المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما نفتقده بمنتدانا..الحوار البناء


أبو صهيب الجزائري
2010-02-19, 10:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني وأخواتي في هذا المنتدى المبارك نظرا لما قرأت في بعض الصفحات ومن ردود بعض الاخوة والأخوات في بعض المواضيع ارتأيت الى أن أطرح هذا الموضوع للافادة وخاصة في ظل التزام القليل القليل بالحوار البناء .

لقد أصبح "الحوار" من أكثر المواضيع بحثاً، نظراً لأهمية الحوار في عملية الاتصال والتواصل الإنساني ونجاح هذه العلاقات.
إن الحوار يكون -أحيانًا- أقوى من الأسلحة العسكرية كلها؛ لأنه يعتمد على القناعات الداخلية الذاتية؛ بل ربما أفلح الحوار فيما لا تفلح فيه الحروب الطاحنة.
إننا بحاجة إلى أن نحاور أصحاب المذاهب والنظريات والأديان الأخرى؛ بهدف دعوتهم إلى الله تعالى، فالحوار وسيلة من وسائل الدعوة.
ولا يجوز أبدًا أن نعتقد -كما يعتقد الكثيرون- أن العالم اليوم يعيش حالة إفلاس من النظريات والعقائد والمبادئ والمثل، فهذا غير صحيح؛ بل العالم اليوم يعيش حالة تخمة من كثرة النظريات والمبادئ والعقائد والمثل والفلسفات وغيرها، صحيح أنها باطلة، ولكن هذا الركام الهائل من الباطل مدجج بأقوى أسلحة الدعوة والدعاية، والدعاة الذين تدرَّبوا وتعلَّموا كيف يدافعون عن الباطل حتى يصبح في نظر الناس حقًّا.
أما أهل الحق فكثير منهم لا يحسن الطريقة المثلى للحوار؛ لإقناع الخصم بما لديه من الحق والسنة .
وقد لا يحسن هؤلاء أن يناقش بعضهم بعضًا، إلا من خلال فوهات المدافع والبنادق، فإن لم يملكوها، فمن خلال الأفواه التي تطلق من الكلمات الحارة الجارحة، ما هو أشد فتكًا من الرصاص والقذائف.

ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها؛ لأنها مطلب إلهي أوصى الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى: ( وجادلهم بالتي هي أحسن )
و لقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار ، أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) بل إن صفة الحوار ، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها )
عليه فإن للحوار أصولا متبعة ، وللحديث قواعد ينبغي مراعاتها ، وعلى من يريد المشاركة في أي حوار أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة ؛ لينجح بحول الله في مسعاه ، ويحقق ما يرمي إليه
1- الحوار والتواصل :
هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، وهو ما يميز الإنسان عن غيره؛ مما سهل تبادل الخبرات والمفاهيم بين الأجيال.ويتم التواصل من خلال عمليتين هما : الإرسال ( التحدث ) والاستقبال ( الاستماع ).
2- أدب الاستماع :
يعد حسن الاستماع من أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين ويفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل وشعور المتحدث بارتياح واطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب. ولتحيق الاستماع الجيد لا بد من توفر شروط منها :
* إقبال المستمع نحو المتحدث.
* عدم إظهار علامات الرفض والاستياء.
* عدم الانفعال أو إعطاء ردود فعل سريعة ومباشرة قبل إنهاء المتحدث كلامه ؛ كي يستمر المتحدث في الاسترسال ويستمر التواصل.
3- أدب الحديث :
ويكون بالإقبال نحو المستمع، وعدم المبالغة في إظهار الانفعال وحركات الأيدي والتوسط في سرعة الرد. ومما يؤثر على استمرار الحوار إيجابية الموضوع وجاذبية، وراحة المستمع له.
مواصفات الحوار الإيجابي :
- حوار متفائل (في غير مبالغة طفلية ساذجة).
- حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها.
- حوار متكافئ يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله.ح
- حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح.
- حوار موافقة الهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي لا حيث نراها بأهوائنا وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة والمسئولية والرعاية وإنكار الذات .
- حوار تسوده المحبة والمسؤولية والرعاية وإنكار الذات .
صفات المحاور
أولاً: جودة الإلقاء، وحسن العرض، وسلاسة العبارة:

وقد كان ذلك من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدِّث حديثًا لو شاء العادُّ أن يحصيه لأحصاه،لم يكن يسرد الحديث كسردكم"(8).
فعلى المحاور أن يكون هادئًا سلسًا، جيد الإلقاء.

ثانيًا: حسن التصور:

والمقصود من حسن التصور، ألاَّ تكون الأفكار عند المتحدث مشوشة أو متداخلة أو متضاربة، فبعض الناس -لضعف تصوره- ربما يطرح فكرة أثناء النقاش، وبعدما ينتصف في شرحها يتبيَّن له أنها غير صالحة، ولا تخدم الغرض، فينتبه في منتصف الطريق بعدما يكون قد تورَّط في ذلك.
ثالثًا: ترتيب الأفكار:

فالقدرة على ترتيب الأفكار،وتسلسلها، وارتباط بعضها ببعض وعدم تداخلها، أو اضطرابها، مما يثبت حجة المحاور ويقويها.
رابعًا: العلم:

ينبغي أن يكون المحاور ذا علم وقوة وقدرة، فإن بعض المحاورين قد يخذل الحق بضعف علمه، فرغم أن الحق معه، إلا أنه لم يدعمه بالعلم القوي، فيضع نفسه في غير موضعه.
لذلك فليس كل إنسان مهيأ للحوار، حتى وإن كان صاحب حق، فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق؛ لضعف علمه وبصيرته، وربما حاور بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة، مثلما يحدث في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد، فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.
خامسًا: الفهم مع العلم:

لابد من الفهم وقوة العقل؛ ليدرك المتحدث حجج الخصم، ويتمكن من فهمها، ويعرف نقاط الضعف والقوة فيها، فيقبل ما فيها من حق، ويرد ما فيها من باطل.
سادسًا: الإخلاص:

فينبغي التجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين، بحيث لا يكون همُّ المرء الانتصار لرأيه، وإنما همه طلب الحق وإيصاله للآخرين.
سابعًا: التواضع:

فالتواضع أثناء المناقشة، أو بعد الانتصار على الخصم، من أهم ما ينبغي أن يتحلى به المحاور.

