زكريا ضياء الدين
2011-04-05, 14:32
مولده ونشأته:وُلد صاحب (الظلال) سيد قطب إبراهيم في قرية "موشة" التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 1324 هـ الموافق 9/10/1906م ودخل المدرسة الابتدائية في القرية عام 1912م، حيث تخرج فيها عام 1918م، ثم انقطع عن الدراسة لمدة عامين بسبب ثورة 1919م. وفي عام 1920م سافر إلى القاهرة للدراسة، حيث التحق بمدرسة المعلمين الأولية عام 1922م، ثم التحق بمدرسة (تجهيزية دار العلوم عام 1925م) وبعدها التحق بكلية دار العلوم عام 1929م، حيث تخرج فيها عام 1933 – 1352هـ حاملاً شهادة الليسانس في الآداب.
عُيِّن بعد تخرجه مدرسًا في وزارة المعارف بمدرسة الداودية، ثم انتقل إلى مدرسة دمياط عام 1935م، ثم إلى حلوان عام 1936م، وفي عام 1940م نُقل إلى وزارة المعارف، ثم عمل مفتشًا في التعليم الابتدائي، ثم عاد إلى الإدارة العامة للثقافة بالوزارة عام 1945م وفي هذا العام ألَّف أول كتاب إسلامي وهو "التصوير الفني في القرآن" وابتعد عن مدرسة العقاد الأدبية.
وفي عام 1368هـ - 1948م أوفدته وزارة المعارف إلى أمريكا للاطلاع على مناهج التعليم ونظمه، وبقي فيها حوالي السنتين، حيث عاد إلى مصر في 20/8/1950م ، 1370هـ وعين في مكتب وزير المعارف بوظيفة مراقب مساعد للبحوث الفنية، واستمر حتى 18/10/1952م حيث قدم استقالته.
دعوته للإصلاح:عمل سيد قطب في الصحافة منذ شبابه ونشر مئات المقالات في الصحف والمجلات المصرية: كالأهرام، والرسالة، والثقافة، وأصدر مجلتي "العالم العربي" و"الفكر الجديد" ثم ترَّأَس جريدة "الإخوان المسلمون" الأسبوعية عام 1373هـ - 1953م، وهي السنة التي انتسب فيها إلى الإخوان المسلمين رسميًّا، وكان قبل ذلك قريبًا من الإخوان متعاونًا معهم، وقد حارب في مقالاته مظاهر الفساد والانحراف في حياة مصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهاجم المسئولين عن ذلك الفساد، ودعا إلى الإصلاح على أساس الإسلام، فكان بهذا وغيره رجلاً اجتماعيًّا ذا حضور دائم في حياة مصر الثقافية والاجتماعية والسياسية والإصلاحية، وكان يَعدُّ الإنجليز وعملاءهم وأعوانهم من رجال القصر والحكومات المتعاقبة ورجال الأحزاب والإقطاع وكبار التجار السبب في تخلف مصر.
تفسير الظلال
وصل سيد قطب في النقد والأدب إلى القمة، وبشَّر بنظرية نقدية جديدة في النقد الأدبي، أَطلق عليها "نظرية الصور والظلال" كما دعا إلى المنهج المتكامل في النقد الأدبي، وذلك بالجمع بين المنهج الفني والمنهج التاريخي والمنهج اللغوي والمنهج النفسي.
وفي عام 1367هـ - 1947م اتجه سيد قطب إلى الإسلام، وغدا مصلحًا إسلاميًّا ثم صار أحد أبرز رواد الفكر الإسلامي المعاصر، ودعا إلى بعثٍ إسلاميٍّ طليعيٍّ، وإلى استئناف الحياة على أساس الإسلام، ولهذا فسر القرآن الكريم تفسيرًا جديدًا في كتابه الضخم (في ظلال القرآن) وكان فيه صاحب مدرسة جديدة في التفسير، هي مدرسة التفسير الحركي لما أضافه من معان وأفكار حركية وتربوية على تفسيره.
دعا سيد قطب إلى العزلة الشعورية المتعلقة بإحساس المسلم ومشاعره، لا العزلة المادية الحسية المتعلقة بالأعضاء والجوارح، في حدود ما أحل الله من حلال وما حرم من حرام، وكان يرى أن هذه العزلة الشعورية تنشأ تلقائيًّا في حس المسلم الملتزم تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام.
لم يصدر سيد قطب أحكامًا شرعية على الناس، ولم يقل بتكفير الناس، ولذلك نجده يؤكد ذلك بقوله: "إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله".
