ، بخلاف الروم والوندال والقرطاجيين والرومان ، فإنهم كانوا بمعزل عن أبناء البلاد.
وأما الرابع : وجود التوافق في كثيرمن الشيم والعادات بين العرب (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=5042&vid=9) والبربر، كإكرام الضيف والغيرة على العرض والشمم والأنفة وحماية الذمار وبساطة المعيشة .
وكان من البربر (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=4253&vid=9) فحول من العلماء والشعراء والفلاسفة، ألفوا في العلوم العربية والشرعية كأنهم من أقحاح العرب ».
__________________________________________
البربر بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما راء مهملة ساكنة وراء مهملة في الآخر‏.‏
ذكر الحمداني : أنهم من ولد بر بن قيذار بن إسماعيل عليه السلام
وبالجملة فأكثر الأقوال جانحة إلى أنهم من العرب وإن لم نتحقق من أي عرب هم .. وهم قبائل متشعبة وبطون متفرقة وأكثرهم ببلاد المغرب , وبديار مصر منهم طائفة عظيمة قال في العبر‏:‏
وهي على كثرتها راجعة إلى أصلين لا تخرج عنهما ‏:‏
- أحدهما البرانس وهم بنو برنس ابن بر.
- والثاني البتر وهم بنو مادغش الأبتر بن بر‏
.................................................. .................................
نرجوا ان نكون اوضحنا بما لدينا
والله الموفق والمستعان

