عمي صالح
2007-12-29, 18:30
بسم الله الرحمن الرحيم ــ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
حوار مع صالح بوغرارة أحد المختصين في نسج الزربية النموشية:
تحصلنا على الميداليات الثلاثة: الذهبية، الفضية، والبرونزية أثناء المعرض الفلاحـي بالجزائر العاصمة
الزربية النموشية وزربية الهضاب العليا التي نالت شهرة كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة، ومن هذه الزرابي زربية الشريعة... وإحياء للتراث الشعبي الأصيل ارتأ "السائل" أن يتصل بالسيد "صالح بوغرارة" لشهرته في هذا الميدان لتطرح عليه بعض الأسئلة، فكان هذا الحوار:
- السائل: من هو صالح بوغرارة ؟
- صالح.ب: هو من عائلة بوغرارة من مواليد .. .. الاسم الكامل: بوغرارة صالح .. .. .. وأظن أن الجهة ككل تعرفه، كونه ساهم في إبراز هذه الصناعة التقليدية وخاصة " الزربية النموشية" لما رأيت فيها من جمال وأصالة، لأنها تمثل التراث، وقد حاولت أيضا أن أعمم هذه الصناعة لدى بعض العائلات، وذلك بخلق جو للتنافس، حيث أصبحت كل عائلات بوغرارة تريد أن تظهر بالتميز على العائلات الأخرى في هذا المجال، وبذلك أصبح لدى هذه العائلات جانب ثري من هذه الأنسجة وهي مختلفة وعديدة وترك جو التنافس مفتوحا حتى مع عائلات أخرى خصوصا من لهم قرابة بعائلة بوغرارة.
- السائل: السيد صالح .. كيف بدأت فكرة صناعة الزرابي لديكم ؟
- صالح.ب: بدأت هذه الصناعة منذ القدم، نحن لا نقول بدأت بل أصيلة عن أجدادنا، حيث كانت ولازالت في كل بيت فقط العناية تختلف من أسرة إلى أخرى بهذه الحرفة وأستمدها الجميع من عمي محمد بوغرارة عرف " بالرڤام"، الذي أدخل بعض الإصلاحات على بعض الأشكال المتواجدة في الزربية، ومنه انتقلت هذه الحرفة إلى بناته وأولاده، ثم لم تقتصر هذه الصناعة عل عائلة بوغرارة، بل انتقلت إلى عدة عائلات أخرى.
- السائل: على ذكر الزربية – النموشية – هل سبق لكم أن شاركتم في بعض المسابقات والمعارض، هل نلتم جوائز على ذلك ؟
- صالح.ب: هذا سؤال وجيه، طبعا الأشياء تعرف وتعطى لها أهمية عندما يعطيها الجميع أهمية سواء أكانوا أفرادا أو سلطة، فمثلا وصلت هذه الصناعة مرة واحدة إلى الجزائر العاصمة خلال سنة 1983 في المعرض الأول الفلاحي، حيث نالت عائلة "بوغرارة" على المستوى الوطني الميداليات الثلاث : الذهبية, الفضية, والبرونزية، وهذا ما أعطى دفعا جديدا لهذه الصناعة، حيث بدأ الكل يسعى أن تكون له مجموعة كبيرة من هذه الأنسجة التقليدية، ثم بعد ذلك قمنا ببعض العروض المحلية على مستوى ولاية تبسة .. فمثلا العام الماضي انتقلنا إلى أم البواقي وأيضا مدعوون للمشاركة إن شاء الله في مهرجان "عيسى الجرموني"، و أغتنم الفرصة لأشكر في هذا المجال مسؤولي ولاية أم البواقي لما وفروه لنا من وسائل مادية ومعنوية.
- السائل: العمل التقليدي على أهميته ضعيف الانتشار، ما هي الأسباب ؟
- صالح.ب: الزربية النموشية قليلة الانتشار لأسباب منها:
_ إنتاج الزربية الصناعية بكميات وفيرة وأسعار منخفضة، زد عل ذلك أنها خفيفة الوزن وسهلة التداول والغسل.
_ ظاهرة التهريب التي أدت إلى تقليص عدد الأغنام ومنها النقص الكبير في إنتاج الصوف وكذا غلائها.
_ عدم توفير الوسائل المستعملة كالسداية وملحقاتها......
- السائل: هل فكرتم في إنشاء شركة خاصة بالأعمال التقليدية ؟
- صالح.ب: هذا عمل صعب .. أعطيكم تفسيرا فهناك الحرفي الفنان والحرفي العامل أو التاجر فهما مختلفين تماما ونحن نحسب أنفسنا من الصنف الأول هذا جانب ثم ما تعارف عليه منذ القدم فهي حرفة ثانوية أنا مثلا عامل وفي الصيف أتعاون مع أسرتي في هذا المجال ولماذا؟ فصل الصيف فهي عطلة الأولاد فهم يساعدونا فعملية النسج خصوصا الزربية تحتاج إلى مايعرف بالتويزة ونعمد لتعليمهم النسج ، فإذا فكرنا فيها كعمل مستقل لا نستطيع القيام بالواجبات الاخرى. نشغلها كعمل أساسي إذا كنا نجد لها تسويقا دائما. إلا اننا ننفي هذا تماما لأن هناك عائلات تقريبا موردها الحالي من هذه الحرفة، فمن الزربية مثلا أو البرنوس أو القشابة أو المخدة أو قطع صغيرة الحجم بصيفة عامة إن وجد الشاري يسد بالثمن حاجته ولو البسيطة جدا .
