المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البشير يهاجم أمريكا ويعلن بدء مشروع لإحلال السلام بالإقليم


المثابر120
2008-07-23, 18:52
في خطاب حماسي وسط آلاف الدارفوريين
البشير يهاجم أمريكا ويعلن بدء مشروع لإحلال السلام بالإقليم




في أول زيارة له إلى إقليم دارفور بعد اتهامه من قبل مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو قبل حوالي اسبوع بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة بالإقليم، قال الرئيس السوداني عمر البشير إن شعب دارفور هم الأقدر على مشاكلهم لأنهم شعب موجود من قرون قبل أن توجد دولة أمريكا نفسها.

وأعتبر البشير في خطاب حماسي ألقاه أمام حشود بالآلاف اجتمعت في مدينة الفاشر عاصمة الإقليم، أن ما يتهم به هو ذريعة لتنفيذ مخططات دول استعمارية بالسودان.

وقال: "عندما وقعنا اتفاق السلام في أبوجا اتفقنا على السلام لكن أعداء السودان وأعداء الإسلام ودارفور لم يعجبهم كلامنا ويرون أن مشكلة دارفور هي القضية الوحيدة التي تمكنهم من تدمير السودان وتنفيذ أجندتهم ونحن نقول لهم نحن في السودان أجمعنا على تحقيق السلام في دارفور ".

واستطرد :"الحقيقة إننا عندما نخطو خطوة ونحاول تحقيق سلام هم يحاولون إحباطنا وشغلنا بقضايا هامشية ودعاوى كاذبة". وتابع: " التزمنا ان نوفر الأمن لكل مواطن يريد ان يعود ونوفر الخدمات والتعليم وتعهدنا ان نقيم العدل بين الناس".

وأشاد الرئيس السوداني بأهل دارفور وقال إن لهم تقاليد منذ قرون قبل أن توجد أمريكا نفسها وكل مسلمي العالم يعرفون دارفور، مؤكدا بأنه سوف يتم إجراء انتخابات نزيهة العام القادم يشارك بها كل شعب السودان ، مشيرًا إلى انه يرحب بالمراقبة الدولية .

وأضاف:" إن مشكلة أبيي كانت كافية لإعادة الحرب بين الجنوب والشمال إلا أننا نسعى لتحقيق السلام ونقابل الحركات المختلفة في كل مكان حتى حققنا الاتفاقية ونحن حريصون على السلام رغم محاولات البعض إعادة الحرب، نحن نلتزم بالاتفاقية وسوف ننفذها".

وتابع:"إن التنمية ستستمر واستغلال الثروات السودان سيستمر، البترول والخيرات لن نتركها رهنا للأجنبي، البترول كان مرهونا لشركة أجنبية وكانت الشركة تمنع خروجه من الأرض إلا بخروج الحكومة لانها شركة عميلة لامريكا".

وأشار البشير إلى أن دارفور بها ثلاث جامعات، وأضاف "سوف نزيد من أعداد الجامعات والمدارس ومشروعات المياه، نحن معكم ونحن الآن نشرع في ربط دارفور بطريق أسفلتي مع الخرطوم ونخطط لشبكة الدولية ومحطة كهرباء في الفوله لتغطية دارفور بالكهرباء" .

الآلاف يتابعون البشير أثناء خطابه بدارفور

وأوضح البشير إنه يحضر لمبادرة ذات رؤية واضحة للأمن والسلام وعودة النازحين وتقديم الخدمات والكهرباء والاتصالات والتعليم والصحة والتعدين والبترول وتنمية الثروة الحيوانية وتوفير المياه لكل أهل دارفور في برنامج متكامل يشمل جميع الحركات التي وقعت على الاتفاقية والتي لم توقع لتحقيق الامن والعدالة في دارفور.

وقدم البشير شكره لكل من أيد السودان بالدول العربية والأفريقية ودول عدم الإنحياز لأنهم عرفوا ان مذكرة أوكامبوا مؤامرة على السودان واستقراره .

