المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشباب و مفهوم الحرية الشخصية المزعومة ؟


طاهر القلب
2011-03-16, 22:07
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الشباب و مفهوم الحرية الشخصية المزعومة؟

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على صحبه و من ولاه ... و بعد :
ربما تأثر الشباب في بدايات هذا القرن بالمبادئ الغربية , التي تطلق العنان للحرية الشخصية للفرد في فعل ما يحلو له دون أي وازع ديني أو حدّ من الحدود التي تجعله ذا مبادئ و التزامات و واجبات و حتى أعراف يسيّر بها حياته بشكل رشيد ليسلك الطريق إلى النهاية دون مطبات و لا حفر قد يقع فيها و لا يجد لها و منها أي مخرج , بل و ربما تعيده إلى نقطة الصفر مرة أخرى أو تذهب به إلى حتفه , و هذا التأثير الغربي إما في السلوك أو في التفكير أو حتى في طريقة الحياة التي ينتهجها الشباب بالخصوص , لأنهم الفئة المستهدفة و الفئة التي تمر بمرحلة عصيبة و هي التغير من الطفولة إلى الكهولة أو الرجولة طبعا الكل يعلم معنى هذا التغير إما شكلا أو طبعا أو تصرفا أو حتى بناء فيزيولوجيا بنيويا ... فهل من يمتلك سيارة فارهة له الحرية في فعل ما يحلو له و يخبط بها خبط العشواء ميمنة و ميسرة و يرتكب كل الحماقات , الجواب طبعا لا فقانون المرور واضح و سيعاقب إن لم يلتزم بما ضبطه به ذلك القانون , و عليه تكون الحرية هنا حرية مزيفة و غير حقيقية ...
و الإسلام دين الحرية , و هو الذي جعلها نموذجا لرقي الإنسان إلى درجات العليا عندما جعلت تلك الحرية في نطاق العبودية لله وحده من جهة , فلا استعباد للإنسان لأخيه الإنسان , كما يظهر ذلك في قصة عمر بن الخطاب مع عمرو بن العاص ، و يتضح الأمر بجلاء في قول عمر رضي الله عنه : "متى استعبدتم الناس ، و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا" , فحرية الفرد تتأكد حين يمارس القيود التي ضبطه به الإسلام فلا مكان للفوضى في حياته و لا مكان للعفوية و الانحلال و التفسخ الاجتماعي فيها , و قد حدد الإسلام معالمها بكل وضوح و ليس لوضوحه بعد ذلك من وضوح , فلا ضرر و لا ضرار , و هذه الحكمة دالة دلالة واضحة و بإعجاز مضبوط لمعني الحرية المراد فهمها هنا ... و التركيز على الشباب يجب أن يكون في هذا الجانب المهم من تكوينه العقلي لفهم معنى أن يكون حرا في تلك الأطر التي رسمتها له الضوابط الدينية و التي بالضرورة تنعكس بشكل أو بآخر على حياته ككل ...
فالغرب يسعى جاهدا ليرينا مدى التحرر الذي يتنعم فيه أفراده , و لكن تلك الحرية المنظورة ظاهرا فقط و الغير واضح و الغير معلوم منها أدهى و أعظم , و قد بان لهم سوء فعلهم ذلك فبادروا إلى الحد من تلك الحرية بوضع بعض القيود على بعض الأمور التي أدركوا من أنه يجب وضع ضوابط لها ... و الغرب عموما يرفع هذا الشعار و ينادي به دوما , فسبوا كبرائنا و دنسوا مقدساتنا باسم تلك الحرية (حرية التعبير) ... فهل تلك الحرية التي ينادي لها الغرب حرية حقيقية أم أنها ذر للرماد في العيون لكي يعمى من يتصف بها على سوء ما خفي منها و يهوى في ظلام بوقوعه في المحظور بسبب ذلك الشعار و بابتعاده عن قيم دينه و دنياه فلا هو حصل دينه و لا هو حصل دنياه ؟
و البحث على الحرية الحقيقية يكمن في إدراك النتائج التي تنبثق عن تلك الحرية فهل هي نتائج حميدة و نافعة لصاحبها و لغيره أم أنها مهلكة لصاحبها و لغيره ؟
و الحرية بمنظورها الشبابي تكمن في الفعل و الحركة دون حدود يعني إطلاق العنان للنفس فلا حسيب و لا رقيب للتصرفات التي يقوم بها ذلك الشاب , تماما مثل ما يفعله شباب الغرب من حرية جسدية و اجتماعية و جنسية و حتى الروحية منها فهل يكمن أن نعتبر هذه حرية حقيقية ؟
و معني أن يتمتع الشاب بالحرية الحقيقية فذلك يكون من خلال ضبط نفسه روحيا و جسديا و نفسيا و اجتماعيا و ذهنيا بضوابط تسمح له بممارسة كل ما يحلو له في إطار حدود معينة سواء كانت دينية أو ما تعارف عليها الناس في ذلك المجتمع و على هذين الحدين تربض الحرية الحقيقية التي تجعل من الشاب ذو نفع أو عضو فعال في مجتمعه لا أن تجعله عالة مضافة إلى معيقات و دواهي ذلك المجتمع ؟ ... ختاما أترك لكم المجال مفتوحا لمزيد من الإثراء و لنرى منظور الأعضاء و معظمهم من الشباب لمفهوم الحرية و التقليد الأعمى للغرب حتى و إن تنافي ذلك مع ما يعتقده الشباب؟ ... و السلام عليكم .

