**ولد مزغنة**
2008-09-04, 03:56
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني أخواتي هذه أول مشاركة لي في منتدى اللغة العربية، ولعلي بهذا لا أكون متطفلا على مائدة صاحب الموضوع وإنما أريد إثراء الموضوع وشحذه بشيء من البحث والنقل، لذا أستأذن أخي الكريم فأقول:
يطغى على الإعلام استعمال كلمة التواجد في موضع كلمة الوجود أو الحضور ونسمع ونقرأ: "سينعقد الاجتماع في الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم كذا والمطلوب من المدعوِّين التَّواجُد بعين المكان في هذا الموعد بالضبط".
في المعاجم اللغوية الأصيلة لا نجد استعمال تواجُد بمعنى الحضور، بل يستعمل لمعنى إظهار الوجدان أي إظهار الفرح أو الحزن، أو إبداء آثار اللذة أو الألم، وهو ما تفيده كلمة الوِجْدان التي تعني ضروب الحالات النفسية الباطنية، وفعل تَواجَد بهذا المعنى لازم يقال: تَواجَد الشخصُ تَواجُداً إذا أظْهَر مشاعرَ نفسه الباطنية.
انظر: القاموس المحيط (2/131)، تهذيب اللغة (4/37)، لسان العرب (3/445)، تاج العروس (1/2312 إلى 2319).
قال الجرجاني في التعريفات (ص 95):
التواجد استدعاء الوجد تكلفا بضرب اختيار وليس لصاحبه كمال الوجد، لأن باب التفاعل أكثره لإظهار صفة ليست موجودة كالتغافل والتجاهل، وقد أنكره قوم لما فيه من التكلف والتصنع، وأجازه قوم لمن يقصد به تحصيل الوجد. إهـ
وجاء في (مجلة اللسان العربي):
لم يعد في أيامنا على ألسنتنا وجود للفظ "وجود" ولا للفظ "موجود" فلقد حل محلهما اللفظان "تواجد" و"متواجد" اللذان انتزعا انتزاعا من دلالتهما الروحانية الربانية المشرقة التي شرحها مؤلف "عوارف المعارف" بقوله: "الوجد ما يرد على الباطن من الله يكسبه فرحا أو حزنا، ويغيره عن هيئته، ويتطلع إلى الله تعالى، وهو فرحة يجدها المغلوب عليه بصفات نفسه ينظر منها إلى الله تعالى، والتواجد استجلاب الوجد بالذكر والتفكر".
ولقد حرنا في تعليل ذلك الاستعمال التعسفي للفظي "تواجد" و "متواجد" إذ لا نجد حاجة تدعو إليه، فهما لم يستعملا لأداء معنى مفهوم جديد محدث لم يكن له وجود من قبل فالمعنى الذي أصبحا يستعملان له قديم موجود منذ أن كان الوجود.
فما الذي تكسبه اللغة العربية من تحريف دلالة اللفظين سوى أنها تخسر معناهما الروحاني الرباني الذي لا يؤديه غيرهما، وتفقد معه لفظي "وجود" و "موجود"، والأمثلة على تحريف دلالة الألفاظ كثيرة نكتفي منها الآن بهذا القدر. إهـ
وقال الأستاذ الدكتور مكي الحسني في كتابه (نحو إتقان الكتابة باللغة العربية):
تَواجَدَ فلانٌ: أرى من نفْسه الوَجْدَ أي: تظاهر أو أَوْهَمَكَ بالوجد، والوَجْد: هو الحب الشديد أو الحزن على وَفْقِِ السياق.
قل إذن: على الطلاب الحضور إلى المُدرَّج الأول في الساعة كذا...ولا تقل: على الطلاب التواجد....
وقل: يوجد الحديد في الطبيعة بكثرة...ولا تقل: يتواجد الحديد في الطبيعة....
وقل: يُستخرج الحديد الموجود...ولا تقل: يستخرج الحديد المتواجد...!) إهـ.
