مشاهدة النسخة كاملة : بدعة منهج الموازانات في النقد
جمال البليدي
2011-06-02, 14:14
http://www.zahrferdaws.com/vb/images/misc/bismillah.png
بسم الله الرحمن الرحيم
منهج الموازنات في النقد وهذا المنهج معناه انه يجب ذكر محاسن أهل البدع عند النقد والتجريح. وكما هو معلوم من أستقرء أحوال الفرق والمناهج فأنها لاتزال تتشعب وتتكاثر وتتنوع ومن هذه المناهج المبتدعة الذي أبتدع لحماية أهل البدع والأهواء هو منهج الموازنات، وذلك أنه لما ظهر الحق في بيان خطورة البدع فأراد أهل الأهواء والأحزاب الذين تجمعهم الأصول السياسية الدفاع عن رموزهم السياسية بقولهم أن لهم حسنات لابد أن تذكر لأنهم قد عجزوا أمام النقد العلمي عن تبرئة رموزهم عن البدع لأنها أشهر من أن تذكر فلذلك ابتدعوا هذا المنهج الباطل ليقولوا وان كانت عندهم بدع لكن عندهم الحسنات ثم يعظّمون مايعتقدونه حسنات وإذا بهم يركّزون على مايعتقدونه حسنات وينسون ذكر البدع التي وقع بها هولأء الرموز هذا من جانب ومن جانب آخر هم لايطبقون هذا المنهج المزعوم على من أخطأ من علماء السنة وولاتها فتراهم يتتبعون زلة كل عالم سنة وكذلك ذكر زلات الولاة في المحافل العامة ولما كان هذا المنهج له اثأر سلبية على كثير من الشباب كان من الواجب
بيان هذا المنهج.
الأدلة من الكتاب والسنة على أنه لايلزم في التحذير من أهل البدع ذكر حسناتهم "[1] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5)"
1. القران الكريم يمدح المؤمنين دون ذكر أخطائهم ويذم الكفار والمنافقين دون ذكر محاسنهم.
أ. مدح المؤمنين في آيات كثيرة وذكر ما أعد لهم من الجزاء العظيم ولم يذكر شيئاً من أخطائهم من باب الموازنة وكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. وفي ذلك مصلحة، هي تحريك النفوس إلى التشبه بهم. وذم الكفار والمنافقين والفاسقين في آيات كثيرة ووصفهم بما فيهم من الكفر والنفاق والفسق ووصفهم بأنهم صمّ بكمّ عميّ، وصفهم بالضلال والجهل والكفر والفسق. ولم يذكر شيئاً من محاسنهم لأنها لا تستحق أن تذكر ولان كفرهم وضلالهم قد افسد وشوّه تلك المحاسن وصيّرها هباءاً منثوراً ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) (الفرقان:23)
ووصف اليهود والنصارى بأقبح صفاتهم وتوعدهم اشد الوعيد ولم يذكر شيئاً من محاسنهم التي أهدروها بكفرهم.
وكانت لقريش محاسن ونسوها وأهدروها بكفرهم بأعظم الرسل صلى الله عليه وسلم.
2. تحذير النبي صلي الله عليه وسلم أمته من أهل الأهواء دون التفات إلى محاسنهم لان محاسنهم مرجوحة وخطرهم اشد وأعظم من المصلحة المرجوحة من محاسنهم. معلوم إن أهل البدع لا يخلو من محاسن، عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :(سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم).(مقدمة صحيح مسلم ج1/ص12).
ولقد ذم الرسول صلي الله عليه وسلم الخوارج وأمر بقتالهم ولم يلتفت إلى حسانتهم.
ذكر النبي صلي الله عليه وسلم عيوب أشخاص معينين دون ذكر محاسنهم من باب النصيحة.
1. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس لما استشارته في معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مشيراً ناصحاً :( أما ابوجهم فلا يضع عصاه عن عاتقة وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد، قالت فكرهته. ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيراً كثيراً)."صحيح البخاري."
ولا شك إن للرجلين فضائل ومحاسن ولكن المقام مقام نصيحة ومشورة لا يتطلب أكثر من ذلك ولو كان ذكر المحاسن لازماً في مثل هذا المقام ( مقام النصيحة والمشورة) لشرع لنا رسول صلي الله عليه وسلم ذلك المقام به على الوجه الأكمل أما المنهج الجديد "الموازنات" فيحتم في مثل هذا المقام ذكر المحاسن ولا يدري أهله أن المنصوح يصبح في حيرة وبلبلة وقد يقع فيما يضره. فيضيع وما أصبح الناصح ناصحاً ومحذراً بل قد يكون مغرياً بما يرد محرضاً عليه. فأصحاب المنهج الجديدلم يفرقوا بين المصالح بل أهدروا جانب المصلحة واستهانوا بخطورة البدع
3. موقف الصحابة والتابعين من أهل البدع :-
قال ابن عمر رضي الله عنه في أهل القدر اخبرهم أني بريء منهم وإنهم مني بُراء.
وقال أبو قلابة :(لا تجالسوا أصحاب الأهواء، أو قال أصحاب الخصومات فاني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفونه).
ضوابط يجب مراعاتها بالنسبة للأفراد والجماعات
هذه ضوابط تحدد من يجب احترامهم وإكرامهم من البشر فلا يجوز أن تمس كرامتهم وتحدد من يجوز الكلام فيهم ونقدهم بل يجب عند الحاجة والمصلحة دون تعريج إلى محاسنهم.
أولاً:من يجب تكريمهم:
1. الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
2. الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فليس لهم من ألأمة إلا الحب والتقدير فقد اثنى الله عليهم في كتابه الثناء العاطر وتحدث عن منازلهم وجهادهم وبذلهم في سبيل الله المال والنفس واثني عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم الثناء العاطر أفراداً وجماعات واعتنى بفضائلهم ومكارمهم أئمة الإسلام فألفوا في فضائلهم المؤلفات الكثيرة.
3. التابعون لهم بإحسان من التابعين الذين أدركوا صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم واهتدوا بهديهم.
4.الفقهاء السبعة ومن جرى على منهجهم في سائر الأمصار ثم من بعدهم أئمة الحديث والفقه والتفسير الذين سلكوا مسلك الصحابة والتابعين الكرام ومن سار على منهجهم في الاعتقاد والاعتصام بالكتاب والسنة ومجابهة البدع والأهواء وهم المعروفون بأهل الحديث وقد رمى الإمام احمد من يطعن بهم بالزندقة.
ولا شك انه لا يطعن فيهم إلا من أضله الله وأعمى بصيرته فان اخطأ احد هؤلاء في مسالة من الاجتهاد وغيرها وجب بيانها لا على وجه الذم.
قال شيخ الإسلام :(ومن عرف منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم فان الله غفر له خطأه بل يحب لما فيه من الأيمان والتقوى موالاته ومحبته، والقيام بما اوجب الله من حقوقه من ثناء ودعاء).(المجموع 28/234).
ثانياً: من يجوز نقدهم وتجريحهم وتحذير الناس من ضررهم.
1. أهل البدع ولقد سبق كلام أهل العلم فيهم.
2. الرواة والشهود إذا كانوا مجروحين.
فهؤلاء يجوز جرحهم بل هو واجب.
فإذا اتفق أهل الحديث من أئمة الجرح والتعديل على جرح راوٍ بالكذب أو فحش الغلط أو قالوا متروك الحديث. واهي الحديث. أو ما شاكل ذلك جاز لكل باحث وناقل أن ينقل ذلك ويرويه ولا يلزمه (من قريب ولا بعيد) ذكر شيء من محاسنه.
3. الرواة المختلف فيهم وتجريحهم أوالرواة المبتدعون.
آ. فالنوع الأول: الرواة المختلف فيهم. يترتب على تقديم جرحه والأخذ به دون التفات إلى قول من عدله إسقاط شئ من الدين، وهذا إفساد عظيم وتضيع شيء من الدين يجب علينا حفظه وهو أمانة في أعناق العلماء فيجب حينئذٍ لمصلحة الدين ولأجل مصلحة المسلمين العامة أن تتحرى الحقيقة وندرس أقوال علماء الجرح والتعديل. كل ذلك لأجل المصلحة لا من اجل وجوب الموازنة لذات ذلك الرجل المجروح."[2] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6)"
ب. الراوي المبتدع: إذا كان في مقام التحذير من البدع حذرنا منه ذاكرين بدعته فقط ولا يجب علينا ذكر شيء من محاسنه وإذا كنّا في باب الرواية فيجب ذكر عدالته وصدقه إذا كان عدلاً صادقاً لأجل مصلحة الرواية وتحصيلها والحفاظ عليها لا من اجل شيء أخركوجوب الموازنة بين المحاسن والمثالب كما يزعم من يزعمه فلا يلزمنا ذكر جوده وشجاعته وجهاده وأخلاقه وغير ذلك مما لا علاقة له بالرواية.
من كان من السلف يجانب رواية أهل البدع ؟
1. قال ابن عباس رضي الله عنه إنا كنّا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول. قال رسول الله ق ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه آذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف. "[3] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7)"
2. قال ابن سيرين :(لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيأخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم)"[4] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8)". وكلام ابن عباس وابن سيرين يحمل على إن هذا كان مذهباً للسلف في عهد بقية الصحابة ومن بعدهم من التابعين ولعل هذا كان منهم بسبب إدراكهم بأنهم في غنية عن الرواية عن المبتدعين فلما اضطر من بعدهم إلى الرواية عن الصادقين من أهل البدع أخذوها عنهم بشروط وتحفظات تضمن اخذ السوي منهما ورد معوجها ومدسوسها.
أقوال العلماء في التحذير من أهل البدع دون ذكر حسناتهم"[5] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9)"
1. قال البغوي رحمه الله في شرح حديث الافتراق :(وعلى المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه ويتركه حياً وميتاً فلا يسلم عليه إذا لقيه ولا يجيبه إلى أن يترك بدعته ويراجع الحق)."[6] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10)"
2. بوب النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين ما يباح من الغيبة وذكر ستة أنواع منها:-
1. التظلم.
2. الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب.
3. الاستفتاء.
4. تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها:- (جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب). إلى أن يقول : ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حالة بشرط أن يقصد النصيحة). أ.هـ (من كتاب رياض الصالحين)
قال الشيخ ربيع المدخلي:(فأنت ترى انه لم يشترط إلا قصد النصيحة ولم يشترط ذكر الحسنات ولم يوجب الموازنات التي يوجبها هؤلاء ويرون إن تركها ينافي الأمانة وإلا تصاف بالعدل).
3. قال شيخ الإسلام رحمه الله :(وقال بعضهم لأحمد بن حنبل انه يثقل عليّ أن أقول فلان كذا وكذا. فقال إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يُعرفُ الجاهل الصحيح من السقيم).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :(فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير شرع الله ودينه ومنهاجه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين. ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب.فإن هؤلاء إذا استولوالم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء)."[7] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11)"
وهناك كثير من العلماء ألفوا الكتب في الجرح والتعديل ولم يشترطوا منهج الموازنة ومنهم:
* البخاري : له كتاب في الضعفاء والمتروكين.
* النسائي : له كتاب في الضعفاء والمتروكين.
* ابن حبان : له كتاب في المجروحين.
* الدارقطني : عدد من الكتب أجاب فيها على أسئلة عن الضعفاء والمتروكين.
* ابن حجر : صاحب كتاب لسان الميزان.
كتب شيخ الإسلام امتلأت بنقد الرجال والطوائف وذكر مثالبهم كما في كتاب نقض المنطق وكذلك كتبه في الطوائف والمذاهب وكتبه في الرد على الأشعريه والمعطلة ومن جرى مجراها.
وكتب الجرح والتعديل مليئة بالطعن في المجروحين فلم يشترطوا هذه الموازنة.
مساوئ منهج الموازنات"[8] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12)"
1. من مفاسده إننا لانذكر أحداً من الملاحدة والكفار والعلمانيين بسوء إلا مقروناً بذكر محاسنهم وقد يتأثر الناس بالمحاسن أكثر من تأثرهم بهذه المساوئ وبهذا ينقلب
التحذير منهم إلى الدعوة إليهم.
2. تميع عقيدة الولاء والبراء.
3. فتح الباب أمام الملاحده وأعداء الإسلام للتشكيك بالقرآن والسنة لأنه جاءت النصوص الكثيرة والكثير تذم أهل الكتاب والكفار القرشيين دون ذكر هذا المنهج.
