المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحيفة: على اسرائيل ان تتقبل الواقع العربي الجديد وتتكيف معه والتوقف عن املاء الشروط


المعزلدين الله
2011-05-31, 07:15
صحيفة: على اسرائيل ان تتقبل الواقع العربي الجديد وتتكيف معه والتوقف عن املاء الشروط
فيسك: لا احد من العرب يهتم ويصغي لما يقوله اوباما

2011-05-30




لندن ـ 'القدس العربي': على اسرائيل ان تتقبل ان الربيع العربي قد غير من قواعد اللعبة في المنطقة العربية، هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة 'اندبندنت' البريطانية يوم امس الاثنين، وجاءت تعليقا على افتتاح معبر رفح بين غزة ومصر وكيف ان القرار المصري جاء بدون استشارة مع اسرائيل في اشارة من الحكومة الانتقالية الى ان اسرائيل لم تعد تملي على مصر ما يجب او ما لا يجب ان تفعله مع الفلسطينيين.
والصحيفة وان اعترفت ان القرار جاء لاعتبارات سياسية داخلية، مثل الانتخابات القادمة وقرار من مثل هذا سيكون بالتأكيد مهما خاصة لمن يدعمون القضية الفلسطينية وهم كثر، ولكنه في اتجاه اخر يمثل تحولا مهما في شكل العلاقة في الايام القادمة، فالنظام الجديد وان اكد على انه سيقوم باحترام الاتفاقية الثنائية بين البلدين الا ان استقلالية قراره امر اولوي.
وتشير الى ان معبر رفح له تاريخ مضطرب منذ افتتاحه عام 2005، وظل يعمل بشكل مضطرب، يغلق ويفتح فيما لم يكن لدى مراقبي الامم المتحدة اي تفويض يخولهم التدخل، وعندما سيطرت حماس على غزة، ظل المعبر مغلقا بشكل تام الا في حالات استثنائية. ومع انها تقول ان اعادة فتح رفح من جديد يظل مرهونا بحكم التاريخ، لكنه ليس معبرا للمسافرين فقط فقد كان دائما معيارا لدرجة حرارة العملية السلمية، كما انه الشريان الحيوي الذي يحتاجه سكان غزة، وهو نقطة حدود ودولة لا تستطيع ان تسيطر على حدودها، فمن الصعب الحديث عنها كدولة ذات سيادة. والاهمية الجديدة هنا ان الافتتاح تم بدون عملية سلمية.
وعلى الرغم من بقاء المعبر مغلقا للتجارة الا ان حركة المسافرين منه واليه ستوفر متنفسا يحتاجه القطاع بعد سنوات من الحصار خاصة الاقتصاد المترهل. وتشير الصحيفة الى ان فتح معبر رفح كان سيثير المشاكل من جانب اسرائيل من ناحية املاء الشروط لكنها على الرغم من الشجب لم تتحرك لمنع فتحه، مما يعني ان اسرائيل تصرفت بنوع من الحذر على خلفية الربيع.
وتضيف الصحيفة ان الامن وان تحسن في الضفة الغربية على خلاف غزة لكن دولة الفلسطينية قابلة للحياة بحاجة الى حدود امنة مع جيرانها. وعليه ففتح معبر رفح ما هو الا بمثابة عملية امتحان لامن الدولة الفلسطينية القادمة. وختمت بالقول ان اسرائيل حاولت خلال السنوات الاربع الماضية وضع الشروط للسلام وللدولة الفلسطينية الا ان مصر باعادة فتح معبر رفح علمت الواقع الذي لن يكون لاسرائيل تأثير على مساره بل يجب عليها من الان ان تتكيف معه. وفي تساوق مع الافتتاحية كتب مراسلها ومعلقها روبرت فيسك تحليلا مطولا حول الدور الامريكي في الشرق الاوسط تحت عنوان ' من يلقي بالا الى ما يقوله اوباما حول الشرق الاوسط'، محللا معالم ضعف الرئيس الامريكي فيما يتعلق بالسياسة في الشرق الاوسط. وقال في التحليل ان الشهر الحالي كان الشهر الذي كشف الرئيس، واكثر الشهور التي تراجعت فيها هيبة امريكا منذ لقاء روزفلت مع الملك عبد العزيز بن سعود على متن البارجة الامريكي (يو اس اس كوينسي) في عام 1945.
واشار للمهزلة التي لعبها كل من الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، وسفر الاول الى اوروبا وحديثه عن الدور الامريكي في الربيع العربي، في وقت كان فيه العرب يتظاهرون ويموتون كالعادة من اجل حريتهم.
ويعلق فيسك قائلا ان هذا امر يثير القرف وينقل عن صديق مصري قوله عن اي دور يتحدث اوباما؟ مضيفا، هل ما زالوا يعتقدون اننا نلقي بالا بما يقولونه؟ ويرى فيسك ان فشل اوباما بدعم الربيع العربي حتى تحقق ادى الى خسارة امريكا الورقة الاخيرة. واشار لموقف الادارة الامريكية من تونس ومصر وتردده في ليبيا وسكوته على الاسد والبحرين والسعودية، فيما يقعي امام اسرائيل، ولهذا السبب فالعرب يديرون ظهورهم لامريكا ليس خوفا منها او رعبا ولكن باحتقار، فهم اي العرب- هم من يتخذون القرارات.
