ابو إبراهيم
2008-06-30, 13:53
*** بسم الله الرحمن الرحيم ***
شغل هذا الحزب عقول الناس، ولامس مشاعرهم المحبطة بشيء من التفاؤل، بصموده أمام الجيش الإسرائيلي صيف العام المنصرم، فكان عند كثير من المسلمين مصدر عزة وفخر، وحينما تكون الأمة في يأس شبه مطلق، فإنها تفرح بأي شيء، فتصف مجرد الصمود، ولو صاحبه خسائر تفوق القدرة، بالنصر المؤزر، فما لحق بيروت والجنوب اللبناني من دمار وقتل، يفوق بكثير ما لحق بإسرائيل، فإسرائيل لم يدمر منها شيء، ولا بلدة، ولا قرية، ولم يقتل من اليهود سوى اليسير..
ذلك حدا بأمين عام الحزب أن يصرح أنه لم يكن يتوقع حصول ما حصل ولا بنسبة واحد بالمائة؛ أي كانت مغامرة غير محسوبة، لكن قدر الله كان مقدورا.
مع كل ذلك، فرح الناس بالصمود، وارتفعت هامة أمين عام الحزب، وصار الحزب أمل الأمة، وصمّ كثير من السنة - من النخب وغيرهم - آذانهم عن سماع ما يدور عن الحزب من حقائق، لا تخفى عن المراقب البعيد والقريب على حد سواء، توضح وتشير إلى علاقته بإيران، وأهدافه التوسعية السياسية والطائفية في المنطقة، وعادوا على كل من تكلم بتوضيح هذه الحقائق، باتهامه بالطائفية، وإثارة النعرة المذهبية، وقلة الفهم السياسي، وأتباع خدع التحليلات العقدية.
وبما أن المنطلقات مختلفة، فلم يكن مستغربا هذا التناقض:
فهذا ينطلق من دراسة عقدية، ونظرة سياسية، يصبغها باستقراء تاريخي، وترقب التحركات السياسية والعسكرية لإيران في المنطقة، ورصد ما تحققه على الأرض من نتائج، يراها البصير رأي العين.
وهذا ينطلق من منطلقات جمعية وحدوية، كيفما اتفقت، دون البحث في الجذور والأصول، ونوع الاتفاق والاختلاف، وأثر ذلك على الاجتماع والوحدة، سلبا أو إيجابا، غاضا الطرف عن كل ما يدور ويجري في المنطقة من أحداث، معرضا عن الأهداف الاستعمارية والطائفية، وكلها على حساب السنة خصوصا.
فهذا النوع من الاختلاف يصعب معه التلاقي، ولو مع البرهان الدامغ.
وفي حوادث الأيام الماضية؛ حيث اجتاحت ميليشيا حزب الله بيروت الغربية السنية، وفرضت سيطرتها بالكامل، بدا لأولئك الذين غردوا للحزب وأمينه خصوصا، ما لم يكن في الحسبان..
بعد هذا كان لا بد للأقلام أن تتكلم، فتوضح وتذّكر بما سلف منها من بيان، حول حقيقة الحزب وأهدافه الطائفية المقدمة على كل شيء، وهي عقيدة مستقرة فيه، كما استقر اعتقاد لدى معارضيه: أن الالتقاء معه متعذر، باختلاف الأصول والأهداف، إن لم يكن محالا.
قد كان حدث اجتياح بيروت، واستعراض القوة والسلاح، آية وشاهد، فلطالما تعالى صوت أمين عام الحزب حسن نصر الله: أنه سلاح موجه ضد العدو فقط.
أما الآن فهو موجه ضد أبناء لبنان.
