المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان


الماسة الزرقاء
2011-04-11, 10:33
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أسئلة وأجوبة
في
مسائل الإيمان والكفر



لفضيلة الشيخ الدكتور
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد.. فهذه أسئلة مهمة من طلاب العلم والدعاة إلى الله إلى شيخنا الفاضل الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى وبارك فيه وفي علمه ، ونفع به الإسلام والمسلمين .. نقدمها إليه رجاءً منه بالإجابة بما يفتح الله عليه من الكتاب والسنة لعل الله أن ينفع بها :

السؤال الأول:
بمَ يكون الكفر الأكبر أو الردّة؟ هل هو خاص بالاعتقاد والجحود والتكذيب، أم هو أعم من ذلك؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن مسائل العقيدة مهمة جداً ، ويجب تعلم العقيدة بجميع أبوابها وجميع مسائلها وتلقيها عن أهل العلم ، فلا يكفي فيها إلقاء الأسئلة وتشتيت الأسئلة فيها ، فإنها مهما كثرت الأسئلة وأجيب عنها ، فإن الجهل سيكون أكبر . فالواجب على من يريد نفع نفسه ونفع إخوانه المسلمين أن يتعلم العقيدة من أولها إلى آخرها، وأن يلم بأبوابها ومسائلها ، ويتلقاها عن أهل العلم ومن كتبها الأصيلة ، من كتب السلف الصالح .. وبهذا يزول عنه الجهل ولا يحتاج إلى كثرة الأسئلة ، وأيضاً يستطيع هو أن يبين للناس وأن يعلم الجهّال، لأنه أصبح مؤهلاً في العقيدة.
كذلك لا يتلقى العقيدة عن الكتب فقط .. أو عن القراءة والمطالعة ، لأنها لا تؤخذ مسائلها ابتداءً من الكتب ولا من المطالعات ، وإنما تؤخذ بالرواية عن أهل العلم وأهل البصيرة الذين فهموها وأحكموا مسائلها ..
هذا هو واجب النصيحة ..
أما ما يدور الآن في الساحة من كثرة الأسئلة حول العقيدة ومهماتها من أناس لم يدرسوها من قبل، أو أناس يتكلمون في العقيدة وأمور العقيدة عن جهل أو اعتماد على قراءتهم للكتب أو مطالعاتهم ، فهذا سيزيد الأمر غموضاً ويزيد الإشكالات إشكالات أخرى ، ويثبط الجهود ويحدث الاختلاف، لأننا إذا رجعنا إلى أفهامنا دون أخذ للعلم من مصادره، وإنما نعتمد على قراءتنا وفهمنا ، فإن الأفهام تختلف والإدراكات تختلف .. وبالتالي يكثر الاختلاف في هذه الأمور المهمة . وديننا جاءنا بالاجتماع والائتلاف وعدم الفرقة ، والموالاة لأهل الإيمان والمعاداة للكفار .. فهذا لا يتم إلا بتلقي أمور الدين من مصادرها ومن علمائها الذين حملوها عمن قبلهم وتدارسوها بالسند وبلغوها لمن بعدهم .. هذا هو طريق العلم الصحيح في العقيدة وفي غيرها ، ولكن العقيدة أهم لأنها الأساس ، ولأن الاختلاف فيها مجال للضلال ومجال للفرقة بين المسلمين.
والكفر والردّة يحصلان بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام ، فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام المعروفة عند أهل العلم فإنه بذلك يكون مرتداً ويكون كافراً ، ونحن نحكم عليه بما يظهر منه من قوله أو فعله، نحكم عليه بذلك لأنه ليس لنا إلا الحكم بالظاهر، أما أمور القلوب فإنه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. فمن نطق بالكفر أو فعل الكفر، حكمنا عليه بموجب قوله وبموجب نطقه وبموجب فعله إذا كان ما فعله أو ما نطق به من أمور الردّة .

السؤال الثاني:
هناك من يقول : " الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه " ، ويقول أيضاً : " لا كفر إلا باعتقاد " .. فهل هذا القول من أقوال أهل السنة أم لا؟

الجواب :
الذي يقول هذا ما فهم الإيمان ولا فهم العقيدة ، وهذا هو ما قلناه في إجابة السؤال الذي قبله : من الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاها من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.
وقوله : إن الإيمان قول وعمل واعتقاد .. ثم يقول : إن العمل شرط في كمال الإيمان وفي صحته، هذا تناقض !! كيف يكون العمل من الإيمان ثم يقول العمل شرط، ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط، فهذا تناقض منه . وهذا يريد أن يجمع بين قول السلف وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين ، فأراد أن يدمج بينهما .. فالإيمان قول وعمل واعتقاد ، والعمل هو من الإيمان وهو الإيمان، وليس هو شرطاً من شروط صحة الإيمان أو شرط كمال أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يروجونها الآن . فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

السؤال الثالث:
هل الأعمال ركن في الإيمان وجزء منه أم هي شرط كمال فيه؟

الجواب :
هذا قريب من السؤال الذي قبله، سائل هذا السؤال لا يعرف حقيقة الإيمان. فلذلك تردد : هل الأعمال جزء من الإيمان أو أنها شرط له ؟ لأنه لم يتلق العقيدة من مصادرها وأصولها وعن علمائها. وكما ذكرنا أنه لا عمل بدون إيمان ولا إيمان بدون عمل ، فهما متلازمان ، والأعمال هي من الإيمان بل هي الإيمان : الأعمال إيمان، والأقوال إيمان، والاعتقاد إيمان ، ومجموعها كلها هو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.

السؤال الرابع:
ما أقسام المرجئة ؟ مع ذكر أقوالهم في مسائل الإيمان ؟

الجواب :
المرجئة أربعة أقسام :
القسم الأول : الذين يقولون الإيمان وهو مجرد المعرفة ، ولو لم يحصل تصديق .. وهذا قول الجهمية، وهذا شر الأقوال وأقبحها ، وهذا كفر بالله عز وجل لأن المشركين الأولين وفرعون وهامان وقارون وإبليس كلٌ منهم يعرفون الله عز وجل ، ويعرفون الإيمان بقلوبهم، لكن لما لم ينطقوه بألسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة .
القسم الثاني: الذين قالوا إن الإيمان هو تصديق القلب فقط ، وهذا قول الأشاعرة، وهذا أيضاً قول باطل لأن الكفار يصدقون بقلوبهم، ويعرفون أن القرآن حق وأن الرسول حق ، واليهود والنصارى يعرفون ذلك : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) فهم يصدقون به بقلوبهم ! قال تعالى في المشركين : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) ..فهؤلاء لم ينطقوا بألسنتهم ،ولم يعملوا بجوارحهم مع أنهم يصدقون بقلوبهم فلا يكونون مؤمنين.
الفرقة الثالثة: التي تقابل الأشاعرة وهم الكرَّامية ، الذين يقولون : إن الإيمان نطق باللسان ولو لم يعتقد بقلبه ، ولا شك أن هذا قول باطل لأن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يقولون : نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بألسنتهم ، ولكنهم لا يعتقدون ذلك ولا يصدقون به بقلوبهم ، كما قال تعالى: ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) ، قال سبحانه وتعالى : ( يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) .
الفرقة الرابعة: وهي أخف الفرق في الإرجاء ، الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل أيضا .

السؤال الخامس:
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح؟ وهل الخلاف لفظي أو معنوي ؟ نرجو من فضيلتكم التفصيل.

الجواب :
خلافهم في العمل ، خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة هو اختلاف في العمل الظاهر ، كالصلاة والصيام والحج، فهم يقولون إنه ليس من الإيمان وإنما هو شرط للإيمان، إما شرط صحة وإما شرط كمال ، وهذا قول باطل كما عرفنا .
والخلاف بينهم وبين جمهور أهل السنة خلاف معنوي وليس خلافاً لفظيا، لأنهم يقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص بالأعمال ، فلا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية .. وإيمان الناس سواء لأنه عندهم التصديق بالقلب مع القول باللسان ! وهذا قول باطل.

السؤال السادس:
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لكنه لا يعمل شيئاً البتة، فهل هذا مسلم أم لا ؟ علماً بأن ليس له عذرا شرعيا يمنعه من القيام بتلك الفرائض ؟

الجواب:
هذا لا يكون مؤمناً، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل بجوارحه ، عطّل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة أنه : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحداً منها فإنّه لا يكون مؤمناً .

السؤال السابع:
هل تصح هذه المقولة: " من قال الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد بريء من الإرجاء كله حتى لو قال لا كفر إلا باعتقاد وجحود " ؟

الجواب:
هذا تناقض !! إذا قال لا كفر إلا باعتقاد أو جحود فهذا يناقض قوله إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، هذا تناقض ظاهر ، لأنه إذا كان الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية … فمعناه أنه من تخلى عن شيء من ذلك فإنه لا يكون مؤمناً .

السؤال الثامن:
هل هذا القول صحيح أم لا : ( أن من سب الله وسب الرسول  ليس بكفر في نفسه ، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة ) ؟

الجواب:
هذا قول باطل، لأن الله حكم على المنافقين بالكفر بعد الإيمان بموجب قولهم : ( ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أجبن عند اللقاء ) يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فأنزل الله فيهم قوله سبحانه وتعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) ، فكفّرهم بهذه المقالة ولم يشترط في كفرهم أنهم كانوا يعتقدون ذلك بقلوبهم، بل إنه حكم عليهم بالكفر بموجب هذا المقالة . وكذلك قوله تعالى : ( وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ ) فرتب الكفر على قول كلمة الكفر .

السؤال التاسع:
ما حكم من يسب الله ورسوله ويسب الدين فإذا نُصح في هذا الأمر تعلَّل بالتكسب وطلب القوت والرزق ، فهل هذا كافر أم هو مسلم يحتاج إلى تعزير وتأديب ؟ وهل يقال هنا بالتفريق بين السب والساب ؟

الجواب :
لا يجوز للإنسان أن يكفر بالله بالقول أو بالفعل أو بالاعتقاد ويقول إن هذا لأجل طلب الرزق، فالرزق عند الله سبحانه وتعالى ، والله جل وعلا يقول: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ، فالرزق بيد الله عز وجل ، والله جل وعلا حكم بالكفر على من آثر الدنيا على الآخرة ، قال سبحانه وتعالى في وصف المرتدين والمنافقين : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ، فحكم عليهم بأنهم تركوا إيمانهم بسبب أنهم يريدون أن يعيشوا مع الناس ويكونوا مع الناس ، ( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُواْ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) ، فلو توكلوا على الله لرزقهم الله عز وجل .

السؤال العاشر:
ما هو القول فيمن نصب الأصنام والأضرحة والقبور ، وبنى عليها المساجد والمشاهد ، وأوقف عليها الرجال والأموال ، وجعل لها هيئات تشرف عليها ، ومكَّن الناس من عبادتها والطواف حولها ودعائها والذبح لها ؟

الجواب :
هذا حكمه أنه يكفر بهذا العمل، لأن فعله هذا دعوة للكفر .
إقامته للأضرحة وبناؤه لها ودعوة الناس إلى عبادتها وتنصيب السدنة لها، هذا يدل على رضاه بهذا الأمر ، وعلى أنه يدعو إلى الكفر ويدعو إلى الضلال والعياذ بالله .

السؤال الحادي عشر:
هل تصح الصلاة خلف إمام يستغيث بالأموات ويطلب المدد منهم أم لا ؟
وماذا عن رجل يكذب ويتعمد الكذب و يؤذي الصالحين ويؤم الناس. هل يقدم في الصلاة إذا عرف عنه الكذب والفسوق؟

الجواب :
لا تصح الصلاة خلف المشرك الذي شركه شرك أكبر يخرج من الملة ، ودعاء الأموات والاستغاثة بهم ، هذا شرك أكبر يخرج من الملّة .
فهذا ليس بمسلم لا تصح صلاته في نفسه ولا تصح صلاة من خلفه، إنما يشترط للإمام أن يكون مؤمناً بالله وبرسوله ، ويكون عاملاً بدين الإسلام ظاهراً وباطناً .
أما الرجل الأخر وما يفعله فهذه كبائر من كبائر الذنوب : الكذب، واكتساب الكبائر التي دون الشرك وأذية المسلمين .. هذه كبائر من كبائر الذنوب، لا تقتضي الكفر ، ولا ينبغي أن يُنصَّب إماماً للناس، لكن من جاء ووجدهم يصلون وهو يصلي بهم، يصلي خلفه ولا يصلي منفرداً، إلى أن يجد إماماً صالحاً مستقيماً فيذهب إليه.
السؤال الثاني عشر:
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث ( لم يعملوا خيراً قط ) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟
الجواب :
هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أو لم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله ) .. وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، هذا لم يتمكن من العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم لم يعملوا خيراً قط لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، هذا هو الجمع بين الأحاديث.
السؤال الثالث عشر:
ما حكم من يدعو غير الله وهو يعيش بين المسلمين وبلغه القرآن ، فهل هذا مسلم تلبس بشرك أم هو مشرك ؟
الجواب :
من بلغه القرآن والسنة على وجه يستطيع أن يفهمه لو أراد ثم لم يعمل به ولم يقبله فإنه قد قامت عليه الحجة ، ولا يعذر بالجهل لأنه بلغته الحجة ، والله جل وعلا يقول: ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) ، سواء كان يعيش مع المسلمين أو يعيش مع غير المسلمين .. فكل من بلغه القرآن على وجه يفهمه لو أراد الفهم ثم لم يعمل به فإنه لا يكون مسلماً ولا يعذر بالجهل.
السؤال الرابع عشر:
هل يشترط في إقامة الحجة فهم الحجة فهماً واضحاً جلياً أم يكفي مجرد إقامتها ؟ نرجو التفصيل في ذلك مع ذكر الدليل ؟
الجواب :
هذا ذكرناه في الجواب الذي قبل هذا، أنه إذا بلغه الدليل من القرآن أو من السنة على وجه يفهمه لو أراد .. أي بلغه بلغته ، وعلى وجه يفهمه ، ثم لم يلتفت إليه ولم يعمل به فهذا لا يعذر بالجهل لأنه مفرِّط .

السؤال الخامس عشر:
هل تكفير شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – للطائفة الممتنعة من أداء شعيرة الزكاة - حين فعل هذا من ارتد من العرب - لأجل جحدهم للوجوب أم لأجل مجرد المنع وعدم الالتزام بالأداء ؟
الجواب :
هذا فصّل فيه أهل العلم، قالوا إن مانع الزكاة إن كان يجحد وجوبها فهذا كافر ويقاتل قتال ردة ، وأما إن كان منعه لها من أجل بخل وهو يعتقد وجوبها فهذا يقاتل حتى يخضع لأداء الزكاة فلا يحكم بكفره، فيقاتل امتناعاً لمنعه الزكاة حتى تؤخذ منه. وأما ما نُسب إلى الشيخ تقي الدين ابن تيمية إلى أنه كفرهم مطلقاً فأنا لم أطلع على هذا الكلام .
السؤال السادس عشر:
ما حكم تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين وضعية كالقانون الفرنسي البريطاني وغيرها ، مع جعله قانوناً ينص فيه على أن قضايا النكاح والميراث بالشريعة الإسلامية ؟
الجواب :
من نحّى الشريعة الإسلامية نهائياً وأحل مكانها القانون فهذا دليل على أنه يرى جواز هذا الشيء ، لأنه ما نحاها وأحل محلها القانون إلا لأنه يرى أنها أحسن من الشريعة ، ولو كان يرى أن الشريعة أحسن منها لما أزاح الشريعة وأحل محلها القانون، فهذا كفر بالله عز وجل .
أما من نص على أن قضايا النكاح والميراث فقط تكون على حسب الشريعة ، هذا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، يعني يحكّم الشريعة في بعض، ويمنعها في بعض، والدين لا يتجزأ، تحكيم الشريعة لا يتجزأ، فلا بد من تطبيق الشريعة تطبيقا كاملاً، ولا يطبق بعضها ويترك بعضها .


السؤال السابع عشر:
ما حكم من يقول بأن من قال : أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر ؛ أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة ؟
الجواب :
هذا كما سبق. أن العمل من الإيمان، العمل إيمان، فمن تركه يكون تاركاً للإيمان، سواء ترك العمل كله نهائياً فلم يعمل شيئاً أبداً، أو أنه ترك بعض العمل لأنه لا يراه من الإيمان ولا يراه داخلاً في الإيمان فهذا يدخل في المرجئة .
السؤال الثامن عشر:
هل تكفير السلف - رضوان الله عليهم – للجهمية ، كفر أكبر مخرج من الملة أم هو كفر دون كفر والمراد منه الزجر والتغليظ فقط ؟
الجواب :
تكفير السلف للجهمية تكفير بالكفر الأكبر لأنهم جحدوا كلام الله عز وجل، قالوا : كلام الله مخلوق ، وجحدوا أسماء الله وصفاته فهم معطلة ، وهم مكذبون لما في القرآن وما في السنة من إثبات أسماء الله وصفاته ، وأيضاً يعتقدون بالحلول وأن الله تعالى حال في كل مكان تعالى الله عمّا يقولون . فمقالاتهم تقتضي الكفر الأكبر، فتكفير السلف لهم هو من التكفير بالكفر الأكبر، إلا من كان جاهلاً مقلداً اتبعهم وهو يظن أنهم على حق ولم يعرف مذهبهم ولم يعرف حقيقة قولهم فهذا قد يعذر بالجهل.

الماسة الزرقاء
2011-04-11, 10:36
السؤال التاسع عشر:
هل إطلاقات السلف في تكفير أعيان الجهمية كتكفير الشافعي لحفص الفرد حين قال بخلق القرآن فقال له الشافعي : كفرت بالله العظيم ؛ كما نقل ذلك اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ، وكتكفير الجهم بن صفوان وبشر المريسي والنظَّام وأبو الهذيل العلاّف كما ذكر ذلك ابن بطة في الإبانة الصغرى … يراد منه تكفير أعيان هؤلاء أم تكفير ألفاظهم لا أعيانهم ؟
الجواب :
من نطق بالكفر أو فعل الكفر فإنه يكفر بعينه ، فمن فعل الكفر أو نطق به وهو ليس ممن يعذر بالجهل فإنه يكفر بعينه ، ونحكم عليه بالكفر .
السؤال العشرون:
ترد بعض الإصطلاحات في كتب أهل السنة مثل : الالتزام، الإقناع، كفر الإعراض، فما معنى هذه المصطلحات؟
الجواب :
الكفر أنواع: منه كفر الإعراض وكفر التكذيب ومنه كفر الجحود، كل هذه أنواع من الكفر، فالكفر ليس نوعاً واحداً وإنما هو أنواع . وأيضا الكفر ينقسم إلى كفر أكبر مخرج من الملة ، وكفر أصغر لا يخرج من الملّة، فلا بد من دراسة هذه الأمور ومعرفتها بالتفصيل، فالكفر ليس على حد سواء.
السؤال الحادي والعشرون:
ما معنى قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الناقض الثالث من نواقض الإسلام : " من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو مثلهم " ؟
الجواب :
أي نعم هو كذلك، لأنه رضي بما هم عليه ووافقهم على ما هم عليه، فمن لم يكفرهم أو رضي بما هم عليه أو دافع دونهم فإنّه يكون كافراً مثلهم، لأنه رضي بالكفر وأقرّه ولم ينكره.
السؤال الثاني والعشرون:
ما حكم من يقول : ( إن الشخص إذا لم يكفر النصارى لعدم بلوغ آية سورة المائدة : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ...} فإنه لا يكفر حتى يعلم بالآية ) ؟
الجواب :
ليس تكفير اليهود والنصارى قاصراً على سورة المائدة، بل تكفيرهم كثير في القرآن ، وأيضاً كفرهم ظاهر من أقوالهم وأفعالهم وما في كتبهم التي يتدارسونها ، مثل قولهم : المسيح ابن الله، أو قولهم إن الله ثالث ثلاثة، وقولهم إن الله هو المسيح ابن مريم، أو قول اليهود إن عزيراً ابن الله، أو أن الله فقير ونحن أغنياء أو يد الله مغلولة .. أو غير ذلك مما هو موجود في كتبهم التي في أيديهم، فكفرهم ظاهر في غير سورة المائدة.
السؤال الثالث والعشرون:
ما الدليل على مشروعية شروط شهادة : أن لا إله إلا الله ، من العلم والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة والقبول واليقين ، وما الحكم في من يقول " تكفي شهادة أن لا إله إلا الله بمجرد قولها دون هذه الشروط " ؟
الجواب :
هذا إمّا أنه مضلل، يريد تضليل الناس وإمّا أنه جاهل يقول ما لا يعلم. فلا إله إلا الله ليست مجرد لفظ، بل لا بد لها من معنى ومقتضى، ليست مجرد لفظ يقال باللسان . والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله ) ، أو قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) ، إلا بحق لا إله إلا الله .. فلم يكتف بمجرد قولهم لا إله إلا الله إذا لم يلتزموا بحقها وهو العمل بمقتضاها ومعرفة معناها، فليست لا إله إلا الله مجرد لفظ يقال باللسان .. ومنها تؤخذ هذه الشروط العشرة التي ذكرها أهل العلم.

السؤال الرابع والعشرون:
نرجو تفسير قوله تعالى : { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ } الآية تفسيراً مفصَّلاً مع بيان حكم الإكراه في هذه الآية ؟
الجواب :
هذه الآية تدل على أن من نطق بكلمة الكفر مكرهاً عليها وهو غير معتقد لها، وإنما قالها ليتخلص بها من الإكراه فإنه معذور. كما في قصة عمّار بن ياسر رضي الله عنه لمّا أجبره المشركون على أن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآذوه وأبوا أن يطلقوه حتى يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتكلم بلسانه بما يطلبون منه، وجاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف تجد قلبك؟ قال: أجد في قلبي الإيمان بالله ورسوله، فأنزل الله تعالى ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ @ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ)
فإذا قال الإنسان كلمة الكفر مكرهاًَ عليها يريد التخلص من الإكراه فقط ولم يوافقه بقلبه فإنها رخصة رخص الله فيها للمكره، وهذه خاصة بالمكره دون غيره. وكذلك في قوله: ( إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) أي من الكفار ، فهذا في الإكراه ، وأما في غير الإكراه فلا يجوز موافقتهم ولا إعطائهم ما يطلبون من كلام الكفر أومن فعل الكفر.
السؤال الخامس والعشرون:
ما حكم موالاة الكفار والمشركين؟ ومتى تكون هذه الموالاة كفراً أكبر مخرجاً عن الملّة؟ ومتى تكون ذنباً وكبيرة من كبائر الذنوب؟
الجواب :
الله جلّ وعلى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ، وقوله سبحانه : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ، فيجب معاداة الكفار وبغضهم وعدم مناصرتهم على المسلمين ، وقطع الصلة معهم من ناحية المودة والمحبة وبغض ما هم عليه من الكفر، كل هذا يجب على المسلم أن يقاطعهم فيه وأن يبتعد عنهم ولا يحبهم ولا يناصرهم على المسلمين ولا يدافع عنهم ولا يصحح مذهبهم، بل يصرح بكفرهم وينادي بكفرهم وضلالهم ويحذر منهم .
السؤال السادس والعشرون:
ما هي نصيحتكم لطلبة العلم لمن أراد ضبط مسائل التوحيد والشرك ومسائل الإيمان والكفر ؟ وما هي الكتب التي تكلمت عن هذه المسائل وفصَّلتها ؟
الجواب :
هذا أشرنا إليه في مطلع الأجوبة ، بأن المعتمد في هذا كتب السلف الصالح . فعليه أن يراجع كتب سلف هذه الأمة من الأئمة الأربعة وقبلهم الصحابة والتابعون وأتباعهم والقرون المفضلة، وهذا موجود في كتبهم ولله الحمد ، في كتب الإيمان وكتب العقيدة وكتب التوحيد المتداولة المعروفة عن الأئمة الكبار رحمهم الله ، مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وكتب الإمام ابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب .. وكتب السلف الصالح : مثل كتاب الشريعة لـلآجري ، والسنة لعبدالله بن الإمام أحمد، والسنّة للخلال ، ومثل كتاب العقيدة الطحاوية وشرحها للعز بن أبي العز … كل هذه من كتب أهل السنة ومن العقائد الصحيحة الموروثة عن السلف الصالح فليراجعها المسلم. ولكن كما ذكرنا لا يكفي الاقتصار على مطالعة الكتب وأخذ العلم عنها بدون معلم وبدون مدرس، بل لا بد من اللقاء مع العلماء ولابد من الجلوس في حلقات التدريس، إما الفصول الدراسية وإما في حلق العلم في المساجد ومجالس العلم، فلا بد من تلقي العلم عن أهله سواء في العقيدة أو في غير العقيدة ، و لكن العقيدة الحاجة أشد في هذا لأنها هي الأساس ، ولأن الغلط والخطأ فيها ليس كالخطأ والغلط في غيرها.
وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول

الأمل الحقيقي
2011-04-11, 17:50
بارك الله فيك أختي.

ما الهدف من هذا الموضوع بصراحة

أنا لم أفهم. ؟؟؟؟

والدخول في تفصيلات لا يفهمها إلا القليل.

هل هذا ما ينقص المسلمين فقط ؟؟؟

سوى الحديث عن الكفر وكلمة الكفر؟؟؟

أين التقدم والعلم من كل هذا ؟؟؟

أم نبقى نأكل مما يأكل الغير

مقدام
2011-04-11, 20:09
بارك الله فيك أختي.

ما الهدف من هذا الموضوع بصراحة

أنا لم أفهم. ؟؟؟؟




"ها أنتم هؤلاء حججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم"

بيان المسائل الشرعية وإيضاحها للناس لهو من أوجب الواجبات على المسلم ..
والناس بحاجة ماسة لمن يوضح لهم ما يختلط عليهم في أمور دينهم ..

ومسألة التكفير من المسائل الكبار التي لا يتكلم فيها إلا أهل العلم الراسخون .. وما انتشر
التكفير بين الناس واستباحة الاعراض والاموال إلا بعد أن انفصل أهل العلم الراسخون عن العامة ..

وهذا الموضوع إن لم يرق لك فهناك آلاف مؤلفة من المواضيع العلمية في صنوف المجالات وبمختلف
الاقسام لم نرَ لك حرفا هناك ..ولكن يبدو لي أنك ممن يطوون في قلوبهم غير ما يبدون

فأرجو أن تبدي لنا ما تريد ..

مع شكري وتقديري لصاحبة الموضوع ..

*ابو محمد الجزائري*
2011-04-23, 08:33
جزاك الله خيرا

طهراوي ياسين
2011-04-23, 10:35
جزااك الله كل خير

الجزائري بوعمران
2011-04-29, 02:12
اللهم أمتنا على الإسلام

كوعليم
2011-05-02, 12:06
والله انا الى اليوم لم افهم لماذا يركز اخواننا الوهابيةعلى مواضيع الكفر والتكفير والشرك.....وعلى مشايخ محددين لهم هذه الصبغة...مع ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حالفا والله ما الشرك اخاف عليكم.....الى اخر الحديث.فهل الوهابية اعلم من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم......ارجو الرد حتى اتعلم واستفيد منكم.والله الموفق

ابوزيدالجزائري
2011-05-07, 19:11
أخي الفاضل ليس الوهابية-كما تسميهم-وحدهم من يركزون على هذا الأمر بل لا يكاد كتاب فقهي في أي مذهب كان يخلوا من باب الردة و المرتد ،وقد أفرده عدد من الفقهاء بالتصنيف يعلم ذلك من له عناية بهذا الأمر.
فان سألت لماذا فالجواب لأن الله دعانا الى الاسلام وبين لنا فضله و حذرنا من الوقوع في الكفر ،فمن أخطر ما يكون أن ينقض المسلم اسلامه و يرتد عن دينه.
هذا من جهة ثم من جهة أخرى نحن في زمن انتشرت فيه كثير من النواقض التي تخرج عن الملة كسب الله و الاستهزاء بدينه و الشرك به-سبحانه-و تفضيل القوانين القوانين الوضعية على شرعه ونحو ذلك ،فحق لهذا الوضوع أن يطرح.

كوعليم
2011-05-10, 23:46
يا ابا زيد.....زادك المولى نورا.....التوحيد ركيزة الدين..وهذا لاخلاف عليه بين الجميع....اما الحديث عن اراء الفرق البائدة مثل المرجئة والقدرية والمعتزلة......فاظن ان السادة الاشاعرة قد كفوكم مؤونة الرد عليهم وهذا منذ قرون.....اما الشرك وعبادة ما سوى الله فلا اظن بان هناك مسلم موحد يفعل هذا.....نعم هناك اخطاء من العوام.....لكنها تدخل في باب الحلال والحرام.....لا في باب الكفر والردة ...اللهم الا المتعمد .فهذا شي اخر

ابو الحارث مهدي
2011-05-11, 16:18
يا ابا زيد.....زادك المولى نورا.....التوحيد ركيزة الدين..وهذا لاخلاف عليه بين الجميع....اما الحديث عن اراء الفرق البائدة مثل المرجئة والقدرية والمعتزلة......فاظن ان السادة الاشاعرة قد كفوكم مؤونة الرد عليهم وهذا منذ قرون.....اما الشرك وعبادة ما سوى الله فلا اظن بان هناك مسلم موحد يفعل هذا.....نعم هناك اخطاء من العوام.....لكنها تدخل في باب الحلال والحرام.....لا في باب الكفر والردة ...اللهم الا المتعمد .فهذا شي اخر





الإيمان عند الأشاعرة


الأشاعرة في الإيمان: مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة على أن الإيمان هو التصديق القلبي ،
واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي عنه تصديق القلب أم لابد منه ، قال صاحب الجوهرة:


وفسر الإيمان بالتصديق والنطق فيه الخلف بالتحقيق


وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناج عند الله وإن لم ينطق بهما ومال إليه البوطي ، فعلى كلامهم لا داعي لحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عمه أبو طالب لا إله إلا الله لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه ، وهو وَمَن شابهه على مذهبهم من أهل الجنة !!
هذا وقد أولوا كل آية أو حديث ورد في زيادة الإيمان ونقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها إيمان أو من الإيمان .
ولهذا أطال شيخ الإسلام رحمه الله الرد عليهم بأسمائهم كالأشعري والباقلاني والجويني وشراح كتبهم وقرر أنهم على مذهب جهم بعينه، تجد هذا مزبورا في ثنايا مجموع الفتاوى وفي التسعينية و..
وأما في باب القدر فقد أراد الأشاعرة أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية فجاءوا بنظرية الكسب وهي في مآلها جبرية خالصة لأنها تنفي أي قدرة للعبد أو تأثير أما حقيقتها النظرية الفلسفية فقد عجز الأشاعرة أنفسهم عن فهمها فضلاً عن إفهامها لغيرهم
ولهذا قال الرازي الذي عجز هو الآخر عن فهمها : " إن الإنسان مجبور في صورة مختار " .
والإرادة عند الأشاعرة معناها " المحبة والرضا" وأولوا قوله تعالى : ( ولا يرضى لعباده الكفر )
بأنه لا يرضاه لعباده المؤمنين !
فبقي السؤال وارداً عليهم : وهل رضيه للكفار أم فعلوه وهو لم يرده ؟
وفعلوا بسائر الآيات مثل ذلك .
ومن هذا القبيل كلامهم في الاستطاعة ، والحاصل أنهم في هذا الباب خرجوا عن المنقول والمعقول ولم يعربوا عن مذهبهم فضلاً عن البرهنة عليه !!
ينكر الأشاعرة الربط العادي بإطلاق وأن يكون شيء يؤثر في شيء وأنكروا كل " باء سببية " في القرآن ، وكفروا وبدعوا من خالفهم و مأخذهم فيها هو مأخذهم في القدر ، فمثلاً عندهم :
من قال إن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر مشرك ، لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقاً حتى أن أحد نحاة الأندلس من دولة الموحدين التومرتية الأشعرية هدم " نظرية العامل " عند النحاة مدعياً أن الفاعل هو الله!! .
قالوا إن الأسباب علاقات لا موجبات حتى أنهم يقولون: الرجل إذا كسر الزجاجة ما انكسرت بكسره وإنما انكسرت عند كسره ، والنار إذا أحرقت ما تحرق ما احترق بسببها وإنما احترق عندها لا بها فالإنسان إذا أكل حتى شبع ما شبع بالأكل وإنما شبع عند الأكل
ومن قال عندهم أن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ضال ، قالوا : إن فاعل الإحراق هو الله ولكن فعله يقع مقترناً بشيء ظاهري مخلوق ، فلا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب أصلاً وإنما المسألة اقتران كاقتران الزميلين من الأصدقاء في ذهابهما وإيابهما .
ومن متونهم في العقيدة :

والفعل في التأثير ليس إلا *** للواحد القهار جل وعلا


ومن يقل بالطبع أو بالعلة *** فذاك كفر عند أهل الملة


ومن يقل بالقوة المودعة *** فذاك بدعي فلا تلتفت

والغريب أن هذا هو مذهب ما يسمى المدرسة الوضعية من المفكرين الغربيين المحدثين ومن وافقهم من ملاحدة العرب ، وما ذاك إلا لأن الأشاعرة والوضعيين كلاهما ناقل عن الفكر الفلسفي الإغريقي .

وإن كنت تريد المزيد يا(...عليم) فلنا منه الكثير العميم
أما مشابهة الاشاعرة للمعتزلة فحدث بكل حرج
ولا مؤاخذة فقد قيل قديما
"الاشاعرة مخانيث المعتزلة"
أما قولك: الفرق البائدة
فالذي أخشاه ولا أرجوه أن كلامك ......
و قولك:اما الشرك وعبادة ما سوى الله فلا اظن بان هناك مسلم موحد يفعل هذا ؟؟
قلِّ بربك: أتتكلم بجدٍ أم أنت من اللا عبين
" دولة مصر"

ففي بلاد مصر تَلْقَى الأضرحة احتراما ً وتبجيلا ً لدى كثيراً من الناس حيث يشتهر في مصر أكثر من ألف ضريح فيوجد على سبيل المثال في مركز فَوَّه واحد وثمانون ضريحا ً وفي مركز طلخى أربعا ً وخمسون ضريحا ً وفي مركز دُسُوق أربعا ً وثمانون ضريحا ً وفي مركز تلا مائة وثلاثاً وثلاثون وهي ضريحا ً يعبد من دون الله عز وجل وهي الأضرحة التابعة للمجلس الصوفي الأعلى هذا بخلاف الأضرحة التابعة لوزارة الأوقاف أو الغير مقيدة بالمجلس الأعلى الصوفي كما يوجد في" أسوان " أحد المشاهد والذي يسمى بمشهد السبعة وسبعين ولي.. وتنقسم الأضرحة إلى كبرى وصغرى.. وكلما فَخُم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره وكثر زوَّارُه فمن الأضرحة الكبرى في القاهرة ضريح الحسين وضريح السيدة زينب وضريح السيدة عائشة وضريح السيدة سكينة وضريح السيدة نفيسة وضريح الإمام الشافعي الذي وحده يتلقى في كل عام أكثر من خمسون ألف شكوى واستغاثة ومدد من دون الله تعالى.. أما عن خارج القاهرة فتشتهر أضرحة كضريح البدوي بطنطا وضريح إبراهيم الدسوقي بدسوق وضريح أبي العباس المُرسي بالإسكندرية وضريح أبي الحسن الشادلي بقرية حريمثلاء بمحافظة البحر الأحمر وضريح أبي الحجاج الأقصري بالأقصر وضريح عبد الرحيم القِنَائي بقناء.. وذلك حيث يندفع أكثر القبوريين لا شعوريا ً للقيام ببعض الممارسات المتنوعة كالحرص على الصلاة في المسجد الذي به الضريح ثم الحرص على زيارته وترديد بعض الكلمات والصلوات والدعوات ويلي ذلك التمسح بالضريح وتقبيله طلبا ً للبركة ثم يليه التوسل بجاه صاحب الضريح اعتقادا ً أن ذلك أقرب إلى إجابة الدعاء ثم ينتهي بهم المطاف ببلوغ غاية الضلال والخرافة عندما يُتوجه إلى صاحب الضريح بالدعاء والرجاء وطلب قضاء الحاجات منه وغالبا ً ما يصحب الدعاء استقبال الضريح حتى لو كانت القبلة خلف ظهره كما يظهر على الزائر الخشوع والسكينة والتأثر الذي قد يصل إلى حد البكاء وقد يصل الوجد ببعضهم إلى الإغراق في حالة من فقدان الوعي فيصبح كما يقولون مجذوبا ً كما يتزاحم الناس عند ضريح البدوي حول حمار يأتي به دراويش الطريقة الشناويه إلى قبر البدوي فيتسابقون لنزع شعرات من جسم هذا الحمار المسكين ليصنعون منها الأحجبة وهذا بالضبط ما كان قدماء المِصْريين يفعلونه بهذا الحيوان المسكين .

أقول إخواني في الله: إنها وثنية بكل معانيها.. أما إذا تكلمنا عن صندوق الشيطان ذلك الصندوق الأسود المسمى بصندوق النذور عند ضريح البدوي فهو من أشهر صناديق النذور على الإطلاق والذي بلغت حصيلته في إحدى السنوات إلى قرابة أربعة ملايين جنيه مصري.. كان نصيب الخليفة الأول والثاني لهذا الضريح حوالي أربع وخمسين ألف جنيه لكل واحد منهما ونصيب حامل مفتاح المقصورة ستا ً وثلاثين ألف جنيه وشيخ المسجد ثمانية عشر ألف جنيه ورئيس الخدم اثنا عشر ألف جنيه والكاتب اثنا عشر جنيه والمؤذن ومقيم الشعائر وقارئ السور وخادم الدورة كل واحد من هؤلاء المرتزقة له نصيب ستة آلاف جنيه.. أما عن قراء المقارئ وعددهم اثنان وعشرون قارئاً فقد كان نصيبهم هو مائة واثنين وثلاثون ألف جنيه مع الإعفاء من الرسوم والضرائب الحكومية.. أما عن نصيب الأسد من هذا الصندوق الشيطاني فقد كان لوزارة الأوقاف حيث بلغ نصيبها تسعا ً وثلاثين في المائة من إجمالي دخل هذا الصندوق الشيطاني.. كما يأتي الفلاحين والفقراء بالنصف أو الربع من أنعامهم وزروعهم بل أولادهم فيأتي الرجل بنصف مهر ابنته ويضعه في صندوق النذور قائلا ً: هذا نصيبك يا بدوي، كما يجتمع في مولد البدوي أكثر من ثلاثة ملايين شخص وتشير الدراسات إلى أن البدوي كان شخص غريب الأطوار، مختل العقل، دخل المسجد يوم الجمعة فبال فيه ثم خرج! ويكفي أن تعلم أخي في الله أن ما يناله خدام هذا الضريح من هذه الأموال أكثر مما يناله أكبر الأطباء والمهندسون وأساتذة الجامعة.

"بلاد الشام "

أما في بلاد الشام فقد أحصى عبد الرحمن بيك سامي في دمشق وحدها مائة وأربعا ً وتسعون ضريحا ً ومزارا ً المشهور منها أربعا ً وأربعون ضريحا ً.. وذكر أنه منسوبٌ للصحابة أكثر من سبعاً وعشرين قبرا ً لكل واحد منهم قبة ويزار ويُتبرك به.. وفي دمشق ضريح يدعي الناس أنه لرأس يحيى بن زكريا عليهما السلام.. ويقع في قلب المسجد الأموي وله قبة وشباك وله نصيبه من التمسح والدعاء وقبور أخرى تزار ويتوسل بها.. أما عن ضريح ابن عربي في دمشق صاحب كتاب فصوص الحكم والمُعتقد بوحدة الوجود والحلول والاتحاد وزعيم الفلاسفة القائلين بهذه البدعة الكفرية.
أقول إخواني في الله إن مزاره وثن يعبد ويقدس في بلاد الشام والتي كانت في يوم من الأيام عاصمة الخلافة الأموية وإن كان لا يزال في أهلها الخير إن شاء الله تعالى.. غير أن هذه الفتنة بهذا الوثن تزداد يوما ً بعد يوم فلو قدر لك الذهاب إلى قبر ابن عربي في دمشق لوجدت فئاما ً من الناس يغدون إليه ويروحون ولوجدتهم يطوفون حوله ويتوسلون به ويعلنون دعائهم له من دون الله تعالى ولوجدت المرأة تضع خدها على شباك الضريح وتمرغه وتنادي أغثني يا ابن عربي ! ولو جدت الصبايا البريئات يجئن إليه ويمددن إليه الأكف ويمسحن الوجوه ويخشعن ويتضرعن.. أقول إخواني في الله عند قبر ابن عربي في دمشق تُمَارس شتى ألوان الشرك الأكبر فأين الناصحون وأين المخلصون وأين السائرون على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

أما " في الأردن"

فالدعاة في شرقها يطوفون بالأغنام حول مقام النبي يوشع في أزمان الأوبئة ويختارون خير نعاجهم ويصعدونها إلى سطح الضريح وينحرونها فيسيل الدم على عتبات الضريح قربة لصاحب هذا القبر.. كما تزور المرأة العاقر والتي لا تنجب مقام النبي يوشع حافية خاشعة وتجثوا أمام الضريح وتقبله بدموع وتضرع ومنهن من يرقدن الليالي الطويلة بين أسواره بالصوم والصلاة ثم يغادرنه وفي أنفسهن من الفرح والسرور ما الله به عليم..

أما "في العراق"

أما العراق فتمتليء بالعديد من القبور والمزارات بعضها للمنتسبين للسنة والكثير منها لأفراخ المجوس الشيعة فزيارات المنتسبين للسنة فردية وغير منظمة أما زيارات الشيعة فهي منظمة ولكل مزار موسمه المعروف ففي هذه المواسم يفد الشيعة بأعداد كبيرة من مختلف أقطار العالم من بلاد الهند وإيران ودول الخليج ويمارسون الوثنية والشرك أمام هذه القبور، حيث تبدأ الزيارة من النجف عند مرقد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما يزعمون، ويقرأ الزائرون هناك عددا ً من الأدعية الشركية والاستغاثات الوثنية في كتبهم الضالة المنحرفة، بعد ذلك ينتقل الزائر إلى كربلاء وهي ديارهم المقدسة ثم الكاظميه، وتنتهي بسامراء حيث يختفي فيها إمامهم الثاني محمد بن الحسن العسكري كما يزعمون ويعتقدون ، وتستغرق هذه الزيارات الشركية الوثنية أياما ً وليالي تسيل خلالها الدموع بغزارة ويكثر فيها الندب والبكاء والنحيب والاستغاثة لغير الله عز وجل وقد أتوها من مكان سحيق وفج عميق وقدموا لها النذور والهدايا والقرابين.

أقول إخواني في الله: إنها وثنية سافرة وردة من الله عندنا فيها من الله برهان ولكن لا أبا بكر لها رضي الله عنه.. أما ضريح الإمام أبي حنيفة فهو في ضاحية الأعظمية في مسجد كبير تقام فيه صلاة الجمعة ويقع القبر في جانب القبلة من اليسار خارج المسجد وتوجد إلى جانبه، وهذه الطامة الكبرى، توجد إلى جانب ذلك الضريح كلية الشريعة أو كلية الإمام الأعظم حيث يقصده الحجاج الأتراك خلال رحلتهم إلى الحج.. أما قبر وضريح الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه فيقع في منطقة مطلة على نهر دجلة إلا أن معالمه زالت بفعل حركة النهر ولم يعد له أثر وهذا رحمة من الله تعالى بهذا الإمام الجليل إمام أهل السنة والجماعة والذي كان يلقب بمحدث الفقهاء وفقيه المحدثين رحمه الله تعالى.
اقرأ غير مأمور "دموع وعبرات تسكب على التوحيد"
وللحديث بقية



وشكراً على القراءة المتأنية



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو الحارث مهدي
2011-05-11, 18:15
التعقيبات الحسان على فتاوى الشيخ الفوزان في مسائل الكفر والإيمان


http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif



فالشيخ يقول بكفر تارك أعمال الجوارح بالكلية, وهذا لا ينكره أحد


ولكن الشيخ –حفظه الله - لم يذكر أن القول بعدم التكفير بأنه قول لبعض أهل السنة والجماعة


وإليكم البيان


الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:

" قال السائل: سماحة الوالد الكريم هل نلقي عليكم بعض الأسئلة لعل الله ينفع بها المسلمين في أقاصي الأرض وسوف تنشر إنشاء الله في مجلة البصائر التي تصدر من مركز تلبور في هولندا.

السؤال: هل القول بأن الأعمال شرط لصحة الإيمان ،وقبول الإسلام قول الخوارج أم قول أهل السنة والجماعة؟

قال الشيخ- رحمه الله-: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،،، هذا القول فيه تفصيل، هذا السؤال جوابه فيه تفصيل: أهل السنة والجماعة يرون أن الأعمال مكملات للإيمان ومن تمام الإيمان لكن الصلاة فيها الخلاف المشهور بين العلماء والأرجح أن تركها كفر أكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة» أخرجه مسلم في الصحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه، ولقوله صلى الله عليه وسلم في الإسلام: «وعموده الصلاة». ثم الإيمان أعماله كثيرة فمن أعمال الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فمن لم يشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو كافر كفراً أكبر. ومن أعمال الإيمان السجودلله وعدم السجود لغيره، فمن سجد لله فهذا إيمان ومن سجد لغيره من الأصنام وأصحاب القبور صار شركاً أكبر، وهكذا من اعتقد أنهم يشفعون بدعائه إياهم واستغاثته بهم ونذره لهم، هذا شرك أكبر هذه أعمال شركية. أما الصوم والزكاة هي من كمال الإيمان،وهي أركان من أركان الإسلام وهكذا الحج لكنها لا تنافي الإيمان، فلو ترك الحج مع الاستطاعة يكون معصية، أو لم يصم يكون معصية، أو لم يزك يكون معصية كبيرة من كبائرالذنوب فالمقام مقام تفصيل وهكذا الزنا معصية لا يكفر بها لكن يكون ناقص الإيمان وهكذا شرب الخمر معصية وصاحبه ناقص الإيمان، يكون إيمانه ناقصاً وهكذا مع المعاصي الأخرى، كالغيبة والنميمة وعقوق الوالدين، لا يكون كافراً يكون ناقص الإيمان، مسلم مؤمن ناقص الإيمان عاص.



قال السائل:إذاًنستفيد إن الأعمال الواجبة من زكاة وغيرها هي من كمال الإيمان؟.



قال الشيخ: من تمام الإيمان.



قال السائل:من تمامه، وأما الشركيات التي نص عليها الشارع فهي ناقضة للإيمان؟.



الشيخ: نعم.



قال السائل:لكن هل الذي يقول إن تارك الصلاة ليس بكافر يعتبر من المرجئة؟.



قال الشيخ: لا ولكن هذا على حسب فهمه للنصوص، لأن بعض الناس فهم من الكفر والشرك أنه كفر أصغر والشرك شرك أصغر، أحاديث من تعليق الحكم بلا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن من لقي الله بهما دخل الجنة والمراد بلقي الله بهما مع حقهما من أداء الصلاة.



قال السائل: إذاً لا يعتبر مرجئاً؟.



قال الشيخ:لا, لا, فيه تفصيل فيه تفصيل."اهـ




http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif



إذن المسألة متعلقة بحكم تارك الصلاة


1-تركها جحوداً وإنكاراً = كفر بالاتفاق


2- تركها تهاونا وكسلا = مختلف فيه


فالشيخ ابن باز ومثله الشيخ الفوزان- على إختلاف بينهما-، يقولان: بكفر تاركها مطلقا


وجمهور الفقهاء من الائمة الثلاثة والراجح من مذهب الإمام أحمد = أنه لا يكفر بمجرد الترك


ولنَكُن على علم أن؛ حكم تارك الصلاة، البحث فيه كتب الفقه لا كتب العقائد


فالمسألة راجح ومرجوح، لا إرجاء أو جهمية ولا بدعة ومبتدعة


أخي الحبيب أحفظ هذا ولا تنساه

ابو الحارث مهدي
2011-05-11, 23:30
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif


فقد سئل الشيخ ابن باز - رحمه الله- كما في مجلة الفرقان



السائل:" العلماء الذين قالوا بعدم كفرمن ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة ؟



فقال رحمه الله:هذا من أهل السنة والجماعة، فمن ترك الصيام أو الزكاة أوالحج لا شك أن ذلك كبيرة عند العلماء ولكن على الصواب لا يكفر كفراً أكبر أما تارك الصلاة فالأرجح أنه كافر كفراً أكبر إذا تعمد تركها، وأما تارك الزكاة والصيام والحج فإنه كفر دون كفر.



السائل: أعمال الجوارح هل هي شرط كمال أم شرط صحة الإيمان؟



الشيخ: إن أعمال الجوارح كالصوم هي من كمال الإيمان والصدقة والزكاة من كمال الإيمان وتركها ضعف في الإيمان أما الصلاة فالصواب أن تركها كفر، فالإنسان عندما يأتي بالأعمال الصالحة فإن ذلك من كمال الإيمان. "


قال شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ -رحمهُ اللهُ- -في هذاالباب-:
) الإيمانُ عندَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ: قولٌ وعملٌ -كما دلَّ عليه الكتابُ والسُّنَّةُ، وأجْمَعَ عليه السلفُ، وعلى ما هو مقرَّرٌ في موضِعِهِ:
فالقولُ: تصديقُ الرَّسُولِ.
والعملُ: تصديقُ القولِ.
فإذا خَلا العبدُ عن العملِ بالكُلِّيَّةِ: لمْ يكُنْ مُؤمناً.
والقولُ الذي يَصيرُ به مُؤمناً: قولٌ مخصوصٌ، وهو: الشهادتان.
فكذلك العملُ: هو الصلاةُ )
إذن عاد الأمر للصلاة

http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif



قال الإمام ابن مندة, محمد بن إسحاق بن محمد بن يحي بن منده العبدي، أبو عبد الله الأصبهاني -رحمة الله- في كتاب ( الإيمان) ( 1/ 331 - 332 ) - وهو من الجامعين لعقائد أهل السنة كما قال شيخ الإسلام:

" ذِكرُاختلاف أقاويل الناس في الإيمان, وما هو ؟

فقالت طائفة من المرجئة: الإيمان فعل القلب دون اللسان.

وقالت طائفة منهم: الإيمان فعلُ اللسانِ دون القلب, وهم أهل الغلوِّ في الإرجاء.

وقال جمهور أهل الإرجاء: الإيمان هو فعلُ القلب واللسان - جميعاً-.


وقالت الخوارج: الإيمان فعل الطَّاعات المفترضة كلها, بالقلب, واللسان, وسائر الجوارح.

وقال آخرون: الإيمانُ فعلُ القلب وااللسان, مع اجتناب الكبائر.







وقال أهل الجماعة: الإيمان هوالطَّاعات كلها, بالقلب واللسان وسائر الجوارح, غير أنَّ له أصلاً وفرعاً.



فأصلُهُ: المعرفة بالله, والتصديق له وبه, وبما جاء من عنده -بالقلب واللسان- مع الخضوع له, والحب له, والخوف منه, والتعظيم له, مع ترك التكُّر والاستنكاف والمعاندة.

فإذاأتى بهذا الأصل, فقد دخل في الإيمان, ولَزِمهُ اسمه وأحكامه, ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفرعه.

وفرعُهُ: المفترض عليه, أو: الفرائض, واجتناب المحارم.



وقد جاء الخبرُ عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال :(( الإيمان بضعٌ وسبعون -أو ستون- شعبةً, أفضلها: شهادة أن لا إله إلاَّ الله, وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق, والحياء شعبةٌ من الإيمان, )) فجعل الإيمان شعباً, بعضها باللسان والشفتين, وبعضها بالقلب, وبعضها بسائر الجوارح:



فشهادة أن لا إله إلا الله: فعلُ اللسان, تقول: شهدتُ أشهدُ شهادةً, والشهادةُ فعلهُ بالقلب واللسان, لا اختلاف بين المسلمين في ذلك.

والحياء: في القلب.

وإماطة الأذى عن الطَّريق: فعل الجوارح."





http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif



أعمال الجوارح ليست على درجة واحدة و بالتالي لا يكون لها حكم واحد , بل منهامايكون تركه كفر مخرج من الملة باتفاق أهل السنة و منها ما هو مختلف فيه
فلا يعدالمخالف فيه خارجا عن أهل السنة و هي المباني الأربع بعد الشهادتين , و منها ما لا يكفر تاركه باتفاق أهل السنة و خالفهم الخوارج.