ماسنسن
2012-03-25, 16:08
فقال لعضهم‏:‏ إنهم من ولد إبراهيم عليه السلام من نقشان ابنه وقد تقدم ذكره عند ذكر إبراهيم عليه السلام‏.‏ وقال آخرون‏:‏ البربر يمنيون وقالوا أوزاع من اليمن‏.‏ وقال المسعودي من غسان وغيرهم تفرقوا عندما كان من سيل العرم‏.‏ وقيل‏:‏ خلفهم أبرهة ذو المنار بالمغرب وقيل من لخم وجذام كانت منازلهم بفلسطين وأخرجهم منها بعض ملوك فارس‏.‏ فلما وصلوا إلى مصر منعتهم ملوك مصر النزول فعبروا النيل وانتشروا في البلاد‏.‏ وقال أبو عمر بن عبد البر‏:‏ ادعت طوائف من البربر أنهم من ولد النعمان بن حميد بن سبأ‏.‏ قال‏:‏ ورأيت في كتاب الأسفنداد الحكيم‏:‏ إن النعمان بن حمير بن سبأ كان ملك زمانه في الفترة وأنه استدعى أبناءه وقال لهم‏.‏ أريد أن أبعث منكم للمغرب من يعمره فراجعوه في ذلك وعزم عليهم وأنه بعث منهم لمت أبا لمتونة ومسفو أبا مسوفة ومرطا أبا هسكورة وأصناك أبا صنهاجة ولمط أبا لمطة وإيلان أبا هيلانة فنزل بعضهم بجبل دون وبعضهم بالسوس وبعضهم بدرعة‏.‏ ونزل لمط عند كزول وتزوج ابنته ونزل أجانا وهو أبو زناتة بوادي شلف ونزل بنو ورتجين ومغراو بأطراف إفريقية من جهة المغرب ونزل مصمود بمقربة من طنجة والحكاية طويلة أنكرها أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم‏.‏ وقال آخرون‏:‏ إنهم كلهم من قوم جالوت‏.‏ وقال علي بن عبد العزيز الجرجاني النسابة في كتاب الأنساب له‏:‏ لا أعلم قولاً يؤدي إلى الصحة إلا قول من قال إنهم من ولد جالوت‏.‏ ولم ينسب جالوت ممن هو وعند ابن قتيبة أنه ونور بن هربيل بن حديلان بن جالود بن رديلان بن حطى زياد بن زجيك بن مادغيس الأبتر‏.‏ ونقل عنه أيضاً أنه جالوت بن هربال بن جالود بن دنيال بن قحطان بن فارس‏.‏ قال‏:‏ وفارس مشهور وسفك أبو البربر كلهم‏.‏ قالوا‏:‏ والبربر قبائل كثيرة وشعوب - وهي هوارة وزناتة وضريسة ومغيلة وورفجومة ونفزة وكتامة ولواثة وغمارة ومصمودة وصدينة ويزدران وورنجين وصنهاجة ومجكسة وواركلان وغيرهم‏.‏ وذكر آخرون منهم الطبري وغيره‏:‏ أن البربر أخلاط من كنعان والعماليق فلما قتل جالوت تفرقوا في البلاد وغزا أفريقش المغرب ونقلهم من سواحل الشام وأسكنهم إفريقية وسماهم بربر وقيل البربر من ولد حام بن نوح بن بربر بن تملا بن مازيغ بن كنعان بن حام‏.‏ وقال الصولي هم من ولد بربر بن كسلوجيم بن مصرائيم بن حام‏.‏ وقيل إن العمالقة من بربر بن تملا مارب بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاود بن إرم بن سام وعلى هذا القول فهم عمالقة‏.‏ وقال مالك بن المرحل‏.‏ البربر قبائل شتى من حمير ومضر والقبط والعمالقة وكنعان وقريش تلاقوا بالشام ولغطوا فسماهم أفريقش البربر لكثرة كلامهم‏.‏ وشب خروجهم عند المسعودي والطبري والسهيلي‏:‏ أن أفريقش استجاشهم لفتح إفريقية وسماهم البربر وينشدون من شعره‏:‏ بربرت كنعان لما سقتها من أراضي الضنك للعيش الخصيب وقال ابن الكلبي‏:‏ اختلف الناس فيمن أخرج البربر من الشام فقيل داود بالوحي قيل يا داود أخرج البربر من الشام فإنهم جذام الأرض‏.‏ وقيل يوشع بن نون وقيل أفريقش وقيل بعض الملوك التبابعة‏.‏ وعند البكري أن بني إسرائيل أخرجوهم عند قتل جالوت وللمسعودي والبكري أنهم فروا بعد موت جالوت إلى المغرب وأرادوا مصر فأجلت القبط فسكنوا برقة وإفريقية والمغرب على حرب مع الإفرنج والأفارقة وأجازوهم على صقلية وسردانية وميورقة والأندلس‏.‏ ثم اصطلحوا على أن المدن للافرنجة وسكنوا القفار عصوراً في الخيام وانتجاع الأمصار من الإسكندرية إلى البحر وإلى طنجة والسوس حتى جاء الإسلام وكان منهم من تهود ومن تنصر وآخرون مجوساً يعبدون الشمس والقمر والأصنام ولهم ملوك ورؤساء‏.‏ وكان بينهم وبين المسلمين حروب مذكورة‏.‏ وقال الصولي البكري إن الشيطان نزغ بين بني حام وبني سام فانجلى بنو حام إلى المغرب ونسلوا به‏.‏ وقال أيضاً إن حام لما اسود بدعوة أبيه فر إلى المغرب حياء واتبعه بنوه وهلك عن أربعمائة سنة‏.‏ وكان من ولده بربر بن كسلاجيم فنسل بنوه بالمغرب‏.‏ قال وانضاف إلى البربر حيان من المغرب يمنيان عند خروجهم من مارب كتامة وصنهاجة قال وهوارة ولمطة ولواتة بنو حمير بن سبأ‏.‏ وقال هانىء بن بكور الضريسي وسابق بن سليمان المطماطي وكهلان بن أبي لؤي وأيوب بن أبي يزيد وغيرهم من نسابة البربر أن البربر فرقتان كما قدمناه وهما‏:‏ البرانس والبتر فالبتر من ولد بر بن قيس بن عيلان والبرانس بنو برنس بن سفجو بن أبزج بن جناح بن واليل بن شراط بن تام بن دويم بن دام بن مازيغ بن كنعان بن حام وهذا هو الذي يعتمده نسابة البربر‏.‏ قال الطبري‏:‏ خرج بربر بن قيس ينشد ضالة بأحياء البربر فهوي جارية وتزوجها فولدت‏.‏ وعند غيره من نسابة البزبر أنه خرج فاراً من أخيه عمرو بن قيس وفي ذلك تقول تماضر وهي أخته‏:‏ لتبكي كل باكية أخاها كما أبكي على بر بن قيس تحمل عن عشيرته فأضحى ودون لقائه أنضاء عيس ومما ينسب إلى تماضر أيضاً‏:‏ وشطت ببر داره عن بلادنا وطوح بر نفسه حيث يمما وازرت ببر لكنة أعجمية وما كان بر في الحجاز بأعجما كأنا وبرا لم نقف بجيادنا بنجد ولم نقسم نهابا ومغنما وأنشد علماء البربر لعبيدة بن قيس العقيلي‏:‏ ألا أيها الساعي لفرقة بيننا توقف هداك الله سبل الأطائب فاقسم إنا والبرابر إخوة نمانا وهم جد كريم المناصب أبونا أبوهم قيس عيلان في الذرى وفي حرمة يسقي غليل المحارب فنحن وهم ركن منيع وإخوة على رغم أعداء لئام المغاقب وبر بن قيس عصبة مضرية وفي الفرع من أحسابها والذوائب وقيس قوام الدين في كل بلدة وخير معد عند حفظ المناسب وقيس لها المجد الذي يقتدى به وقيس لها سيف حديد المضارب وينشد أيضاً أبيات ليزيد بن خالد يمدح البربر‏:‏ أيها السائل عنا أصلنا قيس عيلان بنو العز الأول نحن مانحن بنو بر القوى عرف المجد وفي المجد دخل وابتنى المجد فأورى زنده وكفانا كل خطب ذي جلل إن قيساً يعتزي بر لها ولبر يعتزي قيس الأجل ولنا الفخر بقيس إنه جدنا الأكبر فكاك الكبل إن قيساً قيس عيلان هم معدن الحق على الخير دلل حسبك البربر قومي إنهم ملكوا لأرض بأطراف الأسل وببيض تضرب الهام بها هام من كان عن الحق نكل حيدة بن عمرو بن معد بن عدنان فولد عيلان بن مضر قيساً ودهمان أما دهمان فولده قليل وهم أهل بيت من قيس يقال لهم بنو أمامة‏.‏ وكانت لهم بنت تسمى البهاء بنت دهمان وأما قيس بن عيلان فولد له أربعة بنين وهم سعد وعمر وأمهما مزنة بنت أسد بن ربيعة بن نزار وبر وتماضر وأمهما تمريغ بنت مجدل ومجدل بن غمار مصمود وكانت قبائل البربر يومئذ يسكنون الشام ويجاورون العرب في المساكن ويشاركونهم في المياه والمراعي والمسارح ويصهرون إليهم فتزوج بر بن قيس بنت عمه وهي البهاء بنت دهمان وحسده إخوته في ذلك‏.‏ وكانت أمه تمريغ من دهاة النساء فخشيت منهم عليه وبعثت بذلك إلى أخوالها سراً ورحلت معهم بولدها وزوجته إلى أرض البربر‏.‏ وهم إذ ذاك ساكنون بفلسطين وأكناف الشام فولدت البهاء لبر بن قيس ولدين‏:‏ علوان ومادغيس‏.‏ فمات علوان صغيراً وبقي مادغيس فكان يلقب الأبتر وهو أبو البتر من البربر ومن ولده جميع زناتة‏.‏ قمالوا‏:‏ وتزوج مادغيس بن بر وهو الأبتر بأملل بنت واطاس بن محمد بن مجدل بن عمار فولدت له زحيك بن مادغيس‏.‏ وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد في الأنساب اختلف الناس في أنساب البربر اختلافاً كثيراً‏.‏ وأنسب ما قيل فيهم أنهم من ولد قبط بن حام لما نزل مصر خرج ابنه يريد المغرب فسكنوا عند آخر عمالة مصر وذلك ما وراء برقة إلى البحر الأخضر مع بحر الأندلس إلى منقطع الرمل متصلين بالسودان‏.‏ فمنهم لواتة آهلين بأرض طرابلس ونزل قوم بقربها وهم نفزة‏.‏ ثم امتدت بهم الطرق إلى القيروان وما وراءها إلى تاهرت إلى طنجة وسجلماسة إلى السوس الأقصى وهم طوائف صنهاجة وكتامة وزكالة من وركلاوة وفطواكة من هسكورة ومزطاوة وذكر بعض أهل الآثار أن الشيطان نزغ بين بني حام وبني سام فوقعت بينهم مناوشات كانت الدبرة فيها لسام وبنيه وخرج سام إلى المغرب وقدم مصر وتفرق بنوه ومضى على وجهه يؤم المغرب حتى بلغ السوس الأقصى وخرج بنوه في أثره يطلبونه فكل طائفة من ولده بلغت موضعاً وانقطع عنهم خبره فأقاموا بذلك الموضع وتناسلوا فيه ووصلت إليهم طائفة فأقاموا معهم وتناسلوا هنالك‏.‏ وكان عمر حام أربعمائة وثلاثاً وأربعين سنة فيما ذكره البكري وقال آخرون‏:‏ كان عمره خمسمائة وإحدى وثلاثين سنة وقال السهيلي فيمن هو يعرب بن قحطان‏.‏ قال‏:‏ وهو الذي أجلى بني حام إلى المغرب بعد أن كانوا الجزى من ولد قوط بن يافث هذا آخر الخلاف في أنساب البربر‏.‏ واعلم أن هذه المذاهب كلها مرجوحة وبعيدة من الصواب فأما القول بأنهم من ولد إبراهيم فبعيد لأن داود الذي قتل جالوت وكان البربر معاصرين له ليس بينه وبين إسحق بن إبراهيم أخي نقشان الذي زعموا أنه أبو البربر إلا نحو عشرة آباء ذكرناهم أول الكتاب‏.‏ ويبعد أن يتشعب النسل فيهم مثل هذا التشعب‏.‏ وأما القول بأنهم من ولد جالوت أو العماليق وأنهم نقلوا من ديار الشام وانتقلوا فقول ساقط يكاد يكون من أحاديث خرافة إذ متل هذه الأمة المشتملة على أمم وعوالم ملأت جانب الأرض لا تكون منتقلة من جانب آخر وقطر محصور والبربر معروفون في بلادهم وأقاليمهم متحيزون بشعارهم من الأمم منذ الأحقاب المتطاولة قبل الإسلام فما الذي يحوجنا إلى التعلق بهذه الترهات في شأن أوليتهم‏.‏ ويحتاج إلى مثله في كل جيل وأمة من العجم والعرب‏.‏ وأفريقش الذي يزعمون أنه نقلهم قد ذكروا أنه وجدهم بها وأنه تعجب من ش كثرتهم وعجمتهم وقال‏:‏ ما أكثر بربرتكم‏.‏ فكيف يكون هو الذي نقلهم وليس بينه وبين أبرهة ذي المنار من يتشعبون فيه إلى مثل ذلك أن قالوا أنه الذي نقلهم‏.‏ وأما القول أيضاً بأنهم من حمير من ولد النعمان أو من مضر من ولد قيس بن عيلان فمنكر من القول وقد أبطله إمام النسابين والعلماء أبو محمد بن حزم‏.‏ وقال في كتالب الجمهرة‏:‏ ادعت طوائف من البربر أنهم من اليمن ومن حمير وبعضهم ينسب إلى بربر بن قيس وهذا كله باطل لا شك فيه‏.‏ وما علم النسابون لقيس بن عيلان ابناً اسمه بر أصلاً وما كان لحمير طريق إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن‏.‏ وأما ما ذهب إليه ابن قتيبة أنهم من ولد جالوت وأن جالوت من ولد قيس بن عيلان فأبعد عن الصواب‏.‏ فإن قيس عيلان من ولد معد‏.‏ وقد قدمنا أن معداً كان معاصراً لبختنضر وأن أرمياء النبي خلص به إلى الشام حذراً عليه من بختنصر حين سلط على العرب‏.‏ وبختنصر هو الذي خرب بين المقدس بعد بناء داود وسليمان إياه بأربعمائة وخمسين سنة ونحوها فيكون معد بعد داود بمثل هذا الأمد فكيف يكون ابنه قيس أباً لجالوت المعاصر لداود‏.‏ هذا في غاية البعد وأظنها غفلة من ابن قتيبة ووهماً‏.‏ والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح كما تقدم في أنساب الخليقة وأن اسم أبيهم مازيغ وإخوتهم أركيش وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام وملكهم جالوت سمة معروفة له‏.‏ وكانت بين فلسطين هؤلاء وبين بني إسرائيل بالشام حروب مذكورة‏.‏ وكان بنو كنعان وواكريكيش شيعاً لفلسطين فلا يقعن في وهمك غير هذا فهو الصحيح الذي لا يعدل عنه‏.‏ ولا خلاف بين نسابة العرب أن شعوب البربر الذي قدمنا ذكرهم كلهم من البربر إلا صنهاجة وكتامة‏.‏ فإن بين نسابة العرب خلافاً والمشهور أنهم من اليمنية وأن أفريقش لما غزا إفريقية أنزلهم بها‏.‏ أما نسابة البربر فيزعمون في بعض شعوبهم أنهم من العرب مثل لواتة يزعمون أنهم من حمير ومثل هوارة يزعمون أنهم من كندة من السكاسك ومثل زناتة تزعم نسابتهم أنهم من العمالقة فروا أمام بني إسرائيل‏.‏ وربما يزعمون فيهم أنهم من بقايا التبابعة ومثل غمارة أيضاً وزواوة ومكلاتة يزعم في هؤلاء كلهم نسابتهم أنهم من حمير حسبما نذكره عند تفصيل شعوبهم في كل فرقة منهم وهذه كلهما مزاعم‏.‏ والحق الذي شهد به المواطن والعجمة أنهم بمعزل عن العرب إلا ما تزعمه نسابة العرب في صنهاجة وكتامة‏.‏ وعندي أنهم من إخوانهم والله أعلم‏.‏ وقد انتهى بنا الكلام إلى أنسابهم وأوليتهم فلنرجع إلى تفصيل شعوبهم وذكرهم أمة بعد أمة‏.‏

كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **

the black perl
2012-03-25, 19:04
كلكم لآدم وآدم من التراب
بركاونا من هادي الخزعبلات الي ماعندها حتى معنى البلدان والشعوب راهم يتطورا وحنا مازلنا قابعين في الأصل انت عربي وانت امازيغي وهذاك من جا وهذاك ماهوش وليد بلادنا ربي يهديكم
علابيها قعدنا متوخرين

احمد الطيباوي
2012-03-25, 23:22
اليك كل الشكر اخى العزيز احمد الطيباوى على كل هذه المعلومات المفيده وجزاك الله خيرا

شكرا جزيلا الاخ الامازيغي الاصيل احمد شافع العليوي المحب للعرب و العربية لغة القران الكريم و بارك الله فيك

احمد الطيباوي
2012-03-25, 23:35
هوارة .. عبر الزمان

قبيلة هوارة هي أحدى قبائل بني قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام– وبنو قيدار هؤلاء جاء ذكرهم في التوراة ( التوراة تعتبر سجل تاريخي لسيرة آل إبراهيم علية السلام ) - وقيدار هو الابن الثانى لإسماعيل علية السلام- وأنجب بدورة عدة أبناء أكبرهم ابنة بر الذي أنجب بدورة ولدين أحدهم برنس والآخر مادغيس الأبتر ومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذللك بأسم قبائل البربر بعد هجرتهم واستقرارهم بشمال أفريقيا وكان بنو قيدار في بداية نشأتهم وقبل أن يتفرعوا لقبائل كبيرة كانوا يقيمون بمنطقة مكة المكرمة ثم ارتحلوا منها إلى شمال الجزيرة العربية نتيجة للجفاف ليقيموا بالقرب من أبناء عمومتهم من بني أسحق علية السلام وكان الجميع على دين جدهم إبراهيم علية السلام قبل أن يضلوا - ثم تزايد عددهم عن بنى عمومتهم وأصبحوا يشكلون قبائل كبيرة العدد أسست مملكة ( بنى قيدار ) التى جاء ذكرها فى التوراه وكانت تشمل وسط وشمال الجزيره العربيه والأردن و جنوب فلسطين وشملت شرق مصر فى عهد ملكهم ( جشم ) , وأشتهروا بالشجاعه والمهاره الحربيه - وبدأت تنشأ خلافات وصراعات بين الطرفين من وقت لآخر وعندما تجددت تلك الخلافات فى عهد سيدنا داوود علية السلام( وكان ملكا لبنى إسرائيل وكانت وقتها مملكة قوية لها سيطرة على باقي الممالك ) قام بتهجيرهم ألى شمال أفريقيا وأنزلهم بمنطقة مراقبا المصرية على الساحل الشمالي ثم انتقلوا منها إلى باقي شمال أفريقيا , وكمـا ذكر المؤرخـون ( المقريزي ص38/ 167)- انتقلت قبيلة لواتة إلى برقهوانتقلت قبيلة هوارة إلى منطقة طرابلس الغرب ونزلت قبيلة زناته بالجبال ثم استقرتبتونس- ثم انتشر البربر بعد ذلك بشمال أفريقيا وحتى السويس على البحر الأحمر, وكانوا يطلقون على أنفسهم أسم الأمازيغ ( أى الأحرار ذوى الأصل النبيل ) , وكانت شعوب أوربا الغربية خاصة الرومان يقيمون بشمال أفريقيا قبل قدوم بني قيدار إليها - حيث لم يكن لمضيق جبل طارق وجود وكانت الأرض متصلة قبل مجيء الأسكندر الأكبر الذي حفر المضيق ووصل البحرين - والرومان هم من أطلقوا لفظ البربر على بنى قيدار وعلى غيرهم أيضا لعدم فهمهم للغتهم وهو لفظ كانوا يطلقونة على الشعوب التى لا يعرفون لغتها أو يعادونها . و كان بنو قيدار أثناء أقامتهم بالجزيرة العربية - قبل ارتحالهم إلى شمال أفريقيا - كانوا معتادين الارتحال فى قوافل تجارية إلى مصر ويتزاورون مع أخوالهم فى مصر حيث تجرى في عروقهم بجانب الدماء الكلدانية العربية التي ورثوها عن جدهم الأكبر إبراهيم الخليل علية السلام - تجرى أيضا دماء مصرية فرعونية ملكية ورثوها مرتين أحداهما عن أمهم هاجر الأميرة الفرعونية المصرية والتي كانت أسيرة لدى الهكسوس وأهدوها لإبراهيم علية السلام والثانية عندما تزوج جدهم إسماعيل علية السلام من أحدى قريبات والدته فى مصر- وهو ما أكدته التوراة خلاف ما يشاع في هذا الشأن - وفى أحدى هذه القوافل التجارية عثرت القافلة بالبئر الذي شربوا منة على سيدنا يوسف بن يعقوب بن أسحق بن إبراهيم الخليل عليهم جميعا السلام - ولم يكن يعلمون أنة من أبناء عمومتهم - وباعوه بمصر وبعد أن أصبح وزيرا لمصر زادت هجرتهم لها كما فعل آل يوسف علية السلام – وأستقر كثير منهم فيها وتزايد عددهم مع الوقت بالأضافه للهجرات المتتالية لقبائلهم بعد ذلك من الحدود الغربيه بعد نزولهم بشمال أفريقيا والتي استقرت بالدلتا وخالطوا المصريين والتحقوا بالجيش المصري وجاء وقت كانوا يشكلون فيه 90 % من قوة الجيش المصري وأصبح أحدهم القائد العام للجيش وعندما مات الفرعون - ولم يكن له وريث أختاره المصريون لعرش مصر وحمل لقب فرعون وهو لقب لايحملة الا مصري وأصبح ششنق أول فرعون أمازيغى لمصر من بنى قيدار وحمل أسم ششنق الأول وكان معاصرا لفترة حكم سيدنا سليمان لبنى إسرائيل , واستعان بة سيدنا سليمان علية السلام في صراعه مع الكنعانيين , ثم تزوج علية السلام من ابنة ششنق الأول - وبعد وفاة سيدنا سليمان علية السلام أظهر من خلفوه على ملك بنى إسرائيل أطماعا فى مصر فجهز لهم الفرعون جيشا قويا وشن عليهم حملة لتأديبهم ألا أنها تطورت لصراع كبير انتهى بتدمير دولة إسرائيل وتدمير الهيكل وتكوين إمبراطورية مصرية كبرى شملت لأول مره الشام وفلسطين ومصر وليبيا والسودان – كما ورد بالتوراة - وأستمر حكم بنى قيدار لمصر من الأسرة الثانيه والعشرين إلى الأسرة الخامسة والعشرين .
وكانت من أشهر القبائل التي استقرت بمصر قديما , قبيلة لواتة ( وهى قبيلة استوطنت برقه وهاجرت عشائر كثيرة منهم لمصر قديما واستقروا بالدلتا وهم أبناء عمومة لهوارة ) وكانت تعتنق المسيحية ثم أسلمت بعدالفتح . أما أشهر هجرات قبيلة هوارة لمصر جاءت معالفتح الفاطميواستقرت بعدها بمصر , حيث كان الجيش الفاطمي بقيادة جوهر الصقلييتكون أساسا من ثلاثة ألوية لأشهر وأقــوى قبائل البربر أحدهـم لقبيلةكتامة ( وهى التي ساندت قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا وساندت انتشارها بالحجاز والشام وتولى أبناؤها كل المناصب الهامة بالدولة ولولاها ما كانت الدولة الفاطمية, وكتامة هم أبناء عمومة لكلا من هوارة وصنهاجة ) , أما اللواء الآخر كان لقبيلةصنهاجة ( وهى القبيلة ذات التاريخ العريق والتي أرهقت الرومان بمقاومتها لهم بشمال أفريقيا وهى التي أسست دوله المرابطين بالمغرب العربي وشيدت مدينةمراكشالتى لاتزال قائمة حتى اليوم , كذلك هي التي أسقطت الدولة الفاطمية بشمال أفريقيا عندما نكص الخليفة الفاطمي وعدة للبربر بتدعيم المذهب السني في مصر أذا ما ساندوه في فتحها - أيضا عشائرهم المقيمة في ليبيا هي التي تحملت العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الأيطالى - وصنهاجة أخوة أشقاء لهوارة وكانوا يشكلون معا قبيلة أوريغه ) . أما اللواء الثالث فكان لقبيلةهوارة ( وهى التي أجمع المؤرخون ومنهم ابن خلدون على انة يرجع لها الفضل فىالفتح الأسلامى للأندلس ثم صقلية وحكمت كلا البلدين قرابة مائتى عام وأقامتدولة ذى النون بالأندلس وأقامت دولة بنى الخطاب فى ليبيا وأيضا أقامت دولةبنى الزيرىفي المنطقة المشتركة بين ليبيا والجزائر وتونس , وشيدت مدينة وهران بالجزائر و مصراته بليبيا و مليله بالمغرب وهى مدن لا تزال قائمه حتى اليوم , كما شيدت عدة مدن بمصر وكثير من المدن بمناطق أخرى لا زالت تحمل أسماء عشائرها , وتحملت عشائرها المقيمة بريف المغرب وجبال الأوراس بالجزائر العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال الفرنسي ) , وكان لواء هوارة بجيش الفتح الفاطمي يتشكل أساسا من عشيرة زويلة - وهى عشيرة قوية وهى التى أقامت دولة بنى الخطاب وعاصمتها زويلة - وبعد الفتح استقر من جاء منهم في القاهرة بمكان عرف باسمهم وهو حارة زويلة وعرف بابها ذو البرجين وكلا منهم على شكل مئذنه , بأسم باب زويلة حتى اليوم , وأقامت عشائر هوارة بمحافظة البحيرة بعد الفتح , وبعد أن تولى المماليك حكم مصر , وكان بدر بن سلامأميرا لهوارة فى ذلك الوقت 782 )هـ / 1380 م ) دار صراع كبير بين الطرفين استعان فيه المماليك بقبائل العربان وزناره وتغلبوا على هوارة وقاموا بترحيلها ألي الصعيد بولاية جرجا- سوهاج حاليا - وكانت مناطق خربة قاموا بأصلاحها وتعميرها فى عهد أميرهم الأول بعد هجرتهم الأمير إسماعيل مازن, والذى أستطاع لم شملهم وتقويتهم , ثم توسعت أملاكهم وأنتشرت قراهم من الجيزة شمالا الى قوص جنوبا , وذلك في عهد أشهر أمرائهم الأميرعمر بن عبد العزيز الهوارى والذى كان جيشه يتكون من 30 ألف فارس من أبناء القبيلة قاوم بهم الأتراك ومنع عنهم الخراج وأجبرهم في النهاية على عقد صلح معه ، والأعتراف بة أميرا على الصعيد من الجيزة حتى أسوان وذلك بموجب صك رسمى من الباب العالى وأصبح للصعيد مايعرف اليوم بالحكم الذاتي تحت أمرته وأسس أول أماره هواريه بالصعيد وأتخذ من قوص عاصمة له , وتنتمي إليه فى الوقت الحاضر عشائر الوشيشات وأغلب عشائر هواره الحديثه , ومن أشهر أمرائهم من بعدة , حفيده الأميرهمام بن سيبيه الهوارى أمير هوارة وشيخ مشايخ العرب وأمير الصعيد وكان مشهورا بالنبل والكرم والجود وتولى من بعدة الأمير همام بن يوسف مؤسس ثانى أماره هواريه بالصعيد وعاصمتها فرشوط , وتنتمى أليهما فى الوقت الحاضر عشائر الهمامية وعدة عشائر أخرى أما باقى عشائر هواره الحديثه فهي كثيرة كثيره ولا مجال لحصرها هنا .