ومن أجل أن يكون الحديث بنّاءً لابد لنا من أن نتواصل مع الطرف الآخر أولاً ونتفاهم معه بشكل واضح ومثمر ثانياً ..إن الكل منّا يمتلك قدرات فردية ومهارات أخلاقية يدير بها علاقاته مع الآخرين ويستخدمها في العديد من مواقف المساومة والتفاوض..
إلاّ أن في مواقف الاختلاف أو النزاع التي في الغالب تثير شحنة قوية من الانفعالات فإننا أحياناً ننسى القواعد الأساسية للتواصل والحوار الهادئ...

أخوكم عدة 14
وصلي اللهم وسلم على المصطفى وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم

المنتقم الأول
2010-02-19, 11:16
وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير ، على

جميع الأصعدة ، في الحياة أو المنتدى

فنحن بحاجة حقا لسماع الأراء البناءة

و إعطاء صورة مشرفة لكل الجزائريين .

أبو صهيب الجزائري
2010-02-19, 18:30
وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير ، على


جميع الأصعدة ، في الحياة أو المنتدى

فنحن بحاجة حقا لسماع الأراء البناءة


و إعطاء صورة مشرفة لكل الجزائريين .

السلام عليكم
بارك الله فيك على هذا الرد وربنا يجازيك خيرا على هذا المرور ويجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتك
اللهم آمين
السلام عليكم

بن عليا
2010-02-19, 22:23
صراحة مازال لم أطلع على ماهو مكتوب وأنا واثق من قيمته
حاول أن تكتب بلغة العامة ليستفاد الجميع مع الاختصار
سيكون لي رد آخر إن شاء الله

أبو صهيب الجزائري
2010-02-20, 09:07
صراحة مازال لم أطلع على ماهو مكتوب وأنا واثق من قيمته
حاول أن تكتب بلغة العامة ليستفاد الجميع مع الاختصار
سيكون لي رد آخر إن شاء الله
السلام عليكم
بارك الله فيك على هذا المرور أما قولك أن أكتب بلغة العامة يا أخي الموضوع مكتوب باللغة العربية وهي واضحة أما اذا كانت هناك لغة أخرى عامة فلا علم لي بها .أما فيما يخص الاختصار فهو مختصر وما أنصح به نفسي وأخي هو تعويد النفس أكثر على القراءة المطولة رغم أن الموضوع ليس طويل .
السلام عليكم

بن عليا
2010-02-21, 17:41
منذ مدة افتقدت التحلية (الديسير) في الكلام فشكرا على هذا الطبق

أما ما قصدت به في تدخلي السابق التكلم بلغة عامة الناس فهو تعبير مجازي أي أن تنزل وتبسط أفكارك بمستوى تفكير العامة حتى يكون التأثير أبلغ وإن اضطررت أن تكتب بالدارجة مع الاختصار وان شأت بنوع من الطرافة وهذا لن ينقص من مستواك شيئا (وكان هذا حكم ابتدائي وكنت أتمنى ألا تعقب عليه لأني قلت لك لم أطلع على الموضوع بعد وقلت لك كذالك سيكون لي رأي آخر)

أتمنى ألا تحمل رأيي محمل الانتقاد لك فصدقني قد استمتعت بمذاق كلامك وهو كلام رائع جدا ويستهوي الألباب .

أبو صهيب الجزائري
2010-02-21, 20:16
منذ مدة افتقدت التحلية (الديسير) في الكلام فشكرا على هذا الطبق

أما ما قصدت به في تدخلي السابق التكلم بلغة عامة الناس فهو تعبير مجازي أي أن تنزل وتبسط أفكارك بمستوى تفكير العامة حتى يكون التأثير أبلغ وإن اضطررت أن تكتب بالدارجة مع الاختصار وان شأت بنوع من الطرافة وهذا لن ينقص من مستواك شيئا (وكان هذا حكم ابتدائي وكنت أتمنى ألا تعقب عليه لأني قلت لك لم أطلع على الموضوع بعد وقلت لك كذالك سيكون لي رأي آخر)

أتمنى ألا تحمل رأيي محمل الانتقاد لك فصدقني قد استمتعت بمذاق كلامك وهو كلام رائع جدا ويستهوي الألباب .
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي على التوضيح أما قولك أن أكتب بالدارجة فقد تركتها منذ مدة وصدقني أجد صعوبة في الكتابة بها لأني تركت حتى الكلام بها الا كلمات قلائل وزيادة على ذلك أنا ضد من يكتب بالدارجة التي أسميها العرنسية ووجب علينا أن نتعلم اللغة العربية الفصحى وأن نتقنها لأنها هي لغة القرآن وباتقانها نتقن قراءة القرآن قراءة صحيحة بأحكامه.
تحياتي اليك أخي
السلام عليكم