المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عزل عبد الواحد وتكليف عبد الله أبكر رئيساً لحركة تحرير السودان بدارفور


المعزلدين الله
2010-02-11, 01:40
عزل عبد الواحد وتكليف عبد الله أبكر رئيساً لحركة تحرير السودان بدارفور


11/02/2010

http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif
الخرطوم 'القدس العربي': فاجأت القيادة الميدانية لجيش حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور قائد الحركة باتخاذ قرار قضى بعزله على خلفية عقدها لمؤتمر استثنائي للحركة شرق منطقة جبل مرة. وقال القائد د. عثمان إبراهيم موسى للمركز السوداني للخدمات الصحافية أمس، إن قرار عزل عبد الواحد اتخذته القيادات الميدانية بعد اندلاع عدة صراعات داخلية ومعارك خلال الأيام الماضية، وأكّد أنّ دوافع عقد المؤتمر الخاص بالحركة جاءت بعد أن أيقنت القيادات الميدانية كافة بعدم قبول عبد الواحد لمطالبها المتمثلة في الإصلاح الداخلي للحركة عبر برنامج سياسي كامل.
واعتدت مجموعة مسلحة أمس على معسكرات 'كاس، حجر الاساس ومعسكر البيطري' بمحلية كاس بجنوب دارفور، وأسفر الهجوم عن مقتل '2' من المواطنين وجرح '18' بجروح خفيفة بسبب وجود جثة شرطي وجد مقتولاً داخل المدينة.
ووقفت لجنة من الولاية برئاسة د. عمر عبد الجبار والي جنوب دارفور على حقيقة الأوضاع بمحلية 'كاس' وعقدت لقاءً مع لجنة أمن المحلية وقيادات النازحين بالمعسكرات، ووجهت بتكوين لجنتين للتحقيق وحصر الخسائر، والتحقيق الجنائي.
الى ذلك أنهى إدريس ديبي الرئيس التشادي أمس، زيارة رسمية امتدت لـ '48' ساعة، أعلن الرئيس عمر البشير في ختامها امام حشد جماهيري كبير لشعبي البلدين بقاعة الصداقة، طي صفحة المشكلات والتوترات نهائياً إيذاناً بأخرى جديدة لتحقيق السلام والتنمية والاستقرار.
وأعلن البشير في كلمته، اتفاق الخرطوم وانجمينا على إنشاء مشروع مشترك لتنمية المناطق الحدودية، وقال إن البلدين قرّرا جعل الحدود مناطق لتبادل المنافع والزيارات وليس مناطق لعبور المعارضة والسلاح.
وأكد البشير أنه لا خلاف استراتيجيا أو حدوديا بين البلدين، وأضاف: ليس هناك قتال مباشر بين الحكومتين أو الجيشين، وانما هناك معارضة سودانية في تشاد وأخرى تشادية، قال ان ديبي يطلق عليها 'مرتزقة' في السودان، ووصف خطوة ديبي بالمجيء للخرطوم بالشجاعة. وقال انها تضع على عاتق السودان مسؤولية كبيرة، مؤكداً بأن صفحة العداء قد تم طيها تماماً، مشيراً للروابط القوية التي تربط شعبي البلدين. وأضاف: رغم الوساطات الكثيرة التي تمت لإصلاح علاقات البلدين إلا أنها لن تكون الأحرص والأكثر جدية من شعبي البلدين، وزاد: 'لذلك قررنا ان يكون التعامل بيننا مباشرةً'. وحذّر البشير من أعداء السلام في البلدين، وقال إن هنالك من لا يعجبهم ما توصل اليه البلدان من تطبيع للعلاقات وسيسعون لتخريبها، وأعلن أنه وديبي اتفقا على الاتصال المباشر بينهما لحل أية مشكلات أو توتر قد يطرأ على مسار العلاقات مستقبلاً دون تدخلٍ من أحد، وقال: قررنا أن نضع أيدينا فوق بعض لتعويض شعبينا ما فقداه في فترة الصراع والحرب، وأكد أن أمن تشاد قبل امن السودان وكذلك تشاد كما أعلن ديبي، ووصف زيارة ديبي بالمفاجأة لكنها غير مستغربة، مشيراً للعلاقات الشخصية التي تربطهما منذ أكثر من عشرين عاماً، قال وصلت خلالها علاقات البلدين إلى مرحلة من الحميمية لم تصلها من قبل وأخرى من السوء لم تصلها العلاقات في تاريخ البلدين، مضيفاً بأنه على الرغم من ذلك إلا أن اليأس لم يصب شعبي البلدين اللذين قسمهما الاستعمار لحدود وهمية لا يعترف بها.
وقال البشير في مؤتمر صحافي بمطار الخرطوم، إن الزيارة وضعت حداً نهائياً لأية مشاكل بين البلدين، وأضاف: اتفقنا أن نعمل سوياً لتحقيق الأمن والاستقرار بين البلدين، وان نجعل الحدود منطقة تبادل للمنافع والعلاقات الاجتماعية. واضاف البشير: الحدود بين السودان وتشاد قسمت اكثر من '18' قبيلة مشتركة بين الدولتين، وشكر كل الذين قاموا على أمرها وتحركوا لإنجاحها، وخص بالشكر الرئيس الليبي معمر القذافي والمصري حسني مبارك والملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين وأمير قطر لما بذلوه من جهد في رأب الصدع بين السودان وتشاد.