عقيدة سيد قطب هي عقيدة السلف الصالح، وفكره فكرٌ سلفي خالٍ من الشوائب، تركز حول موضوع التوحيد الخالص، وبيان المعنى الحقيقي لـ" لا إله إلا الله" وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان، كما وردت في الكتاب والسنة، كما ركز في كتاباته حول مسألة الحاكمية والولاء ليكون خالصًا لوجه الله تعالى وحده.
واجه سيد قطب الجاهلية المعاصرة فيما كتب، وأظهر حقيقتها، وبين أنها ليست حالة فردية بل يتحرك أفرادها ككائن عضوي بعضهم أولياء بعض، وطالب المجتمع المسلم بأن يواجه هذه الجاهلية بذات الخصائص، ولكن بدرجة أقوى وأعمق، حتى لا تقع الفتنة بظهور الفساد في البر والبحر.
عرَّف سيد قطب المجتمعَ الجاهلي بأنه: "كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده، متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي وفي الشعائر التقليدية وفي الشرائع القانونية".
ألَّف الشهيد سيد قطب عددًا كبيرًا من المؤلفات غلبت عليها الوجهة الأدبية من نقد وأدب وشعر وقصص في بداية حياته العلمية، ثم تحول بشكل جذري إلى العطاء الفكري الإسلامي، وهذا التطور يمثل التحول العميق في حياته المستمرة وسيرته العطرة، وكان لمحاضراته الإسلامية في بلاد الشام وقت حضوره المؤتمر الإسلامي للقدس، أكبر الأثر في نفوس الجماهير، خاصةً شباب الجامعات الذين هللوا لهذا التوجه الإسلامي عند الأديب الكبير.
يقول الأستاذ أحمد حسن في مقدمته لكتاب (فقه الدعوة) لسيد قطب: "وليسجل التاريخ أن سيد قطب سقى تربة الدعوة بدمه، وغذّاها بفكره، وأطعمها من وقته وأعصابه وراحته، لقد مات سيد قطب، ولكن آثاره لم تمت، فقد خلف من بعده كتبًا وآثارًا ستبقى خالدة على مر التاريخ لأنه كتبها مرتين: مرة بمداد العالم، ومرة بدم الشهيد".
وكان يرمي من وراء هذه الكتب أن ينقل الناس إلى جو القرآن من جديد بحيث يتذوقونه غضًّا طريًّا كما أُنزل، واستطاع الرجل بأسلوبه العذب، وإدراكه العميق لما وراء الكلمات والحروف أن يكشف للناس أسرارًا ومعاني لم يُسبق إليها، وأن يضع المسلم في مناخ قرآني يشم عبيره ويستروح نسماته، ويعيش وهو في القرن العشرين، في ظلال القرآن حيث كان يكتب في مشكلات الساعة وقضاياها الملحة التي يعيشها الناس ويعانون من شرورها وآثامها ووضع الحلول الصالحة التي يعتقد صوابها وجدواها.
ففي مواجهة شرور الشيوعية والرأسمالية كتب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) و(السلام العالمي والإسلام) و(معركة الإسلام والرأسمالية)، وفي مواجهة انحرافات الحضارة وأخطائها كتب (الإسلام ومشكلات الحضارة)، وفي مواجهة العقائد والتصورات والمناهج الضالة كتب (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته) و(هذا الدين) و (المستقبل لهذا الدين)، وفي منطلقات العمل وخطواته الحركية كتب (معالم في الطريق).
أهم مؤلفاته:من أهم مؤلفاته: في ظلال القرآن- هذا الدين- المستقبل لهذا الدين- خصائص التصور الإسلامي، معالم في الطريق، التصوير الفني في القرآن مشاهد القيامة في القرآن، الإسلام ومشكلات الحضارة، العدالة الاجتماعية في الإسلام، السلام العالمي والإسلام، كتب وشخصيات: أشواك، النقد الأدبي.. أصوله ومناهجه، نحو مجتمع إسلامي، طفل من القرية، الأطياف الأربعة، مهمة الشاعر في الحياة، معركة الإسلام والرأسمالية، تفسير آيات الربا، تفسير سورة الشورى، دراسات إسلامية، نحو مجتمع إسلامي، معركتنا مع اليهود، في التاريخ فكرة ومنهاج، لماذا أعدموني؟
وقد أصدرت مجلة (عالم الكتب) التي تصدر بالمملكة العربية السعودية فهرسًا جيدًا لمؤلفاته ومقالاته، وقد كتب بعض هذه الكتب قبل أن يتوجه التوجه الإسلامي الملتزم الذي لقي الله عليه، ولكنها على كل حال تمثل مرحلة من مراحل حياته.
قطب والإخوان
روى قطب كيف أنه لاحظ الفرحةَ التي عمَّت الولايات المتحدة حين سماعهم بمقتل الإمام البنا، حيث خرجوا يرقصون ويغنون ويتبادلون التهاني!
