الزبرجد
2010-05-16, 23:58
يبدو من قبيل الغرابة أن أجوب سوق المستعملات(الشيفون أو البالة ) ،عن جوارب لايحتاجها فصل الصيف ذي الجوارب الحامية ،ولكن الرغبة أحيانا تركب تيار الحمق ،واذا لم تجارها تبدو عاقلا في غير محله ،لذا علي أن أضع أعصابي في ثلاجة رغم انني أفكر اللحظة في أن أضع رجلي في جورب ساخن وعلي أيضا أن أمتلك خبرة عالية في تفتيش رزم الملابس التي لايدري الباعة محتوياتها ،هم يقسمون أنها رمانة مغمضة العينين ،المهم أن سلعة الخارج تشتريها بعينيك مغمضتين كما الرمانة ،هكذا يقول الباعة وهم أمام رزمهم المتعددة يصنفون محتوياتها ويضعون سعرا لكل عينة ،أما الجوارب فتلقى مهملة مغتربة عن بعضها ،وضريبتك أن تخلق علاقة حميمية بين فردتين حتى وان كانتا متنافرتين الى أبد الآبدين ،والذين كانوا ينافسونني معظمهم مراهقون ومراهقات وبعض الأطفال والشباب ،أما النساء فقد أحطن بكمشة من الأطفال الصغار حول ملابس في سن أفراد الأسرة رغم أن الملابس المهاجرة لم تخبر بسن الزبناء الذين يصنفون أيضا ضمن فئة المستعملين ،
كانت الملابس تحمل أسماء أجد صعوبة في فهمها ولكن المراهقات والمراهقين كانوا ينشدّون لهاته الأسماء ،وقد خطر ببالي أن أستعين بهم على أسما ء جوارب مستعملة رفيعة الذوق ،ولكنني فكرت أن الحذاء يستر عيوب الجوارب حتى ولو كانت بها نوافذ ،كما كان يكفيني أنها تنتمي لسلالة جاكلين. امتدت يدي الى جورب طويلة في أعلاها نجمة ،أحكمت القبض عليها بيدي اليسرى وشرعت في التفتيش عن أختها باليد اليمنى،حتى أنني جندت كل الزبنا ء للبحث معي ومنهم من نسي مهمته وانخرط معي انخراطا كليا في البحث،والجورب المدللة تنظر الي في خيلاء وكأنها تؤكد لي أنها وحيدة قرنها ،وحتى يخرجني البائع من الدوامة أكد لي أن الجوارب تدرج ضمن فصيلة التوائم وقد يحدث أن تستبدل احداها بأخرى ليست من فصيلتها كما يحدث احيانا في بعض مستشفيات الولادة وأكد لي أن الكائنات بشرية أو جوربية كانت بعد أن تغادر البطن التي حملتها تستطيع أن تعيش بمعزل عن مثيلاتها ولاأحد يجادل ان للجورب أخت ولكن الدنيا لاتحفظ عهد الأخوة ولاالأبوة ،أما كان لنا آباء وأمهات فأين هم الآن،ولابأس أن أحتفظ بنسخة أصلية وأستنسخ الأخرى ولن يبدو أي أثر للاستنساخ ،تخيلت حينها أن النعجة دولي كانت في الأصل جوربا ،وأن عملية الاستنساخ سوف تأتيني بجنس جوربي جديد أستفرد به عن بقية زبناء الملابس المستعملة ،غير أنني أحسست بصعوبة سوف أصادفها في استنساخ النجمة المطبوعة في أعلى الجورب ،وخشيت أيضا من الزيادة والنقصان في عدد أجنحة النجمة التي جعلت طفلا فلسطينيا يضرب عن أكل حلوى على شكل نجمة ذكرته بقتل أخيه وأمه،بل خلق الطفل بلبلة في الحفل وراح ينتزع الحلوى النجمة من كل الأطفال صارخا ،احذروا النجمة ،أنها سامة فهل تكون النجمة التي حرصت عليها سامة لوكانت سامة لما قطعت البر والبحر ،ونزلت من علاها في الغرب الى سوق المستعملات ،صحيح انني سأفتح معها حوارا وألمس حسرتها على أيام العز حين كان يرتديها شاب غربي لمدة ساعتين ويزيلها برفق ويغسلها مرتين في اليوم على الأقل ويضعها في حذاء أنيق يقيها الشمس والتراب،وسقطت في قدمي أنا التي سوف تستغني عن الحذاء حتى يظل وجه النجمة مكشوفا،وصحيح أنها ضيعت أختها في بحار الهجرة كما ضاع جارنا العزيز في قوارب الموت ،ولكنها تحمد الله على سلامتها رغم الشروط