4. فيه هدر لمؤلفات العلماء وخصوصاً علماء الجرح والتعديل وغيرهم من المحققين الذين كتبوا في الدفاع عن المنهج السلفي وفيه تجهيل للسلف ورميهم بالظلم.
5. إلغاء لمنهج التحذير من المبتدعين والمفسدين. لأنه على ضوء هذا المنهج لا بد من ذكر حسناتهم وقد تكون حسناتهم نسبية وبالتالي لا تبقى فائدة للتحذير. وابرز من كتب من العلماء في بيان ونقد هذا المنهج المنحرف حسب علمي هو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى. في كتاب منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والطوائف والذي نقلت منه هذا الفصل.
____________________________________________
[1] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref5)راجع كتاب منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والطوائف للشيخ ربيع بن هادي المدخلي "حفظه الله"
[2] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref6)قال الشيخ عبيد الجابري"هنا" :(أذا أختلف في جرح راوٍ وتعديله فيقدم الجرح المفسر ولايلتفت إلى التعديل).
[3] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref7)مقدمة صحيح مسلم باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها واخرجه الحاكم في المستدرك كتاب "العلم" وأخرجه الدارمي في سننه باب"الحديث عن الثقات"
[4] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref8)مقدمة صحيح مسلم " باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها
[5] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref9)راجع كتاب منهج أهل السنة والجماعة / للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
[6] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref10)شرح السنة /1/227.للبر بهاري
[7] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref11)مجموع فتاوي شيخ الإسلام أبن تيمية ( 5/110)
[8] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref12)راجع كتاب منهج أهل السنة والجماعة / للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
جمال البليدي
2011-06-02, 14:21
الكلام على مسألة الموازنات على عدة مقامات
المقام الأول : مقام النقد وهذا لا يلزم فيه ذكر الحسنات لأن الناقد محسنٌ للمنتقد والمحسن ما عليه من سبيل
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" كذب أبو السنابل " ولم يذكر حسنات
وقال ابن مسعود لما عرض عليه فتيا لأبي موسى الأشعري في المواريث فقال :" لإن وافقته لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين "
وقال عمر في أحد الصحابة لما باع الخمر على المشركين :" قاتل الله فلاناً " ثم ذكر حديث تحريم بيع ما حرم أكله
والإلزام بذكر الحسنات في هذا المقام بدعة عصرية قام بتفنيدها جماعة من العلماء منهم الشيخ الألباني وتلميذه الشيخ ربيع في كتابيه المذكورين
ولهذه البدعة آثار سيئة جداً منها اتهام أئمة السلف أنهم كانوا ظلمة وبالتالي إسقاطهم وحول هذا المعنى شنشن حسن بن فرحان المالكي
المقام الثاني : مقام الترجمة
وهذا المقام يرى الشيخ الألباني والشيخ ربيع أنه يجوز ذكر الحسنات فيه بل إني سمعت الشيخ ربيعاً يذكر أن فرعون لما ترجموا له ذكروا في ترجمته حسنات
ولكن السؤال هنا
هل هذا الذكر للحسنات واجب ؟
هذا يحتاج إلى دليل شرعي ، ونحن إذا ترجمنا لعالم وطوينا كشحاً عن سيئاته هل سنعتبر غاشين للأمة ؟!!
الموافقون لا يقولون ذلك ولا نحن في حق علماء أهل السنة
فلماذا نعتبر عدم ذكر الحسنات في الترجمة ظلماً _ كذا بإطلاق _ ؟
ولماذا نأخذ بالشق اللين من القاعدة ونترك الشق الشديد
فظلم الناس شديد على أنفسنا ، وغش الأمة ليس شديداً
وهل هذا ينطبق على عتاة أهل البدع مثل بشر المريسي وابن النعمان المفيد وابن عربي الطائي ؟!!
المقام الثالث : مقام التقييم
وهذا المقام الكلام فيه جديد نسبياً ولا أدري ما الذي يعنيه القائلون به
هل المراد أنك لو سئلت عن شخص فقلت :" هو مبتدع اتركوه " فأنت ظالم
وإذا قلت :" هو مبتدع ولكن عنده حسنات " فأنت منصف !!
وهل فعل السلف هذا مع جميع أهل البدع ؟!!
الجواب : لا والأمثلة على ذلك كثيرة فقد هجا ابن المبارك ثور بن يزيد ونفر منه مع كونه كان ثقةً ثبتاً
وإذا كان المحدثون يقولون في الراوي :" ضعيف " أو " مختلط " وغيرها من الألفاظ مع كون هذا الراوي عالماً أو فقيهاً كما هو شأن أبي حنيفة وشريك القاضي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
ولم يحكن أحدٌ عليهم بأنهم ظلمة
فلماذا نكون ظلمةً إذا ذكرنا حال الشخص من جهة السنية والإبتداع دون ذكر بقية الحسنات كما كان المحدثون يذكرون حال الراوي من جهة الضبط دون ذكر بقية الحسنات
فالأمران وقعا لحماية الدين
نقل ابن رجب في شرح العلل :" قال ابن أبي الدنيا : نا أبو صالح المروزي سمعت رافع بن أشرس قال كان يقال : (( من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه . وأنا أقول : (( من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه )) "
قلت : وهذا يشمل المقامات كلها فتأمل
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
كتبه عبدالله الخليفي
(http://www.alrbanyon.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=8906)
جمال البليدي
2011-06-02, 14:33
إغناء المعارف في الرد على من وازن بين حسنات وسيئات المخالف
( الرد على بدعة الموازنات )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
أخي الكريم قبل أن تبدأ القراءة دع التعصب جانبا وأقوال الرجال زنها بمقياس أهل السنة فما وافق الحق فخذه وما خالفه فاضرب به عرض الحائط .
فاعرف الحق تعرف أهله ، ولا تعرف الحق بالرجال .
سأذكر لك – إن شاء الله تعالى- بدعة خطيرة ظهرت في عصرنا ( وهي تخفى على الكثيرين ويخفى عليهم شرها وخطرها) وسأحاول الرد عليها بما استطعت
وهذه البدعة هي الموازنة .
ويقصدون بها : ذكر حسنات المبتدع في مقابل ذكر سيئاته إذا رددت عليه .
ويقولون أن هذا من العدل الذي أمرنا به ( ولو كان عدلا لما سبقوا السلف إليه بل ولبينه نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته ولذكره ربنا عز وجل في كتابه )
فمثلا : لو حذرت من مبتدع وقع في بدعة الخروج فتقول :
فلان قال ببدعة الخوارج لكن له جهود في الدعوة إلى الإسلام وألف الكتب وجاهد الكفار... إلى غير ذلك من الحسنات .
وخطر هذه البدعة يكمن في أمرين :
الأول : مخلفتها للهدي الرباني والهدي النبوي وسبيل المؤمنين .
الثاني : محاولة رفع أهل البدع ، وهو من الخطورة بمكان فلو رفع أهل البدع لفسد الدين.
ولقد انبرى أهل العلم لها وكشفوا زيغها – ولله الحمد- كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين والمحدث العلامة الألباني والمحدث العلامة ربيع المدخلي والعلامة الفوزان – رحمهم الله الأموات وحفظ الأحياء- وغيرهم كثير .
فأردت تلخيص ماكتبوه في هذا المقال المتواضع لإيصال الفكرة إلى طالب الحق وتذكير أهل الحق .
وحالي في هذا المقال كقول العلامة الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله وشافاه- في كتابه ’’النّظائر‘‘(ص17): (( و جميع ما ذكرته ليس لي فيه من فضل سوى الجمع و التّرتيب، و بعد ديمومة النّقلة و التّرحال من كتاب إلى آخر، حتّى لو قلت لكلّ جملة منها: عودي إلى مكانِك لما بقيَ لي منها إلاّ النّزر اليسير )).
وقسمت هذا المقال إلى قسمين :
الأول : الرد على هذه البدعة .
1- بكتاب الله عز وجل .
2- بالسنة النبوية الصحيحة .
3- بأقوال السلف الصالح ومن سار على نهجهم .
4- بالعقل السليم .
الثاني : الرد على بعض الشبهات المثارة حولها ( وأغلبها من الشبه المتمسك بها)
وكما سبق فإنني راعيت الإختصار على قدر المستطاع حتى لا يمل القارئ وةتسنى للكثيرين القراءة .
فللأسف هجرت المواضيع العلمية الطويلة ( إلا ما رحم ربي) .
فنسأل الله التوفيق والسداد والإفادة والإستفادة .
- القسم الأول : الرد على البدعة :
1- بكتاب الله عز وجل :
مما لا يخفى أن كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فمن تمسك به نجى ومن خالفه هلك.
وقد تكلم الله عز وجل في أقوام ( سواء بالمدح أو الذم ) من المؤمنين والكافرين والمنافقين وغيرهم .
وسأذكر لك أخي ( زادك الله حرصا) المنهج الرباني في الرد على المخالفين .
لتعلم الحق المبين من رب العالمين لتكون على بصيرة من هذا الدين ( أي بدعة الموازنة وسميتها دينا لأن الكثيرين صاروا يدينون الله بها ويبدعون من تركها)
قال عز وجل : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)) [ المسد ]
فجرح الله عز وجل أبا لهب وامرأته دون ذكرٍ لمحاسنهما ، ولا يخفى ماكان للعرب قديما من محاسن ، كإكرام الضيف والسخاء وخدمة الحجاج بل وعبادة الله في الشدة .وكانوا يقولون في حجهم : " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا هولك وما ملكت"
لكن لمّا كان المقام مقام تحذير لم يذكر الله عز وجل ذلك ولا قليل منه .
وقال عز وجل عن باقي المشركين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...) [ التوبة : 28]
وقال تبارك وتعالى أيضا ( محذرنا من بني إسرائيل) : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [ البقرة : 42]
وقال أيضا : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[ البقرة : 44]
وقال أيضا تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[ البقرة : 146]وغيرها كثير
فعلى الرغم من محاسن بني إسرائيل الكثيرة كإيماننهم ببعض الكتاب ، وطاعتهم لبعض أوامر الله عز وجل وأوامر بعض الأنبياء وغيرهما ، لم يذكرها عز وجل .
وقال أيضا تبارك وتعالى عن المنافقين : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [ النساء : 142]
وقال أيضا : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)[ النساء : 145]
وقال أيضا تبارك وتعالى : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ)[ التوبة : 67-68]
وقال أيضا عز وجل : (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [ المنافقون : 1-4]وغيرها كثير
فأين ذكر حسنات المنافقين الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (بأفواههم فقط) وكانوا يصلون ويزكون ويحجون ( ولو نفاقا ) ؟
هذا هو المنهج الرباني في الرد على المشركين والمنافقين والكافرين .
بل وهو نفسه في التحذير من غيرهم .
قال تبارك وتعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [ آل عمران : 7]
فيا أخي المسلم هذا هو المنهج الرباني في كيفية المعاملة مع المخالف والرد عليه , فلزمه توفق للخير واترك آراه الرجال وأهوائهم .
2- بالسنة النبوية الصحيحة :
بعد الرد على هذه البدعة بالكتاب العزيز سأذكرك لك فصلا من هديه صلى الله عليه وسلم في التحذير من المخالفين وغيرهم لتعلم أي الفريقين أولى بالحق ( أهل الموازنات أو أهل السنة)
عن عائشة وابن عباس –رضي الله عنهما- قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).[ رواه البخاري برقم : 3267 وغيره]
عن عائشة –رضي الله عنها- قالت:
تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم).[ رواه البخاري برقم : 4273 ومسلم برقم : 2665 وغيرهما)
وعنها أيضا –رضي الله عنها- : أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: (بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة). فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).[ رواه البخاري برقم : 5685 و أبو داود : 4792 وغيرهما]
وعن فاطمة بنت قيس –رضي الله عنها- قالت : ... قالت: فلما حللت ذكرت له ؛ أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه. وأما معاوية فصعلوك لا مال له... ) [ رواه مسلم برقم : 1480 وغيره]
فأنظروا يا عباد الله لمصلحة امرأة جرح النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهم ومعاوية –رضي الله عنهما- وهما من كبار الصحابة ولم يذكر حسناتهما ( وما أكثرها ) .
فما بالك بمصلحة الدين ؟؟
و عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته )[ رواه البخاري برقم :3651]
وعن أبي ذر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن بعدي من أمتي (أو سيكون بعدي من أمتي) قوم يقرأون القرآن. لا يجاوز حلاقيمهم. يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية. ثم لا يعودون فيه. هم شر الخلق والخليقة).[ رواه مسلم برقم : 1067)
وعن ابن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الخوارج كلاب أهل النار) [ رواه ابن أبي عاصم في السنة وصححه الألباني في ظلال الجنة برقم : 904].