وحين تساءل عن الأمر قيل له: إن أخطر عدو للغرب وأمريكا قد قتل بمصر وهو حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين.. واستغرب سيد قطب أن يكون هذا شأن البنا وهو لم يعرفه بهذه المكانة الخطيرة حين كان بمصر، فقرر أنه إذا عاد إلى مصر فسيبادر للاتصال بجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا ويتعاون معها، وقد كان ذلك والحمد لله.
الإسلام الأمريكاني:
يقول الشهيد سيد قطب: "الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط، ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان، ولكنه الإسلام الذي يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم.
إنهم يريدون إسلامًا أمريكانيًّا، إنهم يريدون الإسلام الذي يُستفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، إنها لمهزلة بل إنها لمأساة.
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله، ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها، على أساس هذه العبودية الخالصة".
الخلاف مع الثورة:اختلف سيد قطب مع رجال الثورة المصرية بعد أن انقلب عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب وتفرد بالسلطة وأقام الحكم الدكتاتوري بدل النظام الشوري، وتعدى على رجال القانون والدعاة وأساتذة الفكر والعلماء، فاعتُقل سيد قطب لأول مرة في مطلع عام 1954م وبقي لمدة شهرين في المعتقل مع قيادات الإخوان المسلمين، ثم اعتقل مرة أخرى بعد مسرحية (حادث المنشية) التي اتهم عبد الناصر فيها الإخوان بمحاولة اغتياله يوم 26/10/1954م، حيث قُدم سيد قطب للمحاكمة يوم 22/11/1954م وكانت المحكمة برئاسة جمال سالم، وعضوية أنور السادات وحسين الشافعي، وحكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا، ثم توسط الرئيس العراقي عبد السلام عارف فأُفرج عنه بعفو صحي عام 1964م.
وفي عام 1965م أعلن عبد الناصر من موسكو- وكان في زيارة لها- عن اكتشاف مؤامرة دبرها الإخوان المسلمون بقيادة سيد قطب لاغتياله وقلب نظام الحكم!! فاعتُقل سيد قطب للمرة الثالثة يوم 9/8/1965م وبدأ التحقيق معه في السجن الحربي في 19/12/1965م واستمر ثلاثة أيام، حيث بدأت محاكمته أمام محكمة برئاسة فؤاد الدجوي يوم 12/4/1966م، وأصدت المحكمة حكم الإعدام على سيد قطب يوم 21/8/1966م وقد وصلت برقيات عديدة من أنحاء العالم العربي والإسلامي تطالب عبد الناصر بعدم تنفيذ حكم الإعدام في سيد قطب.
وكان الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود قد أرسل برقية لعبد الناصر وصلت يوم 28/8/1966م يرجوه فيها عدم إعدام سيد قطب، وأوصل سامي شرف البرقية لعبد الناصر في ذلك المساء فقال عبد الناصر لسامي شرف: اعدموه في الفجر… بكرة، واعرض علي البرقية بعد الإعدام.. ثم أرسل عبد الناصر برقية اعتذار للملك فيصل بأن البرقية وصلت بعد تنفيذ الإعدام!!
وكان تنفيذ الحكم قد تم قبل بزوغ فجر يوم الإثنين 13/5/1386هـ - 29/8/1966م.
يقول الشهيد سيد قطب: "إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة، تأبى أن تكتب كلمة واحدة تُقرُّ بها لحاكم طاغية، فإن كنت مسجونًا بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت مسجونًا بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل".
لقد كان إعدام الشهيد سيد قطب حدثًا أليمًا، هزَّ العالم العربي والإسلامي، وأثار العلماء والدعاة وجماهير الإسلام، ولكنه في الوقت نفسه أثلج صدور اليهود والصليبيين والملاحدة والشيوعيين أعداء الإسلام!
ولقد استنكر المسلمون هذه الجريمة الشنعاء، وأقيمت صلاة الغائب عليه في المشرق والمغرب، وأصدر الكثير من الصحف الإسلامية بالعربية وغيرها أعدادًا خاصة عن الشهيد سيد قطب وإخوانه، وتوقع الكثيرون من العلماء والدعاة أن تصيب المجرمين قارعة فلم تمض سوى شهور حتى حصلت نكبة عام 1967م، حيث هُزم عبد الناصر شر هزيمة، وكتب علال الفاسي الزعيم المغربي وخطب قائلاً: (ما كان الله لينصر حربًا يقودها قاتل سيد قطب).