نسب .. هوارة

هوارة هي أكبر قبائل المغرب العربي، ويرجع نسبها الي هوار بنأوريغ بن برنس بن بر بن قيدار بن أسماعيل بن إبراهيم الخليلعليهما السلام -وهوارهذا كان له أخوة هم ملد ومغر وقلدن الا أن أبناؤهم جميعا نسبوا إلية وتسموا جميعابهوارة أما صنهاج بن أوريغ فنشأت عنه قبيلة صنهاجه وكانوا جميعهم في البداية يشكلون قبيلة أوريغه - و بجانب الفضائل التي اتصفت بها قبائل البربر مثل الكرم والجود وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف والذود عن الشرف والشجاعة , تميز أبناء القبيلة أيضا بالمهارة الحربية والفروسية وعلو الهمة والإقدام, ولذلك كانوا يتولون مهام الاستطلاع , و يتصدرون الصفوف الأولى للجيوش ويتولون مناصب القيادة فيها , وهم فى ذلك ورثوا جدهم أسماعيل عليه السلام فهو أول من روض الخيل وأعتلاها وكان أمهر رماة الرمح وقد قال الشاعر فيهم قديما :

أنظر إلى خيل هوارة ترىعجبا
فى سـيرها حين يســـرى بها الســـارى
لم تخـــتال الخيل قط براكبهــــا
ما لم يكن الراكب فــوق السرج هوارى

وتنقسم هوارة إلى عدة بطون ( عشائر ) ، فإلى هوار بنأوريغ تنتمي بطون كهلان وغريان ومسلاتة (أسسوا مدينة مسلاته بليبيا ) ومجريس وورغة وزكاوة (قبيلة زغاوة الموجودة بتشاد والسودان) وونيفن .
وإلى مغرتنتمي بطون ماوس وزمور وكياد وسراى وورجين ومنداسة وكركودة .
وإلى قلدن تنتمي بطونقمصانة ورصطيف وبيانة .
وإلى ملد تنتمي بطون مليلة ( أسسوا مدينة مليلة بالمغرب) ووسطط وورفل ( أسسوا مدينة وورفلة بليبيا ) ومسراتة( أسسوا مدينة مصراتة بليبيا ) وأسيل .
ومن البطون المنتمية أيضا إلى هوارة :
ترهونة ( أسسوا مدينه ترهونه بليبيا ) وهراغة وشتاتةوانداوة وهنزونة وأوطيطة وصنبرة .



هوارة .. عبر المكان

حفظ التاريخ أسم هوارة عبر الزمان .. وحمل أسمها وأسماء عشائرها كثير من الأماكن في أقطار عديدة شملت مصر والشام وفلسطين وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والأندلس وصقلية.. ولم تحظى قبيلة بسعة الأنتشار مثلما حظيت هوارة فقد أنتشرت عشائرها فى كل دول الشرق الأوسط ( خاصة مصر والشام ودول شمال أفريقيا ) وانتشرت أيضا بالسودان وتشاد وموريتانيا ونيجيريا كما لها عشائر بأوروبا فى أسبانيا وصقلية وفرنسا وألمانيا ( منهم من أستقر بعد الفتح الأسلامى ومنهم من أستقر بعد الحرب العالمية حيث شاركوا بالقتال فيها مع قوات الحلفاء ) .

