المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عملية الخضيرة: صدمةٌ وارتباكٌ في الكيان الصهيوني


الحاج بوكليبات
2022-03-28, 11:03
عملية الخضيرة: صدمةٌ وارتباكٌ في الكيان ومُطالباتٌ بالتحقيق في فشل (الشاباك) المُدّوي..هل يُعيدْ الاحتلال الحكم العسكريّ في الداخِل المُحتّل؟ مُحلِّلون إسرائيليون: العملية خلطت الأوراق وغطّت على “قمّة النقب”

https://www.raialyoum.com/wp-content/uploads/2022/03/2022-03-28_08-39-15_455425-441x320.jpg


صدمةٌ مُدويّةٌ في كيان الاحتلال: عملية الخضيرة أمس كشفت مرّةً أخرى عن عمق الإخفاق الأمنيّ الإسرائيليّ في معالجة ظاهرة “الإرهاب” داخل الخّط الأخضر، وعلى نحوٍ خاصٍّ لجهة أنّ المُنفذّين هم من الفلسطينيين، الذين يعيشون في إسرائيل.

حتى الإعلام العبريّ، الذي يُعتبر مرآة لصُنّاع القرار ويتبنّى أجندتهم انقلب على نفسه، وأقّر للمرّة الأولى أنّ الفشل المُجلجِل يصرخ، لافِتًا في ذات الوقت إلى الحاجة الماسّة لإجراء فحصٍ وتحقيقٍ داخل جهاز الأمن العّام (الشاباك)، بعدما تبينّ أنّه لا يعلم شيئًا عمّا يجري في الداخل المُحتّل، وفق ما أكّده محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، يوسي يهوشواع.


ويبدو من متابعة الإعلام العبريّ أنّ السيل وصل الزبى، وأنّ الشاباك، الذي يُعتبر بقرةً مقدسّةً في الكيان، بات في واجهة سيل الانتقادات لأدائه الضعيف والمُرتبِك، وإخفاقه في منع عمليتيْن فدائيتيْن صعبتيْن داخل الخّط الأخضر في غضون أقّل من أسبوع.


مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، انضمّ هو الآخر للمنتقدين لأداء (الشباك)، وكشف النقاب أنّه على الرغم من أنّ المُنفذين، في عمليتيْ بئر السبع والخضيرة، كانوا قد سُجِنوا في السابِق في إسرائيل بتهمة الانضمام لتنظيم (داعش) الإرهابيّ، فإنّ المخابرات لم تتعقبّهم ولم تعرف أيّ شيءٍ عن مخططاتهم وتحركاتهم، ولذا أضاف فإنّه يتعيّن على المسؤولين في تل أبيب إصدار الأوامر بإجراء تحقيقٍ في الفشل المُدّوي.


الخبراء في الشؤون الأمنيّة أكّدوا في تحليلاتهم اليوم أنّ الحديث لا يجري عن صدفة أوْ أنّ العمليات محصورةً، الأمر الذي يزيد من إخفاق جهاز الأمن العّام، الذي زعم الأسبوع الماضي أنّ منفذ عملية بئر السبع، محمد غالب أبو القيعان، كان تحت المراقبة، ولكنّه تمكّن من اجتياز الرادار الأمنيّ.


المصادر الأمنيّة الرفيعة في الكيان كشفت عن أنّ التقدير الذي قام بإعداده جيش الاحتلال بمُشاركة جهاز الأمن العّام قبل عدّة أيّامٍ أكّد أنّه في حال حدوث تصعيدٍ أمنيٍّ فإنّ مركزه عشية رمضان المبارك سيكون في القدس المُحتلّة، ولكن، أضافت المصادر كما أوضح موقع (ynet) الإخباريّ-العبريّ، أنّ عملية الخضيرة لم تكُن عشوائيّةً، بل أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ الحديث يدور عن عمليةٍ جرى التخطيط والتحضير لها خلال فترةٍ طويلة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ جهاز (الشاباك) لم يكُنْ على علمٍ بذلك، وأنّ المُنفذين استطاعوا اجتياز الرادار الخّاص بجهاز الأمن الإسرائيليّ.


بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر الأمنيّة عينها أنّ عملية بئر السبع في الأسبوع الماضي وقعت دون أنْ لدى (الشباك) معلومات مسبقة، ولذا لم يقُمْ بإصدار تحذيرٍ وتنبيهٍ، مُشيرةً إلى أنّ الإخفاق عينه تكرر أمس في الخضيرة، حيثُ لم تكُن لدى الأجهزة الأمنيّة في كيان الاحتلال أيّة معلوماتٍ مسبقةٍ عن العملية، التي انتهت بمقتل شرطييْن اثنيْن، مُشدّدّة على أنّ النتيجة المأساوية للعملية صعبة، ولكن بأعجوبةٍ لم تكُن كارثيةً، على حدّ تعبيرها.


عملية الخضيرة، أوضح المحللون بالإعلام الإسرائيليّ، خلطت جميع الأوراق، لافتين إلى أنّ العملية، وقعت في الوقت الذي يجتمع فيه ستة وزراء خارجية في النقب، وفي هذا السياق أكّد المُحلِّل عاموس هارئيل في (هآرتس) العبريّة أنّ منفذيْ العملية جاءا وذكّرا بأنّه على الرغم من الاحترام للأقوال حول شرق أوسط جديد وأحلاف شجاعة، ما زالت هناك قوى عنيفة كثيرة تسعى إلى تشويش هذه الإنجازات، ومستعدة لاستخدام الأسلحة النارية من أجل نقل الرسالة، على حدّ تعبيره.


المصدر: رأي اليوم