الرديئة التى سوف تحيط بها ،ولكن احساسي الانساني أملى على فكرة تحويلها الى قبعة على الأقل تحتفظ بمكانتها العالية ،ولكنني احتملت أن تكون القدم التي رافقتها سداسية الأصابع أو أنها كانت مصابة بداء الأنفة الذي يصيب الأفراد السفليين فيمشون على رؤوس أصابعهم،أو أن صاحبها في الأصل كان مقعدا أصيب في الحرب الافتراضية ،وانطلاقا من هذه الاحتمالات تخوفت من الاصابة بشلل الدماغ الذي هو مشلول أصلا حينما ساقني الى خردة الجوارب في شدة الحر كما تخوفت من داء الأنفةالذي سوف يصيب دماغي فيشرع في المشي على رؤوس خلاياه حتى في اللحظات التي احتاج فيها الى تشغيل كافة خلايا الدماغ وأشعر أنني غيرت العالم وأنافي الحقيقة لم أغير حتى نظرتي للملابس المستعملة القادمة من قمامة السيدة جاكلين والتي ذكرتني رزمها بالرزم البشرية في أحياء العراق وفلسطين ،وبرزم المهاجرين في شواطئ الغرب ،ومن أدراني أن جوربا سحرية عثرت عليها في صدفة مستعملة ،قادرة على تغيير العالم ولكنني اقتنعت أن هذه الرزم هي البديل الشرعي لرزم البشر هناك ……………………
كان الشباب الذين قدموا أنفسهم فدية للتفتيش معي عن الجورب المفقودة قد بلغوا أعلى درجات التخدير حتى أنهم أصبحوا يقدمون لي معاطف وسراويل ودمى مكسرة ويجزمون أنها توأم الجورب وحين أحتج يدعون أن هدفي ليس البحث عن جورب، مما جعل البائع يشك في نيتي ،ويطلب مني أن أنسحب وأترك الجورب الأولى لحالها
وهو يؤكد لي ان هؤلاء المراهقين والشباب المداومين على جناح الجوارب لم يسألوه يوما عن جورب توأم وهم يكتفون بواحدة يخفون فيها وجوههم الى أن يغيبوا تماما ،ثم يخرجون للعالم وهم مازالوا داخل الجورب ،وفي ظل سياسة الاقناع التي تكالب عليها البائع والزبناء حاولت التأكد مرة أخرى من أن الجورب الوحيدة التي غنمتهالا منصباح الأربعاء سليمة ،لولا ثقب صغير شد انتباهي أطللت منه فرأيت بوارج وسفن حربية وجثت،وبحرا أحمر وفتيات ومشانق اعدت بطرق حديثة ومقابر جماعية……………
كما رأيت أسراري السرية جدا ،لاشك أنني أصبت بالخبل وأنا أحول الجورب الى شاشة أطل منها على العالم ،أكيد أن المهتمين بالعرافة قد يِؤدون ثمنا عاليا لأجل مااكتشفت ولكنني خشيت ان تكون الجورب شيئا آخر تقنع في جسم جورب واندس في رزم الملابس ،وكان من حظي التعس أن تلبسني الجورب الجاسوس ولا أخفيكم أنني تأكدت أن رجلي اليمنى حينما يرتديها الجورب سوف تتحول الى رشاش أو مدفع واستحضرت في هذه اللحظات الكائنات الزاحفة والضعيفة منها خصوصا ولكن جوربا واحدا من هذا النوع لايستطيع ابادة كل زواحف الأرض وأنا لم أجرؤ حتى على رشاشة عاشوراء فكيف أتجند لهاته المهمة ،اقتربت مني الفكرة القائلة بتحويل الجورب الى قبعة ،وأقسى مايمكن أن يطرأ علي في هاته الحالة هوأن يتحول رأسي الى صحن هوائي يشتغل بمساعدة الجورب ولا يستطيع أن يتلقى الأسرارالا بعد تهذيبها وغربلتها ،وفي هذه الحالة لن يكون اقبال على لـأن هناك قنوات تقدم الأخبار خاما حتىالقتلى والجوعى أضحوا بمثابة المقبلات التي ترافق وجبة ما ، ولكن الجورب لن تكون مسؤولة لأنها تراعى مشاعر الموتى ،أنا الآن أفكر في الزر المتحكم في صبيب الأسرار ،أكيد أنه سيكون أحد أعضاء وجهي وأنا رجحت الأذن أو العين يمنى أو يسرى ،ولو سمح لي الجورب بابداء الرأي فأنا أرشح أنفي لأن حاسة الشم أنتم أدرى بحدقها في التقاط الأخبار طازجة قبل فتح الرزم.
