عماري
2010-10-04, 15:26
http://arabic.rt.com/images/photo/orig/d51/385.jpg
بذلت طهران جُلّ ما في وسعها من أجل تمكين نوري المالكي من الاستحواذ على ولاية ثانية على رأس حكومة العراق ، وبدا أن لسان حالها يقول: إما المالكي وإما الفوضى الشاملة ، وقد أقرنت القول بالفعل ، ولم تدخر عصا أو جزرة إلا واستهلكتها في هذه اللعبة.
ولقد اعترف قادة التيار الصدري علناً بأن ضغوط إيران عليهم هي التي دفعتهم لـ"تجرّع كأس المالكي المر" ، وأوضح إياد علاوي أن "الفيتو الإيراني" عليه وعلى قائمته هو الوجه الآخر لتنبي طهران غير المشروط للمالكي ، وحتى المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمّار الحكيم لم ينكر وجود مثل هذه الضغوط الهائلة ، وإن كان آثر المقامرة بـ"تعكير صفو" علاقاته مع طهران وهو المحسوب عليها قلباً وقالباً ، على "تجرّع" كأس السم وقبول رئاسة "الوافد الجديد" إلى نادي "السادة وعائلات الإقطاع السياسي والديني في بلاد ما بين الرافدين.
على خط موازْ ، عملت طهران على تذليل العقبات الإقليمية والدولية التي تواجه المالكي في طريقه إلى رئاسة الحكومة للسنوات الأربع المقبلة ، فهي نجحت في الحصول دعم سوريا لهذا الترشيح ، بعد أن ذكّرت المالكي بما يتوجب عليه فعله ، فبادر الرجل إلى إرسال الموفدين والرسائل والاعتذارات والتعهدات إلى دمشق ، وقد سبقه نفط كركوك إلى ميناء بانياس ، كما أن إيران أبلغت واشنطن عبر قنوات الاتصال المباشر أو غير المباشر ، بأن المالكي خط أحمر ، "دونه خرط القتاد" ، فما كان من الأخيرة سوى أن صدعت لما أمرت به عدوتها اللدودة ، بل وأخذت تروّج معها للمالكي "رجل الدولة" و"رجل المرحلة".
ولقد استندت إيران في موقفها الداعم بصلابة للمالكي على جملة أوراق قوة ، منها أن الرجل يرئس أكبر ائتلاف شيعي في العراق ، وأن الكتل الآخرين ضئيلة ومنقسمة على ذاتها ، وأن الرجل نجح في غضون سنوات قلائل ، في تحويل العراق من سدّ في وجه السياسات والأطماع الإيرانية ، إلى جسر لها في قلب المنطقة العربية ، والأرجح أن الرجل بذلك ، يكون قد قطع أكثر من نصف الطريق صوب الولاية الثانية.
في المقابل ، تلفت مصادر سياسية عراقية للنشاط الملحوظ الذي تقوم به في الآونة الأخيرة ، جماعات مسلحة ، بعضها مناوئ فكرياً لإيران من دون أن يسقط فرص التعاون ميدانياً معها كالقاعدة وأنصار الإسلام ، أو لقوى ومسميات محسوبة على شيعة العراق ، معظمها تشكلت كانشقاقات عن التيار الصدري بعد أن أوقف زعيمه مقتدى الصدر نشاطه المسلح وحل - رسميا على الأقل - جيش المهدي.
وتقول هذه المصادر أن استئناف هذه الأنشطة والتوسع بها مؤخراً ، إنما يعود لتضافر جملة عوامل عدة منها: (1) عدم ثقة قطاع واسع من العراقيين بمستقبل بلادهم خصوصا في ظل غياب التوافق على التشكيل الحكومي...(2) عدم ثقة سنة العراق بوعود حكومتهم باستقطاب "أعضاء الصحوة ومجالسها"...(3) التحريض الإقليمي على إيران من جهة ومنها ضد خصومها من جهة ثانية ، ما ينبئ بتحول العراق فعلا إلى ساحة لتسوية الحسابات الإقليمية.
المتتبع للنشاط الإيراني في العراق ، يلحظ عودة غير معهودة لأسماء ومسميات من نوع: "عصائب أهل الحق" ، "كتائب حزب الله" و"لواء اليوم الموعود" ، وجميعها فصائل شيعية لا تتورع عن تبني عمليات ضد الأمريكيين في محافظات شيعية ، وفي قلب بغداد ، ولا يُستبعد أن تكون هذه الفصائل هي من نفذ عمليات قصف صاروخية للمنطقة الخصراء مؤخراً.