ويذكر المؤرخون أنة خلال القرن التاسع امتدت ديار هوارة فيإقليم طرابلس ما بين تاورغاء ومدينة طرابلس، وحملت عدد من المناطق في الإقليم أسماءعشائرها مثلمسراتة وورفلة وغريان ومسلاتة وترهونة .
كما أقامت قبائل هوارة ببلاد أخرى في المغرب العربي وذكر اليعقوبي فيأواخر القرن التاسع والبكري في منتصف القرن الحادي عشر أنهم يقيمون في غربتونس وبالجزائر في جبال الأوراس وحول مدن تبسة وقسنطينة وسطيف والمسيلة وتيهرتوسعيدة, ( كما شيدوا مدينة وهران عام 902-903م، وأقامها محمّد بن أبي عون الهوّاري وهى لاتزال قائمه حتى اليوم ) ,وأقاموا أيضا في بلاد المغرب الأقصى ببلاد الريف وحول مدينتي أصيلةوفاس .
وذكر ابن خلدون أن قبائل ونيفن وقيصرون ونصورة من هوارة تقيم بينمدينتي تبسه وباجة .
وتقيم قبيلة بني سليم من هوارة حول مدينة باجة .
وتقيم في غربالجزائر قبائل من هوارة من بينها قبيلة مسراتة التي يقيم جزء منها بإقليم طرابلسوجزء آخر مع الملثمين الطوارقويعرفون باسم هُكَّاره قلبت الواو في هوارة كافاأعجمية تخرج بين الكاف والقاف، أي كالجيم في العامية المصرية ،
ومنهم من استقر فيفزان ( بليبيا ) وكانت لهم دولة عاصمتها زويلة حكمها بنو الخطاب منهم، واستمروا في حكمها حتىعام 806 هـ .
وقد أقامت القبيلة في إسبانيا منذ القرن التاسع الميلادي على الأقل - وكان بنو هوارة يعدون في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي سادة وأصحاب شأن في شمالي إسبانيا، كما تولوا القيادة العسكريّة في مدينتي قرطبة وطليطلة وغيرها من المدن الإسبانيّة. وقد تولى أحد زعماء القبيلة الملُك في أسبانيا وهو المأمون يحيى بنإسماعيل بن ذي النون ، وذلك عام 1083م .
وقد هاجر جزء من هوارة إلى برقه ( بليبيا ) وأقاموا بها ، ثم هاجروا منها إلىمصر، وكانوا في القرن الثالث عشر ينتقلون بين مرسى الكنائس والبحيرة، ثم نزحوامن البحيرة إلى الصعيد بجرجا وما حولها- محافظة سوهاج الآن - ثم انتشروا في معظم الوجه القبلي ما بين قوص محافظةقنا جنوبا ألي البهنسا محافظة المنيا شمالا. ومن هوارة من استقر بعدذلك بالقاهرة والوجه البحري .
وذكر القلقشندى في نهاية الأرب أربعة وثلاثين بطنا ( عشيرة ) من هوارة بالصعيد وهم :
بنومحمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين والروابع والروكة والبردكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية والبلازد والصوامع والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة والأهلة وأزليتن وأسلين وبنو قمير والنية والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدةوساورة وغلبان وحديد والسبعة وكانت الإمارة فيهم لأولادعمر وفى زمام البهنسا وما جاورها كانت لأولاد غريب .
ومن أشهر المدن التي حملت أسم عشائر هواره : مغاغة , مراغه , الغنايم , الصوامعه , برديس ,أولاد بهيج , بندار , أولاد شلول ,الريانيه وغيرها كثير ولا مجال لحصرها هنا .

كما يوجد اليوم عائلات تحمل لقب الهواري ببلاد الشام ،قدمت من مصر ومن بلاد المغرب العربي (ذلك عندما تم نفى المجاهد المغربي الكبير عبد الكريم الخطابي ألي لبنان ومعة أنصاره من قبيلة هوارة , كما أستقر هناك بعض المقاتلين من أبناء القبيلة والذين شاركوا فى الحرب العالمية مع قوات الحلفاء) , وبالشام هناك عائلات كبرى مثل الحورانى يعود نسبها لهواره .

