INFRA_NET
2008-01-22, 08:45
منقول من جريد الخبر لهذا اليوم : 22 جانفي 2008تنقلوا إلى القاهرة في إطار زيارة علمية رسمية
الأمن المصري يعذّب أساتذة جزائريين
تعرّض ثلاثة أساتذة من جامعة سطيف يوم 14 جانفي إلى عملية اختطاف من طرف جهاز الأمن المصري خلال تواجدهم بهذا البلد في إطار تربص رسمي، حيث تم استنطاقهم تحت التعذيب وتجريدهم من ملابسهم
بعد تعصيب أعينهم وتكبيل أيديهم بالسلاسل الحديدية.
تعود تفاصيل الحادثة حسب التقرير الذي تلقت ''الخبر'' نسخة منه، وموقع من طرف الأساتذة المعنيين وهم على التوالي شريقي عمر أستاذ مساعد مكلف بالدروس، وحركاتي نبيل، أستاذ مساعد مكلف بالدروس ونائب رئيس قسم العلوم التجارية ومرابط ساعد، أستاذ مكلف بالدروس وعضو المجلس الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي، في كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة فرحات عباس في سطيف إلى 31 ديسمبر 2007، حينما تنقل هؤلاء إلى دولة مصر في إطار زيارة علمية رسمية، تتمثل في تربص قصير المدى ممنوح من الجامعة.
وحسب التقرير، فإن الأساتذة كانوا مرفوقين بجميع الوثائق اللازمة، سيما رسائل الاستقبال من الهيئات المستضيفة ومقررات التربص بالخارج، بالإضافة إلى تقارير التربص ممضية من طرف الجهات المستقبلة وجوازات وتأشيرات السفر، ''وحظينا بمعاملة حسنة من طرف جميع الهيئات المستقبلة، وهي معهد التخطيط القومي ومعهد البحوث والدراسات العربية ومعهد البحوث والدراسات الإحصائية، بالإضافة إلى كليات التجارة في كل من جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية'' تقول ذات الوثيقة. غير أن الأحداث أخذت منعرجا آخر ففي يوم 14 جانفي 2008، أي بعد 11 يوما من الزيارة ''فعلى الساعة 30,23 تقدّمت فرقة من جهاز الأمن المصري مكونة من ستة أفراد بأزياء مدنية حاملين أسلحة رشاشة إلى غرفتنا رقم 226 بفندق ''دي روز'' الموجود بشارع طلعت حرب وسط القاهرة، حيث قاموا بتفتيش دقيق للغرفة ولأغراضنا ووثائقنا دون إعطائنا أي سبب للتفتيش''.واكتفى أفراد الأمن المصري حسب الوقائع التي جاءت في التقرير، وبعد إصرار الأساتذة، بالقول بأنهم من مباحث أمن الدولة ''وبطاقة هويتنا هي المدافع والرشاشات التي بحوزتنا''، حيث كشفوا عن سلاح رشاش ''علما أنهم جاؤوا إلى الغرفة رفقة مدير الفندق''.
وبعد التفتيش الدقيق، لم يجد عناصر ''مباحث أمن الدولة'' حسب الوثيقة التي بحوزتنا، أي شيء مشبوه، حيث أمروا الأساتذة بإخلاء الغرفة وأخذ كل أمتعتهم ومرافقتهم ''حيث جاءت سيارة مكتوب عليها الأمن المركزي- العمليات الخاصة، واقتادتنا إلى مقر الأمن المركزي بالقاهرة''. والغريب يضيف التقرير أن الأساتذة الجزائريين لم ينزلوا من السيارة، حيث تم تعصيب أعينهم وأخذوا إلى وجهة مجهولة وسارت السيارة لمدة تفوق الـ 45 دقيقة.
''بعد وصولنا، أنزلونا رفقة أمتعتنا ثم قاموا بتفتيشنا مرة أخرى وأعيننا مغمضة وقاموا بتجريدنا من ملابسنا كلية وتكبيل أيدينا بواسطة السلاسل الحديدية واستبدلوا أسماءنا بأرقام 28 و29 و.''30
التقرير الذي سلمت نسخة منه إلى كل من وزارة الشؤون الخارجية ووزارة التعليم العالي وعميد كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ورئيس جامعة سطيف ومجلس أساتذة التعليم العالي ورئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، سرد جميع الوقائع بالتفصيل، حيث جاء فيه بأن الأساتذة المختطفين، وضعوا مع المحتجزين مغمضي الأعين ومكبلي الأيدي لمدة تفوق الـ 41 ساعة. ''علما أن هذا المركز هو مركز تعذيب واستنطاق للمعتقلين ولا يتوفر على أدنى شروط الحياة (البرد الشديد والنوم على الأرض والأكل مقيدي الأيدي ومغمضي العيون والدخول إلى المرحاض حافيي القدمين....) وطوال فترة الاحتجاز، تعرّض الأساتذة إلى الضرب وجميع أنواع الشتم ليلا ونهارا دون أن يتم اطلاعهم عن الأسباب ''وكان الاتجاه العام للتحقيق يدور حول شبهة الإرهاب والاتصال بأشخاص مشبوهين في مصر ولندن''.