و أهل السنة إذا لم يكفروا بترك أعمال الجوارح بعد المباني الأربع فإنهم لا يقولون أن التارك إيمانه كامل خلافا للمرجئة بل هو عند أهل السنة ناقص الإيمان و معرض للوعيد لكنه لا يكفر خلافا للوعيدية

إن القول بأن أعمال الجوارح ركن لا يعني ذهاب الإيمان بذهاب ذلك الركن، لكن ينقص بنقصانها ، وليس كل الأركان سواء؛ فمنها ما يُذهِب الأصلَ ومنها ما لايُذهِبه.


فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"بني الإسلام على خمس".. فأركان الإسلام خمسة


فهل يا ترى يقال : انّ تارك الحج -وهو من أركان الإسلام- ليس بمسلم؟!


واذا كان أحد العلماء يقول بعدم إسلام تارك الحج!


فهل سيقال عمن يثبت له الإسلام أنه : مرجئ أوقائل بقول المرجئة ؟؟؟؟؟!!!!!
ومثله الزكاة والصيام وكذلك الصلاة



سئل الشيخ : محمد بن عبد الوهاب، -رحمة الله تعالى-، عما يقاتل عليه ؟ وعما يكفر الرجل به ؟




فأجاب : أركان الإسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة ؛ فالأربعة : إذا أقر بها، وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفره بتركها ؛ والعلماء : اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان .





وأيضاً : نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر





الدرر السنية في الكتب النجدية

ابوزيدالجزائري
2011-05-15, 12:09
الأخ أبو الحارث -بارك الله فيك و جعل الجنة مثواك _ لا علاقة بين مسألة الصلاة و مسألة ترك الجوارح بالكلية ،الأولى تبحث في كتب الفقه و الثانية تبحث في كتب المعتقد ،فلا يجب الخلط بين المسألتين ،و لذلك تجد كثير من العلماء الذين لا يكفرون بترك أحد المباني الأربع يكفرون بترك العمل بالكلية ،كالامام مالك و غيره اذ يقول فيما رواه الصابوني في "عقيدته"لا ايمان الا بعمل" ،بل قال الشافعي بعد أن ذكر أن الايمان قول و عمل و اعتقاد قال :"لا يغني أحد هذه الثلاثة عن الآخر لا أعلم فيه خلافا "أو نحو هذه العبارة و ليست هناك مصادر الآن أمامي لتوثيق هذا النقل و غيره من النقول و لكني أعدك بأن أفرد هذا الموضوع بمقال -لكن ليس الآن بل بعد بضع أسابيع -لأن ظروفي الحالية لا تسمح بذلك فاصبر علي -
و فيما يخص ما نقلته عن الامام محمد بن عبد الوهاب فانه رحمه الله نص على أن الايمان قول و عمل قول بالقلب و اللسان و عمل بالقلب و الأركان فمن ترك أحد هذه الأربع كفر .
و على كل فأنا أحيلك الى بعض المراجع المتعلقة بهذه المسألة أو مايتصل بها على أن تقرأ فيها متجردا للحق مبتعدا عن التسرع و الحكم المسبق:
1-"التوسط و الاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول و العمل و الاعتقاد"لعلوي السقاف تقديم :ابن باز .
2- "ارشاد ذوي العرفان الى أن العمل داخل في مسمى الايمان "لعصام السناني تقديم :الفوزان .
3-"حقيقة الايمان و بدع الارجاء"لسعد بن ناصر الشثري.
4-"درء الفتنة عن أهل السنة "لبكر أبو زيد تقديم :ابن باز و الفوزان و عبد العزيز آل الشخ .
5-بيان اللجنة الدائمة للافتاء بخصوص الارجاء.
.....وبالله التوفيق.

ميتود خان
2011-05-16, 12:18
:dj_17:أنا جديد عليكم و دائما أبحث عن الجديد

ميتود خان
2011-05-16, 12:23
شكرا. أنا مستعد لمشاركتكم بأرائي

بني ونيف
2011-05-17, 21:52
الحمد لله ان اخانا ابو الحارث يقتبس من الكتب النجدية المعروف لدى الجميع معتقد اصحابها،اما الاخ المحظور فنقول له اصبر واحتسب.واخونا ابوزيد شكرا على الادب الجم في الحوار وياريث كل الاخوة مثلك.

{ حديث الوجدان }
2011-05-19, 10:15
بسم الله الرحمان الرحيم

أريد أن اعرف عن الصلاوات الخمس وقيام الليل

لأعرف وقت الظهر والعصر والمغرب والعشاء

ولكن متى تكون صلاة الصبح والفجر وهل لهما آذان؟ وماهو الشفع والوتر؟ وما نؤديهما؟

ومتى يكون قيام الليل؟

أرجو أن تعطوني وقتها بالتحديد وكيفيتها باختصار

لأني بحثت في الأنترنت لكن لم أفهم جيدا واختلطت علي الأمور



وبارك الله فيكم

ابوزيدالجزائري
2011-05-19, 12:48
بسم الله الرحمان الرحيم





أريد أن اعرف عن الصلاوات الخمس وقيام الليل



لأعرف وقت الظهر والعصر والمغرب والعشاء



ولكن متى تكون صلاة الصبح والفجر وهل لهما آذان؟ وماهو الشفع والوتر؟ وما نؤديهما؟



ومتى يكون قيام الليل؟



أرجو أن تعطوني وقتها بالتحديد وكيفيتها باختصار



لأني بحثت في الأنترنت لكن لم أفهم جيدا واختلطت علي الأمور





وبارك الله فيكم






وقت الظهر بعد زوال الشمس الى مصير ظل كل شيء مثله.
و وقت العصر من صيرورة ظل الشيء مثله الى اصفرار الشمس.
و وقت المغرب من غروب الشمس الى مغيب الشفق الأحمر .
و وقت العشاء من مغيب الشفق الأحمر الى منتصف الليل على قول لأهل العلم .
و وقت الفجر يبدأمن طلوع الفجر الصادق .
و يمكنك معرفة أوقات الصلوات عبر الجداول التي تعدها الهيئات المختصة في الباب أو عبر مشاهدة حركة الشمس مباشرة .
مع التنبيه الى أن الأحوط هو الانتظار قليلا بعد أذان الفجر حتى يتيقن دخول الفجر.
و أما عن الآذان للصبح فيؤذن آذانين آذان لايقاظ النائم ،و آذان للصلاة المفروضة أي ما تسميه العامة عندنا بالصبح .
و أما سنة الفجر فلا آذان لها و لكنها تؤدى بعد دخول الوقت -يعني بعد الآذان في المساجد للصبح-
و أما الشفع فلا توجد صلاة بهذا الاسم و الركعتان التي تصلى بعد العشاء انما هي سنة العشاء و هي ركعتان بعد العشاء .
و أما الوتر فيصلى ركعة واحدة أو ركعتين ثم ركعة أو أربع ركعات ثم ركعة و هكذا الى أحد عشر ركعة -يعني الصلاة مثنى مثنى يسلم بعد كل ركعتين ثم يوتر -
و هذا هو قيام الليل و يسمى التهجد أيضا وقته بعد العشاء و أفضله في الثلث الآخر من الليل قبل الفجر .
و بالله التوفيق .

{ حديث الوجدان }
2011-05-19, 13:19
وقت الظهر بعد زوال الشمس الى مصير ظل كل شيء مثله.
و وقت العصر من صيرورة ظل الشيء مثله الى اصفرار الشمس.
و وقت المغرب من غروب الشمس الى مغيب الشفق الأحمر .
و وقت العشاء من مغيب الشفق الأحمر الى منتصف الليل على قول لأهل العلم .
و وقت الفجر يبدأمن طلوع الفجر الصادق .
و يمكنك معرفة أوقات الصلوات عبر الجداول التي تعدها الهيئات المختصة في الباب أو عبر مشاهدة حركة الشمس مباشرة .
مع التنبيه الى أن الأحوط هو الانتظار قليلا بعد أذان الفجر حتى يتيقن دخول الفجر.
و أما عن الآذان للصبح فيؤذن آذانين آذان لايقاظ النائم ،و آذان للصلاة المفروضة أي ما تسميه العامة عندنا بالصبح .
و أما سنة الفجر فلا آذان لها و لكنها تؤدى بعد دخول الوقت -يعني بعد الآذان في المساجد للصبح-
و أما الشفع فلا توجد صلاة بهذا الاسم و الركعتان التي تصلى بعد العشاء انما هي سنة العشاء و هي ركعتان بعد العشاء .
و أما الوتر فيصلى ركعة واحدة أو ركعتين ثم ركعة أو أربع ركعات ثم ركعة و هكذا الى أحد عشر ركعة -يعني الصلاة مثنى مثنى يسلم بعد كل ركعتين ثم يوتر -
و هذا هو قيام الليل و يسمى التهجد أيضا وقته بعد العشاء و أفضله في الثلث الآخر من الليل قبل الفجر .
و بالله التوفيق .

قلت في البداية آذان الفجر ثم قلت لا يوجد آذان لها؟

ابوزيدالجزائري
2011-05-20, 18:04
الآذان للفرض سواء سميناه صبحا أو فجرا و أما السنة فمحلها بعد الآذان و لكن الآذان ليس لها بل للفرض .

mohib alhak
2011-05-25, 23:39
أقول للأخت الماسة الزرقاء
لماذا كل هذا الجري وراء الحركة الوهابية
لماذا لاتسموه منتدي الوهابيين.........
الله يهديك...........أويذلك ويخزيك

ابوزيدالجزائري
2011-05-26, 17:38
أقول للأخت الماسة الزرقاء
لماذا كل هذا الجري وراء الحركة الوهابية
لماذا لاتسموه منتدي الوهابيين.........
الله يهديك...........أويذلك ويخزيك

من تسميهم الوهابية ليسوا الا مجرد علماء دعوا الى العودة بالاسلام الى منابعه الأصلية و تنقيته مما دخل عليه و ليس منه و تحريرهم من سلطان الدجل و الخرافة و أنصحك بقراءة كتاب "محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية و دعوته الاصلاحية و ثناء العلماء عليه"ففيه ما يشفي العليل و يروي الغليل و أنصحك أيضا بمراجعة ما كتبه علماء الدعوة الاصلاحية في الجزائر كابن باديس و أقرانه عمن تسميهم الوهابية هذا ان كان عندك انصاف هداك الله و وفقك لما فيه رضاه.

ابو الحارث مهدي
2011-06-02, 08:14
أقول للأخت الماسة الزرقاء
لماذا كل هذا الجري وراء الحركة الوهابية
لماذا لاتسموه منتدي الوهابيين.........
الله يهديك...........أويذلك ويخزيك



التعرف بالشيخ أولاً:
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي .
بيته بيت علم وعلى رأسهم جده سليمان بن علي فقد كان واسع العلم ومرجع علماء نجد عامة وهو ممن ولي قضاء العيينة .
أبوه عبد الوهاب بن سليمان كان عالماً تولى قضاء العيينة ثم انتقل إلى حريملاء وتولى القضاء فيها . أما عمه إبراهيم بن سليمان بن علي كان عالماً وفقيه وخطه حسن والخط الحسن له شأن . أما خاله الفقيه الشيخ سيف بن محمد بن عزاز فهو من العلماء المعروفين .
ولد في العيينة سنة 1115هـ _ وتوفي 1206هـ و نشأ في بيت علم وفضل وبيئة دينية، وتعلم على يد والده وحفظ القرآن مبكراً قبل بلوغ العاشرة، تفقه على والده وقرأ في الحديث والفقه الحنبلي والنحو، وظهرت عليه علامات النجابة والذكاء، وقد توسم منه والده ذلك .
يذكر أخوه سليمان أن أباهما كان يتوسم فيه خيراً كثيراً ويتعجب من فهمه وإدراكه مع صغر سنه، وكان يتحدث بذلك، ويقول: أنه استفاد من ولده محمد فوائد من الأحكام ، وأنه بلغ الاحتلام قبل سن 12 من عمره وأنه رآه أهلاً لأن يؤم الناس في صلاة الجماعة لمعرفته بالأحكام ، وزوجه أبوه وهو أبن 12سنه، ثم أذن له بالحج ، وقد تأثر بقرأته لكتب ابن تيمية وابن القيم ولقد رأى الشبه بين زمن ابن تيمية وزمنه وأن دعوتهما واحدة .
وتنقل وارتحل إلى عدد من الأمصار، فقد رحل إلى مكة شرفها الله فحج البيت الحرام ولقي علماء المسجد الحرام وأخذ عنهم. ثم توجه إلى المدينة والتقى بالشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ومحمد حياة السندي وأخذ عنهم العلم . ثم خرج من المدينة إلى نجد وقصد البصرة والتقى بالشيخ محمد المجموعي البصري وغيره من العلماء، وسمع الحديث والفقه من جماعة كثيرين وقرأ بها النحو وأتقنه، وكان في أثناء مقامه بالبصرة ينكر ما يرى وما يسمع من المخالفات والبدع .
وكان الناس يستغربون منه ذلك لأنهم تعودوا على ذلك، ويقولون: إن كان ما يقوله حق فالناس ليسوا على شيء ، فأذاه الناس . ثم اتجه إلى الشام فضاعت نفقته فرجع إلى نجد عن طريق الأحساء فقابل الشيخ : عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي ثم اتجه إلى حريملاء وكان أبوه قد انتقل إليها من العيينة، فأقام الشيخ مع أبيه في حريملاء وقرأ عليه ولازمه إلى أن توفي أبوه سنة 1153هـ .
وقد اشتد في إنكار مظاهر البدع وجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد وفاة والده لأن أباه كان ينصحه بعدم الجهر بالدعوة ولم يبقى شيء يمنعه بالجهر بها .
تتلمذ الشيخ على يد كثير من العلماء وكان لهم أثر في حياته الدعوية وأبرزهم :
1-والده عبد الوهاب بن سليمان رحمه الله فقد درس على يديه النحو والفقه الحنبلي ولا شك من وثاقة العلاقة بين الابن وأبيه .
2-الشيخ :عبد الله بن ابراهيم بن سيف النجدي من أهل ( المجمعة ) وصاحب عقيدة سلفية صحيحة فتأثر به من هذا الجانب والتقى به في المدينة .
3- الشيخ: محمد حياة السندي تأثر به في العقيدة والتقى به في المدينة
4- الشيخ :محمد المجموعي البصري والتقى به في البصرة .
5- الشيخ: عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الأحسائي والتقى به في الأحساء .
6- الشيخ: شهاب الدين الموصلي قاضي البصرة .
وبعد ذكر هذه النبذة الموجزة عن حياة الشيخ
ولكي ندخل في بدايات الالتقاء السياسي مع الدولة السعودية و كيف تم وما هي الأهداف وما هي نتائجه،، وما هو الجديد لدى محمد بن عبد الوهاب ؟.
لم يتيسر أمر الدعوة للشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة وذلك لسيطرة حكام الأحساء عليها .. حيث كانت العيينة تابعة لأل عرير وكان يحكم العيينة عثمان بن معمر ،، والذي شجع الدعوة في بداياتها … ولكن بعد التهديد القوي الذي جاءه من حاكم الأحساء والذي أمره بقتل محمد بن عبد الوهاب ..ولكن ابن معمر فضل أن يهرب محمد بن عبد الوهاب لكي لا يُقتل .. وبحكم أن محمد بن عبد الوهاب زوج أخت ابن معمر .. وقد كان من أعماله في العيينة والجبيلة هدم القبة التي كانت على قبر زيد بن الخطاب وبعض القبور الأخرى وكذلك قطع الأشجار التي يتقرب بها .. وكان يرافقه عثمان بن معمر ..
ولكن مطالبة آل عرير جعلت محمد بن عبد الوهاب يخرج من العيينة .. احتار الشيح أن يذهب وفكر أن يذهب إلى بلدٍ ليس لأحدٍ من الخارج السيطرة عليه وتوقف فكره عند الدرعية والتي يحكمها آن ذاك الإمام محمد بن سعود
اللقاء التاريخي والبيعة المباركة :
لما وصل الشيخ الدرعية نزل على بيت عبد الله بن سويلم، ثم انتقل إلى بيت تلميذه أحمد بن سويلم وكان متخفياً خوفاً من أن يعامل بشدة أو يقتل ..فلما سمع به الإمام محمد بن سعود ذهب هو وأخواه ثنيان ومشاري .
لما التقى الشيخ بالإمام بين له ما جاء به وأنه جاء بالعقيدة الصحيحة وبين ما عليه الناس من بدع وخرافات فلما علم الإمام محمد بن سعود صدق دعوته، قال له ابسط يدك ووعده بالنصرة والتأييد والجهاد لمن خالف التوحيد لكن اشترط عليه شرطين وقيل ثلاثة فقال :
1) نخاف نحن إذا قمنا بنصرتك أن تتركنا وتستبدل عنا بغيرنا ( لأن الإمام محمد بن سعود توقع عودة الشيخ إلى العيينة واشترط بقاؤه في الدعية ).
2) أن لي على أهل الدرعية قانوناً آخذه منهم وقت الثمار .
فقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :
( أما الأولى فابسط يدك الدم بالدم والهدم بالهدم وأما الثانية لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله ما هو خير منه ) فبسط الإمام محمد يده وبايع الشيخ على دين الله والجهاد في سبيل الله وإقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فقام الشيخ ودخل معه البلد واستقر عنده ..
وأما الشرط الثالث الذي اختلف فيه هل هو من الشروط أم لا ؟
3) أن الإمام أشترط على الشيخ أن تكون الشؤون الدينية في يد الشيخ وأبناؤه .. والأمور السياسية في يد الأمام وأبناؤه من بعده .. ( والله أعلم عن صحة هذا الشرط )
هكذا كان اللقاء … ولكن ماذا عن الدعوة وما مجالاتها وهل كانت دعوته صحيحة وهل جاء بجديد حتى يقال لأتباعه بالوهابية .. ؟
بدأ الشيخ محمد في تكريس الجهد للقضاء على البدع والخرافات الموجودة .. وأصبح له سلطة في الدرعية و رغم اشتغال الشيخ بالتدريس وبالرسائل التي يرسلها للعلماء والأمراء والاهتمام بشئون البلاد إلا أنه لم يغفل جانب التأليف لإدراكه أهميته وكانت عناية الشيخ محمد بالتأليف بجانب مهم وهو جانب توحيد الألوهية لأن أكثر الناس في وقته مشكلتهم في توحيد الألوهية
.ومن أهم مؤلفاته :
1- كتاب " التوحيد " الذي هو حق الله على العبيد _ وهو أعظم كتاب _ واعتنى به العلماء قديماً وحديثاً فقد اعتنى به الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد وكذلك عبد الرحمن بن حسن ألف عليه " فتح المجيد" وعنايتهم بتدريسه أيضاً بل إن هذا الكتاب انتشر في العالم الإسلامي وطبع طبعات لا تعد بل إن بعض المناوئين للشيخ لما قرأ الكتاب وهو لا يعرف المؤلف أثنى عليه وكان في توحيد الألوهية وأنواع الشرك .
2-رسالتان " ثلاثة الأصول" و " القواعد الأربع "
3- " كشف الشبهات "رسالة فيها رد على أهل القبور الذين يطلبون الشفاعة .
4- " مسائل الجاهلية " رسالة صغيرة فيها مائة مسألة .
5- " مختصر زاد المعاد " في مجلد واحد صغير .
6- " مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم " .
7- " مختصر الإنصاف والشرح الكبير" في الفقه الحنبلي .
8- " آداب المشي إلى الصلاة " رسالة صغيرة _ لكن محتواها يشمل آداب المشي وغيرها_ .
وبعد الاطلاع على كتب الشيخ محمد يتضح لنا منهجه من هذه الدعوة التي حوربت قبل معرفة أسسها وأذكر منهجه بإيجاز في النقاط التالية :
1) العلم بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام بأدلته والعمل بهذا العلم والدعوة إلى ذلك والصبر على الأذى فيه .
2) الإقبال على القرآن والسنة وطلب الهدى منهما وإتباعهما وتقديمهما على جميع ما خالفهما وعدم الإعراض عنهما بحجة أنه لا يفهمهما إلا المجتهد المطلق .
3) إتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنته، و ترك الابتداع ومجانبة البدع أزالتها وهجر أهلها ورفض بدعهم وبيان مساؤها والتحذير منها .
4) بيان ما هو العلم ومنهم العلماء الأولياء ، وبيان من تشبه بهم وليس منهم كما بين الله تعالى في كتابه وسنة رسوله نصيحة لله ولرسوله- صلى الله عليه وسلم- ولأئمة المسلمين وعامتهم، بعد أن صار العلم عند أكثر الناس هو البدع والضلالات .
5) وزن جميع أقوال الناس وأعمالهم وإرادتهم وما يحدث من الحوادث بالقرآن والسنة وإجماع سلف الأمة من أهل السنة والجماعة فما لم يخالف ذلك قبل وما خالف فهو البدعة المردودة .
ونلحظ أن الشيخ لم يأتي بجديد في دعوته .. ولم يأمر بأمر على غير دليل أو نص شرعي فقد بدأ بالتوحيد لأن الناس كانوا بحاجة لهذا الأمر، والعلم بالأصول أولى من العلم بالفروع لذلك كان الشيخ مقلاً في الأمور الفقهية ..
ولكن ما هو السرّ في أن تنسب للشيخ محمد بن عبد الوهاب فرقة ويقال عنها الوهابية مع أنه لم يأت بجديد ؟ .. فقد تبع من كان قبله من السلف .. وفي كتبه الكثير من التشابه مع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وإعادة أقوال الأئمة الأربعة واختيار القول الراجح …ومع ذلك لم تنسب إليهم كنسبتها إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هل هو أمر سياسي أم تعصب لمذاهب أخرى ؟؟
معلوم أن الدرعية التي هي منطلق دعوة الشيخ محمد كانت قريبة من الرياض .. والتي يحكمها ( دهام بن دواس ) وكان العداء بين الدرعية والرياض قبل وجود الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. ومع وجود الشيخ فقد زاد العداء للدعوة نفسها … وكان في ابن دواس في الرياض لدية قاضي اسمه ( سليمان بن سحيم ) وهو عالم كبير ولكنه يثير الصوفية على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. مما جعل دعوة الشيخ غير مقبولة لديهم .. وقد استمرت المعارك بينهم لمدة طويلة ..
ولم يكن العداء للدعوة من جهة واحدة فقط .. بل كان هناك من ينتهز الفرصة للقضاء على هذه الدعوة التي طالبت بنبذ المنكرات في البلدان المجاورة مما جعل أصحاب السلطة في تلك البلدان يعادون هذه الدعوة خوفاً من فقدان مراكزهم وسلطتهم .. .
وأيضاً كما ذكرنا في السابق أن الشيخ محمد عندما كان في العيينة قد أمر بهدم القباب التي على القبور مما جعل من يتوسل بها يذهب ليشكي الحال الذي وقع عند حكام الأحساء .. وأخذوا في تشويه الدعوة .. حتى يستجيب لهم حكام الأحساء .. وأيضاً خوف حكام الأحساء على نفوذهم في نجد حيث العيينة التي تعود إليهم ..
ولا شك في أن التوسع الذي قام به الإمام محمد بن سعود أثار الخصوم .. ولم يكن العداء في نجد و الأحساء فقط بل كان أيضاً من حاكم نجران آن ذاك وهو ( حسن بن هبة الله المكرمي ) فقد وقعت بينهم عدة غزوات وكان سببها - الاختلاف الديني .
- و دفاع حسن بن هبة الله المكرمي عن بعض القبائل التي طلبت النجدة منه .
وقد زاد من ذلك عندما منع الأشراف في الحجاز حجاج نجد من الوصول إلى مكة … وسميت تلك السنة بسنة ( الحبس ) وكان ذلك عام 1162هـ وهذا ما دعا إلى ضم الحجاز ..
وقد كان هناك من أعداء الدعوة من افترى عليها، وقال الأقاويل وجاء بأقوال ليست للشيخ محمد ونسبها إليه ..
ومن المواقف التي حصلت لهذه الدعوة وما تسبب فيه بعض الذين نسبوا أقوالاً ليست للشيخ أن بعض العلماء كان يكره هذه الدعوة وما جاءت به وبعد أن يعطى كتاباً للشيخ دون أن يعرف اسم مؤلفه يبدأ بالثناء عليه .. ومن ذلك ما حصل للشيخ (القرعاوي) المتوفى سنة 1389 هـ عندما كان يرتحل إلى الهند للتجارة فكان يجالس العلماء هناك وكان أحد العلماء قبل أن يبدأ بالحديث يبدأ بالتنبيه من قراءة كتب الشيخ محمد ويأخذ بالدعاء عليه .. وعدما أحضر الشيخ القرعاوي كتاب التوحيد لمن كان يحذر من دعوة الشيخ وأعطاه إياه دون غلاف الكتاب أثنى على مؤلف هذا الكتاب .. ثم أُخبر أن هذا الكتاب للشيخ محمد فأصبح يثني على الشيخ ..
وأسباب العداء لهذه الدعوة لم يتجاوز العوامل التالية :
- العامل الديني ( واختلاف العقائد )، وهذا ما أثار مخالفية وخصوصاً من كان يجيز التوسل بالقبور
- العامل السياسي .. وذلك لاعتقاد بعض زعماء البلدان أنهم إذا دخلوا تحت الطاعة فإنهم سيفقدون مناصبهم .
- العمل الاقتصادي .. وينطبق هذا على الذين يأخذون الضرائب والمكوس فخشوا أن تمنعهم من هذه المكوس والضرائب .. وبالفعل فمن خاف أن تمنع عارض ومن علم أنه سيعوض أيد الدعوة .
ومما سبق يتضح لنا أن كلمة ( وهابي ) جاءت من أعداء هذه الدعوة وزعماً منهم أن الشيخ لم يكن على مذهب السلف وإنما هو مذهب أو فرقة حديثة جاءت بما هو جديد وصار له أتباع .. وهذا كلام باطل وليس له أساس من الصحة فلم يكن الشيخ سوى مجدداً لهذه الدعوة وهذا واضح فيما سبق .. وبهذا يكون الطريق مسدوداً أمام أعداء هذه الدعوة .. ومن حاول تشويهها .. أ- هـ


وختاما أقول:
ليت أن لك من اسمك نصيب: يا محب الحق

ما معنى ...أو يذلك ويخزيك
كلام السوء لا يعجز عنه أحد

كيف لو قلبت لك ظهر المجن، وقلت:

لو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً * لكان الصخر كل مثقالٍ بدينار
وهل يضر السماء نبح الكلاب؟
أيعجبك هذا الأسلوب الجارح الشديد لصاحب العقل البليد
لأن "من كان له طبع جامد لا ينفع معه إلا الضرب بالحديد البارد"
مع أني أنزهك عن كل هذا الدرك المتدني، أكرمك الله
تخلص من ميراث التعمية والتعتيم، وشمّر على ساعد الجد في طلب العلم
أين أنت من العلم الشرعي: قال الله، قال رسول الله(r) ، قال الصحابة ؟
ودعك من بنيات الطريق
وأنا لك ناصح - وأرجو أن أكون - أمين


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو الحارث مهدي
2011-06-02, 13:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب: أبازيد
عجلت عليَّ في أمر كانت لي فيه أناة، لأني لازلت في بداية المشوار، وقد كنت في غياب طويل
ومع ذلك فلا تثريب عليك


الأخ أبو الحارث -بارك الله فيك و جعل الجنة مثواك

وفيك بارك الله، أيها الأخ المكرم ، وختم الله لنا ولكم بالحسنى

_ لا علاقة بين مسألة الصلاة و مسألة ترك الجوارح بالكلية ، الأولى تبحث في كتب الفقه
و الثانية تبحث في كتب المعتقد ،
فلا يجب الخلط بين المسألتين

أولا: قولك: لا يجب الخلط بين المسألتين؟
إذن الخلط بينها مستحب أو على أقل تقدير مباح ، إذا كان الذي نفيته- أو نهيت عنه - الوجوب !
بقولك: لا يجب..
ولعل قصدك: لا ينبغي الخلط بين المسالتين، وليس لا يجب، لوجود الفرق بينهما
ثانيا: قولك: لا علاقة بين مسألة- حكم ترك - الصلاة

و مسألة ترك – عمل - الجوارح بالكلية !!

كما لا يخفى عليك- حفظك الله - أنه إذا كان أعظم ركن في الإسلام – بعد الشهادتين – لا يكفر تاركه
- عند من لا يُكفر بمجرد الترك –فقل ليِ بربك: هل يكفره بترك الاستياك أو بترك إلقاء التحية أو......؟
وحتى يكون هناك نوع من الدقة في العبارة، وحتى لا تنسَ
1- القول بكفر تارك جميع الأعمال – أو ما يسمى بجنس العمل- هو قول لأهل السنة والجماعة
2- القول بعدم كفر تارك جميع الأعمال – أو ما يسمى بعمل الجوارح- هو-أيضا- قول لأهل السنة والجماعة
اذن محل النقاش وموضع النزاع : أن القول الثاني هو قول أهل السنة، وليس قول المرجئة،مع وجود الفرق بين القولين، فتنبه
والعمل يطلق ويراد به عمل القلب، وعمل الجوارح؛ فترك الاول كفر بالاتفاق، بخلاف عمل الجوارح فهو من حقيقة الايمان وعليه تدور رحى النقاش ان شاء الله

و لذلك تجد كثير من العلماء الذين لا يكفرون بترك أحد المباني الأربع، يكفرون بترك العمل بالكلية كالإمام مالك و غيره

الكلام فيه تداخل في العبارة !
وكأنك تريد أن تقول: لذلك تجد كثير من العلماء؛ الذين لا يكفرون بترك المباني الأربع كلها، يكفرون بترك العمل بالكلية
ومع ذلك فهذا يحتاج منك إلى إثبات، وإلا فهي مجرد دعوى، وكما قيل:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها... بينات أبناؤها أدعياء

إذ يقول فيما رواه الصابوني في "عقيدته"لا إيمان إلابعمل" ،بل قال الشافعي بعد أن ذكر أن الإيمان قول و عمل و اعتقاد قال :"لا يغني أحدهذه الثلاثة عن الآخر لا أعلم فيه خلافا "أو نحو هذه العبارة
والصواب في العبارة:«أهل السنة والجماعة يقولون : إن الإيمان يتركب من اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح لا يجزئ أحدها عن الآخر».
فيقال : صدقت ، فإن الإيمان: قول واعتقاد وعمل، لا يجزئ أحدها عن
حذف تمام التفصيل والبيان من هنا ، ويأتي في محله لاحقا - ان شاء الله -

ابو الحارث مهدي
2011-06-03, 01:20
قال ابوزيد:
و فيما يخص ما نقلته عن الإمام محمد بن عبد الوهاب فانه رحمه الله نص على أن الإيمان قول و عمل قول بالقلب و اللسان و عمل بالقلب و الأركان فمن ترك أحد هذه الأربع كفر


قال ابو الحارث: عجيب هذا القول منك – عفا الله عنك – ليس البحث في أن الايمان : قول و عمل، قول القلب و اللسان و عمل القلب و الأركان
فالذي نتفق عليه لا داعي لتكراره من غير احتياج
ويفهم من كلامك - بل هو منطوق كلامك- أن الإمام محمد بن عبد الوهاب يكفر من ترك الزكاة أو الحج من غير جحود أو إنكار
وذلك في قولك: "فمن ترك أحد هذه الأربع كفر"
وأعيد ذكر كلام الشيخ لتعرف خطأ ما أنت عليه

وسئل الشيخ : محمد بن عبد الوهاب - رحمة الله تعالى- عما يقاتل عليه ؟ وعما يكفر الرجل به ؟


فأجاب : "أركان الإسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة ؛ فالأربعة : إذا أقر بها، وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفره بتركها ؛ والعلماء : اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان .


وأيضاً : نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر"


الدرر السنية (1/120)

ابوزيدالجزائري
2011-06-04, 18:06
أخ أبو الحارث بارك الله فيك .
أولا:تعقيبك على لفظة (لا يجب )ليس في محله فأنا استخدمتها في اطار اطلاقاتها اللغوية لا بالمعنى الاصطلاحي ،و على كل فلا ينبغي الانشغال بهذا الجانب من النقاش عن الأهم.
ثانيا :فيما يخص كلام محمد بن عبد الوهاب الذي عقبت عليه فأظنك لم تفهم مقصودي جيدا و ذلك أن الأربع تعود الى أقرب مذكور و هو القول و العمل بنوعيهما ،و سأنقل لك كلامه عندما آتي الى هذا الموضوع ،فتعقيبك ليس في محله فأنت تتكلم عن ترك المباني الأربع و كلامه يدور حول من ترك العمل أو القول بنوعيهما .
ثالثا:لا داعي لصرف الألفاظ عن معانيها الحقيقية و تأويلها بالخروج بها من دائرة الحقيقة الى المجاز ،فيما يخص كلام الشافعي الاجزاء اذا أطلق يراد به الصحة تقول مثلا " آداؤك العبادة على هذا الوجه لا يجزئ "ما معنى هذا الكلام الا نفي الصحة .
و فيما يخص كلام مالك النفي اذا أطلق يتوجه الى الصحة لا الكمال الا بقرينة .
ثالثا:أفيدك أن للسلف في مسألة ترك الأعمال أقوال لا قولا واحدا محصور في مسألة تكفير الصلاة :
1-التكفير بترك أي مبنى من مباني الاسلام الأربع و هو قول لبعضهم .
2-التكفير بترك الصلاة.
3-التكفير بمجموع الصلاة و الزكاة .
4-التكفير بترك المباني الأربع كلها و هذا نسبه ابن تيمية في المجموع الى جمور السلف .
5-التكفير بترك جنس العمل و هذا محل اتفاق بينهم .
رابعا :هناك عشرات النقول الصريحة في الباب سأنقلها لك ان شاء الله عندما يتيسر لي ذلك فأنا الآن مشغول جدا .

أجمل الزهور
2011-06-04, 19:14
بارك الله فيك

ابو الحارث مهدي
2011-06-05, 00:59
السؤال الخامس:
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح؟ وهل الخلاف لفظي أو معنوي ؟ نرجو من فضيلتكم التفصيل.

الجواب :
خلافهم في العمل ، خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة هو اختلاف في العمل الظاهر ،كالصلاة والصيام والحج، فهم يقولون إنه ليس من الإيمان وإنما هو شرط للإيمان، إماشرط صحة وإما شرط كمال ، وهذا قول باطل كما عرفنا .
والخلاف بينهم وبين جمهورأهل السنة خلاف معنوي وليس خلافاً لفظيا، لأنهم يقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقصبالأعمال ، فلا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية .. وإيمان الناس سواء لأنه عندهم التصديق بالقلب مع القول باللسان ! وهذا قول باطل.




التعقيب



نقل موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة إلى أعمال الجوارح، لا إلى أعمال القلوب، فيه نظر، وهذا خلافاً لما قرره الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «كتاب الصلاة وحكم تاركها» (ص25 ) حيث قال :
«وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة».

ويكاد عجبنا لا ينقضي من اتهام بعض أهل الفضل ـ فضلاً -عن الحاقدين والشانئين- لعلماء من أهل السنة، ورميهم بالبدعة والإرجاء والتجهم؛ لمجرد أنهم يقولون :إن تارك أعمال الجوارح ليس بكافر مع كونه تحت الوعيد.
فكيف يقال مثل هذا الكلام، وشيخ الإسلام – وغيره - قد حسم الكلام، بأن الخلاف بين مُرجئة الفقهاء وأهل السنة في الحكم بترك العمل الظاهر نزاع لفظي؟!! ـ مع أنهم يخرجونه عن مسمى الإيمان ـ.
1ـ قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7/ 218 ) :
«ولهذا كان أصحاب أبي حنيفة يكفرون أنواعاً ممن يقول كذا وكذا، لما فيه من الاستخفاف ويجعلونه مرتداً ببعض هذه الأنواع مع النزاع اللفظي الذي بين أصحابه وبين الجمهور في العمل : هل هو داخل في اسم الإيمان أم لا؟ ».
بل قد جلَّى ـ رحمه الله ـ المسألة ـ تماماً ـ فقال في «الفتاوى» (7/ 181 ) : «فإذا عرف أن الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه، بل يكون نزاعاً لفظياً مع أنهم مخطئون في اللفظ مخالفون للكتاب والسنة».
وقال ـ أيضاً ـ (7/ 297 ) :
«ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي ، و إلاّ فالقائلون بأنّ الإيمان قول من الفقهاء ـ كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك، ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم ـ متفقون مع جميع علماء السنّة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد، وإن قالوا : إنّ إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون : إنّ الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرّمات يكون صاحبه مستحقاّ للذم والعقاب، كما تقوله الجماعة ».
فبعد هذا الكلام من شيخ الإسلام لا يعقل أن يقال : إنّ الخلاف بين أهل السنة ومُرجئة الفقهاء في ترك العمل خلاف حقيقي أي في الاسم والحكم ـ؛ لأنّه لا يستقيم مع قولـه : (لفظي ) ـ أي: في الاسم دون الحكم، وهذا لا يمكن أنْ يقال لو كان تارك أعمال الجوارح كافراً، لأنه سيكون خلافاً في الحكم ـ أيضاً ـ.
فأي القولين أصح؟‍‍‍‍ أقول شيخ الإسلام؟ أم غيره ممن ليس له سبر لمنهج السلف في مسائل الايمان؟!!
‍‍‍ بل إن شيخ الإسلام اعتبر الخلاف بين أهل السنة والكرّامية في الاسم دون الحكم ـ وهم بلا شك شرٌّ من مرجئة الفقهاء ـ، ومن ضلالهم أنهم يسمّون المنافق مؤمناً في الدنيا، مع أنّهم يُقرّون أنّه مخلّد في النار في الآخرة، ولم يأخذ عليهم أنّهم يُسمّون تارك أعمال الجوارح مؤمناً وهو في الحقيقة كافر ـ كما يتوهّم البعض ـ وإنْ كانوا ـ أيضاً ـ مخالفين في تسميته مؤمناً، لكنّهم يلتقون مع أهل السنّة في حكمه في الآخرة ـ عدا الخلاف في المباني الأربعة مع بعضهم ـ.
فقال ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7/ 550 ) :
«وقول ابن كرّام فيه مخالفةٌ في الاسم دون الحكم، فإنه وإن سمّى المنافقين مؤمنين يقول إنهم مخلدون في النار، فيخالف الجماعة في الاسم دون الحكم، وأتباع جهم يخالفون في الاسم والحكم جميعاً ».
ثمّ نجد هذه الأيام من يستدرك على شيخ الإسلام في حصره أتباع جهم بأنهم المخالفون ـ فقط ـ في الاسم والحكم، فألحقوا بهم ـ بالباطل الشنيع ـ مشايخنا وأئمتنا، واستدلوا عليهم بآثار السلف الواردة في تكفير غلاة المرجئة.
وممن قرر ما قرّره شيخ الإسلام العلامة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ في «فتاويه» (1/ 245 ) :
«الإمام أبو حنيفة وشيخه حماد بن أبي سليمان من مرجئة الفقهاء الذين يقولون : لا تدخل أعمال الجوارح في الإيمان مع أنهم يقولون بالتغليظ فيها، إنما مسألة الاسم ـ فقط ـ والجمهور على خلاف هذا».
أي :أن الجمهور لا يقولون في تارك أعمال الجوارح مثلما يقوله مرجئة الفقهاء، بأنهم يستحقون اسم الإيمان المطلق واعتبارهم كاملي الإيمان.
وقوله :«إنما مسألة الاسم ـ فقط» ـ يعني أنهم في مسألة (الحكم ) متفقون ـ سواء ـ.



ونحن أصالةً ـ مع قول الجمهور ـ بلا مَثْنَويِّة ـ.


وفي السير (9/436)، عند ترجمة عبد المجيد ابن الإمام عبد العزيز بن أبي رواد، قال الإمام الذهبي:
(قال ابن عدي: عامة ما أنكر عليه الإرجاء



وقال هارون بن عبد الله الحمال: ما رأيت أخشع لله من وكيع، وكان عبد المجيد أخشع منه


قلت (الذهبي): خشوع وكيع مع إمامته في السنة جعله مقدما، بخلاف خشوع هذا المرجئ - عفا الله عنه - أعاذنا الله وإياكم من مخالفة السنة، وقد كان على الإرجاء عدد كثير من علماء الأمة، فهلا عد مذهبا، وهو قولهم: أنا مؤمن حقا عند الله الساعة، مع اعترافهم بأنهم لا يدرون بما يموت عليه المسلم من كفر أو إيمان، وهذه قولة خفيفة وإنما الصعب من قول غلاة المرجئة: إن الإيمان هو الاعتقاد بالأفئدة، وإن تارك الصلاة والزكاة، وشارب الخمر، وقاتل الأنفس، والزاني، وجميع هؤلاء يكونون مؤمنين كاملي الإيمان، ولا يدخلون النار، ولا يعذبون أبدا ، فردوا أحاديث الشفاعة المتواترة، وجسروا كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات، نعوذ بالله من الخذلان).


-ـ جعل العلامة المعَلّمي ـ رحمه الله ـ الخلاف بين أهل السنة ومرجئة الفقهاء قريباً، فقال في «التنكيل» (2/ 364ـ372 )
«وبالجملة؛ فإذا صح قول الكوثري: أنّ أبا حنيفة لا يقول : أن الأعمال ليست من الإيمان مطلقاً، وإنما يقول : إنها ليست ركناً أصليـاً وإنمـا الركـن الأصلـي العقـد والكلمـة فالأمر قريـب...».
- وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي «شرح العقيدة الطحاوية» (ص333 ):
«والاختلاف الذي بين أبي حنيفة والأئمة الباقين من أهل السنّة اختلاف صوري؛ فإنّ كون الأعمال أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب، أو جزءاً من الإيمان، مع الاتفاق على أنّ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو في مشيئة الله، إن شاء عذّبه، وإن شاء عفا عنه ـ : نزاع لفظي، لا يترتب عليه فساد اعتقاد ».

والذي نخشاه أن يُتهم مثل هذا الإمام بالإرجاء ـ كما سمعنا من بعض الأغْمَار الأغبياء ـ، ثمّ يُحَذر النّاس من قراءة شرحه، دون أنْ نعلم له قولاً يوافق فيه المرجئة كغيره من العلماء ولأجل هذا كله كان اعتبار شيخ الإسلام ابن تيمـية ـ رحمه الله ـ مرجئة الفقهاء من أهل السنة، وأن بدعتهم من بدع الأقوال والأفعال.
- قال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 392 ) :
«ولهذا لم يكفر أحد من السلف أحداً من «مرجئة الفقهاء» بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال؛ لا من بدع العقائد فإن كثيراً من النزاع فيها لفظي، لكن اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب».
وهذا هو الحقُّ بلا ارتياب.
وقال ـ أيضاً ـ في العقيدة «الأصفهانية» (ص175 ) :
«وأصل هؤلاء ـ أي : الخوارج والمعتزلة ـ أنهم ظنّوا أن الشخص الواحد لا يكون مستحقاً للثواب والعقاب والوعد والوعيد والحمد والذم، بل إما لهذا وإما لهذا فأحبطوا جميع حسناته بالكبيرة التي فعلها... لكن فقهاء المرجئة قالوا : إنه الاعتقاد والقول، وقالوا : إنه لا بد من أن يدخل النار فُسَّاقُ الملة من شاء الله ـ تعالى ـ كما قالت الجماعة ـ فكان خلاف كثير من كلامهم للجماعة إنما هو في الاسم لا في الحكم ».



فهل يقال هذا ـ يا عباد الله ـ في مرجئة الفقهاء ، في الوقت الذي يرمى علماء أهل السنة بالبدعة، والتجهم، والخروج من دائرة أهل السنة ويحذر منهم، وكل ذلك لأنهم تبعوا من سبق ذكرهم من أهل العلم ومن سيأتي ذكرهم لاحقاً، مِن أن تارك أعمال الجوارح ليس بكافر مع أنهم يتفقون مع الجماعة في كل مسائل الإيمان الأخرى ـ حتى الاسمية منها ـ فرحم الله العدل والإنصاف!



مع التنبيه أني مع من يقول: أن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين جمهورأهل السنة خلاف حقيقي وليس خلافاً صوريا لفظيا


كما نص عليه الشيخ الفوزان هنا والشيخ ابن باز والألباني في التعليق على العقيدة الطحاوية

ابو الحارث مهدي
2011-06-05, 02:16
السؤال الثاني عشر:

هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث ( لم يعملواخيراً قط ) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك ؟

الجواب :



هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ ؟؟؟؟

الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم : ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) ، فيأخذون الأدلة المتشابهة ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها .. فلا بد من رد المتشابهة إلى المحكم، فيقال من ترك العمل لعذر شرعي ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور ، وعليه تحمل هذه الأحاديث .. لأن هذا رجل نطق بالشهادتين معتقداً لهما مخلصاً لله عز وجل ، ثم مات في الحال أولم يتمكن من العمل ، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم دمه وماله..)،وقال : ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، هذا لم يتمكن من العمل مع انه نطق بالشهادتين واعتقد معناهما وأخلص لله عز وجل، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين ، وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه ، والذين يُخرجون من النار وهم "لم يعملواخيراً قط" لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام،هذا هو الجمع بين الأحاديث.





التعقيب



نص الحديث بجميع طرقه

حديثُ الشفاعة وأنَّها تشملُ تاركي الصلاةِ منَ المسلمين


عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا خلص المؤمنون من النار و أمنوا فــ [ و الذي نفسي بيده ] ما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار
قال : يقولون : ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا و يصومون معنا و يحجون معنا [ و يجاهدون معنا ] فأدخلتهم النار
قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم
فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم لا تأكل النار صورهم [ لم تغش الوجه ] فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه و منهم من أخذته إلى كعبيه [ فيخرجون منها بشرا كثيرا ] فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمرتنا
قال : ثم [ يعودون فيتكلمون فــ ] يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان [ فيخرجون خلقا كثيرا ] ثم [ يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا
ثم يقول : ارجعوا فـــ ] من كان في قلبه وزن نصف دينار [ فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا . . . ]
حتى يقول : أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة [ فيخرجون خلقا كثيرا ]
قال أبو سعيد :
فمن لم يصدق بهذا الحديث فليقرأ هذه الآية :
[ إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما ] [ سورة النساء : 4 ]
قال : فيقولون : ربنا قد أخرجنا من أمرتنا فلم يبق في النار أحد فيه خير
قال : ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفعت الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم الراحمين
قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناسا لم يعملوا لله خيرا قط قد احترقوا حتى صاروا حمما
قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ( الحياة ) فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل [ قد رأيتموها إلى جانب الصخرة و إلى جانب الشجرة فما كان إلى الشمس منها كان أخضر و ما كان منها إلى الظل كان أبيض ]
قال : فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ و في أعناقهم الخاتم ( و في رواية : الخواتم ) عتقاء الله
قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة فما تمنيتم و رأيتم من شيء فهو لكم [ و مثله معه ] [ فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه ]
قال : فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين
قال : فيقول : فإن لكم عندي أفضل منه
فيقولون : ربنا و ما أفضل من ذلك ؟
[ قال : ] فيقول : رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا )


في"السلسلة الصحيحة" برقم:3054)

قال الإمام الألباني- رحمه الله-:
تخـــــــــــــــــــريجه :
و إسناده صحيح على شرط الشيخين
و هو من رواية عبد الرزاق عن معمر :
و من طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد ( 3 / 94 ) و النسائي ( 2 / 271 ) و ابن ماجة ( رقم : 60 ) و ابن خزيمة في ( التوحيد ) ( ص 184 و 201 و 212 ) و ابن نصر المروزي في ( تعظيم قدر الصلاة ) ( رقم : 276 )
و تابع عبد الرزاق :
محمد بن ثور عن معمر به لم يسق لفظه و إنما قال : بنحوه يعني حديث هشام بن سعد الآتي تخريجه
و تابع معمرا جماعة :
أولا : سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم به أتم منه و أوله : ( هل تضارون في رؤية الشمس و القمر . . . ) الحديث بطوله أخرجه البخاري ( 7439 ) و مسلم ( 1 / 114 - 117 ) و ابن خزيمة أيضا ( ص 201 ) و ابن حبان ( 7333 - الإحسان )
ثانيا : حفص بن ميسرة عن زيد :
أخرجه مسلم ( 1 / 114 - 117 ) و كذا البخاري ( 4581 ) و لكنه لم يسقه بتمامه و كذا أبو عوانة ( 1 / 168 - 169 )
ثالثا : هشام بن سعد عن زيد :
أخرجه أبو عوانة ( 1 / 181 - 183 ) بتمامه و ابن خزيمة ( ص 200 ) و الحاكم ( 4 / 582 - 584 ) و صححه و كذا مسلم ( 1 / 17 ) إلا أنه لم يسق لفظه و إنما أحال به على لفظ حديث حفص بن ميسرة نحوه
و تابع زيدا :
سليمان بن عمرو بن عبيد العتواري - أحد بني ليث و كان في حجر أبي سعيد - قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فذكره نحوه مختصرا و فيه الزيادة الثالثة
أخرجه أحمد ( 3 / 11 - 12 ) و ابن خزيمة ( ص 211 ) و ابن أبي شيبة في ( المصنف ) ( 13 / 176 / 16039 ) و عنه ابن ماجة ( 4280 ) و ابن جرير في ( التفسير ) ( 16 / 85 ) و يحيى بن صاعد في ( زوائد الزهد ) ( ص 448 / 1268 ) و الحاكم ( 4 / 585 ) و قال : ( صحيح الإسناد على شرط مسلم ) و بيض له الذهبي
و إنما هو حسن فقط لأن فيه محمد بن إسحاق و قد صرح بالتحديث
فـــــــــــقهه :
بعد تخريج هذا الحديث هذا التخريج الذي قد لا تراه في مكان آخر و بيان أنه متفق عليه بين الشيخين و غيرهما من أهل ( الصحاح ) و ( السنن ) و ( المسانيد ) .
أقول : في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم على اختلاف قوة إيمانهم ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه، و لقد توهم ( بعضهم ) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار
قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )
قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
( فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع و سل تعط و اشفع تشفع
فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله
فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله )
متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )
و في طريق أخرى عن أنس :
( . . . و فرغ الله من حساب الناس و أدخل من بقي من أمتي النار فيقول أهل النار : ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله عز و جل لا تشركون به شيئا ؟ فيقول الجبار عز و جل : فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم فيخرجون و قد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون . . . ) الحديث
أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح و هو مخرج في ( الظلال ) تحت الحديث ( 844 ) و له فيه شواهد ( 843 - 843 ) و في ( الفتح ) ( 11 / 455 ) شواهد أخرى
و في الحديث رد على استنباط ابن أبي جمرة من قوله صلى الله عليه و سلم فيه : ( لم تغش الوجه ) و نحوه الحديث الآتي بعده : ( إلا دارات الوجوه ) : أن من كل من مسلما و لكنه كان لا يصلي لا يخرج [ من النار ] إذ لا علامة له )
ولذلك تعقبه الحافظ بقوله ( 11 / 457 ) : ( لكنه يحمل على أنه يخرج في القبضة لعموم قوله : ( لم يعملوا خيرا قط) و هو مذكور في حديث أبي سعيد الآتي في ( التوحيد ) يعني هذا الحديث
و قد فات الحافظ - رحمه الله - أن في الحديث نفسه تعقبا على ابن أبي جمرة من وجه آخر و هو أن المؤمنين لما شفعهم الله في إخوانهم المصلين و الصائمين و غيرهم في المرة الأولى فأخرجوهم من النار بالعلامة فلما شفعوا في المرات الأخرى و أخرجوا بشرا كثيرا لم يكن فيهم مصلون بداهة و إنما فيهم من الخير كل حسب إيمانهم و هذا ظاهر جدا لا يخفى على أحد إن شاء الله

ابو الحارث مهدي
2011-06-05, 02:33
تتمة البحث

قال الشيخ الفوزان: هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ ؟؟؟؟


عنونتُ بأنّ هذا قول العلماء وليس قول أهل الزيغ

فمن الخطأ عدم الأخذ بظواهر جميع النصوص مؤتلفةً ـ إذ هو الأصل ـ، ثم التحكم في معناها على وفق ما يَرَون! دون اعتبار لأقوال أئمة أهل السنة الذين أجروها على ظاهرها، وقالوا: إنّ تارك أعمال الجوارح بالكلّية يخرج من النار إذا دخلها بأحد أنواع الشفاعة، كما صرحت بذلك الأحاديث النبوية الصحيحة ـ دون كثير من التأوّلات المستبعدة .