- السائل: عندما نتكلم عن الزربية فلا محالة سنتكلم عن الصوف والسداية .. فما هي المشاكل التي تعانون منها في هذا المجال ؟
- صالح.ب: هذا لب الموضوع في تقديري، فلو وفرنا للحرفي الآلات والصوف فسيكون الإنتاج كبيرا جدا أما أننا نهمشه تقريبا فهذا لا, وألح في هذا المضمار على السلطات، أن تشجع كل أصحاب الأعمال التقليدية، كونهم يحبون تراثهم، نحن لا نريد من الآخرين أن يعرفوننا أثناء المناسبات فقط - زد على ذلك أنهم يثيرون فينا الغيرة عل الجهة- لكن في الأخير لا نجد إلا التعب والنصب ...
- السائل: كلمة أخيرة للسائل والمسؤولين ؟
- صالح.ب: كلمتي الأخيرة.. أتوجه بالشكر لك كسائل ومن كان على شاكلتك يريد أن يتعرف أو ممن يريد لهذا الإرث الثقافي أن لايندثر وأتوجه كذلك للمسؤولين ومن بيده القرار على أن لا يوكل أمر الصناعة التقليدية والحرف للحرفيين وحدهم فهي أصالة الشعوب ولا تقوم الأصالة على طرف واحد لأنها تعني الكل لا الجزء ومن الملاحظ أن الخيرين كثيرا ممن تستهويهم الحرف التقليدية ويغارنون عليها وعلى الحرفيين ، وأظنهم يبحثون عن الأصالة وعدم نكران الذات.
هذا ماوفقت إليه إن كان خيرا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي .
وشكــــــــــرا.والسلام عليكم
ملاحظة : اعتاد الناس وصارت عادة في جهتنا أن يطلق اسم الزربية على كل الأنسجة الصوفية والوبرية وهي كثيرة ومتعددة ملخصة في: الزربية ذاتها, الأغطية والأفرشة, الألبسة, الوسائل أو الأغراض الأخرى
حوار مع صالح بوغرارة أحد المختصين في نسج الزربية النموشية:
تحصلنا على الميداليات الثلاثة: الذهبية، الفضية، والبرونزية أثناء المعرض الفلاحـي بالجزائر العاصمة
الزربية النموشية وزربية الهضاب العليا التي نالت شهرة كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة، ومن هذه الزرابي زربية الشريعة... وإحياء للتراث الشعبي الأصيل ارتأ "السائل" أن يتصل بالسيد "صالح بوغرارة" لشهرته في هذا الميدان لتطرح عليه بعض الأسئلة، فكان هذا الحوار:
- السائل: من هو صالح بوغرارة ؟
- صالح.ب: هو من عائلة بوغرارة من مواليد .. .. الاسم الكامل: بوغرارة صالح .. .. .. وأظن أن الجهة ككل تعرفه، كونه ساهم في إبراز هذه الصناعة التقليدية وخاصة " الزربية النموشية" لما رأيت فيها من جمال وأصالة، لأنها تمثل التراث، وقد حاولت أيضا أن أعمم هذه الصناعة لدى بعض العائلات، وذلك بخلق جو للتنافس، حيث أصبحت كل عائلات بوغرارة تريد أن تظهر بالتميز على العائلات الأخرى في هذا المجال، وبذلك أصبح لدى هذه العائلات جانب ثري من هذه الأنسجة وهي مختلفة وعديدة وترك جو التنافس مفتوحا حتى مع عائلات أخرى خصوصا من لهم قرابة بعائلة بوغرارة.
- السائل: السيد صالح .. كيف بدأت فكرة صناعة الزرابي لديكم ؟
- صالح.ب: بدأت هذه الصناعة منذ القدم، نحن لا نقول بدأت بل أصيلة عن أجدادنا، حيث كانت ولازالت في كل بيت فقط العناية تختلف من أسرة إلى أخرى بهذه الحرفة وأستمدها الجميع من عمي محمد بوغرارة عرف " بالرڤام"، الذي أدخل بعض الإصلاحات على بعض الأشكال المتواجدة في الزربية، ومنه انتقلت هذه الحرفة إلى بناته وأولاده، ثم لم تقتصر هذه الصناعة عل عائلة بوغرارة، بل انتقلت إلى عدة عائلات أخرى.