الكاتبة : مليكة صراري
أعجبتني لا أدري لمه...
كانت الملابس تحمل أسماء أجد صعوبة في فهمها ولكن المراهقات والمراهقين كانوا ينشدّون لهاته الأسماء ،وقد خطر ببالي أن أستعين بهم على أسما ء جوارب مستعملة رفيعة الذوق ،ولكنني فكرت أن الحذاء يستر عيوب الجوارب حتى ولو كانت بها نوافذ ،كما كان يكفيني أنها تنتمي لسلالة جاكلين. امتدت يدي الى جورب طويلة في أعلاها نجمة ،أحكمت القبض عليها بيدي اليسرى وشرعت في التفتيش عن أختها باليد اليمنى،حتى أنني جندت كل الزبنا ء للبحث معي ومنهم من نسي مهمته وانخرط معي انخراطا كليا في البحث،والجورب المدللة تنظر الي في خيلاء وكأنها تؤكد لي أنها وحيدة قرنها ،وحتى يخرجني البائع من الدوامة أكد لي أن الجوارب تدرج ضمن فصيلة التوائم وقد يحدث أن تستبدل احداها بأخرى ليست من فصيلتها كما يحدث احيانا في بعض مستشفيات الولادة وأكد لي أن الكائنات بشرية أو جوربية كانت بعد أن تغادر البطن التي حملتها تستطيع أن تعيش بمعزل عن مثيلاتها ولاأحد يجادل ان للجورب أخت ولكن الدنيا لاتحفظ عهد الأخوة ولاالأبوة ،أما كان لنا آباء وأمهات فأين هم الآن،ولابأس أن أحتفظ بنسخة أصلية وأستنسخ الأخرى ولن يبدو أي أثر للاستنساخ ،تخيلت حينها أن النعجة دولي كانت في الأصل جوربا ،وأن عملية الاستنساخ سوف تأتيني بجنس جوربي جديد أستفرد به عن بقية زبناء الملابس المستعملة ،غير أنني أحسست بصعوبة سوف أصادفها في استنساخ النجمة المطبوعة في أعلى الجورب ،وخشيت أيضا من الزيادة والنقصان في عدد أجنحة النجمة التي جعلت طفلا فلسطينيا يضرب عن أكل حلوى على شكل نجمة ذكرته بقتل أخيه وأمه،بل خلق الطفل بلبلة في الحفل وراح ينتزع الحلوى النجمة من كل الأطفال صارخا ،احذروا النجمة ،أنها سامة فهل تكون النجمة التي حرصت عليها سامة لوكانت سامة لما قطعت البر والبحر ،ونزلت من علاها في الغرب الى سوق المستعملات ،صحيح انني سأفتح معها حوارا وألمس حسرتها على أيام العز حين كان يرتديها شاب غربي لمدة ساعتين ويزيلها برفق ويغسلها مرتين في اليوم على الأقل ويضعها في حذاء أنيق يقيها الشمس والتراب،وسقطت في قدمي أنا التي سوف تستغني عن الحذاء حتى يظل وجه النجمة مكشوفا،وصحيح أنها ضيعت أختها في بحار الهجرة كما ضاع جارنا العزيز في قوارب الموت ،ولكنها تحمد الله على سلامتها رغم الشروط الرديئة التى سوف تحيط بها ،ولكن احساسي الانساني أملى على فكرة تحويلها الى قبعة على الأقل تحتفظ بمكانتها العالية ،ولكنني احتملت أن تكون القدم التي رافقتها سداسية الأصابع أو أنها كانت مصابة بداء الأنفة الذي يصيب الأفراد السفليين فيمشون على رؤوس أصابعهم،أو أن صاحبها في الأصل كان مقعدا أصيب في الحرب الافتراضية ،وانطلاقا من هذه الاحتمالات تخوفت من الاصابة بشلل الدماغ الذي هو مشلول أصلا حينما ساقني الى خردة الجوارب في شدة الحر كما تخوفت من داء الأنفةالذي