كما طالب أفراد ''مباحث أمن الدولة'' باستفسارات حول كل الأرقام الموجودة بالهواتف الخلوية للأساتذة الجزائريين، واطلعوا على بريدهم الالكتروني بعد أن أرغموهم على إعطائهم كلمة السر ''وقاموا بأخذ صور لنا حاملين لوحة تحمل أسماءنا وكأننا مجرمين''.
منعونا من الاتصال بالسفارة الجزائرية
ويقول الأساتذة بأن المركز الذي اقتيدوا إليه هو مركز للتعذيب والاستنطاق ''كنا نسمع كل أشكال التعذيب من كهرباء وضرب وتجريد من الملابس''. وبعد مضي حوالي 41 ساعة وبالضبط يوم الأربعاء 16 جانفي 2008، على الساعة الخامسة مساءا، ''أعلمونا بأنه سيتم الإفراج عنا وسنعود إلى الجزائر في الرحلة المبرمجة في ذلك اليوم، وقالوا بأنهم لم يقوموا سوى بعملهم العادي.. ولم يسمحوا لنا بالاتصال بالسفارة الجزائرية''.
وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءا ''قاموا بجميع إجراءات السفر في المطار بدلنا ولم يتركونا إلا بعد دخولنا قاعة الانتظار، حيث أقلعت الطائرة على الساعة الثامنة والربع مساءا بتوقيت القاهرة''.
وأكد الأستاذ مرابط أحد الضحايا لـ''الخبر'' بأن الأساتذة الثلاثة أصيبوا بانهيار عصبي بعد عودتهم إلى الجزائر بسبب وقع الصدمة والتعذيب الذي تعرضوا له في مصر، وهو ما جعله يطالب، باسم زملائه، بفتح تحقيق في حادثة الاختطاف وتدخل السلطات الجزائرية لإرغام نظيرتها في مصر على تقديم اعتذار ''رسمي''.
وقال في رده عن سؤال ''الخبر'' عن أسباب عدم زيارتهم لسفارة الجزائر في مصر بمجرد وصولهم إلى هذا البلد، أي قبل ''اختطافهم'' مثلما هو معمول به في مثل هذه الحالات، أجاب بأن الأمر لا يتعلق بمنحة طويلة المدى، بل هو تربص -يضيف- قصير يدخل في إطار التحضير لشهادة الدكتوراه.
الأمن المصري يعذّب أساتذة جزائريين
تعرّض ثلاثة أساتذة من جامعة سطيف يوم 14 جانفي إلى عملية اختطاف من طرف جهاز الأمن المصري خلال تواجدهم بهذا البلد في إطار تربص رسمي، حيث تم استنطاقهم تحت التعذيب وتجريدهم من ملابسهم
بعد تعصيب أعينهم وتكبيل أيديهم بالسلاسل الحديدية.
تعود تفاصيل الحادثة حسب التقرير الذي تلقت ''الخبر'' نسخة منه، وموقع من طرف الأساتذة المعنيين وهم على التوالي شريقي عمر أستاذ مساعد مكلف بالدروس، وحركاتي نبيل، أستاذ مساعد مكلف بالدروس ونائب رئيس قسم العلوم التجارية ومرابط ساعد، أستاذ مكلف بالدروس وعضو المجلس الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي، في كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة فرحات عباس في سطيف إلى 31 ديسمبر 2007، حينما تنقل هؤلاء إلى دولة مصر في إطار زيارة علمية رسمية، تتمثل في تربص قصير المدى ممنوح من الجامعة.
وحسب التقرير، فإن الأساتذة كانوا مرفوقين بجميع الوثائق اللازمة، سيما رسائل الاستقبال من الهيئات المستضيفة ومقررات التربص بالخارج، بالإضافة إلى تقارير التربص ممضية من طرف الجهات المستقبلة وجوازات وتأشيرات السفر، ''وحظينا بمعاملة حسنة من طرف جميع الهيئات المستقبلة، وهي معهد التخطيط القومي ومعهد البحوث والدراسات العربية ومعهد البحوث والدراسات الإحصائية، بالإضافة إلى كليات التجارة في كل من جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية'' تقول ذات الوثيقة. غير أن الأحداث أخذت منعرجا آخر ففي يوم 14 جانفي 2008، أي بعد 11 يوما من الزيارة ''فعلى الساعة 30,23 تقدّمت فرقة من جهاز الأمن المصري مكونة من ستة أفراد بأزياء مدنية حاملين أسلحة رشاشة إلى غرفتنا رقم 226 بفندق ''دي روز'' الموجود بشارع طلعت حرب وسط القاهرة، حيث قاموا بتفتيش دقيق للغرفة ولأغراضنا ووثائقنا دون إعطائنا أي سبب للتفتيش''.واكتفى أفراد الأمن المصري حسب الوقائع التي جاءت في التقرير، وبعد إصرار الأساتذة، بالقول بأنهم من مباحث أمن الدولة ''وبطاقة هويتنا هي المدافع والرشاشات التي بحوزتنا''، حيث كشفوا عن سلاح رشاش ''علما أنهم جاؤوا إلى الغرفة رفقة مدير الفندق''.
