ابو إبراهيم
2008-07-10, 00:15
تدريب 25 صحفياً سودانياً بإيران... التغلغل الشيعي في السودان مستمر إعلامياً
جمال عرفة | 4/7/1429
http://www.almoslim.net/files/images/thumb/340x-thumb2.jpg
عاد الحديث عن التغلغل الشيعي في السودان عبر إيران مرة أخرى في أعقاب تكشف أنباء عن سفر 25 صحفي سوداني من مختلف الصحف السودانية الحكومية والمستقلة – بينهم خمس فتيات – لإيران لتلقي دورة تدريبية ، خصوصا أن هذا هذه ثان محاولة لنشر هذا الفكر إعلاميا منذ أزمة عرض كتب شيعية إيرانية ولبنانية في معرض الخرطوم الدولي للكتاب في ديسمبر 2006 .
ومع أن هناك أنباء تتسرب من حين لآخر عن انتشار للتشيع وللشيعة ولزواياهم وحسينياتهم في عدة مناطق سودانية منها الخرطوم ، وأن هذا التشيع يرجع – مثل الحالة المصرية – لانتشار التصوف والصوفية وحب آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم ، فقد أثارت محاولات نشر هذا الفكر الشيعي عبر الطرق الإعلامية ومعارض الكتب أثار جدالا وتذمرا بين إعلاميين وعلماء سودانيين باعتباره حلقة جديدة من "التغلغل الشيعي" في السودان .
إذ ينظر في السودان من جانب جماعات سنية وعلماء سلفيين إلى مسـألة تدريب إعلاميين سودانيين في إيران لفترة تزيد عن شهر ونصف علي أنها ربما تكون خطوة تستهدف أهداف أخرى تتعلق بمحاولات بعض القوي المذهبية الإيرانية تدعيم التغلغل الشيعي في السودان وأفريقيا عموما ، بل ويخشون أن يتشبع هؤلاء الإعلاميون بالأفكار الشيعية.
وربط هؤلاء المعارضون لهذا "التغلغل الشيعي" بين هذه الدورة التدريبية للصحفيين السودانيين في إيران ، وبين ما سبق الكشف عنه في معرض الخرطوم الدولي للكتاب في ديسمبر 2006 من عرض ستة معارض كتب إيرانية ولبنانية شيعية ، لكتابات شيعية تقدح في صحابة رسول الله ما أثار حملة انتقادات عارمة انتهت بغلق هذه الأجنحة وسحب الكتب الشيعية .
كما ربطوا بينها وبين شن الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني هجوما عنيفا في 9 فبراير الماضي 2008 ضد ما قال أنه "مجموعة من الصحفيين السودانيين" اتهمهم بتلقي مبالغ مالية من "منظمات وسفارات الأجنبية" بالخرطوم ووصفهم بأنهم "مجموعة بسيطة وغريبة علي الوسط الصحفي يجب بترها".
وما يثير قلق القوى والجماعات الإسلامية السودانية أن الدعوة للدورة التدريبية لم تقتصر علي صحف توصف بأنها مقربة من طهران وذات فكر شيعي مثل صحيفة (الوفاق) التي كان يرأس تحريرها محمد طه محمد أحمد الذي قتله مجهولون وقيل أن السبب أنه سب بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل سيدنا معاوية والسيدة هند وسيدنا أبي سفيان في صحيفته ، ولكن الدورة التدريبية تمتد لتشمل صحف حكومية ومستقلة أخرى.
وشن الفريق صلاح قوش (مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني) في ديسمبر 2006 هجوما عنيفا وصريحا ضد مجموعة من الصحفيين السودانيين اتهمهم بتلقي مبالغ مالية من السفارات الأجنبية بالخرطوم ووصفهم بأنهم "مجموعة بسيطة وغريبة علي الوسط الصحفي يجب بترها" علي حد قوله .