فهل وازن النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج ؟
هل ذكر محاسنهم ؟
وعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القدرية مجوس هذه الأمة ....) [ رواه ابن أبي عاصم في السنة وحسنه العلامة الألباني في ظلال الجنة برقم : 338]
هذا بعض ما ورد في هديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخالف ( وهو كثير جدا لكن ذكرت البعض اختصارا)
فهل يعتبر أهل الموازنات ؟؟
3- الرد عليها بأقوال السلف الصالح ومن سار على نهجهم :
عن ابن عباس، قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمرا. فقال: قاتل الله سمرة. ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله اليهود. حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها).[رواه مسلم برقم : 1582]
قلت : وسمرة من الصحابة –رضي الله عنه – لكن لم يذكر له عمر –رضي الله عنه- ولا حسنة عندما رد عليه .
و عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم: أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر، فقال: كذب عدو الله ...."
[ رواه البخاري برقم : 3220 ومسلم برقم : 2380]
والآن سأذكر لك – أخي القارئ- طرفا يسيرا جدا في منهج أهل السنة في الرد على المخالف :
لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة : فقال : ' قوم سوء'
فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه ويقول : زنديق زنديق زنديق ، ودخل بيته ، فإنه عرف مغزاه "اهـ
ملاحظة : إعتمدت على كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر –رحمه الله- ( فيما يأتي) لأنه يعد من أهم المراجع في جرح الرجال وتعديلهم .
قال –رحمه الله- :
إبراهيم بن محمد بن أبي يحي :قال يحي بن سعيد القطان : سأت مالكا عنه : أكان ثقة ؟
فقال : لا ، ولا ثقة في دينه .
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : كان قدريا معتزليا جهميا كل بلاء فيه .
وقال بشر بن المفضل : سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون : كذاب [83/1]
إسحاق بن نجيح الملطي
قال ابن حبان : دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا .
وقال ابن طاهر : دجال كذاب .[ 129/1]
حديج بن معاوية بن حديج : قال النسائي : سيء الحفظ .
وقال البزار : سيء الحفظ . [ 366/1]
خالد بن عمرو بن محمد : قال أحمد بن سنان عن أحمد بن حنبل : منكر الحديث
قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ضعيف [528/1]
عبد الله بن الوليد الوصافي : قال عنه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم : ضعيف الحديث
وقال عمرو بن علي والنسائي : متروك الحديث [ 30/3]
عبد الله بن الحروز الكوفي : قال البخاري : فيه نظر
وقال الدارقطني : ضعيف [ 150/3]
كثير بن قيس : قال الدارقطني : ضعيف [464/3]
محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري : قال ابن الطاهر : كذاب .
وقال أبة الفضل الهروزي : ضعيف . [ 606/3]
وغيرهم بالآلاف فمن شاء فليراجع :
تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر
ميزان الإعتدال في نقد الرجال للحافظ الذهبي
لسان الميزان للحافظ ابن حجر
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
الكامل في ضعفاء الرجال للجرجاني
المغني في الضعفاء للحافظ الذهبي
تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ المزي
المجروحون وغيرهم ....
وأتحدى أي شخص أن يجد الموازنات فيهم.
4- الرد بالعقل :
أخي الكريم صاحب العقل السليم المتبع للحق موثره على الخلق ، هاك ردا يبصرك بالصواب .
إذا جاء أحدهم وقال ما رأيك في فلان ، فإنه يريد خطبة ابنتي ؟؟
وأنت تعرف أن المسؤول عنه لص مثلا .
فهل ستقول : 'هو رجل كريم له أخلاق ويشهد الصلوات لكنه لص' ؟.
هل تعد هذا من النصح ؟
أليس غشا ؟
لعل السائل ينخذع ببعض الأخلاق الحميدة لهذا الرجل ، فتكون سببا في هدم أسرة .
أو إذا جاءك آخر وقال : ما رأيك في علان ، فإنني أريد أن أقرضه مبلغا من المال ؟
وأنت تعلم أن المسؤول عنه لا يرد الدين .
فهل ستقول : هو رجل متخلق مستقيم لكنه لا يرد الدين ؟؟.
إذا قلتها ما نصحت للرجل .
وهل يعقل إذا ألف أحدهم كتابا يرد على أحد الكفرة .
فهل يفرد بحثا كاملا في ذكر حسناته ( ولا يخل إنسان من محاسن ) ؟
فإذا كان الكتاب في مائة صفحة ، فخمسون لذكر الحسنات والأخرى للسيئات .
أهذا منهج رباني ؟؟
سبحان الله
لو أخذنا بهذه البدعة لوجب علينا الموازنة لكل شخص ( لأنه لا دليل على التفريق )
حتى إبليس لا يجوز لك أن تحذر من مكايده دون ذكر حسناته .
وقل مثل ذلك في فرعون وهامان وأبي بن خلف وأبا جهل وغيرهم ...
نكتة : ينادى أصحاب منهج الموازنات دائما بذكر محاسن المخالفين ( من أهل البدع وغيرهم ) . فلماذا لا يوازنون لأهل السنة ؟
مثال : لو ألف أحدهم كتابا في فضائل الإمام أحمد أو ابن تيمية او ابن باز يجب عليه ذكر سيئاتهم ومساوئهم .
فإن لم يفعل فقد هدم بدعته من أساسها .
هذا ما تيسر في الرد على هذه البدعة ، وأعيد وأكرر أنني انتهجت منه الإختصار الشديد فلو ذكرت كل الأدلة على بطلانها لوصلت إلى سفر كبير .
و صاحب السنة يكفيه دليل .
القسم الثاني : الرد على بعض الشبهات المثارة حولها :
هناك بعض الشبهات يستدل بها أهل الموازنات على بدعتهم ، وأنا سأذكر – إن شاء الله- طرفا منها وأرد عليها رد علميا .وأغلب هذه الشبه تعد من المتمسك بها عندهم , فعليها يبنون بدعتهم , فإذا انهارت القواعد لحق بها البنيان .
الشبهة الأولى :
إستدلالهم بقوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) [ البقرة : 219]
فقالوا : الله عز وجل وازن للخمر والميسر فأثبت لهما النفع والمضرة .
الرد من وجوه :
الأول : ليس في كلام أهل التفسير ما يدل على أن الله عز وجل قد وازن للخمر والميسر,
لهذا فمن فسرها كذلك فقد قال في القرآن برأيه ومن فعل هذا فليتبوأ مقعده من النار كما صح عنه صلى الله عليه وسلم .
وإليك أخي الكريم تفسير هذه الآية .
قال العلامة السعدي في تفسيره( ص: 90-91) : " أي : يسألك - يا أيها الرسول - المؤمنون عن أحكام الخمر والميسر وقد كانا مستعملين في الجاهلية وأول الإسلام فكأنه وقع فيهما إشكال فلهذا سألوا عن حكمهما فأمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتحتيم تركهما
فأخبر أن إثمهما ومضارهما وما يصدر منهما من ذهاب العقل والمال والصد عن ذكر الله وعن الصلاة والعداوة والبغضاء - أكبر مما يظنونه من نفعهما من كسب المال بالتجارة بالخمر وتحصيله بالقمار والطرب للنفوس عند تعاطيهما وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته ويجتنب ما ترجحت مضرته ولكن لما كانوا قد ألفوهما وصعب التحتيم بتركهما أول وهلة قدم هذه الآية مقدمة للتحريم الذي ذكره في قوله :
( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان)
إلى قوله : ( منتهون )وهذا من لطفه ورحمته وحكمته ولهذا لما نزلت قال عمر رضي الله عنه : انتهينا انتهينا "اهـ .
فمن كلامه –رحمه الله- يتبين أن الآية لا تدل أبدا على الموازنة
كقوله : " فأمر الله تعالى نبيه أن يبين لهم منافعهما ومضارهما ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما وتحتيم تركهما" .
فيا من تستدل بهذه الآية هل تذكر الحسنات والسيئات للمخالف عند الرد عليها ليكون ذلك مقدمة للتحذير منهم وتحتيم تركهم ؟
وكقوله :" أكبر مما يظنونه من نفعهما"
فجعل منافعها مجرد ظن لمن عهد شربها .
فكذلك يا من يستدل بهذه الآية فحسنات أهل البدع مجرد ظن منك فقط .
وكقوله : "وكان هذا البيان زاجرا للنفوس عنهما لأن العاقل يرجح ما ترجحت مصلحته ويجتنب ما ترجحت مضرته" .
الوجه الثاني :
ألا يعلم أصحاب الموازنات أن هذه الآية منسوخة ؟
فهل يصح الإستدلال بالآيات المنسوخة ؟
أعوذ بك ربي من جهل الجاهلين .
فإذا علمنا أن هذه الآية منسوخة تقينا أن لها ناسخا وهو قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ البقرة : 90]
فأين الموازنات هنا ؟؟
لا وجود لها .
الوجه الثالث :
قال عز وجل : (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) فكذلك أهل البدع إثمهم أكبر من نفعهم .
فإذا علم ذلك وجب تركهم وترك قراءه كتبهم .
الشبهة الثانية :
إستدلالهم بقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا... )[ آل عمران : 75]
قالوا : الله عز وجل وازن لأهل الكتاب فذكر لهم حسنة وهي الأمانة وسيئة وهي الخيانة .
الرد من أوجه :
الأول : لا يوجد من فسر هذه الآية بالموازنات من أهل التفسير وغيرهم , فيجب البينة على من ادعى أن هذه الآية فيها موزنات .
الثاني : قال الإمام القرطبي -رحمه الله- (تفسير القرطبي 4/116)قال: "الثانية: أخبر الله تعالى أن في أهل الكتاب الخائن والأمين، والمؤمنون لا يميزون ذلك، فينبغي اجتناب جميعهم، وخص أهل الكتاب بالذكر، وإن كان المؤمنون كذلك، لأن الخيانة فيهم أكثر، فخرج الكلام على الغالب، والله أعلم "اهـ
قلت : فكذلك أهل البدع لا نميز حسناتهم من سيئاتهم فينبغي اجتناب جميعهم .
الثالث :" إن الآية تدل على عكس ما يدعيه هؤلاء، فإن الآية ذكرت أناسا من أهل الكتاب يتسمون بالأمانة، وأناسا يتسمون بالخيانة، ولو كان القصد منها تقرير مبدأ الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، لذكرت إيجابيات من وصفوا بالخيانة، وسلبيات من وصفوا بالأمانة، إذ هم كفار، ولهم سلبيات فظيعة تحبط عند الله ما لهم من إيجابيات" [ كلام للشيخ العلامة ربيع المدخلي في كتابه : منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والظوائف ]
الشبهة الثالثة :
إستدلالهم بحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في ترصده للشيطان وجاء فيه : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة). قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي). قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة). قال: لا، قال: (ذاك شيطان).[ رواه البخاري برقم :2187و3151]
قالوا : النبي صلى الله عليه وسلم وازن للشيطان فذكر له حسنة وهي الصدق وسيئة وهي الكذب .
الرد من :
الأول : سبحان الله حتى الشياطين نوازن لها ؟
هل أمرنا الله بذلك أو أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ؟
هل سيحاسبنا الله عز وجل يوم القيامة إذا لم نوازن للشياطين وعلى رأسهم إبليس ؟
الثاني : ليس في الحديث أي دلالة لا الموازنات ، إنما هي من باب قبول الحق من أي جهة كانت .فلما قال الشيطان الحق قبل منه .
فكذلك أهل البدع إذا قالوا الحق قبل منهم .
الشبهة الرابعة :
يستدل الكثير بكتاب ' سير أعلام النبلاء ' للحافظ الذهبي –رحمه الله- ، فإذا ترجم –رحمه الله- لأحدهم ( خصوصا من كان من أهل البدع) يذكر حسناته وسيئاته
فمثلا قال في ترجمة الجهم بن صفوان ( 293/6) : " الكاتب المتكلم أسّ الضلالة ورأس الجهمية ، كان صاحب ذكاء وجدال ..."اهـ
وقال في واصل بن عطاء ( 260/6): "البليغ الأفوه ....
عرف بالغزال لتردده على سوق الغزل ليتصدق على النسوة الفقيرات... "اهـ
فهذا جهل منهم إذ ان السير يعد كتاب تراجم لا كتاب جرح وتعديل .