ومن أمثلةِ ذلك:

1 ـ قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في «التذكرة»، معلقاً على حديث الشفاعة رقم (347 ):

«ثم هو ـ سبحانه ـ بعد ذلك يقبض قبضة فيخرج قوماً لم يعملوا خيراً قط يريد «إلا التوحيد» المجرد عن الأعمال ، وقد جاء هذا مبيناً فيما رواه الحسن عن أنس، وهي الزيادة التي زادها علي بن معبد في حديث الشفاعة :«ثم أَرْجِعُ إلى ربي في الرابعة، فأحمده بتلك المحامد ثم أخرُّ له ساجداً... فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله.
قال: ليس ذاك لك، أو قال: ليس ذلك إليك، وعزتي وكبريائي وعظمتي وجبروتي لأخرجنَّ من قال: لا إله إلاّ الله».

2- وشرحه الحافظُ ابنُ رجب ـ رحمه الله ـ كما في كتابه «التخويف من النار» (1/ 259 ) حيث قال : و المراد بقوله :

[لم يعملوا خيرا قط] من أعمال الجوارح و إن كان أصل التوحيد معهم و لهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد خرَّجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً و من حديث ابن مسعود موقوفاً.

و يشهد لهذا ما في [حديث أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث الشفاعة قال : فأقول : يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله] خرجاه في الصحيحين وعند مسلم : [فيقول : ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك] وهذا يدل على أن الذين يُخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق وهم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيراً قَطُّ بجوارحهم».


وقال ـ الحافظُ ابنُ رجب ـ في «شرح كتاب الإيمان» (100 ـ 127 ) : «وهذا يُستدل به على أنّ الإيمان القولي كلمة التوحيد والإيمان القلبي وهو التصديق لا تقتسمه الغرماء لمظالمهم؛ بل يبقى على صاحبه؛ لأنّ الغرماء لو اقتسموا ذلك لَخُلِّدَ بعض أهل التوحيد وصار مسلوباً ما في قلبه من التصديق وما قاله بلسانه.

وإنّما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين، فدل على بقائهما على جميع من دخل النار منهم، وأنّ الغرماء إنّما يقتسمون الإيمان العملي بالجوارح، وقد قال ابن عُيينة وغيره: إنّ الصوم خاصة من أعمال الجوارح لا تقتسمه الغرماء أيضاً ».

ولا يخفى على العاقل اللبيب، أنّ بقاء أجر التصديق بالقلب، والشهادة باللسان، وذهاب أجر أعمال الجوارح، يدل على اختلاف حكمهما في الأصل، بمعنى أنّه لما كان وجود التصديق والشهادة لا بد منه في ثبوت حكم الإيمان من قبل، فإنّه لا يجوز أن يُهْدَر فضلهما من بعد.

ثم قال: «والمقصود بهذا الباب: تَقريرُ أَنّ قولَ اللسان : عملُه ؛ واستدل لذلك بقوله ـ تعالى ـ: {وتلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون}، ومعلومٌ أنّ الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان، وبهما يخرج من يخرج من أهل النار، فيدخلون الجنة ـ كما سبق ذكره ـ، وفي «المسند» عن معاذ بن جبل ـ مرفوعاً ـ: «مفتاح الجنة لا إله إلا الله». [ضعيف ،انظر «الضعيفة» برقم (2605 )].

وحكى البخاري عن عِدّةٍ من أهل العلم أنهم قالوا في قوله ـ تعالى ـ: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} [الحجر: 92] عن قول لا إله إلا الله؛ ففسروا العملَ بقول كلمة التوحيد ....».

وكأننا ببعض المتعصبين يقولون: قوله: (ومعلوم أنّ الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان وبهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخلون الجنة ـ كما سبق ذكره ـ ) يؤكد على قيامهم ببعض أعمال الجوارح وعدم اكتفائهم ـ أصلاً ـ بأصل الإيمان؟!

فنقول: إيرادنا لكلامه ـ رحمه الله ـ للتأكيد على التفريق بين أصل الإيمان (التصديق، والشهادة ) وأعمال الجوارح؛ في الحكم والفضل، ولا نظن أنّ ذلك سيتضح لغير أهل البصيرة الحقّة.


3- قال الصنعاني ـ رحمه الله ـ في «رفع الأستار» (ص120 ـ 123 ): «ثم استدل على ذلك المدعي بأحاديث الشفاعة الثابتة في «الصحيحين» وغيرهـا فيهـا«إن الله يقبض قبضـة من النـار فيَخـرج منهـا قوم لم يعملوا خيراً قط...»؛ فنفى العمل ولم ينف الاعتقاد، وفي حديث الشفاعة تصريح بإخراج قوم لم يعملوا خيراً قط.

ويفيد مفهومه أن في قلوبهم خيراً، ثم سياق الحديث يدل على أنه أريد بهم أهل التوحيد لأنه تعالى ذكر الشفاعة للملائكة والأنبياء، والمؤمنين ومعلوم أن هؤلاء يشفعون لعصاة أهل التوحيد».

4ـ وقال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ «في التمهيد» (18/ 40ـ41 ):

«رُوي من حديث أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال:

قال رجل ٌ:لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد ، وهذه اللفظة إنْ صحت (*) رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل، وإن لم تصح فهي صحيحة من جهة المعنى.....».

(*)- قال الألباني: واعلم أن قوله في حديث الترجمة: "إلا التوحيد" مع كونها صحيحة الإسناد، فقد شكك فيها الحافظ ابن عبد البر من حيث الرواية، وإن كان قد جزم بصحتها من حيث الدراية، فكأنه لم يقف على إسنادها...)، أنظر "السلسلة الصحيحة" برقم (3048)

والمراد بــ: «أصل الإيمان، وهو الكلام الفارق بين أهل الجنة وأهل النار، وهو ثمن الجنة، ولا يصح إسلام أحد إلا به» قاله شيخ الإسلام في «الفتاوى» (24/235 ).

5 - وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في «الفتح» (12/429 ):

«قرأت في «تنقيح» الزركشي: أن المراد بالخير المنفي: ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين ـ كما تدل عليه بقية الأحاديث ـ».

6- وقال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم (3/ 31 ):

«قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ: «فهؤلاء هم الذين معهم مجرد الإيمان ، وهم الذين لم يُؤْذَن في الشفاعة فيهم، وإنما دلت الآثار على أنه أُذِنَ لمن عنده شيء زائد عن مجرد الإيمان، وجعل للشافعين من الملائكة والنبيين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ دليلاً عليه وَتَفَرَّدَ اللهُ ـ عز وجل ـ بعلم ما تكنه القلوب والرحمة لمن ليس عنده إلاّ مجرد الإيمان ».

7 - قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ في «تفسيره» (3/ 148 ):

«وقولـه {ثمّ ننجّي الذين اتقوا} أي: إذا مرّ الخلائق كلُّهم على النّار وسقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم، نجّى الله ـ تعالى ـ المؤمنين المتّقين منها بحسب أعمالهم، فجوازهم على الصراط، وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا، ثمّ يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقاً كثيراً قد أكلتهم النار إلا دارات وجوههم وهي مواضع السّجود؛ وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان، فيخرجون أولاً من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان، ثمّ الذي يليه، ثمّ الذي يليه، ثمّ الذي يليه، حتى يخرجون من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، ثمّ يخرج الله من النار من قال يوماً من الدّهر: لا إله إلا الله ولم يعمل خيراً قط، ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال ـ تعالى ـ :

{ثمّ ننجّي الذين اتّقوا ونذر الظالمين فيها جثيّا}».

8 ـ قال الشيخ محمد خليل هراس السَّلَفيّ الشّهير ـ رحمه الله ـ معلقاً على كلام الإمام ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ في تحقيقه لكتاب «التوحيد» (ص309 ): «لا بل ظاهرها: أنهم لم يعملوا خيراً قط كما صرّح به في بعض الروايات أنهم جاءوا بإيمان مجرد لم يضمّوا إليه شيئاً من العمل». أي من عمل الجوارح
يتبع إن شاء الله

ابو الحارث مهدي
2011-06-05, 03:10
السؤال السادس عشر:

ما حكم تنحية الشريعة الإسلامية واستبدالها بقوانين وضعية كالقانون الفرنسي البريطاني وغيرها ، مع جعله قانوناً ينص فيه على أن قضايا النكاح والميراث بالشريعة الإسلامية ؟

الجواب :
من نحّى الشريعة الإسلامية نهائياً وأحل مكانها القانون فهذا دليل على أنه يرى جواز هذا الشيء ، لأنه ما نحاها وأحل محلها القانون إلا لأنه يرى أنها أحسن من الشريعة ، ولو كان يرى أن الشريعة أحسن منها لما أزاح الشريعة وأحل محلها القانون، فهذا كفر بالله عز وجل .
أما من نص على أن قضايا النكاح والميراث فقط تكون على حسب الشريعة ، هذا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، يعني يحكّم الشريعة في بعض، ويمنعها في بعض، والدين لا يتجزأ، تحكيم الشريعة لا يتجزأ، فلا بد من تطبيق الشريعة تطبيقا كاملاً، ولا يطبق بعضها ويترك بعضها .




التعقيب



قول الشيخ: " لأنه ما نحاها وأحل محلها القانون إلا لأنه يرى أنها أحسن من الشريعة ". فيه ما فيه من لزوم ما لايلزم، وعبر هذا التعليل يمكن أن يقال: ما فعل الزنا إلا لأنه يراه أحسن من العفة، وما قارف الخيانة إلا لأنه يراها أحسن من الأمانة.. وهلم جرًّا، ويضحى هذا متعلقًا للخوارج والحرورية في تكفيرهم لمذنبي الأمة!!.

هنا نأتي بتعليل أكثر دقة وأصدق واقعية للفقيه الأصولي العلامة: محمد ابن صالح العثيمين -رحمه الله - إذ يقول: "قد يكون الذي يحمله على ذلك خوف من أناس آخرين أقوى منه إذا لَمْ يطبقه، فيكون هنا مداهنًا لهم؛ فحينئذ نقول: إن هذا كالمداهن في بقية المعاصي". اهـ. نقلا عن" المرجئة لا تقبلنا"



ولمناقشة الأدلة أنظر غير مأمور العناوين المتنقلة في النافذة من جهة اليمين

الجواب عن أهم أدلة المخالفين الذين يكفرون الحكام بغير ما أنزل الله

من غير تفصيل
يتبع إن شاء الله

ابو الحارث مهدي
2011-06-05, 03:59
السؤال العشرون:

ترد بعض الإصطلاحات في كتب أهل السنة مثل : الالتزام، الإقناع، كفر الإعراض، فما معنى هذه المصطلحات؟
الجواب :

الكفر أنواع: منه كفر الإعراض وكفر التكذيب ومنه كفر الجحود، كل هذه أنواع من الكفر، فالكفر ليس نوعاً واحداً وإنما هو أنواع . وأيضا الكفر ينقسم إلى كفر أكبر مخرج من الملة ، وكفر أصغر لايخرج من الملّة، فلا بد من دراسة هذه الأمور ومعرفتها بالتفصيل، فالكفر ليس على حد سواء.


الكفر – بأسبابه- : قول وعمل واعتقاد


و أنواعه: الجحود والتكذيب والإعراض و الشك والاستكبار والامتناع والنفاق


منه الكفر الأكبر ومنه الكفر الأصغر




السؤال الحادي والعشرون:

ما معنى قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الناقض الثالث من نواقض الإسلام : " من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو مثلهم " ؟

الجواب :




أي نعم هو كذلك، لأنه رضي بما هم عليه ووافقهم على ما هم عليه، فمن لم يكفرهم أو رضي بما هم عليه أو دافع دونهم فإنّه يكون كافراً مثلهم، لأنه رضي بالكفر وأقرّه ولم ينكره.



لابد من التنبيه هنا الى أن مقولة:



"من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو كافر"


مقيدة بالكفر المجمع عليه وإلا فهي ذريعة للتوسع في باب التكفير الخطير


كخلاف السلف في تكفير تارك أحد المباني الأربعة


ففي مجموع الفتاوى:(7/302)؛ قالشيخ الإسلام-رحمه الله-:


(وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الأعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا : أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور . وعن أحمد في ذلك نزاع، وإحدي الروايات عنه : أنه يكفر من ترك واحدة منها، وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك كابن حبيب . وعنه رواية ثانية : لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط، ورواية ثالثة : لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الإمام عليها . ورابعة : لا يكفر إلا بترك الصلاة . وخامسة : لا يكفر بترك شيء منهن، وهذه أقوال معروفة للسلف).


يتبع إن شاء الله


والآن حان موعد آذان : الصبح





بمدينة حاسي مسعود

فتأهبوا للصلاة – يرحمكم الله

روى الإمام أحمد عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال:

جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله عظني وأوجز، فقال عليه الصلاة والسلام:

«إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا واجمع اليأس مما في أيدي الناس».

ابوزيدالجزائري
2011-06-05, 15:58
أولا أخي الكريم لا تغضب مني و ان شددت عليك فنحن قبل كل شيء اخوة في الله -ان شاء الله - نسعى للوصول الى الحق .
أخي الكريم-وفقك الله- أريد منك شيئا واحدا و هو أن تنقل لي نقلا واحدا عن أحد السلف يقول فيه أن تارك العمل من غير عذر مؤمن .
اقرأ كتب العقيدة كالسنة للخلال و السنة للآجري و مجمل أصول أهل السنة و غيرها تجد عشرات النقول في تكفير تارك العمل تارة بنفي الايمان عمن لا يعمل و تارة بأن من ترك الفرائض من غير عذر كافر و تارة بأن من أقر بالفرائض و لم يعمل بها كافر و نحو ذلك .
و هذه النقول واضحة لا تحتاج الى أن نصرفها بأنواع المجازات ابن تيمية و هو أعلم بالمقلات مني و منك يحكي التكفير بترك المباني الأربع كلها عن جمهور السلف و ليس نقاشنا في ترك المباني الأربع بل في ترك عمل الجوارح بالكلية فهذا على التكفير به عامة السلف .
و لا أدري كيف تتعامل مع النصوص التي اشترطت الايمان لدخول الجنة و عطفت عليه العمل و هذا لافادة مزيد الاهتمام و النصوص التي علقت دخول الجنة بالعمل و العمل اذا أطلق يراد به عمل الجوارح و راجع ما جاء في تفسيرها عن السلف و أما تفسير الخلف لها فلا عبرة به ان خالف السلف .
و أما حديث الشفاعة و نحوه فراجع تفسيرات العلماء له و أما فهمك فلا يلزمك الا أنت .

ابوزيدالجزائري
2011-06-05, 16:08
.
قال العلامة الألباني رحمه الله :
« إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح...».اهـ

انظر شرحه على الأدب المفرد (الشريط السادس/الوجه الأول).

ابوزيدالجزائري
2011-06-05, 16:18
هذه بعض النقول عن أهل العلم و هي فيض من قيض و سآتي بأضعافها في مقال لي قادم :
الإمام الشافعي ــ رحمه الله ـ :
و كان الإجمـاع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر.



العلامة محمد أمان الجامي :
قال -رحمه الله- في (شرح الأصول الثلاثة)- عند التعليق على المرتبة الثانية : الإيمان : وهو بضع وسبعون شعبة – (الشريط الثالث الوجه الثاني) : "ومن ادعى أنه مصدق بقلبه بكل ما جاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم لا يعمل ، يقال له : هذه دعوى! والدعوى لا بد لها من بينة ، فأين البينة ؟ البينة الأعمال ، لذلك يقول بعضهم :
فإذا حلَّت الهدايةُ قلباً نَشَطَتْ في العبادة الأعضاء
فإذا كانت الأعضاء لا تعمل ؛ لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم .. ماشي ، هكذا مصدق ؟! لا، لا، لا يُقبل مثل هذا التصديق ....".اهـ





كلام العلامة الفوزان :
سئل –حفظه الله- في درس له بعنوان: "أسئلة وأجوبة حول مسائل في الإيمان والكفر":
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لكنه لا يعمل شيئاً ألبتة، فهل هذا مسلم أم لا ؟ علمًا بأن ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض ؟
الجواب: هذا لا يكون مؤمنًا، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل بجوارحه، عطَِّل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة أنه: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحدًا منها فلا يكون مؤمنًا.


و قال :
السؤال:
نص السؤال يقول: فضيلة الشيخ -وفَّقكم الله-: هناك من يقول : إنَّ تارك جنس العمل بالكلية لا يكفر، وإنَّ هذا القول قول ثانٍ للسلف، لا يستحق الإنكار ولا التَّبديع. فما صحة هذه المقولة؟
الجواب:
هذا كذَّاب، اللي يقول هذا الكلام كذَّاب، كذب على السلف. السلف ما قالوا أن الذي يترك جنس العمل ولا يعمل شيء أنه يكون مؤمنًا، من ترك العمل نهائيًا بغير عذر، ما يصلي ولا يصوم ولا يعمل أي شيء، ويقول: أنا مؤمن، هذا كذَّاب. أما الذي يترك العمل لعذر شرعي، ما تمكن من العمل، نطق بالشهادتين بصدق، ومات أو قتل في الحال، فهذا ما فيه شك أنَّه مؤمن؛ لأنه ما تمكن من العمل، ما تركه رغبة عنه. أما اللي يتمكن من العمل، ويتركه لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يتجنب المحرمات ولا يتجنب الفواحش، هذا ليس بمؤمن، ولا أحد يقول أنه مؤمن إلا المرجئة. نعم.

المصدر : موقع العلامة صالح الفوزان (http://www.alfawzan.ws/node/9531)




كلام العلامة صالح آل الشيخ :

فمن قال يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة؛ لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له.
والآخر من أهل السنة الذين يقولون لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا يقولون لابد من جنس عمل لابد من أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها، أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل؛ لأنه لا يسمى إيمان حتى يكون ثم عمل.
لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاثة النصوص القول والعمل والاعتقاد، فمن قال حقيقة الإيمان يخرج منها العمل فإنه ترك دلالة النصوص.
فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا.
هل هذا في الواقع مطبّق متصور أم غير متصور؟ هنا هو الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنا فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم.

ابو الحارث مهدي
2011-06-06, 05:48
تتمة البحث


وعن الإمام ابن القيم ـ رحمه الله - يبين فيه بكلّ وضوح نجاة من لم يعمل بجوارحه من الخلود في النار، بل ذهب فيه إلى أكثر من ذلك مما لا نوافقه عليه في الظاهر؛ وإنَّما نورد كلامه لنبين أنه مع احتماله نجاة من لا عمل له في الباطن ـ عنده ـ فإن نجاة من لا عمل له في الظاهر ـ من باب أولى ـ، مع أن مراده هنا: نفي أغلب إيمان القلب –لا كلّه – كما أفاد آخر كلامه :


«ومن هذا: رحمته ـ سبحانه وتعالى ـ للذي أوصى أهله أنْ يحرّقوه بالنّار ويذروه في البرّ والبحر زعماً منه بأنّه يفوت اللهَ ـ سبحانه وتعالى ـ».


فقد نفى عنه إيمان القلب ـ كما سيأتي نصّ كلامه ـ تاماً ـ مع إثباته له الخشية من الله، وهي كما لا يخفى من أعمال القلوب.



قال ـ رحمه الله ـ في كتابه «حادي الأرواح» (269 ):



«إنّه قد ثبت في «الصّحيحين» من حديث أبي سعيد الخُدْري في حديث الشّفاعة: فيقول ـ عز وجل ـ: «شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبقَ إلا أرحم الرّاحمين؛ فيقبض قبضة من النّار فيُخرج منها قوماً (لم يعملوا خيراً قطّ)، قد عادوا حُممَاً، فيلقيها في نهر في أفواه الجنّة يُقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، فيقول أهل الجنّة: هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنّة بغير عمل عملوه ولا خير قدّموه».



بحيث صاروا حُمماً – وهو الفحم المحترق بالنار – فهؤلاء أحرقتهم النّار جميعهم، فلم يبقَ في بدن أحدهم موضعٌ لم تمسّه النّار.



وظاهر السّياق أنّه لم يكن في قلوبهم مثقال ذرّة من خير؛ فإنّ لفظ الحديث هكذا: (فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقاً كثيراً، ثمّ يقولون: ربنا لم نذر فيها خيراً، فيقول الله ـ عز وجل ـ: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبقَ إلا أرحم الرّاحمين؛ فيقبض قبضة من النّار فيُخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قطّ )؛ فهذا السياق يدلّ على أنّ هؤلاء لم يكن في قلوبهم مثقال ذرّة من خير، ومع هذا فأخرجتهم الرّحمة.



ومن هذا : رحمته ـ سبحانه وتعالى ـ للذي أوصى أهله أنْ يحرّقوه بالنّار ويذروه في البرّ والبحر زعماً منه بأنّه يفوت اللهَ ـ سبحانه وتعالى! فهذا قد شكّ في المعاد والقدرة ولم يعمل خيراً قطّ ، ومع هذا قال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك، وأنت تعلم، فما تلافاه أنْ ـ رحمه الله ـ؛ فلله ـ سبحانه وتعالى ـ في خلقه حِكَمٌ لا تبلغه عقول البشر».



وبعد جهدٍ جهيد - والحمد لله- وجدت دررا لشيخ الإسلام في شرحه لحديث الشفاعة العظيم



عن الإمام أبي بكر بن المحب الصامت –وهو من خواص تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية-


في كتابه "إثبات أحاديث الصفات"-وهو مخطوط-؛ قال:


« شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبقَ إلا أرحم الرّاحمين؛ فيقبض قبضة من النّار فيُخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قطّ ، قد عادوا حُممَاً »


قال شيخنا[ يعني:ابن تيمية]:


(( ليس في الحديث نفي إيمانهم، إنما فيه نفي عملهم الخير


وفي الحديث الآخر: « يَخْرُجُ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَان »


وقد يحصل في قلب العبد مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَان- وان كان لم يعمل خيراً -


ونفي العمل– أيضا – لا يقتضي نفي القول، بل يقال- فيمن "شهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله"، ومات ولم يعمل بجوارحه قط - :إنه لم يعمل خيرا، فان العمل قد لا يدخل فيه القول، لقوله } إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ{ [فاطر 10]


وإذا لم يدخل في نفي إيمان القلب واللسان لم يكن في ذلك ما ينافي القران )).



وقد توفي العلامة ابن المحب الصامت- رحمه الله- سنة: ( 789 ه)


وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في "أنْبَاءُ الغُمُر بِأَبْنَاءِ العُمُر"(1/344)، وكان من ذلك قوله - فيه-:


« وبَيَّضَ من مُصنفات ابن تيمية كثيرًا، وكان معتنيا به، محبا فيمن يُحبه »


وهذا الكتاب "إثبات أحاديث الصفات"، تحت الطبع – إن لم يكن قد طُبع-


بتحقيق الأخ عمار بن سعيد تمالت الجزائري


ويُنْتَظر أن يقع تحقيقه - له - في خمس مجلدات

ابو الحارث مهدي
2011-06-06, 08:01
تتمة البحث

ومن الله نستمد العون

الذين يكفرون لا يقولون ـ حقيقةً ـ وإن ادَّعَوْهُ بألسنتهم ـ ما قاله السلف: إنّ الإيمان أصل وفرع، وإنّ عَمَلَ الجوارح فرعه لا أصله.

وبالتالي : استشنعوا أن يُقال: إن تارك عمل الجوارح ليس بكافر، وكأنَّ لسان حالهم يقول: جميع أركان الإيمان المذكورة في تعريفه كلها أصل لا فرع فيها، وترك الثاني منها يؤدي إلى الكفر، فلا ندري ما قيمة قول السلف: (أصل وفرع ) إذا كان حكمهما ـ جميعاً ـ واحداً؟!!
وإليك أخي القارئ من أقوال السلف في تقرير هذه المسألة ما تَقَرُّ به عينُك ـ إن كنت من أهل الإنصاف ـ، وهو ما نرجوه لنا ولك ـ :

1ـ قال ابن منده في «الإيمان» (1 /331 -ـ332):

«وقالت الخوارج: الإيمان فعل الطاعات المفترضة (كلها ) بالقلب واللسان وسائر الجوارح.

وقال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلاًوفرعاً.

فأصله: المعرفة بالله والتصديق له وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة، فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه ولا يكون مستكملاً له حتى يأتي بفرعه، وَفَرْعُهُ: المفترض عليه، أو الفرائض واجتناب المحارم».

2 ـ وقال ابن نصر ـ رحمه الله ـ في «تعظيم قدر الصلاة» (2 /519): «للإيمان أصل وفرع، وضد الإيمان الكفر في كل معنى، فأصله الإقرار والتصديق، وفرعه إكمال العمل بالقلب والبدن، فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان: الكفر بالله وبما قال وترك التصديق به وله.
وضد الإيمان الذي هو عمل وليس هو الإقرار: كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة، ولكن كفر : تضييعُ العمل، كما كان العمل إيماناً وليس هو الإيمان الذي هو الإقرار بالله».

3ـ وقال الإمام ابن قتيبة في كتابه «المسائل والأجوبة» (ص 331): «فالإيمان صنفان أصل وفرع:
فالأصل: الشهادتان، والتصديق بالبعث والجنة والنار والملائكة وبكل ما أخبر الله به في كتابه، وأشباه هذا مما خبرّ به رسوله عنه، وهذا هو الأمر الذي من كفر بشيء منه، فقد خرج من الإيمان ولا يقال له: مؤمن ولا: ناقص الإيمان...
وأما الفروع: فإماطة الأذى من الإيمان، وإفشاء السلام من الإيمان وأشباه هذا...».

4 ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (10/ 355):
«والدين القائم بالقلب من الإيمان علماً وحالاً هو الأصل، والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان ». تنبه كمال الإيمان


5 ـ وقال ابن عبد البر في «الاستذكار» (26 /132):
«وللإيمان أصول وفروع، فمِن أصوله: الإقرار باللسان مع اعتقاد القلب بما نطق به اللسان من الشهادتين بأن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله...
فكل عمل صالح فهو من فروع الإيمان؛ فَبِرُّ الوالدين، وأداء الأمانة، من الإيمان، وحسن العهد من الإيمان... فهذه الفروع من تَرَكَ شيئاً منها لم يكن ناقض الإيمان بتركها، كما أنه يكون ناقص الإيمان بارتكاب الكبائر وترك عمل الفرائض ».

6ـ قال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (20 /86):
«قال الشهرستاني في «الملل والنحل» بعد ذكر أقوال الفرق:
«وأما أهل السنة والجماعة فهم ـ وإن جعلوا الإيمان مؤلَّفاً من الأركان الثلاثة؛ القول، والاعتقاد بالجنان والعمل بالجوارح ـ إلا أنه يجعلون له أصلاً وهو التصديق بالقلب واللسان ، وفرعاً وهو العمل...».

7 ـ وقال الكلاباذي في كتابه «التّعرّف بمنهج التصوّف» (ص80): «أصل الإيمان: إقرار اللسان بتصديق القلب، وفروعه: العمل بالفرائض».

...ومن المعلوم بداهة ـ أن حكم الأصل (أصل الإيمان ) يختلف عن حكم الفرع (أعمال الجوارح )، وهذا المعتقد قرره أهل السنة ثم بَنَوا عليه أصلين عظيمين:

الأصل الأول:
أن ثبوت وصف الإسلام، أو اسمه المُنْجِي من الخلود في النار أدناه وجود أصل الإيمان (قول القلب واللسان، وعمل القلب )، بخلاف الإسلام الظاهر الذي يشترط في الحُكم بالإسلام ـ أصلا ً ـ، ومنها:


1ـ قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني في كتابه «الحجة في بيان المحجة، وشرح عقيدة أهل السنة» (1 /406): «الإيمان والإسلام اسمان لمعنيين:
فالإسلام: عبارة عن الشّهادتين مع التّصديق بالقلب.
والإيمان: عبارة عن جميع الطّاعات؛ خلافاً لمن قال: الإسلام والإيمان سواء إذا حصلت معه الطمأنينة».

2 ـ وقال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في «المحلى» (1 /45):
«ومن اعتقد الإيمان بقلبه ونطق بلسانه فقد وُفِّق، استدل أو لم يستدل، فهو مؤمن عند الله والمسلمين».وُفق للنجاة من الخلود في النار

3 ـ وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في «شرح مسلم» (1 /146): « واتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يُحْكَم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك، ونطق بالشهادتين، فإن اقتصر على أحدهما لم يكن من أهل القبلة أصلاً، إلا إذا عجز عن النطق لخلل في لسانه أو لعدم التمكن منه لِمُعاجَلةِ المنية أو لغير، ذلك فإنه يكون مؤمناً».

لاحظ قوله : «من اعتقد بقلبه... ونطق بالشّهادتين» وكتفاء مَنْ قبله بهما وعدم اشتراط واحد بعينه من أفراد العمل عند الاتفاق، أمّا في حال اختلافهم فيشترط بعضهم معهما ( القلب والشهادتين ) المباني الأربعة أو بعضها حسب الخلاف الوارد فيها ـ كما سيأتي ـ مراراً.

4 ـ قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7 /525):
«وبهذا يتبيّن أنّ الرجل قد يكون مسلماً لا مؤمناً؛ ولا منافقاً مطلقاً، بل يكون معه أصل الإيمان ، دون حقيقته الواجبة».

فإذا كان أصل الإيمان هو: ما في القلب واللسان ، كما نصّ على ذلك شيخ الإسلام - نفسه - رحمه الله - في «الفتاوى» (2 /382)، وبه يكون مسلما لا مؤمناً ـ كما قال هنا ـ فإنّ أعمال الجوارح الواجبة الظاهرة تكون من حقيقته الواجبة،لا من أصلـه ـ بلا شك ـ؛ وبالتالي لا يلزم من زوالها زوال اسم الإسلام، وإن زال عنه اسم الإيمان.

5 ـ قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (4 /219):
«وقوله تعالى: {إنّما المؤمنون} أي: إنما المؤمنون الكُمّل {الذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا}...أولئك هم الصادقون، أي: في قولهم إذا قالوا: إنهم مؤمنون؛ لا كبعض الأعراب الذين ليس لهم من الإيمان إلا الكلمة الظاهرة ».

وسيأتي من كلام شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ قريباً ـ الشّهادة لهم بإسلام يُثابون عليه، مع تقرير ابن كثير أنّهم ليس لهم إلا الكلمة الظّاهرة ـ سواء صحّ ذلك ـ تحقيقاً ـ أم لا ـ؛ فالعبرة باعتقاد ابن كثير فيهم مع خلوّهم من عمل الجوارح، وسيأتي ـ أيضاً ـ من كلامه ما يؤكد هذا الاعتقاد.

6 ـ قال أبو الحسن المالكي ـ رحمه الله ـ في«كفاية الطالب» (1 /29):
«قال عياض : إن وجد الاعتقاد والنطق فمؤمن اتفاقا ً... قال أبو الحسن: ظاهر كلام الشيخ أن إيمان المقلد صحيح وهو المشهور، لأنه صدق بقلبه وبلسانه ».

7 ـ قال العلاّمة العزّ بن عبد السّلام في رسالته «معنى الإيمان والإسلام» (20):
«...وهذا محمول على الإيمان بمقتضى الشهادتين لأنّ الإيمان بمقتضاها أقلّ ما يجزئ من الإيمان ، ومقتضى الشهادتين أنّك تصدّق بقلبك ما تتضمّنه الشهادتان، وتنطق بلسانك، وتحلّ الحلال وتحرّم الحرام وتعلن إذعانك واستسلامك لهذا الدين...». وهو معنى (الالتزام ) الذي يتكرر ذِكره في كتب العقائد؛ فافهم!؟




يتبع إن شاء الله

ابوزيدالجزائري
2011-06-06, 12:07
الله يهديك أخي الكريم أبا الحارث :
كل النقول التي نقلتها لا تخلوا من حالات ثلاث :
1-اما أنها ليست صريحة حملتها ما لم تحتمل ككلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الوهاب و سأنقل لك من كلامهم الصريح الغير محتمل ما ينقض دعواك .
2-أو أنها تتكلم عمن ترك العمل لعذر و نحو ذلك .
3-و هو الأدهى و الأمر أنك تنقل عن المخالفين لأهل السنة في الباب لتدافع عن دعواك من مثل ما نقلته عن الزركشي بواسطة ابن حجر فقلت: قال :الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في «الفتح» (12/429 ):

«قرأت في «تنقيح» الزركشي: أن المراد بالخير المنفي: ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين ـ كما تدل عليه بقية الأحاديث ـ».
بالله عليك ألا تعلم أن في هذا الكلام نص على أن من ترك عمل القلب لم يكفر و هذا هو عين كلام أهل الارجاء .
ثم انك تنقل عن ابن حجر و النووي و هما امامان جليلان و لكن ليسا ممن يرجع الى كلامهما في تقرير العقيدة السلفية لأنهما تأثرا بالأشاعرة في الباب .
و أما أبو الحسن المالكي رحمه الله فهو أشعري كما يظهر من شرحه على الرسالة و الأشاعرة وافقوا في مسائل الايمانم قول المرجئة.
ثم أقولها لك بكل صراحة اليك هذه الأقوال أخي الكريم عمن هم أعلم مني و منك بعقيدة السلف -وهي صريحة غير محتملة-و الرجوع الى الحق أولى من المجادلة بالباطل .
1- قال الآجري:"واعلموا – رحمنا الله وإياكم – أني قد تصفحت القرآن فوجدت ما ذكرته في شبيه من خمسين موضعاً من كتاب الله تعالى ، أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده ، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم ، وبما وفقهم له من الإيمان والعمل الصالح … ميِّزوا – رحمكم الله – قول مولاكم الكريم : هل ذكر الإيمان في موضع واحد من القرآن ، إلا وقد قرن إليه العمل الصالح ؟ … فيما ذكرته مقنع لمن أراد الله عزوجل به الخير، فعلم أنه لا يتم له الإيمان إلا بالعمل ، هذا هو الدين الذي قال الله عزوجل )وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة( [البينة:5]".
(الشريعة:1/277،284،289 بتصرف)

2- و قال أيضا( 1/275 ) : فالأعمال - رحمكم الله تعالى - بالجوارح: تصديق عن الإيمـان بالقلــب واللسـان ، فمـن لم يصـدق الإيمــان بعمـلـه وبجـوارحــه : مثــل الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وأشبـاه لهـذه ، ورضي مـن نفسه بالمعرفـة والقـول ، لم يكن مؤمناً ، ولم ينفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه ، وبالله التوفيق".

3- وقال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة:2/ 771) :"فقد أخبر الله تعالى في كتابه في آي كثيرة منه أن هذا الإيمان لا يكون إلا بالعمل وأداء الفرائض بالقلوب والجوارح، وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرحه في سنته وأعلمه أمته. وكان مما قال الله تعالى في كتابه ، مما أعلمنا أن الإيمان هو العمل وأن العمل من الإيمان ، ما قاله في سورة البقرة )ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صــدقوا وأولئــك هـم المتقون( (البقرة:177] ، فانتظمت هذه الآية أوصاف الإيمان وشرائطه من القول والعمل والإخلاص. ولقد سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقرأ عليه هذه الآية".

4- و قال أيضا (الإبانة:2/795) :" ( فقد تلوت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يدل العقلاء من المؤمنين أن الإيمان قول وعمل ، وأن من صدق بالقول
وترك العمل كان مكذباً وخارجاً من الإيمان. وأن الله لا يقبل قولاً إلا بعمل ، ولا عملاً إلا بقول)
.
5- وقال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله (كتاب الإيمان :65،66):"فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط ، والــذي يزعـم أنـه بالقـول خاصـة يجعلـه مؤمنــاً حقاً ، وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند لكتاب الله والسنة … أفلست تراه تبارك وتعالى ، قد امتحنهم بتصديق القول بالفعل ؟ ولم يرض منهم بالإقرار دون العمل ؟ حتى جعل أحدهما من الآخر ، فأي شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف بعـده الـذين هـم موضع القدوة والإمامة؟!. فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصنا في كتابنا هذا : أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعاً".


6- قال شيخ الاسلام ابن تيمية (الفتاوى:7/611) :"ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه ؛ بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته ، فهذا ممتنع ، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقته لا مع إيمان صحيح ، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع عن السجود الكفار".

7- و قال تلميذه ابن القيم رحمه الله في(الفوائد:283): "الإيمان له ظاهر وباطن ، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته ، فـلا ينـفــع ظاهـر لا باطـن لـه وإن حقــن بــه الدماء وعصم به المال والذرية . ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذّر بعجز أو إكراه وخوف هلاك. فتخلف العمل ظاهراً مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الإيمان".

8- وقال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله(الدرر السنية:1/124)وذكـر قول وهب بن منبه ــ مفتاح الجنة لا إله إلا الله ولابد لها من أسنان فإن جاء بالأعمال وإلا لم يفتح له ــ قال :"إذا فهمت ذلك فالمسألة الأولى واضحة ، مراده الرد على من ظن دخول الجنـة بالتوحيـد وحده بدون الأعمال"

9- و قال حافظ الحكمي رحمه الله (معارج القبول:2/23) :"ومحال أن ينتفي انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، إلا وهي القلب. ومن هنا يتبين لك أن من قال من أهل السنة في الإيمان هو التصديق على ظاهر اللغة ؛ أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهراً وباطناً ، لم يعنوا مجرد التصديق".

ابوزيدالجزائري
2011-06-06, 12:18
10-قال العلامة محمد أمان الجامي في (شرح الأصول الثلاثة)- عند التعليق على المرتبة الثانية : الإيمان : وهو بضع وسبعون شعبة – (الشريط الثالث الوجه الثاني) : "ومن ادعى أنه مصدق بقلبه بكل ما جاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم لا يعمل ، يقال له : هذه دعوى! والدعوى لا بد لها من بينة ، فأين البينة ؟ البينة الأعمال ، لذلك يقول بعضهم :
فإذا حلَّت الهدايةُ قلباً نَشَطَتْ في العبادة الأعضاء
فإذا كانت الأعضاء لا تعمل ؛ لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم .. ماشي ، هكذا مصدق ؟! لا، لا، لا يُقبل مثل هذا التصديق ....".اهـ





11- قال العلامة صالح الفوزان :
سئل –حفظه الله- في درس له بعنوان: "أسئلة وأجوبة حول مسائل في الإيمان والكفر":
ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لكنه لا يعمل شيئاً ألبتة، فهل هذا مسلم أم لا ؟ علمًا بأن ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض ؟
الجواب: هذا لا يكون مؤمنًا، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل بجوارحه، عطَِّل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة أنه: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحدًا منها فلا يكون مؤمنًا.


12-و قال :
السؤال:
نص السؤال يقول: فضيلة الشيخ -وفَّقكم الله-: هناك من يقول : إنَّ تارك جنس العمل بالكلية لا يكفر، وإنَّ هذا القول قول ثانٍ للسلف، لا يستحق الإنكار ولا التَّبديع. فما صحة هذه المقولة؟
الجواب:
هذا كذَّاب، اللي يقول هذا الكلام كذَّاب، كذب على السلف. السلف ما قالوا أن الذي يترك جنس العمل ولا يعمل شيء أنه يكون مؤمنًا، من ترك العمل نهائيًا بغير عذر، ما يصلي ولا يصوم ولا يعمل أي شيء، ويقول: أنا مؤمن، هذا كذَّاب. أما الذي يترك العمل لعذر شرعي، ما تمكن من العمل، نطق بالشهادتين بصدق، ومات أو قتل في الحال، فهذا ما فيه شك أنَّه مؤمن؛ لأنه ما تمكن من العمل، ما تركه رغبة عنه. أما اللي يتمكن من العمل، ويتركه لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يتجنب المحرمات ولا يتجنب الفواحش، هذا ليس بمؤمن، ولا أحد يقول أنه مؤمن إلا المرجئة. نعم.
12-وقال العلامة صالح آل الشيخ :

فمن قال يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول: العمل الذي يجب هنا هو الصلاة؛ لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له.
والآخر من أهل السنة الذين يقولون لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا يقولون لابد من جنس عمل لابد من أن يأتي بالزكاة ممتثلا، بالصيام ممتثلا، بالحج ممتثلا يعني واحد منها، أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل؛ لأنه لا يسمى إيمان حتى يكون ثم عمل.
لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاثة النصوص القول والعمل والاعتقاد، فمن قال حقيقة الإيمان يخرج منها العمل فإنه ترك دلالة النصوص.
فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا.
هل هذا في الواقع مطبّق متصور أم غير متصور؟ هنا هو الذي يشكل على بعض الناس، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط يعني لا يأتي امتثالا لأمر الله ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون أن هذا غير متصور، ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكلي، كما ظنوه، لكن هذا ليس بصحيح لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان، فإذا كانت دلت على ذلك فوجب جعله ركنا فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا، هل يتمثل هذا في الواقع أو لا يتمثل؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها؛ لأنه العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق وأعمال الناس وما أتوه وما تركوه، والله أعلم.
و أختم بكلا م العلامة الألباني : « إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح...».اهـ

انظر شرحه على الأدب المفرد (الشريط السادس/الوجه الأول).

ابوزيدالجزائري
2011-06-06, 12:39
أخي الكريم أنا أجزم أنك لم تدرس هذه المسألة من كتب العقيدة السلفية صحيح أنك تنقل منها في بعض الأحيان و لكن نقولك تدل على أنك لم تقرأ فيها جيدا.
اقرأ كتابي" السنة" للخلال و" السنة" لعبد الله بن أحمد اقرأ "مجمل أصول أهل السنة" للالكائي "الشريعة" للخلال "الدرر السنية" لأئمة الدعوة النجدية ثم قل لي أين تجد هذه العقيدة في هذه الكتب.
أنت لم تقرأ هذه الكتب جيدا أقولها و أنا مطمئن وهذا لأنك تنقل نقلا محتملا و قبله و بعده من النقول ما ينقضه.
ثم ثانيا أنصحك بأن تعرض ما تكتبه على أهل العلم الذين و لله الحمد كتبوا و قدموا للكتب التي تنقض هذه العقيدة الردية التي لا أدري كيف تنطلي على بعض الأفاضل .
أنظر مثلا :
1-"التوسط و الاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول و العمل و الاعتقاد"لعلوي السقاف تقديم العلامة ابن باز .
2-"درء الفتنة عن أهل السنة "للعلامة بكر أبو زيد تقديم السادة العلماء : ابن باز و عبد العزيز آل الشيخ و صالح الفوزان.
3-"أقوال ذوي العرفان في أن العمل داخل في مسمى الايمان"لعصام السناني تقديم العلامة صالح الفوزان.
4-"حقيقة الايمان و الرد على بدع أهل الارجاء"للعلامة سعد الشثري .
5-"أسئلة و أجوبة في مسائل الايمان"لصالح الفوزان .
هذا و راجع أيضا كلام العلامة النجمي في الجزء الثاني من الفتاوى الجلية عن هذه المسألة و كلام العلامة عبيد الجابري في تعقيباته على الشيخ الريس و كلام العلامة ربيع المدخلي الأخير في الباب و كلام العلماء المعاصرين كالراجحي و اللحيدان و الفوزان و صالح آل الشيخ عن المسألة في شروحهم على كتب العقيدة .

ابوزيدالجزائري
2011-06-06, 12:41
1- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله كما نقله شيخ الإسلام في(الفتاوى: 7/171) مقراً له أنه سئل عن الإيمان ما هو ؟ فقال : "هو قول ونية وعمل وسنة ؛ لأن الإيمــان إذا كان قــولاً بلا عمـل فهو كفر ، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق ، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة"

2- و قال سفيان الثوري (شرح أصول الاعتقاد للالكائي 5/980):" أهل السنة يقولون : الإيمان قول وعمل مخافة أن يزكوا أنفسهم ، لا يجوز عمل إلا بإيمان ، ولا إيمان إلا بعمل ، فإن قال : من إمامك في هذا؟ فقل سفيان الثوري".

3- و قال سفيان ابن عيينة وقال سفيان بن عيينة رحمه الله(السنة لعبد الله بن أحمد:1/346 و الشريعة للآجري:1/271) :"الإيمان قول وعمل. قال : أخذناه ممن قبلنا : قول وعمل ، وأنه لا يكون قول إلا بعمل".

4-5 وقال الحميدي رحمه الله (السنة للخلال:586،شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/887) ونقله شيخ الإسلام في (الفتاوى:7/209) عنه مقراً له حيث قال :"أُخبرتُ أن ناساً يقولون : من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت ، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت ، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه ، إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة. فقلت: هذا الكفر الصراح ، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلماء المسلمين. قال الله جل وعز :
(و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة(. قال حنبل: سمعت أبا عبدالله ــ يعني أحمد بن حنبل ــ يقول: من قال هذا فقد كفر بالله ، ورد على الله أمره وعلى الرسول ما جاء به".

ابوزيدالجزائري
2011-06-07, 17:22
في (السنة لعبد الله بن أحمد:1/382،الإبانة لابن بطة:2/809،شرح أصول الاعتقاد للالكائي :1/ 953) أسندوا عن معقل بن عبيد الله العبسي أنه ذكر قدوم سالم الأفطس عليهم بالإرجاء ، وأن معقل قدم المدينة فجالس نافع فذكر له بُـدُوَّ أمرهم ؛ قال:"قلـت : إنهم يقولون : نحن نقر بأن الصلاة فريضة ولا نصلي ، وأن الخمر حرام ونحن نشربها، وأن نكاح الأمهات حرام ونحن نفعل. قال : فنَتَر يده من يدي ثم قال : من فعل هذا فهو كافر"

قال سفيان بن عيينة رحمه الله(السنة لعبد الله بن أحمد:1/347) : وقد سئل عن الإرجاء فقال : ( يقولون الإيمان قول ، ونحن نقول الإيمان قول وعمل. والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض ، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم ، وليسوا بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية ، وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر هو كفر).

وقال وكيع بن الجراح رحمه الله [الإبانة:2/903،الشريعة:1/310):"المرجئة يقولون : القول يجزئ من العمل ، والجهمية يقولون : المعرفة تجزئ من القول والعمل. وهو كله كفر".

وقال إسحاق بن راهويه رحمه الله (تعظيم قـدر الصــلاة:2/929، فتــح البــاري لابــن رجــب :1/21): "غلت المرجئة حتى صار من قولهم : إن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج ، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنَّا لا نكفره ، يرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقرٌّ. فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني: في أنهم مرجئة".
وقال الزهري رحمه الله (الفتاوى لشيخ الإسلام:7/295) :"كنا نقول الإسلام بالإقرار ، والإيمان بالعمل. والإيمـان قــول وعمـل قرينــان لا ينفـع أحدهمـا إلا بـالآخــر". قــال شيـخ الإسـلام بعده:"رواه أبو عمرو الطلمنكي بإسناده المعروف".

وقال ابـن الحنبلـي رحمه الله في (الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة:2/803،808):"وقال عز وجل )وإني لغفار لمــن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ( [ طه:82] ، فأخبر تعالى أنه لا يغفر إلا لمن يجمع له القول والعمل ، فهو لا ينفع أحدهما دون صاحبه ... وقـد قـال تعـالى (وتلـــك الجنـة الــتي أورثتمــوهـا بمـــا كنتــــم تعملــون) [ الزخــرف:72 ] ، وقـال أيضـــاً (أولئـك أصحـاب الجنــة خـالــديــن فيـــهـا جــــــزاء بمـــــا كانــــوا يعملون)([ الأحقاف:14]. فهذه الآيات تدل على أنه لا ينفع أحدهما دون الآخر. فهذه براءةٌ من قول المرجئة ، وما يتشعب من مذاهبهم وأقاويلهم".

ابوزيدالجزائري
2011-06-07, 17:26
قال شيخ الإسلام ابــن تيميـة رحمه الله (الاستقامة:2/309) وذكر مقولة السلف [ لا يُقبل قول إلا بعمل ]:"وهذا فيه ردٌ على المرجئة الذين يجعلون مجرد القول كافياً ، فأخبر أنه لابد من قول وعمل ؛ إذ الإيمان قول وعمل ، لا بد من هذين كما بسطناه في غير هذا الموضع ، وبيّنا أن مجرد تصديق القلب ونطق اللسان ، مع البغض لله وشرائعه ، والاستكبار على الله وشرائعه ، لا يكون إيماناً ــ باتفاق المؤمنين ــ حتى يقترن بالتصديق عمل صالح. وأصل العمل عمل القلب ، وهو الحب والتعظيم المنافي للبغض والاستكبار"أ.هـ.

وقال رحمه الله أيضاً(الفتاوى:7/621) :" ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات ، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازماً له ، أو جزءًا منه ، فهذا نزاع لفظي ، كان مخطئاً خطأً بينا ، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها ، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف ، والصلاة هي أعظمها وأعمّها وأولها وأجلّها".

ـ وقال أيضاً(الفتاوى:7/543 – 547):"ولهذا كان جماهير المرجئة على أن عمل القلب داخل في الإيمان ، كما نقله أهل المقالات عنهم ، منهم الأشعري فإنه قال في كتابه في "المقالات": اختلف المرجئة في الإيمان ما هو؟ وهم اثنتا عشرة فرقة…". فذكرها حتى ذكر الفرقة العاشرة من المرجئة أصحاب أبي معاذ التومني ، فذكر من مذهبهم أنهم قالوا :"وتارك الفرائض مثل الصلاة والصيام والحج على الجحود بها والرد لها والاستخفاف بها كافر بالله ، وإنما كفر للاستخفاف والرد والجحود، وإن تركها غير مستحل لتركها متشاغلاً مسوِّفاً يقول : الساعة أصلي ، وإذا فرغت من لهوى وعملي. فليس بكافر ، وإن كان يصلي يوماً ووقتاً من الأوقات ، ولكن نفسِّقه".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (شرح العمدة:2/86) : "الإيمان عند أهل السنة و الجماعة : قولٌ و عملٌ كما دل عليه الكتاب و السنة و أجمع عليه السلف ، و على ما هو مقرر في موضعه. فالقول تصديق الرسول ، و العمل تصديق القول. فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً ... و أيضا فإن حقيقة الدين هو الطاعة و الانقياد ، و ذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله ديناً و من لا دين له فهو كافر”

ابوزيدالجزائري
2011-06-08, 11:33
انتشار عقيدة الإرجاء والدعوة إليها

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


الفتوى رقم ( 21436 )

س : الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من عدد من المستفتين المقيدة استفتاءاتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم ( 5411 ) وتاريخ 7\ 11\ 1420 هـ ورقم ( 1026 ) وتاريخ 7\ 2 \ 1421 هـ ، ورقم ( 1016 ) وتاريخ 7\ 2\ 1421 هـ ، ورقم ( 1395 ) وتاريخ 8\ 3\ 1421 هـ ، ورقم ( 1650 ) وتاريخ 17\ 3\ 1421 هـ ، ورقم ( 1893 ) وتاريخ 25\ 3\ 1421 هـ ورقم ( 2106 ) وتاريخ 7\ 4\ 1421 هـ .

وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها : ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف ، وانبرى لترويجها عدد كثير من الكتاب ، يعتمدون على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، مما سبب ارتباكا عند كثير من الناس في مسمى الإيمان ، حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ، ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال ، وذلك مما يسهل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة إذا علموا أن الإيمان متحقق لهم ، ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات ، ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب ، ولا شك أن هذا المذهب له خطورته على المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة ، فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب وآثاره السيئة وبيان الحق المبني على الكتاب والسنة ، وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام ، حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه .


ج : وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان ، ويقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب ، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط ، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه ، فمن صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ، ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ، ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيرا قط ، ولزم على ذلك الضلال لوازم باطلة ، منها حصر الكفر بكفر التكذيب والاستحلال القلبي ، ولا شك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا ، وأن هذا يفتح بابا لأهل الشر والفساد للانحلال من الدين وعدم التقيد بالأوامر والنواهي والخوف والخشية من الله سبحانه ، ويعطل جانب الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،

ويسوي بين الصالح والطالح والمطيع والعاصي والمستقيم على دين الله ، والفاسق المتحلل من أوامر الدين ونواهيه ، ما دام أن أعمالهم هذه لا تخل بالإيمان كما يقولون ، ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديما وحديثا ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه ، وجعلوا لهذه المسألة بابا خاصا في كتب العقائد ، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره ،
قال شيخ الإسلام رحمه الله في ( العقيدة الواسطية ) : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة : أن الدين والإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) . وقال في كتاب ( الإيمان ) : ( ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان ، فتارة يقولون : هو قول وعمل ، وتارة يقولون : هو قول وعمل ونية ، وتارة يقولون : قول وعمل ونية واتباع السنة ، وتارة يقولون : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح . وكل هذا صحيح ) .