لقد ظن الطغاة أنهم إذا قتلوا الدعاة انتصروا على الإسلام، ولكن شاء الله غير ذلك، فلقد انتشرت مؤلفات سيد قطب في جميع أنحاء العالم، وطُبعت معظم كتبه أكثر من خمس وعشرين طبعة، كما تُرجمت إلى لغات كثيرة، ولم يبق مكانٌ في العالم إلا وعرف الشهيد سيد قطب وأفكاره، ولماذا أُعدم، ومن وراء إعدامه، ولمصلحة من أُعدم.
لقد انطلق الكتاب والمؤلفون والشعراء والنقاد في تعريف فكر سيد قطب، والحديث عن ترجمته وسيرته، وصدرت مئات المؤلفات، وكتبت عشرات الدراسات، وقدمت عشرات الرسائل الجامعية والبحوث الأكاديمية عنه وعن فكره ومؤلفاته بمختلف اللغات، وصارت دور النشر تتنافس في طباعة كتبه، وكان كتاب "في ظلال القرآن" أروج كتاب في جميع معارض الكتب، وأقبل الناس والشباب المسلم ينهلون من هذا المورد العذب والماء الزلال.
من كلماته:يقول سيد قطب: "إن دعوة الإخوان المسلمين، دعوة مجردة من التعصب، والذين يقاومونها هم المتعصبون، أو هم الجهلاء الذين لا يعرفون ماذا يقولون".
ويقول: "الحقيقة الكبرى لحسن البنا هي البناء وإحسان البناء بل عبقرية البناء".
ويقول: "لقد عرفت العقيدة الإسلامية كثيرًا من الدعاة، ولكن الدعاية غير البناء، وما كل داعية يملك أن يكون بنَّاءً، وما كل بنَّاءٍ يوهب هذه العبقرية الضخمة في البناء هذا البناء الضخم (الإخوان المسلمون) إنه مظهر هذه العبقرية الضخمة في بناء الجماعات. ويمضي حسن البنا إلى جوار ربه، وقد استكمل البناء أسسه، يمضي فيكون استشهاده على النحو الذي أريد له، عملية جديدة من عمليات البناء، عملية تعميق للأساس، وتقوية للجدران، وما كانت ألف خطبة وخطبة، ولا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان، كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق".
وقال: "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح، وكُتبت لها الحياة".
وقال: "إن الكلمات التي وُلدت في الأفواه وقَذفت بها الألسنة ولم تتصل بالنبع الإلهي الحي قد ولدت ميتة".
وقال: "إن هذا القرآن لا يعطي سره إلا للذين يخوضون به المعركة ويجاهدون به جهادًا كبيرًا".
ولقد نظم سيد قطب وهو خلف بوابات السجن قصيدته الرائعة: (أخي) التي تعتبر إحدى عيون الشعر الإسلامي والتي يعبر فيها عن نبض قلبه ووعيه ووجدانه، ومنها قوله:
أخي أنت حر وراء السـدود أخي أنت حر وراء القيــود
إذا كنت بالله مستعصمـــا فماذا يضيرك كيد العــبيد
أخي ستبيد جيوش الظـلام ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحـك أشواقــها تر الفجر يرمقـنا من بعيـد
أخي إن ذرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لها من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجـد تليد
أخي إن نَمُت نلق أحبـابنا فروضات ربي أعـدت لنا
وأطيارها رفرفت حـولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
وقد أرسل الأخ الشاعر محيي الدين عطية نزيل السجن إلى الشهيد سيد قطب نزيل مستشفى السجن بيتين من الشعر ردًا على أبياته الأولى بعنوان (أخي) فقال محيي الدين عطية مخاطبًا سيد قطب.
أخي هل تراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح؟
فمن للضحايا يواسي الجراح ويرفع رايتها من جديــد؟
وقد رد الشهيد سيد قطب على هذين البيتين بقوله:
أخي إنني ما سئمت الكفــاح ولا أنا ألقيت عني الســلاح
وإن حاصرتني جيوش الظلام فإني على ثقة بالصـــباح
وإني على ثقة من طريقــي إلى الله رب السنا والشـروق
وإن عضني الشوك أو عافني فإني أمين لعهدي الوثــيق
ويذكر انه حينما لف حبل المشنقة حول رقبة سيد قطب ،يقول له قل لا اله الا الله ،فنظر اليه سيد قطب قائلا له كلمة عظيمة
نحن نموت من أجلها وانت تأكل بها الخبز.
أجرى بحثا في الاونة الاخيرة عن منهج الارهابيين وما هي مصادر افكارهم هذي ،فوجدوا انهم نهلوا كل هذه الامور من فكر سيد قطب ،حيث اعتبروه العدو الاول لامريكا..