هوارة .. عبر الأديان

كان بنو قيدار شأنهم شان آل ابراهيم ( بنى أسماعيل وبنى أسحق ) كانوا على دين أبيهم مؤسس عقيدة الأسلام وعقيدة التوحيد وكانوا يرعون الحرم المكى كوصية أبيهم , ألا انة مع الزمن أنتقلت رعاية الحرم الى قبيلة جرهم وأرتحل بنو قيدار الى شمال الجزيرة بجوار أبناء عمومتهم وكان لايزال الجميع على الأيمان وبمضي الوقت ضلوا كما ضل أبناء عمومتهم من بنى أسرائيل وكانوا فى فترات الهداية يعودون إلى الأيمان ويتبعون ما ينزل على أبناء عمومتهم من رسالات وعندما تم تهجيرهم ألى شمال أفريقيا فى عهد النبى داوود علية السلام حملوا معهم العقيدة اليهودية اليها , وظلوا على الأيمان بها , وعند ظهور المسيحية تحول بعضهم إليها وظل الآخرون على اليهودية – وهذا ما ينطبق أيضا على هواره , وعند ظهور الإسلام ووصوله لمصر تحولت عشائر لواتة الموجودة بها إلى الإسلام وكانت على المسيحية , وذهب منهم وفد ليعلنوا أسلامهم أمام عمر بن الخطاب . وعندما بدأت الحملات الإسلامية لشمال أفريقيا , بقيادة المجاهد الكبيرعقبة بن نافعودخلوا برقه - موطن قبيلة لواتة , دخلت القبيلة الإسلام دون مقاومه كبيره, ولكن عندما بدأ عقبة بن نافع يواصل حملتة لنشر الإسلام فوجئ بمقاومة عنيفة قادها ضده زعيم قبيلة أوربة- (وهى قبيله ذات تاريخ كبير أسست مملكة أوراسيا ومنها القائد الشهير طارق بن زياد- وهم أبناء عمومة لهوارة أيضا ) - وكانت تدين بالمسيحية وقتها وكان ملكها هو أكسيل بن أيزموالملقب بأسد الأوراس , ودارت بين الطرفين غزوات كثيرة لم يتمكن فيها المسلمون من فرض سيطرتهم وتكبدوا خسائر كبيرة , مما أضطر الخليفة الأموي معاويه لاستدعاء عقبة بن نافع , وإرسال الداعية أسماعيل أبو المهاجروالذي أسلم على يديه أكسل زعيم أوربة وملكها وحقق الأسلام بعض الانتشار بين البربر ولكن بعد موت معاويه عاد عقبة بن نافع لقيادة المسلمين بشمال أفريقيا وأساء معاملة أبى المهاجر والملك أكسيل فعاد الأخير ومعة قبيلة أوربة للمقاومة وارتدوا عن الإسلام وعاد الصراع أشد وأقوى و لقى عقبة بن نافع مصرعه وأستشهد بإحدى الغزوات , واستمرت الحملات وخسر المسلمون مواقعهم وارتدوا الى برقة وجاء حسان بن النعمان لقيادة المسلمين وتجددت الحملات إلى أن لقي زعيم أوربة مصرعه فى أحداها , ثم تولت قيادة البربر من بعدة ملكة الأوراس الملكة تهيا ( ويعنى الجميله ) وكانت تدينباليهوديه هي وقبيلتها جراوه ومعها زناته -وبجانب جمالها كانت فارسه ماهرة و قويه وبارعة في التخطيط لم يأت الزمان بمثلها , قادت البربر في حملات عنيفة ضد المسلمين وأرهقتهم في غزوات متتالية جعلتهم لا يتقدمون عن برقة وخسروا فيها خسائر كبيرة جعلتهم يستنجدون بالخليفة الأموي يطلبون المدد وأطلقوا على تلك الفترة - حرب البلاء - وفى أحدى الحملات لقيت الملكة تهيا مصرعها, وكان آخر ما قالته ( يسموننا بربر !! .. ونحن من نحارب البربرية على هذه الأرض !! .. وداعا يا تجار العبيد .. سيخلف في التاريخ أحفادي ) , وبدأت حدة المقاومة تنكسر ثم حدث تحول كبير بعد مجيء موسى بن نصير لقيادة المسلمين بشمال أفريقيا بأن دخل طارق بن زياد الأسلام وكان أميرا لطنجة و من قبيلة أوربة فدخلت معه القبيلة كلها في الإسلام وكانت قبل ذلك تدين باليهودية ثم المسيحية , ثم أعلنت صنهاجة وهوارة أسلامهما , ودخلت زناتة وباقي القبائل الإسلام تباعا" وبدأ الإسلام ينتشر في شمال أفريقيا وبقدر مقاومة البربر للأسلام في البداية بقدر ما حسن أسلامهم بعد ذلك وأبلوا فيه بلاءا عظيما , وضحوا بالكثير من أجل نصرته .
وكان من أعظم أعمالهم فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد فى عهد موسى بن نصير ثم فتحهم لصقلية بعد ذلك ,أيضا كانت تضحياتهم من أجل أقامة صحيح الدين , فهم من البداية عارضوا عزل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنة - وكان رأيهم أن من يولى بإجماع المسلمين لا يعزل الا بإجماعهم أيضا , كما ناصروا آل البيت , وكان رأيهم أن الخلافة شورى ويتولاها الأصلح , وبسبب ذلك دخلوا في صراع مع الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية أيضا , ضحوا فيها بالكثير من أرواحهم وأموالهم , وصدقت فيهم نبوءة عمر بن الخطاب رضي الله عنة ,عندما ذهب إلية وفد لواتة لإعلان أسلامهم وتكلموا معه بلغتهم , فجيء إلية بمن يعرف لغتهم وعرفة بهم وبنسبهم , فدمعت عيناه أثناء حديثة معهم فلما سأله الصحابة عن ذلك قال مامعناه ( سيأتي زمان على هؤلاء القوم تتكالب فيه الأمم عليهم وهم يقاتلون لإقامة الدين ونصرته ) وقال أحد الأعراب المعاصرين لتلك الفتن (كنا نقاتل من أجل الدرهم والدينار وهم يقاتلون لنصرة دين الله ويبذلون فية النفس والنفيس ) , وصحت فيهم مقولة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما رأت صبيا بالمدينة مليح الوجه فسألت عنة فقالوا لها أنة من البربر, فأكرمته وقالت فيه ( إن قومه يقرون الضيف ويضربون بالسيف ويلجمون الحكام لجوم الخيل ). ثم حدثت أكبر فتنة عرفها تاريخ الأسلام أقتتل فيها المسلمون بأعداد كبيرة ودارت فيها المعارك على رقعة شاسعة من الأرض وكما ذكر المؤرخون أضرت بالإسلام والمسلمين كثيرا وتسببت في نشر الخراب والحرائق بشمال أفريقيا وهى غزوة بني هلال وبني سليم التي حرض عليها الخليفة الفاطمي بعد قيام البربر بعزلة فى شمال أفريقيا بعد نقضة لعهدة لهم بتدعيم المذهب السنى فى مصر إن هم ساندوه فى فتحها فأدوا هم ماعليهم ولم يوف هو بوعدة لهم فدعت صنهاجة لعزلة , وتزعم هذه الدعوة - المعز بن باديس الصنهاجى ملك صنهاجه وزناته والفارس الشهير والملقب بالخليفة الزناتى- والذى أقام مملكة زناته الشهيره بالقيروان وتونس وكانت ملأ السمع والبصر و جاهد لتدعيم المذهب السنى بشمال أفريقيا . ولم تكن هذه الحملة لنشر الإسلام بشمال أفريقيه كما تصوره السيرة الشعبية , لأن الإسلام كان منتشرا ومستقرا هناك , ولكنها كانت حملة أنتقام من البربر حرض عليها الخليفة الفاطمي وأستغل فيها بني هلال وبنى سليم وساندهم فيها وكان البربر أذا ما اضطروا إلى أخلاء مدينة تحت ضغط الصراع كانوا يخربونها ويحرقونها حتى لا تقع عامرة فى أيدي خصومهم - وهو ما يعرف اليوم بأسلوب الأرض المحروقة. واستمر الصراع طويلا عنيفا ألي أن لقي الخليفة الزناتى مصرعة فيها ولعبت الخيانة دورا هاما فى مصرعه وفى سقوط مملكة زناته من بعده – أما بنى سليم فقد قصدوا برقة موطن لواتة وبعض عشائر هوارة ولم يدم الصراع طويلا ثم تعايش بنو سليم مع هذه القبائل حيث وجدوهم يماثلونهم في التقاليد ولا يقلون عنهم فروسية ونشأت صلات مصاهرة بينهم نتجت عنها عشائر من هوارة ولواتة لها جذور من بني سليم ناحية الأم حيث كان من عادة البربر أن يتزاوجوا من الغير ولايزوجون بناتهم خارج القبيلة .. ولكن ترك هذا الصراع جراحا عميقة في نفوس البربر بشمال أفريقيا , فهي كانت المرة الأولى التى يتقاتل فيها المسلمون بمثل هذا الحجم وعلى هذه الرقعة الواسعة من الأرض .وأرجع المؤرخون سبب مقاومة البربر للإسلام في البداية لأسباب عدة وهى التى لخصتها كلمات الملكة تهيا الأخيرة , فالعرب استخدموا كلمه البربر بمعناها السىء في التعامل معهم كما أن أسلوب الغزو الذي أتبعة المسلمون وقيامهم ببيع الأسرىفي سوق النخاسة وسبى النساء أثار حفيظة البربر كثيرا وأثار فيهم روح المقاومة فهم لم يعتادوا هذاالأسلوب في حياتهم ولم يتعاملوابه في نزاعاتهم وهم من أطلقوا على أنفسهم لقب الأمازيغ ( أي الأحرار ذوى الأصل النبيل) ومنها أيضا أن البربر لم يكن يعلمون شيء عن هذا الدين أو أصحابه - فالمسافة الذمانية والمكانية كانت قد بعدت بين الطرفين ونسى كلا منهم علاقته بالآخر- كما أن المسلمين لم يمهدوا بالدعاة للتعريف بالدين الجديد فضلا عن أن البربر كانوا يدينون بالمسيحية واليهودية أي أنهم أهل كتاب ولا يجوز قتالهم شرعا مالم يعتدوا ولا أكراه لهم في الدين ... كل ذلك جعل البربر يأخذون موقفا معاديا للدين الجديد وأصحابه ويواجهونهم بمقاومة عنيفة كبدت المسلمين خسائر فادحه وأخرت انتشار الإسلام بشمال أفريقيا طويلا.

آل إبراهيم

لا تكون الصورة واضحة ولا الكلام عن قبائل بنى قيدار مفهوما ألا أذا أخذنا فكرة عن تاريخآل إبراهيمعلية السلام.
بعد الطوفان الذي غمر الأرض ونجاة سيدنا نوح علية السلام بسفينته والمؤمنين الذين كانوا معه كان له خمسة أبناء حفظ لنا التاريخ سيرتهم ولم يحفظها لغيرهم ممن كانوا معه بالسفينة . وأنتشر أحفاد أبناؤه الخمسة بالأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وعمروها – وكان سام وحام من أبناء نوح علية السلام وأستقر أبناء الأول بمنطقه الرافدين( العراق ) ثم انتشروا بمنطقه الجذيره والشام أما الثاني أنتشر أبناؤه بجنوبها وقارة أفريقيا . وجاءت من سام بن نوح قبائل الآشوريين والبابليين والآراميين والكلدانيين وأطلق على تلك الشعوب لاحقا أسم العرب وأطلقته عليهم الشعوب المجاورة لهم - وأسباب التسمية كثيرة لامجال لذكرها هنا - أي أن كلمة العرب ليست أسم نسب ولكنه لقب وصفة أطلقت على تلك الشعوب مثلما نقول الغرب ونقصد به شعوب أوربا – وجاء من الكلدانيين سيدنا إبراهيم علية السلام وزوجته سارة ثم رحل بها من العراق لجنوب فلسطين واستقر بها فترة قبل أن يذهب لمصر ويعود منها بهاجر ويتزوجها وينجب منها أسماعيل علية السلام وبعد ذلك أنجبت له سارة أسحق علية السلام وكانت عاقر قبل ذلك . ثم طلبت سارة من أبراهيم علية السلام أن يبعد هاجر وأبنها فأوحى لة الله أن يتجه يهما جنوبا وكان كلما يتوقف ويرغب في الاستقرار يوحى لة بمواصلة المسير حتى وصل مكة وترك بها هاجر وإسماعيل ثم تفجر بئر زمزم لهاجر عليها السلام وأحاطت بهما القبائل وأصبح المكان عامرا ثم أقام سيدنا أبراهيم البيت مع أبنة أسماعيل عليهم السلام وكبر أسماعيل وتزوج وأنجب أثنى عشرة ولدا هم ( نبايوت ،قيدار، إذبئيل،ميسام،مشماع ،دومة،مسا،حدار ، تيما،يطور،نافيش ،وقدمة) وأنجب كذلك أبنة وحيدة تدعى نسمه.
أما قيدارالابن الثاني لإسماعيل علية السلام فقد أنجب عدة أبناء منهم أبنه (بر) وأنجب هذا بدورة أثنين من الأبناء هما برنس ومادغيس الأبتر ومنهما جاءت كل القبائل التي عرفت بعد ذلك باسمالبربر وجاء أيضامن أحد أبناء قيدار بعد ستة أجيال حفيدةعدنانالذى جاءت منة قبائل بني عدنان أو العرب العدنانية وجاءمن ذريتة خاتم الرسل وعدنان هو الجد الثانى والعشرون للرسول عليه الصلاة والسلام .أما أسحق عليه السلام فقد أنجب أثنين من الأبناء هما يعقوب علية السلام والعيص أو عيسو . أما يعقوب وعرف بعد ذلك باسم إسرائيل فقد أنجب أثنى عشرة ولدا شكلوا أسباط (قبائل) بني أسرائيل وجاء منهم الأنبياء يوسف وموسى وهارون ويوحنا وزكريا وداود وسليمان وعيسى عليهم جميعا السلام , وجاءت أيضا العذراء البتول مريم أكرم نساء العالمين عليها السلام .
أما عيسو فقد جاء من زريتة سيدنا أيوب واليسع عليهما السلام .