وقال رحمه الله : ( والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان ، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم ، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة ) . وقال رحمه الله : ( وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم للغة ، وهذه طريقة أهل البدع ) انتهى .


ومن الأدلة على أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان وعلى زيادته ونقصانه بها ، قوله تعالى : سورة الأنفال الآية 2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ سورة الأنفال الآية 3الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ سورة الأنفال الآية 4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ، وقوله تعالى : سورة المؤمنون الآية 1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ سورة المؤمنون الآية 2الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ سورة المؤمنون الآية 3وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ سورة المؤمنون الآية 4وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ سورة المؤمنون الآية 5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ سورة المؤمنون الآية 6إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ سورة المؤمنون الآية 7فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ سورة المؤمنون الآية 8وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ سورة المؤمنون الآية 9وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : أحمد 2\ 379 ، 414 ، 445 ، والبخاري 1\ 8 ، ومسلم 1\ 63 برقم ( 35 ) ، وأبو داود 5\ 56 برقم ( 4676 ) ، والترمذي 5\ 10 برقم ( 2614 ) ، والنسائي 8\ 110 برقم ( 5004 ، 5005 ) ، وابن ماجه 1\ 22 برقم ( 57 ) ، والبيهقي في ( الشعب ) 1\ 98 برقم ( 1 ) ( ط : الهند ) . الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان .

قال شيخ الإسلام رحمه الله في ( كتاب الإيمان ) أيضا : ( وأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله ، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد ، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح ، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه ؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه ، وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له ، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعض له ) .

وقال أيضا : ( بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول ، ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمام الإيمان ، وأنه لم يكن يجعل كل من أذنب ذنبا كافرا ، ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين ، إلا أنا لا نطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه ، فلا نصلي ولا نصوم ولا نحج ولا نصدق بالحديث ولا نؤدي الأمانة ولا نفي بالعهد ولا نصل الرحم ولا نفعل شيئا من الخير الذي أمرت به ، ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ، ونقتل من قدرنا عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم ، بل نقتلك أيضا ونقاتلك مع أعدائك . هل كان يتوهم عاقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم : أنتم مؤمنون كاملو الإيمان ، وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ويرجى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار ، بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم : أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك ) انتهى .

وقال أيضا : ( فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ البر وبلفظ التقوى وبلفظ الدين كما تقدم ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أن الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان ، وكذلك لفظ البر يدخل فيه جميع ذلك إذا أطلق وكذلك لفظ التقوى ، وكذلك الدين أو دين الإسلام ، وكذلك روي أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية : سورة البقرة الآية 177لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ . إلى أن قال : ( والمقصود هنا : أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل ، لا على إيمان خال عن عمل ) . فهذا كلام شيخ الإسلام في الإيمان ، ومن نقل عنه غير ذلك فهو كاذب عليه .
وأما ما جاء في الحديث أن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خيرا قط ، فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه ، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل ، أو لغير ذلك من المعاني التي تتفق مع مقاصد الشريعة .


هذا واللجنة الدائمة إذ تبين ذلك ، فإنها تنهى وتحذر من الجدال في أصول العقيدة ؛ لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة ، وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وتحذر من الرجوع إلى الكتب المخالفة لذلك ، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصيلة ، وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد ، وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلما إلى أهل السنة والجماعة ، ولبسوا بذلك على الناس ، وعززوه عدوانا بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- وغيره من أئمة السلف بالنقول المبتورة ، وبمتشابه القول وعدم رده إلى المحكم من كلامهم ، وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في أنفسهم ، وأن يثوبوا إلى رشدهم ، ولا يصدعوا الصف بهذا المذهب الضال ، واللجنة أيضا تحذر المسلمين من الاغترار والوقوع في شراك المخالفين لما عليه جماعة المسلمين أهل السنة والجماعة . وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .




اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
................... عضو.......................عضو ...................عضو........................ الرئيس
..................بكر أبو زيد ................صالح الفوزان ............عبد الله بن غديان......... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

ابوزيدالجزائري
2011-06-08, 11:52
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز
-رحمه الله-
« المحاور : من لم يكفر تارك الصلاة من السلف ، أيكون العمل عنده شرط كمال ؟ أم شرط صحة ؟
الشيخ بن باز : لا ، بل العمل عند الجميع شرط صحة ،إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه ؛
فقالت جماعة : إنه الصـلاة ، وعليـه إجماع الصحابـة رضـي الله عنهم ، كما حكاه عبد الله بن شقيق.
وقال آخرون بغيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عندهم قول وعمل واعتقاد ، لا يصح إلا بها مجتمعة. »
انتهى كلامه رحمه الله
المصدر :حوار مع الشيخ نُشر في جريدة الجزيرة - عدد 12506في 13/7/1423هـ


الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله-
« إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ! ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح...».اهـ
انظر شرحه على الأدب المفرد (الشريط السادس/الوجه الأول).

وقال أيضا-رحمه الله-
((قال الله تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)، هذه الباء هنا سببيه يعني بسبب عملكم الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة هو الإيمان، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ سأله رجل عن أفضل الأعمال.
قال: إيمان بالله تبارك وتعالى، الإيمان عمل قلبي مُشْ كما يظن بعض الناس أنه لا علاقة لـه بالعمل!!!، لا، الإيمان:
أولًا: لابد من أن يتحرك القلب بالإيمان بالله ورسوله ؛ ثم لابد أن يقترن مع هذا الإيمان الذي وقر في القلب، أن يظهر ذلك على البدن والجوارح لذلك فقوله تبارك وتعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) نص قاطع صريح بأن دخول الجنة ليس بمجرد الأماني…)).اﻫ.
"الوجه الثاني" من الشريط (11) من "سلسلة الهدى والنور"


الشيخ زيد المدخلي -حفظه الله-
السؤال : ما هو ردكم على من يزعم أن السلف اختلفوا فى تكفير تارك أعمال الجوارح على قولين ؟
الجواب :
البحث فى هذا معروف عند أهل السنة وهو أن ترك الأعمال كلها فلم يعمل شيئاً من أعمال الجوارح فلا حظَّ له فى الإسلام ، إذ أن الإيمان وحقيقته الإيمان ما اجتمع فيه قيود أربعة : النطق باللسان ، والاعتقاد بالقلب ، والعمل بالجوارح ، والقول بزيادة الإيمان ونقصانه .
فالمهم أن من يعتقد أن تارك العمل بالكلية لا يعمل شيئاً من فرائض الإسلام وواجباته ، ولا ينتهى عن محرماته ، أن من اعتقد بأن هذا من أهل التوحيد ومن أهل الجنة إذا مات على ذلك فهو غلطان .
والصحيح أن تارك الأعمال جملة وتفصيلاً لا حظَّ له فى الإسلام ، ولا يتورع أحد فى القول بكفره الكفر المخرج من الملة ، إذ بأي شيء يلقى الله ويدخل الجنة ، لأنه حتى لو قال ( لا إله إلا الله ) ما قام بشيء من معانيها ولا من مستلزماتها ومقتضياتها .
أما بقية الأعمال يعنى كونه يعمل ببعض الأعمال ويقصر فى البعض بالشيء الذى لا يخرجه من دائرة الإسلام فهذا من طبيعة البشر ، وأهل المعاصي قول أهل السنة والجماعة فيهم أنهم تحت المشيئة ، من شاء الله عزَّ وجل غفر له ذنوبه وأدخله الجنة بدون أن تمسه النار ، فهو ذو الفضل العظيم ، ومن عاقبه عاقبه بقدر جريمته ويكون مآله إلى الجنة لأنه من أهل التوحيد والصلاة والصوم ، وعموماً من أهل أركان الإيمان والإحسان ، والمسألة مبحوثة في كتب الاعتقاد .
درس يوم الخميس شرح الزاد و الحموية بتاريخ: 24-11-1430

وقال أيضا الشيخ زيد المدخلي -حفظه الله-
السائل : هل مسألة تارك أعمال الجوارح مسألة اجتهادية بين أهل السنة؟
الشيخ : لا لا ، أهل السنة متفقون على أن أعمال الجوارح من مسمى الإيمان ، الإيمان عند أهل السنة : قول واعتقاد وعمل ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، هذه هي حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة.
السائل : هناك يا شيخ كتاب يقرر صاحبه أن تارك أعمال الجوارح بالكلية مؤمن ناقص الإيمان ، وأن هذه مسألة اجتهادية بين أهل السنة والجماعة فلا يجوز الانكار !
الشيخ : لا لا ، هذا ليس بصحيح ، هذا الكلام خطأ ، أهل السنة كما قلت لك على اتفاق على قيود الإيمان الأربعة : نطق باللسان ، واعتقاد بالقلب ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية.
من قال بغير هذا فقد خالف أهل السنة ، إما مخالفة كلية كالجهمية المعطلة وإما مخالفة جزئية كمرجئة الأشاعرة وبعض الفقهاء.
السائل: هل هذه المسألة التي ذكرتها لك عقيدة المرجئة ؟
الشيخ : على كل حال مرجئة الفقهاء هم الذين يختزلون العمل من مسمى الإيمان ، والأشاعرة كذلك.
السائل : بارك الله فيك ، جزاك الله خيراً.اه


العلامة عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-
السؤال : يقول ظهرت عندنا في الآونة الأخيرة بعض المقالات التي تقرر أن تارك جنس العمل مؤمن ناقص الإيمان ، فما تعليقكم ؟
الجواب : خطأ هذا ، الذي لا يعمل بالمرة ليس بمسلم ، وأن الإيمان لا بد فيه من التصديق ، التصديق الذي في القلب لابد له من عمل يتحقق به ، وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون ؛ إبليس مصدق وفرعون مصدق ،لكن ما تحقق بالعمل ، كما أن العمل من صلاة وصيام لا يصح إلا بالإيمان الذي يصححه ،العمل من صلاة وصيام لا بد من إيمان يصححه ، وإلا صار كأعمال المنافقين ، المنافقون يعملون وليس عندهم إيمان وتصديق ، والتصديق الذي في القلب لا بد له من عمل يتحقق به وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون ، لا بد من الأمرين ، ما يمكن أن يكون إيمان بدون عمل أبدًا ولا عمل بدون إيمان ، لا يغني تصديق بدون عمل ولا عمل بدون تصديق ، لا بد من الأمرين ، نعم ، التصديق لا بد له من عمل يتحقق به ، والعمل لا بد له من تصديق يصححه ، نعم.

ابوزيدالجزائري
2011-06-08, 11:58
الشيخ العلامة الأصولي المقاصدي المحقق المتقن الغديان -رحمه الله-:
"السائل : ظهر في هذه الأيام كتاب في شبكة الإنترنت بعنوان ( دلائل البرهان ) ، يُقرّرُ فيه كاتبه أن تارك أعمال الجوارح مسألة خلافية بين أهل السنة فلا يجوز الإنكار والتبديع فما قولكم ؟
الشيخ : هذا في الواقع هو قول المرجئة ، هذا قول المرجئة الذين يجعلون الأعمال مُكملة وليست شرطاً في صحة الإيمان، يعني يقولون : إذا آمن الإنسان بقلبه، ما صلى، ولا صام، ولا اعتمر، ولا حج، وفعل المحرمات هذا مؤمن تماماً، وهذا ما هو صحيح .

ابوزيدالجزائري
2011-06-08, 12:06
بيان منشأ خطأ كثير من الشباب في المسألة
نقل الأخ أبو علي حسين علي في مشاركة له في منتديات سلم الوصول عن الشيخ أسامة العتيبي قوله:
"روى عبدالله بن الإمام أحمد في كتاب السنة عن سويد بن سعيد الهروي ، قال : سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء ، فقال : « يقولون : الإيمان قول ، ونحن نقول الإيمان قول وعمل والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض ، وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية ، وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر..ّاهـ

قال الشيخ أسامة العتيبي معلقاً : "فهذا كلام صريح من سفيان بن عيينة بأن الذي يقول بعدم كفر تارك عمل الجوارح مطلقاً هم المرجئة .. وهو الصواب ..

وشيخنا الألباني رحمه الله بريء من هذا القول، وإنما قد تلفظ بعبارات فهم منها بعض الناس أنه لا يكفر بترك أعمال الجوارح، وانتصروا لهذا القول، وردوا قول السلف لظنهم أنهم ينتصرون للشيخ الألباني رحمه الله، وهو في الحقيقة نصرة للباطل، بل نصرة لمذهب المرجئة المحدث، والشيخ الألباني بريء منه..

وقد ظن بعض المشايخ الفضلاء - كما كنت أظن ذلك قبل عدة سنوات وناظرت عليه والله يعفو عني مع أني كنت أصرح بتكفير تارك عمل الجوارح طول عمري ومشواري العلمي - أن المسألة خلافية بين السلف، وأن من السلف من يصحح إيمان من يترك عمل الجوارح بالكلية ويصر على ذلك ويعتقد أنه مسلم فاسق ..

وهذا غلط على السلف، بل قام إجماعهم على تكفير تارك عمل الجوارح..

لذلك فمن يقول بأن تارك عمل الجوارح بالكلية مع القدرة والتمكن بأنه مسلم فاسق ، فقوله قول المرجئة، ويرد عليه هذا الباطل، ولا يجوز الدفاع عن هذا القول ولا التبرير له..."اهـ

ابو الحارث مهدي
2011-06-08, 13:01
رسالة إلى الأخ الحبيب: أبي زيد الجزائري – وفقني الله وإياه لكل خير –

السلام. عليكم ورحمة.الله وبركاته
"الدين النصيحة"
جزاك الله خيرا على هذا النصح الطيب فإن للعلم رحم لابدّ من وصلها
ولكن لي مع كلماتك الطيبة بعض الوقفات لو كنت تسمح بذلك
أولاً:

`- قولك أني أطعن في أهل العلم، وذلك في العنوان المشار إليه بقولي: "كلام أهل العلم وليس قول أهل الزيغ"

لو قرأتَ السياق والسباق واللحاق لما أسأت بي الظن - حفظك الله –
فالشيخ الفوزان- أعلى الله قدره - لمـَّا سُئِلَ السؤال الثاني عشر:
هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعضعلى أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان .. كحديث(لم يعملوا خيراً قط ) وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث ؛ فكيف الجواب على ذلك؟

الجواب :


هذا من الاستدلال بالمتشابه ، هذه طريقة أهل الزيغ ؟؟؟؟

فقلتُ تعليقا على جوابه في وصفه لمن أستدل بحديث الشفاعة "لم يعملوا خيراً قط"
قوله : "هذه طريقة أهل الزيغ"
فأردتُ أن أُبين بأن هؤلاء علماء أجلاء لهم قدم راسخ في العلم، وليسوا كما وصف طريقتهم - ولا أقول وصفهم - الشيخ الفوزان - حفظه الله - بأنها : " طريقة أهل الزيغ"
فَفَهِمَ الأخ الفاضل: أبو زيد – ولا أدري كيف - أنِّي أهمز أو أغمر أو ربما أطعن في العلماء الذين يكفرون تارك أعمال الجوارح، فَقَلَبَ ليَّ ظهر المجن، فَأَنَا في مقام الدفاع عن بعض العلماء، فَصِرتُ أطعن في العلماء!!
ولو سلَّمْتُ لك قولك - أخانا أبا زيد – لَحَارَ هذا الإتهام إلى الشيخ الفوزان، لأنه هو من قال ما قال-كما سبق-
ومع ذلك فالشيخ برئ من الطعن على كل حال، وإن كان ذلك لازم قوله؛ " ولازم القول ليس بقول "
ثمّ مَنْ أَنَا ؟ حتى تكونَ عندي جرأة في الطعن بالعلماء - وأي علماء – خيرة السلف وصفوتهم، ممن لهم الحظ الوافر في ميراث النبوة، أتُراك تَراني من الرافضة المناجيس؛ قبَّحهم الله حيثُ ما حلّوا أو ارتحلوا ؟
أم من الخوارج المارقين الذين يستحلون الطعن في الأعراض بالتكفير ثم يستحلون الدماء والأموال ؟
فوالله وبالله وتالله أن علماء السلف ومن تبعهم بإحسان لأحبُّ إليَّ من والدي الذي كان سبباً في وجودي على هذه المعمورة،
أولئك آبائي فجئني بمثلهمُ ... إذا فرَّقتنا يا أبازيدُ المحافلُ

ولا مانع أن أتمثّلَ - متسلياً - بما قاله الشاعر
غيري جنا وأنا المعذّبُ فيكمُ وكأنَّني سبَّابةُ الـمُتَنَدِّمِ

ثانيا:
+ - قولك: أني أنقل عن المخالفين لأهل السنة، مثل: النووي والحافظ ابن حجر و-كذا- الزركشي- رحمهم الله-

"ثم إنك تنقل عن ابن حجر و النووي و هما إمامان جليلان و لكن ليسا ممن يرجع إلى كلامهما في تقرير العقيدة السلفية لأنهما تأثرا بالأشاعرة في الباب"
ولو قُلتَ: "....لأنهما تأثرا بالأشاعرة في باب الصفات" لكان لقولك وجه .
ولا أدري لماذا لم تذكر "سلطان العلماء العز بن عبد السلام، والإمام ابن حزم -رحمهما الله-مع أن الأول عنده تمشعر ونزعة صوفية، والثاني في الأسماء والصفات عنده تأويل !؟
ومع ذلك فشيخ الإسلام قد أثنى على الإمام ابن حزم في مسائل الإيمان والقدر ونحو ذلك، فقال:
« وكذلك أبو محمد ابن حزم فيما صنفه من الملل والنحل إنما يُستحمد بموافقة السنة والحديث، مثلما ذكره في مسائل «القدر» و«الإرجاء» ونحو ذلك …» "مجموع الفتاوى"( 4/ 18)
وبحكم أن البحث مازال متواصلاً - إن شاء الله -، كنت أودُّ أن أذكر هذا التنبيه، لكنكَ عجّلتَ عليَّ
^ - ومما ينبغي التنبيه عليه: أنّه قد ترد نقولات عن بعض العلماء، ممن وقع في التصوف أو التمشعر في باب الأسماء والصفات ـ أو غيره ـ، ومع أنّهم لا يقرّون على ما وقعوا فيه من مخالفة منهج أهل السنة في هذه الأبواب؛ إلا أنّ هذا الأمر - وحده - لا يكفي لرد جميع أقوالهم، مما كانوا فيه على الحق في مسائل الإيمان، وهذه طريقة مسلوكة، وجادة مسكوكة سنّها العلماء الربانيون من قبل، وأشار إليها شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ ـ الإمام ـ، في أكثر من مقام، منها ما قاله ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (5/101 ) :«ولْيَعلم السائلُ أنّ الغرض من هذا الجواب ذِكرُ ألفاظ بعض الأئمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب؛ وليس كلّ من ذكرنا شيئاً من قوله - من المتكلمين وغيرهم - يقول بجميع ما نقوله في هذا الباب وغيره؛ ولكنّ الحق يُقبل من كلّ من تكلم به، وكان معاذ بن جبل –رضي الله عنه- في كلامه المشهور عنه؛ الذي رواه أبو داود في «سننه » يقول: اقبلوا الحق من كلّ من جاء به؛ وإنْ كان كافراً -أو قال: فاجراً -».
كما أنّ الكثيرين مِن أولئك كانوا ينقلون مذهب أصحاب الحديث، لا أقوالهم الخاصة بهم، وبذا فإنّ في رد أقوالهم جملة -بسبب بدعتهم- ردّاً لمذهب أصحاب الحديث معهم، كما أنّه يجب على المخالف أنْ يُنبِّهَ على ما خالفوا فيه أهلَ السنة في مسائل الإيمان، مبيّناً ذلك بالتفصيل لا بالتخرُّصِ والتّقويل، أما أنْ يُقال ـ مثلاً ـ رداً لأقوالهم ـ: إنّ ابن حزم، أو البيهقي، أو النووي، أو القرطبي أو العز بن عبد السلام أو ابن حجر-رحمهم الله- يوافقون الأشاعرة في تأويل بعض الصفات!
فيقال: ما موافقاتُهم لهم في مسائل الإيمان وهم يقولون بالاستثناء والزيادة والنقصان، وأنّ الإيمان شُعَبٌ وأجزاء، وذهاب بعضه لا يستلزم ذهاب كله، أم أنّ التمشعر في مسائل الإيمان ـ عند المخالفين ـ شُعَبٌ وأجزاء؟!
- ومع ذلك أنا لم أذكر ما خالفوا فيه أهل السنة في باب الاعتقاد أو بالأحرى مسائل الإيمان، إنما ذكرت ما وافقوا فيه أهل السنة،
فَتَنَبَّهْ لِهَذَا الفَارِق - وفَّقَكَ اللهُ –
قال شيخ الإسلام -رحمه الله - في "منهاج السنة" (2/342 ـــ343): (واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم،وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني -فضلاً عن رافضي- قولاً فيه حق؛ أن نتركه، أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل، دون ما فيه من الحق..)إلى أن قال(ولهذا لم نرد ما تقوله المعتزلة والرافضة من حق، بل قبلناه...).اﻫ
وقال شيخ الإسلام- أيضًا -كما في "مجموع الفتاوى" (10/82): (والصواب: الإقرار بما فيها -يعني طريقة الصوفية- وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة، والإنكار لما فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة...).اﻫ
#- قال ابن القيم -رحمه الله-في "طريق الهجرتين"(386-387)( ولولا أن المقصود ذِكرُ الطبقات لذكرنا ما لِهذِهِ المذاهب وما عليها ،وبيَّينَّا تناقضَ أهلها وما وَافقُوا فيه الحقَّ وما خالفوه، بالعلم والعدل لا بالجهل والظلم، فإنَّ كلَّ طائفة منها معها حق وباطل! فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق وردِّ قالوه من الباطل، ومن فَتَحَ اللهُ لَهُ بهذا الطريق، فقد فُتِحَ له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيهما الأسباب، والله المستعـــان)).
وقال-رحمه الله- في"الصواعق المرسلة"(2/516): (( فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق )).
وهذا أيضًا ما قرره العلامة السعدي في تفسير سورة المائدة الآية (8) فقد قال رحمه الله -: "﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ أي لا يحملنكم بُغْضُ قوم على أن لا تعدلوا، كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم؛ فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم؛ فاشهدوا له، ولو كان كافرًا أو مبتدعًا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق، لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق" ، "تيسير الكريم الرحمن".
قلتُ- العبد الضعيف-: وهذا الكلام المنقول عن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ،- رحمة الله عليهما- ليس على إطلاقه لمن هبَّ ودبَّ من عامة المسلمين، إنما هو خــــاص بالعلماء أو لمن أذنوا له من طلاب العلم أن ينظر في كتب الطوائف الأخرى ؛ ممن لهم تشبع بالعلم الشرعي الصحيح، ويملكون آلة التمييز إمَّا للرد عليها أو تمييز صوابها من خطئها، فحينئذٍ يُقبل الحق ويُردُّ الباطل ،وهذا ما كان عليه السلف الصــــالح من قبول ما عند الطوائف الأخرى من الـــحق ورد ما عندهم من باطل، ففي هذا الحال الموالي منها والمعادي سواء ،لأنَّ من تكلم بالحق يُقبل قولُهُ ولا يُردُّ ولو كان مُعَادياً، ويُردُّ الباطل على من تكلم به ولو كان موالياً ؛كما يُروى مرفوعاً ولا يثبت ( الحِكْمَةُ ضـــــَــالَةُ المُؤْمِنِ، أَيْنَمَا وَجَدَهَا فَـــــــهُوَ أَحَقُّ بِأَخْذِهَا ) .
ولا يزال هذا المنهج العلمي السديد يسري في رحاب أهل العلم وطلابه، حتى جاء
(المنهج الحدادي النجس)
الذي هو أشبه بالخوارج والرافضة مع الصحابة الكرام، حيث لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، فأنقلبت الموازين عند بعض الشباب، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
_ - وأمَّا تعقيبكَ على كلام الزركشي:قال الحافظ:«قرأت في «تنقيح»الزركشي: أن المراد بالخير المنفي: ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين ـ
كما تدل عليه بقية الأحاديث »
فقلتَ: بالله عليك ألا تعلم أن في هذا الكلام نص على أن من ترك عمل القلب لم يكفر و هذا هو عين كلام أهل الإرجاء .معنى ذلك أنكَ –وفقني الله وإياك- لا تُفرِّق بين مجرد التلفظ بالشهادتين، وبين أصل الإقرار بالشهادتين ، فكلامك صوابٌ مع الأول خطأٌ مع الثاني،
ففي «مجموع الفتاوى» (7 / 637 ـ 638 )، قال شيخ الإسلام-رحمه الله- :
«وأما (الإيمان بالرسول ) فهو المهم، إذ لا يتم الإيمان بالله بدون الإيمان به، ولا تحصل النجاة والسعادة بدونه، إذ هو الطريق إلى الله ـ سبحانه ـ، ولهذا كان ركنا الإسلام : «أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله».
ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار، لا مجرد التصديق، والإقرار ضمن قول القلب الذي هو التصديق، وعمل القلب الذي هو الانقياد تصديق الرسول فيما أخبر، والانقياد له فيما أمر، كما أن الإقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة له، فالنفاق يقع كثيراً في حق الرسول، وهو أكثر ما ذكره الله في القرآن من نفاق المنافقين في حياته، والكفر هو عدم الإيمان سواء كان معه تكذيب أو استكبار أو إباء أو إعراض، فمن لم يحصل في قلبه التصديق والانقياد فهو كافر».
ولماذا لم تتعقَّب ابن القيم فيما نقلتهُ عنه؛ في شرحه لحديث الشفاعة من "حادي الارواح" ، أم أنَّ ابن القيّم –رحمه الله- صعب المرتقى، أم هو الانتقاء والتشهي؟ أنبؤونا بعلم إن كنتم صادقين.
- قُلتَ :وأما حديث الشفاعة و نحوه، فراجع تفسيرات العلماء له ؟ وأمافهمك فلا يلزمك إلا أنت؟
معذرةً أخي لو قُلتُ لك هذا تحامل - عفاك الله منه- لَـمَا أخطأتُ، وهل وجدتَ أني ذكرتُ تفسيرات أدعياء العلم ! حتى تقول: راجع تفسيرات العلماء، وعلى نحو أسلوبك أُلزمكَ بأنك ترفض وترد كلام العلماء الذين سبق شرحهم- أو تفسيرهم على حد تعبيرك- لحديث الشفاعة العظيم، أَمْ أن القرطبي والحافظ ابن عبد البر وشيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب الحنبلي والحافظ ابن كثير والصنعاني ومحمد خليل هراس و الألباني –رحمهم الله جميعا- ليسوا عندك بعلماء ؟، ومع ذلك فأنا لا ألزمك بهذا الإلزام، لأني أعرف قناعتك بما تنصره من قول، وهو قول لأهل الحق من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، والقائلون به على العين والرأس -كما يقال-.
وأنا لا أستنكِرُ عليكَ ، وإنما أستنكر عليك اسْتِنْكَارَكَ عَلَيّ.

- وأمافهمك فلا يلزمك إلا أنت؟
ليس لي فهم مستقل ! إنما أنا مقتدٍ ومتبع، "وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغ"، والعهدة على قائله وباديه لا على ناقله وحاكيه، وفي مقابل هذه من الطرف الآخر يقال: "ومُبلِّغَ الكفر ليس بكافر"، وأرجو أن تكون قد فهمتني




- قُلتَ : وراجع ما جاء في تفسيرها عن السلف وأما تفسير الخلف لها فلا عبرة به إن خالف السلف
هذا توجيه سديد-جزاك الله خيراً- لكنَّكَ لم تصبر عليَّ حتى أكمل النقل عن أهل العلم من السلف وأتباع السلف
فالبحث ما زال - بحول الله –متتابعاً ، أما قولك: وأما تفسير الخلف لها فلا عبرة به إن خالف السلفنعم لا عبرة به ولا كرامة، ومع ذلك أَحببتُ أن أفهمَ مقصودكَ بالسلف ؟
إن كان المراد به مجرد الأسبقية في الزمن، فلا أظنك تقصد أبا حنيفة أو شيخه حماد بن أبي سليمان- رحمهما الله-
فضلا عن أنك تقصد من خرجوا على عثمان ومن بَعْدِهِ على عليّ ومن معه من الصحابة- رضي الله عنهم جميعاً-
أو غيرهم من أهل الأهواء والبدعة، وأنا على يقين تام أنكَ لا تقصد ذلك، فلماذا إذاً ذكرتَ : تفسير الخلف لا عبرة به، مع أني ذكرتُ تفسير علماء سلفيين، كالحافظ ابن عبد البر وشيخ الإسلام وتلميذه وابن كثير وابن رجب.....أم أن َّ هؤلاء ليسوا عندك من علماء السلف -وإن تأخر بهم الزمن- ؟
والطلب الذي أطلبه من أخي أبي زيد – أطال الله في عمره بخير-هو أنْ يأتينا بشرح لحديث الشفاعة العظيم لأحدٍ من علماء السلف على مدار التاريخ، يخالف الذي نقلته سابقاً، لكن بشرطٍ واحدٍ فقط !، وهو ألا يكون من المعاصرين، وإنَّا لـمنتظرون.
`- أما ما نقلته عن الشيخ الألباني -رحمه الله-فهو كلام حق، لا مرية فيه، لكن هناك نقطتان:
1- أنَّ هذا القول: بأنه لا يُتصور أو أنها إلى الخيال أقرب
فعدم التجويز العقلي لا يقدح في الدليل الشرعي، هذا بالنسبة لنا نحن معاشر البشر، أما إذا تعلق الأمر بعلاّم الغيوب فالأمر مختلف، لا يحتاج إلى مزيد بيان للفرق بين معرفة العبد العاجز القاصر الساهي الناسي، وبين من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ومن جهة أخرى .........(تتمتها في المشاركة اللاحقة)
2- إذا كان الامام الالباني -رحمه الله - لايقول بهذا القول فلماذا هذه الحملة الشرسة التي ما تركت سلفيا إلا قضَّت مضجعه، وإلا أين كنتَ حينها ؟
لعلك تَذكرُ انتقادك - السابق - حيثُ ذكرتَ أني أخلط بين مسألة ترك الصلاة ومسألة تارك أعمال الجوارح
لكن في الحقيقة كنتُ أعي ما أقول - وإن حسنتُ الظّن بنفسي- وذلك أن الامام الالباني لـمَّا رجَّح عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلاً - لا جحوداً - خلا فا لما عليه علماء المملكة، طالعنا الدكتور الناصح بكتاب مشؤوم عنوانه "ظاهرة الارجاء في الفكر الاسلامي".......... ( التتمة في المشاركة رقم :64)

ابو الحارث مهدي
2011-06-08, 13:21
تتمة الرسالة إلى الأخ الحبيب: أبي زيد الجزائري – وفقني الله وإياه لكل خير –

قول بعض علماء أهل السنة: إنّ الأقوام الذي يخرجون من النار لم يعملوا خيراً قط، لا يتصادم مع نقل ولا عقل، فربنا ـ تعالى ـ الجواد الكريم ينجي أولئك الذين لم يعملوا خيراً قط، ويثيبهم على ما في قلوبهم؛ مما يزن مثقال الذرة أو أدنى من ذلك. وتصوُّرُ هذا المقدارِ مع عدم تحريك الجوارح - كما ثبت في النصوص الصحيحة - أمرٌ لا غرابة فيه، وقد أعجبنا في تقريب تصوُّر هذه الحالة وتصويرها ما قاله الدكتور الحوالي ـ عافاه الله ظاهراً وباطناً، وغفر له على مُخالفته ـ في كتابه «ظاهرة الإرجاء» (2/ 529 )ـ وهو من هو! ـ حيث قال:
« ولهذا تحصل حالة شاذة خفية؛ وهي أن يضعف إيمان القلب ضعفاً لا يبقى معه قدرة على تحريك الجوارح لعمل خير، مثله مثل المريض الفاقد للحركة والإحساس، إلا أن في قلبه نبضاً لا يستطيع الأطباء معه الحكم بوفاته ـ مع أنه ميؤوس من شفائهِ؛ فهو ظاهراً في حكم الميت، وباطناً لديه القدر الضئيل من الحياة الذي لا حركة معه، وهذه هي حالة الجهنميين الذين يخرجهم الله من النار، مع أنهم لم يعملوا خيراً قط...».
ولو تأمل هذا الرجل ما خطّته يداه ـ ها هنا ـ لكان ذلك كافياً لهدم كتابه كله، فهل يعقل ذلك المقلدون له، الفرحون لكتابه؟
ولا يظنَنَّ عاقل أنّ القول بتحريم الخلود في النار لتارك الأعمال شهادة له بأنه صاحب إيمان حقيقي أو تصديق قوي وكامل، ألم يعلموا أنّ التصديق والإيمان بالقلب قد يكون ضعيفاً ذاوياً كما ذكر ابن رجب في «شرح كتاب الإيمان» (134 ):
«فجعل قتادة: الإسلام الكلمة، وهي أصل الدين، والإيمان ما قام بالقلوب من تحقيق التصديق بالغيب، فهؤلاء القوم لم يحققوا الإيمان في قلوبهم، وإنّما دخل في قلوبهم تصديق ضعيف بحيث صحّ به إسلامهم،
ويدل عليه قوله تعالى: ( وإن تطيعوا الله ورسوله لا يَلِتكم من أعمالكم شيئاً ) [الحجرات : 14]».
وكما قال الحَليميّ ـ رحمه الله ـ:
ووجه هذا أنْ يكون في قلب واحد توحيد، ليس معه خوف غالب على القلب فيردع، ولا رجاء حاضر له فيطمع، بل يكون صاحبه ساهياً قد أذهلته الدنيا عن الآخرة.... فإذا كان ذلك خفّ وزنه وإذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.
ولـه وجه آخر وهو أنْ يكون إيمان واحد في أدنى مراتب اليقين حتى إنْ تشكك تشكك ».
وقد يستشكل مستشكلٌ دخولَ الجنّة بدون العمل؟
فيقال: إنّ دخول الجنّة لمن لم يعمل خيّراً قط، هو من باب الإحسان من الخالق، بخلاف دخول النّار الذي لا بدّ فيه من العصيان من المخلوق.
وشبيه هذا ما قاله شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (16 /47 ):
«وأمّا الجنّة فإنّ الله ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة، فبيّن أنّ الجنّة لا يضيّقها ـ سبحانه ـ، بل ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنّة، لأنّ الله يدخل الجنّة من لم يعمل خيراً ؛ لأنّ ذلك من باب الإحسان، وأمّا العذاب بالنّار فلا يكون إلا لمن عصى، فلا يعذب أحداً بغير ذنب. والله أعلم».
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (( تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين و المتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله عز وجل، للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا آخر ))
صحيح البخاري برقم (4850).
وفي روايه : (( ...ويبقى في الجنة فضول فينشئ الله لها خلقا آخر، فيدخلهم إياها ))


فالقول ـ إذاً ـ بالخروج من النّار لتارك العمل ـ إحساناً ـ من المنّان، ليس بكذب، ولا بهتان.

(( اللهمَّ اجعلنا من أهل الجنَّة ، جنَّات الفردوس الأعلى
بمنِّك وكرمك يا أرحم الراحمين ))

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 00:01
تتمة البحث

ومن الله نستمد العون



كما سبق ـ قبلُ ـ أن أدنى الإسلام المُنْجي من الخلود في النار: وجود أصل الإيمان الذي هو إيمان القلب وقول اللسان، وبذلك فإنّ حكم الكفر لا يثبت ـ من حيث التركُ ـ اتفاقاً ـ إلا بترك أصل الإيمان، أما ترك المباني الأربعة أو بعضها ـ بعضاً أو كلاً ـ فبحسب الخلاف السُّنِّي المُعْتَبَر الوارد فيها :


1 ـ قال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 302): «وقد اتّفق المسلمون على أنّه مَن لم يأتِ بالشهادتين فهو كافر، وأمّا الأعمال الأربعة : فاختلفوا في تكفير تاركها ثم ذكر أقوالاً... «رابعة: لا يكفر إلا بترك الصلاة...»


وخامسة: لا يكفر بترك شيء منهن. وهذه أقوال معروفة للسلف».


وسيأتي لاحقاً معنى قوله :«شيء منهن»، وقوله «لا يكفر إلا بترك الصلاة» : معناه: أنّ ترك كل ما سواها ليس بكفر، ومن المعلوم أنّ حكم تارك الصلاة مختلفٌ فيه بين السلف، فمن لم يكفر منهم تاركها فمن باب أولى أن لا يكفر تارك سواها.


وقد قرّر ذلك المعنى تلميذه الإمام محمد بن عبد الهادي ـ رحمه الله ـ في «العقود الدرية» (ص98) موافقاً عليه، بقولهِ :«والكفر إنما يثبت إذا عدم الشكر بالكلية.كما قال أهل السنة: إنّ من ترك فروع الإيمان لا يكون كافراً، حتى يترك أصل الإيمان، وهو الاعتقاد ».


وأكّد شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ ما قاله ـ هنا ـ مرّة أخرى في «الفتاوى» (15 /283): «والكفر اسم جامع لكل ما يبغضه الله وينهى عنه، وإن كان لا يكفر العبد إذا كان معه أصل الإيمان وبعض فروع الكفر من المعاصي، كما لا يكون مؤمناً إذا كان معه أصل الكفر وبعض فروع الإيمان».


فما المانع للكفر والموجب له ؟ وما المانع للإيمان والموجب لمطلقه؟


أليس أصل هذا وذاك؟ ولعلّه بعد هذا ـ أخيراً ـ يُمَيَّزُ بين أصل الإيمان وفرعه!!


وسئل ـ رحمه الله ـ في (35 /105) ـ من «مجموع الفتاوى» حولَ واقعةٍ عملية ـ لا نظرية! ـ عن رجل قال :أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله ولم يصلّ، ولم يقم بشيء من الفرائض....


فأجاب: «الحمد لله، إنّ من لم يعتقد وجوب الصلوات الخمس والزكاة المفروضة، وصيام شهر رمضان... فهو كافر مرتد، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل باتفاق أئمة المسلمين، ولا يُغْني عنه التكلم بالشهادتين.


وإن قال: أنا أقرّ بوجوب ذلك عليّ، وأعلم أنّه فرض، وأنّ من تركه كان مستحقاً لذمّ الله وعقابه ؛ لكني لا أفعل ذلك : فهذا ـ أيضاً ـ مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة باتفاق المسلمين، ويجب أن يصلي الصلوات الخمس باتفاق العلماء.


وأكثر العلماء يقولون: يؤمر بالصلاة؛ فإن لم يصلّ وإلا قُتل، (فإذا أصرّ على الجحود ) حتى قتل كان كافراً باتفاق الأئمة؛ لا يغسّل ولا يصلّى عليه؛ ولا يدفن في مقابر المسلمين.


ومن قال: إنّ كل من تكلم بالشهادتين، ولم يؤدّ الفرائض، ولم يجتنب المحارم: يدخل الجنّة، ولا يعذبأحد منهم بالنّار: فهو كافر مرتد ».


فانظروا ـ يا عباد الله ـ متى يكون الكفر والردة، ومتى يكون استحقاق الذمّ والعقاب ـ فقط ـ، وانظروا إلى المواضع التي ذكر فيها الإمام: الاتفاق، لتنجو من الاختلاف والاختلاق، ويكفي ما أحدثتموه في الأمّة من الفُرْقة والافتراق!


ففرقٌ بين من ينفي الخلود في النار إذا تُركت أعمال الجوارح ـ فقط ـ، مع وجود أصل الإيمان، وبين من ينفي أصل دخولها؛ فالإرجاء في الثاني لا في الأول. فتنبه رحمك الله


وهذا ما قرره شيخ الإسلام في الفتاوى (35 /202 ـ 203) عندما سئل عن حديث «من قال : لا إله إلا الله دخل الجنّة» فأجاب: «من اعتقد أنّه بمجرد تلفّظ الإنسان بهذه الكلمة يدخل الجنة ولا يدخل النار بحال فهو ضالّ، مخالف للكتاب والسنّة وإجماع المؤمنين.... ولكن إن قال: لا إله إلا الله خالصاً صادقاً من قلبه ومات على ذلك فإنّه لا يخلد في النّار؛ إذ لا يخلد في النّار من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان» فجعل ـ رحمه الله ـ نفي الخلود مُتعلقَاً بأصل الإيمان ـ قولاً وقلباً ـ؛ فتأمل.


وبعد كل ما سبق يأتي بعض الناس ـ يخلط ـ موقعاً الإجماع على اتهام وتضليل من قال باستحقاق العذاب مع ترك الأعمال!!


2 ـ قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في «الفصل والنحل» (3 /181):


«فأما الإيمان الذي يكون الكفر ضداً له فهو العقد في القلب و الإقرار باللسان؛ فإن الكفر ضدٌّ لهذا الإيمان»


وقد يقع هذا الكفر – بنوعيه- على كل الجوارح بنوعيه؛ كفراً عملياً أكبر ... .


4 ـ قال الإمام البيهقي في كتاب «الاعتقاد» (ص95): «ذهب أكثر أصحاب الحديث إلى أن اسم الإيمان يجمع الطاعات فرضها ونفلها وأنها على ثلاثة أقسام: فقسم يكفر بتركه: وهو اعتقاد ما يجب اعتقاده والإقرار بما اعتقده».


5 ـ قال ابن عبد البر في «التمهيد» (23 /290) عند شرحه حديث: «خمس صلوات في اليوم والليلة» قال: «وفيه دليلٌ على أنّ من لم يصلّ من المسلمين في مشيئة الله إذا كان موحّداً مؤمناً بما جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم- مصدقاً مقرّاً وإنْ لم يعمل، وهذا يردّ قول المعتزلة والخوارج بأسرها؛ ألا ترى أن المقرّ بالإسلام في حين دخوله فيه يكون مسلماً قبل الدخول في عملالصلاة وصوم رمضان بإقراره وعقده نيته، فمن جهة النظر لا يجب أن يكون كافراً إلا برفع ما كان به مسلماً وهو: الجحود لما كان أقرّ به واعتقده، والله أعلم».

يتبع إن شاء الله

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 02:03
ظنَّ بعض الناس أن العبارات الواردة عن أهل السنة في نفي الإيمان لترك الأعمال الظاهرة، يلزم منها ـ دائماً ـ الكفـر الأكبر والخروج من دائرة الإسلام!!


ولو انتظروا قليلاً ودققوا في عبارات أهل العلم لوجدوا أن نفي الإيمان يلزم منه - أحيانا - الكفر، وذلك إذا ترك أصل الإيمان ـ كما سبق ـ أما نفي الإيمان لذهاب الواجبات أو فعل المحرمات ـ بعضاً أو كُلاًّ ـ فهذا لا يعني ـ أبداً ـ الكفر الأكبر، لذا عبرّ عنه العلماء بنفي الكمال الواجب، لا نفي أصل الإيمان، أو بعبارة أخرى نفي الإيمان المطلق لا مطلق الإيمان.



ومثال الأول: ما قاله صاحب «تحفة الأحوذي» (6/298 ) تحت حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا اله إلا الله وأني محمد رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر».


فقال ـ رحمه الله ـ: «لا يؤمن عبد» هذا نفي الإيمان؛ أي: لا يعتبر ما عندهم من التصديق القلبي (حتى يؤمن بأربع.... )


قال القاري نقلاً عن المظهر:


المراد بهذا الحديث نفي أصل الإيمان لا نفي الكمال (1) فمن لم يؤمن بواحد من هذه الأربعة لم يكن مؤمناً».

(1) أي : الكمال الواجب.
أما مثال الثاني ـ الذي هو نفي كمال الإيمان الواجب لا أصله ـ :


1 ـ قال شيخ الإسلام (19/ 293 ) :


«وقوله }ليس البر أن تولوا وجوهكم.... أولئك الذين صدقوا{ إذا قال قائل في مثل هذا: ليس بمؤمن كامل الإيمان، أو نفى عنه كمال الإيمان الواجب لا أصله ، فالمراد به كمال الإيمان الواجب ليس بكمال الإيمان المستحب ـ».



وقال ـ رحمه الله ـ (12/478 ): «وقولـه –صلى الله عليه وسلم- : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن....» فنفى عنه الإيمان الواجب الذي يستحق به الجنة، ولا يستلزم ذلك نفي أصل الإيمان ـ ».



2 ـ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «بدائع الفوائد» (4/ 17 ): عند قولـه تعالى: }قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا { فقال ـ رحمه الله ـ: «نفياً للإيمان المطلق لا لمطلق الإيمان ».



3 ـ وقال الحافظ ـ رحمه الله ـ في «الفتح» (12/ 115 ): «لا يزني الزاني وهو مؤمن»، وقد روي (2) عن أبي جعفر - يعني الباقر - أنه قال - في هذا -: "خرج من الإيمان إلى الإسلام": يعني أنه جعل الإيمان أخصّ من الإسلام، فإذا خرج من الإيمان بقي في الإسلام، وهذا يوافق قول الجمهور:


أن المراد بالإيمان هنا كماله لا أصله والله أعلم».

(2) رواه الخلال في «السنة» (1083) وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (418).

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 02:34
توهَّم بعضهم أنَّ ذكر العمل مع الإيمان، من باب أنَّ الإيمان لا يصحُّ إلا بعمل الجوارح، واستدلوا على ذلك بالآيات والأحاديث التي قُرن فيها العمل مع الإيمان! ولكن ـ للأسف ـ غاب عنهم أن اقتران الأعمال بالإيمان هو من باب ثبوت اسم الإيمان المطلق، أو الواجب، الذي يمدح صاحبه به، ويثاب عليه بدخول الجنة بلا عذاب، بمعنى : أن تحقيق الوعد لدخول الجنة بلا عذاب عُلق في القرآن باسم الإيمان المطلق الذي لا يكون إلا بالأعمال الصالحة، ولم يعلَّق بالإسلام الذي قد يثبت لصاحبه ظاهراً بالشهادتين ممّا لا يعطيه اسم الإيمان الواجب أو المطلق الذي به يستحق الوعد بدخول الجنة بلا عذاب. فليس كل من أتى بالإسلام الواجب يقال فيـه أتى بالإيمـان الواجـب ـ الموجب له الوعد ـ؛ كما بين ذلك شيخ الإسـلام ـ رحمه الله ـ في:
أ ـ «الفتاوى» (7/ 260 ) قائلاً: «والوعد الذي في القرآن بالجنّة، وبالنجاة من العذاب إنما هو مُعَلَقٌ باسم الإيمان ، وأما اسم الإسلام مجرداً فما عُلق به في القرآن دخول الجنة، لكنه فرضه ،وأخبر أنه دينه الذي لا يقبل من أحد سواه... وأما الإسلام المطلق المجرد فليس في كتاب الله تعليق دخول الجنة به، كما علق دخول الجنة بالإيمان المطلق المجرد».
ب ـ وقال ـ أيضاً ـ في «الفتاوى» (7/ 423 ):
«وأما من كان معه أول الإيمان، فهذا يصح منه، لأن معه إقراره في الباطن بوجوب ما أوجبه الرسول، وتحريم ما حرمه وهذا سبب الصحة ؛ وأما كماله فيتعلق به خطاب الوعد بالجنة والنصرة والسلامة من النار فإن هذا الوعد إنما هو لمن فعل المأمور وترك المحظور ».
ج ـ وقال ـ رحمه الله ـ في«الفتاوى» (7/ 181 ):
«والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلاّ على إيمان معه العمل، لا على إيمان خالٍ عن عمل، فإذا عرف أنه الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه، بل يكون نزاعاً لفظياً مع أنهم مخطئون مخالفون للكتاب والسنة وإن قالوا: إنه لا يضره ترك العمل فهذا كفر صريح...».
د ـ وقال ـ أيضاً ـ (7/ 367 ):
«وكل من أتى بالإيمان الواجب فقد أتى بالإسلام الواجب ، لكن النزاع في العكس».
1 ـ وقال الإمام ابن بطة ـ رحمه الله ـ في «الإبانة الكبرى» (2/ 650 ):
«}وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون { وهو الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، والتصديق والإقرار بما جاء من الله والتسليم لقضائه وحكمه، والرضا بقدره وهذا هو الإيمان.
ومن كان كذلك فقد استكمل الإيمان، ومن كان مؤمناً حرّم الله ماله ودمه ووجب له ما يجب على المسلمين من الأحكام. ولكن لا يستوجب ثوابه، ولا ينال الكرامة إلاّ بالعمل فيه، واستيجاد ثواب الإيمان به (والعمل به ): إتباع طاعة الله ـ تبارك وتعالى ـ في أداء الفرائض واجتناب المحارم».
3 ـ قال الإمام النووي في «شرح مسلم» (1/ 106 ): «فالمعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه الأمور الثلاثة، التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح».

ومما يَحسن أنْ يُذكر في هذا المقام ـ على إثر ما سبق من الكلام ـ أنّ الكثير من المتحمسين! لا يدركون حقيقة الخلاف الذي دار بين أهل السنّة من جهة، وعموم المرجئة ـ سوى الجهمية ومن وافقهم ـ من جهة أخرى، حتى إنّ الكثيرين منهم لا يعرف أنّ اختلاف الناس ـ عموماً ـ في هذه المسائل يندرج تحت ما يسمى (باب الأسماء والأحكام )، كما سماه أهل العلم، ومنهم شيخ الإسلام، كما قاله ـ رحمه الله ـ في ـ الفتاوى ـ (12/ 479 ):
«فهذا أصل مختصر في «مسألة الأسماء» وأما «مسألة الأحكام» وحكمه في الدار الآخرة فالذي عليه الصحابة ومن اتبعهم بإحسان، وسائر أهل السنة والجماعة: أنّه لا يخلد في النار من معه شيء من الإيمان؛ بل يخرج منها من معه مثقال حبة أو مثقال ذرة من إيمان».
وحتى يتضح الأمر على أكمل وجه فإننا مضطرّون للتّفصيل في مدلول «مسألة الأسماء» ولا بدّ أنْ نذكر ـ هنا ـ أنّ الخلاف الواقع فيها يتعلّق بما يقع عليه اسم الإيمان،- ولا يتعلق-أصالة- بحكم التارك لعمل الأركان- كما صرّح بذلك الإمام ابن أبي العزّ الحنفي في «شرح الطحاوية» (332 ) بقوله: «اختلف الناس فيما يقع عليه اسم الإيمان اختلافاً كثيراً؛ فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة ـ رحمهم الله ـ وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين إلى أنّه : تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان».
وتلتقي جميع طوائف المرجئة في إخراج الأعمال وعدم دخولها في مسمى الإيمان، كما عبّر عن ذلك كثير من أهل العلم.
قال الإمام ابن رجب في «شرح كتاب الإيمان» (210 ):
«عن شعبة، عن زيد قال : سألت أبا وائل عن المرجئة فقال : حدثني عبد الله أنّ النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر».
فهذا الحديث ردّ به أبو وائل على المرجئة الذين لا يدخلون الأعمال في الإيمان؛ فإنّ الحديث يدل على أنّ بعض الأعمال يسمى كفراً وهو قتال المسلمين، فدلّ على أنّ بعض الأعمال يسمى كفراً وبعضها يسمى إيماناً، وقد اتهم بعض فقهاء المرجئة أبا وائل في رواية هذا الحديث».
وقال ـ أيضاً ـ في «شرح كتاب الإيمان» (10 ):
«وخالف في ذلك طوائف من العلماء أهل الكوفة والبصرة وغيرهم، وأخرجوا الأعمال من الإيمان وقالوا : الإيمان : المعرفة مع القول. وحدث بعدهم من يقول : الإيمان : المعرفة خاصة، ومن يقول: الإيمان: القول خاصة».
أما دخول الأعمال في مسمى الإسلام فقد صرّح ـ رحمه الله ـ بقوله (135 ): «والنصوص الدالة على أنّ الأعمال داخلة في الإسلام كثيرة جداً».
وعامة المرجئة على دخول الأعمال في مسمى الدين (الإسلام ) ولم يخالف في ذلك إلا بعض الطوائف منهم كما بيّن ذلك بقوله (105 ):
«ومن قال : الإيمان : التصديق، والإسلام : الأعمال، فأكثرهم جعل الدين هو الإسلام وأدخل فيه الأعمال، وإنّما أخرج الأعمال من مسمى الدين بعض المرجئة ».
وإذا قيل : في أيّ البابين (الأسماء )، (الأحكام ) وقع الخلاف بين أهل السنة والمرجئة ـ عامّة ـ والفقهاء منهم ـ خاصّة ـ؟
فنقول : وسنكتفي هنا بإيراد كلام شيخ الإسلام في «الفتاوى» (12/ 484 ) : «وأما «المرجئة» : فلا تختلف نصوصه - أي : الإمام أحمد - أنّه لا يكفرهم؛ فإنّ بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع، ولهذا يسمى الكلام في مسائلهم «باب الأسماء» وهذا من نزاع الفقهاء، لكن يتعلق بأصل الدين فكان المنازِعُ فيه مبتدعاً»
فهذا من دقائق الحقائق حتى لا يكاد يدركها إلا الأفراد من الخلائق.