رحم الله أستاذنا الشهيد سيد قطب، وحشرنا الله وإياه مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
لتحميل مؤلفاته اليك الرابط
http://www.tawhed.ws/c?i=63
http://www.ikhwanwiki.com/images/thumb/f/fe/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF_%D8%B3%D9%8A% D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8_%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85.gif/340px-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF_%D8%B3%D9%8A% D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8_%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85.gif (http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%A7%D9%84%D8 %B4%D9%87%D9%8A%D8%AF_%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8 %B7%D8%A8_%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8 %A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85.gif)
عُيِّن بعد تخرجه مدرسًا في وزارة المعارف بمدرسة الداودية، ثم انتقل إلى مدرسة دمياط عام 1935م، ثم إلى حلوان عام 1936م، وفي عام 1940م نُقل إلى وزارة المعارف، ثم عمل مفتشًا في التعليم الابتدائي، ثم عاد إلى الإدارة العامة للثقافة بالوزارة عام 1945م وفي هذا العام ألَّف أول كتاب إسلامي وهو "التصوير الفني في القرآن" وابتعد عن مدرسة العقاد الأدبية.
وفي عام 1368هـ - 1948م أوفدته وزارة المعارف إلى أمريكا للاطلاع على مناهج التعليم ونظمه، وبقي فيها حوالي السنتين، حيث عاد إلى مصر في 20/8/1950م ، 1370هـ وعين في مكتب وزير المعارف بوظيفة مراقب مساعد للبحوث الفنية، واستمر حتى 18/10/1952م حيث قدم استقالته.
دعوته للإصلاح:عمل سيد قطب في الصحافة منذ شبابه ونشر مئات المقالات في الصحف والمجلات المصرية: كالأهرام، والرسالة، والثقافة، وأصدر مجلتي "العالم العربي" و"الفكر الجديد" ثم ترَّأَس جريدة "الإخوان المسلمون" الأسبوعية عام 1373هـ - 1953م، وهي السنة التي انتسب فيها إلى الإخوان المسلمين رسميًّا، وكان قبل ذلك قريبًا من الإخوان متعاونًا معهم، وقد حارب في مقالاته مظاهر الفساد والانحراف في حياة مصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهاجم المسئولين عن ذلك الفساد، ودعا إلى الإصلاح على أساس الإسلام، فكان بهذا وغيره رجلاً اجتماعيًّا ذا حضور دائم في حياة مصر الثقافية والاجتماعية والسياسية والإصلاحية، وكان يَعدُّ الإنجليز وعملاءهم وأعوانهم من رجال القصر والحكومات المتعاقبة ورجال الأحزاب والإقطاع وكبار التجار السبب في تخلف مصر.
تفسير الظلال
وصل سيد قطب في النقد والأدب إلى القمة، وبشَّر بنظرية نقدية جديدة في النقد الأدبي، أَطلق عليها "نظرية الصور والظلال" كما دعا إلى المنهج المتكامل في النقد الأدبي، وذلك بالجمع بين المنهج الفني والمنهج التاريخي والمنهج اللغوي والمنهج النفسي.
وفي عام 1367هـ - 1947م اتجه سيد قطب إلى الإسلام، وغدا مصلحًا إسلاميًّا ثم صار أحد أبرز رواد الفكر الإسلامي المعاصر، ودعا إلى بعثٍ إسلاميٍّ طليعيٍّ، وإلى استئناف الحياة على أساس الإسلام، ولهذا فسر القرآن الكريم تفسيرًا جديدًا في كتابه الضخم (في ظلال القرآن) وكان فيه صاحب مدرسة جديدة في التفسير، هي مدرسة التفسير الحركي لما أضافه من معان وأفكار حركية وتربوية على تفسيره.
دعا سيد قطب إلى العزلة الشعورية المتعلقة بإحساس المسلم ومشاعره، لا العزلة المادية الحسية المتعلقة بالأعضاء والجوارح، في حدود ما أحل الله من حلال وما حرم من حرام، وكان يرى أن هذه العزلة الشعورية تنشأ تلقائيًّا في حس المسلم الملتزم تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام.
لم يصدر سيد قطب أحكامًا شرعية على الناس، ولم يقل بتكفير الناس، ولذلك نجده يؤكد ذلك بقوله: "إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس، ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله".
عقيدة سيد قطب هي عقيدة السلف الصالح، وفكره فكرٌ سلفي خالٍ من الشوائب، تركز حول موضوع التوحيد الخالص، وبيان المعنى الحقيقي لـ" لا إله إلا الله" وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان، كما وردت في الكتاب والسنة، كما ركز في كتاباته حول مسألة الحاكمية والولاء ليكون خالصًا لوجه الله تعالى وحده.
واجه سيد قطب الجاهلية المعاصرة فيما كتب، وأظهر حقيقتها، وبين أنها ليست حالة فردية بل يتحرك أفرادها ككائن عضوي بعضهم أولياء بعض، وطالب المجتمع المسلم بأن يواجه هذه الجاهلية بذات الخصائص، ولكن بدرجة أقوى وأعمق، حتى لا تقع الفتنة بظهور الفساد في البر والبحر.