وكشف قوش - في مؤتمر صحفي كبير عقد بمبني وزارة الدفاع الوطني بشأن تداعيات وتطورات الأوضاع في تشاد حينئذ - أنهم رصدوا هذه المجموعة من الصحفيين التي تلقت المبالغ المالية من منظمات وسفارات وأنهم معلومون بالنسبة لجهاز الأمن، وقال الفريق صلاح : "يجب على الوسط الصحفي أن يجري عملية نظافة لصفوفه من الذين يتاجرون بقضية السودان وأمنه الخارجي".
بيد أنه لم يعرف هل قصد المسئول الأمني السوداني بالدول الأجنبية أمريكا وفرنسا وتشاد حينئذ أم أنه كان يتطرق لظاهرة عامة منها الدور الإيراني في السودان أيضا.
وسبق هذا عام 2006 إثارة جدال في السودان بشان "التمدد الشيعي" علي خلفية قضية نشر ستة معارض كتب إيرانية ولبنانية تابعة لـ"حزب الله"، لكتابات شيعية تقدح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرض الخرطوم للكتاب ، ما أغضب قوى سنية وجماعات إسلامية وعلماء تصدوا لهذا، خصوصا بعدما بدأت تتواتر الأنباء عن انتشار شيعي بشكل واضح في حسينيات وزوايا شيعية في الخرطوم وفي مدينة كردفان.
وتحركت آنذاك جماعات سلفية وإسلامية سنية سودانية للاحتجاج علي معرض الكتب الشيعية الذي أقامته إيران في معرض الخرطوم الدولي، ما دفع الحكومة لإغلاق هذا الجناح الشيعي الذي ضم ستة معارضين شيعة من إيران ولبنان .
ولكن يبدو أن هذا الاندفاع الإيراني في نشر ثقافة المذهب الشيعي عبر أمهات الكتب الشيعية في معرض الخرطوم كان جرس الإنذار للقوي السنية هناك وللجماعات الإسلامية وعلماء المسلمين للتصدي لهذا التمدد الشيعي خصوصا بعدما بدأت تتواتر الأنباء عن انتشاره بشكل واضح في حسينيات وزوايا شيعية في الخرطوم وفي مدينة كردفان.
وتقود التحرك ضد هذه الأنشطة الشيعية في السودان الجماعات السلفية والإسلامية السنية السودانية، وكان لها دور في الاحتجاج علي معرض كتب شيعية أقامته إيران في معرض الخرطوم الدولي عام 2006 ما دفع الحكومة لإغلاق هذا الجناح الشيعي الذي ضم ستة معارضين شيعة من إيران ولبنان.
إذ جاءت الحملة التي شنها العلماء في ذلك الحين كأول حملة لكشف النشاط الشيعي في السودان، وعقد العلماء عدة مؤتمرات يطالبون فيها بوقفات محددة ومواقف حكومية لحصار هذا التمدد الشيعي.
وطالب عدد كبير من كبار علماء الدين السودانيين السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، لما يقوم به من "أنشطة مثيرة للفتن" على حد وصفهم، ووقف ما قالوا أنه "النشاطات الشيعية المشبوهة"، وحذروا من انتشار "الفكر الرافضي" في السودان.
وسبق أن دعا البيان الذي أعلنه قيادات وعلماء الجماعات الإسلامية (المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية) في السودان 17/12/2006م لغلق المركز الثقافي الإيراني، وفتح تحقيق فوري حول الطريقة التي وصلت بها كتب الشيعة إلى معرض الخرطوم الدولي للكتاب "رغم مخالفتها للوائح المنظمة للمعارض وطعنها في عقيدة الأمة".
وحذر البيان الذي وقع عليه كل من: الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد (المراقب العام للإخوان المسلمين)، والشيخ إسماعيل عثمان (الأمين العام لأنصار السنة المحمدية)، والشيخ ياسر عثمان جاد الله (أمير جماعة الإخوان المسلمين ـ الإصلاح)، والشيخ أبو زيد محمد حمزة (القيادي بجماعة أنصار السنة المحمدية)، والشيخ عمر شيخ إدريس حضرة (الأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة)، والشيخ سعد أحمد سعد (عضو الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية، وعضو هيئة علماء السودان)، من: "الفهم الخاطئ للحريات"، مشددا علي أن "حرية النشر لا تعني الطعن في ثوابت الأمة فما كل شيء مسموح به وللحريات حدود لا تتعداها، وهذا شيء متعارف عليه في العالم".