فقد ذكر فيه –رحمه الله- العالم والمحدث والفقيه والطبيب والأمير والملك والسطان والسني والمبتدع وغيرهم .
فلو كان هؤلاء صادقين في رجوعهم للحافظ الذهبي لأخذوا بمنهجه في نقد الرجال في كتابيه :
ميزان الإعتدال في نقد الرجال .
و المغني في الضعفاء .
فلم يوازن ولا لأحد منهم .
هذا ما تيسر في الرد على هذه البدعة الشنيعة التي أريد من ورائها رفع أهل البدع وإسقاط أهل السنة ( فلو كانوا صادقين لوازنوا لأهل السنة لما ردوا عليهم )
ملاحظة : لم أذكر كلام العلماء المعاصرين في الرد على هذه البدعة فمن شاء الإستزادة فليراجع كتاب ' منهج أهل السنة والجماعة في نفد الرجال والكتب والطوايف ' للعلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي –حفظه الله-
فسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
والله الموفق
وكتبه :
جمال بن عبد العزيز الربيعي
( أبو عاصم السّلفي )
ابو الحارث مهدي
2011-06-05, 21:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخانا الحبيب: جمال البليدي - جمّلكَ الله بالعلم والحلم -
شكر الله لك سعيك
وأدام عليك الصحة والعافية
وطبت وطاب مسعاك وتبوأت من الجنة منزلا
حفظك الله من كل مكروه وسوء
وجعل الله ذلك في عداد حسناتك
الموضوع الذي تطرقت له بشيء من البسط والبيان تعوزه الدقة والشمولية
(لا تربت يمينك)
ومن جهة أخرى - هذا البحث -لم تذكر ما له وما عليه
ولعّلكَ تعذرني إن علمت أنني ممن كان يتبنّى هذا الرأي لعدة سنوات
والله يحدث في أمره ما يشاء
تبين لي – والحمد لله – بعد ذلك بالدراسة الخاصة القاصرة
أن هذا القول رغم ما معه من الحق لا يخلو من مآخذ
فَإنْ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ الأَسِنَةُ مَركَبًا * فَمَا حِيْلَةُ المُضطَرِّ إِلاَّ رُكُوبُهَا
ومع هذا وذاك – أخانا الحبيب(جمال)- لا تبخل عليّ بالجواب على هذه الأسئلة
1- القول بمنع الموازنة هل معناه أنّ حكمها التحريم ؟
2- هل الموازنة مع أهل السنة المخطئين مثلها مع أهل البدع المنحرفين ؟
3- هل حكم الموازنة في الترجمة أو التقويم مثله الموازنة في الرد والتحذير ؟
بعد أن تتكرم عليّ بالإجابة ، سيفتح باب النقاش العلمي الموضوعي-إن شاء الله-
بلا جدال عقيم ولا خروج عن محل النزاع، كما هو الحال مع بعض من كان لك معهم نقاش علمي لكن بدون ثمار ، يعني من قِبلهم لا من جهتك أنت - زادك الله حرصاً -
وأقول :
تـَزَوَّدْ بِالـيَرَاعِ لـِخَوضِ حَرْبٍ *** بِهَا اشْتَدَّ الوَطِيَسُ عَلَى الأَعَادِي
والى لقاء آخر - إن شاء الله -
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواهر الجزائرية
2011-06-06, 06:22
بارك الله فيكم
موضوع مهم ومفيد ويخفى على كثير من الناس
أبو خالد سيف الدين
2011-06-06, 08:53
جزاك الله خيرًا
موضوع جوهري يتناول قضية حساسة
الله تعالى يقول لرسوله محمد صلى الله عليه و سلم:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} الزمر (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=384&idto=384&bk_no=64&ID=267#docu)
و قوله تعالى في حق الرسل و الانبياء:
{وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=384&idto=384&bk_no=64&ID=267#docu)
هذا دليل على أن الشرك يفسد كل الأعمال الصالحة و ينسفها و أنه لا مجال للمجاملة في التوحيد لأي مخلوق مهما كان و لا شفاعة لأهل الشرك
(http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=384&idto=384&bk_no=64&ID=267#docu)
*أم سلمى*
2011-06-06, 15:29
جزاكم الله خيرا
جمال البليدي
2011-06-07, 21:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- القول بمنع الموازنة هل معناه أنّ حكمها التحريم ؟
2- هل الموازنة مع أهل السنة المخطئين مثلها مع أهل البدع المنحرفين ؟
3- هل حكم الموازنة في الترجمة أو التقويم مثله الموازنة في الرد والتحذير ؟
وعليكم السلام ورحمة والله وبركاته:
بداية أخي الفاضل :
لست أبا عاصم فالتشابه في الأسماء فقط وما أنا إلا ناقل عنه.
جوابي على سؤالك الأول:
لم أقل بمنع الموازنة إنما قلت بعدم وجوبها في مقام النقد.
أما عن التحريم فالأمر فيه تفصيل فإن كان الغرض منها تلميع أهل البدع ونشر باطلهم فلا شك في حرمتها وإن كان الغرض منها إلزام الناس بذكر محاسن المنتقد فهذا تكليف مالم يكلفنا الله تعالى به.
جوابي على سؤالك الثاني:
في مقام النقد لست ملزم بذكر المنتقد عليه سواء كان سنيا او مبتدعا بل تقتصر على ذكر الخطأ أما عن حكمها شرعا فقد تقدم في الجواب عليه في السؤال الأول.
أما المقامات الأخرى كالترجمة فلك أن تذكر المحاسن سواء كان المترجم له سنيا أو مبتدعا .
أما مقام التقييم فهذا مقام آخر لأن التقييم عبارة عن نقل لكلام أهل العلم في شخص ما جرحا أو تعديلا ثم الخروج بحكم على هذا الشخص.
جوابي على سؤالك الثالث:
تم الإجابة عليه في المشاركة الثانية فلا داعي للتكرار ويكفيك العنوان.
جمال البليدي
2011-06-07, 21:37
بارك الله فيكم
موضوع مهم ومفيد ويخفى على كثير من الناس
وفيكم بارك الله أختي جواهر نقية.
جمال البليدي
2011-06-07, 21:38
جزاك الله خيرًا
موضوع جوهري يتناول قضية حساسة
الله تعالى يقول لرسوله محمد صلى الله عليه و سلم:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} الزمر (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=384&idto=384&bk_no=64&id=267#docu)
و قوله تعالى في حق الرسل و الانبياء:
{وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=384&idto=384&bk_no=64&id=267#docu)
هذا دليل على أن الشرك يفسد كل الأعمال الصالحة و ينسفها و أنه لا مجال للمجاملة في التوحيد لأي مخلوق مهما كان و لا شفاعة لأهل الشرك
وجزاكم الله بالمثل وزيادة التي هي رؤية وجهه الكريم في جنات النعيم
جمال البليدي
2011-06-07, 21:39
جزاكم الله خيرا
وإياكم.. نورنا الله وإياكم بالتقى والهدى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))
جمال البليدي
2011-06-10, 22:26
قول العلامة المحقق صالح آل الشيخ في منهج الموزانات ؟؟
س1: يقول: ما هو الصواب فيما لو سئل الواحد عن بعض أهل البدع، أو سئل عن كتبهم، هل يشنع عليه ما عنده ويذكر ما عنده من الأخطاء، أو يذكر محاسنه ومساوئه؟ رفع الله درجاتكم.
الجواب: أهل البدع هم الذين يعملون بالبدع أو يدعون إليها.
والبدعة: هي المحدثات في الدين قد تكون من جهة الاعتقاد وقد تكون من جهة العمل.
والمبتدعة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام «وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» قال عليه الصلاة والسلام «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»، وفي آية الأنعام قال جل وعلا ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾[الأنعام:159]، قال أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) هم أهل البدع.
فالذين أحدثوا المحدثات في الاعتقادات أو في الأعمال ولازموها ويُطلق عليهم أصحاب البدع، والواحد منهم مبتدع.
وهؤلاء هدي السلف فيهم أن لا يجالسوا، وأن يحذروا منهم ومن مقالاتهم ومن أعمالهم، وأن لا يثني عليهم إذا كان المقام مقام ردٍّ عليهم، أو إذا كان المقام بين العامة؛ لأن الثناء على المبتدع بين العامة إغراء باتباعه، وهو صاحب بدعة فإذا أثنيته عليه دللت الناس على بدعته.
والمبتدعة في الجملة الحال معهم -من جهة ما يكثر الخلط فيهم في هذا الزمن- من الثناء عليهم أو من ذكر المحاسن والمساوئ ونحو ذلك، مقام أهل العلم مع أهل البدعة على حالتين:
الحالة الأولى: أن كون مقام رد عليهم وتحذيرا، أن يكون مقام رد عليهم ومقام تحذير منهم، فهذا لا يناسب الثناء عليهم، والمبتدع لا يستحق الثناء أصلا، فإذا كان المقام مقام ردود ومقام تحذير فلا يجوز الثناء على مبتدع ولا على من سلك سبيلهم.
أما إذا كان المقام مقام تقييم له ليس ردا عليه، فإن أهل العلم يذكرون ماله من الخير وما عليه من الشر، بإجمال دون تفصيل، مثل ما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله بعض محاسن المعتزلة حيث ردوا على اليهود والنصارى وعلى طائفة الدُّهرية وعلى كثير من طوائف الضلال من غير هذه الأمة، وأثنى على الأشاعرة مرة بردهم على المعتزلة؛ لكن إذا رد على المعتزلة سامهم ما يستحقون ولم يُثنِ عليهم البتة.
فتجد أنه في هذا الوقت خلط كثير من الناس بين المقامين مقام الرد والتحذير ومقام الموازنة.
التقييم هذا يكون على وجه الإجمال وأيضا على قلة.
ومقام الرد هو الذي ينفع العامة فهذا هو الذي لا يجوز أن يثنى على مبتدع، فقد قال رافع بن أشرس فيما رواه ابن أبي الدنيا والخطيب في الكفاية وغيرهما قال: من عقوبة المبتدع أن لا تذكر محاسنه. يعني لأجل أن لا يقتدي الناس به.
إذا تقرر هذا فتبقى قاعدة المسألة: وهي أنه لا يحكم على معيَّن بالبدعة إلا أهل العلم الراسخون، ليس الحكم بالبدع لعامة الناس، أو لعامة طلبة العلم، إنما هو لأهل العلم الراسخين، فإذا أثبت أهل العلم الراسخون أن فلانا مبتدع فإنه ينطبق عليه أحكام المبتدعة الذين ذكرنا.
والكلام المجمل ربما ساغ يعني في غير المعين، الكلام على الطوائف والفئات بغير تعيين، أما إذا الكلام بالتعيين صار المقام أصعب؛ لأن في ذلك حكما والأحكام مرجعها العلماء، والناس في هذه المسالة بين طرفين، وطريقة أهل العلم وسط فيما بين الطرفين. والله أعلم.)))) مستل من شريط مفرغ بعنوان:وقفات مع كلمات لابن مسعود رضي الله عنه.
***ولفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله - كلام فيه زيادة على هذا ؛ كأنه ترتيب لكلام شيخ الإسلام - رحمه الله- :
تفصيل الشيخ صالح عبد العزيز آل الشيخ في مسألة الموزانات بين السيئات والحسنات
قال في شرح كشف الشبهات الشريط السادس :
السؤال:هناك من العلماء من أخطأ في الأسماء والصفات، وقد أولوا بعض الصفات وهؤلاء العلماء لهم جهود كبيرة في خدمة هذا الدين والعلموالعلماء، فهل نحكم عليهم حكما على أهل الشرك من العلماء؟
الجواب:
لا حاشا وكلا، الذي يخطئ في توحيد الأسماء والصفات يؤول بعض الصفات لا نحكم عليه بالكفر بل هو مبتدع مخالف عاصي، فهو ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، ويجب النهي عما أخطأ فيه إذا كان مما أخطا فيه متعديا على الناس يعني منتشر في الناس، يجب التحذير من ذلك،إنكارا للمنكر حتى لا يقتدي الناس به فيما أخطأ فيه.
وبعض الأئمة منهم أحمد وغيره، قيل له ترد على فلان وفلان ولهم من المقامات كذا وكذا، يعني من الصلاح والطاعة،
فقال: ويلك أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، ألا ترى كيف أدفع عنه من يقتدي به في سوئه حتى لا تعظم عليه ذنوبه يوم القيامة.