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 03:52
نقض دعوى الإجماع

ادِّعاؤهم إجماع أهل السنة على تكفير تارك أعمال الجوارح بالكلية، وعدم السماح بوجود الخلاف في ذلك،
وهذا الإجماع لو عكس لكان أولى بالصواب!
ويظهر هذا واضحاً من خلال أقوال أهل العلم المستفيضة ومنها :
1 ـ قال الإمام الشافعي ـ كما نقل عنه الإمام الشيرازي ـ: «الإيمان هو التصديق والإقرار والعمل، فالمخلُّ بالأول وحده منافق، وبالثاني وحده كافر، وبالثالث وحده فاسق ينجو من الخلود في النار ويدخل الجنة ». [«عمدة القاري» (1/ 175 )].
2 ـ قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في «مسائل الإمام أحمد برواية أبي الفضل صالح» (2/ 119 ) : قال :
«وسألت أبي عمن يقول : الإيمان يزيد وينقص، ما زيادته ونقصانه؟
فقال ـ أي الإمام أحمد ـ: «زيادته بالعمل ونقصانه بترك العمل مثل تركه : الصلاة والحج وأداء الفرائض ...».
وقال الإمام أحمد ـ أيضاً ـ كما في «طبقات الحنابلة» (1/ 343 ):
«... ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام شيء إلا الشرك بالله العظيم أو بردِّ فريضة من فرائض الله ـ تعالى ـ جاحداً بها؛ فإن تركها كسلاً أو تهاوناً كان في مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه».
3 ـ قال الإمام أبو جعفر الطّبري في كتابه «تهذيب الآثار» وفي (مسند عبد الله بن عبّاس ) (2/ 643 ) :
«وكان الإيمان عندنا قولاً باللسان بما يحقن به المرء دمه وعملاً بالجوارح كما يستوجب العمل به حقيقة اسم الإيمان».
وقال ـ أيضاً ـ في كتابه «التبصير في معالم الدين» (187 ) :
«قال بعضهم : الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح، فمن أتى بمعنيين من هذه المعاني الثلاث ولم يأت بالثالث فغير جائز أن يقال إنّه مؤمن، ولكن يقال له : إن كان اللذان أتى بهما المعرفة بالقلب والإقرار باللسان وهو في العمل مفرّط : فمسلم ».
وقال في (ص 196 ) : «إذا عرف وأقرّ وفرّط في العمل هو مؤمن بالله ورسوله (1) ، لا نقول مؤمن بإطلاق (2) »
. (1) أي : غير كافر. (2) أي : من الصالحين
4 ـ قال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ في «الفصل»(3/ 118 ) :
«وأمّا الإيمان الذي يكون الفسق ضدّاً له لا الكفر فهو ما كان من الأعمال فرضاً، فإنّ تركه ضدّ للعمل وهو فسق لا كفر ».
وقال ـ أيضاً ـ في كتابه «المحلّى» (1/ 45 ) :
«مسألة : ومن ضيّع الأعمال كلّها فهو مؤمن ناقص الإيمان لا يكفر».
وقال ـ أيضاً ـ في كتابه «الدرة» (ص 337 ـ 338 ) :
« إنما لم يكفر من ترك العمل، وكفر من ترك القول، لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- حكم بالكفر على من أبى مِنَ القول، وإنْ كان عالماً بصحة الإيمان بقلبه، وحكم بالخروج مِنَ النار لمن علم بقلبه وقال بلسانه، وإنْ لم يعمل خيراً قط ».
وحذار أن يقال : إن قولـه ـ رحمه الله ـ مردود لأنه متهم بالتجهم، فهذا القول يدل على تلبيس وتدليس من قائله، وذلك :
أ ـ أن هذا الاتهام قد يصدق عليه في مسائل الأسماء والصفات، ولكنه لا ينسحب على مسائل الإيمان.
ب ـ فيه هدر لتزكية شيخ الإسلام له حين قال (4/ 18 ):
«وكذلك أبو محمد ابن حزم فيما صنفه من الملل والنحل إنما يُستحمد بموافقة السنة والحديث، مثلما ذكره في مسائل «القدر» و«الإرجاء» ونحو ذلك …».
ج ـ وفيه دلالة صريحة على عدم وضوح بدعة المرجئة ـ عندهم ـ فإنهم لم يقولوا بقوله -المنقول عنه-:«فهو مؤمن ناقص الإيمان» فالإيمان عندهم كامل لا نقص فيه.
5 ـ قال الإمام البيهقي في «الاعتقاد» (ص 175 ) :
«ذهب أكثر أصحاب الحديث إلى أنّ اسم الإيمان يجمع الطاعات فرضها ونفلها، وأنّها على ثلاثة أقسام :
فقسم يكفر بتركه : وهو اعتقاد ما يجب اعتقاده والإقرار بما اعتقده.
وقسم يفسق بتركه أو يعصي ولا يكفر به إذا لم يجحده : وهو مفروض الطاعات كالصلاة والزكاة والصّيام والحج واجتناب المحارم».
وحذار ـ مرة أخرى ـ أن يقال في هذا الإمام ما قيل في الإمام ابن حزم، فإن أصرّ مُتَعَنِّتٌ وقال بما حذرناه منه فإننا سنضطر أن نقول له :
أ ـ إن في قولك إساءة لك فضلاً عن إساءتك لهذا الإمام؛ حيث أنك غير مسبوق بهذا القول، فإياك والمسألة التي ليس لك فيها إمام.
ب ـ إن البيهقي لا يقرر قوله الخاص في هذه المسألة إنما ينسب ما قاله إلى أكثر أصحاب الحديث، ولا شك أن المراد بهم هم أهل العلم من أهل السنة لا البدعة، والذي جعلنا نقطع بذلك هو قوله قبل كلامه السابق معلقاً على قوله ـ تعالى ـ: } إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجلت قلوبهم...{ الآية فقال ـ رحمه الله ـ : «فأخبر أن المؤمنين هم الذين جمعوا هذه الأعمال التي بعضها يقع في القلب وبعضها باللسان، وبعضها بهما وسائر البدن، وبعضها بهما أو أحدهما وبالمال. وفيما ذكر الله في هذه الأعمال تنبيه على ما لم يذكره، وأخبر بزيادة إيمانهم بتلاوة آياته عليهم. وفي كل ذلك دلالة على أن هذه الأعمال وما نبه بها عليه من جوامع الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وإذا قبل الزيادة قبل النقصان. وبهذه الآية ـ وما في معناها من الكتاب والسنة ـ ذهب أكثر أصحاب الحديث…».
ثم أكمل بقوله ـ رحمه الله ـ السابق الذكر.
ج ـ وبعد كل هذا فإننا لا نظن أن أحداً عنده مُسْكة عقل فضلاً عن دين يمكن أن يتجرأ ويرد كلامه ـ رحمه الله ـ تعصباً وتعنتاً لرأيه وهواه.
د ـ ولا ندري : هل يستطيع عاقل أن يخرج لنا مما قاله ـ قبل ـ أو فيما عداه ما يجعله موافقاً للإشاعرة في مسائل الإيمان أو بعضها ـ على الأقل ـ؟!
6 ـ قال ابن أبي العزّ الحنفي ـ السلفي ـ في «شرح الطحاوية» (333 ): «وقد أجمعوا على أنّه لو صدّق بقلبه وأقرّ بلسانه ـ وامتنع عن العمل بجوارحه ـ: [أنّه] عاصٍ لله ورسوله، مستحق للوعيد». امتنع = ترك
ومراده بالإجماع هنا لا يخرج عن أحد هذين الوجهين :
الأول : أن الإجماع بمعنى الأكثر أو الأغلب.
الثاني : أن الكلام مداره على العمل الذي لا يكفّر بعضُ السلف بتركه لذاته، كالمباني الأربعة مجتمعة، أو متفرقة.
7ـ قال الإمام ابن بطّال في كتابه «شرح صحيح البخاري» (1/ 57 ): «قال الطّبري : ألا ترى أنّ من وعد عدة ثمّ أنجز وعده، وحقّق بالفعل قولـه أنّه يقال : صدّق فلان قوله بفعله، فالتصديق يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح، والمعنى الذي يستحقّ به العبد الولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه المعاني الثلاثة؛ وذلك أنّه لا خلاف بين الجميع أنّه لو أقرّ وعمل على غير علم منه ومعرفة بربّه أنه لا يستحقّ اسم مؤمن ، ولو عرفه وعمل وجحد بلسانه وكذّب ما عرف من توحيد غير مستحقّ اسم مؤمن ، وكذلك لو أقرّ بالله وبرسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ ولم يعمل بالفرائض لا يسمّى مؤمناً بالإطلاق، وإن كان في كلام العرب يسمّى بالتصديق مؤمناً، فذلك غير مستحقّ ذلك في حكم الله ـ تعالى ـ، لقوله ـ عزّ وجل ـ :} إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم... أولئك هم المؤمنون حقّاً {».
فلاحظ ـ رحمك الله ـ قولـه : غير مستحقّ اسم مؤمن» متى قاله؟ وقوله : «لا يسمّى مؤمناً بإطلاق» لتصل إلى حقيقة الافتراق!!
8 ـ قال الإمام محمد بن نصر في كتابه «تعظيم قدر الصّلاة» (2/ 519 ) : «وضد الإيمان الذي هو عمل وليس هو إقراراً، كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملّة، ولكن كفر تضييع العمل».
9ـ قال القاضي أبو يعلى في كتابه «مسائل الإيمان» (4) (313) ـ عن الفاسق الملّيّ ـ : «وهو الذي وجد منه التصديق بالقلب وبالقول لكنّه ترك الطّاعات غير الصّلاة وارتكب المنكرات هل يُسمى مؤمناً أم لا؟» ثمّ قال : «ظاهر كلام أحمد ـ رحمه الله ـ أنّه يسمّى مؤمناً ناقص الإيمان، ولا يسلبه الاسم في الجملة».
قال المحقق مسعود بن عبد العزيز الخلف : «واستثنى هنا الصلاة لوجود الخلاف في تاركها عمداً من غير جحود.
للإمام أحمد قولان في تاركها : قول أنه يكفر بتركها... وقول أنه لا يكفر بتركها، وبه قال مالك والشافعي »
فنقول : إذاً؛ موضع النّزاع عند الإمام ـ في أحد أقواله ـ هو الصّلاة، لا مطلق الطّاعات.
10ـ قال الإمام أبو محمد اليمني ـ وهو من علماء القرن السادس الهجري ـ في كتابه «عقائد الثلاث والسّبعين فرقة» (5) (1/ 313 )
«وأمّا مقالة الفرقة السّابعة التي هي أهل السنّة والجماعة؛ فإنّهم قالوا: الإيمان : الإقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالجوارح وكل خصلة من خصال الطاعات المفروضة إيمان، فعلى هذا : الإيمان عندهم التصديق، وموضعه القلب المعبر عنه باللسان، وظاهر الدليل عليه بعد الإقرار شهادة الأركان، وهي ثلاثة أشياء : شهادة، اعتقاد، وعمل، فالشهادة تحقن الدم وتمنع المال، وتوجب أحكام الله، والعمل يوجب الديانة والعدالة، وهذان ظاهران يوجبان (الشريعة الظاهرة )، فأما العقيدة فإنها تظهرها الآخرة؛ لأنها خفية لا يعلمها إلاّ الله، فمن ترك العقيدة بالقلب وأظهر الشهادة فهو منافق، ومن اعتقدها بقلبه وعبّر عنها لسانه وترك العمل بالفرائض ، عصياناً منه فهو فاسق غير خارج بذلك عن إيمانه لكنّه يكون ناقصاً وتجري عليه أحكام المسلمين، إلاّ إن تركها وهو جاحد بوجوبها فهو كافر حلال الدّم ويجب قتله...».
11ـ قال الإمام العزّ بن عبد السّلام في رسالته «معنى الإيمان والإسلام» (ص20 ) : «... وهذا محمول على الإيمان بمقتضى الشهادتين لأنّ الإيمان بمقتضاها أقلّ ما يجزئ من الإيمان، ومقتضى الشهادتين أنّك تصدّق بقلبك ما تتضمّنه الشهادتان وتنطق بلسانك وتحلّ الحلال وتحرّم الحرام وتعلن إذعانك واستسلامك لهذا الدين...».
12 ـ قال شيخ الإسلام في كتابه «الصّارم المسلول» (3/ 966 ): «وكلام الله : خبر وأمر، فالخبر يستوجب تصديق المخبر، والأمر يستوجب الانقياد له والاستسلام وهو عمل في القلب، جماعه الخضوع والانقياد للأمر وإن لم يفعل المأمور به ، فإذا قوبل الخبر بالتّصديق، والأمر بالانقياد، فقد حصل أصل الإيمان في القلب».
لا تنسَ ما قاله ـ سابقاً ـ (7/ 525 ) :
«وبهذا يتبيّن أنّ الرجل قد يكون مسلماً ؛ لا مؤمناً، ولا منافقاً مطلقاً، بل يكون معه أصل الإيمان، دون حقيقته الواجبة».
إذاً؛ كان هو مسلماً بمجرد أصل الإيمان المتضمّن للشهادتين ـ كما سبق ـ من كلامه ـ رحمه الله ـ (2/ 382 ).
13ـ قال الإمام العيني في كتابه «عمدة القاري» (1/ 175 ) :
«الإيمان في كلام الشّارع قد جاء بمعنى أصل الإيمان؛ وهو الذي لا يعتبر في كونه مقروناً بالعمل، كما في قوله –صلى الله عليه وسلم-
«الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله...».
وقد جاء بمعنى الإيمان الكامل، وهو المقرون بالعمل كما في حديث وفد عبد القيس : «أتدرون ما الإيمان بالله وحده... شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزكّاة...» الحديث... فإنّ الإيمان المنجّي من دخول النّار هو الثّاني باتّفاق جميع المسلمين، والإيمان المنجّي من الخلود في النّار هو الأوّل باتّفاق أهل السنّة، خلافاً للمعتزلة والخوارج... فالحاصل أنّ السّلف والشافعيّ إنّما جعلوا العمل ركناً من الإيمان بالمعنى الثّاني دون الأوّل، وحكموا مع فوات العمل ببقاء الإيمان بالمعنى الأوّل، وبأنّه ينجو من النّار باعتبار وجوده، وإن فات الثّاني».
14ـ قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني ـ المتوفى سنة (553هـ ) ـ في كتابه «الحجة في بيان المحجة،وشرح عقيدة أهل السنة» (1/ 406 ) : «الإيمان والإسلام اسمان لمعنيين : فالإسلام : عبارة عن الشّهادتين مع التّصديق بالقلب.
والإيمان : عبارة عن جميع الطّاعات؛ خلافاً لمن قال : الإسلام والإيمان سواء إذا حصلت معه الطمأنينة.
والدّليل على الفرق بينهما : قوله ـ تعالى ـ : {إنّ المسلمين والمسّلمات والمؤمنين والمؤمنات} ؛ عطف الإيمان على الإسلام، والشيء لا يعطف على نفسه، فعلم أنّ الإيمان معنى زائد على الإسلام... وقد ذكرنا أن الإيمان عبارة عن جميع الطاعات، والإسلام عبارة عن الشهادتين مع طمأنينة القلب، وإذا كان كذلك وجب الفرق بينهما».
وكان قد قال ـ قبل ـ مؤصّلاً (1/ 403 ) :
«الإيمان ـ في الشّرع ـ عبارة عن : جميع الطّاعات؛ الباطنة والظاهرة.
وقالت الأشعرية : الإيمان هو التّصديق، والأفعال والأقوال من شرائعه، لا من نفس الإيمان!
وفائدة هذا الاختلاف : أنّ من أخلّ بالأفعال، وارتكب المنهيّات لا يتناولـه اسم مؤمن (على الإطلاق )، فيقال : هو ناقص الإيمان لأنّه قد أخلّ ببعضه، وعندهم يتناوله الاسم (على الإطلاق )؛ لأنّه عبارة عن التّصديق، وقد أتى به».
15ـ قال ابن كثير في ـ تفسيره ـ (1/ 50 ) :
«قال الشافعي : إنما منع رسول الله من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأن ما يظهرونه يجبّ ما قبله، ويؤيد هذا قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في الحديث المجمع على صحته في «الصحيحين» وغيرهما : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلاّ الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأمولهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله ـ عز وجل ـ « ومعنى هذا : أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهراً، فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدار الآخرة، وإن لم يعتقدها لم ينفعه جريان الحكم عليه في الدنيا ».

والآن حان موعد آذان : الصبح
بمدينة حاسي مسعود


فتأهبوا للصلاة – يرحمكم الله -


يتبع إن شاء الله

ابوزيدالجزائري
2011-06-09, 17:36
أخ أبو الحارث بارك الله فيك فيما يخص التنبيه الأول فقد حذفت كلامي لما تنبهت لسياقه و شكرا على التنبيه .
ثانيا :ذكرت سفر الحوالي و الحملة على العلامة الألباني و ليكن في علمك أني من المجلين للألباني و أما سفر فلم أقرأ له يوما و لا لأمثاله و لا أرتضي كلامه في الألباني حتى و لو فرضنا أن الألباني أخطأ في المسألة -لأن خطأ العالم مغتفر في بحار حسناته-فكيف و هو موافق لأهل السنة فيها.
ثالثا :حديث الشفاعة بعض أهل العلم يقول هو من المتشابه لأن لفظ العمل يشمل عمل القلب أيضا و لو قيل هو يشمل القول أيضا لما بعد لقوله تعالى عن كلام نوح :(انه عمل غير صالح )قراءتان بكسر الميم و فتحها ،فلماذا يعمل على عمل الجوارح دون ما ذكر ،اذن لا بد من الرجوع الى النصوص المحكمة بفهم السلف و التى فيها أن الايمان قول القلب و اللسان و عمل القلب و الأركان فلماذا يكفر بالثلاث الأولى دون الأخير ،لو لم يكن في الباب من دليل على كفر تارك أعمال الجوارح الا هذا لكفى ،فكيف و قد جاء عطف العمل (الذي هو عمل الجوارح حسب فهم السلف)على الايمان لافادة مزيد الاهتمام ،ينضاف الى هذا النصوص التي علقت الجنة بعمل الجوارح.
ثم حتى و لو لم نقل بأنه مجمل فهو أعم من المدعى مفتوح على احتمالات كثيرة من أقواها التفسير الذي فسره به ابن خزيمة و يدعمه حديث من قتل تسعا و تسعين نفسا .
رابعا :قلت أن العمل فرص و الاعتقاد أصل فلا يكفر الا من انتفى لديه الأصل و ان انتفى الفرع ،نقول :والقول أيضا فرع.
خامسا:تكلمت عن مسألة ترك العمل و علاقتها بالصلاة و لا زلت مصرا على الربط بينهما فكيف تفسر لي أن كثيرا من أهل العلم الذين لم يكفروا بالصلاة كفروا بترك المباني كلها ،وأما ترك جنس العمل فهو محل اجماع.
سادسا :النقول التي نقلتها في ترك العمل واضحة لا تحتاج الى أن نسلط عليها طاغوت التأويل و طاغوت المجاز من دون قرينة قوية الا الهوى .
سابعا :هذه العقيدة التي تدافع عنها عند أي عالم من علماء العصر تعلمتها و في أي كتاب من كتب العقيدة قرأتها .

ابوزيدالجزائري
2011-06-09, 17:43
دع عنك التأويل أخي الكريم واليك هذا النص الصريح الذي يفهمه كل من له أدنى علم باللسان العربي عن امام من أئمة أهل السنة
قال الآجري رحمه الله في كتابه (الأربعين حديثاً:135-137) :" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين : أن الإيمان واجب على جميع الخلق : وهو التصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجوارح ... ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح . فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمناً … فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان. فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصــلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد أشباه لهذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ولم تنفعـه المعرفـة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه ، فاعلم ذلك . هذا مذهب العلماء المسلمين قديماً وحديثاً ، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث ، احذره على دينك ، والدليل على هذا قول الله عز وجل ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة([ البينة:5]".

ثم اليك هذه النقول الصريحة :
وقال الإمام أحمد رحمه الله (السنة للخلال:571) عندما ذكرت عنده المرجئة وقيل له : إنهم يقولون إذا عرف الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن فقال : "المرجئة لا تقول هذا بل الجهمية تقول بهذا ، المرجئة تقول : حتى يتكلم بلسانه [ وإن لم ] تعمل جوارحه والجهمية تقول إذا عرف ربه بقلبه وإن لم تعمل جوارحه ، وهذا كفر ، إبليس قد عرف ربه فقال : )رب بما أغويتني(". و انظر المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ( 1/ 73).


- وقال ابن بطة العكبري رحمه الله (الإبانة:2/795) :" ( فقد تلوت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يدل العقلاء من المؤمنين أن الإيمان قول وعمل ، وأن من صدق بالقول وترك العمل كان مكذباً وخارجاً من الإيمان. وأن الله لا يقبل قولاً إلا بعمل ، ولا عملاً إلا بقول".


وقال ابن أبي زمنين رحمه الله في كتابه (أصول السنة:207) :"الإيمان بالله هو : باللسان والقلب ، وتصديق ذلك بالعمل ، فالقول والعمل قرينان لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه".


وقال إسحاق بن راهوية رحمه الله (تعظيم قـدر الصــلاة:2/929، فتــح البــاري لابــن رجــب :1/21): "غلت المرجئة حتى صار من قولهم : إن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج ، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنَّا لا نكفره ، يرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقرٌّ. فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني: في أنهم مرجئة".

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 21:08
تعقيب سريع




قال شيخ الإسلام رحمه الله في ( كتاب الإيمان ) أيضا : ( وأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله ، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد ، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح ، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه ، وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعض له) .



هذا النقل عن شيخ الإسلام-رحمه الله- الذي تضمّنته فتوى اللجنة في المشاركة رقم:46


والذي أريدهُ منكَ - أو من غيرك أخي أبا زيد - توضيح قوله: " دَلَّ عَلىَ عَدَمِهِ أَوْ ضُعْفِهِ"


عَدَمِهِ = الكُفْر


ضُعْفِهِ = ما هو معناها - يرحمك الله - ومنكم نستفيد ؟

وأرجو أن توفق المعنى الذي تتفضل به، مع السياق والسباق واللحاق
وبعدها تخرج بنتيجة حتمية مفادها

1- أنَّ هذا القول، قول أهل السنة والجماعة
2- أو أنَّ شيخ الإسلام من المرجئة - وحاشاه ذلك -


فَأنظُر أَمَامكَ أَيْ نَهْجَيكَ تَنْهَجُ * طريقان شَتَّى مُستَقِيمٌ وَأَعوجُ



http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif



الشيخ العلامة الأصولي المقاصدي المحقق المتقن الغديان -رحمهالله-:

"السائل : ظهر في هذه الأيام كتاب في شبكة الإنترنت بعنوان ( دلائل البرهان ) ، يُقرّرُ فيه كاتبه أن تارك أعمال الجوارح مسألة خلافية بين أهل السنة فلا يجوز الإنكار والتبديع فما قولكم ؟

الشيخ : هذا في الواقع هو قول المرجئة، هذا قول المرجئة الذين يجعلون الأعمال مُكملة وليست شرطاً في صحة الإيمان، يعني يقولون : إذا آمن الإنسان بقلبه، ما صلى، ولا صام، ولا اعتمر، ولا حج، وفعل المحرمات هذا مؤمن تماماً، وهذاما هو صحيح





الجواب صحيح ، لكن يحتاج الى تفصيل
لأن دعوى مؤمن تماماً مع ترك العمل ، نعم هذا قول المرجئة

وتفصيل البحث في هذا قد سبق فلا داعي للتكرار


لكن عليك التوفيق بين نفي الشيخ الفوزان واستنكاره للقول بشرط الصحة ،


وبين اشتراط الشيخ الغديان له هنا، أم أنّ جمع الضدين عندك لا إشكال فيه ؟
وإتماماً للفائدة، فإنَّ كتاب" دلائل البرهان"

تأليف: محمد آل الشريف وعليه تعليقات الدكتور ربيع بن هادي المدخلي



http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif


الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز

-رحمه الله-

« المحاور : من لم يكفر تارك الصلاة من السلف ، أيكون العمل عنده شرط كمال ؟ أم شرط صحة ؟

الشيخ بن باز : لا ، بل العمل عند الجميع شرط صحة،إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه ؛

فقالت جماعة : إنه الصـلاة ، وعليـه إجماع الصحابـة رضـي الله عنهم ، كما حكاه عبد الله بن شقيق.

وقال آخرون بغيرها.إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عندالسلف جميعاً. لهذا الإيمان عندهم قول وعمل واعتقاد ، لا يصح إلا بها مجتمعة. »

انتهى كلامه رحمه الله

المصدر :حوار مع الشيخ نُشر في جريدة الجزيرة - عدد 12506في 13/7/1423هـ





أ ـ كنا نتمنى من الأخ أن يوثّق مثلَ هذا الكلام ولا تكتفي بمقال لكاتبٍ في «جريدة الرياض»كتب هذا الكلام بعد ثمان سنوات من سماعه إياه، وهذه مدة كافية لحدوث نسيانٍ : كليٍّ أو جزئيٍّ له.

ولا ندري هل الأخ الكاتب عنده توثيق لكلامه هذا، كشريط ـ مثلاً ـ، أو ورقة نقل فيها الكلام بحرفه ـ لا من فهمه ـ؛ لأنّ هذه الأشياء لا بد منها للوقوف على كلام الشيخ ـ بحروفه وألفاظه ـ؛ لأنّ الخلاف الوارد في مسائل الإيمان بين السلفيين ـ كلَّه أو جلَّه ـ خلافٌ في بعض الألفاظ وفهمها ـ لا في الاعتقادات وحكمها ـ؛ وحينئذٍ : فالاعتماد فيه على الذهن لتوثيق كلامٍ بحرفه ولفظه، قد يصدق في عبارةٍ، أو سطرٍ.

أما والحال كما هو الآن، فإنّ الأمر يصعب ويعسر على مثل (ورّاق الجزيرة ) ـ كما في بعض كتاباته ـ!!

ويؤكد ما قلناه : أنّ هذا الكلام يُوحي بأنّ الشيخ ـ رحمه الله ـ ينفي وجود خلاف بين السلف في حكم تارك المباني الأربعة، وقد سبق ـ ولله الحمد ـ توضيح هذا الأمر.

ب ـ إن هذا الكلام ـ لو صحّ ـ فقد سبق من كلام الشيخِ ما يوضحُ مرادَه بالعمل، أو جنس العمل : وهو أعمال الجوارح وأعمال القلوب، لا أعمال الجوارح وحدها، ويؤكده : ما نقله الدكتور عصام السناني- الذي ينقل عنه الأخ أبو زيد -في الموضع الرابع (ص 147 ) وهو : «الرابع : سئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ فقيل : مَن شهد أن لا إله إلا الله، واعتقد بقلبه، ولكن ترك جميعَ الأعمال هل يكونُ مسلماً؟

قال الشيخ ـ رحمه الله ـ : لا، ما يكون مسلماً حتى يوحد الله بعمله، يوحد الله بخوفه ورجائه، ومحبته، والصلاة، ويؤمن أن الله أوجب كذا وحرّم كذا».

فانظر إلى سؤال السائل عن (الأعمال )، وجواب الشيخ الشامل للخوف والرجاء والمحبة، والصلاة، واعتقاد التحريم والوجوب...». فهذا نص آخر منه ـ رحمه الله ـ يبين مراده الحق من (العمل )، لا ما قوّله إياه الآخرون (! ) بغير حق!


جـ - وهذا ما نص عليه ـ صراحة ًـ الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ في رسالته «حوار حول مسألة التكفير» (ص 16 - 17 ) حيث سُئل ـ رحمه الله ـ
(هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين، ووجود أصل الإيمان القلبي، هل هم من المرجئة؟
فأجاب سماحته قائلاً : «لا، هذا من أهل السنة والجماعة».


وهناك تتمة لاحقة في هذه الصفحة أو في غيرها، لِنَقْضِ كلامك البعيد والقريب إن شاء الله فلا تعجل

أَبَا زَيْدٍ أَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا ... وأنْظِرنَا نُخَبرَكَ اليَقِيْنَا
فنظرة الى ميسرة

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 21:10
تعلقهم ببعض أقوال أهل العلم من السلف والخلف، دون فهم مرادهم، أو معرفة المقصود مِن كلامهم.


ومن أشهر هذه الأقوال وأعلاها :



القول الأول: قال حنبل : حدثنا الحميدي قال : «وأُخبرت أن ناساً يقولون: من أقرّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً ـ إذا عَلم أن تركه ذلك فيه إيمانه ـ إذا كان مقرّاً بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت:هذا الكفر الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وعلماء المسلمين.

قال الله –تعالى- : ]وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين[ الآية.

وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول :

من قال هذا فقد كفر بالله وردّ على أمره وعلى الرسول ما جاء به عن الله». [«الفتاوى» (7 / 209 )].
والاستدلال بهذا القول لا يسلم للمتحمسين - الغالين - في تكفير التاركين لأعمال الجوارح، والمتّهمين لمخالفيهم بالإرجاء، وليس هذا حالهم في الاستدلال بكلام الحميدي ـ فقط ـ، إنما هو حالهم ـ أيضاً ـ مع معظم ما نقلوه من كلامٍ لأهل العلم الكبار.
أما جوابنا على كلام الحميدي فنجمله بما يلي :
1ـ إسناد هذه الرواية ضعيف، فقد رواها الخلال في «السنة» (1027 )، وقال محققه : «في إسناده عبيد الله بن حنبل : مجهول الحال.
ذكره الخطيب البغدادي في «تاريخه» (9 / 450 ) برواية الخلال عنه ـ فقط ـ دون جرح أو تعديل».
2 - أن كلام الحميدي ـ رحمه الله ـ لو صح ـ فهو موجهٌ للجهمية ـ التي اختصت دون غيرها من المرجئة بفضائح اعتقادية عديدة من أشهرها: عدم ارتباط الظاهر بالباطن المستلزم وجودَ الإيمان في القلب كاملاً مع ترك الواجبات وفعل المكفرات، بمعنى أن الرجل قد يكون مؤمناً تام الإيمان سعيداً في الدار الآخرة مع عدم النطق بالشهادتين مع قدرته على ذلك، وفعله المكفرات كاستدبار القبلة ونكاح المحارم، أو الإتيان بأكبر الكبائر كالزنا بأمه وأخته، أو شربه الخمر، فهذا الرجل عندهم مؤمن تام الإيمان وإن فعل كل ذلك!!
وقد صرح شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (7 / 188 ) بذلك فقال :
«ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه ،لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان، وظنوا أنه قد يكون الإنسان مؤمناً كامل الإيمان بقلبه، وهو مع هذا يسب الله ورسوله ويعادي الله ورسوله ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله ويقتل الأنبياء، ويهدم المساجد، ويهين المصاحف، ويكرم الكفار غاية الكرامة، ويهين المؤمنين غاية الإهانة». [انظر ـ أيضاً ـ «الفتاوى» (7 / 204 )].
وبعد هذا الإيضاح صار بالإمكان أن يقال : إن في كلامه ـ رحمه الله ـ ما يشعرك أن مدارَ كلامه كله حول بدعة الجهمية، ومن ذلك:
أ ـ ضمّه تركَ الواجبات الأربعة مع أحد المكفرات؛ المنبئة عن استهزاء فاعلها واستخفاف بالشريعة، وهو قوله: «يصلي مستدبر القبلة» فلا يقول عاقل: أن ترك الصلاة مجرداً وفعلها مستدبر القبلة سيان، فما علاقة مرجئة الفقهاء ـ فضلاً عن غيرهم ـ بهذا الكلام؟ وما علاقة أهل العلم من أهل السنة الذين لا يكّفرون بترك المباني مع اعتقاد تاركها بوجوبها وإقراره بها؟
ب ـ قوله : «إذا علم أن تركه ذلك فيه إيمانه» لا يريد الترك المجرد ـ المحض ـ : وهو ترك العمل ظاهراً مع الإيمان بوجوبه وإقراره، وأنه مؤاخذ على تركه، فهو يريد من قوله الآنف أمراً أعظم من ذلك وهو أن الترك إيمان ،والفعل إيمان!!!
وقد بيَّنه شيخ الإسلام - عنهم - (7 / 181 ):
«وإن قالوا : إنه لا يضره ترك العمل فهذا كفر صريح؛ وبعض الناس يحكي هذا عنهم وأنهم يقولون: إن الله فرض على العباد فرائض ولم يرد منهم أن يعملوها ولا يضرهم تركها».
بل ذكر الإمام الملطي في كتابه «التنبيه والرد» صنفاً منهم ـ كما سبق ـ يزعمون أن «الصلاة من ضعف الإيمان، ومن صلى ضعف إيمانه».
ج ـ أما قولـه ـ أي: الحميدي ـ: «هذا الكفر الصراح» فإنّه كقول شيخ الإسلام ـ السابق ـ: «فهذا كفر صريح - تماماً -»، وكلاهما يعني بذلك غلاة المرجئة، لا فقهاءها الذين يقولون : إنّ من أقرّ بالفرائض وتركها فإنه لا يضره تركها شيئاً، ولا يؤاخذ على ذلك، بل إيمانه متحقق في تركه لها.
د ـ ومما يؤكد على أن كلا الإمامين ـ الحميدي وابن تيمية ـ لا يقصدون بتكفيرهم إلا الغلاة، قول شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7 / 507 ) :«ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم؛ ولم أعلم أحداً منهم نطق بتكفيرهم، بل هم متفقون على أنهم لا يكفرون في ذلك؛ وقد نص أحمد وغيره من الأئمة:على عدم تكفير هؤلاء المرجئة. ومن نقل عن أحمد أو غيره من الأئمة تكفيراً لهؤلاء، أو جعل هؤلاء من أهل البدع المتنازع في تكفيرهم، فقد غلط غلطاً عظيماً، والمحفوظ عن أحمد وأمثاله من الأئمة، إنما هو تكفير الجهمية المشبهة».
وقال ـ رحمه الله ـ أيضاً ـ (12 / 485 ) عن الإمام أحمد :
«المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعامّة أئمة السّنة تكفير الجهميّة ... وأمّا المرجئة : فلا تختلف نصوصه أنّه لا يكفّرهم ؛ فإنّ بدعتهم من جنس اختلاف الفقهاء في الفروع، وكثير من كلامهم يعود النّزاع فيه إلى نزاع في الألفاظ والأسماء؛ ولهذا يسمّى الكلام في مسائلهم: « باب الأسماء »،وهذا من نزاع الفقهاء».
وقال ـ أيضاً ـ (3 / 351 ) :«وأما السلف والأئمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير «المرجئة» و «الشيعة» المفَضِّلة


ونحو ذلك، ولم تختلف نصوص أحمد في أنّه لا يكفّر هؤلاء...».
«الشيعة» المفَضِّلة : الذين يفضلون علياً على الشيخين ـ رضي الله عن الجميع ـ.
وإذا قيل بخلاف هذا فإنّه يلزم منه تكفير الإمام أبي حنيفة، وعندها لا ينفعه سَبْقٌ في الإسلام، ولا إمامةٌ في الدين، مما يُظهر أئمة الإسلام ومنهم شيخ الإسلام بالتناقض، حيث قال ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (11 / 518 ): «وقالت طائفة : بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه، واتفق المسلمون على الثناء عليه، كعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، والفُضَيل بن عِيَاض، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، وعبد الله بن مبارك ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم. شهدنا لهم بالجنة؛ لأنّ في «الصحيح»
[البخاري برقم (1367)] أن النبي مرّ عليه بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال : وجبت...
وإذا عُلم هذا فكثير من المشهورين بالمشيخة في هذه الأزمان، قد يكون فيهم من الجهل والضلال والمعاصي والذنوب ما يمنع شهادة الناس لهم بذلك..».

انظـــــــــــــــــــــــــــــــر

فهل يعقل بعد هذا كله؛ أنّ شيخ الإسلام يُجيز الشهادة للإمام أبي حنيفة بالجنّة ـ مرّة-، ويُقرّ بكفره -مرّة أخرى- بناء على ما أوردوه من كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله-؟!

فحذار من التقوّل والاختلاق، وإتباع كلّ جهول أفّاق.
ثالثاً : استدلال الحميدي بالآية الكريمة يؤكد على دخول الأعمال في الإيمان وتلازمها مع الإيمان الباطن، وأنه لا يكون مؤمناً حقاً إلا إذا أتى بما نصت عليه الآية، وقد صرح بذلك ـ عنه ـ الإمام ابن رجب في «فتح الباري» (1 / 22 ) فقال:
«وقد استدل على أن الأعمال تدخل في الإيمان بهذه الآية ـ وهي قوله: (وذلك دين القيمة) ـ طوائف من الأئمة، منهم: الشافعي، وأحمد، و الحميدي ، وقال الشافعي: ليس عليهم أحجُّ من هذه الآية».
رابعاً : هب ـ جدلاً ـ أن كلام الحميدي ليس مراداً منه الردُّ على الجهمية، وغلاة المرجئة، فعندها يقال فيه : إنه رأي علمي له، مقابَل بآراء أخرى عن أئمة السلف الآخرين .

فلماذا يُجعل هو ـ وحده ـ الحجَّة على غيره ممن لا يقل حجَّة عنه ؟!

أو بعبارة أخرى يقال : إنّ قوله ـ هذا ـ لا يخرج عن كونه خلافاً اجتهادياً معتبراً ضمن دائرة أهل السنة ـ أنفسهم ـ، وبخاصة أن التكفير بترك أحد المباني الأربعة ـ فضلاً عن تركها كلها ـ هو قول الحميدي ـ نفسه ـ كما ذكر ذلك عنه ابن رجب ـ رحمه الله ـ في «شرح كتاب الإيمان» (28 ) فقال :

«وروى يعقوب الأشعري، عن ليث، عن سعيد بن جبير، قال: من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً فقد كفر، ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر.

ويروى عن الحكم بن عُتَيبة نحوه، وحُكي روايةً عن أحمد ـ اختارها أبو بكر من أصحابه ـ، وعن عبد الملك بن حبيب المالكي مثله، وهو قول أبي بكر الحميدي ».

خامساً : لو أردنا أن نعامل المتحمسين - الغالين في قولهم - بمثل ما يعاملون به أهل العلم في هذا الزمان المخالفين لهم؛ لأدخلناهم ـ في دائرة المرجئة بحسب كلام الحميدي نفسه، الذي يستدلون به؛ حيث إنه اشترط المباني الأربعة، وأن مجرد الإقرار بها دون فعلها هو كفر، وخلاف ذلك اتهام بالإرجاء ـ كما فهموا ـ فنقول لهم:

أنتم يا أصحاب جنس العمل! أو آحاده! أو نوعه - على تخليط شديد عندكم في دلالاتها والمراد بها ، وتناقض كبير في بيان الـمُغْني منها - إنما تكتفون من العبد ـ زيادة على أصل الإيمان ـ أن يأتي بأحد الواجبات الظاهرة؛ بل إن بعضكم كما سمعنا منه ـ والله، وبالله، وتالله ـ يكتفي بإماطة الأذى عن الطريق وبذلك كله لا تسلمون من كلام الحميدي؛ لأنه ينص على اشتراط المباني الأربعة والتكفير بترك واحدة منها، فضلاً عن تركها جميعاً - كما بينا من مذهبه الفقهي - وأنتم لا تقولون بذلك هروباً من الخلاف الوارد في هذه المباني بين أهل السنة أنفسهم.
وهي حجة ملزمة؛ فهل من رجوع؟!

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 21:11
القول الثاني :قال الآجري في كتابه «أخلاق العلماء»:

«فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمله، مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وأشباه لهذه - ورضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل - لم يكن مؤمناً، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه، فاعلم ذلك. هذا مذهب علماء المسلمين قديماً وحديثاً، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، احذره على دينك، والدليل على هذا قول الله تعالى :
]وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة[ ».
فنقول: واحتجاجهم بهذا القول لا يسْلم لهم - كسابقه - لأن الإمامَ ذكره نفسه في كتابه ـ الآخر«الشريعة» (120 )، مسبوقاً ومتبوعاً بما يوضح مراده منه وفهمه له، ويتبين هذا واضحاً جلياً من خلال ما يلي :
1- أن هذا الكلام ـ أيضاً ـ موجه لمذهب المرجئة الخبيث؛ الذي ينص على أن بعض أركان تعريف الإيمان تغني عن بقيتها، بمعنى أن مجيء العبد بالقول فقط، أو بالمعرفة فقط، أو بهما معاً، يجعله مؤمناً كامل الإيمان، لأن لفظ الإيمان ـ إذا أطلق ـ محصور فيها، مع اتفاقهم جميعاً على إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان.
ويؤكد ما قلناه أن الإمام الآجري - نفسه - قال بعد ذكره للكلام الذي يحتج به المتحمسون : «فقد بيّن ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته شرائع الإيمان : أنها على هذا النعت في أحاديث كثيرة، وقد قال ـ عز وجل ـ في كتابه، وبين في غير موضع :
أن الإيمان لا يكون إلا بعمل، وبينّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلاف ما قالت المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان. [«الشريعة» (ص120 )].
وقال ـ أيضاً ـ (ص122 ) ـ رحمه الله ـ :
«واعلموا - رحمنا الله وإياكم - أني قد تصفحت القرآن فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعاً من كتاب الله عز وجل : أن الله -تبارك وتعالى- لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم وبما وفقهم له من الإيمان به، والعمل الصالح، وهذا رد على من قال :«الإيمان : المعرفة»، ورد على من قال: «المعرفة والقول وإن لم يعمل» نعوذ بالله من قائل هذا» .
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص125 ) : «كل هذا يدل على أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح. و لا يجوز على هذا، رداً على المرجئة، الذين لعب بهم الشيطان».
وقال ـ أيضاً ـ رحمه الله ـ (146 ) : «بل نقول ـ والحمد لله ـ قولاً يوافق الكتاب والسنة، وعلماء المسلمين الذين لا يُستوحَشُ مِنْ ذِكْرِهم، وقد ذكرنا لهم : إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقاً يقيناً، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، ولا يكون مؤمناً إلا بهذه الثلاثة، لا يجزئ بعضها عن بعض ، والحمد لله على ذلك».
2- والمتتبع لكلام الآجري ـ رحمه الله ـ يرى أن قوله في أعمال الجوارح هو قول جمهور أهل السنة؛ بمعنى أنها شرط لدخول الجنة بلا عذاب.
3- يؤكد ذلك قوله ـ رحمه الله ـ (136 ) : «من صفة أهل الحق، ممن ذكرنا من أهل العلم : الاستثناء في الإيمان، لا على جهة الشك، نعوذ بالله من الشك في الإيمان، ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان، لا يُدرى أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا ؟ وإنما الاستثناء في الإيمان لا يُدرى : أهو ممن يستوجب ما نعت الله عز وجل به المؤمنين من حقيقة الإيمان أم لا؟ هذا طريق الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعين لهم بإحسان، عندهم أن الاستثناء في الأعمال، لا يكون في القول، والتصديق بالقلب؛ وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان ».
ولا يخفى أن نفي حقيقة الإيمان - أو حقيقة الإيمان الواجبة - لا يعني نفي أصل الإيمان كما هو مُطَّرِدٌ في الآثار وأقوال أهل العلم ـ كما سبق ـ؛ بل في قول الآجري ـ نفسه ـ عندما قال : «... لكن خوف التّزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان لا يُدرى أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا؟».
و(حقيقة الإيمان ) هنا ـ بلا شك ـ المراد بها الإيمان المطلق الموجب لاستحقاق الاسم والتزكية ودخول الجنة، والتي يجوزُ ـ بل يجب ـ أن يستثني فيها المسلم؛ لأنه لا يعلم هل هو متصف بها أم لا؟
قال الإمام ابن رجب في «شرح كتاب الإيمان» (151 ) :
«ولذلك قال في اسم المؤمن : لا يقال إلا للكامل الإيمان، فلا يستحقه من كان مرتكباً للكبائر حال ارتكابه، وإنْ كان يقال : قد آمن، ومعه إيمان. وهذا اختيار ابن قتيبة».
4ـ لو أردنا أن نلخص المراد من كلام الآجري ـ رحمه الله ـ لوقفنا ـ فقط ـ عند قوله في الكلام المحتج به : «ورضي لنفسه بالمعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً» ففي هذا القيد غُنية عن كل ما سبق، فأيُّ فرق بين قوله هذا وقوله (145 ):
«من قال : الإيمان قول دون العمل، يقال له : رددت القرآن والسنة، وما عليه جميع العلماء، وخرجت من قول المسلمين، وكفرت بالله العظيم.
فإن قال : بماذا؟
قيل له : إن الله ـ عز وجل ـ، أمر المؤمنين بعد أن صدقوا في إيمانهم : أمرهم بالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ـ وفرائض كثيرة، يطول ذكرها ـ مع شدة خوفهم على التفريط فيها النار والعقوبة الشديدة.
فمن زعم أن الله ـ تعالى ـ فرض على المؤمنين[ما] ذكرنا، ولم يُرد منهم العمل ـ ورضي منهم بالقول فقد خالف الله ـ عز وجل ـ ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ».
فكلامه هذا عنى به أولئك الصنفَ من الناس الذين جعلوا فعل الواجبات وتركها سواء؛ وأنهم لا يضرهم فعل المحرمات، فقال ـ رحمه الله ـ (ص147 ):
«من قال هذا فقد أعظم الفرية على الله ـ عز وجل ـ وأتى بضد الحق، وبما ينكره جميع العلماء، لأن قائل هذه المقالة يزعم : أن من قال:لا إله إلا الله، لم تضره الكبائر أن يعملها، ولا الفواحش أن يرتكبها، وأن عنده : أن البار التقي ـ الذي لا يباشر من ذلك شيئاً ـ، والفاجر يكونان سواء».
فكلامه هذا لا يمكن أن ينسحب على من يقول : إن تارك واجب من الواجبات يجعل العبد تحت الوعيد، فضلاً عن ترك جميع الواجبات الظاهرة!
1 ـ إذا قيل : إن قول الإمام الآجري : «ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه» يضادُّ ما سبق من تقريركم أن العمل عنده لاستحقاق حقيقة الإيمان ـ فقط ـ والجنة بلا عذاب فنقول:
أ ـ لقد قدمنا من كلامه ـ رحمه الله ـ على صحة ما قررناه من قوله في منزلة أعمال الجوارح في الإيمان.
ب ـ قولـه : «ولم تنفعه المعرفة والقول» قد يعني فسادها وتكفير تاركها، ويكون ذلك في حق من رضي لنفسه بالمعرفة ـ والقول على ما فصلناه آنفاً ـ
وقد لا يعني فسادها وعدم إثابته عليها ـ كما في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «الحياء والإيمان قرناء جميعا ً، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر» [«صحيح الترغيب والترهيب» (2636)]، وإنما تأتي للتأكيد وبيان أهمية وفرضية كل منهما وعلاقته بالآخر.
وكما نقل الآجري ـ رحمه الله ـ ما يؤكد هذا المعنى عن سفيان بن عيينة ـ رحمه الله ـ عندما قال له رجل: كيف تصنع بقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل؟
فقال سفيان: «كان القول قولهم قبل أن تقرر أحكام الإيمان وحدوده؛ إن الله ـ عز وجل ـ بعث نبينا محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الناس كلهم كافة، أن يقولوا : لا إله إلا الله، وأنه رسول الله، فلما قالوها عصموا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها ،وحسابهم على الله ـ عز وجل ـ، فلما علم الله ـ عز وجل ـ صدق ذلك من قلوبهم، أمره أن يأمرهم بالصلاة، فأمرهم ففعلوا، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، فلما علم الله ـ جل وعلا ـ صدق ذلك من قلوبهم، أمره أن يأمرهم بالهجرة إلى المدينة، فأمرهم ففعلوا، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم، فلما علم الله ـ تبارك وتعالى ـ صدق ذلك من قلوبهم، أمرهم بالرجوع إلى مكة ليقاتلوا آباءهم وأبناءهم، حتى يقولوا كقولهم، ويصلُّوا صلاتهم، ويهاجروا هجرتهم… فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا صلاتهم، ولا هجرتهم، ولا قتالهم... فمن ترك (2) خلة من خلال الإيمان كان بها عندنا كافراً، ومن تركها كسلاً أو تهاوناً بها، أدبناه، وكان بها عندنا ناقصاً، هكذا السنة». [«الشريعة» (ص103ـ ص104 )]. (2)أي : جحوداً واعتقاداً ـ ونحوه ـ، كما سيظهر من بقية كلامه.
لاحظ قوله في كل مرة : «ما نفعهم» إنما يستقيم حمله على الكفر إن كان ناتجاً عن عدم الإيمان والإذعان، أما على سبيل الكسل والتهاون فهو نقص لا كفر، على ما فرّق بينهما ـ رحمه الله ـ في آخر كلامه؛ فتأمل...
ج ـ أما قوله : «وكان تركه العمل تكذيباً منه لإيمانه».
إما أن يُراد به عموم الترك (ترك العمل وما معه من الاعتقاد ) وبهذا يكون كافراً.
أو يُراد به مجرد ترك العمل (ترك عمل الجوارح فقط ) فعندها يكون مؤاخذاً لا كافرا ًـ على التفصيل السابق من كلام سفيان ـ رحمه الله ـ بتوجيهنا لكلام الحميدي ـ رحمه الله ـ، هذا من وجه.
ومن وجه آخر: احتج ـ رحمه الله ـ بقوله ـ تعالى ـ :
] وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين…[- كما هو صنيع غيره - لكشف عوار المرجئة، والتأكيد على دخول الأعمال في مسمى الإيمان، لا لبيان حكم تاركها ـ كما قلنا آنفاً ـ.
د ـ وكذلك نجيب بما سبق عن قوله : «وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه».
فإنه يراد به العمل بالإيمان المطلق ـ كما يشعر استدلاله بالآية، وما سبق نقله، وهو قوله : «وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان» ـ.
وإذا كان كذلك؛ فإن نفي التصديق ـ لترك عمل الجوارح ـ لا يلزم منه دائماً الكفر، كما ذكر ابن جرير في «تفسيره» تحت قول الله ـ تعالى ـ: ]قالت الأعرابُ آمَنَّا قلْ لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا[ .
قال ابن زيد: لم يصدقوا إيمانهم بأعمالهم، فردَّ الله ذلك عليهم : ]قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا[».
ومن البديهيّ أن الأعراب ـ على الراجح ـ جاءوا بإسلام يثابون عليه ـ كما سبق النقل عن شيخ الإسلام ـ.
ولو أردنا أن نختصر ما قلنا أكثر وأكثر، لقلنا :
إن الاحتجاج بالإمام الآجري على التكفير بترك العمل غير كاف؛ لأن مذهبه ـ رحمه الله ـ هو التكفير بترك الصلاة كما في كتاب «الشريعة» (ص133 ) «باب كفر من ترك الصلاة».
فمن كان يكفّر بترك الصلاة فمن البديهي أنه يكفر بترك كل الواجبات ـ والتي تتضمنها الصلاة ـ مع أن كلامه المنقول لا يظهر منه أنه يريد أحدها فقط كما يشترط أصحاب (جنس العمل! آحاد العمل!نوع العمل! ) وإلاّ لقال : مثل الطهارة أو الصلاة أو الزكاة أو الصيام... وبالتالي؛ من أتى بواحد منها يكون عنده مصدقاً لإيمانه غير مُكَذِّب له.
وهذا فيه اتهام لمن نقل عنهم ابن جرير ـ رحمه الله ـ في وصف الأعراب ـ: أنهم لم يصدقوا إيمانهم بأعمالهم، مع أنهم ليسوا تاركي كل الواجبات، حيث قال : «فردّ الله عليهم، فقال:
]قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا[.
قال : لم يصدقوا إيمانهم بأعمالهم».
ولازم قول المخالفين : أن من فعل أحد الواجبات يكون قد صدق إيمانه بعمله، وهذا الوصف لا يقال إلاّ فيمن حقق الإيمان الواجب؛ بفعل جميع الواجبات، وترك جميع المحرمات، فعندها يقال:«صدق إيمانه بعمله» كما صرح بذلك ابن زيد في آخر كلامه:«وأخبر أن ] المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله...[(صدَّقوا ) إيمانهم بأعمالهم، فمن قال منهم : أنا مؤمن« فقد صدق » [ابن جرير (26 / 143 )].