وقد تعهد الله سبحانه وتعالى لإبراهيم علية السلام برعاية بنى أسحق وأن يبارك بنى أسماعيل ويجعل منهم أمة كبيرة وقد صدق الله وعده فلم تحظى أمه بعناية من الله مثلما حظي بنو أسرائيل , وجاء منهم معظم الأنبياء والرسل وكذلك أصبحت ذرية بني أسماعيل تملأ الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا وكرمهم الله بأن جاء منهم خاتم النبيين وجعله رسولا لكل البشرية .

وكما نرى فأن آل إبراهيم ما هم ألا - شجرة مباركة بعضها من بعض - أزدانت بالأنبياء والرسل الذين تحملوا المشاق وكابدوا المتاعب و حملوا راية الأيمان والتوحيد وواصلوا عقيدة الإسلام التي بدءها جدهم الأكبر أبو الأنبياء إبراهيم ( خليل الله) علية السلام , وحمل لواءها أبناؤه من بعدة , فحمل موسى( كليم الله)علية السلام رسالة التوراة , ومن بعدة حمل عيسى( كلمة الله) علية السلام رسالة الإنجيل , ثم جاءت خاتمة الرسالات - القرآن - وحملها محمد( حبيب الله) علية الصلاة والسلام .. وأنزل الله على نبيه في حجة الوداع آيته الأخيرة( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الأسلام دينا) وبذلك اكتملت عقيدة الأسلام والتوحيد والتي ارتضاها الله لنا دينا , والتي بدأها أبو الأنبياء وأستكمل أبناؤه شرائعها في ثلاثة رسالات سماويه - عليهم جميعا أفضل الصلوات وأفضلالسلام .

شكرا الاخ الكريم الامازيغي الهواري المصري الباحث احمد شافع العليوي على هذه المعلومات المفيدة الطيبة الكريمة

لكن الشيئ الذي اعلمه ان الامازيغ كنعانيون حاميون من ذرية مازيغ بن كنعان بن حام بن سيدنا نوح عليه السلام كانوا مع اخوانهم العرب الساميين و الفنيقيين في شبه جزيرة العرب و كانوا متعربين معهم يتكلمون لغة واحدة عروبية قديمة يعتقد انها هي الاصل الاول و ذات لهجات متعددة متقارية جدا .
و كان كل من سكن شبه جزيرة العرب يسمونه عربيا لتقارب سكانها في نطق العربية القديمة لغة شبه الجزيرة العربية التي جمعت الساميين و بعضا من الحاميين منهم الامازيغ الذين هاجروا الى شمال افريقيا قديما .

احمد الطيباوي
2012-03-25, 23:50
كلكم لآدم وآدم من التراب
بركاونا من هادي الخزعبلات الي ماعندها حتى معنى البلدان والشعوب راهم يتطورا وحنا مازلنا قابعين في الأصل انت عربي وانت امازيغي وهذاك من جا وهذاك ماهوش وليد بلادنا ربي يهديكم
علابيها قعدنا متوخرين

يا اخي الكريم هذه ليست خزعبلات نحن نبحث عن الاصول ليس للعنصرية و الفتنة حاشا لله و انما لبعث صلة الرحم بين كل المسلمين لان اصولنا كلها واحدة من سيدنا ادم عليه السلام
البحث في الاصول و الانساب الغرض منه بث صلة الرحم و تطهير القلب من العنصرية و التعصب لان الاب في النهاية واحد و كذلك الغرض منه التاصل الذي يبعث على كرم الاخلاق و الفضيلة .
البحث في الانساب و الاصول لم يبحث فيه الأخوة الامازيغ و العرب فقط بل تعدى البحث الان الى مراحل حديثة في الابحاث العلمية المتطورة كعلم الاحماض النووي الذي اصبح يكشف السلالات البشرية و يرجعها الى اصولها السحيقة الاولى على بعد الاف السنين .
الباحث في اصوله و نسبه و اصله لابد ان يكون موضوعيا و يطهر قلبه من امراض الحسد و العنصرية و الشعوبية و العصبية و يتقبل كل الحقائق و يصبر عليها و لابد له ان يتخلق باخلاق الاسلام العظيمة و بالادب و الحشمة و الحياء و اداب الحوار و النقاش العلمي البناء المنطقي النافع للجميع الباعث على صلة الرحم و التالف و الاخوة و المحبة في اطار الاسلام .

احمد شافع العليوى
2012-03-26, 17:40
شكرا الاخ الكريم الامازيغي الهواري المصري الباحث احمد شافع العليوي على هذه المعلومات المفيدة الطيبة الكريمة

لكن الشيئ الذي اعلمه ان الامازيغ كنعانيون حاميون من ذرية مازيغ بن كنعان بن حام بن سيدنا نوح عليه السلام كانوا مع اخوانهم العرب الساميين و الفنيقيين في شبه جزيرة العرب و كانوا متعربين معهم يتكلمون لغة واحدة عروبية قديمة يعتقد انها هي الاصل الاول و ذات لهجات متعددة متقارية جدا .
و كان كل من سكن شبه جزيرة العرب يسمونه عربيا لتقارب سكانها في نطق العربية القديمة لغة شبه الجزيرة العربية التي جمعت الساميين و بعضا من الحاميين منهم الامازيغ الذين هاجروا الى شمال افريقيا قديما .
بارك الله فيكم استاذنا الكبير احمد الطيباوى على الترحاب
ونشكركم على هذا المعلومات ونحتسبه من حسناتكم واشكر اخواتى واخواتى الامازيغ
وجميع الشعب الجزائرى على كل معلومه
ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ
الحقيقه اخى احمد قول ان الامازيغ حاميون فهذا كثير يشتشهد به وليس انت فقط ويقول انهم من مازيغ بن كنعان بن حام , ربما البعض ينسبهم الى هذا .لاسم {مازيغ} ولا يعلم انهم هم اطلقوا على انفسهم اسم الامازيغ . وتعنى الاحرار
والحقيقه . هم من صلب
{ بر بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم} (ع.س)
وبالتالى هم ساميون كلدانيوون ولا يجوز ننسبهم نسب باى اسم مسمه
وهناك ايضا اراه اخرى مثل
د . فاضل سليمان . الداعيه الاسلامى . ونكرر شكرنا اليكم مره اخرى .
ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ
نشاهد
http://www.youtube.com/watch?v=DUMPu5P5CiI