وعليه فإن جل المنتديات إن لم أقل كلها استعملت هذه اللفظة في غير محلها.... فهل المشرفين والمسئولين سيجدون قبولا لكلامنا أم سيتواجدون منا وعلينا؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
إخواني أخواتي هذه أول مشاركة لي في منتدى اللغة العربية، ولعلي بهذا لا أكون متطفلا على مائدة صاحب الموضوع وإنما أريد إثراء الموضوع وشحذه بشيء من البحث والنقل، لذا أستأذن أخي الكريم فأقول:
يطغى على الإعلام استعمال كلمة التواجد في موضع كلمة الوجود أو الحضور ونسمع ونقرأ: "سينعقد الاجتماع في الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم كذا والمطلوب من المدعوِّين التَّواجُد بعين المكان في هذا الموعد بالضبط".
في المعاجم اللغوية الأصيلة لا نجد استعمال تواجُد بمعنى الحضور، بل يستعمل لمعنى إظهار الوجدان أي إظهار الفرح أو الحزن، أو إبداء آثار اللذة أو الألم، وهو ما تفيده كلمة الوِجْدان التي تعني ضروب الحالات النفسية الباطنية، وفعل تَواجَد بهذا المعنى لازم يقال: تَواجَد الشخصُ تَواجُداً إذا أظْهَر مشاعرَ نفسه الباطنية.
انظر: القاموس المحيط (2/131)، تهذيب اللغة (4/37)، لسان العرب (3/445)، تاج العروس (1/2312 إلى 2319).
قال الجرجاني في التعريفات (ص 95):
التواجد استدعاء الوجد تكلفا بضرب اختيار وليس لصاحبه كمال الوجد، لأن باب التفاعل أكثره لإظهار صفة ليست موجودة كالتغافل والتجاهل، وقد أنكره قوم لما فيه من التكلف والتصنع، وأجازه قوم لمن يقصد به تحصيل الوجد. إهـ
وجاء في (مجلة اللسان العربي):
لم يعد في أيامنا على ألسنتنا وجود للفظ "وجود" ولا للفظ "موجود" فلقد حل محلهما اللفظان "تواجد" و"متواجد" اللذان انتزعا انتزاعا من دلالتهما الروحانية الربانية المشرقة التي شرحها مؤلف "عوارف المعارف" بقوله: "الوجد ما يرد على الباطن من الله يكسبه فرحا أو حزنا، ويغيره عن هيئته، ويتطلع إلى الله تعالى، وهو فرحة يجدها المغلوب عليه بصفات نفسه ينظر منها إلى الله تعالى، والتواجد استجلاب الوجد بالذكر والتفكر".
ولقد حرنا في تعليل ذلك الاستعمال التعسفي للفظي "تواجد" و "متواجد" إذ لا نجد حاجة تدعو إليه، فهما لم يستعملا لأداء معنى مفهوم جديد محدث لم يكن له وجود من قبل فالمعنى الذي أصبحا يستعملان له قديم موجود منذ أن كان الوجود.
فما الذي تكسبه اللغة العربية من تحريف دلالة اللفظين سوى أنها تخسر معناهما الروحاني الرباني الذي لا يؤديه غيرهما، وتفقد معه لفظي "وجود" و "موجود"، والأمثلة على تحريف دلالة الألفاظ كثيرة نكتفي منها الآن بهذا القدر. إهـ
وقال الأستاذ الدكتور مكي الحسني في كتابه (نحو إتقان الكتابة باللغة العربية):
تَواجَدَ فلانٌ: أرى من نفْسه الوَجْدَ أي: تظاهر أو أَوْهَمَكَ بالوجد، والوَجْد: هو الحب الشديد أو الحزن على وَفْقِِ السياق.
قل إذن: على الطلاب الحضور إلى المُدرَّج الأول في الساعة كذا...ولا تقل: على الطلاب التواجد....
وقل: يوجد الحديد في الطبيعة بكثرة...ولا تقل: يتواجد الحديد في الطبيعة....
وقل: يُستخرج الحديد الموجود...ولا تقل: يستخرج الحديد المتواجد...!) إهـ.
وعليه فإن جل المنتديات إن لم أقل كلها استعملت هذه اللفظة في غير محلها.... فهل المشرفين والمسئولين سيجدون قبولا لكلامنا أم سيتواجدون منا وعلينا؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!