ع.جمال
2011-03-16, 23:11
السلام عليكم.
أعتقد أن مفهوم الحرية اليوم أصبح أن ألبس ما أحب وأمشي كما أحب وقت ما أشاء ومن نصحني فقد تدخل في شؤوني الخاصة وأنا مسؤول عن نفسي ولست قاصرا لكي تنصحني فقد ولى وقت كلام الكبار وأصبح الكل فاهم وعارف غير أنه تافه وجاهل حاشا من عرف كلام الكبير وسمع وأجاب ولربه رجع وتاب.
بارك الله فيك ودمت بود.

الصراحة
2011-03-16, 23:16
الصراحة اقول :

اتمنى ان تبقى حرية الشباب الحالي المزعومة والتي نصادفها كل يوم في الشعر واللباس والمظهر ولا تتطور الى حرية في الفكر والمعتقد فتكون مصيبة ما بعدها مصيبة .

ان الحرية وسيلة للابداع والتطور وهي وسيلة في حد ذاتها وليست غاية ومبتغى .

الحرية مرتبطة بالانتاج الفكري والثقافي والتاريخي وليس لها علاقة بانحراف المجتمعات وشذوذها وخروجها عن الطبيعي والمعقول .

فالحرية نقيض الشذوذ وما نراه في الامة من خلال مدعو الحرية والمطالبين بها للمراة وللشاب والفتاة هو انسلاخ وشذوذ .

الحرية بيد العاقل نعمة وهي بيد الجاهل نقمة .

قضية مهمة تستدعي الخوض يها
بارك الله فيك .

طاهر القلب
2011-03-17, 09:35
السلام عليكم.
أعتقد أن مفهوم الحرية اليوم أصبح أن ألبس ما أحب وأمشي كما أحب وقت ما أشاء ومن نصحني فقد تدخل في شؤوني الخاصة وأنا مسؤول عن نفسي ولست قاصرا لكي تنصحني فقد ولى وقت كلام الكبار وأصبح الكل فاهم وعارف غير أنه تافه وجاهل حاشا من عرف كلام الكبير وسمع وأجاب ولربه رجع وتاب.
بارك الله فيك ودمت بود.

و عليكم السلام و رحمة الله
هي تلك النظرة التي يرها الغرب و يتصرفها شبابه و المعروف مدى الطيش و الفراغ الذي يعيش ذلك الشاب الغربي , فتراه يفعل ما يحلو له دون إشراف العائلة أو غيرها عليه , بل و يرى في أنه من الوجب إستقلالية الشاب عن حكم عائلته أمرا ضروريا و لابد منه لكي يمارس الشاب حياته بعفويته و عنفوانه الشبابي , و الذي يكون قاصرا في إدراك كل نواحي الحياة المتشعبة , هذا من جانب و من جانب آخر التأثير السيئ للمجتمع ككل على ذلك الشاب فتراه يلج و يخوض في أمور تؤدي به إلى المهالك فلا ناصح و لا هادي له , و هذا ما تفقده المجتمعات الغربية , و في الآونة الآخيرة تفطن الغرب لهاته المشاكل فبادر لوضع قيود تحد من تلك الحرية المزعومة , بل و أصبح الإتجاه نحو الأسرة و المحافظة عليها كبناء مستقر يكمل بعضه بعضا ... و في مقابل كل هذا هناك من ينادي من بني جلدتنا إلى ذلك التحرر المزيف و كأني بهم لم يفهموا بعد ضرورة وجود بعض القيود و الضوابط التي تجعل من الشاب وحدة قوية البناء تساهم في المحافظة على قوة و وجود المجتمع ككل ... شكرا جزيلا أخي جمال على الإثراء الطيب الجزيل ...
يقال في أحد الأمثلة الشعبية عندنا "اللي خطاه كبيرو الهم تدبيرو" و هو صادق إلى حد كبير في وصف تلك الحرية المزعومة التي ينّظرها لنا أزلام الغرب عندنا ... و السلام عليكم

مصطفى
2011-03-17, 09:38
السلام عليكم
مشكور جدا الاخ الكريم و بارك الله فيك على الطرح المميز
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام

أمآآآآني البنفسج
2011-03-17, 09:54
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

أخي طاهر أولا و قبل كل شيء أشكرك على طرحك الهادف

ثانيا أعود للموضوع :

للأسف مجتمعنا يزداد سواءا يوما بعد و شبابنا يزداد ضياعا أكثر

بالمفاهيم الخاطئة التي يزداد تعلقا بها و إيمانا بأنها هي الحياة و هي الرفاهية

فتجده يتمسك بحبل تلك الحرية الزائفة تاركا العنان لأيادي الغرب

الخبيثة تتلاعب بأفكاره كما تشاء و تقلبها كما تهوى

ناسيا أن ديننا الحنيف صالح لكل مكان و زمان

و حيثما قلبته ينفع و ليس فيه ضرر أبدا إن كان تطبيقه سليما

للأسف أوضاعنا مخجلة فشبابنا يرى حريته في تلك السراويل

و يقول لالا موضة العصر .. هيب هوب ..

