المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن المقال


فيصل
2007-06-20, 00:38
[هذا مقال أعجبني محتواه عند مطالعاتي فأبيت إلا أن يشاركني الإخوة الإطلاع عليه عل هناك من يستفيد ويفيد[


"فلسفة العنوان

اعتاد بعض الكاتبين و الخطباء و المتحدثين أن يصدروا مقالاتهم و خطبهم و أحاديثهم بكلمة ( أما بعد ) ، وهي مركبة من حرف شرط و ظرف مبني ، وفي إعرابها أوجه عديدة أوصلها البازي في رسالة له اسمها ( النجم السعد في مباحث أما بعد ) إلى 1339740 وجها !! [ يالطييف ] تكلّّف في كثير منها . وممن أفردها بالتصنيف ابن الأمين الجزائري في رسالته : (إتحاف الألباب بفصل الخطاب) . وقد اختلف العلماء في أول من قالها على ثمانية أقوال أشهرها أنه : داود عليه السلام ، وذهب بعض أهل التفسير إلى أن فصل الخطاب الذي أخبر الله أنه آتاه داود عليه السلام في قوله : (( وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب )) هو قوله : أما بعد .
وأما كلمة ( أما قبل ) فلم أكن أول من ابتدعها ، فلقد كان صاحبها و مبتكرها أديب العرب و حجة الأدب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في كتابه الفريد ( أوراق الورد ) ، قالها و هو يتذكر عهداً ماضيا مع حبيبته ، وكأني به حاول بهذه الكلمة أن يرسم من جديد ذلك الماضي ، أراد أن يرجع إليه تحت ستار اللغة بعد أن وقف الزمن سدا منيعا بينهما .
وأنا حين اخترت هذه الكلمة لتكون عنوانا لهذه الزاوية الأسبوعية لم أرد بها ما أراده الرافعي من تذكر شيء مضى ، والعيش في جو الأحلام و الأماني و أطياف الذكرى ، وإنما كانت لي في هذا العنوان فلسفة أخرى سأمحض هذه المقالة لتوضيحها .
لقد قال بعض الحكماء : إن الفتن إذا أقبلت لم يميزها إلا العاقل أما إذا أدبرت ميزها العاقل و الجاهل ، ومعنى هذا الكلام أن أكثر الناس لا يدركون عواقب الأمور و ما تنطوي عليه من آثار إلا بعد أن يحصل ذلك على أرض الواقع ، وأما قبل ذلك فإن الذين يستشفون المستقبل و يحذرون الأمر قبل وقوعه قلة قليلة .
ومن هنا كان اختيار العنوان … إنها محاولة لحفز الذهن ـ ذهن الكاتب والقارئ ـ واستفزازه إلى استشراف المستقبل ، واستكناه العواقبِ قبل وقوعِها .
وثم أمر آخر … هو أن كثيرا من المعالجات للقضايا الملحة تغوص في التفاصيل الحاضرة ، وتحصر نفسها في دائرة ( الآن ) و تحاول داخل هذه الدائرة أن تحلل و تفسر و تقوم … مع أن المنطق ينص على أن أي قضية لا بد فيها من الرجوع إلى جذورها و تتبع مسارها واسترجاع تاريخها ، ومن هنا كان هذا العنوان محاولة للفت الأنظار إلى هذا المنهج السديد في المعالجة ، وصدق شوقي حين قال :
اقرأ التاريخ إذ فيه العبرْ ضل قوم ليس يدرون الخبرْ
وأمر ثالث تجدر الإشارة إليه في فلسفة هذا العنوان العجيب … هو أن قبل كل كتابة جادة مرحلة من التفكير و التأمل ، فلعلي بهذا العنوان أعظ نفسي ألا أكتب إلا ما أرى فيه نفعا و فائدة أو على الأقل متعةً بريئة وأنساً ، ولكسر القلم و حطْم اليراع خير من تسطير ما يضر بالدين والأخلاق .
ولست بعد ذلك كله أحصر هذه المقالات في شيء معين ، وإنما هي تطوف الآفاق كلها ، فتعالج القضايا الشرعية ، وتناقش المشاكل الاجتماعية ، و تخوض مع أهل الأدب في أدبهم ، ومع أهل الفكر في فكرهم ، و تجد حينا ، وتروح عن قارئها بشيء من الطرفة حينا ، وهكذا على قدر ما يستطيع هذا القلم العاجز .
قارئي العزيز .. تفاعلك هو الذي سيعطي هذا القلم مداده ..
تحياتي" ملاحظة:الموضوع منقول من موقع " مدونات مكتوب" [/[/ والسلام عليكم].

على عمر
2007-11-06, 23:09
مشكور على الموضوع وبارك الله فيك

فيصل
2007-11-10, 22:54
الحمد لله ان هنالك من له رغبة للإطلاع.مشكور يا علي !!!

زهرة القدس
2007-11-14, 21:34
شكرا جزيلا لك

جزاك الله خيرا

طالب العلم
2007-11-21, 23:27
http://www.dm3t.com/uploads/3dcbc309f7.gif (http://www.dm3t.com/)

أنور
2007-12-07, 18:51
جزاك الله كل خير

حسام الدين محمد
2007-12-08, 13:07
شكرا لك على المقال