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 21:12
القول الثالث : ـ قال إسحاق بن راهويه :

« غلت المرجئة حتى صار من قولهم : إن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود لها : إنا لا نكفره، يرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقرّ. فهؤلاء الذين لاشك فيهم. يعني : في أنهم مرجئة». [«فتح الباري» لابن رجب (1 / 27 )].

فجوابنا عليه من عدة وجوه :


1 - «فقول المرجئة ـ في هذا التارك ـ: «يرجأ أمره إلى الله» بيّن في سبب الحكم عليم بضلالهم.

أما من قال : أن هؤلاء فساق، فجار، داخلون تحت الوعيد بالنار: فليس من هذا القبيل،لا في كثير ولا في قليل!».
2 ـ إن قوله ـ رحمه الله ـ «غلت المرجئة» صريح واضح أنه يريد غلاة المرجئة، فكيف يُطَرِّدُهُ المخالفون، ويحملونه على مرجئة الفقهاء؛ بل ويشملون فيه أهل السنة أنفسهم؟!
وحقيقةُ قولِ هؤلاء الغلاة الذين عناهم إسحاق ـ رحمه الله ـ ذكره شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7 / 297 ) :
«ولكن الأقوال المنحرفة قول من يقول بتخليدهم ـ أي: أصحاب الذنوب ـ كالخوارج والمعتزلة، وقول غلاة المرجئة الذين يقولون : ما نعلم أن أحداً يدخل النار! بل نقف في هذا كله».
وسماهم في موضع آخر : بالمرجئة الواقفة فقال في «الفتاوى» (7 / 486 ) في كلامه حول أحاديث الشّفاعة :«وهذه الأحاديث حجة على الطائفتين:
«الوعيدية»... وعلى «المرجئة الواقفة، الذين يقولون : لا ندري هل يدخل من أهل التوحيد النار أحد، أم لا؟! ».
3 ـ من المعلوم أن الخلاف في ترك الفرائض محصور بين أهل السنة في زوال المباني الأربعة ـ كلاً أو بعضاً ـ كما صرح بذلك الإمام ابن رجب، ونقلناه عنه ـ سابقاً ـ وهو قوله في «شرح كتاب الإيمان» (ص26 ) :
«وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها؟... وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد».
فهل الإمام أحمد ـ ولو في رواية! ـ فضلاً ـ عن غيره من العلماء ـ مرجئة؛ لأنهم لا يكفِّرون بترك شيء من ذلك مع الإقرار بالوجوب؟!! نَبِّئونا بعلم!!
ثم قال ـ رحمه الله ـ (ص 30 ) :
«فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، فلا يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة.... وقال طاووس: مَثَلُ الإسلام كشجرة أصلها الشهادة، وساقها كذا وكذا، وثمرها الورع... ومعلوم أنّ ما دخل في مسمى الشجرة والنخلة ـ من فروعها وأغصانها وورقها وثمرها ـ إذا ذهب شيء منه لم يذهب عن الشجرة اسمها؛ ولكن يقال : هي شجرة ناقصة، وغيرها أكمل منها، فإنْ قُطع (أصلُها ) وسقطت لم تبق شجرة؛ وإنّما تصير حطباً....».
فجعل أصل الإيمان : الشهادة؛ وبذهابها ـ فقط ـ يذهب الأصل.
4ـ لو أردنا أن نتقوقع كما فعل غيرنا حول كلام إسحاق ـ رحمه الله ـ الذي نقله المخالفون؛ لقلنا : إنّكم مرجئة عند إسحاق!! لأنه جعل قول من قال : لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها من أقوال المرجئة! [ابن رجب (ص27 )].
فأنتم لا تشترطونها، إنما تشترطون مطلقها أو أحد أفرادها، فقولوا بشرطيتها لتسلَموا من تبعة كلامه وإلاّ كنتم ومرجئة الفقهاء الذين تنسبون أهل العلم إليهم سِيّين!!
5ـ ومن تناقُض المخالفين :أنهم أخذوا من كلام إسحاق ما يهوّشون به على غيرهم، وتركوا ما لا يخدمهم؛ حيث إنّه ـ رحمه الله ـ حكى الإجماع على تكفير تارك الصلاة، كما صرح بذلك ـ عنه ـ ابن رجب (27 ) بقوله : «وكثير من علماء أهل الحديث يرى تكفير تارك الصلاة. وحكاه إسحاق بن راهويه (إجماعاً ) منهم».
فلماذا قبلوا منه تهمة الإرجاء، لمن قال: لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها، ولم يقبلوا منه الإجماع على كفر تارك الصلاة؟!
وصدق من قال : فواعجباه واعجباه فواغوثاك رباه .




القول الرابع : قال سفيان بن عيينة :

«المرجئة سمَّوا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليس سواء؛ لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كفر.

وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يعملوا بشرائعه».[«فتح الباري» لابن رجب (1 / 27 )] .
فنقول على هذا تعليقات :
1-«أن في سنده سويد بن سعيد الحدثاني؛ وفيه كلام من قبل حفظه، من أجله أودعه الحافظ الذهبي في ديوان «الضعفاء والمتروكين» (1836 ـ بتحقيق شيخنا العلامة حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ ) و«المغني في الضعفاء» (2706 ) »
2ـ إن هذا الكلام موجه لذلك الصنف من المرجئة الذين يشهدون بإيمان من لم يقرّ ويلتزم فعل الفرائض بقلبه وقالبه، ويدل على ذلك أمور قطعية لا شِيَة فيها، ولا مجال للمخالف أن ينازع فيها؛ منها :
أ ـ ما يبتره بعض المتحمسين، ويذكره البعض الآخر ـ متأولين ـ وهو أول كلام الإمام سفيان؛ ألا هو قوله عن المرجئة :
«أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلاّ الله، مصراً بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة... »
ب ـ قول الإمام سفيان ـ الذي تمالأ على بتره أكثر المتحمسين، وهو قوله ـ رحمه الله ـ الذي فيه تفصيل التأصيل ـ وهو التفريق بين ترك الفرائض وركوب المحارم ـ وقوله المبتور هو: «وبيان ذلك في أمر آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإبليس، وعلماء اليهود : أما آدم؛ فنهاه الله ـ عز وجل ـ عن أكل الشجرة، وحرمها عليه، فأكل منها متعمداً؛ ليكون مَلَكَاً أو يكون من الخالدين؛ فَسُمِّي عاصياً من غير كفر.
وأما إبليس ـ لعنه الله ـ؛ فإنه فرض عليه سجدة واحدة، فجحدها متعمداً؛ فسُمِّي كافراً.
وأما علماء اليهود؛ فعرفوا نعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه نبي؛ كما يعرفون أبناءهم، وأقروا باللسان ولم يتبعوا شريعته؛ فسماهم ـ عز وجل ـ كفاراً!!
وصنيعهم هذا: أشبه ما يكون بفعل اليهود، الذين غطّوا آية الرجم، وكحال من يستدل بقوله ـ سبحانه ـ :

] فويلٌ للمصلين[ لتحريم الصّلاة!!

وهذا كله ليسلم لهم تقرير مذهب الخوارج ـ أو نصف مذهبهم! ـ القائم على أن مجرد ترك الواجبات ـ أو بعضها ـ مع الإقرار والالتزام القلبي هو كفر يشبه ترك إبليس وعلماء اليهود!!

مع أن الفرق بين هذه الأصناف أوضح من رابعة النهار.
فالله ـ الله ـ في عباد الله ـ عموماً ـ، وفي أهل السنة ـ خصوصاًـ.
ج ـ وما قررناه من كلام سفيان ـ رحمه الله ـ ليس بِدعاً من الفهم وزوراً، إنما نقله عنه الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ في كتابه «الشريعة» (ص104 ) : «كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل؟
فقال ـ رحمه الله ـ:«كان القول قولهم قبل أن تقرر أحكام الإيمان وحدوده... إلى آخر كلامه الذي فيه : «فمن ترك خُلّة من خلال الإيمان كان بها عندنا كافراً، ومن تركها كسلاً أو تهاوناً بها، أدَّبناه وكان بها عندنا ناقصاً، وهكذا السنة ».
أنظر كيف فرّق ـ رحمه الله ـ بينهما، مع اشتراكهما في الترك، فيحمل كل منهما على بابه.
د ـ لقد وضح شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ التأصيل الذي فصله سفيان بن عيينه مبيناً متى يكون ترك الفرائض كفراً، وأنه لايشترط للتكفير بها جحود وجوبها ـ فقط ـ وأنه قد يكفر من تركها مع أنه لا يجحد وجوبهاـ وقد يعترف ـ أحياناً ـ أن الله أوجبها، ومع ذلك يكفر بهذا الترك؛ بسبب تركه الإقرار والالتزام القلبي، ومثّل ـ رحمه الله ـ بما مثّل به سفيان بن عيينة ـ نفسه ـ فدل على أن مرادهما واحد!
ومن يقول بغير هذا فهو لمنهجهما جاحد.
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (20 / 97 ) عند عرضه الأقوالَ في ترك مباني الإسلام سوى الشّهادتين :
«وليس الأمر كما يفهم من إطلاق الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم أنه إن جحد وجوبها كفر، وإن لم يجحد وجوبها فهو مورد النزاع، بل هنا ثلاثة أقسام :
أحدها : إن جحد وجوبها فهو كافر بالاتفاق.
والثاني : لا يجحد وجوبها، لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً، أو بغضاً لله ورسوله : فيقول : أعلم أن الله أوجبها على المسلمين، والرسول صادق في تبليغ القرآن، ولكنه ممتنع عن التزام الفعل استكباراً أو حسداً للرسول، أو عصبية لدينه، أو بغضاً لما جاء به الرسول : فهذا ـ أيضاً ـ كافر بالاتفاق، فإن إبليس لما ترك السجود المأمور به لم يكن جاحداً للإيجاب، فإن ـ الله تعالى ـ باشره بالخطاب، وإنما أبى واستكبر وكان من الكافرين، وكذلك أبو طالب كان مصدقاً للرسول فيما بلّغه، لكنه ترك اتباعه حميَّة لدينه، وخوفاً من عار الانقياد»، إلى أن قال : «... وإلاّ فمتى لم يقر ويلتزم فعلها قتل وكفر بالاتفاق».

ابو الحارث مهدي
2011-06-09, 21:13
وخلاصة الأمر: أنه يمكن أن يقال في كل ما

يورده المتحمسون من نقولات عن أهل العلم الكبارـ فضلاً عن الصغار!ـ لا يخرج عن أحد هذه الوجوه :


1 - إما في إسناده ضعف.
2ـ- إن صح فإنّ نفس الإمام يذكر في أثناء كلامه ما يبين مراده؛ سواء بذكر بعض صور الكفر فيه، أو يخاطب صنفاً من المرجئة يُعاب عليهم أمور أخرى ليست محصورة في مجرد عدم التكفير بترك عمل الجوارح، وإنما يعنون بذلك عدم ارتباط الظاهر بالباطن ـ أصلاً ـ، أو أنه لا يضره ترك الواجبات.
3- وإن سُلِّم لهم ما سبق فلا يخلو أن يكون رأياً اجتهادياً لبعض أهل العلم يقوم على التكفير بترك المباني الأربعة أو أحدها مما يجعله يطلق القول بأن تارك الأعمال كافر؛ لأن حكمه يصدق فيمن ترك بعضها، فضلاً عن تركها كلها.
4 - وعلى فرض أننا وقفنا على أقوال لأهل العلم لا يقوم منهجهم الفقهي على التكفير بعمل ما، أو بأعمال معينة، ومع ذلك ينفون الإيمان لترك العمل ـ وهذا بعيد وجوده ـ فلا يقال لأجل ذلك : إنّ هذا إجماع أهل السنة، وما عداه قول لأهل البدعة!
وسنكتفي هنا بتنبيه إخواننا القراء أنّ الأئمة في كلامهم وصفوا مخالفهم بالكفر الصراح والغلو، وهذا وصف لم يطلقه أحد من السلف حتى على مرجئة الفقهاء، ومع ذلك لم يتورع بعض القوم أن يطلقه على إخوانه المخالفين!
وهذا منهم اتهام لشيخ الإسلام الذي نصّ ـ رحمه الله ـ على عدم علمه بأن أحداً من السلف نطق بتكفير المرجئة، بل هم متفقون على أنهم ـ على ضلالهم ـ لا يُكفرون بذلك، وأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة نصوا على عدم تكفير هؤلاء المرجئة. [انظر «الفتاوى» (7 / 507 )].





يتبع إن شاء الله

ابو الحارث مهدي
2011-06-11, 03:54
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif


والآن حان موعد آذان : الصبح




http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif

بمدينة حاسي مسعود


فتأهبوا للصلاة – يرحمكم الله



http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif

يرحمكم الله

ابو الحارث مهدي
2011-06-11, 16:12
تتمة لما سبق في المشاركة رقم: 50

- إذا كان الامام الالباني - رحمه الله - لايقول بهذا القول فلماذا هذه الحملة الشرسة التي ما تركت سلفيا إلا قضَّت مضجعه،
وإلا أين كنتَ حينها ؟
لعلك تَذكرُ انتقادك - السابق - حيثُ ذكرتَ أني أخلط بين مسألة ترك الصلاة ومسألة تارك أعمال الجوارح
لكن في الحقيقة كنتُ أعي ما أقول - وإن حسنتُ الظّن بنفسي- وذلك أن الامام الالباني لـمَّا رجَّح عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلاً
- لا جحوداً و إنكارا - خلافًا لـِمَا عليه علماء المملكة


طالعنا الدكتور سفر الحوالي الناصح بكتاب مشؤوم عنوانه "ظاهرة الارجاء في الفكر الاسلامي؛ نصفه الأول في المدح والثناء على سيد قطب ، ونصفه الثاني في الطعن الصريح في الإمام الألباني ، ومع ذلك ليت الأمر وقف عند اتهام المجتمعات المعاصرة بالتكفير عنده !! بل تعدى ذلك إلى الحكم بالإرجاء على القرون الخيّـرة كما في كتابه «ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي» (2/ 657 ) :
«من خالف في تكفير تارك أحد المباني الأربعة ـ ولا سيما الصلاة ـ لا ينبغي الاعتداد بخلافه بعد ثبوت الإجماع من الصحابة رضي الله عنهم في تكفير تارك الصلاة والزكاة، وما أشرنا إليه بالنسبة للصيام والحج، وذلك أنّ أول من قال به هم المرجئة ».

وفي (2/ 651 «حاشية» ) - عمن لم يكفّر بترك الصلاة - قال:

« ولم يقل إنّ تاركها غير كافر إلا متأثّر بالإرجاء ـ شعر أو لم يشعر ـ».

- إنّ الذين كفّروا تارك الصلاة لم يعُّدوا مَن لم يكفر تاركها بمثابة المرجئة ،كما فعلت طائفة «المنصورية» - من الخوارج -
ونقله عنهم السكسكي (الحنبلي ) في كتابه «البرهان» (ص35 )، حيث قال :
«إن تارك الصلاة - إذا لم يكن جاحداً - فهو مسلم - على الصحيح من مذهب أحمد-، وإن المنصورية يُسَمُّون أهل السنة مرجئة ؛ لأنهم لا يقولون بذلك ،ويقولون: هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل ».
وهذا القول منه - هداه الله - هو عينه قول المنصورية من الخوارج

ولـمَّا عَلِمَ أن هذه المجازفات لا تنطلي إلا على ضُعفاء النُفوس من أمثاله، قفز حين ذاك إلى جنس العمل - وما ادراك ما جنس العمل- ليثبت ما عجز عنه من ذي قبل، فأُتيحت له الفرصة - حينذاك- لنيل مبتغاه للطعن في محدث العصر، لأنه لا يقول بكفر تارك أعمال الجوارح، فطعن فيه بطعونات شديدة، تنبئ عن.........، وللأسف وجدت ظلالاته آذان صاغية فعظمت الفتنة، واتسع الخرق على الراقع، فبعضهم يقول: الألباني جهمي ؟؟ كما قالها المدعو: حليمة -أبو بصير- ، وأبو محمد عصام البرق الهاوي الخارجي الحروري، صاحب كتاب " الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية" وغيرهما؛ ممن سلك غير سبيل المؤمنين، ومنهم من يقول: مرجئ ؟؟، وتلطَّفَ بعضهم فقال: وافق المرجئة ؟؟
(( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ))

ومِن نَّكَدِ العْيّشِ على الحُرِ أن يَرى ^ عَدواً لهُ ما من صَــــــداقَتِهِ بُدُ


والجزاء من جنس العمل

والسؤال الذي يطرح نفسه - كما يقال - من لم يُكفر بترك أركان الإسلام الأربعة مع بقاء أصل الأيمان، فبماذا سيكون تكفيره ؟ أبِتَركِهِ إماطة الأذى عن الطريق ؟ ، أم بتركِ استعمال السواك ؟ ، أم عدم ردِّه للسَّلام ؟، أم بــــ ...........نترك الجواب للأخ لأبي زيد - وفقه الله - ، عسى أن نجد عنده جوابا بدليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ، ونقول له: بالتوفيق - إن شاء الله - لكن حذارِ أن تمرَّ من قنطرة صعبة المسلك، يقال لها قنطرة الخوارج ذات الروائح الكريهة ، فإنها تُخلِّدُ في النار من سينجيهم الله بشفاعته، لأن شيخ الإسىلام يقول: ( ....ولكن إن قال: لا إله إلا الله خالصاً صادقاً من قلبه ومات على ذلك فإنّه لا يخلد في النّار؛ إذ لا يخلد في النّار من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان)، أُعيد وأقول دليل من الكتاب أو من السنة الصحيحة، على التكفير بِتَركِ عملٍ دون الصلاة ؟
وهل الصلاة تساوي مثقال حبة خردل ؟، أو تساوي مثقال ذرة ؟
ننتظر الجواب .
أما قضية جنس العمل وآحاده وأولاده، وأيَّ جنسية يحملها أو أي مجرَّةٍ يسكنها ؟
فسيأتي كلام الفقيه النحرير ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - للفصل فيها-إن شاء ربِّي -

ثم نقلت كلامه - رحمه الله -
قال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في شريط «مكالمات هاتفية مع مشايخ الدعوة السلفية» :

« الصحيح أنه لا كفر في ترك عمل من الأعمال إلا الصلاة ».
والمتأمل في كلامه - رحمه الله - يرى أنّ العمل الذي هو تركه كفر الصلاة - بذاتها -، وأمّا باقي أعمال الجوارح: فلا يكفر بتركها ـ فلو فرض أنّ الشيخ قال بقول جماهير الفقهاء - وهو عدم الكفر - فهل سيضطر بعد ذلك أنْ يكفر بترك عمل غيرها
وبناءً على قوله - رحمه الله -:
« الصحيح أنه لا كفر في ترك عمل من الأعمال إلا الصلاة ».

هل إذا ترجح لديه عدم كفر تارك الصلاة،- وحقق ذلك في كتاب فقهي كــ"زاد المستقنع" - مثلا - يكون بذلك مرجئ !! كما تقول المنصورية من الخوارج، وبهذا تتضح أُلعوبة جنس العمل التي أثارها من أثارها
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - كما في «الأسئلة القطرية» عمّن قال :
« تارك جنس العمل كافر»، و « تارك آحاد العمل ليس بكافر » ؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله : «من قال هذه القاعدة!؟ من قائلها؟! هل قالها محمد رسول الله؟! كلام لا معنى له! نقول : كل من كفره الله ورسوله فهو كافر ،ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر، هذا هو الصواب.
أما جنس العمل، أو نوع العمل، أو آحاد العمل ، فهذا كله طنطنة لا فائدة منها »

ورحم الله الإنصاف

قالت اللجنة الموقرة بفتوى لها برقم (1727) جوابا عن السؤال التالي :-
(سؤال: يقول رجل لا إله إلا الله محمد رسول الله , ولا يقوم بالاركان الاربعة :الصلاة والزكاة والصيام والحج , ولا يقوم بالاعمال الاخرى المطلوبة في الشريعة الاسلامية , هل يستحق هذا الرجل شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم - بحيث لا يدخل النار ولو لوقت محدود ؟.
الجواب : من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله , وترك الصلاة والزكاة والحج جاحدا لوجوب هذه الاركان الاربعة أو لواحد منها بعد البلاغ والبيان فهو مرتد عن الاسلام يستتاب فإن تاب قبلت توبته وكان أهلا للشفاعة يوم القيامة إن مات على الايمان , وإن أصر على إنكاره قتله ولي الامر لكفره وردته ولا حظ له في شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره يوم القيامة. وإن ترك الصلاة وحدها كسلا وفتورا فهو كافر كفرا يخرج به عن ملة الاسلام في أصح قولي العلماء , فكيف إذا جنع الى تركها ترك الزكاة والصيام وحج بيت الله الحرام , وعلى هذا لا يكون أهلا لشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا غيره إن مات على ذلك .

ومن قال من العلماء: أنه كافر كفرا عمليا لا يخرجه عن حظيرة الاسلام بتركه لهذه الاركان يرى أنه أهل للشفاعة فيه وإن كان مرتكبا لما هو من الكبائر إن مات مؤمنا)

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- :-
(وذهب بعض أهل العلم إلى أنه [تارك الصلاة] يكون عاصيا معصية كبيرة ، وجعلوا هذا كفرا أصغر ، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد ، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا ، لكنها لا تدل على المطلوب ، فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام ، ومن ذلك أمر الصلاة ، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون ، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين ، ولو أن إنسانا قال : لا إله إلا الله ، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر ، ولا ينفعه قوله : لا إله إلا الله ، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة ، فهكذا من تركها تساهلا وعمدا وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء ، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة))
مجموع فتاوى إبن باز(10\264).

وقد صرح الشيخ عبد العزيز بن باز أن القول بظاهر هذه الاحاديث ليس من أقوال المرجئة بل هو من أقوال أهل السنة والجماعة كما قال في جوابه عن السؤال التالي :-
((العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الايمان القلبي هل هم من المرجئة؟
ج\ هذا من أهل السنة والجماعة , فمن ترك الصيام أو الزكاة أو الحج لا شك أن ذلك كبيرة عند العلماء , ولكن على الصواب لا يكون كفرا أكبر , أما ترك الصلاة فالراجح أنه كافر كفرا أكبر إذا تعمد تركها , وأما ترك الزكاة والصيام والحج فإنه كفر دون كفر))
مجلة الفرقان(94\11-12)

أبو عبد البر
2011-06-11, 18:14
http://forum.ozkorallah.com/up/19762/1214932239.gif

ابو الحارث مهدي
2011-06-11, 18:49
إثبات أن الشيخ الألباني لا يكفر تارك عمل الجوارح


(( عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة
وليسري على كتاب الله عز و جل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله " فنحن نقولها
قال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة
و لا صيام و لا نسك و لا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم ردها عليه ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار، ثلاثا " .

رواه ابن ماجة ( 4049 ) والحاكم ( 4 / 473 ) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه - أيضا - البوصيري في " مصباح الزجاجة " وقواه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 13 / 16 )


وقال الإمام الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 1 / 130 - 132 ) تعليقا على هذا الحديث الصحيح :


هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة

ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها


ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة خاصة مع إيمانه بمشروعيتها فالجمهور على أن لا يكفر بذلك بل يفسق وذهب أحمد [ فيما يُذكر عنه ] إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة لا حدا

وقد صح عن الصحابة أنهم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي والحاكم

وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصا على أنهم كانوا يريدون بــــ( الكفر ) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له كيف ذلك وحذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة - يرد على صلة ابن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له فيقول :

ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة . . . " فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه : " يا صلة تنجيهم من النار " ثلاثا

فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة - ومنها بقية الأركان - ليس بكافر بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة


فأحفظ هذا فإنك قد لا تجده في غير هذا المكان)).

وفي"السلسلة الصحيحة" برقم (3054)، - وقد سبق ذكره بتمامه –


أقول : في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم علىاختلاف قوة إيمانهم ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه، و لقد توهم ( بعضهم) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار

قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )

قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
(فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع وسل تعط و اشفع تشفع

فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلاالله

فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منهامن قال: لاإله إلا الله)

متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )

و في طريق أخرى عن أنس....).


http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif


مع العلم أن هذا التأصيل بعدم التكفير ، منقول بحروفه في كتابه " حكم تارك الصلاة "


فهل يا ترى يقال بعد هذا : أن الإمام الألباني إنما تلفظ بعبارات فَهِمَ منها بعض الناس أنه لا يكفر بترك أعمال الجوارح !!!


ويظنُّ قائل هذا القول المتهافت، أنه يدافع على الإمام الألباني !!!

وهو – من حيث يدري أو من حيث لا يدري – واقع في اتهامه بالإرجاء، حيث قال: وهو في الحقيقة نصرة للباطل، بل نصرة لمذهب المرجئة المحدث


ثم يقول – متبجحاً -كلامًا ينقُضُ أوله أخره: وقد ظن بعض المشايخ الفضلاء - كما كنت أظن ذلك قبل عدة سنوات وناظرت عليه والله يعفو عني مع أني كنت أصرح بتكفير تارك عمل الجوارح طول عمري ومشواري العلمي - أن المسألة خلافية بين السلف، وأن من السلف من يصحح إيمان من يترك عمل الجوارح بالكلية ويصر على ذلك ويعتقد أنه مسلم فاسق ..


أولا: القول بصحة الإيمان مع ترك العمل: هذا قول المرجئة ولا كرامة، لأن ايمانه قد أصابه المرض والوهن


ثانيا: أما المصر على الترك سواء الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج، وجاء الأمر بإقامة الحد عليه ولم يَمْتَثِل


فهو كافرٌ الكفر الأكبر المخرج عن الملة ، بحكم الإمام الألباني عليه




والعجيب من هذا الدعي - وأمثاله - أن يقول: ناظرتُ عليه !!! وهو لا يعرف موارد الإرجاء ويناظر عن الجهمية

والإمام الألباني ليس بحاجة أن يدافع عنه هذا الصنف من المتعالمين، وإلاَّ فكلامُهُ كَرِيحٍ خَرَجَتْ مِنْ بَعِيرٍ في فَلَاة


ثم إذا كان يناظر ويجادل فما الذي غيَّرَ حاله ؟

1- آلبحث العلمي ؟

2- أم هو الخوف من أن يوصف بالإرجاء تحت ضغط الإرهاب الفكري ؟


3- أم هو التَّنَقُّل الذي ذكره عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه - ، حيث قال:
( مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضاً لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّل )

ولا خير في ودِّ امرءٍ متلونٍ * إذا الريح مالت مَالَ حيثُ تميلُ



وبعد النظر والترجيح بين الإحتمالات الثلاثة !!!؟

تبين أن الراجح هو الإحتمال الثاني، من غير قرينة صارفة، مما أوقعه على أُمِّ رأسه في غيابات الإحتمال الثالث،
أمَّا الإحتمال الأول فلا سبيل للوصول إليه، لأنَّ بينه وبينه مفاوز تنقطع لها أعناق الإبل، وأقرأ أخي الحبيب مقال :

(( البريد الإسلامي:الشيخ عبد العزيز الراجحي :أسامة العتيبي من مذهب المرجئة من الجهمية ونحوه ))


وهذا الشخص بالذات سمعتُ له – صوتيا -، طعنا قبيحا غايةً في السوء، في الشيخ الجهبذ الفقيه المحدث:

عبد الكريم الخضير – حفظه الله وبارك فيه وفي أمثاله -

ومن حقي أن أَتَسَاءَلْ عن حال هذا الشجاع الجرئ ، هل ثَبَتَ على هذا الجرح الطيَّار المنفلت، بعدما عُيِّنَ الشيخ عضوا في ( هيئة كبار العلماء ) ؟

أو سيقول - تقيَّةً عفواً وقايةً -: "لحوم العلماء مسمومة"، بحيث كانت البارحة فاكهة المجالس

والكلام يطول عن مهازله، فهو الذي طلع بجديد لم نسمع به من قبل، فجاء بباقعة حيث صرَّحّ بكفر الرئيس السابق
حسني مبارك !! ، وليس هذا - مني - دفاعاً عن المفسدين في الأرض، ولكن من باب: لَيْسَ هَذَا عُشُّكِي فَادْرُجِي ؟!!

فلئن كنتَ في شكٍ من هذا - أخي الحبيب - ، فالتمس يد العون من الحاج :(Google)


فإنه ممن عُرفَ بالجود والسخاء ، حيث لا يردُّ يَدَ لامس وإن كانت جرباء أو شلاء، (ابحث تجد)


و المقصود بقوله (... فَهِمَ منها بعض الناس...) = تلاميذ الإمام الألباني- رحمه الله -


وما يكاد العجب ينقضي من مهزلة مضحكة مبكية حتى نفاجئ بمثلها أو أكبر.

في السابق كنَّا نَسْمَعُ : الألباني ليس له شيوخ، وأين طلبَ العلم ؟!!

ثم قيل: الألباني محدِّث وليس فقيها، وبالتالي لا نأخذ عنه الفقه ؟!!

ثم قيل: الألباني في الحديث ليس على منهج المتقدمين، لذا فهو متساهل في التصحيح ؟!!


ثم قيل: الألباني مرجئ، أو له إرجاء، أو موافق للمرجئة ؟!!


ثم قيل: الألباني ليس له تلاميذ !!!؟؟؟


وهذه الباقعة الأخيرة قالها ممن له وزن في الساحة العلمية، فالله المستعان .



فماذا أَبْقَوْا لهذا الشيخ الإمام العلامة الهُمام، الذي أفنى حياته في رحاب السنة النبوية ، حشره الله مع سيد البرية ؟
وكأنّي به – رحمه الله - يقول:

قال رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم -:

«ألا تعجبون كيف يصرف اللّه عني شتم قريش ولعنهم؛ يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً، وأنا محمد».

«صحيح البخاري»(3533) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه -

وللحديث بقية


و في ختام هذه العجالة أنصح الأخ الحبيب ألاَّ يَسْتَكْثِر


بالْمُنْخَنِقَة وَالْمَوْقُوذَة وَالْمُتَرَدِّيَة وَالنَّطِيحَة مِنْ أَمثَالِ هَذَا المتزلِّفِ وَأَشْبَاهِهِ


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى تَحَيُّن فرصة من الوقت

ابوزيدالجزائري
2011-06-12, 14:13
أولا :سؤالك عن معنى كلام ابن تيمية "عدمه أو ضعفه"تجد جوابه في كتاب توحيد الخلاق فبين هناك متى يكون ترك العمل كفرا و متى لا يكون لعل قصدي اتضح .
ثانيا :أجبني عن قول ابن تيمية عدمه.
ثالثا :كيف تجيب عن النقول الصريحة نقلا نقلا سواء التي ذكرتها أو التي لم أذكرها و ذكرها من ألف في المسألة.
رابعا :اذا تأولت بعض النقول فما جوابك عن النقول التي فيها لفظة الكفر بالألف و اللام و فيها من السياق ما يدل على أن المراد هو الكفر الأكبر.
خامسا:لا أظنه يخفى عليك أنه قد جرى عرف كثير من العلماء على استعمال لفظة الكفر في الكفر الأكبر و لفظة الفسق في الكفر الأصغر كما يظهر من مراجعة أبواب الردة في كتب الفقه وغيرها فلماذا تخرج كلامهم عن ظاهره من دون مقتض لذلك .
سادسا :فيما يخص تأويلك للاجماع الذي حكاه الشافعي أقول:
كلامه يتضمن سبع صور بالتقسيم العقلي لا ثامن لها :
1-من أتى بالعمل و القول و الاعتقاد فهو مؤمن بمفهوم كلام الشافعي و منطوقه.
2-من أتى بالعمل و القول دون المعتقد.
3-من أتى بالعمل و الاعتقاد دون القول .
4-من أتى بالقول و الاعتقاد دون العمل .
5-من أتى بالاعتقاد فقط .
6-من أتى بالقول فقط.
7-من أتى بالعمل فقط .
ففي جميع الصور السابقة عدا الأولى هو كافر عندي و عندك هذا مفهوم كلام الشافعي الا الصورة الرابعة -عندك- فلماذا استثنيتموها من دون مقيد و لا مخصص و هذا باطل -أي التخصيص من دون مخصص و التقييد من مقيد-
ثم لفظ الاجزاء معناه معلوم في عرف الفقهاء لا أظنه يخفى عليك .

ابوزيدالجزائري
2011-06-12, 14:30
ثم فيما يخص الدليل :دليلي هو أن الايمان الذي هو مقابل الكفر قول و عمل قول القلب و اللسان و عمل القلب و الأركان فاذا انتفى واحد منها بالكلية انتفى الايمان .
و أيضا :عطف العمل على الايمان لافادة مزيد الاهتمام به ،فكيف نكفر بترك القول و لا نكفر بتركه مع أن أدلة الاكفار بتركه أقوى من أدلة الاكفار بترك القول.
و أيضا :قوله تعالى (أو كسبت في ايمانها خيرا)و قوله عن الجنة (أورثتموها بما كنتم تعملون)و ما ورد عن السلف في تفسيرها .
و أيضا :اجماع الصحابة و التابعين الذي حكاه الشافعي -هذا فهمي بغض النظر عن فهمك بل هو فهم من هم أعلم بالعقيدة مني و منك كالفوزان و الشثري و بكر أبو زيد وغيرهم-
هذه بعض الأدلة لم أسقها لترد عليها أو تجيب عنها و انما لبيان أن ما أعتقده أعتقده عن دليل لا عن حماس كما ألمحت الى ذلك و ان لم تصرح .
و فيما يخص حديث الشفاعة فقد قدمت عليه الكلام باشارات لا أظنه يخفى على مثلك فهمها ،وأما دندنتك حول الأصل والفرع فالقول فرع و رغم ذلك ينتفي الايمان اذا ترك بالكلية .

ابوزيدالجزائري
2011-06-12, 15:32
لقد كتبت مشاركة الآن و لم ترسل لأن الأنترنت انقطعت ،لا أخفي عليك أن الهمة قد قصرت عن اعادة كتابتها -خاصة و أني أكتب من مقهى الأنترنت لأن حاسوبي غير موصول بالنت-و لكن ملخصها أني أبرأ الى الله من الطعن في العلامة المحدث المجدد الألباني كيف أفعل ذلك و قد تربيت على كتبه و أشرطته ،والعلامة عبد الكريم الخضير أيضا هو عالم متفنن لا يضره طعن العتيبي و لا غيره اذ هو دونه بمراحل .
و أما الحوالي و أمثاله و أشباهه فلم أقرأ لهم و لا أقرأ لهم و مالي و لهم .
ثم ختمت باعتذاري عن مواصلة الحوار لضعف الدواعي و كثرت الموانع-أحتفظ بها لنفسي - .
و على كل أخي الكريم لا أرى فائدة في مواصلة الحوار لأننا لن نصل الى نتيجة و أما جمهور القراء ان أرادوا معرفة الحق فعليهم بالرجوع الى أهل العلم وسؤالهم أو البحث ان كانوا أهلا له و أما ما أسطره و ما تسطره فلا يلزمنا الا نحن .
و على كل أخي الكريم أعتذر عن كل ظن كاذب ربما خطر على قلبي أو دار في خلدي أو حاك في صدري و أطلب منك مسامحتي على ذلك .
أسأل الله أن يجمع بيننا يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ، و السلام .

ابو الحارث مهدي
2011-06-13, 03:05
بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

أخا نا الحبيب : " أبا زيد الجزائري "

قال ابْنُ قَيِّمْ الجَوْزِيَة –رَحِمَهُ اللهُ - في (مُخْتَصَر الصَّواعِقِ المُرْسَلَة)(1/601):
(( فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ فَخَاضَ فِيهَا النَّاسُ وَاخْتَلَفُوا، وَلَمْ يُورِثْ هَذَا الِاخْتِلَافُ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً وَلَا نَقْصًا وَلَا تَفَرُّقًا، بَلْ بَقِيَتْ بَيْنَهُمُ الْأُلْفَةُ وَالنَّصِيحَةُ وَالْمَوَدَّةُ، وَالرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ، عَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِ الْإِسْلَامِ يَجُوزُ النَّظَرُ فِيهَا، وَالْآخَرُ يَقُولُ مِنْ تِلْكَ الْأَقْوَالِ مَا لَا يُوجِبُ تَبْدِيعًا وَلَا تَكْفِيرًا كَمَا ظَهَرَ مِثْلُ هَذَا الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَعَ بَقَاءِ الْأُلْفَةِ وَالْمَوَدَّةِ.
وَكُلُّ مَسْأَلَةٍ حَدَثَتْ فَاخْتَلَفُوا فِيهَا؛ فَأَوْرَثَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ذَلِكَ التَّوَلِّيَ وَالْإِعْرَاضَ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ، وَرُبَّمَا ارْتَقَى إِلَى التَّكْفِيرِ، عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، بَلْ يَجِبُ عَلَى كُلِّ ذِي عَقْلٍ أَنْ يَجْتَنِبَهَا وَيُعْرِضَ عَنِ الْخَوْضِ فِيهَا.
إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى شَرْطًا فِي تَمَسُّكِنَا بِالْإِسْلَامِ أَنْ نُصْبِحَ فِي ذَلِكَ إِخْوَانًا، فَقَالَ تَعَالَى:
} وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا{ )) [آل عمران: 103]
وعن أنس - رضي الله عنه -« أن رجلاً كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم- فمر رجل فقال : يا رسول الله ، إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : أأعْلَمتَهُ ؟ ! قال : لاَ ، قال : أَعْلِمْهُ ، فلحقه فقال :
إِنِّي أُحِبُّكَ فيِ اللهِ ، فقال : أَحَبَّكَ اللهُ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ »
صحيح أبي داود (3/965)
وبحكم وجوب إخراج الزكاة، فإنه يتوجَّبُ عليَّ إخراج زكاة هذا الحديث
لِذَا أَقُولُ لَكَ أَخِي - أَثَابَكَ اللهُ - : إِنِّي أُحِبُكَ فِي اللهِ
ولا أُخفيكَ أنني ما إن قرأتُ هذه الكلمات الأخيرة التي سطرتها أنامل يـُمْنَاكَ حتى
إنْتَابَنِي إِحْسَاسٌ غريب، ممزوجٌ بدمع العَينِ - والله -
والعجيب أني لا أدري لماذا ؟
أعدتُ قرأتها حتى أعرفَ السر في ذلك ، فعلمتُ أنها أُخوة الإسلام، ومحبة الإيمان ، ورحمة الإحسان، وبما أنَّ الليل قد أرخى سُدُوله والنجوم صافية صفاء القلوب في محبتها

فلا يسعني وأنا في الثُلُثِ الأَخِيْرِ مِنَ اللَّيْلِ إلاّ أن أقول داعياً

الَلَّهُمَّ أَحفَظْ أَخِي أَبَا زَيْدٍ
اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَتَهُ وَاسْتَجِبْ دَعْوَتَه، وَ اخْتِمْ لَنَا وَلَهُ بِالحُسْنَى، وَوَفِّقْهُ لِكُلِّ خَيْرٍ يَا رَبَّ العَالَمِين

رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .
رَبَّنَا وَ آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ و لا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ .
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ .
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ .
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ و لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ .
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ .

اللهم آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين

والسلام. عليكم ورحمة.الله وبركاته

ابو الحارث مهدي
2011-06-13, 21:00
سادسا : فيما يخص تأويلك للإجماع الذي حكاه الشافعي أقول:
كلامه يتضمن سبع صور بالتقسيم العقلي؟؟؟ لا ثامن لها :
1-من أتى بالعمل و القول و الاعتقاد فهو مؤمن بمفهوم كلام الشافعي و منطوقه.
2-من أتى بالعمل و القول دون المعتقد.
3-من أتى بالعمل و الاعتقاد دون القول .
4-من أتى بالقول و الاعتقاد دون العمل .
5-من أتى بالاعتقاد فقط .
6-من أتى بالقول فقط.
7-من أتى بالعمل فقط .
ففي جميع الصور السابقة عدا الأولى هو كافر عندي و عندك هذا مفهوم كلام الشافعي الا الصورة الرابعة -عندك- فلماذا استثنيتموها من دون مقيد و لا مخصص و هذا باطل -أي التخصيص من دون مخصص و التقييد من مقيد-
ثم لفظ الاجزاء معناه معلوم في عرف الفقهاء لا أظنه يخفى عليك .


تتمة لنقض دعوى الإجماع

قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي - رحمه الله - :



«وكان الإجماع من الصحابة والتّابعين من بعدهم ممّن أدركناهم أنّ الإيمان قول وعمل ونيّة لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر».
[انظر «الفتاوى» (7/ 209) و«اعتقاد أهل السنّة» (5/886)للالكائي].

ولكن هناك ملاحظات في دلالة هذه العبارة، ومعناها، ووجه الاستدلال بها:
الملاحظة الأولى :

«وأمّا كلمة الشافعي - رحمه الله -: فالاستدلال بها - على دعوى أنّ الإيمان باطل بترك عمل الجوارح - فيه نظر ؛

وذلك من ثلاثة وجوه :

الوجه الأول: جاء قوله (يجزئ ) – هنا- بمعنى : (يغني )؛ وليس بمعنى : (يصّح )...
وهذا معنى لغويّ ـ علميّ ـ قريب جداً؛ يشهد له :
الوجه الثاني : وهو أنّ المعلوم المشهور - جدّاً - عن الإمام الشافعي - رحمه الله - ومحقّقي مذهبه - بعده - القول بعدم تكفير تارك الصّلاة..
فكيف بغيرها ـ ممّا دونها!؟
ويؤيّد هذين :
الوجه الثالث : أنّ هذا الاستعمال لكلمة (يجزئ ) - في مثل هذا المقام - سكيكةٌ مطروقة عند أهل السنّة؛ ردّاً على المرجئة، والجهمية ـ وأشباههم ـ :
ففي «مجموع الفتاوى» (7/ 307ـ 308 ) ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ نقله ـ رحمه الله ـ عن وكيع ـ قوله :
«قال وكيع : المرجئة : الذين يقولون : الإقرار (يجزئ ) عن العمل؛ ومن قال هذا فقد هلك.
ومن قال : النيّة (تجزئ ) عن العمل : فهو كفر، وهو قول جهم. وكذلك قال أحمد بن حنبل.
ولهذا كان القول : إنّ الإيمان قول وعمل ـ عند أهل السنّة ـ من شعائر السنّة ، وحكى غير واحد الإجماع على ذلك».
ثمّ نقل ـ رحمه الله ـ مباشرة ـ وفي السياق ذاته ـ كلمة الإمام الشافعي ـ هذه ـ رحمة الله عليه ـ «. أ.هـ
الملاحظة الثانية :
أنّ هذا الكلام المنقول عنه ـ رحمه الله ـ ليس هو الوحيد، فقد نقل عنه الإمام الشيرازي ـ رحمه الله ـ كما في كتاب «عمدة القاري» للعيني، أنّه قال (أي: الشافعي ): «الإيمان هو التصديق والإقرار والعمل، فالمخلّ بالأول وحده منافق، وبالثاني وحده كافر، وبالثالث وحده فاسق ينجو من الخلود في النّار ويدخل الجنّة ».
ونظنّ أنّه لا يختلف عاقلان أن الثّالث ـ الذي تركه فسق ـ هو العمل، كما أنّه لا خلاف في أنّ هذا الكلام صريح الدّلالة، واضح العبارة، أكثر من الكلام السّابق، وبذلك فإنّه يجب أنّ يحمل الكلام الأول - لاحتماله - على الثّاني ـ لإحكامه ـ.

الملاحظة الثّالثة : هبْ أنّ كلامه الأول كالثّاني في الثبوت والدّلالة، أفلا يكون في كلام السّلف والخلف

- الذي سبق - كفاية لنقض هذا الإجماع المزعوم ؟!! فإن لم يكن كذلك، فمتى سيكون ذلك؟!!
أنبئونا بعلم إن كنتم صادقين.
الملاحظة الرّابعة :
ويوضّح ما سبق : بيان مفهوم (الإسلام ) عند الإمام الشّافعي ـ رحمه الله ـ وما الأقلّ الذي يجزئ (يغني ) للنّجاة من الخلود في النّارـ عنده ـ؟
وسيظهر جليّاً أنّه يتفق مع مَن سبق من أهل العلم، أنّ حدّ الإسلام المنجي من الخلودِ في النّار؛ هو ما يثبت به أصلُ الإيمان. ودليلُ ذلك :
1ـ قال ـ رحمه الله ـ في كتابه «الأمّ» (5/ 281 ) :
«ووصف الإسلام :أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتبرأ ممّا خالف الإسلام من دين. فإذا فعلت فهذا كمال وصف الإسلام».
2ـ قال الإمام العيني في كتابه «عمدة القاري» (1/ 175 ) :
«الإيمان في كلام الشّارع قد جاء بمعنى أصل الإيمان؛ وهو الذي لا يعتبر في كونه مقروناً بالعمل، كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -
«الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله...». وقد جاء بمعنى الإيمان الكامل، وهو المقرون بالعمل كما في حديث وفد عبد القيس :
«أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة...»، والإيمان بهذا المعنى هو المراد بالإيمان المنفي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزني الزاني حين يزني...»؛ فإنّ الإيمان المنجّي من دخول النّار هو الثاني باتفاق جميع المسلمين والإيمان المنجّي من الخلود في النّار هو الأول باتفاق أهل السنّة... فالحاصل أنّ السّلف والشافعيّ إنّما جعلوا العمل ركناً من الإيمان بالمعنى الثّاني دون الأوّل، وحكموا مع فوات العمل ببقاء الإيمان ».
3- وقال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 371 ) :

«قال إسماعيل بن سعيد : سألت أحمد عن الإسلام والإيمان فقال : الإيمان قول وعمل، والإسلام الإقرار

وقال : وسألت أحمد عن مَن قال في الذي قال جبريل للنّبي - صلى الله عليه وسلم - إذ سأله عن الإسلام ،


فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟ فقال : نعم.

فقال قائل : وإن لم يفعل الذي قال جبريل للنّبي - صلى الله عليه وسلم - ، مسلم أيضاً؟.
فقال : هذا معاند للحديث.

فقد جعل أحمد من جعله مسلماً إذا لم يأت بالخمس معانداً للحديث، مع قوله : إنّ الإسلام الإقرار، فدلّ ذلك على أنّ ذاك
أوّل الدّخول في الإسلام، وإنّه لا يكون قائماً بالإسلام الواجب حتى يأتي بالخمس، وإطلاق الاسم مشروط بها، فإنّه ذمّ من لم يتّبع حديث جبريل، وأيضاً؛ فهو في أكثر أجوبته يكفر من لم يأتِ بالصّلاة؛ بل وبغيرها من المباني، والكافر لا يكون مسلماً باتّفاق المسلمين، فعلم أنّه لم يُرِد أنّ الإسلام هو مجرّد القول بلا عمل؛ وإن قُدّر أنّه أراد ذلك، فهذا يكون أنّه لا يُكَفِّر بترك شيء من المباني الأربعة. وأكثر الرّوايات عنه بخلاف ذلك، والذين لا يكفّرون مَنْ ترك هذه المباني يجعلونها من الإسلام، كالشّافعي، ومالك، وأبي حنيفة، وغيرهم، فكيف لا يجعلها أحمد من الإسلام؟!».
وفيما قاله شيخ الإسلام فوائِدُ غزيرة، وفرائدُ عزيزة؛ منها :
1ـ قولـه : «وإن قدر أنّه أراد ذلك» يعني أنّ الاحتمال الثّاني لكلمة الإمام أحمد أنّ الإسلام هو : (الإقرار ) أي: مجرّد الكلمة فقط،
كما قال (7/ 259 ) :
2 - « وأحمد إن كان أراد في هذه الرّواية أنّ الإسلام هو الشهادتان فقط، فكلّ من قالها فهو مسلم، فهذه إحدى الرّوايات عنه».
3- أنّ هذا القول ـ الإسلام هو الكلمة ـ ليس هو قول المرجئة، كما يُتَّهم بذلك طائفة من أهل العلم السلفييِّنِ ـ في هذه الأيّام ـ وإلاّ لزم من ذلك ـ أيضاً ـ اتّهام الإمام أحمد.
4ـ قولـه : «فهذا يكون أنّه لا يُكفّر بترك شيء من المباني الأربعة» فيه تفسير لا احتمال غيره لقوله : «شيء من المباني الأربعة» أنّ المراد بذلك تركها كلّها، لا أحدها ـ كما يدّعي ذلك البعض! ـ لأنّه لا يقال في حال ترك بعضها أو أحدها: أنّ الإسلام هو الكلمة.
وبهذا يجب فهم ما سبق وما سيأتي من كلامه - رحمه الله -.
وحتى لا يبقى في القلب أدنى شكّ فيما ذهبنا إليه، فإننا نذكر ما قاله الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ في «شرح كتاب الإيمان» (26 ):
«ومعنى قوله : «بُني الإسلام على خمس» أنّ الإسلام مثله كبنيان... وأما هذه الخمس؛ فإذا زالت كلها سقط البنيان ولم يثبت، وكذلك إنْ زال منها الركن الأعظم وهو الشهادتان ، وزوالهما يكون بالإتيان بما يضادهما ولا يجتمع معهما.
وأما زوال الأربع البواقي : فاختلف العلماء؛ هل يزول الاسم (بزوالها ) أو بزوال واحد منها؟ أمْ لا يزول بذلك؟ أم يفرق بين الصلاة وغيرها فيزول بترك الصلاة دون غيرها؟ أم يختص زوال الإسلام بترك الصلاة والزكاة خاصة؟
وفي ذلك اختلاف مشهور، وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد ».
5- أنّ الأعمال الأربعة مع الكلمة شرطٌ لإطلاق اسم الإسلام على الشخص وقيامه بالإسلام الواجب، كما قال : «وإنّه لا يكون قائماً بالإسلام الواجب حتّى يأتي بالخمس، وإطلاق الاسم مشروط بها»، أمّا الوصف بمطلق الاسم فإنّه مشروط بالكلمة ـ وحدها ـ.
6- لا يعني القول : (الإسلام هو الكلمة) أنّ الأعمال الأربعة لا تدخل فيه، كما في قوله عن الأئمة الذين لا يكفرون بتركها : «يجعلونها من الإسلام» وقوله ـ بعده ـ (7/ 377 ) : «فمن زعم أنّ الإسلام الإقرار ، وأنّ العمل ليس منه: فقد خالف الكتاب والسنّة؛ ولا فرق بينه وبين المرجئة إذ زَعَمَتْ أنّ الإيمان إقرار بلا عمل».
ففرق بين القول بأنّ الإسلام هو الكلمة - فقط - والقول بأنّ أصله - الكلمة - فقط.

ابو الحارث مهدي
2011-06-13, 21:14
7- فإن قيل : في القول مشابهة للمرجئة ؛ فنقول :


لقد أجاب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ، وبيّن الفرق ـ كما نقل شيخ الإسلام (7/ 372 ) عن بعض تلاميذ أحمد ـ :

«قلت لأبي عبد الله : فتذهب إلى ظاهر الكتاب مع السنن؟ قال : نعم، قلت : فإذا كانت المرجئة يقولون : إنّ الإسلام هو القول، قال : هم يصيّرون هذا كلّه واحداً، ويجعلونه مسلماً ومؤمناً شيئاً واحداً على إيمان جبريل ومستكمل الإيمان،


قلت: فمن ههنا حجّتنا عليهم؟ قال : نعم »


وفي كتاب « صلة الغلو في التكفير بالجريمة » للأخ الفاضل عبد السلام السُّليمان، بتقريظ الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والدكتور صالح الفوزان : نقلٌ لهذا التفصيل، ثم نُقولٌ أخرى عن الشيخ ابن عثيمين، بعضها بوساطة كتاب «التحذير من فتنة التكفير» (ص 121 ـ 129 ).

8- يوضّح ما سبق؛ ما قاله شيخ الإسلام ـ بعده ـ (7/ 379 ):

«قال محمد بن نصر : فمن زعم أنّ الإسلام هو الإقرار، وأنّ العمل ليس منه، فقد خالف الكتاب والسنّة. وهذا صحيح؛ فإنّ النّصوص كلّها تدلّ على أنّ الأعمال من الإسلام.

قال:ولا فرق بينه وبين المرجئة إذ زعمت أنّ الإيمان إقرار بلا عمل.