أو في تلك القصات الشيطانية و كأن صاعقة أصابته أو صدمة كهربائية

عذرا على كلماتي العامية لكنه واقع نعيشه

لست ضد أن يعيش الشاب شبابه لكن في إطار المعقول

و في حدود اعتقاداته لا التقليد الأعمى

و لا ننسى تلك الحرية العمياء في العيش بل لدرجة الانحلال

و الله الموضوع طويل و لا تكفيه آلاف الصفحات

نسأل الله السداد و الهداية لنا و لكل شباب المسلمين

بارك الله فيك اخي طاهر

طاهر القلب
2011-03-19, 13:58
الصراحة اقول :

اتمنى ان تبقى حرية الشباب الحالي المزعومة والتي نصادفها كل يوم في الشعر واللباس والمظهر ولا تتطور الى حرية في الفكر والمعتقد فتكون مصيبة ما بعدها مصيبة .

ان الحرية وسيلة للابداع والتطور وهي وسيلة في حد ذاتها وليست غاية ومبتغى .

الحرية مرتبطة بالانتاج الفكري والثقافي والتاريخي وليس لها علاقة بانحراف المجتمعات وشذوذها وخروجها عن الطبيعي والمعقول .

فالحرية نقيض الشذوذ وما نراه في الامة من خلال مدعو الحرية والمطالبين بها للمراة وللشاب والفتاة هو انسلاخ وشذوذ .

الحرية بيد العاقل نعمة وهي بيد الجاهل نقمة .

قضية مهمة تستدعي الخوض يها
بارك الله فيك .


السلام عليكم
بل تطورت تلك الحالة و تدهورت إلى حد أن نقول عنها أنها في أنفاسها الأخيرة , لم يقتصر فهم الحرية في الملبس و المأكل و المشرب بل تعداه إلى حرية بمفاهيم جديدة , فلنلقي نظرة فاحصة متأنية و نرى العجب العجاب , لننظر للأسرة مثلا اليوم و بالأمس و نقارن الفروق , فالولد طائش يفعل ما يحلو له دون حسيب و لا رقيب - إلا من رحم ربي - و البنت كذلك ... إذن إن كانت الحرية بمفهوم هؤلاء و على طريقتهم التي ينتهجون فلنقرأ على الدنيا السلام و الرحمة , لأن الأصل في الفضيلة الموجود بين الناس هو الدين و الالتزام بالضوابط و الأعراف و عندما تنزع كل هذه فماذا بقي للمحافظة عليه , فحتى حرية اللباس كما ذكرت لا تصب في بوتقة الالتزام المأمور بها في مجتمعاتنا المحافظة أصلا , الرؤيا الثانية هي في الأسباب التي جعلت هؤلاء الشباب يثورون و ينحرفون عن أصولهم و طريقتهم الأولى ... سنحاول قدر الإمكان حصر كل هاته الأسباب ... رحم الله الرافعي عندما قال "إذا رأيت شباب أمة يتنبلون بالثياب و الزينة ، فاعلم أنها أمة كذب و نفاق : يغطون الحقيقة الرخيصة بالثوب الغالي ، و يكذبون حتى على الأعين " , شكرا جزيلا على المداخلة القيمة و السلام عليكم

مصرية من الجزائر
2011-03-19, 14:11
لا يوجد حرية مطلقة في أي شيء
يجب أن يكون للحرية سقف تقف عنده
الإ لذهبنا بهذه الحرية إلي الفوضي والانحطاط
العيب فيننا كعرب أننا انبهرنا بكل شيء غربي
حتي طريقة الكلام حتي لو لم نكن نتقن اللغة:1:
الانبهار في حد ذاته يجعل الإنسان يقلد أي شيء
ربما نحن نقلد السلبيات...
حتي لو شاهدنا حريتهم المزعومة هذه
لوجدنا الانحطاط الاخلاقي يحيطهم من كل صوب
فنسبة الإيدز منتشرة جداا عندهم
والأطفال الغير شرعيين ....
أشياء مخجلة جداا ...
مع اننا لا اتفق معك اخي
في حياة الشاب الغربي
يعني كعرب نحب أن نصرف علي أولادنا
حتي بعد دخولهم الجامعة وعند التخرج
تجد شاب لا يريد ان يشغل الا بشهادته!!!
أم في الغرب يعتمد ع نفسه وهوعمره 16
اكيد هناك سلبيات
انا لا اقصد ان يترك اهله
ولكن ع الأقل نأخذ من الغرب الإيجابيات ..
شكراا لحضرتك أخي