يقول: أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، ألا ترى كيف أدفع عنهم الإقتداء بهم في السوء حتى لا تعظم ذنوبهم يوم القيامة.
هذا فقه عظيم ؛
لأن النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم توجب أن يبين خطأ المخطئ، حتى لا يتبعه الناس في خطئه، الذي صنف أو الذي دعا إذا أخطأ وأخطأ بخطئه اقتدى به أمم مع قرب الحق منهم وإن كان الوصول إليه، فلم يقانعوا بالحق ولم يأخذوا به فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن دعا إلى ضلالة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيء "، وقال أيضا http://www.alsalfy.com/vb/images/smilies/salla.gif في الحديث الآخر : " ؤمن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ».
فإذن التحذير من خطأ المخطئ في توحيد الأسماء والصفات أو بدعة المبتدع أو ضلال من ضل في بعض المسائل - هذا في مصلحته والإسلام أغلى من فلان أو فلان، حتى ولو كان ممن يشار إليهم من المصنفين القدماء أو المحدثين؛ لأن المقصود حذر التأثير فيما أخطأ فيه عن أن يتبع في ذلك، فالتنبيه ليجتنبهم.
وكل رد له مقام، فأحيانا يكون المقام بذكر حسنات وسيئات، وتارة يكون المقام لا يجوز فيه أن تُذكر حسناته في مقام الرد، والسلف رحمهم الله تعالى في ردودهم على المخالفين تارة يذكرون ما لهم، وتارة لا يذكرون ما لهم بل يذكرون ما عليهم، وهذا لأجل تنوع المقام، فإن كان ذكر ما له في مقام الرد يُغْري به ويوقع الشبهة في تحسين كلامه فإنه يكون ذلك شبهة توقعها في الناس.
مثلا ترد على الرازي مثلا في الأسماء والصفات أو في التوحيد بعامة، أو ترد على فلان، فتقول كان إمام مبرزا وكان ذا علوم، وكان العلماء لا يصلون إلى شيء من علومه، وحفظ كذا وكذا، الذي يقرؤه ينبهر يقول كل هذا ثم تريد أن أصدقك أنه أخطأ أنت من أنت؟ هل أنتفي مقامه؟ وهذا وقع في بعض من كتب في ردوده مدحا لمن رد عليه، يأتي القارئ له لا تتصور القارئ طالب علم، الشيء إذا نشر يقرؤه العامي، ويقرؤه واحد في بيته، ويقرؤه مثقف عادي، يقرؤه يقول طيب العلماء إذن كان هذا عالم وأنت الآن مجدته هذا التمجيد وأخطأ، فليش أنا آخذ كلامك ولا آخذ كلامه، فتقع الشبهة.
لهذا هدي السلف في الردود أنه بحسب المقام تارة يذكرون ما له وما عليه، مثل ما ذكر شيخ الإسلام في مقامات ما للمخالفين وما عليهم وتارة لا يحسن أن يذكر ما له؛ لأنه قد يُغري ذلك الجاهل بالإقتداء به أو تكون المسألة فيها قولان واختلاف العلماء وكل يأخذ ما يشتهي.
هذا تحقيق في مسألة ما أشيع أو ما كثر الكلام عليه في مسألة الحسنات والسيئات وفي ذكر الحسنات والسيئات،
فيكون تحقيق المقام:
أن هذا يختلف فإذا كان المقام مقام تقييم له فيذكر ما له وما عليه؛ وإذا كان المقام مقام رد عليه فلا تذكر حسناته إذا كان في ذكرها إغراء لقَبول ما قال عند بعض الجهلة؛ لأن هذا يحجب عن قبول الحق الذي يأتي به الرأي .
جمال البليدي
2011-06-10, 22:27
قول فضيلة الشيخ العلاَّمة / عبد المحسن العبَّاد حفظه الله
* قال فضيلة الشيخ العلامة عبدالمحسن العباد جواباً على سؤال: هل من منهج السلف: أني إذا انتقدت مبتدعاً ليحذر الناس منه يجب أن أذكر حسناته لكي لا أظلمه ؟
فأجاب الشيخ:" لا.. لا ما يجب إذا حذرت من بدعة وذكرت البدعة وحذرت منها، فهذا هو المطلوب ولا يلزم أنك تجمع الحسنات وتذكر الحسنات؛ إنما للإنسان أن يذكر البدعة ويحذر منها وأنه لا يُغتر بها ". انتهى من درس " سنن النسائي" شريط رقم ( 18942) تسجيلات المسجد النبوي.
* وقال أيضاً الشيخ عبد المحسن العباد جواباً على سؤال : هل في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن معاوية: ( صعلوك لا مال له, وأبى جهم لا يضع العصا على عاتقه ) دلالة على عدم وجوب ذكر الحسنات في باب النقد ؟
فقال الشيخ :
"نعم فيه دلالة؛ لأن القضية ما هي قضية معرفة جميع ما له وما عليه؛ لأن المهم في الأمر هذه النقاط التي تبعث على الانصراف عنه والعدول عنه، لأنه هذا هو المقصود، ما هو المقصود أنه لا يذكر أحد إلا بعد ما يبحث عن حسناته، وهل له حسنات أو ليس له حسنات.. لا. يعني الكلام استشير في شخص هذه المشورة تتعلق بكونه صالح لأن يعامل هذه المعاملة أو أن الأولى للإنسان أن لا يعامله، وما هو السبب الذي يجعل الإنسان لا يعامل، فهو بحاجة إلى سبب عدم التعامل، وأما كونه يبحث عن حسناته ويقول فيه صفات طيبة، وفيه صفات كذا.وفيه صفات كذا.يعني هذا الحديث يدل على أنه ليس بلازم؛ لأن المهم في الأمر ما يبعث على الرغبة, إن كان ما فيه شيء أو يبعث على العدول عنه إذا كان فيه شيء لا يصلح ولا ينبغي".
وفي الختام من أراد التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى : كتاب " منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف " للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله.
هذا و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
جمال البليدي
2011-06-10, 22:28
في ذم منهج الموازنات وبيات علامات أهل البدع
للشيخ محمد سعيد رسلان ـ حفظه الله
عناصر المحاضرة :
في بيان اشتغال أهل السُّنة بإقامة الدين بطلب العلم الشرعي وتطبيقه.
ذم منهج الموازنات.
علامات أهل البدع.
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2080
جمال البليدي
2011-06-10, 22:30
قاعدة الموازنة بين الحسنات والسيّئات
من الغريب أن اللهُ تعالى يقول: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ} [النحل: 128]، وبعضُ الناس يريد إلغاءَ شرط التقوى، ويقول: مهما كان في المسلمين من تقصير فهم منصورون؛ لأنَّ عدوَّهم شرٌّ منهم، فهو شيوعيّ، أو علمانيّ، أو صهيونيّ، أو صليبيّ حاقد ...!!!
وهكذا تعمل قاعدة الموازنات عملها السيِّئ في الأمَّة، حتى تذرَهم ينسجون خيوطاً من أوهام الأمجاد والعزِّ، وكأنَّهم يريدون حذفَ تلك الآيات من المصحف، بل كأنَّهم يريدون أن يخاصموا ربَّهم، إذ لم يعمل ههنا بقاعدة الموازنات، التي مقتضاها أن ينصر المسلمين دائماً؛ ما دام الكفَّارُ شرّاً منهم بلا شكّ!!
روى الإمام أبو نعيم في الحلية (5/303) من طريق ابن المبارك، عن مسلمة بن أبي بكر، عن رجل من قريش: "أنَّ عمرَ بن عبد العزيز عهد إلى بعضِ عُمَّاله:
عليك بتقوى الله في كلَّّ حال يَنزل بك، فإنَّ تقوى الله أفضلُ العُدَّة، وأبلغُ المكيدة، وأقوى القوة، ولا تكن في شيءٍ من عداوة عدوَِّك أشدَّ احتراساً لنفسك ومَن معك من معاصي الله، فإنَّ الذنوبَ أخوفُ عندي على النَّاس من مكيدة عدوِّهم، وإنّّما نعادي عدوَّنا، ونستنصرُ عليهم بمعصيتهم، ولولا ذلك لم تكن لنا قوَّةٌ بهم، لأنَّ عددَنا ليس كعددهم، ولا قوتَّتَنا كقوَّتهم، فإنْ لا نُنْصَرْ عليهم بمقتنا لا نغلبْهم بقوَّتنا.
ولا تكونُنَّ لعداوةِ أحدٍ مِن النَّاس أحذرَ منكم لذنوبكم، ولا أشدَّ تعاهداً منكم لذنوبكم، واعلموا أنَّ عليكم ملائكةَ الله حفظةٌ عليكم، يعلمون ما تفعلون في مسيركم ومنازلكم، فاستحيُوا منهم، وأحسنوا صحابَتَهم، ولا تؤذوهم بمعاصي الله، وأنتم زعمتم في سبيل الله.
ولا تقولوا إنَّ عدوَّنا شرٌّ منَّا، ولن يُنصَروا علينا وإن أذْنبْنا، فكم من قوم قد سُلِّط ـ أو سُخِط ـ عليهم بأشرَّ منهم لذنوبهم، وسَلُوا اللهَ العَوْنَ على أنفسكم، كما تسألونه العونَ على عدوِّكم، نسأل الله ذلك لنا ولكم.
وارْفُقْ بِمَن مَعك في مسيرهم، فلا تَجشّمْهم مسيراً يُتعبُهم، ولا تقْصُرْ بهم عن منزلٍ يرْفُقُ بهم، حتى يُلْقَوْا عدوَّهم والسفرُ لم يُنقصْ قوَّتهم ولا كراعَهم؛ فإنَّكم تسيرون إلى عدو مقيمٍ، جَام الأنفس والكراع، وإلاَّ ترفُقُوا بأنفسكم وكراعكم في مسيركم يكن لدعوِّكم فضلٌ في القوة عليكُم في إقامتِهم في جمام الأنفس والكُراع، والله المستعان.
أقِم بِمَن معك في كلِّ جمعة يوماً وليلةً لتكون لهم راحة يجمُّون بها أنفسهم وكراعهم، ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم، ونَحِّ منزلَك عن قرى الصُّلح، ولا يدخلها أحدٌ من أصحابك لسوقهم وحاجتهم، إلاَّ مَن تثقُ به وتأمنُه على نفسه ودينه، فلا يصيبوا فيها ظلماً، ولا يُتُزُوَّدوا منها إثْماً، ولا يرزَؤون أحداً مِن أهلها شيئاً إلاَّ بحقٍّ، فإنَّ لَهم حُرمةً وذِمَّةً ابتُلِيتُم بالوفاء بها كما ابْتُلُوا بالصبَّر عليها، فلا تَستَنصِروا على أهلِ الحربِ بظلمِ أهلِ الصُّلح.
ولْتَكن عيونُك مِن العرب مِمَّن تَطمئن إلى نُصحِه مِن أهلِ الأضِ، فإنَّ الكَذوب لا ينفَعُكَ خبَرُه وإنْ صَدَقَ في بعضِه، وإنَّ الغاشَّ عَينٌ عَليك ولَيس بعَينٍ لَك".
قلتُ: بهذه الخُطبةِ البديعة بيَّن عمرُ بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ خطورةَ هذه القاعدة؛ لأنَّها تعملُ على وَأْدِ النَّقْد الذَّاتيّ وحرمان المسلمين من محاسبة أنفسهم، فكيف بالاطّلاع على عيوبهم؛ إذ لا يزالُ أهلها يشعرون بأنَّهم أُتُوا من قِبَل عُتُوِّ عدوِّهم، لا من قِبَل أنفُسهم.
ومن ثَمَّ يُتبرَّعُ (للمجاهدين) بقداسة تشبه العِصمةَ، ومَن جاء يصحِّح صاحوا فيه: مثبِّطٌ! مثبِّطٌ! ومَن جاء ينتقد حاصوا منه وأسَرُّوا مجمعين: عميل! عميل!
ولهذا كان قولُ عمر بنِ عبد العزيز ـ رحمه الله ـ السابق: "ولا تقولوا إنَّ عدوَّنا شرٌّ منَّا ..." حجَّةً قويّةً لإسقاط هذه القاعدة الغَويَّة، ولا يزال المسلمون يقرؤون القرآنَ، فيجدون اللهَ يعلِّق النَّصرَ على التقوى والصبر والصلاح، كمثل قوله تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ} [آل عمران: 120]، وقوله: {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125]، وقوله: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [آل عمران: 186].