عرَّف سيد قطب المجتمعَ الجاهلي بأنه: "كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده، متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي وفي الشعائر التقليدية وفي الشرائع القانونية".
ألَّف الشهيد سيد قطب عددًا كبيرًا من المؤلفات غلبت عليها الوجهة الأدبية من نقد وأدب وشعر وقصص في بداية حياته العلمية، ثم تحول بشكل جذري إلى العطاء الفكري الإسلامي، وهذا التطور يمثل التحول العميق في حياته المستمرة وسيرته العطرة، وكان لمحاضراته الإسلامية في بلاد الشام وقت حضوره المؤتمر الإسلامي للقدس، أكبر الأثر في نفوس الجماهير، خاصةً شباب الجامعات الذين هللوا لهذا التوجه الإسلامي عند الأديب الكبير.
يقول الأستاذ أحمد حسن في مقدمته لكتاب (فقه الدعوة) لسيد قطب: "وليسجل التاريخ أن سيد قطب سقى تربة الدعوة بدمه، وغذّاها بفكره، وأطعمها من وقته وأعصابه وراحته، لقد مات سيد قطب، ولكن آثاره لم تمت، فقد خلف من بعده كتبًا وآثارًا ستبقى خالدة على مر التاريخ لأنه كتبها مرتين: مرة بمداد العالم، ومرة بدم الشهيد".
وكان يرمي من وراء هذه الكتب أن ينقل الناس إلى جو القرآن من جديد بحيث يتذوقونه غضًّا طريًّا كما أُنزل، واستطاع الرجل بأسلوبه العذب، وإدراكه العميق لما وراء الكلمات والحروف أن يكشف للناس أسرارًا ومعاني لم يُسبق إليها، وأن يضع المسلم في مناخ قرآني يشم عبيره ويستروح نسماته، ويعيش وهو في القرن العشرين، في ظلال القرآن حيث كان يكتب في مشكلات الساعة وقضاياها الملحة التي يعيشها الناس ويعانون من شرورها وآثامها ووضع الحلول الصالحة التي يعتقد صوابها وجدواها.
ففي مواجهة شرور الشيوعية والرأسمالية كتب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) و(السلام العالمي والإسلام) و(معركة الإسلام والرأسمالية)، وفي مواجهة انحرافات الحضارة وأخطائها كتب (الإسلام ومشكلات الحضارة)، وفي مواجهة العقائد والتصورات والمناهج الضالة كتب (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته) و(هذا الدين) و (المستقبل لهذا الدين)، وفي منطلقات العمل وخطواته الحركية كتب (معالم في الطريق).
أهم مؤلفاته:من أهم مؤلفاته: في ظلال القرآن- هذا الدين- المستقبل لهذا الدين- خصائص التصور الإسلامي، معالم في الطريق، التصوير الفني في القرآن مشاهد القيامة في القرآن، الإسلام ومشكلات الحضارة، العدالة الاجتماعية في الإسلام، السلام العالمي والإسلام، كتب وشخصيات: أشواك، النقد الأدبي.. أصوله ومناهجه، نحو مجتمع إسلامي، طفل من القرية، الأطياف الأربعة، مهمة الشاعر في الحياة، معركة الإسلام والرأسمالية، تفسير آيات الربا، تفسير سورة الشورى، دراسات إسلامية، نحو مجتمع إسلامي، معركتنا مع اليهود، في التاريخ فكرة ومنهاج، لماذا أعدموني؟
وقد أصدرت مجلة (عالم الكتب) التي تصدر بالمملكة العربية السعودية فهرسًا جيدًا لمؤلفاته ومقالاته، وقد كتب بعض هذه الكتب قبل أن يتوجه التوجه الإسلامي الملتزم الذي لقي الله عليه، ولكنها على كل حال تمثل مرحلة من مراحل حياته.
قطب والإخوان
روى قطب كيف أنه لاحظ الفرحةَ التي عمَّت الولايات المتحدة حين سماعهم بمقتل الإمام البنا، حيث خرجوا يرقصون ويغنون ويتبادلون التهاني!
وحين تساءل عن الأمر قيل له: إن أخطر عدو للغرب وأمريكا قد قتل بمصر وهو حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين.. واستغرب سيد قطب أن يكون هذا شأن البنا وهو لم يعرفه بهذه المكانة الخطيرة حين كان بمصر، فقرر أنه إذا عاد إلى مصر فسيبادر للاتصال بجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا ويتعاون معها، وقد كان ذلك والحمد لله.