فيقال : بل بينهما فرق، وذلك أنّ هؤلاء الذين قالوه من أهل السنّة كالزهري ومن وافقه يقولون : الأعمال داخلة في الإيمان ، والإسلام عندهم جزء من الإيمان، والإيمان عندهم أكمل، وهذا موافق للكتاب و السنة، ويقولون : الناس يتفاضلون في الإيمان، وهذا موافق للكتاب والسنة، والمرجئة يقولون : الإيمان بعض الإسلام والإسلام أفضل؛ ويقولون : إيمان النّاس متساوٍ، فإيمانُ الصّحابة وأفجر النّاس سواء، ويقولون : لا يكون مع أحد بعضُ الإيمان دون بعض، وهذا مخالف للكتاب والسنّة».
9- كلّ ما سبق من توجيه هذه الرّواية عن الإمام أحمد، يصدق على الإمام الشّافعي من باب أولى، لأنّ الإمام الشّافعي ـ رحمه الله ـ لا يكفّر بترك المباني الأربعة، كما قال شيخ الإسلام :
«والذين لا يكفرون من ترك هذه المباني يجعلونها من الإسلام، كالشّافعي، ومالك، وأبي حنيفة، وغيرهم».
ويستفاد منه :
10- أنّ هناك فرقاً بين القولِ بعدم التكفير لمجرد ترك المباني، وبين إخراجها من مسمّى الإسلام فضلاً عن الإيمان، فتسويتهم بين القولين فريةٌ بلا مريةٍ، راح ضحيّتها الكثير من أهل السنّة النبويِّة.
11ـ وقد يُقال : إنّ المراد بالإسلام - هنا - الإسلام الظاهر الذي لا يلزم منه الحكم بالإسلام الذي يثاب عليه صاحبه، فنقول؟!
لا يقول هذا عاقل، لأنّ قوله : «لا يكفّرون من ترك هذه المباني» حُكْمٌ لهم بإسلام مقبول، ويؤكد ما قاله بعد أسطر من كلامه - عن الإمام أحمد -: «وكذلك التكفير بترك المباني، كان تارة يكفر بها حتى يغضب؛ وتارة لا يكفر بها».
ويوضحه - أيضاً - ما قاله - رحمه الله - عنه - (7/ 259 ) :
«وأحمد إن كان أراد في هذه الرّواية أنّ الإسلام هو الشهادتان فقط، فكلّ من قالها فهو مسلم، فهذه إحدى الرّوايات عنه، والرّواية الأخرى : لا يكون مسلماً حتى يأتي بها ويُصَلِّيَ، فإذا لم يصلّ كان كافراً....».
فهذا لا يقال في الإسلام الظاهر - فقط - دون أن يكون نافعاً لصاحبه في المآل.
وحتى نُطمئن الأخوة القرّاء بما سطرناه هنا، وأنه ليس مجرّد دعوى عارية عن الدّليل، فإنّنا نُحيله إلى ما قاله شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 369 ) : «قال ابن حامد في كتابه المُصنّف في «أصول الدّين» : قد ذكرنا أنّ الإيمان قول وعمل، فأمّا الإسلام فكلام أحمد يحتمل روايتين : (إحداهما ) أنّه كالإيمان.
(والثانية ) : أنّه قول بلا عمل .
وهو نصّه في رواية إسماعيل بن سعيد، قال : والصحيح أنّ المذهب رواية واحدة أنّه قول وعمل، ويُحتمل قوله : (إنّ الإسلام قول )، يريد به أنّه لا يجب فيه ما يجب في الإيمان من العمل المشروط فيه؛ لأنّ الصّلاة ليست من شرطه، إذا النّص عنه أنّه لا يكفر بتركه الصّلاة » .
ولكن يبقى أن يقال : إنّ الإمام ابن رجب فهم من كلام الإمام ، أنه أراد بكلامه أن ينص على إجماع الصحابة والتابعين على دخول الأعمال في مسمى الإيمان ، والإنكار على من أخرجها، وليس تكفير من تركها .
فبَحْثُ : ما الإيمان ؟! غير بحْث: ما الكفر؟! فتأمل!



قال ابن رجب - رحمه الله - (ص25 ) : « فإن قيل: فقد فرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث بين الإسلام والإيمان، وجعل الأعمال كلها من الإسلام لا من الإيمان، والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان. وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم. وأنكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكاراً شديداً... وقد دل على دخول الأعمال في الإيمان قوله ـ تعالى ـ : }إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجلت قلوبهم...{».
فالكلام كله يدور حول دخولِ الأعمالِ في مسمى الإيمان والتدليل عليه بإجماع الصحابة والتابعين.
وقد نص على ذلك الإمام البغوي ـ رحمه الله ـ في«شرح السنة» (1/ 38 ) :
«اتفقت الصحابة والتابعون فمَن بعدهم من علماء السنّة على أنّ الأعمال من الإيمان.. وقالوا : إنّ الإيمان قولٌ وعقيدة وعمل».
فلا علاقة لكلام الشافعي والبغوي ـ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ ـ بحكم تارك هذه الأعمال في الدنيا أو الآخرة، ولكن يستثنى من هذا الخلاف بعض الأعمال التي يكفر تاركها لذاتها، وهي الصلاة - على قولٍ -.

والآن حان موعد آذان : العشاء
بمدينة حاسي مسعود


فتأهبوا للصلاة – يرحمكم الله -


يتبع إن شاء الله

مراد74
2011-06-17, 16:09
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخ الذي دافع عن الشيخ الألباني رحمه الله
ثم أذكر الأخ الذي ذكرنا بحديث حذيفة رضي الله عنه أن هاذ
التلميذ تربى وأخذ عن رسول الله صل الله عليه وسلم ,والشيخ الألباني
بدوره أراد التأسي ومتابعة هاؤلاء التلاميذ رضي الله عنهم ونحسبه
كذالك والله حسيبه ’ وفي الحقيقة لاأحب المشاركة في المواضيع التي
يكثر فيها الجدال والردود ,إلاأني أريد أن أضيف حديثين تقوي رئي
حذيفة ,في أن لاإله إلاالله تنفع قائلها ...
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر قال فخرج أبو ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر

....من قال : لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه( البزار هب ) عن أبي هريرة . قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6434 في صحيح الجامع

ابو الحارث مهدي
2011-06-18, 13:10
العلامة محمد أمان الجامي :
قال -رحمه الله- في (شرح الأصول الثلاثة)- عند التعليق على المرتبةالثانية : الإيمان : وهو بضع وسبعون شعبة – (الشريط الثالث الوجه الثاني) : "ومن ادعى أنه مصدق بقلبه بكل ما جاء رسول الله عليه الصلاةوالسلام ثم لا يعمل ، يقال له : هذه دعوى! والدعوى لا بد لها من بينة ، فأين البينة؟ البينة الأعمال، لذلك يقول بعضهم :
فإذا حلَّت الهدايةُ قلباً نَشَطَتْ في العبادةالأعضاء
فإذا كانت الأعضاء لا تعمل ؛ لا يصليولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم .. ماشي ، هكذا مصدق ؟! لا، لا، لا يُقبل مثل هذا التصديق....".اهـ



كلام الشيخ العلامة محمد أمان الجامي - رحمه الله - بتمامه


« قال الشيخ العلامة محمد أمان الجامي ـ رحمه الله ـ في (شرح الأصول الثلاثة ) عند التعليق على المرتبة الثانية : الإيمان : وهو بضع وسبعون شعبة (الشريط الثالث الوجه الثاني ) : «ومن ادعى أنه مصدق بقلبه بكل ما جاء به رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ثم لا يعمل، يقال له : هذه دعوى! والدعوى لا بد لها من بينة، فأين البينة؟ البينة الأعمال، لذلك يقول بعضهم :

فإذا حلَّت الهدايةُ قلباً * نَشَطَتْ في العبادة الأعضاء
فإذا كانت الأعضاء لا تعمل؛ لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم..(ماشي )، هكذا مصدق؟! لا لا، لا يقبل مثل هذا التصديق، وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا الإيمان الإرجائـي، لذلك لو أمـرت إنسـاناً أو نهيتـه عـما فعــل، يقـول : الإيمـان بالقـلب، هنـا الإيمان!! الإيمان الذي هنا لو صحَّ لظهر أثره في أعضائك وجوارحك. لست بصادق؛ تترك الصلاة، فيقال لك : صل، فتقول : لا، الإيمان هنا في القلب!! ليس بصحيح هذا.

إذن كيف تحاججون وتنازعون الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؛ تقولون لهم : أنتم حكام غير مسلمين ، فيقول لك:أنا مسلم لأني أقول : لا إله إلا الله محمداً رسول الله، وأنا مصدق وأنت معي في هذا التصديق، يحاججك.
لكن متى تستطيع أن تقنعه أنه ليس على الإسلام؟ إذا عَرَّفت الإيمان بتعريفه الصحيح: تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان، التصديق الذي بالقلب يشهد لصحته : النطق باللسان، وقولك: «أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله»، ويصدّق كل ذلك الأعمال الجارية على السنة،وعلى وفق ما جاءت به السنة» .
فنقول : سنقتصر على نقطتين ذكرهما الشيخ أمان الجامي - رحمه الله - في كلامه :
1ـ قوله: « وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا الإيمان الإرجائـي، لذلك لو أمـرت إنسـاناً أو نهيتـه عـن مـا فعــل، يقـول : الإيمـان بالقـلب هنـا الإيمان!!».
فيقال : هذا الكلام موجّه إلى غلاة المرجئة الذين ذكرنا بعض أحوالهم وأقوالهم الخبيثةِ، ومنها : أنه لا يضر مع الإيمان معصية.
فهذا القول الخبيث يجعل العبد متّكلاً ومتهاوناً وغير آبه بترك الواجبات وفعل المحرمات كما نص على ذلك الإمام الذهبي في السير
( 9/ 436 )-وقد سبق بتمامه - : «وإنما الصعب من قول غلاة المرجئة : ... وجسّروا كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات» .
أما مع القول باستحقاق العذاب ودخول النار: فهذا وحده كافٍ في ردع وتخويف هذا الصنف من الناس.
وقد أشار إلى ذلك العلامة السفاريني الحنبلي ـ المتوفى (1188هـ ) ـ في كتابه «لوائح الأنوار السنية» (2 / 339 ) فقال :
«وهذا مشهور عنهم؛ فإنهم يقولون: كما لا ينفع مع الكفر طاعة، لا يضر مع الإيمان معصية.
وأما إذا اعتقدوا أنهم مآخذون بترك المأمور وارتكاب المحظور فالخُلْف - الخلاف - معهم بحسب اللفظ فقط، نعم اللفظ المطابق للكتاب والسنة هو الصواب، وليس لأحد، أن يقول بخلافه ولا سيما وقد صار ذلك ذريعة إلى بدع أهل الكلام من أهل الإرجاء وغيرهم وإلى ظهور الفسوق، فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سبباً لخطأ عظيم في العقائد والأعمال».
2- أما النقطة الثانية التي ذكرها الشيخ أمان الجامي-رحمه الله- فهي قوله :
« إذن كيف تحاججون وتنازعون الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؛ تقولون لهم : أنتم حكام غير مسلمين، فيقول لك : أنا مسلم لأني أقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنا مصدق وأنت معي في هذا التصديق، يحاججك.
لكن متى تستطيع أن تقنعه أنه ليس على الإسلام؟ إذا عَرَّفت الإيمان بتعريفه».
فنقول :هذا الكلام على إطلاقه يوهم تعميم حكم التكفير للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله سبحانه.
وهذا الإطلاق - هكذا - مجانب للصواب القائم على التفصيل، كما بين ذلك ووضحه أئمة الدعوة السلفية وعلى رأسهم مشايخُنا الكبارُ: ابن باز والألباني وابن عثيمين - رحمهم الله جميعاً -.
وإليك قول الشيخ ابن باز - رحمه الله -:
«من حكم بغير ما أنزل الله فلا يخرج عن أربعة أمور :
1ـ من قال: أنا أحكم بهذا لأنه أفضل من الشريعة الإسلامية : فهو كافر كفراً أكبر.
2ـ ومن قال : أنا أحكم بهذا، لأنه مثل الشريعة الإسلامية، فالحكم بهذا جائز وبالشريعة : فهو كافر كفراً أكبر.
3ـ ومن قال : أنا أحكم بهذا، والحكم بالشريعة الإسلامية أفضل؛ لكن الحكم بغير ما أنزل الله جائز : فهو كافر كفراً أكبر.
4ـ ومن قال : أنا أحكم بهذا، وهو يعتقد أن الحكم بغير ما أنزل الله لا يجوز، ويقول : الحكم بالشريعة الإسلامية أفضل، ولا يجوز الحكم بغيرها، ولكنه متساهل، أو يفعل هذا لأمر صادر من حكّامه : فهو كافر كفراً أصغر لا يخرج من الملة ويعتبر من الكبائر»

ونتمنى من ناقل هذا القول، أن يبين لنا كيف نحاجج من ترك الصوم والحج وباقي الواجبات
إذا قالوا لنا : نحن مسلمون لأننا نقول لا إله إلاّ الله.
وكيف سيكون الرد عليه اعتماداً على كلام الشيخ أمان الجامي الذي نقله؟
وهل يقنعه أنه ليس على الإسلام إذا عرّف له الإيمان بتعريفه، كما ذكر الشيخ أمان الجامي - رحمه الله -؟

ابو الحارث مهدي
2011-06-19, 00:46
وأيضا : قوله تعالى (أو كسبت في إيمانها خيرا) وقوله عن الجنة (أورثتموها بما كنتم تعملون)

و ما ورد عن السلف في تفسيرها



بحكم أن هذا النقل مأخوذ عن صاحب كتاب:«أقوال ذوي العرفان...»
فما المانع أن يكون النقاش معه مباشرة
صفحة (8 ) :
قال الدكتور السناني: «الآية الأولى : قوله – تعالى ـ في آخر سورة الأنعام :
]يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا[[ الأنعام 158]
فهذه الآية تدل على كفر من زعم أنّه مؤمن لإتيانه بتصديق القلب واللسان دون كسب الجوارح؛ لأنها نص في عدم نفع الإيمان لكل نفس آمنت ولم تصدق إيمانها بالعمل قبل إتيان بعض الآيات، وأنّه لن ينتفع عندئذ إلا الذي جمع بين الإيمان مع كسب العمل الذي هو من حقيقته.
قال أبو جعفر الطبري ـ رحمه الله ـ (تفسيره : 8/ 76 ) : وأما قوله : ]أو كسبت في إيمانها خيراً[فإنّه يعني : أو عملت في تصديقها بالله خيراً من عمل صالح يُصدِّق قِيلَه ويحققه، من قبل طلوع الشمس من مغربها... ولا ينفع من كان بالله وبرسله مصدِّقاً ولفرائض الله مضيِّعاً، غير مكتسب بجوارحه لله طاعة، إذا هي طلعت من مغربها أعمالُه إنْ عمل، وكسبُه إنْ اكتسب، لتفريطه الذي سلف قبل طلوعها في ذلك، كما حدثني محمد بن الحسين، قال : حدثنا أحمد ابن المفضل، قال : حدثنا أسباط، عن السُّدِّي: ]يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا[ يقول : كسبت في تصديقها خيراً : عملاً صالحاً، فهؤلاء أهل القبلة، وإنْ كانت مصدقة ولم تعمل قبل ذلك خيراً، فعملت بعد أنْ رأت الآية لم يقبل منها، وإنْ عملت قبل الآية خيراً ثمّ عملت بعد الآية خيراً، قُبِلَ منها».



فنقول : مهلاً يا دكتور فما قررته من كلام نسبته للإمام الطبري نخشى عليك من مخاصمته لك يوم القيامة.
فالإمام ـ رحمه الله ـ يوضح عدم انتفاع صنفين من الناس بما أحدثوه أو فعلوه بعد ظهور بعض الآيات الكبرى :
أما الصنف الأول: فهو الكافر الذي لم يكن آمن بالله من قبل وآمن بعدُ فلم ينفعه إيمانه؛

حيث قال ـ رحمه الله ـ في الكلام الذي حذفته - ولا نقول : بترته -:
«لا ينفع كافراً لم يكن آمن بالله قبل طلوعها، كذلك إيمانه بالله إن آمن وصدق بالله ورسله؛ لأنها حالة لا تمتنع نفس من الإقرار بالله العظيم لهول الوارد عليهم من أمر الله، فحكم إيمانهم كحكم إيمانهم عند قيام الساعة؛ وتلك حال لا يمتنع الخلق من الإقرار بوحدانية الله؛ لمعاينتهم من أهوال ذلك اليوم ما ترتفع معه حاجتهم إلى الفكر والاستدلال والبحث والاعتبار».

وأما الصنف الثاني : فهو مَن كان بالله وبرسله مصدقاً ولفرائض الله مضيعاً. وهذا الصنف يا دكتور حكمت عليه ـ هداك الله ـ بالكفر بما حكم الله به على الصنف الأول، مع أن السياق بل إن تصريح الإمام الطبري يخالف ذلك حيث قال ـ رحمه الله ـ عنهم : «(كسبت في تصديقها خيراً ) : عملاً صالحاً»، فهؤلاء أهل القبلة.

ولا نظنك إلا أنك توافقنا على أنّ أهل قبلتنا هم مسلمون لا أنهم كافرون، فحكمك عليهم بالكفر وحكم الطبري عليهم بالإسلام حكمان مفترقان لا يلتقيان.هذا أولاً. ثانياً : قولك عنهم : « وأنه لن ينتفع عندئذ إلاّ الذي جمع بين الإيمان مع كسب العمل الذي هو حقيقته ».
فنقول : صدقت يا دكتور من جهةٍ، وأخطأت من جهةٍ أخرى :وأما ما أصبت به : فحكمك عليهم بعدم الانتفاع.
والذي أخطأت فيه :حملُك عدمَ النفع على ما سبق من الآيات: من التصديق والإقرار مع تضييع الفرائض،



بمعنى أنهم لم ينتفعوا بتصديقهم وإقرارهم السابق.


فالذي نفاه عنهم الإمام الطبري هو الانتفاع بالأعمال التي كانت منهم بعد أن رأوا الآيات،كما لم ينفع الكفارَ الإيمانُ الذي أحدثوه بعد الآيات. ؛ فإننا سنضع بين يديك تكملة كلام الإمام الطبري الذي حذفته - ولا نقول : بترته! - وهو قوله ـ رحمه الله ـ: «حُدِّثت عن الحسين بن فرج :


قال : سمعت أبا معاذ، قال : ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها) .

قال : من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه قَبِل الله منه العملَ بعد نزول الآية كما قَبِل منه قبل ذلك».والفارق بين الصنفين ـ المضيعين للأعمال قبلُ والفاعلين لها ـ أن الأول منهم قد عمل أصحابُه في حالٍ وصفها الطبري ـ رحمه الله ـ أنها :«لا تمتنع نفس من الإقرار بالله العظيم لهول الوارد من أمر الله...

لمعاينتهم ذلك اليوم ما ترتفع معه حاجتهم إلى الفكر والاستدلال والبحث والاعتبار».


لذلك فإنّهم عوقبوا بعدم قبول الأعمال التي عملوها بعدُ؛ لتفريطهم الذي سلف قبل ظهور الآيات.أما الفاعلون لها قبل ظهور الآيات فقد كوفئوا على قبول عملهم بعد ظهور الآيات حتى لو كانوا في الحالة التي سبق وصفها، ونظير هذه الحالة في شريعتنا ـ ولو من بعيد ـ قول النبي –صلى الله عليه وسلم- : «إذا مرضَ العبدُ أو سافرَ كُتِب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً».


[البخاري : (2834 ) ].



وقد وقفنا على كلامٍ للعلامة السفّاريني، المتوفى سنة (1188 هـ )،فوجدنا أنفسنا قد فهمنا من كلام الطبري ما قرّره السفّاريني ـ رحمه الله ـ حيث قال في كتابه «لوامع الأنوار البهيّة» (2/ 134 ـ 135 ) حين تعرّض لتفسير الآية :«من تحقّق اتصافه بالإيمان الشرعي من قبل ذلك الوقت، واستمرّ إيمانه إلى طلوع الشمس من مغربها، فهو لا يخلو إمّا أنْ يكون:

مؤمناً مقيماً على المعاصي (لم يكسب في إيمانه خيراً ) .أو مؤمناً مُخلّطاً.

أو مؤمناً تائباً عن المعاصي، كاسباً في إيمانه خيراً ما استطاع.

فالأول : ينفعه الإيمان السابق (المجرّد عن الأعمال ) لأصل النّجاة، فلا يُخلّد في النار وإنْ دخلها بذنوبه، فالإيمان السابق ينفعه، وينفعه الإيمان يومئذٍ ـ أيضاً ـ؛ لأنّه نور على نور، ولكن لا تنفعه التوبة عن المعاصي، ولا يُقبل منه حسنة يعملها بعد ذلك. والثاني : ينفعه إيمانه السابق لأصل نجاته، وينفعه ما قدّمه من الحسنات لدرجاته، وينفعه إيمانه يومئذٍ ـ أيضاً ـ لما مرّ، ولكن لا تنفعه توبة حينئذٍ من التخليط، ولا حسنة يعملها بعد ذلك، ما لم يكن عملها من قبل واستمرّ على عملها من نحو صلاة، وقراءة، وذكر كان يعمله. والثالث : ينفعه إيمانه لأصل نجاته، وتنفعه أعماله السابقة الصالحة لدرجاته وينفعه ما يعمله بعد ذلك من الحسنات التي سبق منه أمثالها.

وهذا التفصيل مما دلّت عليه الآية الكريمة، وبيّنته الأحاديث الواردة في تفسير قوله – تعالى ـ :
]يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا[ ، فيتلخّص من مجموع الأحاديث المذكورة وما في معناها، مما هو مسطور في «الدرّ المنثور» للحافظ جلال الدين السّيوطي:أنّ الشمس إذا طلعت من مغربها، لا ينفع الإيمانُ المُحدَثُ في ذلك اليوم لمن كان كافراً أو مشركاً، ولا التوبةُ المُحدَثة فيه لمن كان مُخلّطاً، ولا أعمالُ البرِّ المُحدَثةُ فيه لمن لم يكن يعملها قبل ذلك اليوم.
وأما مَن كان قبل ذلك اليوم مؤمناً فإنّ (الإيمان المجرّد عن الأعمال الصالحة السابقة على ذلك اليوم ينفع صاحبه لأصل نجاته )، وإيمانه متجدد يومئذٍ ينفعه ـ أيضاً ـ لأنّه نور على نور، وإنْ لم تُقبل توبته عن سيئاته، وأنّ الإيمان السابق مع التخليط ينفعه مع ما تقدّم له من الأعمال الصالحة التي كان يعملها، وإنما الممنوع قَبول توبته عن تخليطه، وقَبول ما لم يكن متصفاً به من الأعمال، وأعمال البرّ قبل ذلك اليوم.
والضابط : أنّ كلّ برّ مُحدَث يكون السببُ في إحداثه رؤيةَ الآية، ولم يسبق من صاحبه مثلُه لا ينفع، سواء كان من الأصول أو الفروع، وكلّ برّ ليس كذلك يكون صاحبه كان عاملاً به قبل رؤيته الآية ينفع». انتهى.

ابو الحارث مهدي
2011-06-19, 01:08
وفي صفحة (9 ) :

قول الدكتور السناني : « وقال الشوكاني ـ رحمه الله ـ «فتح القدير» (2/ 254 ) :
« قولـــه ]أو كسبت في إيمانها خيراً[معطـوف علـى ( آمَنَتْ ) ، والمعنى : أنه لا ينفع نفساً إيمانها عند حضور الآيات متصفةً بأنها لم تكن آمنت من قبل، أو آمنت من قبل ولكن لم تكسب في إيمانها خيراً، فحصل من هذا : أنه لا ينفع إلا الجمع بين الإيمان من قبل مجيء بعض الآيات مع كسب الخير في الإيمان، فمن آمن من قبل فقط ولم يكسب خيراً في إيمانه، أو كسب خيراً ولم يؤمن فإن ذلك غير نافعه».
فنقول : يبدو أن الدكتور غيرُ موفقٍ ـ كثيراً ـ في النقل والاستدلال بكلام أهل العلم والعلماء؛ كما فعل مع أبي جعفر الطبري ـ آنفاً ـ، وقريبٌ من فعلته هذه ما فعله مع كلام ـ الشوكاني ـ هنا، فقد اختصره اختصاراً مخلاً؛ ليوهم القارئ أن الإمام الشوكاني لم يذكر في تفسير هذه الآية ِغيرَ ما ذكره، إلا أنّ الواقع ليس كذلك، فقد أخفى الدكتورُ ـ هداه الله ـ تتمة ما جاء في التفسير، ولا نحتاج إلى الكثير من التفكير؛ لمعرفة الدافع لصنيعه هذا، والذي سيظهر لكل ذي عينين بصيرتين، بعد نقلنا لما أخفاه ـ هدانا الله وإياه ـ.

قال الشوكاني بعد كلامه الذي نقله الدكتور عنه :« وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله : ]أو كسبت في إيمانها خيراً[
يقول : كسبت في تصديقها خيراً : عملاً صالحاً، فهؤلاء أهل القبلة ، وإنْ كانت مصدقة ولم تعمل قبل ذلك خيراً، فعملت بعد أنْ رأت الآية لم يقبل منها، وإنْ عملت قبل الآية خيراً ثمّ عملت بعد الآية خيراً، قُبِلَ منها».
وهذا الكلام ذكره الدكتور في طي كلام الطبري مستدلاً به، وقد سبق التعليق عليه، وبينا أنّ حكم السلف عليهم أنهم مسلمون، كما روى اللالكائي بإسناده في «شرح أُصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» برقم (2009 ) : «عن أبي سفيان : قلت لجابر : كنتم تقولون لأهل القبلة : أنتم كفار؟
قال : لا، قال : فكنتم تقولون لأهل القبلة :أنتم مسلمون؟ قال : نعم».
ثمّ ذكر الشوكاني بعده : «وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله : ]أو كسبت في إيمانها خيراً[قال : يعني المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيراً، وكان قبل الآية مقيماً على الكبائر، والآيات التي هي علامات القيامة قد وردت الأحاديث المتكاثرة في بيانها وتعدادها».
انظر إلى قوله : (المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيراً ) لنعرف الدافع لإخفاء هذا الكلام من الدكتور، فقد وصفه بكونه مسلماً مع أنه لم يعمل في إيمانه خيراً، وهذا خلاف ما يعتقده، ولأنه لا يستقيم مع دعوى الإجماع العارية عن الصحة التي يدّعيها، ويُدافع عنها....

ابو الحارث مهدي
2011-06-19, 02:33
و لا أدري كيف تتعامل مع النصوص التي اشترطت الإيمان لدخول الجنة و عطفت عليه العمل و هذا لإفادة مزيد الاهتمام و النصوص التي علقت دخول الجنة بالعمل و العمل إذا أطلق يراد به عمل الجوارح
فكيف و قد جاء عطف العمل (الذي هو عمل الجوارح - حسب فهم السلف-)على الإيمان لإفادة مزيد الاهتمام ،يضاف إلى هذه النصوص التي علقت الجنة بعمل الجوارح.


إعادة بعض ما سبق ذكره، والذكرى تنفع المؤمنين

توهَّم بعضهم أنَّ ذكر العمل مع الإيمان، من باب أنَّ الإيمان لا يصحُّ إلا بعمل الجوارح، واستدلوا على ذلك بالآيات والأحاديث التي قُرن فيها العمل مع الإيمان! ولكن - للأسف - غاب عنهم أن اقتران الأعمال بالإيمان هو من باب ثبوت اسم الإيمان المطلق، أو الواجب، الذي يمدح صاحبه به
ويثاب عليه بدخول الجنة بلا عذاب
بمعنى : أن تحقيق الوعد لدخول الجنة بلا عذاب عُلق في القرآن باسم الإيمان المطلق الذي لا يكون إلا بالأعمال الصالحة،
ولم يعلَّق بالإسلام الذي قد يثبت لصاحبه ظاهراً بالشهادتين ممّا لا يعطيه اسم الإيمان الواجب أو المطلق الذي به يستحق الوعد بدخول الجنة بلا عذاب.
فليس كل من أتى بالإسلام الواجب يقال فيـه أتى بالإيمـان الواجـب ـ الموجب له الوعد ـ؛ كما بين ذلك شيخ الإسـلام ـ رحمه الله ـ في:
أ ـ «الفتاوى» (7/ 260 ) قائلاً: « والوعد الذي في القرآن بالجنّة، وبالنجاة من العذاب إنما هو مُعَلَقٌ باسم الإيمان ، وأما اسم الإسلام مجرداً فما عُلق به في القرآن دخول الجنة، لكنه فرضه ،وأخبر أنه دينه الذي لا يقبل من أحد سواه... وأما الإسلام المطلق المجرد فليس في كتاب الله تعليق دخول الجنة به،
كما علق دخول الجنة بالإيمان المطلق المجرد ».
ب ـ وقال ـ أيضاً ـ في «الفتاوى» (7/ 423 ):
«وأما من كان معه أول الإيمان، فهذا يصح منه، لأن معه إقراره في الباطن بوجوب ما أوجبه الرسول، وتحريم ما حرمه وهذا سبب الصحة ؛ وأما كماله فيتعلق به خطاب الوعد بالجنة والنصرة والسلامة من النار فإن هذا الوعد إنما هو لمن فعل المأمور وترك المحظور ».
ج ـ وقال ـ رحمه الله ـ في«الفتاوى» (7/ 181 ):
« والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلاّ على إيمان معه العمل، لا على إيمان خالٍ عن عمل، فإذا عرف أنه الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه، بل يكون نزاعاً لفظياً مع أنهم مخطئون مخالفون للكتاب والسنة وإن قالوا: إنه لا يضره ترك العمل فهذا كفر صريح...».
وقد نُقِل كلام شيخ الإسلام - هذا - في المشاركة رقم (45)، من غير تمامه

- وقال الإمام ابن بطة ـ رحمه الله ـ في «الإبانة الكبرى» (2/ 650 ):
«}وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون { وهو الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، والتصديق والإقرار بما جاء من الله والتسليم لقضائه وحكمه، والرضا بقدره وهذا هو الإيمان.
ومن كان كذلك فقد استكمل الإيمان، ومن كان مؤمناً حرّم الله ماله ودمه ووجب له ما يجب على المسلمين من الأحكام. ولكن لا يستوجب ثوابه،
ولا ينال الكرامة إلاّ بالعمل فيه، واستيجاد ثواب الإيمان به (والعمل به ): إتباع طاعة الله ـ تبارك وتعالى ـ في أداء الفرائض واجتناب المحارم».

ابو الحارث مهدي
2011-06-19, 17:17
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-في تفسير "سورة فاطر"


]ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32) [


((يقول تعالى: ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم، المصدق لما بين يديه من الكتب، الذين اصطفينا من عبادنا، وهم هذه الأمة
ثم قسمهم إلى ثلاثة أنواع
فقال: ]فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ [ وهو: المفرط في فعل بعض الواجبات، المرتكب لبعض المحرمات.


]وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ [ وهو: المؤدي للواجبات، التارك للمحرمات، وقد يترك بعض المستحبات، ويفعل بعض المكروهات.


]وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ [ وهو: الفاعل للواجبات والمستحبات، التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات.


عن ابن عباس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال- ذات يوم-: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) [صحيح الجامع:(3714)]


قال ابن عباس: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - [المعجم الكبير (11/189)]


وهكذا رُوي عن غير واحد من السلف: أن الظالم لنفسه من هذه الأمة من المصطفين، على ما فيه من عوج وتقصير........


والصحيح: أن الظالم لنفسه من هذه الأمة وهذا اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الآية، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
من طرق يشد بعضها بعضا، ونحن نورد منها ما تيسر.....))



والشاهد من هذا: أنَّ تارك أعمال الجوارح - على ما سبق تفصيله -، حاله أشدُّ وأعظم من الظالم لنفسه، ومحل البحث – هنا-
هو النجاة من الخلود في النار، بشفاعة أرحم الراحمين، وليس الكلام عمن يدخل الجنة مع الأولين(السابقين بالخيرات = المقربين)، أو من دونهم من (المقتصدين= أصحاب اليمين)، الذين قرن الله إيمانهم بالعمل الصالح



]وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)[ سورة العنكبوت

جرح أليم
2011-06-20, 09:44
السلام عليكم ورحمة الله
الصفحات كثيرة
هل لي أن اعرف موضع نقاش

تامر كرم
2011-06-20, 09:57
بارك الله فيك

ouhab hamza
2011-07-18, 13:53
جزاكم الله خير وشكر الله لكم

ابو الحارث مهدي
2011-07-20, 00:36
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm4/p-yemen4%20%2872%29.gif





رابعا :اذا تأولت بعض النقول فما جوابك عن النقول التي فيها لفظة الكفر بالألف و اللام و فيها من السياق ما يدل على أن المراد هوالكفر الأكبر
خامسا:لا أظنه يخفى عليك أنه قد جرى عرف كثير من العلماء على استعمال لفظة الكفر في الكفر الأكبرو لفظة الفسق في الكفر الأصغر كما يظهر من مراجعة أبواب الردة في كتب الفقه وغيرها فلماذا تخرج كلامهم عن ظاهره من دون مقتض لذلك




إن قيل :الأصل عند الإطلاق انصراف الكفر للكفر الأكبر .




فالجواب :هذا الإطلاق لا يُسلّم به، لأن هذا الإيراد لا ثمرة منه ؛ فقد جاءت النصوص عن السلف الأولين
مما يجعل المراد بالكفر المعرّف بالألف واللام :
منه ما هو كفر أصغر




هاكها ولتقَرَّ عينك بها.




1- ساق ابن جرير بسنده عن علقمة ومسروق أنهم سألا ابن مسعود عن الرشوة فقال: من السُّحت.




... فقالا: وفى الحكم؟ قال: ذاك الكفر ثم تلا ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.




2- وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن مسعود قال :
من شفع لرجل ليدفع عنه مظلمته أو يرد عليه حقا فاهدي له هدية فقبلها فذلك السحت




فقيل : يا أبا عبد الرحمن إنا كنا نعد السحت الرشوة في الحكم فقال عبد الله [ابن مسعود]:
ذلك الكفر ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾




3- وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه سئل عن السحت فقال :
الرشا، قيل : في الحكم ؟ قال : ذلك الكفر ثم قرأ ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾.




4- قال عبد: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن ابن طاوس، عن أبيه:




(أن رجلا سأل ابن عباس عن إتيان المرأة في دبرها، قال : تسألني عن الكفر! )




قال الحافظ ابن كثير:[إسناد صحيح] كذا رواه النسائي، من طريق ابن المبارك، عن معمر -به نحوه.




تفسير القرآن العظيم(1/593)


فهل الرشوة وإتيان المرأة في غير المأتى من الكفر المخرج من الملة ، أم هو من كبائر الذنوب ؟
وهل إذا سَاءَتْ معاملة المرأة لزوجها أو نشزت عنه، خرجت من ملة الإسلام، كما في هذا الحديث الآتي ؟

(نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)


5- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- أن امرأة ثابت بن قيس - رضي الله عنهما-
أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله:
ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتردين عليه حديقته"؟ فقالت: نعم.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقبل الحديقة وطلقها تطليقة"




رواه البخاري (5273) وغيره.




وهذا الحديث النبوي العظيم الذي يورده فقهاء الأمة وعلماؤها في باب الخُلع، جاء فيه لفظ الكفر معرفاً بـــ ( ال )،




وكان ذلك على مسمع من النبي - وإقرار منه - صلى الله عليه و سلم




فتنبه لهذه النصوص فإنها من الأهمية بمكان



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الى تَحَيُّن فرصة من الوقت

ابو الحارث مهدي
2011-07-20, 01:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




وبعد هذا الانقطاع نواصل المشوار والحوار


ومن الله نستمد العون


وأتقدم بالشكر الجزيل للمشرفة الشريفة


الماسة الزرقاء - حفظها الله وبارك فيها وفي أمثالها ومثيلاتها-


ولا أنسى تجاوبا وجواباً لأخي أسامة الفرجيوي


أنّ موضوع البحث: هو أن تارك أعمال الجوارح مع وجود أصل الإيمان في قلبه ومع تلفظه بالشهادتين


هل يُعدَّ كافراً مع الكفار الخُلص من المخلدين في نار جهنم وبئس المصير ؟


أم هو ناج من الخلود في النار بعد دخوله إياها - ما شاء الله له -


والله المستعان

والى لقاء آخر -إن شاء الله-

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو الحارث مهدي
2011-07-26, 16:02
قلت أن العمل فرع والاعتقاد أصل فلا يكفر إلا من انتفى لديه الأصل و إن انتفى الفرع !!! ،
نقول : والقول أيضا فرع.!!!



مُنذُ متى كانت شهادة الحق و كلمة التوحيد فرع !!؟

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
« اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة »


وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه).


وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه).


وفي البخاري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: (يا معاذ بن جبل) قال:


لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: (يا معاذ) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثاً. قال:


(ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار).


قال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال:


(إذا يتكلوا). وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.

وفي صحيح مسلم عن عثمان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة »


المراد بقول العلماء : الإيمان قول وعمل؛ (قول اللسان= يعني شهادة "أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله "



وليس المقصود الأذكار الأخرى أو ما يجري على جارحة اللسان من طاعات


لأن القول باللسان –كما نص ابن القيم و غيره- هو التكلم بكلمة الإسلام فحسب .


فإن قيل : كيف يكون الذكر من عمل الجوارح و هو ناتج عن جارحة اللسان ؟


فيقال : قد ذكر ابن القيم- و غيره- أن العمل يطلق على القول و الفعل ، فلا تعارض إذن ،


ثم انه قد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم-


أنه قال : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم..."


إلى أن قال "ذكر الله تعالى"


صحيح[ابن ماجه(2/316)،والترمذي(3/139)]



فَسَمَّى الذِّكرَ عَمَلاً .


إذن فلا تعارض من كون الذكر من تسبيح و تهليل و نحو ذلك داخلا في عمل الجوارح .




النقول التي نقلتها في ترك العمل واضحة لاتحتاج إلى أن نسلط عليها طاغوت التأويل و طاغوت المجاز من دون قرينة قوية إلا الهوى.



الهوى مع المتمسك بأحاديث المعصوم - صلى الله عليه و سلم- أم مع من
[يسلط عليها طاغوت التأويل و طاغوت المجاز من دون قرينة قوية إلا الهوى] .


كما هو الحال مع حديث الشفاعة العظيم - وغيره -

أَحَرَامٌ عَلَى بَلاَبِلِهِ الدَّوْحُ * حِلٌ لِلطَيْرِ مِنْ كُلِّ جِنْسِ


أما النقول عن العلماء السابقين فقد سبق الجواب عنها بلا مزيد

وقديما قيل: (رمتني بدائها و انسلَّت)



وإلى الله المشتكى

ابو الحارث مهدي
2011-07-26, 16:34
... من الأخطاء التي أوقعت القائلين بأن تارك (العمل ) - مطلقاً ـ كافر - ،
مما أدى إلى اتهام المخالفين - ظلماً - بالإرجاء ـ ما يلي:



عدم ضبط تعريف (الإيمان )، ثم معاملة (أقسامه ) بدرجة واحدة

ومنه عدمُ فهمِهم كلامَ ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «عِدَة الصابرين» (ص111 ):
«إن الإيمان قولٌ وعملٌ، والقولُ: قول القلب واللسان، والعمل: عمل القلب والجوارح، وبيان ذلك : أن من عرف الله بقلبه لم يكن مؤمناً.
فهؤلاء حصل لهم قول القلب وهو (المعرفة والعلم ) ولم يكونوا بذلك مؤمنين، وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمناً؛ بل كان من المنافقين، وكذلك من عرف بقلبه وأقرَّ بلسانه لم يكن بذلك مؤمناً حتى يعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة


فيحب الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعةرسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا، وإذا فعل ذلك لم يَكْفِ في (كمال إيمانه) حتى يفعل ما أمر به.


فهذه (الأركان الأربعة ) هي (أركان الإيمان ) التي قام عليها بناؤه، وهي ترجع إلى علم وعمل...».



فعندما قرأ (أُولئك ) هذا الكلام، لم يضبطوا معنى لفظ (الأركان ) - الوارد في كلامه - وفهموه حسب المعنى الفقهي - في العبادة الواحدة - الذي يلزم من زوالهِ البطلانُ!


ولم يُمْعِنوا النظر في صنيع ابن القيم ـ الدقيق ـ، وكيف ميّز بين الأركان الثلاثة الأولى : ( قول القلب واللسان وعمل القلب )؛ حيث نفى الإيمان عمن ترك أي واحد منها، وكرر ذلك بقوله: ( لم يكن بذلك مؤمناً ).


أما في الركن الرابع (فِعلُ الأمْرِ )؛ فقد قال: (لم يكف في كمال إيمانه ).


فهل يقال لما هو أصلٌ في صحة الإيمان: هو ما أُمِرَ به العبد، ولا بد منه في كمال الإيمان؟!! أم...


ويلتقي كلامُ ابن القيم - السابق - كلامَه في كتابه « الصلاة » (ص24 ) حيث قال - رحمه الله - :


«حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان:


قول القلب : وهو الاعتقاد.


قول اللسان: وهو التكلم بكلمة الإسلام.


والعمل قسمان:


عمل القلب : وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح.


فإذا زالت هذه الأربعةُ زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء؛ فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة.


فأهل السنة مُجمِعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليسَ وفرعونَ وقومَه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول، بل ويقرِّون به سراً وجهراً ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتبعه، ولا نؤمن به.

وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب، فغير مستنكـر أن يزول بزوال أعظـم أعمـال الجوارح».




ففي هذا الكلام فوائدُ عِظام :


أوّلُها: اعتبار الركن الرابع من تعريف الإيمان (عمل الجوارح ) من باب كمال الإيمان؛ لأنه الركن المستثنى من قوله:

(فإذا زال.. لم تنفع بقية الأجزاء )، وأكّد ذلك بقولـه: (زال الإيمان بكماله ) فالثلاثة الأولى لا تنفع بقيةُ الأجزاء إلاّ بها.

وهذا التفريق لم يُجْرِه ابن القيم - رحمه الله - في الأركان الثلاثة الأولى، إنما أكَّد على زوال الإيمان بزوال أحدها، فضلاً عن زوالها.

فأيها يكون وجوده كمالاً للإيمان؟

وما الفرق بين كلامه هنا وقوله السابق: «لم يكف في كمـال إيمانه حتى يفعـل ما أُمر به»؟!.

ثانيها: اكتفى الإمام ابن القيم في ركن أعمال الجوارحبذكر أعظمها وهي (الصلاة)، ولم يجزم بنفي الإيمان بزوالها، إنما قال: «فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح».

فإذا كان زوال أعظمها غير موجبٍ - ولا جازمٍ - على زوال الإيمان لزواله، فالقول بعدم زوالـه بزوال بقية أعمال الجوارح أولى ـ جزماً ـ.
ثالثُها: وإذا قيل: إنّ تعبير ابن القيم ـ رحمه الله ـ بــ (كمال الإيمان ) عند ذكر أعمال الجوارح؛ لكون أعمال الجوارح:
منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، وبفعلها يكون كمال الإيمان، بخلاف الأركان الثلاثة الأولى فإنها ركن في ثبوت الإيمان!؟
فنقول:
هذا الكلام باطلٌ غير صحيح، فكل ركن من أركانِ تعريف الإيمان، كذلك؛ فيه ـ أيضاً ـ ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب، وبخاصة عمل القلب، ومع ذلك لم يعبر عنها ابن القيم بما عبّر به عند ذكره لعمل الجوارح، وهو ما قرره ابن القيّم ـ نفسه ـ في «مدارج السالكين» (1/ 101 ) فقال ـ رحمه الله ـ:
«وعمل القلب: كالمحبة لـه والتوكل عليه، والإنابة إليه والخوف منه والرجاء له... وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح، ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها».
فها هي أعمال القلوب منها ما هو فرض ومنها ما هو مستحب، ولم يعبر عنها ابن القيم ـ رحمه الله ـ بقوله: «لم يكف في كمال إيمانه حتى يعمل بقلبه» إنما نفى انتفاعه بقول اللسان وقول القلب بانتفائها.
وقال - رحمه الله - في «مدارج السالكين» (1/ 339 ) -عن كلمة التوحيد-: «...فلا بد من قول القلب، وقول اللسان :

وقول القلب: يتضمن من معرفتها، والتصديق بها، ومعرفة حقيقة ما تضمنته من النفي والإثبات، ومعرفة حقيقة الإلهية المنفية عن غير الله، المختصة به، التي يستحيل ثبوتها لغيره، وقيام هذا المعنى بالقلب - علماً ومعرفة ويقيناً وحالاً- ما يوجب تحريم قائلها على النار»
أي : تحريم التأبيد في النار .

ابو الحارث مهدي
2011-08-02, 13:11
ومما استدل به بعض الذين تسوَّروا محراب العلم ـ دون بلوغه!

كلام شيخ الإسلام في «الفتاوى» (7/ 637 ) :

«وهو مركب من أصل لا يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته نقصاً يستحق صاحبه العقوبة، ومن مستحبّ يفوت بفواته علوّ الدّرجة فالناس فيه ظالم لنفسه ومقتصد وسابق، كالحجّ.... فمن سواء أجزائه ما إذا ذهب نقص عن الأكمل، ومنه ما نقص عن الكمال، وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمات، ومنه ما نقص ركنه وهو ترْك الاعتقاد والقول : الذي يزعم المرجئة والجهمية أنّه مسمى فقط ».

فقال أحدهم : لا يُعْقل أنْ يقال : إنّ مراد شيخ الإسلام من قوله: « وهو مركب من أصل لا يتم بدونه » أنّ التمام هنا بمعنى الكمال؛ لأنّ الإجماع منعقد على فساد الإيمان بفوات أصله؟!

فنقول وبالله التوفيق:

1ـ - نحن لا ننكر انتفاء الإيمان كلّه بانتفاء أصله، وهذا مراده هنا ـ رحمه الله ـ كما سبق من كلامه مرّات عديدة، ونقل فيه الإجماع على ذلك.

2ـ- لا نمنع ـ أيضاً ـ أنّ هذه الصيغة ـ وهي قول القائل ـ: « لا يتم » قد يراد بها عدم حصول الشيء ،أو عدم الصحة ـ أحياناً ـ، وأمّا الجزمُ بحمل الكلام على أحد المعنيين ـ نفي الكمال أو نفي الوجود والحصول ـ فإنّه يكون بحسب القرائن، والسياق والسباق الوارد في النّص، وحصر المراد بها ـ دائماً ـ على أحد المعنيين تحكمٌ وتغوّلٌ لا يصدر إلا عمّن في لسانه وعقله عُجْمة ـ عافانا الله منه ومنها ـ.

3ـ - ما قررناه هنا ليس من بنات أفكارنا ـ ولله الحمد ـ إنّما هو باستقراء كلام العلماء ـ عامة ـ، وكلام شيخ الإسلام ـ خاصة ـ وممن أشار إلى ذلك ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ عند شرحه لحديث : « سووا صفوفكم فإنّ تسوية الصفوف من تمام الصلاة »، إذ قال ـ رحمه الله ـ : قد يؤخذ من قوله: (تمام الصلاة ) الاستحباب؛ لأنّ تمام الشيء في العرف أمر زائد على حقيقته التي لا يتحقق إلا بها، وإنْ كان يطلق بحسب الوضع على بعض ما لا تتم الحقيقة إلا به ».

4ـ- وأمّا كلام شيخ الإسلام الذي يؤكد فيه هذا المعنى، فلا يكاد يُحصى، ونذكر منه ـ على سبيل المثال ـ :

أ ـ قال ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (13/ 148 ) :« عن الكلام والجدل:.. ومن هؤلاء من يجعله أصل الدين، ولا (يحصل الإيمان ) أو (لا يتم ) إلا به ».

ب ـ وقال ـ أيضاً ـ (3/ 93 ) :« فإن الاستسلام لله لا يتم إلا بالإقرار بما له على عباده من حج البيت ».

ج ـ وقال ـ أيضاً ـ في (10/ 531 ):« الأمر بالشيء أمرٌ بلوازمه، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، والنهي عن الشيء نهي عما لا يتم اجتنابه إلا به ».

5ـ - وأمّا ورود هذه الصيغة « لا يتم » بمعنى الكمال الذي يقابله النقص، ولا يمكن أن يكون المراد به المعنى الآخر فهو مستفيض جداً في كلام أهل العلم واللغة. ومن الأمثلة على ذلك :

أ ـ روى البخاري عن ابن عباس قال : « أخبرني أبو سفيان أنّ هرقل قال له : سألتك هل يزيدون أم ينقصون ؟ فزعمت أنّهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم ».

قال الإمام ابن رجب في «شرح كتاب الإيمان» (ص231 ): « ومقصوده بإيراد هذه الجملة من حديث هرقل : أنّ الإيمان يزيد حتى يتم ».

ب ـ وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في «الفتاوى» (24/ 86 ) عن اجتهاد عثمان ـ رضي الله عنه ـ في إتمام الصلاة في السفر: « فلما كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يتم الصلاة لتلك العلة، ولكنه قصرها ليصلوا معه صلاة السفر على حكمها، ويعلمهم صلاة الإقامة على حكمها : كان عثمان أحرى أنْ لا يتم بهم الصلاة لتلك العلة ».

ج ـ وقال ـ أيضاً ـ في «الفتاوى» (34/ 67 ) عن الرضاعة:

« فإنْ أراد الأب الإتمام أرضعن له، وإنْ أراد أن لا يتم فله ذلك وعلى هذا التقدير فمنطوق ».

6ـ- وإنْ قيل : إنّ التمام في قوله: « وهو مركب من أصل لا يتم بدونه » يراد به التام بأركانه ـ بركنه ـ الذي يقابل الناقص، وهذا القول ليس ببدع من القول ولا زور؛ لأنّ النّقص قد يكون بسبب تخلّف الأركان ـ أو بعضها ـ، مما يلزم منه البطلان، وعندها يقال في عكسه: إنّه تام بأركانه، وقد يكون النقص بفقدان الواجبات ـ أو بأحدها ـ مما يلزم منه فوات بعض الأجر مع الإجزاء والمؤاخذة، ويقال في عكسه: إنّه تام بواجباته.

وحتى نُطَمْئِنَ القارئ الكريم أنّ هذا الكلام ليس من كيسنا فإننا نضع بين يديه الدليل على ذلك:

قال شيخ الإسلام في «الفتاوى» (19/ 292 ):

« والنقص بإزاء التمام والكمال كقوله : «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج » فالجمهور يقولون: هو نقص الواجبات؛ لأنّ الخداج هو الناقص في أعضائه وأركانه ....ثمّ النقص عن الواجب نوعان: نوع يبطل العبادة كنقص أركان الطهارة والصلاة والحج. ونقص لا يبطلها، كنقص واجبات الحج التي ليست بأركان؛ ونقص واجبات الصلاة إذا تركها سهواً على المشهور عند أحمد، ونقص الواجبات التي يسميه أبو حنيفة فيها مسيئاً ولا تبطل صلاته كقراءة الفاتحة ونحوها».

7ـ- نقول للمستدلين بكلام لشيخ الإسلام : نشكركم شكراً لا حدّ له على ما قررتموه؛ لأنّكم اعترفتم أنّ ركن الإيمان الذي بفواته يفسد هو أصل الإيمان؛ وهو : القول والاعتقاد؛ كما أكّده شيخ الإسلام في كلامه، وأنّ منزلة الواجبات منه ليست على الرّكنية التي يبطل الإيمان بفواتها، وأنّ فساد الإيمان يكون بفوات الأصل ـ فقط ـ إجماعاً، كما ذكر ذلك ـ رحمه الله ـ ونقلناه عنه من مواضع كثيرة.