وإذا كان هؤلاء يوجبون على المسلمين أن يُؤَيِّدوا كلَّ الثورات المزعوم أنَّها إسلاميّة؛ بحجَّة الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين، فهل يجرُؤون على أن يوجبوا على الله أن ينصُرَ المسلمين على ما فيهم، وأن يلغي شرطَ التقوى والإخلاص والمتابعة؟
وإذا كانوا يُشنِّعون على أهل السنَّة محاسبَتَهم النّاسَ في عقيدتهم، فهل يفعلون هذا مع ربِّهم الذي لم يسكتْ قطُّ عن محاسبّةِ المجاهدين في أدنى الأخطاء؟
ففي غزوة بدرٍ رأى النبيُ صلى الله عليه وسلم مفاداةَ الأسرى دون قتلهم، وذلك قبل تشريعها، فنزل قولُه تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67-68].
وقد عدَّ عمر بنُ الخطاب رضي الله عنه ما وقع في هذه القصة أحدَ سبَبَيْ هزيمةِ المسلمين يومَ أُحُد كما في مسند أحمد وصحيح مسلم، فقال: "لَمَّا كان يوم أُحد من العام المقبل، عوقبوا بما صنعوا يومَ بدر من أخْذهم الفداء، فقُتل منهم سبعون، وفرَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وكُسرتْ رُباعيتُه، وهُشمت البيضةُ على رأسه، وسال الدَّم على وجهه ...."
ومذهبُ الموازنة بين الحسنات والسيِّئات معناه عند مُخترعيه في هذه الأيام: النَّظر في أحوال الرَّجل المراد انتقادُه، ثمَّ ذِكر حسناته إلى جنب سيِّئاته، وزعم أصحابُه أنَّ الإنصاف لا يتمُّ إلاَّ بهذا، فطعنوا بهذه القاعدة الغريبة في السَّلف الصالح من الفقهاء والمحدِّثين، الذين لا يزالون يُجرِّحون مَن يستحقُّ التجريحَ دون تعرُّضٍ لذِكر حسناتِه، ولا يرون ذلك لازماً لهم.
بل قرأتُ لبعضهم دعوى أنَّه لا يجوز ذِكر مبتدعٍ بما عليه إلاَّ بذِكر ما له، بل سمعتُ بعضَهم وقرأتُ لآخرين دعوى أنَّه يجب تطبيقُ هذه القاعدةَ حتَّى مع الكفار، وزعموا أنَّ الله يذكر حسنات الكفَّار مقابِلَ سيِّئاتِهم ليُنصِفهم! بل اشتطُّوا في الأمر حتى زعموا أنَّ الله لم يكتَف بذِكر مساوئ الخمر والميسر حتى ذكر حسناتهما فقال: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ...} [البقرة: 219]، وهو كما ترى!!
وهذه القاعدة ما وضَعوها إلاَّ لِحمايةِ البدعِ وأهلِها، وذلك أنَّ بعضَ المنتسبين إلى السنَّة تربَّوْا بين أحضان أهل البدع، حتى إذا أحبَّتهم قلوبُهم وأُشربَت بعض بدعهم، ثمَّ جاءت سِهامُ السنَّة ترفع اللِّئامَ عن دعوات متبوعيهم، قالوا: لا تنسوا حسناتهم!
وبهذا التَّميُّع لَم يبق صاحبُ بدعة إلاَّ ستروه، حتى الرافضي، اللَّهمَّ إلاَّ حركيي جزيرة العرب، فإنَّ منهم مَن استثنى الروافض! على أنَّهم إذا انتقدوا أهلَ السنَّة السلفيين لَم يُراعوا لهم ذِمَّة، ولا عرفوا لهم حسنة!!
وكان من مساوئ هذه القاعدة تأييد جميع الثورات المزعوم أنَّها إسلامية؛ بزعم أنَّ الذين يواجهونهم كفارٌ أو علمانيون، ولَم يراعوا في ذلك شروط الجهاد، ولَم يتبيَّنوا حال المزعوم أنَّهم مجاهدون، بل يكفي عندهم رفعُ رايةِ الإسلام، أيّ إسلام!!
ويا وَيْحَ مَن يسأل عن عقيدةِ هؤلاء، فإنَّ هذا ليس وقته عندهم!
أمَّا أن يسأل عن اتباعهم للسُّنَّة وعملهم بالحديث، فهذا أبعدُ من أن يتباحثوه!!
ومسألة الموزانة هذه فنَّدها أهلُ العلم، وخير مَن كتب فيها ـ فيما علمت ـ العلاَّمةُ ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "منهج أهل السنَّة والجماعة في نقد الكتب والطوائف والرِّجال"، فارجع إليه؛ فإنَّه نفيسٌ!
السبيل إلى العز و التمكين " للشيخ عبد المالك رمضاني
جمال البليدي
2011-06-10, 22:31
قصيدة قيمة ورائعة لفضيلة الشيخ العلامة
زيد بن محمد بن هادي المدخلي
-حفظه الله تعالى-
في الرد على بدعة (( منهج الموازنات ))
وهي بعنوان :
(((( وإن تعجب فعجب قولهم ))))
___________________________
لقد عجبت وكم في الدهر من عجب **=** من صنع قوم لذي الأخلاف قد نصروا
قالوا رددتم على الخلان في علن **=** ولَم تراعوا نظام النقد فانتظروا
أين المحاسِن يا أسلاف ما ذكرت **=** فيما كتبتم لهذا الظلم والنكر
إن الردود على الأخطاء قد رُسِمَت **=** وقد علمتم عن الأمجاد ما زبروا
فكيف ملتم ونشر العدل رائدكم!**=** إن التناقض من أمثالكم غرر
لقد غضبنا على الكتاب من سلف**=** لـمَّا رأينا من الأسماء ما ذكروا
كآل قطب أبو الأعلى يوافقهم **=** ثُمَّ الترابي عجيب الفكر فاعتبروا
وقادة الحزب للإخوان نحسبهم**=** هم الهداة لهذا الدين قد نشروا !!
ثُمَّ القيادة للتبليغ قد بذلت **=** جهدًا عظيمًا فهل ضاهاهم بشر ؟!
وكم سواهم من الأتباع من علم **=** أمسوا دعاة وبالإنصاف قد نظروا
قلَّبت طرفي وعين الله ترقبني **=** والله حسبي عظيم الشأن مقتدر
وقلت مهلاً غزاة القوم من خَلَفٍ **=** أين الحديث عن الأسلاف والأثر
لقد تركتم سبيل الحق مع أسف**=** حين انتقدتم على الأسلاف ما سطروا
في منهج النقد ذاك النهج رائده**=** نور الهداية للأجيال ينتشر
إن الردود عن الأجيال قد حُفِظت **=** بدون مدح لذي الأهواء فاعتبروا
إذ ما لحبر من الأسلاف من خبر**=** يمجد (الجهم) ذاك الظالم الأشر
كلا ولا (الجعد) فِي أخبارهم نشرت **=** له الْمَحَاسن يا إخوان فادكروا
وهل سمعتهم بناة الحق من علم **=** قد قال (بشر) لنهج الحق ينتصر
أو (واصل) الشر قد جاءت محاسنه **=** في الذكر كلا ولا الأخيار قد ذكروا
شيئًا (لعمرو) سقيم الفكر منخدعًا **=** بِمنطق القوم من للسوء قد نصروا
و(معبد) الزيغ و(الغيلان) منهجهم **=** كقوم (جهم) هم الأعداء والخطر
ثُمَّ الخوارج بالتكفير قد نطقوا **=**وقيل فيهم كلاب النار ما ذكروا
بكثرة الجد في الطاعات تزكية **=** لكن بيانًا وإعلامًا بما مكروا
وكم سواهم من الضلال قد بسطت **=** مثالب الكل للأسلاف فاعتبروا
ولو قرأتم فنون الجرح لاتضحت **=** تلك القواعد بالبطلان يا بشر
ثُمَّ اتَّهمتم رجال الفقه في صلف **=** بالظلم جهرًا وذاك الجهل والغرر
قلتم غضبنا على الكتاب من سلف**=** لـَّمارأينا من الأسماء ما ذكروا
فقلت توبوا فإن الله يقبلكم **=** ويغفرالذنب كل الذنب فابتدروا
وتوبة العبد قبل الموت موجبة**=** لرحمة الله مثل الغيث تنهمر
ما أحوج الناس في الدنيا لمغفرة**=** من خالق الكون جل الرب مقتدر
وساعة الحشر إذ تبلى سرائرهم **=** يا رب لطفًا بمن يخشى ويدكر
للخلق يوم شديد الهم ذو كرب **=** يشيب منها صغير السن فانتظروا
يارب هيئ لهذا الدين ألوية **=** تَهدي السبيل وبالآيات تعتبر
ثم الصلاة على المختار سيدنا **=** وآله الغر من للدين قد نصروا
والتابعين على الحسنى نبشرهم **=** بفضل ربي كما جاءت به النذر
معها السلام وصافي الحب باعثه **=** نص الكتاب وخير الهدي فاعتبروا
والرب أرجو لما سطرت من زلل **=** عفوًا وغفرًا وما الأملاك قد سطروا
فوعده الحق قد صحت أدلته **=** لا خلـف فيه فهل نصغي وندّكـر
-----------------------
من ديوان الشيخ الذي بعنوان :
الديوان المليح المشتمل على الطرفة الحكيمة والنصيحة
القويمة والقول السديد بطريقيّ التصريح والتلميح
ص 12-13 دار المنهاج
ابو الحارث مهدي
2011-06-14, 04:54
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
أخا نا الحبيب : " جمال البليدي-حفظه الله- "
وبعد صلاة الصبح مباشرة
قبل البدء هناك ملاحظات لا بدَّ منها :
الموازنات تَحْتَ مِحَكِّ النَّقْدِ
أخي الكريم قبل أن تبدأ القراءة دع التعصب جانبا، وأقوال الرجال زيِّنها بمقياس أهل السنة؛ فما وافق الحق فخذه، وما خالفه فاضرب به عرض الحائط.
فاعرف الحق تعرف أهله، ولا تعرف الحق بالرجال– كما هو مزبور في بداية المشاركة رقم 3-
القران الكريم يمدح المؤمنين دون ذكر أخطائهم ويذم الكفار والمنافقين دون ذكر محاسنهم.
أ. مدح المؤمنين في آيات كثيرة وذكر ما أعد لهم من الجزاء العظيم ولم يذكر شيئاً من أخطائهم
التعليق:يمدح المؤمنين دون ذكر أخطائهم، هذا لا يُسَّلم به هكذا بإطلاق، وإلا فما معنى قوله تعالى- مع خيرة خلقه وصفوتهم-:
قال تعالى:﴿وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى(121)﴾ سورة طه
وقوله تعالى:﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(46)قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ(47)﴾ سورة هود
وقوله تعالى:﴿وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا(40)﴾ سورة طه
وقوله تعالى:﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ(24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ(25)﴾ سورة ص
وقوله تعالى:﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ(34)قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ(35)﴾ سورة ص
وقوله تعالى:﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ(37)﴾ سورة الأحزاب
وقوله تعالى:﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى(1)أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3)أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى(4)أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى(5)فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى(6)وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى(7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى(8)وَهُوَ يَخْشَى(9)فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى(10)﴾ سورة عبس
وقوله تعالى:﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ(43)﴾ سورة التوبة
هذا بالنسبة للأنبياء –عليهم الصلاة والسلام - أما الصحابة - رضوان الله عليهم-
قوله تعالى:﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(153)﴾ آل عمران
وقوله تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(155)﴾ آل عمران
وهناك آيات كثيرة منها: سبب دخول يونس-عليه السلام - بطن الحوت، وأخذ موسى برأس أخيه ولحيته، يجره إليه-عليهما السلام- .....وكذلك حديث الشفاعة في أرض المحشر، كل نبي من أُولي العزم يعتذر، ماذا يقول؟ آدم، نوح، ابراهيم،موسى ، ماعدا عيسى بن مريم، وخاتم النبيين- عليهم الصلاة والسلام -
. الرواة المختلف فيهم وتجريحهم أوالرواة المبتدعون (كذا! )،.