الإسلام الأمريكاني:
يقول الشهيد سيد قطب: "الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط، ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان، ولكنه الإسلام الذي يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم.
إنهم يريدون إسلامًا أمريكانيًّا، إنهم يريدون الإسلام الذي يُستفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، إنها لمهزلة بل إنها لمأساة.
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده، وأنها لا تدين بالعبودية لغير الله، ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها، على أساس هذه العبودية الخالصة".
الخلاف مع الثورة:اختلف سيد قطب مع رجال الثورة المصرية بعد أن انقلب عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب وتفرد بالسلطة وأقام الحكم الدكتاتوري بدل النظام الشوري، وتعدى على رجال القانون والدعاة وأساتذة الفكر والعلماء، فاعتُقل سيد قطب لأول مرة في مطلع عام 1954م وبقي لمدة شهرين في المعتقل مع قيادات الإخوان المسلمين، ثم اعتقل مرة أخرى بعد مسرحية (حادث المنشية) التي اتهم عبد الناصر فيها الإخوان بمحاولة اغتياله يوم 26/10/1954م، حيث قُدم سيد قطب للمحاكمة يوم 22/11/1954م وكانت المحكمة برئاسة جمال سالم، وعضوية أنور السادات وحسين الشافعي، وحكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا، ثم توسط الرئيس العراقي عبد السلام عارف فأُفرج عنه بعفو صحي عام 1964م.
وفي عام 1965م أعلن عبد الناصر من موسكو- وكان في زيارة لها- عن اكتشاف مؤامرة دبرها الإخوان المسلمون بقيادة سيد قطب لاغتياله وقلب نظام الحكم!! فاعتُقل سيد قطب للمرة الثالثة يوم 9/8/1965م وبدأ التحقيق معه في السجن الحربي في 19/12/1965م واستمر ثلاثة أيام، حيث بدأت محاكمته أمام محكمة برئاسة فؤاد الدجوي يوم 12/4/1966م، وأصدت المحكمة حكم الإعدام على سيد قطب يوم 21/8/1966م وقد وصلت برقيات عديدة من أنحاء العالم العربي والإسلامي تطالب عبد الناصر بعدم تنفيذ حكم الإعدام في سيد قطب.
وكان الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز آل سعود قد أرسل برقية لعبد الناصر وصلت يوم 28/8/1966م يرجوه فيها عدم إعدام سيد قطب، وأوصل سامي شرف البرقية لعبد الناصر في ذلك المساء فقال عبد الناصر لسامي شرف: اعدموه في الفجر… بكرة، واعرض علي البرقية بعد الإعدام.. ثم أرسل عبد الناصر برقية اعتذار للملك فيصل بأن البرقية وصلت بعد تنفيذ الإعدام!!
وكان تنفيذ الحكم قد تم قبل بزوغ فجر يوم الإثنين 13/5/1386هـ - 29/8/1966م.
يقول الشهيد سيد قطب: "إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة، تأبى أن تكتب كلمة واحدة تُقرُّ بها لحاكم طاغية، فإن كنت مسجونًا بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت مسجونًا بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل".
لقد كان إعدام الشهيد سيد قطب حدثًا أليمًا، هزَّ العالم العربي والإسلامي، وأثار العلماء والدعاة وجماهير الإسلام، ولكنه في الوقت نفسه أثلج صدور اليهود والصليبيين والملاحدة والشيوعيين أعداء الإسلام!
ولقد استنكر المسلمون هذه الجريمة الشنعاء، وأقيمت صلاة الغائب عليه في المشرق والمغرب، وأصدر الكثير من الصحف الإسلامية بالعربية وغيرها أعدادًا خاصة عن الشهيد سيد قطب وإخوانه، وتوقع الكثيرون من العلماء والدعاة أن تصيب المجرمين قارعة فلم تمض سوى شهور حتى حصلت نكبة عام 1967م، حيث هُزم عبد الناصر شر هزيمة، وكتب علال الفاسي الزعيم المغربي وخطب قائلاً: (ما كان الله لينصر حربًا يقودها قاتل سيد قطب).
لقد ظن الطغاة أنهم إذا قتلوا الدعاة انتصروا على الإسلام، ولكن شاء الله غير ذلك، فلقد انتشرت مؤلفات سيد قطب في جميع أنحاء العالم، وطُبعت معظم كتبه أكثر من خمس وعشرين طبعة، كما تُرجمت إلى لغات كثيرة، ولم يبق مكانٌ في العالم إلا وعرف الشهيد سيد قطب وأفكاره، ولماذا أُعدم، ومن وراء إعدامه، ولمصلحة من أُعدم.