أيضا أصدرت (الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان) بيانا 15 ديسمبر 2006 قالت فيه: إن السودان "ظل في مأمن من مذهب الرافضة الذي أظهر أركانه سب أصحاب النبي _صلى الله عليه وسلم_...فإذا بالشيعة يطلون علينا من خلال معرض الخرطوم الدولي). ودعا بيان الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الجهات المختصة إلى محاسبة الجهات التي سمحت بدخول مثل هذه الكتب وعرضها وطالب أيضا بإغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم الذي يتحمل مسئولية نشر هذه الكتب والترويج لها.
ومع أنه لا توجد أي إحصاءات لعدد الشيعة في السودان شأن العديد من الدول العربية، فقد نقل موقع العلماء (المشكاة) علي الانترنت عن أحد المعتمدين بولاية شمال كردفان في أحد زياراته للخرطوم بأن الشيعة في محلية «أم دم» وبعض المحليات أصبح وجودهم يزداد بإحصائيات «مزعجة» حسب وصفه.
لكن إحصائيات مسئول شمال كردفان، التي لم يوضح كيفية حصوله عليها، تكشف عن غياب إحصائيات عن عدد منتسبي الشيعة بالسودان وأماكن وجودهم، وهو السؤال الذي يتحفظ جميع المتشيعين عن الإجابة عليه رغم تأكيدهم بأنهم يلتقون في الزوايا أو دور العبادة الخاصة بهم التي يطلقون عليها «الحسينيات» للاحتفال بعاشوراء وممارسة شعائرهم ولقاء زملائهم في رمضان وغيرها من المناسبات الدينية والاحتفالية الخاصة بهم (مولد الزهراء - مولد الحسين).. إلخ .
وهناك تقارير صحفية سودانية تتحدث عن أن النشاط الشيعي في السودان يمضي في الخفاء بهمة وأن شيعة السودان استقطبوا جماهير غير قليلة من أهل السنة في السودان بواسطة الأنشطة المتعددة مثل مسابقات تحفيظ القرآن وتعليم اللغة الفارسية والمنح الدراسية لإيران، وهي أنشطة بدأ الانتباه لها من قبل علماء السودان.
نشاط الشيعة في السودان
ويقول محللون سودانيون: إن التعاطف السوداني الرسمي مع الثورة الإيرانية، ومساندة إيران لحكومة الإنقاذ السودانية وتعمق العلاقات بين البلدين كان له دور كبير في انتشار المذهب الشيعي في السودان، وساعد عليه وجود تعاطف سوداني طبيعي بحكم انتشار التصوف في السودان المعروف عنه الحب الشديد لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وتزايد هذا النفوذ الشيعي مؤخرا نتيجة التعاطف الشعبي السوداني مع "حزب الله" الشيعي إبان العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان صيف 2007، ما رفع أسهم حسن نصر الله زعيم "حزب الله" دون النظر أيضا إلى عقيدته ومذهبه ورأيه في أهل السنة والجماعة".
ويؤكد خبراء سودانيون أن الشيعة دخلوا للسودان عبر العلاقات السياسية بين الحكومة وإيران، إضافة لانتشار التصوف الذي يعلي من شأن آل البيت وحب آل النبي صلى عليه وسلم، والذي يستغله الشيعة في نشر أفكارهم، وأن بعض الصحفيين والكتاب السودانيين العلمانيين والليبراليين استغلوا القضية لتأييد الشيعة بدعوى "حرية الرأي" ومحاربة ما يسمونه "الهوس الديني والإرهاب والظلاميين"، وأنهم يوظفون ذلك في حربهم ضد الإسلام السياسي والسلفي بغطاء حرية الرأي للشيعة.
