الباشـــــــــــق
2010-06-28, 20:45
من طبيعة البدوي أنه يخاف البحر.. وذلك لأنه يعيش حياته كلها في الصحراء، سفينته هي ظهر جمله.. ومحيطه هو هذه الرمال الجافة المترامية.. وعندما نزل القرآن.. أشار إلى هذه الحقيقة في أكثر من موضع ف "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد" (سورة 31 آية 13)
ولم يعرف عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه ركب البحر، وكذلك أبو بكر وعمر.. ومع ذلك نجد في تعاليم الإسلام ما يشجع على ركوب البحر والغزو فيه في سبيل الله.. إلى حد اعتبار غزوة البحر أكثر ثوابا من غزوة البر.. وشهيد البحر له مكان في الآخرة أعظم من شهيد البر.. ومعروف أن الفتوح الإسلامية الأولى كانت كلها في البر. سواء في فارس أو في الشام أو في مصر والشمال الإفريقي، وكان عمر بن الخطاب يأمر قادة الجيوش أن يبنوا المدن الجديدة في البلاد المفتوحة بحيث لا يفصلها الماء عن مكة، وهذا هو السر في بناء مدينة الفسطاط على الساحل الشرقي لنهر النيل، وعندما يئس الرومان من إحراز أي نصر على العرب في حروب البر، وجهوا همهم إلى أسطولهم الذي كان سيد البحار كلها، فأخذوا يغيرون على سواحل مصر والشام على أمل استعادة بعض ما فقدوه. وكان معاوية واليا على الشام وعمرو بن العاص على مصر، فطلب معاوية من الخليفة أن يأذن له ببناء أسطول بحري لكي بغزو به قبرص التي كانت قاعدة أمامية للأسطول الروماني، فكتب الخليفه إلى عمرو في مصر بطلب منه أن يصف له البحر وحال راكبه، فكتب إليه عمرو. "يا أمير المؤمنين إني رأيت البحر خلقا كبيرا يركبه خلق صغير.. ليس إلا السماء والماء: إن ركد أحزن القلوب. وإن ثار أزاغ العقول. والناس فيه دود على عود. إن مال غرق وأن نجا برق " فلما قرأ ابن الخطاب كتب إلى معاوية والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا ورفض طلبه.. وقد زاد من إصرار الخليفة أن عامله على البحرين (العلاء ابن الحضرمي كان يرغب في فتح سواحل فارس حتى تصبح له شهرة مثل غيره من القادة الآخرين، فاستجمع بعض السفن البحرية.. واستعان في ذلك بأهل البحرين وهم ملاحون مهرة ونزل في سواحل فارس سنة 17 هـ دون إذن من الخليفة إلا أنه هزم فعاقبه الخليفة بأن أنزله من رتبته، وبعد أن توفى عمر وتولى عثمان أعاد معاوية الطلب : وبعد طول تردد وتأجيل وافق عثمان على غزوة قبرص بشروط : أولها أن يكون اختياريا لمن أراد وقال في ذلك "ولا تجبر الناس : ولا تقرع بينهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه " أما الشرط الثاني فهو أن يأخذ معه في البحر زوجته وزوجات الصحابة" وواضح أن الهدف من الشرط الأخير أن يكون المسلمون أكثر حذرا وحيطة في وجود زوجاتهم.
وبنى معاوية أسطولا بالاستعانة ببحارة الشام الذين أسلموا كما بنى والي مصر أسطولا آخر، وخرجت السفن من عكا تحت إمرة معاوية سنة 28 هـ وانتصر على الأسطول الروماني في قبرص ودمر قواعده، وصالح أهل قبرص على أن يدفعوا له جزية كل سنة ووافق أن يدفعوا مثلها للروم لا يمنعهم العرب من ذلك على أن لا تستعمل أرضهـم كقاعدة للهجوم على الموانيء الإسلامية وفي نفس الوقت يسمحون للسفن العربية بالهجوم على البيزنطيين من الجزيرة متى شاؤوا فكانت غزوة قبرص أولى معارك الإسلام البحرية.
ولم يعرف عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه ركب البحر، وكذلك أبو بكر وعمر.. ومع ذلك نجد في تعاليم الإسلام ما يشجع على ركوب البحر والغزو فيه في سبيل الله.. إلى حد اعتبار غزوة البحر أكثر ثوابا من غزوة البر.. وشهيد البحر له مكان في الآخرة أعظم من شهيد البر.. ومعروف أن الفتوح الإسلامية الأولى كانت كلها في البر. سواء في فارس أو في الشام أو في مصر والشمال الإفريقي، وكان عمر بن الخطاب يأمر قادة الجيوش أن يبنوا المدن الجديدة في البلاد المفتوحة بحيث لا يفصلها الماء عن مكة، وهذا هو السر في بناء مدينة الفسطاط على الساحل الشرقي لنهر النيل، وعندما يئس الرومان من إحراز أي نصر على العرب في حروب البر، وجهوا همهم إلى أسطولهم الذي كان سيد البحار كلها، فأخذوا يغيرون على سواحل مصر والشام على أمل استعادة بعض ما فقدوه. وكان معاوية واليا على الشام وعمرو بن العاص على مصر، فطلب معاوية من الخليفة أن يأذن له ببناء أسطول بحري لكي بغزو به قبرص التي كانت قاعدة أمامية للأسطول الروماني، فكتب الخليفه إلى عمرو في مصر بطلب منه أن يصف له البحر وحال راكبه، فكتب إليه عمرو. "يا أمير المؤمنين إني رأيت البحر خلقا كبيرا يركبه خلق صغير.. ليس إلا السماء والماء: إن ركد أحزن القلوب. وإن ثار أزاغ العقول. والناس فيه دود على عود. إن مال غرق وأن نجا برق " فلما قرأ ابن الخطاب كتب إلى معاوية والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا ورفض طلبه.. وقد زاد من إصرار الخليفة أن عامله على البحرين (العلاء ابن الحضرمي كان يرغب في فتح سواحل فارس حتى تصبح له شهرة مثل غيره من القادة الآخرين، فاستجمع بعض السفن البحرية.. واستعان في ذلك بأهل البحرين وهم ملاحون مهرة ونزل في سواحل فارس سنة 17 هـ دون إذن من الخليفة إلا أنه هزم فعاقبه الخليفة بأن أنزله من رتبته، وبعد أن توفى عمر وتولى عثمان أعاد معاوية الطلب : وبعد طول تردد وتأجيل وافق عثمان على غزوة قبرص بشروط : أولها أن يكون اختياريا لمن أراد وقال في ذلك "ولا تجبر الناس : ولا تقرع بينهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه " أما الشرط الثاني فهو أن يأخذ معه في البحر زوجته وزوجات الصحابة" وواضح أن الهدف من الشرط الأخير أن يكون المسلمون أكثر حذرا وحيطة في وجود زوجاتهم.
وبنى معاوية أسطولا بالاستعانة ببحارة الشام الذين أسلموا كما بنى والي مصر أسطولا آخر، وخرجت السفن من عكا تحت إمرة معاوية سنة 28 هـ وانتصر على الأسطول الروماني في قبرص ودمر قواعده، وصالح أهل قبرص على أن يدفعوا له جزية كل سنة ووافق أن يدفعوا مثلها للروم لا يمنعهم العرب من ذلك على أن لا تستعمل أرضهـم كقاعدة للهجوم على الموانيء الإسلامية وفي نفس الوقت يسمحون للسفن العربية بالهجوم على البيزنطيين من الجزيرة متى شاؤوا فكانت غزوة قبرص أولى معارك الإسلام البحرية.