لقد انطلق الكتاب والمؤلفون والشعراء والنقاد في تعريف فكر سيد قطب، والحديث عن ترجمته وسيرته، وصدرت مئات المؤلفات، وكتبت عشرات الدراسات، وقدمت عشرات الرسائل الجامعية والبحوث الأكاديمية عنه وعن فكره ومؤلفاته بمختلف اللغات، وصارت دور النشر تتنافس في طباعة كتبه، وكان كتاب "في ظلال القرآن" أروج كتاب في جميع معارض الكتب، وأقبل الناس والشباب المسلم ينهلون من هذا المورد العذب والماء الزلال.
من كلماته:يقول سيد قطب: "إن دعوة الإخوان المسلمين، دعوة مجردة من التعصب، والذين يقاومونها هم المتعصبون، أو هم الجهلاء الذين لا يعرفون ماذا يقولون".
ويقول: "الحقيقة الكبرى لحسن البنا هي البناء وإحسان البناء بل عبقرية البناء".
ويقول: "لقد عرفت العقيدة الإسلامية كثيرًا من الدعاة، ولكن الدعاية غير البناء، وما كل داعية يملك أن يكون بنَّاءً، وما كل بنَّاءٍ يوهب هذه العبقرية الضخمة في البناء هذا البناء الضخم (الإخوان المسلمون) إنه مظهر هذه العبقرية الضخمة في بناء الجماعات. ويمضي حسن البنا إلى جوار ربه، وقد استكمل البناء أسسه، يمضي فيكون استشهاده على النحو الذي أريد له، عملية جديدة من عمليات البناء، عملية تعميق للأساس، وتقوية للجدران، وما كانت ألف خطبة وخطبة، ولا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان، كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق".
وقال: "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح، وكُتبت لها الحياة".
وقال: "إن الكلمات التي وُلدت في الأفواه وقَذفت بها الألسنة ولم تتصل بالنبع الإلهي الحي قد ولدت ميتة".
وقال: "إن هذا القرآن لا يعطي سره إلا للذين يخوضون به المعركة ويجاهدون به جهادًا كبيرًا".
ولقد نظم سيد قطب وهو خلف بوابات السجن قصيدته الرائعة: (أخي) التي تعتبر إحدى عيون الشعر الإسلامي والتي يعبر فيها عن نبض قلبه ووعيه ووجدانه، ومنها قوله:
أخي أنت حر وراء السـدود أخي أنت حر وراء القيــود
إذا كنت بالله مستعصمـــا فماذا يضيرك كيد العــبيد
أخي ستبيد جيوش الظـلام ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحـك أشواقــها تر الفجر يرمقـنا من بعيـد
أخي إن ذرفت علي الدموع وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لها من رفاتي الشموع وسيروا بها نحو مجـد تليد
أخي إن نَمُت نلق أحبـابنا فروضات ربي أعـدت لنا
وأطيارها رفرفت حـولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
وقد أرسل الأخ الشاعر محيي الدين عطية نزيل السجن إلى الشهيد سيد قطب نزيل مستشفى السجن بيتين من الشعر ردًا على أبياته الأولى بعنوان (أخي) فقال محيي الدين عطية مخاطبًا سيد قطب.
أخي هل تراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح؟
فمن للضحايا يواسي الجراح ويرفع رايتها من جديــد؟
وقد رد الشهيد سيد قطب على هذين البيتين بقوله:
أخي إنني ما سئمت الكفــاح ولا أنا ألقيت عني الســلاح
وإن حاصرتني جيوش الظلام فإني على ثقة بالصـــباح
وإني على ثقة من طريقــي إلى الله رب السنا والشـروق
وإن عضني الشوك أو عافني فإني أمين لعهدي الوثــيق
ويذكر انه حينما لف حبل المشنقة حول رقبة سيد قطب ،يقول له قل لا اله الا الله ،فنظر اليه سيد قطب قائلا له كلمة عظيمة
نحن نموت من أجلها وانت تأكل بها الخبز.
أجرى بحثا في الاونة الاخيرة عن منهج الارهابيين وما هي مصادر افكارهم هذي ،فوجدوا انهم نهلوا كل هذه الامور من فكر سيد قطب ،حيث اعتبروه العدو الاول لامريكا..
رحم الله أستاذنا الشهيد سيد قطب، وحشرنا الله وإياه مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
لتحميل مؤلفاته اليك الرابط
http://www.tawhed.ws/c?i=63
http://www.ikhwanwiki.com/images/thumb/f/fe/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF_%D8%B3%D9%8A% D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8_%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85.gif/340px-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF_%D8%B3%D9%8A% D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8_%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9_ %D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85.gif (http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%A7%D9%84%D8 %B4%D9%87%D9%8A%D8%AF_%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8 %B7%D8%A8_%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8 %A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%85.gif)