وردد البشير .. صلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)، ثم ردد المحتشدون: سير سير يا بشير نحن معاك للتعمير.. والله أكبر .. لن نزل ولن نهان .. بالروح بالدم نفديك يا بشير .

ثم واصل البشير خطابه الحماسي، حيث استنكر التهديدات الدولية بملاحقته وقال: " إذا كانوا يريدون تخويفنا أو إرعابنا فنحن لن نخاف .. لانخاف إلا من الله ولن نركع إلا له الملك بيد الله".

وتابع : " قالوا سيحاصروننا ونحن نقول لهم الأرزاق بيد الله"، ورددت الجماهير حول البشير هتافات تكذب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وصاحو ""كاذب كاذب يا أوكامبو".

وتطرق البشير إلى ثروة بلاده الغذائية وقال : " الملك بيد الله القوة بيد الله ونحن على السودان موعودين بخير كثير لأن العالم الآن يشكو من المجاعة ، العالم كله به مجاعة ونقص غذاء ونحن هنا في السودان سنؤكل نفسنا وجيراننا ونسد النقص في العالم في اللحم والحبوب والذرة لأن ربنا أنعم علينا بخير كثير ونشكر الله بالعمل وننهي المشاكل والظلم ونطرد الشيطان من بيينا ونوحد صفوفنا "

معركة بين القوى السياسية المصرية

من ناحية أخرى، أشعل قرار المطالبة باعتقال البشير ومحاكمته كمجرم حرب، معركة شعبية في مصر، حيث انقسمت القوى السياسية بين مؤيد ومعارض.

الليبراليون وبعض منظمات حقوق الإنسان يؤيدون المحاكمة، بينما يرفضها الإسلاميون ويدعون إلى الوقوف ضدها، كما يرفضها الناصريون دفاعاً عن كرامة السودان كبلد عربي.

وفي نفس السياق، شكل عشرات من المحامين لجنة شعبية برئاسة أحمد سيف الإسلام حسن البنا، لمناهضة قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير، وأيضا يدرس اتحاد المحامين العرب بقيادة الناصريين سامح عاشور نقيب المحامين، وعبدالعظيم المغربي نائب رئيس اتحاد المحامين العرب، آليات الدفاع عن البشير.

وأكد عضو مجلس نقابة المحامين جمال تاج الدين "إخوان مسلمين"، وعضو اللجنة الشعبية للدفاع عن البشير لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أن "اللجنة تشكلت ليقوم المحامون العرب بدورهم في فضح العور الذي أصاب قرار مورينو، فكيف تحاكم المحكمة الدولية البشير رغم أن السودان ليس عضوا في النظام الأساسي للمحكمة، إننا سنفضح امام الرأي العام العالمي ما آلت إليه هذه المؤسسات الدولية من تبعية للولايات المتحدة الأميركية، ما جعلها تنتقي مواقفها، فتحاكم رئيس السودان وتترك بوش وشارون وأولمرت".

من جهة أخرى، أيدت منظمات حقوقية - يعد رموزها في معظمهم من رموز الليبراليين في مصر- قرار المحاكمة والذي أعتبروه عادلا حسب زعمهم، لأن "البشير ارتكب جرائم حرب ضد شعبه فقتل 300 ألف سوداني وشرد 3 ملايين آخرين". وقاد هذه المنظمات مركز القاهرة لحقوق الإنسان، والمركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة.

وانتقدت هذه المنظمات موقف الدول المعارضة لقرار أكامبو، متهمين إياها بالتقاعس هي والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في الدفاع عن الشعب السوداني ضد اضطهاد البشير له، وأوضحت أن الهدف هو مصلحة الشعب السوداني.

في غضون ذلك، أدان مرشد الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف قرار أكامبو في بيان له بعنوان "السودان في مهب الريح"، معتبراً أن القرار "سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها في عالمنا العربي والإسلامي".