وبعد التفتيش الدقيق، لم يجد عناصر ''مباحث أمن الدولة'' حسب الوثيقة التي بحوزتنا، أي شيء مشبوه، حيث أمروا الأساتذة بإخلاء الغرفة وأخذ كل أمتعتهم ومرافقتهم ''حيث جاءت سيارة مكتوب عليها الأمن المركزي- العمليات الخاصة، واقتادتنا إلى مقر الأمن المركزي بالقاهرة''. والغريب يضيف التقرير أن الأساتذة الجزائريين لم ينزلوا من السيارة، حيث تم تعصيب أعينهم وأخذوا إلى وجهة مجهولة وسارت السيارة لمدة تفوق الـ 45 دقيقة.
''بعد وصولنا، أنزلونا رفقة أمتعتنا ثم قاموا بتفتيشنا مرة أخرى وأعيننا مغمضة وقاموا بتجريدنا من ملابسنا كلية وتكبيل أيدينا بواسطة السلاسل الحديدية واستبدلوا أسماءنا بأرقام 28 و29 و.''30
التقرير الذي سلمت نسخة منه إلى كل من وزارة الشؤون الخارجية ووزارة التعليم العالي وعميد كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ورئيس جامعة سطيف ومجلس أساتذة التعليم العالي ورئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، سرد جميع الوقائع بالتفصيل، حيث جاء فيه بأن الأساتذة المختطفين، وضعوا مع المحتجزين مغمضي الأعين ومكبلي الأيدي لمدة تفوق الـ 41 ساعة. ''علما أن هذا المركز هو مركز تعذيب واستنطاق للمعتقلين ولا يتوفر على أدنى شروط الحياة (البرد الشديد والنوم على الأرض والأكل مقيدي الأيدي ومغمضي العيون والدخول إلى المرحاض حافيي القدمين....) وطوال فترة الاحتجاز، تعرّض الأساتذة إلى الضرب وجميع أنواع الشتم ليلا ونهارا دون أن يتم اطلاعهم عن الأسباب ''وكان الاتجاه العام للتحقيق يدور حول شبهة الإرهاب والاتصال بأشخاص مشبوهين في مصر ولندن''.
كما طالب أفراد ''مباحث أمن الدولة'' باستفسارات حول كل الأرقام الموجودة بالهواتف الخلوية للأساتذة الجزائريين، واطلعوا على بريدهم الالكتروني بعد أن أرغموهم على إعطائهم كلمة السر ''وقاموا بأخذ صور لنا حاملين لوحة تحمل أسماءنا وكأننا مجرمين''.
منعونا من الاتصال بالسفارة الجزائرية
ويقول الأساتذة بأن المركز الذي اقتيدوا إليه هو مركز للتعذيب والاستنطاق ''كنا نسمع كل أشكال التعذيب من كهرباء وضرب وتجريد من الملابس''. وبعد مضي حوالي 41 ساعة وبالضبط يوم الأربعاء 16 جانفي 2008، على الساعة الخامسة مساءا، ''أعلمونا بأنه سيتم الإفراج عنا وسنعود إلى الجزائر في الرحلة المبرمجة في ذلك اليوم، وقالوا بأنهم لم يقوموا سوى بعملهم العادي.. ولم يسمحوا لنا بالاتصال بالسفارة الجزائرية''.
وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءا ''قاموا بجميع إجراءات السفر في المطار بدلنا ولم يتركونا إلا بعد دخولنا قاعة الانتظار، حيث أقلعت الطائرة على الساعة الثامنة والربع مساءا بتوقيت القاهرة''.
وأكد الأستاذ مرابط أحد الضحايا لـ''الخبر'' بأن الأساتذة الثلاثة أصيبوا بانهيار عصبي بعد عودتهم إلى الجزائر بسبب وقع الصدمة والتعذيب الذي تعرضوا له في مصر، وهو ما جعله يطالب، باسم زملائه، بفتح تحقيق في حادثة الاختطاف وتدخل السلطات الجزائرية لإرغام نظيرتها في مصر على تقديم اعتذار ''رسمي''.
وقال في رده عن سؤال ''الخبر'' عن أسباب عدم زيارتهم لسفارة الجزائر في مصر بمجرد وصولهم إلى هذا البلد، أي قبل ''اختطافهم'' مثلما هو معمول به في مثل هذه الحالات، أجاب بأن الأمر لا يتعلق بمنحة طويلة المدى، بل هو تربص -يضيف- قصير يدخل في إطار التحضير لشهادة الدكتوراه.