وبشكل عام التواجد الشيعي غير معروف حجمه في السودان، ولكن الشيعة السودانيين لهم زوايا وحسينيات معروفة، ولديهم مراكز تعليمية ومنظمات للمرأة، ولديهم انتشار في المناطق المشهورة بالتصوف .نقله من موقع المسلم --ابو ابراهيم --
جمال عرفة | 4/7/1429
http://www.almoslim.net/files/images/thumb/340x-thumb2.jpg
عاد الحديث عن التغلغل الشيعي في السودان عبر إيران مرة أخرى في أعقاب تكشف أنباء عن سفر 25 صحفي سوداني من مختلف الصحف السودانية الحكومية والمستقلة – بينهم خمس فتيات – لإيران لتلقي دورة تدريبية ، خصوصا أن هذا هذه ثان محاولة لنشر هذا الفكر إعلاميا منذ أزمة عرض كتب شيعية إيرانية ولبنانية في معرض الخرطوم الدولي للكتاب في ديسمبر 2006 .
ومع أن هناك أنباء تتسرب من حين لآخر عن انتشار للتشيع وللشيعة ولزواياهم وحسينياتهم في عدة مناطق سودانية منها الخرطوم ، وأن هذا التشيع يرجع – مثل الحالة المصرية – لانتشار التصوف والصوفية وحب آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم ، فقد أثارت محاولات نشر هذا الفكر الشيعي عبر الطرق الإعلامية ومعارض الكتب أثار جدالا وتذمرا بين إعلاميين وعلماء سودانيين باعتباره حلقة جديدة من "التغلغل الشيعي" في السودان .
إذ ينظر في السودان من جانب جماعات سنية وعلماء سلفيين إلى مسـألة تدريب إعلاميين سودانيين في إيران لفترة تزيد عن شهر ونصف علي أنها ربما تكون خطوة تستهدف أهداف أخرى تتعلق بمحاولات بعض القوي المذهبية الإيرانية تدعيم التغلغل الشيعي في السودان وأفريقيا عموما ، بل ويخشون أن يتشبع هؤلاء الإعلاميون بالأفكار الشيعية.
وربط هؤلاء المعارضون لهذا "التغلغل الشيعي" بين هذه الدورة التدريبية للصحفيين السودانيين في إيران ، وبين ما سبق الكشف عنه في معرض الخرطوم الدولي للكتاب في ديسمبر 2006 من عرض ستة معارض كتب إيرانية ولبنانية شيعية ، لكتابات شيعية تقدح في صحابة رسول الله ما أثار حملة انتقادات عارمة انتهت بغلق هذه الأجنحة وسحب الكتب الشيعية .
كما ربطوا بينها وبين شن الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني هجوما عنيفا في 9 فبراير الماضي 2008 ضد ما قال أنه "مجموعة من الصحفيين السودانيين" اتهمهم بتلقي مبالغ مالية من "منظمات وسفارات الأجنبية" بالخرطوم ووصفهم بأنهم "مجموعة بسيطة وغريبة علي الوسط الصحفي يجب بترها".
وما يثير قلق القوى والجماعات الإسلامية السودانية أن الدعوة للدورة التدريبية لم تقتصر علي صحف توصف بأنها مقربة من طهران وذات فكر شيعي مثل صحيفة (الوفاق) التي كان يرأس تحريرها محمد طه محمد أحمد الذي قتله مجهولون وقيل أن السبب أنه سب بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل سيدنا معاوية والسيدة هند وسيدنا أبي سفيان في صحيفته ، ولكن الدورة التدريبية تمتد لتشمل صحف حكومية ومستقلة أخرى.
وشن الفريق صلاح قوش (مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني) في ديسمبر 2006 هجوما عنيفا وصريحا ضد مجموعة من الصحفيين السودانيين اتهمهم بتلقي مبالغ مالية من السفارات الأجنبية بالخرطوم ووصفهم بأنهم "مجموعة بسيطة وغريبة علي الوسط الصحفي يجب بترها" علي حد قوله .
وكشف قوش - في مؤتمر صحفي كبير عقد بمبني وزارة الدفاع الوطني بشأن تداعيات وتطورات الأوضاع في تشاد حينئذ - أنهم رصدوا هذه المجموعة من الصحفيين التي تلقت المبالغ المالية من منظمات وسفارات وأنهم معلومون بالنسبة لجهاز الأمن، وقال الفريق صلاح : "يجب على الوسط الصحفي أن يجري عملية نظافة لصفوفه من الذين يتاجرون بقضية السودان وأمنه الخارجي".