ويقول ان تركيا غاضبة من الاسد لانه وعدهم بالاصلاح مرتين ولم يحقق وعوده. وارسلت تركيا الى دمشق وفدين وكذب في المرة الثانية على وزير الخارجية التركي عندما وعده بان يأمر شقيقه ماهر بسحب كل الجنود من شوارع المدن السورية لكنه واصل القتل والتعذيب.
ويضيف الكاتب ان تركيا وهي تراقب الهروب الكبير للسوريين الى الحدود الشمالية من لبنان فهي تخشى من تكرار الهروب الجماعي للاكراد بعد حرب الخليج عام 1991.
وقامت الحكومة التركية برسم خطة سرية لمنع الاكراد من الهروب بالالوف الى حدودها الجنوبية ـ الشرقية. ويقول ان الجنرالات الاتراك يحضرون لارسال الوية لسورية كي يقوموا بانشاء ملجأ آمن للاكراد داخل الحدود السورية، ربما في القامشلي وجزء من دير الزور. وعلى صعيد الجبهة الليبية يقوم امير قطر بمحاولات لاقناع الجزائر بالتوقف عن دعم القذافي بالمصفحات والدبابات، خاصة ان قطر مكرسة لدعم المعارضة المسلحة، ولديها مستشارون في مصراتة وطائراتها تشارك في العمليات من مكان غير معروف في جزيرة كريت.
ويعلق فيسك قائلا انه لو صح ان الجزائر تدعم ليبيا فعمليات الناتو ستطول. ويعلق ان الامر يعتمد ان كان بوتفليقة يسيطر على جنرالاته ام لا خاصة ان الدبابات الجزائرية اكثر تطورا فكل دبابة يخسرها القذافي يحصل على واحدة اكثر تطورا. ويقول ان السوريين يصبون الان جام غضبهم على القطريين، خاصة تركيز 'الجزيرة' على الانتفاضة السورية، ويقول ان السوريين علقوا الان استثمارات قطرية بقيمة اربعة مليارات دولار في مشاريع منها تعود الى شركة الماء والكهرباء القطرية.
ويرى ان اليمن قد يكون الاكثر دموية من بين كل الانتفاضات العربية. ويعود الى اوباما محللا سياسته التي يقول انها تقوم على دعم الديمقراطية من جهة ويعارضها عندما تتصادم مع مصالح امريكا في المنطقة. فضمن هذه السياسة المتناقضة يدفع اوباما من اجل بيع السعودية اسلحة بقيمة 40 مليار دولار امريكي لبناء قوة خاصة قادرة على حماية المنشآت النفطية. ويتساءل عن هذه السياسة التي لا تدعم الانتفاضة السورية التي يقاتل ابناؤها للحصول على نفس الديمقراطية الامريكية.
ويعود الى ان ما يثير ويقلق في السياسة الخارجية الامريكية تجاه المنطقة ان العالم العربي 'ابله' طبعا اكثر من اسرائيل- وانهم منعزلون عن العالم ولا يفهمون تاريخهم وعليه على امريكا ان تقوم بتلقينهم الدروس، مع ان العرب اكثر تعلما مما كانوا عليه في اجيال سابقة ، يتحدثون لغة انكليزية واضحة ويستطيعون معرفة معالم الضعف وان لا قيمة لخطاب اوباما الذي غطى 45 دقيقة.
واشار الى تراجع اوباما امام نتنياهو بنفس الطريقة التي تراجع فيها جورج بوش امام ارييل شارون، متحدثا عن بلاغة اوباما التي لا عظم لها، مستغربين كيف صفق الكونغرس 55 مرة لخطاب نتنياهو بحماس منقطع النظير اكثر من برلمان 'البصيمة' لصالح والاسد وغيرهما.
وتحدث عما جاء في خطاب نتنياهو ومعانيه خاصة المصالحة الوطنية بين حماس متذكرا انه زار غزة في الثمانينات من القرن الماضي عندما قررت اسرائيل ان تدعم حركة اسلامية من اجل ابقاء الصف الفلسطيني منشقا، مذكرا في ذلك بسياسة اسرائيل مع حماس في بداية نشوئها. ويقول ان اسرائيل كانت لها اتصالات مع حماس فلماذا اذا يعارض نتنياهو المصالحة؟.
ولكن ما يقوله الاخير ومعه اوباما ليس مهما. ويختم قائلا مع استمرار كل الكلام الممل والذي لا قيمة له فان شيئا لن يمنع الفلسطينيين من بدء انتفاضة ثالثة ان كان السوريون والمصريون والتونسيون قادرين على فعلها.
يقول اوباما انه يجب ان لا يتم المضي بمشروع الدولة الفلسطينية امام مجلس الامن، من يصغي لكلامه، حتى الاسرائيليون لا يهتمون بما يقول، الربيع العربي سيصبح صيفا ساخنا ثم خريفا، والعالم العربي سيتغير للابد ، وما تقوله امريكا لن يهم.