سوف يصيب دماغي فيشرع في المشي على رؤوس خلاياه حتى في اللحظات التي احتاج فيها الى تشغيل كافة خلايا الدماغ وأشعر أنني غيرت العالم وأنافي الحقيقة لم أغير حتى نظرتي للملابس المستعملة القادمة من قمامة السيدة جاكلين والتي ذكرتني رزمها بالرزم البشرية في أحياء العراق وفلسطين ،وبرزم المهاجرين في شواطئ الغرب ،ومن أدراني أن جوربا سحرية عثرت عليها في صدفة مستعملة ،قادرة على تغيير العالم ولكنني اقتنعت أن هذه الرزم هي البديل الشرعي لرزم البشر هناك ……………………
كان الشباب الذين قدموا أنفسهم فدية للتفتيش معي عن الجورب المفقودة قد بلغوا أعلى درجات التخدير حتى أنهم أصبحوا يقدمون لي معاطف وسراويل ودمى مكسرة ويجزمون أنها توأم الجورب وحين أحتج يدعون أن هدفي ليس البحث عن جورب، مما جعل البائع يشك في نيتي ،ويطلب مني أن أنسحب وأترك الجورب الأولى لحالها
وهو يؤكد لي ان هؤلاء المراهقين والشباب المداومين على جناح الجوارب لم يسألوه يوما عن جورب توأم وهم يكتفون بواحدة يخفون فيها وجوههم الى أن يغيبوا تماما ،ثم يخرجون للعالم وهم مازالوا داخل الجورب ،وفي ظل سياسة الاقناع التي تكالب عليها البائع والزبناء حاولت التأكد مرة أخرى من أن الجورب الوحيدة التي غنمتهالا منصباح الأربعاء سليمة ،لولا ثقب صغير شد انتباهي أطللت منه فرأيت بوارج وسفن حربية وجثت،وبحرا أحمر وفتيات ومشانق اعدت بطرق حديثة ومقابر جماعية……………
كما رأيت أسراري السرية جدا ،لاشك أنني أصبت بالخبل وأنا أحول الجورب الى شاشة أطل منها على العالم ،أكيد أن المهتمين بالعرافة قد يِؤدون ثمنا عاليا لأجل مااكتشفت ولكنني خشيت ان تكون الجورب شيئا آخر تقنع في جسم جورب واندس في رزم الملابس ،وكان من حظي التعس أن تلبسني الجورب الجاسوس ولا أخفيكم أنني تأكدت أن رجلي اليمنى حينما يرتديها الجورب سوف تتحول الى رشاش أو مدفع واستحضرت في هذه اللحظات الكائنات الزاحفة والضعيفة منها خصوصا ولكن جوربا واحدا من هذا النوع لايستطيع ابادة كل زواحف الأرض وأنا لم أجرؤ حتى على رشاشة عاشوراء فكيف أتجند لهاته المهمة ،اقتربت مني الفكرة القائلة بتحويل الجورب الى قبعة ،وأقسى مايمكن أن يطرأ علي في هاته الحالة هوأن يتحول رأسي الى صحن هوائي يشتغل بمساعدة الجورب ولا يستطيع أن يتلقى الأسرارالا بعد تهذيبها وغربلتها ،وفي هذه الحالة لن يكون اقبال على لـأن هناك قنوات تقدم الأخبار خاما حتىالقتلى والجوعى أضحوا بمثابة المقبلات التي ترافق وجبة ما ، ولكن الجورب لن تكون مسؤولة لأنها تراعى مشاعر الموتى ،أنا الآن أفكر في الزر المتحكم في صبيب الأسرار ،أكيد أنه سيكون أحد أعضاء وجهي وأنا رجحت الأذن أو العين يمنى أو يسرى ،ولو سمح لي الجورب بابداء الرأي فأنا أرشح أنفي لأن حاسة الشم أنتم أدرى بحدقها في التقاط الأخبار طازجة قبل فتح الرزم.
الكاتبة : مليكة صراري
أعجبتني لا أدري لمه...