هدف إيران من وراء دعم نشاطات هذه الجماعات يتخلص بتوجيه رسالة للأمريكيين مفادها أن لا تشكيل حكومياً من وراء ظهر طهران أو على حساب مصالحها ، وأن الحوار مع إيران في العراق وحوله ، هو بعض من كل ، يتعين أن يشمل جميع الملفات العالقة بين الدولتين ، فإما معالجة جميع الملفات وإما إبقاؤها جميعاً مفتوحة ، بل ومشتعلة.
واللافت أن ما تفعله إيران في العراق ، تفعل شيئاً مماثلا له في أفغانستان ، مع فارق الظروف والأدوار والأوزان والتحالفات ، وقد سجلت عمليات "المقاومة" هناك ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام ، ردّته دوائر أمريكية وأطلسية إلى زيادة التدخل الإيراني العسكري في الملف الأفغاني.
خلاصة القول ، أن طهران تمارس "لعبة مزدوجه" في العراق ، دعمت وتدعم العملية السياسية "حتى آخر قطرة" ، طالما أنها وحلفاءها هم أكبر المستفيدين منها ، وهي دعمت وتدعم "المقاومة" و"الإرهاب" طالما أنهما يسهمان في "شلّ" أرجل واشنطن وأذرعتها ، ويحيل ما تبقى من قواتها في العراق إلى ما وضعية تشبه وضعية الرهائن ، أو يجعل منها "أهدافاً رخوة" على أقل تقدير.
لعبة إيران المزدوجة في العراق ، نجحت في كسر شوكة الاندفاعة الأمريكية في 2003 ، وها هي اليوم تسهم في تكريس سقوط العراق في قبضة النفوذ الإقليمي لإيران ، أقله حتى إشعار آخر.
اخوانى الكرام و من هنا نشاهد ان كل هذه التخطيطات الجهنمية و هذا المكر الكبير ايعقل ان تكون ايران هى من تقوم بهذا
و بعملية حسابية صغيرة نجد ان ايران هى امريكا و ايران هى اسرائيل و هذا كله من سذاجة ؟؟؟؟
اخوانى الكرام و الله لو يسكت المسلمين على ايران و الله لحولت المنطقة الاسلامية كلها الى حروب و مشاكل داخلية
حفضكم الله اخوانى
المصدر: صحيفة الدستور الاردنية
بذلت طهران جُلّ ما في وسعها من أجل تمكين نوري المالكي من الاستحواذ على ولاية ثانية على رأس حكومة العراق ، وبدا أن لسان حالها يقول: إما المالكي وإما الفوضى الشاملة ، وقد أقرنت القول بالفعل ، ولم تدخر عصا أو جزرة إلا واستهلكتها في هذه اللعبة.
ولقد اعترف قادة التيار الصدري علناً بأن ضغوط إيران عليهم هي التي دفعتهم لـ"تجرّع كأس المالكي المر" ، وأوضح إياد علاوي أن "الفيتو الإيراني" عليه وعلى قائمته هو الوجه الآخر لتنبي طهران غير المشروط للمالكي ، وحتى المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمّار الحكيم لم ينكر وجود مثل هذه الضغوط الهائلة ، وإن كان آثر المقامرة بـ"تعكير صفو" علاقاته مع طهران وهو المحسوب عليها قلباً وقالباً ، على "تجرّع" كأس السم وقبول رئاسة "الوافد الجديد" إلى نادي "السادة وعائلات الإقطاع السياسي والديني في بلاد ما بين الرافدين.
على خط موازْ ، عملت طهران على تذليل العقبات الإقليمية والدولية التي تواجه المالكي في طريقه إلى رئاسة الحكومة للسنوات الأربع المقبلة ، فهي نجحت في الحصول دعم سوريا لهذا الترشيح ، بعد أن ذكّرت المالكي بما يتوجب عليه فعله ، فبادر الرجل إلى إرسال الموفدين والرسائل والاعتذارات والتعهدات إلى دمشق ، وقد سبقه نفط كركوك إلى ميناء بانياس ، كما أن إيران أبلغت واشنطن عبر قنوات الاتصال المباشر أو غير المباشر ، بأن المالكي خط أحمر ، "دونه خرط القتاد" ، فما كان من الأخيرة سوى أن صدعت لما أمرت به عدوتها اللدودة ، بل وأخذت تروّج معها للمالكي "رجل الدولة" و"رجل المرحلة".