- السائل: على ذكر الزربية – النموشية – هل سبق لكم أن شاركتم في بعض المسابقات والمعارض، هل نلتم جوائز على ذلك ؟
- صالح.ب: هذا سؤال وجيه، طبعا الأشياء تعرف وتعطى لها أهمية عندما يعطيها الجميع أهمية سواء أكانوا أفرادا أو سلطة، فمثلا وصلت هذه الصناعة مرة واحدة إلى الجزائر العاصمة خلال سنة 1983 في المعرض الأول الفلاحي، حيث نالت عائلة "بوغرارة" على المستوى الوطني الميداليات الثلاث : الذهبية, الفضية, والبرونزية، وهذا ما أعطى دفعا جديدا لهذه الصناعة، حيث بدأ الكل يسعى أن تكون له مجموعة كبيرة من هذه الأنسجة التقليدية، ثم بعد ذلك قمنا ببعض العروض المحلية على مستوى ولاية تبسة .. فمثلا العام الماضي انتقلنا إلى أم البواقي وأيضا مدعوون للمشاركة إن شاء الله في مهرجان "عيسى الجرموني"، و أغتنم الفرصة لأشكر في هذا المجال مسؤولي ولاية أم البواقي لما وفروه لنا من وسائل مادية ومعنوية.
- السائل: العمل التقليدي على أهميته ضعيف الانتشار، ما هي الأسباب ؟
- صالح.ب: الزربية النموشية قليلة الانتشار لأسباب منها:
_ إنتاج الزربية الصناعية بكميات وفيرة وأسعار منخفضة، زد عل ذلك أنها خفيفة الوزن وسهلة التداول والغسل.
_ ظاهرة التهريب التي أدت إلى تقليص عدد الأغنام ومنها النقص الكبير في إنتاج الصوف وكذا غلائها.
_ عدم توفير الوسائل المستعملة كالسداية وملحقاتها......
- السائل: هل فكرتم في إنشاء شركة خاصة بالأعمال التقليدية ؟
- صالح.ب: هذا عمل صعب .. أعطيكم تفسيرا فهناك الحرفي الفنان والحرفي العامل أو التاجر فهما مختلفين تماما ونحن نحسب أنفسنا من الصنف الأول هذا جانب ثم ما تعارف عليه منذ القدم فهي حرفة ثانوية أنا مثلا عامل وفي الصيف أتعاون مع أسرتي في هذا المجال ولماذا؟ فصل الصيف فهي عطلة الأولاد فهم يساعدونا فعملية النسج خصوصا الزربية تحتاج إلى مايعرف بالتويزة ونعمد لتعليمهم النسج ، فإذا فكرنا فيها كعمل مستقل لا نستطيع القيام بالواجبات الاخرى. نشغلها كعمل أساسي إذا كنا نجد لها تسويقا دائما. إلا اننا ننفي هذا تماما لأن هناك عائلات تقريبا موردها الحالي من هذه الحرفة، فمن الزربية مثلا أو البرنوس أو القشابة أو المخدة أو قطع صغيرة الحجم بصيفة عامة إن وجد الشاري يسد بالثمن حاجته ولو البسيطة جدا .
- السائل: عندما نتكلم عن الزربية فلا محالة سنتكلم عن الصوف والسداية .. فما هي المشاكل التي تعانون منها في هذا المجال ؟
- صالح.ب: هذا لب الموضوع في تقديري، فلو وفرنا للحرفي الآلات والصوف فسيكون الإنتاج كبيرا جدا أما أننا نهمشه تقريبا فهذا لا, وألح في هذا المضمار على السلطات، أن تشجع كل أصحاب الأعمال التقليدية، كونهم يحبون تراثهم، نحن لا نريد من الآخرين أن يعرفوننا أثناء المناسبات فقط - زد على ذلك أنهم يثيرون فينا الغيرة عل الجهة- لكن في الأخير لا نجد إلا التعب والنصب ...
- السائل: كلمة أخيرة للسائل والمسؤولين ؟
- صالح.ب: كلمتي الأخيرة.. أتوجه بالشكر لك كسائل ومن كان على شاكلتك يريد أن يتعرف أو ممن يريد لهذا الإرث الثقافي أن لايندثر وأتوجه كذلك للمسؤولين ومن بيده القرار على أن لا يوكل أمر الصناعة التقليدية والحرف للحرفيين وحدهم فهي أصالة الشعوب ولا تقوم الأصالة على طرف واحد لأنها تعني الكل لا الجزء ومن الملاحظ أن الخيرين كثيرا ممن تستهويهم الحرف التقليدية ويغارنون عليها وعلى الحرفيين ، وأظنهم يبحثون عن الأصالة وعدم نكران الذات.
هذا ماوفقت إليه إن كان خيرا فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي .
وشكــــــــــرا.والسلام عليكم
ملاحظة : اعتاد الناس وصارت عادة في جهتنا أن يطلق اسم الزربية على كل الأنسجة الصوفية والوبرية وهي كثيرة ومتعددة ملخصة في: الزربية ذاتها, الأغطية والأفرشة, الألبسة, الوسائل أو الأغراض الأخرى