وسام المؤمنة
2011-08-02, 14:14
السلام عليكم

اريد سؤال الاخوة المطلعين على مايلي:

-رايكم في الشيخ نبيل العوضي،محمد عبد الرحمان العريفي،محمد حسان
-ما هي الامور التي يجب ان يكون فيها المسلم وسطا؟
-ما هي احسن القنوات الدينية اليوم

الاجوبة تكون واضحة وبدليل من فضلكم

جزاكم الله الجنة

وسام المؤمنة
2011-08-03, 11:38
السلام عليكم

اريد سؤال الاخوة المطلعين على مايلي:

-رايكم في الشيخ نبيل العوضي،محمد عبد الرحمان العريفي،محمد حسان
-ما هي الامور التي يجب ان يكون فيها المسلم وسطا؟
-ما هي احسن القنوات الدينية اليوم

الاجوبة تكون واضحة وبدليل من فضلكم

جزاكم الله الجنة

اين الردوووووووووووووووووووووووووود

جرح أليم
2011-08-03, 11:52
السلام عليكم

اريد سؤال الاخوة المطلعين على مايلي:

-رايكم في الشيخ نبيل العوضي،محمد عبد الرحمان العريفي،محمد حسان
-ما هي الامور التي يجب ان يكون فيها المسلم وسطا؟
-ما هي احسن القنوات الدينية اليوم

الاجوبة تكون واضحة وبدليل من فضلكم

جزاكم الله الجنة

وعليكم السلام
الدين ليس بالرأي وإنما نحن ننقل كلام العلماء الاكابر والجرح والتعديل هو للعلماء الأكابر والحمدد لله حامل راية الجرح والتعديل في ه\ا العصر هو الشيخ العلامة ربيع المدخلي - حفظه الله -

أما الأول فيمكنك البحث في المواقع السلفية وتجدين غايتك
أما الثاني لك أفهم قصدك اما الثالث فلا توجد قناة دينية مفيدة فالرجاء لابتعاد عنها وههل العلم من العلماء من مواق او من كتبهم
والله الموفق

وسام المؤمنة
2011-08-03, 12:25
وعليكم السلام
الدين ليس بالرأي وإنما نحن ننقل كلام العلماء الاكابر والجرح والتعديل هو للعلماء الأكابر والحمدد لله حامل راية الجرح والتعديل في ه\ا العصر هو الشيخ العلامة ربيع المدخلي - حفظه الله -

أما الأول فيمكنك البحث في المواقع السلفية وتجدين غايتك
أما الثاني لك أفهم قصدك اما الثالث فلا توجد قناة دينية مفيدة فالرجاء لابتعاد عنها وههل العلم من العلماء من مواق او من كتبهم
والله الموفق

عذرا منكم...جزاكم الله خيرا

samou el fedjm
2011-08-03, 17:51
السلام عليكم

اريد سؤال الاخوة المطلعين على مايلي:

-رايكم في الشيخ نبيل العوضي،محمد عبد الرحمان العريفي،محمد حسان

جزاكم الله الجنة

تفضلي :
الرد على نبيل العوضي : للشيخ سالم الطويل http://www.noor-alyaqeen.com/vb/t9199/
الرد على محمد حسان للشيخ الفاضل أسامة العتيبي http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=20287
بعض طوام محمد حسان بعد الثورة المصرية : http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=659939
رد على القصاص الجاني محمد العريفي من فضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=18954

وفي هذا القدر كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد واللبيب بالإشارة يفهم

*ابن الاسلام*
2011-08-03, 19:28
السلام عليكم

اريد سؤال الاخوة المطلعين على مايلي:

-رايكم في الشيخ نبيل العوضي،محمد عبد الرحمان العريفي،محمد حسان
-ما هي الامور التي يجب ان يكون فيها المسلم وسطا؟
-ما هي احسن القنوات الدينية اليوم

الاجوبة تكون واضحة وبدليل من فضلكم

جزاكم الله الجنة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بخصوص المشايخ الدين دكرتهم
فهم من الدعاة المتميزين وقد نفع الله بأشرطتهم ومؤلفاتهم وكم من شاب عرف طريق الهداية على أيديهم ولهم جهود في خدمة الاسلام ومحاربة أهل الالحاد. وأنت تستفيدين منهم في مجال الوعظ واصلاح النفس .
وأما عن القنوات المتميزة اليوم
فهناك قنوات المجد العلمية وقد زكاها كبار أهل العلم
وهناك قناة الناس والحكمة والحافظ وقناة صفا ووصال .

ابو الحارث مهدي
2011-08-03, 19:28
بسم الله.الرحمن.الرحيم


الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته




ما ينبغي للإخوة أن يدخلونا في أمر كهذا


وبخاصة فإن هذا القسم مخصص للعقيدة والتوحيد لا للمسائل المنهجية



فربما يحمل هذا الموضوع نوعا من الحساسية خاصة بسبب الاختلاف القائم بين بعض أعلام الدعوة إلى منهج السلف رضوان عليهم في مفهومه والعمل به،


ولا أقصد أن أنتصر لطرف على آخر، بل المقصود الإسهام في الإصلاح ما استطعت، فكل المختلفين هم من رجال الدعوة ، وكل له من الفضل والسبق ما يزكيه بإذن الله عن التعصب والانتصار للنفس، وإنما هو اجتهاد العلماء وهم مأجورون جميعًا رغم اختلافهم، وإن كان الاختلاف مذمومًا.



مواضع النزاع الواقعة بسبب الحكم على الأعيان




من المشاكل القائمة في وقاعنا المعاصر والتي تسبب توهينًا للصف الإسلامي: مشكلة التطرف في تقييم كثير من الدعاة، الذين أسهموا بقدر أو بآخر في بذل ما يملكون من الفضل والخير في إصلاح واقع الأمة، ممن يعدون رموزًا وأعلامًا عند بعض المسلمين.


وابتداء لا بدّ من معرفة أن كثير من هؤلاء الدعاة ليسوا علماء، بل هم دعاة برزوا في ظروف معينة صعبة - وما أكثر المصاعب في واقع الأمة - قلّ فيها العلماء، وزاد في الأمة البلاء فعظمت الحاجة إلى الجهود والفضل الذي قدمه هؤلاء الرجال ضمن تلك الظروف الزمنية والمكانية، فالذين كانوا قبل عهد أئمة الدعوة السلفية


( الألباني وابن باز وابن عثيمين - عليهم رحمة الله جميعا- ) ليسوا كمن جاء بعدهم، والذي عاش وعايش بلاد التوحيد بأرض الحرمين ليس كمن يسكن في غيرها من البلاد التي ضرب الشرك أطنابه بها


وبالتالي فإن وقوع هؤلاء المشايخ في أنواع من الأخطاء والبدع وغيرها، أمر متوقع ليس بغريب، وتبرز هنا مشكلة أن هذه البدع قد يقتدي بها أتباعهم ظنًا منهم أنها من الدين، فتعين التنبيه عليها تحذيرًا وتنبيهًا لهم من الوقوع بها.


وهنا لا بد من بذل الحكمة في النصح، فإن واقع الأمة لم يتحرر بعد من الجهل والتعصب والحزبية ونحوها من الموروثات السيئة التي خلّفتها قرون السبات المظلم.


ولكن بوادر الدعوة الإسلامية المعاصرة تنبئ عن نور ساطع ينير للبشرية سبيل الرشاد بإذن ربهم، بتوظيف جوانب الخير والقوة عند كل المسلمين، وتضعيف جوانب الجهل والتعصب بالتناصح الأخوي والتدرج المتفاعل مع واقع وحال المسلمين اليوم.


ولغرض البدء الصحيح في معالجة الإختلافات القائمة في هذا الباب يمكن تحليل الموضوع إلى الآتي:


موضع الخطأ (اجتهاد أو بدعة أو معصية).


حكم الشرع في من وقع بهذا الخطأ على وجه الإطلاق.


حكم الشرع على الشخص المعين الذي وقع بهذا الخطأ.


تقدير المصلحة الشرعية في الإعلان عن الشخص المعين الذي قارف الخطأ تحذيرًا ونصحًا للأمة.


ولو اكتفينا بهذا القدر من التحليل، فإن المتتبع ليدرك بيسر أن المتنازعين من أهل العلم متفقون على تقرير موضع الخطأ وحكم الشرع فيمن وقع فيه على الإطلاق، ولكن يقع الاختلاف في الحكم على المعين من جهة، ثم تقدير المصلحة في إظهار هذا الحكم للعامة من جهة أخرى.


وعلى هذا فإن الاختلاف في الحقيقة –بين ممن يعلن انتسابه لمنهج السلف - ليس اختلافًا منهجيًا، بل هو اختلاف محتمل، انحصر في موضعين هما من أصعب المواضع من جهة تحديد الحكم:


الأول: الحكم على الأعيان حيث يشترط فيه ثبوت الشروط وانتفاء الموانع.


إنّ من أهم المقاصد الشرعية للبيان والدعوة هو هداية الخلق جميعًا لعبادة الله تعالى وفق شرعه، وصيانة الدين مما يعبث به الجهلة من أبنائه، وحمايته مما يكيد به أعدائه، وهذا معلوم من الدين بالضرورة.


ثم إن الشريعة نصبت لهذه المقاصد وسائل لتحقيقها كاللين بالقول والفعل أو الشدة فيهما أو الثواب أو العقاب أو الاختصار أو التفصيل أو السكوت أو التأخير وغير ذلك من الوسائل. إن هذه الوسائل غير مقصودة لذاتها، بل هي مقصودة لغيرها فهي حتى للمقصد الواحد متنوعة من جهة ومتفاوتة من جهة ثانية، ثم إنها منضبطة بضوابط شرعية من جهة ثالثة، ومحكومة بالمقصد من جهة رابعة.


وبالتالي فلا يباشر بتلك الوسائل إلا مقترنة باستحضار المقاصد والضوابط، فهي لا تستقل بنفسها البتة. فإن تمت مباشرتها مستقلة لم تكن مما أمر الله ولم تكن من الأعمال الصالحة، فإن أصبحت هي المقصودة لذاتها كانت ظلمًا، لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه. فإن اقترن بها ما يشينها من تعصب أو مقصد دنيوي لم تنصب له، كانت فسادًا. ذلك لأن المقصد الأسمي هو الإصلاح وهداية الناس إلى ما يحبه الله تعالى وبرضاه، كما قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام:


)إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله([هود/ 88]


وقال على لسان إبراهيم عليه السلام: )فاتبعني أهدك صراطًا سويا([مريم/43]


وقال على لسان مؤمن آل فرعون: )يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد([غافر/38]


بل أن الله تعالى قد وصف كتابه الكريم بالهدى: )ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين( [البقرة/2]


)وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون([النحل/64]


)هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق( [الفتح/28] ، وغير ذلك من الآيات الكريمات.


والدعوة إلى الله تعالى وبيان دينه من أعظم الوسائل لأعظم المقاصد، وبالتالي فالحفاظ عليها وعلى مقصدها الذي هو هداية الخلق من أعظم الطاعات لله تعالى.


وبيان الحق لأهل البدع لا يخرج عن ذلك، فإن مقصد الدعوة في أهل البدع والضلال أولى منها في أهل الحق بل وأعظم أجرًا عند الله تعالى،
ولذلك قال رسول الله (r)( لعلي بن أبي طالب ( حين أعطاه الراية يوم خيبر) انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فو الله لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن تكون لك حمر النعم) (البخاري في الجهاد 143 عن سهل بن سعد).

*ابن الاسلام*
2011-08-03, 19:57
وعليكم السلام
الدين ليس بالرأي وإنما نحن ننقل كلام العلماء الاكابر والجرح والتعديل هو للعلماء الأكابر والحمدد لله حامل راية الجرح والتعديل في ه\ا العصر هو الشيخ العلامة ربيع المدخلي - حفظه الله -

أما الأول فيمكنك البحث في المواقع السلفية وتجدين غايتك
أما الثاني لك أفهم قصدك اما الثالث فلا توجد قناة دينية مفيدة فالرجاء لابتعاد عنها وههل العلم من العلماء من مواق او من كتبهم
والله الموفق
أنت مخطئ في قولك أنه لا توجد قناة دينية نافعة
بل هناك قناة وصال وصفا المختصتان في محاربة الروافض و فضح التشيع وقناة الحكمة ودليل والناس و هناك قناة المجد وقد زكاها كبار أهل العلم مثل مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح اللحيدان وكدلك الشيخ فركوس
تفضل تزكية مفتي السعودية
http://www.islamacademy.net/Images/S...fti-Origin.jpg (http://www.islamacademy.net/Images/S...fti-Origin.jpg)

ما قولك الآن؟
وليكن في علمك أن الشيخ ابن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ ينصحون بالمشاركة في القنوات الاسلامية ودعمها
وأنتم طلبة الشيخ ربيع مازلتم حائرين في حكم التلفاز والتصوير المرئي.

*ابن الاسلام*
2011-08-03, 20:12
تفضلي :
الرد على نبيل العوضي : للشيخ سالم الطويل http://www.noor-alyaqeen.com/vb/t9199/
الرد على محمد حسان للشيخ الفاضل أسامة العتيبي http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=20287
بعض طوام محمد حسان بعد الثورة المصرية : http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=659939
رد على القصاص الجاني محمد العريفي من فضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=18954

وفي هذا القدر كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد واللبيب بالإشارة يفهم

أريد أن أسألك يا أخي الكريم
كم تحفظ من القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كم تحفظ من المتون العلمية وماهو مستواك العلمي و الشرعي؟

ابو الحارث مهدي
2011-08-04, 02:24
رد على القصاص الجاني محمد العريفي من فضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني


أين الجناية يا هذا ؟ ما لونها ما رائحتها والى أي وجهة حلت ركائبها ؟
لماذا كل هذا التهويش والتهريج ؟
لا دفاعا عن العريفي، وإنما لرد ظلم الكذابين عنه
وللجنون فنون
و قصة "سورة التفاح" المفتراة عليه، أُلخصها في كلمة موجزة
وهو في ألمانيا أسلم على يديه الكثير من الكفار ومن جملة هؤلاء الذين أسلموا حديثا
أن عجوزا أراد العريفي أن يختبرها، فتلا عليه ما تيسر من من سورة مريم مرتلاً ، ثم قال وهو يرتل - أيضا-
(ذهب فلان إلى السوق واشترى تفاحة ثم ركب الأتوبيس ثم رجع إلى شقته وضيع الفتاح ..إلخ)
وقال ولنُسَمِّيهَا سورة التفاح وهو يبتسم، فقالت له تلك العجوز التي كانت نصرانية مشركة
الأول قرآن، أما الثاني فليس بقرآن.

فقضية العريفي في باب هداية الكفار إلى الإسلام ومدى مخالطة الإيمان بشاشة قلوبهم،
وقضية السائل الكذاب والمجيب بلا علم في خندق غلو التبديع والهجر والتحذير

ألا فلا نامت أعين الغلاة

أين مناقشة المسائل العلمية والرد على المخالف بعلم وحلم وأدب من غير ظلم وكذب وبهتان؟
ثم ما الذي يمنع هؤلاء من الحكم على المستهزئ بالقرآن بالكفر؟ أهي عدم قيام الحجة عليه ؟ أم الخوف من أن تفوح الروائح الكريهة من التكفير المنفلت ؟

ستعلم ليلى أي دَيْن تدينت .... وأي غريم في التقاضي غريمها!!
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : « فأمر سبحانه بالقيام بالقسط - وهو العدل - في هذه الآية، وهذا أمر بالقيام به في حق كل أحد عدوًا كان أو وليًّا، وأحق ما قام له العبد بقصدٍ: الأقوال والآراء والمذاهب؛ إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره.
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضاد لأمر الله، مُنافٍ لما بعث به رسوله.
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته وأمنائه بين أتباعه، ولا يستحق اسم الأمانة إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعباده. وأولئك هم الوارثون حقًا، لا من يجعل أصحابه ونحلته ومذهبه معيارًا على الحق وميزانًا له، يعادي من خالفه ويوالي من وافقه بمجرد موافقته ومخالفته، فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل أحد؟ وهو في هذا الباب أعظم فرضًا، وأكبر وجوبًا»
وصدق من قال:
لا يُفْزعنّك هَوْلُ خَطْبٍ دامسٍ
فلعـــــــــلَّ في طيّــــــــاته مـا يُسْعِـدُ
لـو لَـمْ يـَمُدَّ الليلُ جُنْحَ ظلامـهِ
في الخـــــافقين لما أضاء الفَـــــــرْقَدُ
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" و لا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم و يجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق و يتعاونوا على البر و التقوى, ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة و غايات محمودة يحمد عليها سبحانه و لا يعلم تفاصيلها سواه ومن ذلك التمييز بين أوليائه و أعدائه و التمييز بين المجتهدين في طلب الحق و المعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى".
وقد قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (4/343) :" والفتنة ؛ إذا وقعت ؛ عجز العقلاء دفع السفهاء،فصار الأكابر-رضي الله عنهم – عاجزين عن إطفاء الفتنة،وكفَّ أهلها،وهذا شأن الفتنة ، كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وإذا وقعت الفتنة ؛لم يسلم من التَلوّث بها، إلا من عصمه الله " أهـ.
ومع هذا وذاك فالنصيحة بأهل العلم الكبار هي رأس المال
أمثال الأئمة الثلاثة الذين ماتوا والأمة عنهم راضية إن شاء الله
( الألباني وابن باز وابن عثيمين - رحمهم الله جميعا- )

ابو الحارث مهدي
2011-08-04, 02:32
وأحكام التبديع والتفسيق على المعينين مثل أحكام التكفير لا تكون إلا بعد إقامة الحجة وثبوت الشروط وانتفاء الموانع:



قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (10/372):


( فإن نصوص الوعيد التي في الكتاب والسنة ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبهًا في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع، هذا في عذاب الآخرة فإن المستحق للوعيد من عذاب الله ولعنته وغضبه في الدار الآخرة خالد في النار أو غير خالد، وأسماء هذا الضرب من الكفر والفسق يدخل في هذه القاعدة سواء كان بسبب بدعة اعتقادية أو عبادية أو بسبب فجور في الدنيا وهو الفسق بالأعمال) أهـ.




الإعذار وتعسر حصر الموانع للشخص المعين:


وهذا ضابط في غاية الأهمية، ذلك لأن كثيرًا ممن يتصدى للحكم على أعيان المسلمين يحاول أن يختصر هذه الموانع ويحصرها، ثم يعمد إلى إثبات عدمها في هذا المعين لم يحكم عليه بما شاء، ظانًا أنه قد استوفى تحقيق إثبات الشروط وانتفاء الموانع. وهو في الحقيقة مخطئ، ذلك لأن الموانع أمر نسبي يختلف من شخص لآخر كما يختلف باختلاف الأحوال، فما يمكن أن يفهمه شخص معين، قد لا يفهمه شخص آخر لاختلاف المدارك واختلاف البنية العلمية السابقة، وهذا لا يمكن ضبطه البتة. كما إن كثيرًا من الناس يُعلم أنهم صادقون مع أنفسهم في ردهم الحق ظنًا منهم أنه خطأ وأن ما عندهم هو الحق الذي جاء به الرسول(r)


ولكن تعرض عليهم شبه لا يمكن ضبطها، يعجزون معها على فهم الحق. فهؤلاء لا يمكن أن يقال عنهم أن الحجة أقيمت عليهم حتى لو بذل الداعي لهم عظيم وسعه في إفهامهم والنصح لهم بما يمليه عليه واجب الدعوة والبيان. وإذا كان هذا صحيحًا عند المخالفين، فإن ضبط الصدق أمر غيبي متعسر ليس هو مما كلف الله به العباد أن ينقبوا عنه في قلوب بعضهم، وإنما يتولى الله تعالى وحده سرائر الناس، ولأن الله تعالى يعلم أن العباد عاجزون عن ضبط ذلك، وأنهم إذا أصابوا في البعض فإنهم سيخطئون في البعض الآخر.


ونذكر أهم الموانع التي من شأنها أن تكون عذرًا للمسلم في عدم المؤاخذة بما فعل من باطل:




الجهل: الجهل هو من أعظم أسباب التخلف والضعف في الأمة،
كما قال تعالى)إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا( [الأحزاب/ 72].


وقد أرسل الله تعالى الرسل مبلغين ومبشرين ومنذرين؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور معبدين لله تعالى كما أمر، مقيمين لشرعه كما حكم. ولكن، من رحمة الله تعالى على عباده أن جعل الجهل عذرًا في عدم العذاب كما قال تعالى: )وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا( [الإسراء/ 15]،


ولكنه عذر قدري، لا يجوز التمسك به أو إبقائه إن أمكن رفعه بالعلم، وإلاّ ما أرسل الله رسله، ولا أنزل كتبه، ولا أمر بالدعوة إلى سبيله، ولأعذر الناس بجهلهم وأدخلهم الجنة.


وقد يحصل الجهل مع عدم التمكن من العلم، وقد يحصل مع التمكن من العلم بسبب هوى أو تقصير أو انشغال بالدنيا، فيؤاخذ المرء بقدر ذلك الهوى والتقصير، لا يؤاخذ كمن هو عالم غير جاهل، وتفصيل هذا في غير هذا الموضع.


وقد يعلم المرء مقدمات يجهل لوازمها الشرعية بسبب دقة تلك اللوازم أو العجز عن فهمها فيحصل جهل بالكثير من تلك اللوازم الشرعية، وهذا النوع كثير الوقوع.

ابو الحارث مهدي
2011-08-04, 02:37
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (7/ 538):
"الجهل ببعض أسماء الله وصفاته لا يكون صاحبه كافرًا إذا كان مقرًا بما جاء به رسول الله(r)
، ولم يبلغه ما يوجب العلم بما جهله على وجه يقتضي كفره إذا لم يعلمه" أ.هـ.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في "الرد على البكري" (ص 259):
"كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله فوق العرش لما وقعت محنتهم:
أنا لو وافقتكم كنت كافرًا؛ لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال.
وكان هذا خطابًا لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم" أ.هـ.

وقال في كلامه على مذهب وحدة الوجود في "مجموع الفتاوى" (2/367):
"وأما الجهال الذين يحسنون الظن بقول هؤلاء ولا يفهمونه، ويعتقدون أنه من جنس كلام المشايخ العارفين، الذين يتكلمون بكلام صحيح لا يفهمه كثير من الناس، فهؤلاء تجد فيهم إسلامًا وإيمانًا ومتابعة للكتاب والسنة بحسب إيمانهم التقليدي، وتجد فيهم إقرارًا لهؤلاء وإحسانًا للظن بهم وتسليمًا لهم بحسب جهلهم وضلالهم، ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد أو جاهل ضال" أ.هـ.

ثم قال (2/379): "ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق، وهذا السر أشد كفرًا وإلحاحًا من ظاهره، فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس.
ولهذا تجد كثيرًا من عوام أهل الدين والخير والعبادة ينشد قصيدة ابن الفارض ويتواجد عليها ويعظمها، ظانًا أنها من كلام أهل التوحيد والمعرفة وهو لا يعلم مراد قائلها، وكذلك كلام هؤلاء يسمعه طوائف من المشهورين بالعلم والدين، فلا يفهمون حقيقته" أ.ه

samou el fedjm
2011-08-04, 18:34
وأنا الآن أقول للأخ المفرنس: samou el fedjm


أما العتيبي ( أنظر المشاركة رقم :65 السابقة)
ولولا خشية الفتنة لأتيتك بمقالات مرصعة بدرر المنهج العلمي أُهَشِّمُ بها رأسه
الذي عشش فيه الغلو الرهيب والتبديع المريب
فخلوا - عفا الله عنا وعنكم- بيننا وبين المبتدعة الأصليين، لا مع أهل السنة ولو كانوا مخطئين

[/font]

أقول لك يا صاحب الصورة ذات الروح هل في نظرك محمد حسان سلفي ؟
بغض النظر على ما تقول في الشيخ العتيبي فانت إما أنك تزكي محمد حسان أو أنك تجرحهم ؟
فإن كنت تجرحهم فلن التعنيف وإن كنت تزكيهم فهذه مسألة أخرى ؟
لم أجد شيءا عن العتيبي في المشاركة التي ذكرتها
سئل شيخ الإسلام - بن باز - رحمه الله -

حكم مجالسة أهل البدع


هل يجوز مجالسة أهل البدع في دروسهم ومشاركتهم؟[1]



لا يجوز مجالستهم ولا اتخاذهم أصحاباً، ويجب الإنكار عليهم وتحذيرهم من البدع، نسأل الله العافية.[/size[size="5"]]

وأكاد أحسدك على الوقت الذي تمتلكه للدخول للمنتدى وإلا لكنت صفيتها جميعا

samou el fedjm
2011-08-04, 18:35
أريد أن أسألك يا أخي الكريم
كم تحفظ من القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كم تحفظ من المتون العلمية وماهو مستواك العلمي و الشرعي؟


أحفظ حزب سبح وحوالي 4أو 5 أحاديث ؟
أحفظ 3 الأصول والقواعد الأربع فقذ
مستواي ليسانس دنيوية وطويلب علم شرعي

هل وفيت في الإجابة ؟

samou el fedjm
2011-08-04, 18:40
أنت مخطئ في قولك أنه لا توجد قناة دينية نافعة
بل هناك قناة وصال وصفا المختصتان في محاربة الروافض و فضح التشيع وقناة الحكمة ودليل والناس و هناك قناة المجد وقد زكاها كبار أهل العلم مثل مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح اللحيدان وكدلك الشيخ فركوس
تفضل تزكية مفتي السعودية
http://www.islamacademy.net/images/s...fti-origin.jpg (http://www.islamacademy.net/images/s...fti-origin.jpg)

ما قولك الآن؟
وليكن في علمك أن الشيخ ابن باز والشيخ عبد العزيز آل الشيخ ينصحون بالمشاركة في القنوات الاسلامية ودعمها
وأنتم طلبة الشيخ ربيع مازلتم حائرين في حكم التلفاز والتصوير المرئي.





كفاك كذبا وتدليسا وماذا عن مرور الحوالي والقرني وغيره من أهل البدع في القناة
مرور المشايخ ما هو إلا سعي من القناة للتغرير بالناس وتغطية الشمس بالغربال وإلا فالأمر واضح وجلي لمن كان له قلب

في اقتناء هوائي خاص بقناة "مجد"



السؤال: سؤالي يخص "دش المجد" عن جوازه أو عدم جوازه، علما أنّنا نستأصل جميع القنوات من الرقمي.

الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:

فإنّ قناة "مجد" -باعتبار الحال- تعد بديلا إسلاميا عن القنوات الأخرى، غير أنّه-يخشى- باعتبار المآل أن تفقد صفتها فتصبح لا تختلف عن أخواتها من القنوات كما حصل لقناة "اقرأ" التي ابتدأت كبديل إسلامي ثمّ قلبت ظهر المجن في مجموع برامجها، لما يعلم من تخطيط أعداء الإسلام وأعوانهم تقصدا لإفساد عقائد المسلمين وأخلاقهم على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد، لذلك ينبغي الحذر من الفتن وما يتربص به أعداء الإسلام لاحقا إذ لايخفى أنّ الشعوب الإسلامية وحكوماتها في سياسيتها العلمية والثقافية والتربوية وغيرها مقهورة ورهينة التخطيطات واملاءات أمريكا وأوربا ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَى تَتَبِعَ مِلَّتهم﴾ [البقرة:120]، وفي الحديث "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: فمن"(١).

والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.



الجزائر في:2 جمادى الأولى 1426ﻫ

المــوافـق ﻟ : 9 جـوان 2005 م


وكما قال الشيخ فالقناة أصبحت فقدت صفتها وأصبحت قناة حزبية

وآه ثم آه ثم آه لضيق الوقت وإلا لكنت نسفت منهجكم الحزبي

*ابن الاسلام*
2011-08-04, 18:57
أحفظ حزب سبح وحوالي 4أو 5 أحاديث ؟
أحفظ 3 الأصول والقواعد الأربع فقذ
مستواي ليسانس

هل وفيت في الإجابة ؟

طيب
بدل أن تقضي وقتك في طلب العلم وحفظ القرآن
تقضيه في النت والطعن في العلماء
يا ايها المفرنس
روح تعلم الادب
فالشيخ محمد حسان يحفظ كتاب الله ويتقن علم القراءات ويحفظ من أحاديث رسول الله والمتون العلمية ماشاء الله
فمن الجهل أن تطعن فيه وأنت تحفظ حزب سبح فقط
رجل يحفظ حزب سبح يطعن في شيخ يحفظ كتاب الله
شيئ عجيب
وايضا شيئ عجيب أن نراك ترد وتدافع عن المنهج
وأنت تحفظ حزب سبح فقط
فالسلف الصالح
كانوا يبدؤون بحفظ القرآن قبل أن يردوا على أهل البدع
ولكنا نراك لا تحفظ سوى حزبا واحدا ولا اعلم ان كنت تحفظه مع أحكام التجويد
ونراك ترد وتدافع عن المنهج
فأنت خالفت السلف في منهجهم في طلب العلم
فيا ايها المفرنس
اجري واطلب العلم
بدل أن تختبئ وراء حاسوبك تطعن في العلماء وأنت لا تحفظ سوى حزب سبح ولا أدري ان كنت تتقن قراءته بأحكام التجويد فان كنت لا تدري فهده مصيبة.

*ابن الاسلام*
2011-08-04, 19:02
الصورة ذات الروح

هل الصور حرام؟

*ابن الاسلام*
2011-08-04, 19:07
كفاك كذبا وتدليسا وماذا عن مرور الحوالي والقرني وغيره من أهل البدع في القناة
مرور المشايخ ما هو إلا سعي من القناة للتغرير بالناس وتغطية الشمس بالغربال وإلا فالأمر واضح وجلي لمن كان له قلب

في اقتناء هوائي خاص بقناة "مجد"



السؤال: سؤالي يخص "دش المجد" عن جوازه أو عدم جوازه، علما أنّنا نستأصل جميع القنوات من الرقمي.

الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:

فإنّ قناة "مجد" -باعتبار الحال- تعد بديلا إسلاميا عن القنوات الأخرى، غير أنّه-يخشى- باعتبار المآل أن تفقد صفتها فتصبح لا تختلف عن أخواتها من القنوات كما حصل لقناة "اقرأ" التي ابتدأت كبديل إسلامي ثمّ قلبت ظهر المجن في مجموع برامجها، لما يعلم من تخطيط أعداء الإسلام وأعوانهم تقصدا لإفساد عقائد المسلمين وأخلاقهم على المدى القصير أو المتوسط أو البعيد، لذلك ينبغي الحذر من الفتن وما يتربص به أعداء الإسلام لاحقا إذ لايخفى أنّ الشعوب الإسلامية وحكوماتها في سياسيتها العلمية والثقافية والتربوية وغيرها مقهورة ورهينة التخطيطات واملاءات أمريكا وأوربا ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَى تَتَبِعَ مِلَّتهم﴾ [البقرة:120]، وفي الحديث "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: فمن"(١).

والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.



الجزائر في:2 جمادى الأولى 1426ﻫ

المــوافـق ﻟ : 9 جـوان 2005 م


وكما قال الشيخ فالقناة أصبحت فقدت صفتها وأصبحت قناة حزبية

وآه ثم آه ثم آه لضيق الوقت وإلا لكنت نسفت منهجكم الحزبي


الشيخ عبد العزيز يقول أن قناة المجد تنشر المنهج السلفي المؤصل
وهدا مسجل له ما عليك سوى ان تبحث وتسأل الشيخ غووغل.
واما قناة المجد فقد زكاها كبار أهل العلم
وأنت مازلت تقول عنها حزبية
فاما أن هاؤلاء العلماء مخطؤون في تزكيتهم
أوأنت أيها المفرنس الدي يحفظ حزب سبح على حق.

samou el fedjm
2011-08-05, 18:04
طيب
بدل أن تقضي وقتك في طلب العلم وحفظ القرآن
تقضيه في النت والطعن في العلماء
يا ايها المفرنس
روح تعلم الادب
فالشيخ محمد حسان يحفظ كتاب الله ويتقن علم القراءات ويحفظ من أحاديث رسول الله والمتون العلمية ماشاء الله
فمن الجهل أن تطعن فيه وأنت تحفظ حزب سبح فقط
رجل يحفظ حزب سبح يطعن في شيخ يحفظ كتاب الله
شيئ عجيب
وايضا شيئ عجيب أن نراك ترد وتدافع عن المنهج
وأنت تحفظ حزب سبح فقط
فالسلف الصالح
كانوا يبدؤون بحفظ القرآن قبل أن يردوا على أهل البدع
ولكنا نراك لا تحفظ سوى حزبا واحدا ولا اعلم ان كنت تحفظه مع أحكام التجويد
ونراك ترد وتدافع عن المنهج
فأنت خالفت السلف في منهجهم في طلب العلم
فيا ايها المفرنس
اجري واطلب العلم
بدل أن تختبئ وراء حاسوبك تطعن في العلماء وأنت لا تحفظ سوى حزب سبح ولا أدري ان كنت تتقن قراءته بأحكام التجويد فان كنت لا تدري فهده مصيبة.

اسمع يا بني أسألك سؤالا :
توفي رسول الله فكم من الصحابة كانوا يحفظون القرأن عند وفاته ؟
أما كلامك في أنا فقد اجبت بنفسك :
هل الصور حرام؟
فإن كنت لا تعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم فما هذا الجهل العظيم فإنت إن كنت بهذا الجهل لا تصلح لتكون حتى عضوا في شبكة الجلفة فمابالك بالتطاول على أسيادك ؟

ثم أراك أعمى البصيرة أو أعمى البصر وكلاهما عليك خطر فالرد كان لأحد المشايخ وليس لي فهلا ترويت قبل الصياح ؟
اما حسانك هذا فقل له ما نفعه القرأن فهو إما حجة لك او عليك وقد أخبرنا رسول الله بقوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم

ملاحظة : لو سألت حتى الشيخ بن باز -رحمه الله - أو الالباني -رحمه الله- لم يقل لك كم يحفظ من العلم الشرعي

أما بالنسبة لإسمي المفرنس الذي تتبعني به كأنك أمسكت علي وزرا فانظر الى تاريخ تسجيلي وقارنه مع تاريخ تسجيليك وقارن ثم تكلم ؟

*ابن الاسلام*
2011-08-05, 18:35
اسمع يا بني أسألك سؤالا :
توفي رسول الله فكم من الصحابة كانوا يحفظون القرأن عند وفاته ؟

كلمة حق أريد بها باطل
فالصحابة هناك من له عدر كاشتغاله بالجهاد أو الولاية والادارة
وأما معظم الصحابة فهم من حفظة القرآن كابن عباس وابن مسعود وأبي بن كعب والأشعري وعمر بن الخطاب وعلي وعثمان وابو بكر الصديق وزيد بن ثابت ومعاوية وغيرهم الكثير رضي الله عنهم وأرضاهم.
الخفاء الراشدون المهديون كانوا يحظفون القرآن ويتقنون علم القراءات ورسول الله أمرنا باتباتباع منهجهم فلمادا لا تتبعهم وتسير على منهجهم وسيرتهم فتحفظ القرآن؟
وأما أنت يا صاحب الاسم الأعجمي
فكل الوسائل أمامك لحفظ القرآن
ولكنا نراك تشتغل بالطعن والغيبة وسب الناس ولا تحفظ سوى حزب سبح.
يا حسرة على العباد.

أما كلامك في أنا فقد اجبت بنفسك :
فإن كنت لا تعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم فما هذا الجهل العظيم فإنت إن كنت بهذا الجهل لا تصلح لتكون حتى عضوا في شبكة الجلفة فمابالك بالتطاول على أسيادك ؟

أنا اعلم أن المسألة فيها خلاف وتحتاج لكثير من البحث.
ومن المنطق أنك أنت لا تصلح لتكون عضوا هنا
فالمنتدى يسمح بالصور بل ويضعها في اعلى الصفحة الرئيسية وأنتم تجعلون هده الصور من كبائر الدنوب فلمادا سجلت هنا وأين أنت من النهي عن المنكر ؟
وعلى قولك يجب أن نمنع أطفالنا من الدهاب للمدرسة لأنهم يستعملون الصور في الدراسة وهده كبيرة من الدنوب؟
وهناك من حرم حتى التصوير المرئي والفيديو والكاميرا .
يعني لا أعرف كيف تريدنا أن نعيش وأين نعيش؟


ثم أراك أعمى البصيرة أو أعمى البصر وكلاهما عليك خطر فالرد كان لأحد المشايخ وليس لي فهلا ترويت قبل الصياح

شيخك العتيبي تطاول على اسياده من العلماء كالشيخ ابن جبرين وعبد الكريم الخضير وبكر أبو زيد من أعلام العصر ولم يسلم من لسانه أحد.

اما حسانك هذا فقل له ما نفعه القرأن فهو إما حجة لك او عليك وقد أخبرنا رسول الله بقوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم

يبدوا أنك جاهل ولا تملك مثقال درة من العلم الشرعي
فأنت لا تفقه شيئا في أسباب الورود

فأولائك الدين يقرؤون القرآن ولا يتجاوز حناجرهم هم الخوارج التكفيريون
فقلت اطلب العلم قبل أن تتكلم وترد على الآخرين وتدعي أنك تادفع عن المنهج وأنت لا تحفظ سوى حزب سبح.
+
الماهر بالقرآن مع الكرام البررة وفضائل حافظ القرآن كثيرة وعند أهل التقوى معلومة.
والسلف الصالح كانوا يبدؤون بحفظ القرآن فأين انت من منهجهم يا مدعي السلفية؟

ملاحظة : لو سألت حتى الشيخ بن باز -رحمه الله - أو الالباني -رحمه الله- لم يقل لك كم يحفظ من العلم الشرعي

الشيخ ابن باز على الأقل بدأ بحفظ القرآن واتقان التجويد والتدرج في العلم ولم يبدا مباشرة بالرد على المخالفين وهو لا يتقن العلم ولا يحفظ سوى حزب سبح .

أما بالنسبة لإسمي المفرنس الذي تتبعني به كأنك أمسكت علي وزرا فانظر الى تاريخ تسجيلي وقارنه مع تاريخ تسجيليك وقارن ثم تكلم ؟

هل أنت طفل أم مازالت عقلية الأطفال عالقة في دهنك؟
حين قلت أن تسجيلك أقدم من تسجيلي
دكرتني عندما كنت صغيرا وكنا نتنافس من هو الأول ومن يدخل الأول ومن دخل للملعب الأول ومن دخل للمدرسة الأول.
رووح يا ابني اجري على روحك
+
لا تنسى طلب العلم والاجتهاد في حفظ القرآن خصة في هدا الشهر العظيم

محــ الأمين ــــــــمد43
2011-08-05, 19:03
شكراااااااااااااا جزيلااااااااااااااا لكم

~ الأخـﮯ بَــدرُو ~
2011-08-05, 21:03
وش كاين هنا ، كاين شجار و لا واش ؟ في رمضان

وسام المؤمنة
2011-08-08, 14:01
على العموووووووووم شكرا على الافادة و لا افوت الفرصة للقول ان المشايخ الثلاث الذين سألت عنهم هم السبب في هدايتي و الحمد لله كما ذكرتهم بالترتيب ولذا فمهما قيل عنهم سيبقون في نظري كبار العلماء الذين سخرهم الله لهداية المسلمين و غير المسلمين واني لادعوا لهم صبح مساء بالصحة و طول العمر و ان ينفع بهم الله هذه الامة و يجمعنا و اياهم في جنته لنتذاكر و اياهم ذلك سوية
جزاكم الله خيرا و السلام عليكم

ابوزيدالجزائري
2011-08-09, 15:08
و الله اني لآسف على الدرك الذي وصل اليه هذا الحوار .
الأخت الكريمة نسأل الله لك الثبات على الاستقامة و ننصحك بالاشتغال بتلاوة القرآن و حفظه و تدبره ،و دعاء الله و الالتجاء اليه ، و كذا التفقه في الدين بقراءة كتب أهل العلم الموثوقين و سماع محاضراتهم سواء أكانوا من الأموات كالعلامة الألباني و العلامة ابن باز و العلامة ابن عثيمين ،أو من الأحياء كالعلامة صالح آل الشيخ و العلامة صالح الفوزان و العلامة عبد العزيز آل الشيخ و العلامة سعد الشثري و غيرهم .
و أما بخصوص من ذكرتهم فهم دعاة و لا نستطيع أن نعدهم من أهل العلم الكبار فهذا غلو فيهم لا أظنهم يرضونه في أنفسهم ،و أما عن الموقف منهم فيكون بسؤال أهل العلم المشهود لهم بالعلم و العمل عنهم .
و أما بخصوص سلوك المنهج الوسطي فلا يتم ذلك الا بالعلم ، و لا يحصل العلم الا بسلوك منهجية واضحة سليمة في تحصيله ،و تنقسم هذه المنهجية الى" أصلية "قوامها: الاخلاص لله في الطلب ، و دعاء الله التوفيق ،و العمل بالعلم ،و التخلق بأخلاق أهله،وعلو الهمة .
و"فرعية"تعتمد :على تحديد الهدف ،و التدرج ،و ملازمة المشايخ ،ونحو ذلك .
و قد ألفت في بيان منهجية الطلب كتب و مما أظنه يناسب حالك "حلية طالب العلم"للعلامة بكر أبو زيد ،و"معالم في طريق طلب العلم "للسدحان .
كما أنصحك باستماع سلسلة منهجية طلب العلم للشيخ صالح آل الشيخ في أكثر من عشرين محاضرة .
و تجدين كل ما أحلتك اليه في النت ،أو يمكنك اقتناؤه من المكتبات ،و اذا اعتصمتي بالله ثم سلكتي طريق العلم فكوني على ثقة أنه سترتفع عنك كثير من الاشكالات و يكون لديك ملكة تستطيعين بها التعامل مع الواقع تعاملا صحيحا يتوافق مع الشرع و لا يصادمه. وفقك المولى لطاعته .
و أما بخصوص القنوات الدينية فهناك الكثير من القنوات على الساحة الاعلامية كقنوات المجد و قناة الأثر و قناة الصفا و قناة الراية و..و...وقد يوجد فيها ما لا نتفق معه و لا نرضاه ولكن يمكن للانسان الذي ابتلي بوجود الدش في بيته الاستفادة مما فيها من برامج مفيدة ،و حذف غيرها من القنوات التي تدعوا الى الفساد هذا أفضل من ترك الأهل يشاهدون كل ما دب و هب من القنوات و التي في أكثرها من الفساد ما لا يخفى على أحد .
و لا يخفى أن هناك برامج يظهر فيها علماء كبار كسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ و كاللحيدان و الشثري و صالح الفوزان فينبغي الاستفادة منها ،و هناك قناة ابن عثيمين لا أدري ان كانت عادت للبث.
و ان كان رأيي الشخصي فيمن ليس له دش أن لا يقتنيه و لكن من كان في بيتهم دش ما ذا يصنع ....يعمل على تقليل المفاسد هذا الذي تقتضيه قواعد الشريعة و مقاصدها .
مع تحذير الناس طبعا من المخالفين الذين قد يظهرون على هذه القنوات .

وسام المؤمنة
2011-08-12, 15:47
و الله اني لآسف على الدرك الذي وصل اليه هذا الحوار .
الأخت الكريمة نسأل الله لك الثبات على الاستقامة و ننصحك بالاشتغال بتلاوة القرآن و حفظه و تدبره ،و دعاء الله و الالتجاء اليه ، و كذا التفقه في الدين بقراءة كتب أهل العلم الموثوقين و سماع محاضراتهم سواء أكانوا من الأموات كالعلامة الألباني و العلامة ابن باز و العلامة ابن عثيمين ،أو من الأحياء كالعلامة صالح آل الشيخ و العلامة صالح الفوزان و العلامة عبد العزيز آل الشيخ و العلامة سعد الشثري و غيرهم .
و أما بخصوص من ذكرتهم فهم دعاة و لا نستطيع أن نعدهم من أهل العلم الكبار فهذا غلو فيهم لا أظنهم يرضونه في أنفسهم ،و أما عن الموقف منهم فيكون بسؤال أهل العلم المشهود لهم بالعلم و العمل عنهم .
و أما بخصوص سلوك المنهج الوسطي فلا يتم ذلك الا بالعلم ، و لا يحصل العلم الا بسلوك منهجية واضحة سليمة في تحصيله ،و تنقسم هذه المنهجية الى" أصلية "قوامها: الاخلاص لله في الطلب ، و دعاء الله التوفيق ،و العمل بالعلم ،و التخلق بأخلاق أهله،وعلو الهمة .
و"فرعية"تعتمد :على تحديد الهدف ،و التدرج ،و ملازمة المشايخ ،ونحو ذلك .
و قد ألفت في بيان منهجية الطلب كتب و مما أظنه يناسب حالك "حلية طالب العلم"للعلامة بكر أبو زيد ،و"معالم في طريق طلب العلم "للسدحان .
كما أنصحك باستماع سلسلة منهجية طلب العلم للشيخ صالح آل الشيخ في أكثر من عشرين محاضرة .
و تجدين كل ما أحلتك اليه في النت ،أو يمكنك اقتناؤه من المكتبات ،و اذا اعتصمتي بالله ثم سلكتي طريق العلم فكوني على ثقة أنه سترتفع عنك كثير من الاشكالات و يكون لديك ملكة تستطيعين بها التعامل مع الواقع تعاملا صحيحا يتوافق مع الشرع و لا يصادمه. وفقك المولى لطاعته .
و أما بخصوص القنوات الدينية فهناك الكثير من القنوات على الساحة الاعلامية كقنوات المجد و قناة الأثر و قناة الصفا و قناة الراية و..و...وقد يوجد فيها ما لا نتفق معه و لا نرضاه ولكن يمكن للانسان الذي ابتلي بوجود الدش في بيته الاستفادة مما فيها من برامج مفيدة ،و حذف غيرها من القنوات التي تدعوا الى الفساد هذا أفضل من ترك الأهل يشاهدون كل ما دب و هب من القنوات و التي في أكثرها من الفساد ما لا يخفى على أحد .
و لا يخفى أن هناك برامج يظهر فيها علماء كبار كسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ و كاللحيدان و الشثري و صالح الفوزان فينبغي الاستفادة منها ،و هناك قناة ابن عثيمين لا أدري ان كانت عادت للبث.
و ان كان رأيي الشخصي فيمن ليس له دش أن لا يقتنيه و لكن من كان في بيتهم دش ما ذا يصنع ....يعمل على تقليل المفاسد هذا الذي تقتضيه قواعد الشريعة و مقاصدها .
مع تحذير الناس طبعا من المخالفين الذين قد يظهرون على هذه القنوات .

بارك الله فيك جزاك الله الف خير....سادعوا لك بظهر الغيب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يوفقك ويرزقك الذرية الصالحة ويرضى عنك ووالدين و يدخلك فسيح جنانه

oka55
2011-08-13, 10:24
(التوحيد) لغة: هو جعل الشيء واحداً . وفي الاصطلاح : الإيمان بوحدانية الله عز وجل في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته. وتفصيل ذلك بمعرفة أقسام التوحيد كما بينها العلماء:

أولا : توحيد الربوبية : وهو إفراد الله بأفعاله كالخلق، والملك، والتدبير، قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة: 1) أي: مالكهم، ومدبر شؤونهم.

والاعتراف بربوبية الله عز وجل مما لم يخالف فيه إلا شذاذ البشر من الملاحدة الدهريين، أما سائر الكفار فقد كانوا معترفين بربوبيته سبحانه – في الجملة - وتفرده بالخلق، والملك، والتدبير، وإنما كان شركهم في جانب الألوهيه، إذ كانوا يعبدون غيره، قال تعالى: { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون }(العنكبوت:61) أي: فأنى يصرفون عمن صنع ذلك، فيعدلون عن إخلاص العبادة له.

ثانيا: توحيد الألوهية : وهو إفراده تعالى بالعبادة، وذلك بأن يعبد الله وحده، ولا يشرك في عبادته أحد، وأن يعبد بما شرع لا بالأهواء والبدع، قال تعالى:{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }(الأنعام:162) وقد كان خلاف المشركين في هذا النوع من التوحيد، لذلك بعث الله إليهم الرسل، قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة }(النحل: 36) .

ثالثا: توحيد الأسماء والصفات : وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل ، ولا تكييف ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }(الشورى:11) ، ولتوضيح هذه القاعدة، نورد بعض الأمثلة التوضيحية ، من ذلك أن الله وصف نفسه بأنه: { القوي العزيز }(هود: 66) فموقف المسلم تجاه ذلك هو إثبات هذين الاسمين لله عز وجل كما وردا في الآية، مع اعتقاد اتصاف الله عز وجل بهما على وجه الكمال، فلله عز وجل القوة المطلقة، والعزة المطلقة .

ومثال النفي في الصفات قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ) رواه مسلم ، فموقف المسلم من ذلك هو نفي صفة النوم عن الله عز وجل ، مع اعتقاد كمال الضد، بمعنى: أن انتفاء صفة النوم عنه سبحانه دليل على كمال حياته ، وهكذا القول في سائر الأسماء والصفات .

لزهر الصادق
2012-05-10, 00:09
أين الجناية يا هذا ؟ ما لونها ما رائحتها والى أي وجهة حلت ركائبها ؟






لماذا كل هذا التهويش والتهريج ؟

لا دفاعا عن العريفي، وإنما لرد ظلم الكذابين عنه

وللجنون فنون

و قصة "سورة التفاح" المفتراة عليه، أُلخصها في كلمة موجزة

وهو في ألمانيا أسلم على يديه الكثير من الكفار ومن جملة هؤلاء الذين أسلموا حديثا

أن عجوزا أراد العريفي أن يختبرها، فتلا عليها ما تيسر من سورة مريم ترتيلاً ، ثم قال وهو يرتل - أيضا-

(ذهب فلان إلى السوق واشترى تفاحة ثم ركب الأتوبيس ثم رجع إلى شقته وضيع الفتاح ..إلخ)

وقال ولنُسَمِّيهَا سورة التفاح وهو يبتسم، فقالت له تلك العجوز التي كانت نصرانية مشركة

الأول قرآن، أما الثاني فليس بقرآن.

فقضية العريفي في باب هداية الكفار إلى الإسلام ومدى مخالطة الإيمان بشاشة قلوبهم،

وقضية السائل الكذاب والمجيب بلا علم في خندق غلو التبديع والهجر والتحذير

ألا فلا نامت أعين الغلاة

أين مناقشة المسائل العلمية والرد على المخالف بعلم وحلم وأدب من غير ظلم وكذب وبهتان؟

ثم ما الذي يمنع هؤلاء من الحكم على المستهزئ بالقرآن بالكفر؟ أهي عدم قيام الحجة عليه ؟ أم الخوف من أن تفوح الروائح الكريهة من التكفير المنفلت ؟

ستعلم ليلى أي دَيْن تدينت .... وأي غريم في التقاضي غريمها!!

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : « فأمر سبحانه بالقيام بالقسط - وهو العدل - في هذه الآية، وهذا أمر بالقيام به في حق كل أحد عدوًا كان أو وليًّا، وأحق ما قام له العبد بقصدٍ: الأقوال والآراء والمذاهب؛ إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره.
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضاد لأمر الله، مُنافٍ لما بعث به رسوله.
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته وأمنائه بين أتباعه، ولا يستحق اسم الأمانة إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعباده. وأولئك هم الوارثون حقًا، لا من يجعل أصحابه ونحلته ومذهبه معيارًا على الحق وميزانًا له، يعادي من خالفه ويوالي من وافقه بمجرد موافقته ومخالفته، فأين هذا من القيام بالقسط الذي فرضه الله على كل أحد؟ وهو في هذا الباب أعظم فرضًا، وأكبر وجوبًا»


وصدق من قال:

لا يُفْزعنّك هَوْلُ خَطْبٍ دامسٍ
فلعـــــــــلَّ في طيّــــــــاته مـا يُسْعِـدُ

لـو لَـمْ يـَمُدَّ الليلُ جُنْحَ ظلامـهِ
في الخـــــافقين لما أضاء الفَـــــــرْقَدُ

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

" و لا شك أن هذا التفرق يؤلم كل مسلم و يجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق و يتعاونوا على البر و التقوى, ولكن الله سبحانه قدر ذلك على الأمة لحكم عظيمة و غايات محمودة يحمد عليها سبحانه و لا يعلم تفاصيلها سواه ومن ذلك التمييز بين أوليائه و أعدائه و التمييز بين المجتهدين في طلب الحق و المعرضين عنه المتبعين لأهوائهم إلى حكم أخرى".


وقد قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (4/343) :" والفتنة ؛ إذا وقعت ؛ عجز العقلاء دفع السفهاء،فصار الأكابر-رضي الله عنهم – عاجزين عن إطفاء الفتنة،وكفَّ أهلها،وهذا شأن الفتنة ، كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وإذا وقعت الفتنة ؛لم يسلم من التَلوّث بها، إلا من عصمه الله " أهـ.

ومع هذا وذاك فالنصيحة بأهل العلم الكبار هي رأس المال

أمثال الأئمة الثلاثة الذين ماتوا والأمة عنهم راضية إن شاء الله

( الألباني وابن باز وابن عثيمين - رحمهم الله جميعا- )





سبق وأن وقرأت هذا الكلام الطيب في الرد على الغلاة
وها قد تعبت في البحث عنه حتى وجدته والحمد لله

إليك هذا الفيديو الذي يؤيد ما ذكرته

وجزاك الله خيراً

http://www.4cyc.com/play-uqssTZ9csk4


وتأمل بعدما قال سورة التفاح وابتسم قال : أستغفر الله وأتوب إليه