وبهذا فقد الحزب كل الثقة والأمل وحسن الظن، الذي كان حازه بصموده، فمحا آثار ما سمي نصرا مؤزرا، فمن هذه الناحية: نعم، قد هزم. أما من ناحية الواقع السياسي والعسكري فالحقيقة التي لا تقبل الجدل: أنه ما يزال ينتقل من نصر إلى نصر. فقد أجبر الحكومة اللبنانية على التراجع، ولو ضمنا، عن قرارها بإقالة مسئول أمن المطار، وهو محسوب على الحزب، بجعل الأمر في عهدة الجيش.
وفي هذا دلالة واضحة: أن الحزب بات يفرض واقعا جديدا في لبنان، ففي كل مرة سيهدد بقوة السلاح، ليفرض ما يريد من قرارات تمس البلد بأكمله، وإذا سارت الأمور على هذا النحو، فليس من المستبعد أن يسيطر على لبنان بالكامل، وبذلك يتكامل الحلم الشيعي بإقامة الهلال الشيعي، من العراق مرورا بسوريا حتى لبنان، وتصدق أماني نبيه بري لما قال: هلال شيعي في قمر سني.
هذا يقال لمن وصف إقدام الحزب على الاجتياح: أنه هزيمة. نعم هو هزيمة معنوية، حيث فقد الثقة والتعاطف السني، وقد لا يبالي كثيرا بذلك، لكن في جهة الواقع السياسي والعسكري هو المنتصر، وإذا قابلنا هذا بالعواطف، فلا قيمة للمشاعر على الأرض.
في هذا الصدد: لم يكن أحد من المعارضين للحزب في توجهاته وسياساته، يتمنى منه خطوة كهذه، يكون الضحية فيها أهل السنة في لبنان.
والمحلل العقدي أو السياسي إذا ذكر وحذر من بوادر أزمة قد تلم أو توشك بالمنطقة أو الأمة، بمعرفته بسير الحوادث وآثارها، الحاصلة من دراسة التاريخ والوقوف على التجارب السابقة، فإنه لا يمكن بحال القول: إنه يتمنى حصول الأزمة. كي تثبت نبوءته، فيبدو دقيقا بعيدا عن الخطأ، فضلا أن يقال: إنه يفرح بها إن حصلت. حتى تكون شاهدة على صدقه، وتحريره.
كيف يتمنى ذلك، وهو جزء من الأمة؛ أي إنه سيعاني مثل ما تعانى؟ وكيف يفرح، وهو من جسد واحد، يألم إذا تألم منه عضو؟
هذا كعالم جيولوجيا تقرر عنده بواسطة الأجهزة قرب حصول زلزال أو بركان، فقوي ظنه حتى بلغ شبه اليقين أو اليقين نفسه، فحذر السكان وأمرهم بالإخلاء، هل يقال عنه: إنه يتمنى حصول تلك الكارثة، ويفرح بها إن حصلت. حتى لا يبدو أمام السكان والعالم مخطئا، أو مخدوعا بآلاته؟
لم نسمع بأحد قال كذلك!!!
ومن يقول بأنه فرح بخطأ الحزب، حتى يقوم الشاهد، هو لا يدرك أن الذين كتبوا مذكرين لا يصدرون من مبدأ الشماتة، فذلك فعل الجاهلين، بل مبدؤهم الذي يصدرون عنه، معرفة الأفكار والدوافع، فلا يصح تبسيط كل هذا والإعراض عنه.
إن الذين لم يدركوا ولم يتوقعوا حصول الاجتياح، وتوجه السلاح إلى صدور الشعب اللبناني كان عليهم أن يدركوا الآن، بعدما صاحوا زمنا أن ذلك محال، ويصارحوا أنفسهم بأنهم كانوا على خطأ في تحليلاتهم، وفي دعوتهم بالإعراض عن التحليلات العقدية. أما اتهام الذين حذروا وبينوا الحقائق ونصحوا بأنهم تمنوا، وفرحوا.. فهذا لا ندري أين نضعها؟
تحت بند: خدعة التحليل العقدي؟
أم السياسي؟
أم خدعة التحليل النفسي؟!!!!