بيد أنه لم يعرف هل قصد المسئول الأمني السوداني بالدول الأجنبية أمريكا وفرنسا وتشاد حينئذ أم أنه كان يتطرق لظاهرة عامة منها الدور الإيراني في السودان أيضا.
وسبق هذا عام 2006 إثارة جدال في السودان بشان "التمدد الشيعي" علي خلفية قضية نشر ستة معارض كتب إيرانية ولبنانية تابعة لـ"حزب الله"، لكتابات شيعية تقدح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرض الخرطوم للكتاب ، ما أغضب قوى سنية وجماعات إسلامية وعلماء تصدوا لهذا، خصوصا بعدما بدأت تتواتر الأنباء عن انتشار شيعي بشكل واضح في حسينيات وزوايا شيعية في الخرطوم وفي مدينة كردفان.
وتحركت آنذاك جماعات سلفية وإسلامية سنية سودانية للاحتجاج علي معرض الكتب الشيعية الذي أقامته إيران في معرض الخرطوم الدولي، ما دفع الحكومة لإغلاق هذا الجناح الشيعي الذي ضم ستة معارضين شيعة من إيران ولبنان .
ولكن يبدو أن هذا الاندفاع الإيراني في نشر ثقافة المذهب الشيعي عبر أمهات الكتب الشيعية في معرض الخرطوم كان جرس الإنذار للقوي السنية هناك وللجماعات الإسلامية وعلماء المسلمين للتصدي لهذا التمدد الشيعي خصوصا بعدما بدأت تتواتر الأنباء عن انتشاره بشكل واضح في حسينيات وزوايا شيعية في الخرطوم وفي مدينة كردفان.
وتقود التحرك ضد هذه الأنشطة الشيعية في السودان الجماعات السلفية والإسلامية السنية السودانية، وكان لها دور في الاحتجاج علي معرض كتب شيعية أقامته إيران في معرض الخرطوم الدولي عام 2006 ما دفع الحكومة لإغلاق هذا الجناح الشيعي الذي ضم ستة معارضين شيعة من إيران ولبنان.
إذ جاءت الحملة التي شنها العلماء في ذلك الحين كأول حملة لكشف النشاط الشيعي في السودان، وعقد العلماء عدة مؤتمرات يطالبون فيها بوقفات محددة ومواقف حكومية لحصار هذا التمدد الشيعي.
وطالب عدد كبير من كبار علماء الدين السودانيين السلطات السودانية بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم، لما يقوم به من "أنشطة مثيرة للفتن" على حد وصفهم، ووقف ما قالوا أنه "النشاطات الشيعية المشبوهة"، وحذروا من انتشار "الفكر الرافضي" في السودان.
وسبق أن دعا البيان الذي أعلنه قيادات وعلماء الجماعات الإسلامية (المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية) في السودان 17/12/2006م لغلق المركز الثقافي الإيراني، وفتح تحقيق فوري حول الطريقة التي وصلت بها كتب الشيعة إلى معرض الخرطوم الدولي للكتاب "رغم مخالفتها للوائح المنظمة للمعارض وطعنها في عقيدة الأمة".
وحذر البيان الذي وقع عليه كل من: الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد (المراقب العام للإخوان المسلمين)، والشيخ إسماعيل عثمان (الأمين العام لأنصار السنة المحمدية)، والشيخ ياسر عثمان جاد الله (أمير جماعة الإخوان المسلمين ـ الإصلاح)، والشيخ أبو زيد محمد حمزة (القيادي بجماعة أنصار السنة المحمدية)، والشيخ عمر شيخ إدريس حضرة (الأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة)، والشيخ سعد أحمد سعد (عضو الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية، وعضو هيئة علماء السودان)، من: "الفهم الخاطئ للحريات"، مشددا علي أن "حرية النشر لا تعني الطعن في ثوابت الأمة فما كل شيء مسموح به وللحريات حدود لا تتعداها، وهذا شيء متعارف عليه في العالم".