احمد الطيباوي
2012-03-26, 23:14
بارك الله فيكم استاذنا الكبير احمد الطيباوى على الترحاب
ونشكركم على هذا المعلومات ونحتسبه من حسناتكم واشكر اخواتى واخواتى الامازيغ
وجميع الشعب الجزائرى على كل معلومه
ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ
الحقيقه اخى احمد قول ان الامازيغ حاميون فهذا كثير يشتشهد به وليس انت فقط ويقول انهم من مازيغ بن كنعان بن حام , ربما البعض ينسبهم الى هذا .لاسم {مازيغ} ولا يعلم انهم هم اطلقوا على انفسهم اسم الامازيغ . وتعنى الاحرار
والحقيقه . هم من صلب
{ بر بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم} (ع.س)
وبالتالى هم ساميون كلدانيوون ولا يجوز ننسبهم نسب باى اسم مسمه
وهناك ايضا اراه اخرى مثل
د . فاضل سليمان . الداعيه الاسلامى . ونكرر شكرنا اليكم مره اخرى .
ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ
نشاهد
http://www.youtube.com/watch?v=DUMPu5P5CiI

شكرا يا بن العم الفاضل على فوائدكم الكريمة لكن علم الاحماض النووية الحديث الذي يبعث في الاعراق جعل الامازيغ في السلالة E اما الساميين فوضعوهم في السلالة j على حسب علمي .
كما ان الفيديو الذي تفضلت به للاستاذ الدكتور فاضل شاكر يجعل بر جد الامازيغ بن قيس عيلان القحطاني
و انت قلت انه بر بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم عليهم السلام .
فما الصحيح بين هذه الاقوال اذا كان العلامة عبدالرحمان بن خلدون و التوراة القديمة يذكرون انهم من ذرية كنعان بن حام بن نوح عليه السلام

yellis nu lemmouche
2012-03-26, 23:37
عندما تريدون معرفة الحقيقة اسألو اوشن فهو احق بالاجابة من غيره

احمد شافع العليوى
2012-03-27, 00:39
شكرا يا بن العم الفاضل على فوائدكم الكريمة لكن علم الاحماض النووية الحديث الذي يبعث في الاعراق جعل الامازيغ في السلالة e اما الساميين فوضعوهم في السلالة j على حسب علمي .
كما ان الفيديو الذي تفضلت به للاستاذ الدكتور فاضل شاكر يجعل بر جد الامازيغ بن قيس عيلان القحطاني
و انت قلت انه بر بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم عليهم السلام .
فما الصحيح بين هذه الاقوال اذا كان العلامة عبدالرحمان بن خلدون و التوراة القديمة يذكرون انهم من ذرية كنعان بن حام بن نوح عليه السلام
بارك الله فيكم ابن عمومتى احمد الطيباوى على توضيحاتكم الكريمه ,, وشكرا جزيلا على ما زكرته .
الحمض النووى كما زكرتم هو الحديث , فكيف نشتشهد بالعصر الحديث . ونبتر او نحذف العصر القديم وكلام التوراه الذى زكر مملكه بنى قيدار وال ابراهيم وشاهده على عصرهم فهلا نشترشد باى عصر ولا نشتشهد بكلام { الله سبحانه وتعالى } وايضا هناك نسابه ومورخون مثل الحمدانى وابو اسحاق اطفيش وغيرهم يشتشهدون ان البربر من صلب ( بر بن قيدار)
نرجع لقولى السابق انهم من ولد بر بن قيدار بن اسماعيل
نعم بالفعل زكرت هذا ,, ولكن قلت هناك ايضا اراه اخرى واكيد ممكن ترجع معى لاقولى السابق الذى زكره فى .
وهناك ايضا اراه اخرى
نرجوا ان نكون قدمنا ما تتقبلوه . وجزاكم الله خيرأ
ولك تحياتى

احمد شافع العليوى
2012-03-27, 00:47
عندما تريدون معرفة الحقيقة اسألو اوشن فهو احق بالاجابة من غيره
بارك الله فيكم , لقد اصابتوا فى هذا
والحقيقه اختنا وبنت عمومتنا اخى اوشن ليس بعيد عننا
فاوشن ابن عمى فى نظرنا دائما ولن نستغنى عن علمه
ومشكوره على النصيحه يا شقيقه القلب

fraih
2012-03-27, 00:52
بارك الله فيكم

احمد شافع العليوى
2012-03-27, 13:01
ايه يا ابن العم
إن ابن عمك الشهم الذي تقول انك لن تستغني عن علمه قد تم حظره من المنتدى بسبب انه يقول الحقيقة و لا يحابي في ذلك احدا و لا يخشى في اظهار التاريخ الحقيقي لومة لائم و لذلك تقول لك ابنة عمك يليس نو لموش عندما تريدون معرفة الحقيقة فاسألو اوشن
حسبنا الله فيما فقدنا من علم قد كان اوشن جبلا لا تزحزحه اكاذيب المبطلين و لا يلين للافاكين يدحض الكذب بالصدق و يتصدى للخرافة بالحقيقة فلم يهنأ لهم بال حتى حظروه من المنتدى فأي ظلم هذا ؟
شكرا لك ابن العم الكريم فارس بنى مازيغ
ربى العليم يعلم ما مدى تاثير افتقادنا لابن العم { اوشن }
رغم اختلاف وجهات النظر بينأ , ولكن اختلاف محترم لاننا على منتديات النقاش والحوار . وهل الاختلاف ينجب بيننا كراهيه لسمح الله فنحن فى الاول والاخر ابناء عمومه ومن يصيب ابن العم فبالتاكيد يصيبك . وعشمنا فى الاداره الكريمه التى سنطلب منها ما فى الخير لاخى اوشن . لان لابد من الراى والراى الاخر
ولكم وللاداره الفاضله تحياتى

احمد الطيباوي
2012-03-28, 12:02
شكرا لك ابن العم الكريم فارس بنى مازيغ
ربى العليم يعلم ما مدى تاثير افتقادنا لابن العم { اوشن }
رغم اختلاف وجهات النظر بينأ , ولكن اختلاف محترم لاننا على منتديات النقاش والحوار . وهل الاختلاف ينجب بيننا كراهيه لسمح الله فنحن فى الاول والاخر ابناء عمومه ومن يصيب ابن العم فبالتاكيد يصيبك . وعشمنا فى الاداره الكريمه التى سنطلب منها ما فى الخير لاخى اوشن . لان لابد من الراى والراى الاخر
ولكم وللاداره الفاضله تحياتى
لقد قمنا بمراسلة الادارة و تم رفع الحضر عن الباحث المميز العضو الاخ اوشن شكرا للجميع

احمد شافع العليوى
2012-03-28, 12:11
لقد قمنا بمراسلة الادارة و تم رفع الحضر عن الباحث المميز العضو الاخ اوشن شكرا للجميع

السلام عليكم
نشكركم على جهودكم الفاضله مهندسنا الكبير |أ. احمد الطيباوى
ونجعله فى ميزان حسناتكم ,, وهذا ليس غريب على اهل الشرف
ونورتنا من جديد اوشن:dj_17:
ولكم تحياتى

amin_11
2012-03-28, 16:30
شكرا بارك الله فيك

maria_92
2013-09-07, 14:44
لا تستطعون ببساطه ان تضربو حضاره كالامازيغ بعرض الحائط ببساطه لكي تنسبوا انجازاتها الي العرب فالتاريخ يروي العديد من القصص عن بطولات الامازيغ التي يجب عليك معرفتها قبل ان تخرج بهته النتيجه الباطله,

JACKLINNE
2013-09-08, 01:18
عندما ادخل الئ هذا القسم من المنتدى اشعر بضيق في صدري .......ارى كيف وان هويتي تطمس وكانها لاشيئ
حقيقة اخي اذا اراد الامازيغ ان يقولو ان اصلهم ليس عربي فهو كذلك لماذا كل هذه الابحاث فقط لتثبتوا شيئا لايهمكم بالاساس
ارى ان الكثيرين لنقل يكرهون من يقول انه امازيغي وكانه قال انه يهودي .... فلماذا تطمجون الى ان تثبتوا اننكم من اصل واحد
يا اخوتي بغينا نقولو اصلنا مشي عربي واحد مايسالنا اصلنا عربي ثاني واحد مايسالنا ........كل واحد يشوف لروحو برك
يخي رانا مسلمين هذا واش يهم ....

bencheriet
2016-02-21, 14:43
السلام عليكم أريد كتاب ( جماعة المسلمين ) للمؤلف أبو يعلى الزواوي وشكرااا