***** نقله بتصرف ***** - اخوكم ابو ابراهيم ---
شغل هذا الحزب عقول الناس، ولامس مشاعرهم المحبطة بشيء من التفاؤل، بصموده أمام الجيش الإسرائيلي صيف العام المنصرم، فكان عند كثير من المسلمين مصدر عزة وفخر، وحينما تكون الأمة في يأس شبه مطلق، فإنها تفرح بأي شيء، فتصف مجرد الصمود، ولو صاحبه خسائر تفوق القدرة، بالنصر المؤزر، فما لحق بيروت والجنوب اللبناني من دمار وقتل، يفوق بكثير ما لحق بإسرائيل، فإسرائيل لم يدمر منها شيء، ولا بلدة، ولا قرية، ولم يقتل من اليهود سوى اليسير..
ذلك حدا بأمين عام الحزب أن يصرح أنه لم يكن يتوقع حصول ما حصل ولا بنسبة واحد بالمائة؛ أي كانت مغامرة غير محسوبة، لكن قدر الله كان مقدورا.
مع كل ذلك، فرح الناس بالصمود، وارتفعت هامة أمين عام الحزب، وصار الحزب أمل الأمة، وصمّ كثير من السنة - من النخب وغيرهم - آذانهم عن سماع ما يدور عن الحزب من حقائق، لا تخفى عن المراقب البعيد والقريب على حد سواء، توضح وتشير إلى علاقته بإيران، وأهدافه التوسعية السياسية والطائفية في المنطقة، وعادوا على كل من تكلم بتوضيح هذه الحقائق، باتهامه بالطائفية، وإثارة النعرة المذهبية، وقلة الفهم السياسي، وأتباع خدع التحليلات العقدية.
وبما أن المنطلقات مختلفة، فلم يكن مستغربا هذا التناقض:
فهذا ينطلق من دراسة عقدية، ونظرة سياسية، يصبغها باستقراء تاريخي، وترقب التحركات السياسية والعسكرية لإيران في المنطقة، ورصد ما تحققه على الأرض من نتائج، يراها البصير رأي العين.
وهذا ينطلق من منطلقات جمعية وحدوية، كيفما اتفقت، دون البحث في الجذور والأصول، ونوع الاتفاق والاختلاف، وأثر ذلك على الاجتماع والوحدة، سلبا أو إيجابا، غاضا الطرف عن كل ما يدور ويجري في المنطقة من أحداث، معرضا عن الأهداف الاستعمارية والطائفية، وكلها على حساب السنة خصوصا.
فهذا النوع من الاختلاف يصعب معه التلاقي، ولو مع البرهان الدامغ.
وفي حوادث الأيام الماضية؛ حيث اجتاحت ميليشيا حزب الله بيروت الغربية السنية، وفرضت سيطرتها بالكامل، بدا لأولئك الذين غردوا للحزب وأمينه خصوصا، ما لم يكن في الحسبان..
بعد هذا كان لا بد للأقلام أن تتكلم، فتوضح وتذّكر بما سلف منها من بيان، حول حقيقة الحزب وأهدافه الطائفية المقدمة على كل شيء، وهي عقيدة مستقرة فيه، كما استقر اعتقاد لدى معارضيه: أن الالتقاء معه متعذر، باختلاف الأصول والأهداف، إن لم يكن محالا.
قد كان حدث اجتياح بيروت، واستعراض القوة والسلاح، آية وشاهد، فلطالما تعالى صوت أمين عام الحزب حسن نصر الله: أنه سلاح موجه ضد العدو فقط.
أما الآن فهو موجه ضد أبناء لبنان.
وبهذا فقد الحزب كل الثقة والأمل وحسن الظن، الذي كان حازه بصموده، فمحا آثار ما سمي نصرا مؤزرا، فمن هذه الناحية: نعم، قد هزم. أما من ناحية الواقع السياسي والعسكري فالحقيقة التي لا تقبل الجدل: أنه ما يزال ينتقل من نصر إلى نصر. فقد أجبر الحكومة اللبنانية على التراجع، ولو ضمنا، عن قرارها بإقالة مسئول أمن المطار، وهو محسوب على الحزب، بجعل الأمر في عهدة الجيش.