ولقد استندت إيران في موقفها الداعم بصلابة للمالكي على جملة أوراق قوة ، منها أن الرجل يرئس أكبر ائتلاف شيعي في العراق ، وأن الكتل الآخرين ضئيلة ومنقسمة على ذاتها ، وأن الرجل نجح في غضون سنوات قلائل ، في تحويل العراق من سدّ في وجه السياسات والأطماع الإيرانية ، إلى جسر لها في قلب المنطقة العربية ، والأرجح أن الرجل بذلك ، يكون قد قطع أكثر من نصف الطريق صوب الولاية الثانية.
في المقابل ، تلفت مصادر سياسية عراقية للنشاط الملحوظ الذي تقوم به في الآونة الأخيرة ، جماعات مسلحة ، بعضها مناوئ فكرياً لإيران من دون أن يسقط فرص التعاون ميدانياً معها كالقاعدة وأنصار الإسلام ، أو لقوى ومسميات محسوبة على شيعة العراق ، معظمها تشكلت كانشقاقات عن التيار الصدري بعد أن أوقف زعيمه مقتدى الصدر نشاطه المسلح وحل - رسميا على الأقل - جيش المهدي.
وتقول هذه المصادر أن استئناف هذه الأنشطة والتوسع بها مؤخراً ، إنما يعود لتضافر جملة عوامل عدة منها: (1) عدم ثقة قطاع واسع من العراقيين بمستقبل بلادهم خصوصا في ظل غياب التوافق على التشكيل الحكومي...(2) عدم ثقة سنة العراق بوعود حكومتهم باستقطاب "أعضاء الصحوة ومجالسها"...(3) التحريض الإقليمي على إيران من جهة ومنها ضد خصومها من جهة ثانية ، ما ينبئ بتحول العراق فعلا إلى ساحة لتسوية الحسابات الإقليمية.
المتتبع للنشاط الإيراني في العراق ، يلحظ عودة غير معهودة لأسماء ومسميات من نوع: "عصائب أهل الحق" ، "كتائب حزب الله" و"لواء اليوم الموعود" ، وجميعها فصائل شيعية لا تتورع عن تبني عمليات ضد الأمريكيين في محافظات شيعية ، وفي قلب بغداد ، ولا يُستبعد أن تكون هذه الفصائل هي من نفذ عمليات قصف صاروخية للمنطقة الخصراء مؤخراً.
هدف إيران من وراء دعم نشاطات هذه الجماعات يتخلص بتوجيه رسالة للأمريكيين مفادها أن لا تشكيل حكومياً من وراء ظهر طهران أو على حساب مصالحها ، وأن الحوار مع إيران في العراق وحوله ، هو بعض من كل ، يتعين أن يشمل جميع الملفات العالقة بين الدولتين ، فإما معالجة جميع الملفات وإما إبقاؤها جميعاً مفتوحة ، بل ومشتعلة.
واللافت أن ما تفعله إيران في العراق ، تفعل شيئاً مماثلا له في أفغانستان ، مع فارق الظروف والأدوار والأوزان والتحالفات ، وقد سجلت عمليات "المقاومة" هناك ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام ، ردّته دوائر أمريكية وأطلسية إلى زيادة التدخل الإيراني العسكري في الملف الأفغاني.
خلاصة القول ، أن طهران تمارس "لعبة مزدوجه" في العراق ، دعمت وتدعم العملية السياسية "حتى آخر قطرة" ، طالما أنها وحلفاءها هم أكبر المستفيدين منها ، وهي دعمت وتدعم "المقاومة" و"الإرهاب" طالما أنهما يسهمان في "شلّ" أرجل واشنطن وأذرعتها ، ويحيل ما تبقى من قواتها في العراق إلى ما وضعية تشبه وضعية الرهائن ، أو يجعل منها "أهدافاً رخوة" على أقل تقدير.
لعبة إيران المزدوجة في العراق ، نجحت في كسر شوكة الاندفاعة الأمريكية في 2003 ، وها هي اليوم تسهم في تكريس سقوط العراق في قبضة النفوذ الإقليمي لإيران ، أقله حتى إشعار آخر.
اخوانى الكرام و من هنا نشاهد ان كل هذه التخطيطات الجهنمية و هذا المكر الكبير ايعقل ان تكون ايران هى من تقوم بهذا
و بعملية حسابية صغيرة نجد ان ايران هى امريكا و ايران هى اسرائيل و هذا كله من سذاجة ؟؟؟؟
اخوانى الكرام و الله لو يسكت المسلمين على ايران و الله لحولت المنطقة الاسلامية كلها الى حروب و مشاكل داخلية
حفضكم الله اخوانى
المصدر: صحيفة الدستور الاردنية