وقال: اتفقنا مع ديبي لدعم هذه الجهود وتعزيزها حتى تكلل بالنجاح ويتم السلام في دارفور.
من جانبه عبّر ادريس ديبي عن عظيم امتنانه وسروره بزيارته للسودان، وقال: ما تم اليوم بإرادة الدولتين السياسية وبجهود كثير من الدول التي أسهمت بدور كبير في حل الأزمة بين البلدين كوسطاء، وأضاف ديبي: تحدثنا بكل صراحة وصدق، وكشفنا عن الحقائق، وقال ان الزيارة حظيت باستقبال أخوي حار من حكومة السودان وشعبه، وزاد: نحتاج إلى الأمن والاستقرار في البلدين، وتمنى ان تحل مشكلة دارفور التي تتم تحت إمرة أمير قطر، واضاف ديبي: أعود لانجمينا مطمئناً ومبسوطاً جداً، وقدم ديبي دعوة رسمية للبشير لزيارة انجمينا في القريب العاجل ليقابل إخوانه في تشاد وينقل لهم عزم الرئيسين على تعمير البلدين من اجل الاستقرار وتحقيق الأمن والرفاهية للشعبين.
وقال ديبي: أعتقد أن الشعبين في الدولتين المتجاورتين يعيشان المشاكل على السواء، وزاد: الحل يتمثل في الإرادة السياسية للبلدين من قبل الرئيسين، وقال: هي التي تحل المشاكل وتقوم بتفعيل كل البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة.
وفي اجاباته عن عدم مد فترة قوات (اليوفور) في الحدود التشادية، قال ديبي: الحكومة التشادية قررت أن تراعي قوة هذه القوات ودورها، وأبدت ملاحظتها، وأضاف: خلال عام لم تستطع (اليوفور) من تجميع خمسة آلاف جندي في الميدان، وحصرت مهمتها في حماية المنظمات ورجالها، وقال ديبي: إذا منحناها سنة اخرى فهي لن تستطيع أن تقدم شيئاً لذلك لم نعطها مُهلة إضافية لأنها حمل ثقيل على بلادنا وعلى الأمم المتحدة.
واعلن ادريس ديبي وسط تصفيق وهتافات عالية انه اتى للخرطوم بقلب سليم وتحولٍ مفتوحٍ ويدٍ ممدودة لكتابة صفحة جديدة بيضاء في علاقات البلدين، ووجّه من قاعة الصداقة بالخرطوم نداءً عاجلاً لحملة السلاح في دارفور بوقف العداءات نهائياً، وطالب الحكومة في ذات الوقت بإبداء المرونة الكاملة والسماح للذين يرغبون في العودة للبلاد، كما وجّه نداءً مماثلاً للمعارضة التشادية بالسودان، التي قال انها اختارت العنف، بتحكيم صوت العقل وتلبية نداء السلام والرجوع الى وطنهم، معلناً في ذات الوقت إلتزامه بتوفير الضمانات الأمنية كافة التي تمكِّنهم من الاندماج في مجتمعاتهم، لكنه اشترط على ذلك احترام المؤسسات والقوانين وقواعد الدولة، وقال إن الوصول للسلطة لم يعد ممكناً عبر فوهات البنادق، بل عبر صناديق الاقتراع، كاشفاً عن أن تشاد أصبحت مُهيأة لقيام انتخابات نزيهة، ديمقراطية وشفافة، وأكد ان الحرب لم تعد سبيلاً لحل المشكلات، وقال إن بلاده تدعم دون تحفظ مسار تحقيق السلام في دارفور بالدوحة، واعتبر منبر الدوحة هو الطريق الحقيقي لتحقيق السلام المنشود، وقال مخاطباً الجماهير: 'أنا إدريس ديبي التشادي أخاطبكم من الخرطوم'، قررت المجئ للخرطوم ومد يد السلام دون ضغوطٍ، وأكد اعتزام البلدين على إزاحة آثار الحرب، مضيفاً بأن الأحداث خلّفت ضرراً بليغاً، وقال: 'نحن جنود ونعرف ثمن الحرب'، مشيراً إلى أن صنع السلام يحتاج لشجاعة اكبر من الحرب، وقال: رغم ما حدث فإن إيماني بالمصير المشترك ظل ثابتاً، وان واجبنا هو تطبيع العلاقات، وقال ان توقيع الاتفاقيات لا يلغى، إذا لم يتدخل الساسة بجدية، وزاد: 'لم آت فقط للمصالحة، بل لتحويل الهدوء الى سلام نهائي'، وأكّد ديبي أنه على قناعة بأن الحلول العسكرية لن تحل أزمة دارفور، ونصح الطرفين بتجاوز بعض الاعتبارات من اجل حل سريع لمشكلة دارفور. وكان حشد جماهيري ضم قيادات تنفيذية وبرلمانيين وعمالاً وشباباً وطلاباً والمرأة، ملأ القاعة الدولية بقاعة الصداقة، رحّب بالتصفيق للبشير وديبي لحظة دخولهما معاً القاعة، وكشف عن أن البلدين يعيشان لحظة صفاء جسدتها الإرادة الثنائية لقيادة وشعبي البلدين لتقول إن مصالحنا مشتركة.