وفي هذا دلالة واضحة: أن الحزب بات يفرض واقعا جديدا في لبنان، ففي كل مرة سيهدد بقوة السلاح، ليفرض ما يريد من قرارات تمس البلد بأكمله، وإذا سارت الأمور على هذا النحو، فليس من المستبعد أن يسيطر على لبنان بالكامل، وبذلك يتكامل الحلم الشيعي بإقامة الهلال الشيعي، من العراق مرورا بسوريا حتى لبنان، وتصدق أماني نبيه بري لما قال: هلال شيعي في قمر سني.
هذا يقال لمن وصف إقدام الحزب على الاجتياح: أنه هزيمة. نعم هو هزيمة معنوية، حيث فقد الثقة والتعاطف السني، وقد لا يبالي كثيرا بذلك، لكن في جهة الواقع السياسي والعسكري هو المنتصر، وإذا قابلنا هذا بالعواطف، فلا قيمة للمشاعر على الأرض.
في هذا الصدد: لم يكن أحد من المعارضين للحزب في توجهاته وسياساته، يتمنى منه خطوة كهذه، يكون الضحية فيها أهل السنة في لبنان.
والمحلل العقدي أو السياسي إذا ذكر وحذر من بوادر أزمة قد تلم أو توشك بالمنطقة أو الأمة، بمعرفته بسير الحوادث وآثارها، الحاصلة من دراسة التاريخ والوقوف على التجارب السابقة، فإنه لا يمكن بحال القول: إنه يتمنى حصول الأزمة. كي تثبت نبوءته، فيبدو دقيقا بعيدا عن الخطأ، فضلا أن يقال: إنه يفرح بها إن حصلت. حتى تكون شاهدة على صدقه، وتحريره.
كيف يتمنى ذلك، وهو جزء من الأمة؛ أي إنه سيعاني مثل ما تعانى؟ وكيف يفرح، وهو من جسد واحد، يألم إذا تألم منه عضو؟
هذا كعالم جيولوجيا تقرر عنده بواسطة الأجهزة قرب حصول زلزال أو بركان، فقوي ظنه حتى بلغ شبه اليقين أو اليقين نفسه، فحذر السكان وأمرهم بالإخلاء، هل يقال عنه: إنه يتمنى حصول تلك الكارثة، ويفرح بها إن حصلت. حتى لا يبدو أمام السكان والعالم مخطئا، أو مخدوعا بآلاته؟
لم نسمع بأحد قال كذلك!!!
ومن يقول بأنه فرح بخطأ الحزب، حتى يقوم الشاهد، هو لا يدرك أن الذين كتبوا مذكرين لا يصدرون من مبدأ الشماتة، فذلك فعل الجاهلين، بل مبدؤهم الذي يصدرون عنه، معرفة الأفكار والدوافع، فلا يصح تبسيط كل هذا والإعراض عنه.
إن الذين لم يدركوا ولم يتوقعوا حصول الاجتياح، وتوجه السلاح إلى صدور الشعب اللبناني كان عليهم أن يدركوا الآن، بعدما صاحوا زمنا أن ذلك محال، ويصارحوا أنفسهم بأنهم كانوا على خطأ في تحليلاتهم، وفي دعوتهم بالإعراض عن التحليلات العقدية. أما اتهام الذين حذروا وبينوا الحقائق ونصحوا بأنهم تمنوا، وفرحوا.. فهذا لا ندري أين نضعها؟
تحت بند: خدعة التحليل العقدي؟
أم السياسي؟
أم خدعة التحليل النفسي؟!!!!
***** نقله بتصرف ***** - اخوكم ابو ابراهيم ---