أيضا أصدرت (الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان) بيانا 15 ديسمبر 2006 قالت فيه: إن السودان "ظل في مأمن من مذهب الرافضة الذي أظهر أركانه سب أصحاب النبي _صلى الله عليه وسلم_...فإذا بالشيعة يطلون علينا من خلال معرض الخرطوم الدولي). ودعا بيان الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الجهات المختصة إلى محاسبة الجهات التي سمحت بدخول مثل هذه الكتب وعرضها وطالب أيضا بإغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم الذي يتحمل مسئولية نشر هذه الكتب والترويج لها.
ومع أنه لا توجد أي إحصاءات لعدد الشيعة في السودان شأن العديد من الدول العربية، فقد نقل موقع العلماء (المشكاة) علي الانترنت عن أحد المعتمدين بولاية شمال كردفان في أحد زياراته للخرطوم بأن الشيعة في محلية «أم دم» وبعض المحليات أصبح وجودهم يزداد بإحصائيات «مزعجة» حسب وصفه.
لكن إحصائيات مسئول شمال كردفان، التي لم يوضح كيفية حصوله عليها، تكشف عن غياب إحصائيات عن عدد منتسبي الشيعة بالسودان وأماكن وجودهم، وهو السؤال الذي يتحفظ جميع المتشيعين عن الإجابة عليه رغم تأكيدهم بأنهم يلتقون في الزوايا أو دور العبادة الخاصة بهم التي يطلقون عليها «الحسينيات» للاحتفال بعاشوراء وممارسة شعائرهم ولقاء زملائهم في رمضان وغيرها من المناسبات الدينية والاحتفالية الخاصة بهم (مولد الزهراء - مولد الحسين).. إلخ .
وهناك تقارير صحفية سودانية تتحدث عن أن النشاط الشيعي في السودان يمضي في الخفاء بهمة وأن شيعة السودان استقطبوا جماهير غير قليلة من أهل السنة في السودان بواسطة الأنشطة المتعددة مثل مسابقات تحفيظ القرآن وتعليم اللغة الفارسية والمنح الدراسية لإيران، وهي أنشطة بدأ الانتباه لها من قبل علماء السودان.
نشاط الشيعة في السودان
ويقول محللون سودانيون: إن التعاطف السوداني الرسمي مع الثورة الإيرانية، ومساندة إيران لحكومة الإنقاذ السودانية وتعمق العلاقات بين البلدين كان له دور كبير في انتشار المذهب الشيعي في السودان، وساعد عليه وجود تعاطف سوداني طبيعي بحكم انتشار التصوف في السودان المعروف عنه الحب الشديد لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وتزايد هذا النفوذ الشيعي مؤخرا نتيجة التعاطف الشعبي السوداني مع "حزب الله" الشيعي إبان العدوان "الإسرائيلي" الأخير على لبنان صيف 2007، ما رفع أسهم حسن نصر الله زعيم "حزب الله" دون النظر أيضا إلى عقيدته ومذهبه ورأيه في أهل السنة والجماعة".
ويؤكد خبراء سودانيون أن الشيعة دخلوا للسودان عبر العلاقات السياسية بين الحكومة وإيران، إضافة لانتشار التصوف الذي يعلي من شأن آل البيت وحب آل النبي صلى عليه وسلم، والذي يستغله الشيعة في نشر أفكارهم، وأن بعض الصحفيين والكتاب السودانيين العلمانيين والليبراليين استغلوا القضية لتأييد الشيعة بدعوى "حرية الرأي" ومحاربة ما يسمونه "الهوس الديني والإرهاب والظلاميين"، وأنهم يوظفون ذلك في حربهم ضد الإسلام السياسي والسلفي بغطاء حرية الرأي للشيعة.
وبشكل عام التواجد الشيعي غير معروف حجمه في السودان، ولكن الشيعة السودانيين لهم زوايا وحسينيات معروفة، ولديهم مراكز تعليمية ومنظمات للمرأة، ولديهم انتشار في المناطق المشهورة بالتصوف .نقله من موقع المسلم --ابو ابراهيم --