آ. فالنوع الأول: الرواة المختلف فيهم. يترتب على تقديم جرحه والأخذ به دون التفات إلى قول من عدله إسقاط شيءمن الدين(كذا!! )، وهذا إفساد عظيم وتضيع شيء من الدين يجب علينا حفظه وهو أمانة في أعناق العلماء فيجب حينئذٍ لمصلحة الدين ولأجل مصلحة المسلمين العامة أن تتحرى الحقيقة وندرس(!!!) أقوال علماء الجرح والتعديل. كل ذلك لأجل المصلحة لا من اجل وجوب الموازنة لذات ذلك الرجل المجروح."[2] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6)"
[2] (http://www.ajurry.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftnref6)قال الشيخ عبيد الجابري"هنا"( أذاأختلف في جرح راوٍ وتعديله فيقدم الجرح المفسر ولا يلتفت إلى التعديل ).
التعليق:
أولا:رغم أنَّ الأسلوب فيه شيء من الثِقَل غير المتزن، إلاَّ أنه يحتاج إلى إيضاح وبيان، وبيانه كالتالي:
في الكتاب الماتع :"الرفع والتكميل في الجرح والتعديل"
قال اللكنوي –رحمه الله-في مقدمته- مبيناً سبب تأليفه-( بعثني على تأليفها ما رأيت من علماء عصري، وفضلاء دهري، من ركوبهم على متن عمياء، وخبطهم كخبط العشواء، تراهم في بحث التعديل والجرح من أصحاب القرح، فهم :كالحبارى في الصحارى والسكارى في السحارى، وما ذلك إلا لجهلهم بمسائل الجرح والتعديل، وعدم وصولهم إلى منازل الرفع والتكميل،
كم من فاضل قد جرح الأسانيد الصحيحة، وكم من كامل صحح الأسانيد الضعيفة يصححون الضعيف ويضعفون القوي،
ولا يهتدون إلى الصراط السوي، تراهم قد ظنوا نقل الجرح والتعديل من كتب نقاد الرجال –كــ "تهذيب الكمال" للحافظ الـمِّزِي، و"ميزان الاعتدال" للذهبي، و"تهذيب التهذيب"، و"تقريب التهذيب"، و"المغني" و"كامل" ابن عدي، و"لسان الميزان"، وغيرها من كتب أهل الشأن- أمرا يسيرا ،وما تركوا في هذا الباب قطميرا ونقيرا، مع جهلهم باصطلاحات أئمة التعديل والجرح، وعدم فرقهم بين الجرح المبهم والجرح الغير المبهم، وبين ما هو مقبول وبين ما هو غير مقبول عند حملة ألوية الشرع، وبُعدُ مَدَارِكِهم عن إدراك مراتب الأئمة من معدلي الأمة،
أَوَ ما علموا أن الدخول في هذه المسالك الصعبة - التي زَلَّت فيها أقدام الكَمَلة - أمر عظيم، لا يتيسر من كل حبر كريم فضلا عمن يتصف بالسالك في أودية الضلال والخابط في ظلماء الليال أو ما فهموا أن لكل مقام مقال ولكل فن رجال وان جرح من هو خال عنه في الواقع وتعديل من هو مجروح في الواقع أمر ذو خطر لا يليق بالقيام به كل بشر)،(ص: 49-50)
قال -رحمه الله-: ( فيما يقبل من الجرح والتعديل وما لا يقبل منهما وتفصيل المفسر والمبهم فيهما
اعلم أن التعديل - وكذا الجرح - قد يكون مفسرا وقد يكون مبهما، فالأول ما يذكر فيه المعدل أو الجارح السبب،
والثاني ما لا يبين السبب فيه، واختلفوا - بعدما اتفقوا على قبول الجرح والتعديل المفسَّرين بشروطهما المذكورة في موضعه وقد مر ذكر بعضها وسيأتي ذكر بعضها- في قبول الجرح المبهم والتعديل المبهم على أقوال
الأول: أنه يقبل التعديل من غير ذكر سببه، لأن أسبابه كثيرة فيثقل ذكرها، فان ذلك يُحوج المعدل إلى أن يقول ليس (يفعل كذا ولا كذا) ويَعُدَّ ما يجب تركه، (ويفعل كذا وكذا)، فيعد ما يجب عليه فعله، وأما الجرح فانه لا يقبل إلا مفسَّراً مبين سبب الجرح، لأن الجرح يحصل بأمر واحد، فلا يشقُّ ذكره، ولأن الناس مختلفون في أسباب الجرح فيطلق أحدهم الجرح بناء على ما اعتقده جرحا وليس الجرح في نفس الأمر فلا بد من بيان سببه ليظهر اهو فادح أم لا وأمثلته كثيرة ذكرها الخطيب البغدادي في الكفاية فمنها انه قيل لشعبه لم تركت حديث فلان قال رأيته يركض على برذون فتركته ومن المعلوم أن هذا ليس بجرح موجب لتركته
ومنها أنه أتى شعبة المنهال بن عمرو، فسمع صوتا- أي صوت الطنبور من بيته أو صوت القراءة بألحان- فتركه !
ومنها أنه سَئَلَ الحكم بن عتيبة: لِمَ لَمْ تَروِ عن زاذان ؟ قال كان كثير الكلام !
ومنها أنه رأى جريرٌ سِمَاك بن حرب يبول قائما فتركته.....
القول الثاني: عكس القول الأول وهو أنه يجب بيان سبب العدالة، ولا يجب بيان أسباب الجرح لأن أسباب العدالة يكثر التصنع فيها ويجب بيانها بخلاف أسباب الجرح
القول الثالث: أنه لا بد من ذكر سبب الجرح والعدالة كليهما
القول الرابع: عكسه، وهو أنه لا يجب بيان سبب كل منهما، إذا كان الجارح والمعدل عارفا بصيرا بأسبابهما
وقد اكتفى ابن الصلاح في مقدمته على القول الأول من هذه الأقوال ....).اهـ
ويوضحه كذلك ما قاله العلامة السَّرَخْسِيُّ – رحمه الله-
(( وأما ما يكون من أئمة الحديث فهو الطعن في الرواة، وذلك نوعان:
مبهم، ومفسر. ثم المفسر نوعان: ما لا يصلح أن يكون طعنا، وما يصلح أن يكون
والذي يصلح نوعان: مجتهد فيه، أو متفق عليه.
والمتفق عليه نوعان: أن يكون ممن هو مشهور بالنصيحة والإتقان، أو ممن هو معروف بالتعصب والعداوة.
فأما الطعن المبهم فهو عند الفقهاء لا يكون جرحا، لان العدالة باعتبار ظاهر الدين ثابت لكل مسلم، خصوصا من كان
من القرون الثلاثة، فلا يترك ذلك بطعن مبهم، ألا ترى أن الشهادة أضيق من رواية الخبر في هذا.
ثم الطعن المبهم من المدعى عليه لا يكون جرحا .....
إلى أن قال:وأما الطعن المفسر بما يكون موجبا للجرح
فإن حصل ممن هو معروف بالتعصب أو متهم به لظهور سبب باعث له على العداوة فإنه لا يوجب الجرح...). أُصول السَّرَخْسِيُّ(2/9).
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif
لذا فإن مما يُوسفُ - من ذي قبل-، التكفير المنفلت من بعض الناشئة الصغار والجهلة الأغمار أو ممن يؤزونهم في الغيِّ وهم لا يرعوون، سواء من ركب منهم الصعب والذلول ممن سلك غير سبيل المؤمنين، كالخوارج القعدية – ومنهم الكثير والكثير من المشاركين في هذا المنتدى التليد، (ولتعرفنهم بلحن القول وفلتات اللسان)، أو- منهم- بعض المغرر بهم بفتاوى لبعض العلماء الأفاضل مبتورة أو استُغِلَّت في غير مراد قائلها، والأمر في هذا يطول فلا نطيل
وكذلك فإن مما يُوسفُ له هذه الأيام من التجريح المنفلت أو- بالأحرى - التبديع المتعنت الطيار، الذي أفسد الأمصار وخرَّبَ الديار، وهو من ثمار هذه القواعد التي طار بها بعض الناس كل مطار، من غير فهم ولا إدراك ، فصار التبديع بالجملة، فلا يرقبون في سلفيٍّ إلاً ولا ذمة ، ثم صار – عند هؤلاء- الإسقاط بالخطأ والخطأين، أو بالزلة دون الاثنين،
بالأمس يسمى: الناقد البصير، واليوم هو: الخبيث الدسيس !!
اليوم: لا يُشقُّ لهُ غُبار ، وغداً : أحطُّ أهل البدع !!، وهلمَّ سَحْبا
و الله هو العاصم من القواصم، من فتن هذا الزمان وما بعده .
ابو الحارث مهدي
2011-06-14, 14:08
ب. الراوي المبتدع: إذا كان في مقام التحذير من البدع حذرنا منه ذاكرين بدعته فقط ولايجب علينا ذكر شيء من محاسنه
وإذا كنّا في باب الرواية فيجب ذكر عدالته وصدقه إذاكان عدلاً صادقاً لأجل مصلحة الرواية وتحصيلها والحفاظ عليها لا من اجل شيءأخر
كوجوب الموازنة بين المحاسن والمثالب كما يزعم من يزعمه فلا يلزمنا ذكر جوده وشجاعته وجهاده وأخلاقه وغير ذلك مما لا علاقة له بالرواية
التعليق:
الشطر الأول لا غبار عليه، ولكن الإشكال منه في باب الرواية، قوله: لأجل مصلحة الرواية وتحصيلها والحفاظ عليها لا من اجل شيء أخر!!
ما هو هذا الشيء الآخر؟ ، أليس هو البرمجة السابقة لِنَفِي الموازنة مهما كان نوعها ؟
وإلا فما هو معنى: فلا يلزمنا ذكر جوده وشجاعته وجهاده وأخلاقه وغير ذلك مما لا علاقة له بالرواية
من الذي أَلْزَمَكَ بذكر شيءٍ لا علاقة له بالرواية، لا من قريب ولا من بعيد ؟
ليس هناك دافع لذلك، إلا حشو الكلام لإيهام القارئ بعدم وجوب الموازنة في هذا الباب
لذلك فانَّ قوله: ( وإذا كنّا في باب الرواية فيجب ذكر عدالته وصدقه إذاكان عدلاً صادقاً لأجل مصلحة الرواية )
هذا هو عين الموازنة الواجبة، وإن تحاشى أن يسميه موازنة، فالعبرة بالحقائق والمضامين لا بمجرد المسميات والعناوين،
ثمّ مايضِيرُهُ لو قال: ( وإذا كنّا في باب الرواية، فتجب الموازنة عند ذكر عدالته وصدقه إذا كان عدلاً صادقاً، لأجل مصلحة الرواية، لا تلميعا لأهل البدع و الأهواء)، أليست العبارة بهذا السِيَّاق أدقُّ.
وسيأتي تفصيل لهذا- في بابه - إن شاء الله-.
2 - تميع عقيدة الولاء والبراء.
التعليق:
تحت عنوان مساوئ منهج الموازنات رقم (2)- تمييع عقيدة الولاء والبراء
الحقيقة قد تكون ثقيلة إن قلتُ: عقيدة الولاء والبراء والحب والبغض، لا يقوم قوامها و لا يُشَيَّدُ بنيانها إلا بالموازنة، وإليك البيان:
في "مجموع الفتاوى"(28/209-210)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:
(( وإذا اجتمع في الرجل الواحدخير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام و الإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته؛
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم )).
وهناك عشرات النصوص عن العلماء الأثبات الثقات، سيأتي ذكرها في بابها- إن شاء الله-
-- وهذا المقام (الترجمة) يرى الشيخ الألباني والشيخ ربيع أنه يجوز ذكر الحسنات فيه .......
التعليق:
الشيخ الألباني لا يرى الجواز فحسب -كما هو مذكور هنا- بل يرى الوجوب .
وأما الشيخ ربيع، فإنَّ له قولاً آخر، ينقض هذا القول من كل وجه، (فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة)
يتبع إن شاء الله
ابو الحارث مهدي
2011-06-16, 03:50
أولاً: من يجب تكريمهم؟
:. 2. الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فليس لهم من الأمة إلا الحب والتقدير، فقد أثنى الله عليهم في كتابه الثناءالعاطر، وتحدث عن منازلهم، وجهادهم وبذلهم في سبيل الله المال والنفس، واثني عليهم رسول الله- صلي الله عليه وسلم- الثناء العاطر أفراداً وجماعات، واعتنى بفضائلهم ومكارمهم أئمة الإسلام، فألفوا في فضائلهم المؤلفات الكثيرة.
التعليق:هذا الكلام؛ حقٌ لا مِرية فيه، لكن أين تطبيقه عمليا من قائله حيث أورد هذه الأحاديث
منها: ذكرالنبي صلي الله عليه وسلم عيوب أشخاص معينين دون ذكر محاسنهم من باب النصيحة.
1. قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لفاطمة بنت قيس لما استشارته في معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مشيراً ناصحاً ( أما ابوجهم فلا يضع عصاه عن عاتقة وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد، قالت فكرهته. ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيراً كثيراً)."صحيح البخاري."قلت: ومسلم،[بشرح النووي (10 /94)]
وقوله: وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" كذب أبو السنابل " ولم يذكر حسنات .قلت: أخرجه الشافعي: (2 / 51-52)،(ترتيب المسند)، والبخاري( 9 / 469-470)، ومسلم: برقم: (1484)
أبو السنابل : هو حَبَّةُ بن بَعْكَكٍ، صحابي جليل-رضي الله عنه-
له ترجمة فى : الاستيعاب 1/318 رقم 468، وأسد الغابة 1/669 رقم 1030، وتاريخ الصحابة ص 77 رقم 299، ومشاهير علماء الأمصار ص 28 رقم 84، والإصابة 1/304 رقم 1565.
وقوله: وقال ابن مسعود لما عرض عليه فتيا لأبي موسى الأشعري في المواريث فقال :" لإن وافقته!!! لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين"- رضي الله عنهما-
عن هُزيل بن شرحبيل قال: سئل أبو موسى الأشعري عن ابنة، وابنة ابن، وأخت، فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وائتِ ابنَ مسعود فسيتابعني، فسئل ابنُ مسعود -وأخبر بقول أبي موسى-فقال : لقد ضَلَلْتُ إذًا وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم للابنة النصف، ولابنة الابن السدس، تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم)، صحيح البخاري برقم (6734)
وقوله: وقال عمر- رضي الله عنه- في أحد الصحابة لما باع الخمر على المشركين :" قاتل الله فلاناً " ثم ذكر حديث تحريم بيع ما حرم أكله .
قال عبد الله بن عباس: بلغ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن سَمُرَة باع خمرًا، فقال: قاتل الله سمرة! ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها".صحيح البخاري برقم (2236) وصحيح مسلم برقم (1581).
الســــــــــؤال:
هل هذا من باب ذكرهم بالجميل ؟،
ثمّ أين الشرط المذكور من وجوب إكرامهم؟!
أوردها سعد وسعد مشتمل * ماهكذا يا سعد تورد الإبل
والآن حان موعد آذان : الصبح
بمدينة حاسي مسعود
فتأهبوا للصلاة – يرحمكم الله -
يُتبع إن شاء الله
الاميرال
2011-06-16, 11:52
بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
ابو الحارث مهدي
2011-06-17, 17:41
هذا يحتاج إلى دليل شرعي ، ونحن إذا ترجمنا لعالم وطوينا كشحاً عن سيئاته هل سنعتبر غاشين للأمة ؟!! الموافقون لا يقولون ذلك ولا نحن في حق علماء أهل السنة
فلماذا نعتبرعدم ذكر الحسنات في الترجمة ظلماً _ كذا بإطلاق _ ؟
ولماذا نأخذ بالشق اللين من القاعدة ونترك الشق الشديد
فظلم الناس شديد على أنفسنا ، وغش الأمة ليس شديداً
وهل هذا ينطبق على عتاة أهل البدع مثل بشر المريسي وابن النعمان المفيد وابن عربي الطائي ؟
هذا يحتاج إلى دليل شرعي ،إن كنت تطلب دليلا في المسألة بعينها، فهذا تكلُّف في الطلب، وإن كنت تعني ما يندرج تحت الدليل العام
ففي بدائع التفسير: (2/105)، يعلق الإمام ابن القيم - رحمه الله –على قوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[(المائدة:8)
فيقول: "فإذا كان قد نهى عباده أن يحملهم بغضهم لأعدائه أن لا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله فكيف يسوغ لمن يدعي الإيمان أن يحمله بغضه لطائفة منتسبة إلى الرسول تصيب وتخطئ على أن لا يعدل فيهم، بل يجرد لهم العداوة وأنواع الأذى"
ونحن إذا ترجمنا لعالم وطوينا كشحاً عن سيئاته هل سنعتبر غاشين للأمة ؟!!
من كان هذا حاله فهو يعتبر كاتما -أو كاذبا- في هذه الترجمة المزعومة، إذا كان المقصود هو الترجمة بمعناها الصحيح،
وليست نُتَفًا أو عِبَراً من حياة المـُترجم له.
لأنَّ الترجمة بمعناها الصحيح–كما تُسمى بلغة العصر -: هي نسخة طبق الأصل، لحياة المترجم له
تذكر عجره وبجره، سواءٌ كان من المسلمين أو من الكافرين، فضلا عمن كان سُنِّياً أو مبتدعاً
الموافقون لا يقولون ذلك - ولا نحن- في حق علماء أهل السنةيبدو أن صاحب هذا القول لم يتحرر عنده معنى الترجمة، وبالتالي يقال لكلامه اللاحق: (كيف يستقيم الظل والعود أعوج)
المقام الثالث : مقام التقييم
وهذا المقام الكلام فيه جديد نسبياً ولا أدري ما الذي يعنيه القائلون به
إذا كنت لا تدري ما الذي يعنيه القائلون به !! فيقال لك ضع قلمك وانصرف، ولا مستأنس لحديث
دع عنك الكتابة لست منها * ولو سوَّدت وجهك بالمداد
هل المراد أنك لو سئلت عن شخص فقلت :" هو مبتدع اتركوه " فأنت ظالم
وإذا قلت :" هو مبتدع ولكن عنده حسنات " فأنت منصف !!
وهل فعل السلف هذا مع جميع أهل البدع ؟!!
كل هذه مغالطات لا تحتاج إلى تعليق، ويوضحه أكثر، ما بعده
وإذا كان المحدثون يقولون في الراوي :" ضعيف " أو " مختلط " وغيرها من الألفاظ مع كون هذا الراوي عالماً أو فقيهاً
كما هو شأن أبي حنيفة وشريك القاضي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
هذه حيدة عن مضمون العنوان، وهي خروج من مقام التقويم إلى مقام التحذير!!؟
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ابو الحارث مهدي
2011-06-17, 21:17
ولقد انبرى أهل العلم لها وكشفوا زيغها – ولله الحمد- كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين والمحدث العلامة الألباني والمحدث العلامة ربيع المدخلي والعلامة الفوزان – رحمهم الله الأموات وحفظ الأحياء- وغيرهم كثير
على العموم كلام طيب ومتين ، إلا أن قوله : ولقد انبرى أهل العلم لها وكشفوا زيغها [يعني الموازنة]
إن كان المقصود نفي الوجوب في مقام الرد أو التحذير، فهذا حق يجب التسليم به،
أمَّا إن كان المقصود: عدم جواز الموازنة في مقام الرد أو التحذير، أونفي الوجوب في مقام الترجمة و التقويم،
فهذا من الافتراء عليهم، اللَّهم إلا الشيخ ربيع، فَلَهُ حكم مغاير عن بقية العلماء -كما سيأتي بيانه إن شاء الله -
فعلى الرغم من محاسن بني إسرائيل الكثيرة كإيمانهم ببعض الكتاب ، وطاعتهم لبعض أوامر الله عز وجل وأوامر بعض الأنبياء وغيرهما ، لم يذكرها عز وجل
التعليق:
لعل قائل هذا الكلام لا يقرأ القرآن؟!
قال الله تعالى]يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)[ومثلها(122)سورة البقرة
وقوله تعالى]وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)[ سورة الأعراف
وقوله تعالى]وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)[سورة يونس
وقوله تعالى]وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)[ سورة السجدة
وقوله تعالى]وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17)[الجاثية
وقوله تعالى]وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)[سورة الدخان
وقوله تعالى]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)[ سورة الصف
وقوله تعالى]أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197).[ سورة الشعراء
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله-: ]أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً [ على صحته، وأنه من الله ]أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ[
الذي قد انتهى إليهم العلم، وصاروا أعلم الناس، وهم أهل الصنف، فإن كل شيء يحصل به اشتباه، يرجع فيه إلى أهل الخبرة والدراية، فيكون قولهم حجة على غيرهم، كما عرف السحرة الذين مهروا في علم السحر، صدق معجزة موسى، وأنه ليس بسحر، فقول الجاهلين بعد هذا، لا يؤبه به.
فأين ذكر حسنات المنافقين الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسولالله (بأفواههم فقط) وكانوا يصلون ويزكون ويحجون ( ولو نفاقا ) ؟
بماذا تفسر فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم مع رأس المنافقين ؟
عن عمر ابن الخطاب –رضي الله عنه -قال : " لما مات عبد الله بن أبي سلول، دعى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه ، فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثبت إليه [ حتى قمت في صدره ]،[ فأخذت بثوبه ] فقلت: يارسول الله أتصلي على [ عدو الله ] ابن أبي، وقد قال يوم كذا وكذا وكذا !؟ أعدد عليه قوله(1)[ أليس- قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال : ] ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم )] فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : أخر عني يا عمر ! فلما أكثرت عليه، قال : إني خُيِّرتُ فَاخْتَرتُ . [ قد قيل لي : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها ، [ قال : إنه منافق ](2) قال : فصلى عليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم(3)[ وصلينا معه ].[ ومشى صلى الله عليه وسلم معه فقام على قبره حتى فرغ منه ] ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة:]وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ(84)[سورة التوبة،[قال : ( فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله ) ، قال - : فعجبت بعدُ من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ] والله ورسوله أعلم . أخرجه البخاري ( 3 / 177 - 8 / 270 )....
تتمة تخريجه في أحكام الجنائز للإمام الألباني- رحمه الله-
__________
(1) يشير بذلك إلى مثل قوله : ( ولا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) وقوله ( ليخرجن الأعز منها الأذل ) .
(2) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (8/ 270 ) : " إنما جزم عمر أنه منافق جريا على ما يطلع من أحواله ، وإنما لم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : : وصلى عليه إجراء له علي ظاهر حكم الإسلام ، واستصحابا لظاهر الحكم ، ولما فيه من إكرام ولده الذي تحققت صلاحيته ومصلحة الاستئلاف لقومه ودفع المفسدة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول الأمر يصبر على أذى المشركين ويعفو ويصفح ، ثم أمر بقتال المشركين ، فاستمر صفحه وعفوه عمن يظهر الإسلام ولو كان باطنه على خلاف ذلك لمصلحة الاستئلاف وعدم التنفير عنه ، ولذلك قال : " لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " ، فلما حصل الفتح ، ودخل المشركون في الإسلام، وقلَّ أهل الكفر وذلوا، أمر بمجاهرة المنافقين وحملهم على حكم مر الحق ، ولاسيما وقد كان ذلك قبل نزول النهي الصريح عن الصلاة على المنافقين وغير ذلك مما أمر فيه بمجاهرتهم، وبهذا التقرير يندفع الإشكال عما وقع في هذه القصة بحمد الله تعالى
(3) قلت [الألباني]: وإنما صلى عليه بعدما أدخل في حفرته وأخرج منها بأمره صلى الله عليه وسلم ، وألبسه قميصه كما سيأتي في المسألة (94 ).
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا }
المعنى : لا يحملنكم بغضكم للمشركين على أن تتركوا العدل فتعتدوا عليهم بأن تنتصروا منهم وتتشفوا بما في قلوبكم من الضغائن بارتكاب ما لا يحل لكم من مثلة أو قذف أو قتل أولاد أو نساء أو نقض عهد أو ما أشبه ذلك.
{ اعدلوا هُوَ أَقْرَبُ للتقوى }
نهاهم أولاً أن تحملهم البغضاء على ترك العدل ، ثم استأنف فصرّح لهم بالأمر بالعدل تأكيداً وتشديداً ، ثم استأنف فذكر لهم وجه الأمر بالعدل وهو قوله : { هُوَ أَقْرَبُ للتقوى } أي العدل أقرب إلى التقوى ، وأدخل في مناسبتها . أو أقرب إلى التقوى لكونه لطفاً فيها .
وفيه تنبيه عظيم على أن وجود العدل مع الكفار الذين هم أعداء الله إذا كان بهذه الصفة من القوة ، فما الظنّ بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه؟
تفسير الزمخشري
abdouillizi
2016-01-11, 18:40
نفي الموازنات هو البدعة المحدثة و لو أخذنا به لما نجا أحد من أهل العلم بدأ بالشيخ الالباني و الاعثيمين و ابن تيمية ووو لأن لكل منهم أخطاء و منهم من أخطأ حتى في العقيدة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir