المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز عندما يكون ذنبك أنّك مقنع جدًّا


⌈الأشتر⌉
2020-06-11, 18:25
عندما يكون ذنبك أنّك مقنع جدًّا

مع ندرة النّقل في هذه الأيام، فإن وجدتَ تلك السّيارات الجماعيّة، الّتي تنقل "بَلْبْلَاصَة" فكأنَّكَ وجدْتَ مَلَكًا يسير على الأرض، وإلّا ستجد سيَّارات الأجرة الخاصّة، الّتي تقيس لك تنقّلك بها المترَ الواحد برطلٍ من الذَّهبِ [في ظلّ هذه الظّروف].
فَمِنْ رحمة الله، أنْ وجدْتُ واحدةً [أعني ملَكًا]، عندما كنت عائدا إلى البيت. فركبتُ فيها، فكنَّا أربعةَ أشخاصٍ. ولقد تكلّموا كثيرا داخلها على طول الطّريق، وذهبوا في الكلام إلى مواضيع أثبتت لي أنّ كلّ مَنْ بها يعرفون بعضهم بعضا. وهم على تلك الحال من موضوع إلى آخر، حتّى ورد ذكر العقار والبيع والشّراء.
فقالت امرأة: بادلتُ شقتّي بشقّة أخرى، ولكنّي زدْتُ عليها عدّة ملايين سنتيم، وأمّا من بادلني فهي امرأة لن أسامحها أبدا.
فدفعني الفضول لأسأل: لـمَ؟ هل كان التّبادلُ عن إكراه؟
فقالت: لا، ولكنّها فعلت شيئا ما لنا، كأنّها مسحت على أعيننا، ففعلنا مافعلنا بغير وعيّ!
فاستطردت عجوزٌ (أمّ المتحدّثة السّابقة) كانت تجلس بجنبي: لقد كانت امرأةً مطلّقةً، تعرفُ "الدَّخْلَاتْ" و"الَخرْجَاتْ"، وسألتْ معارفَها فوجَّهُوهَا، وأمّا نحنُ، فلا خبرة لنا في هذه الأمور.. أدعو الله أن يفعل بها كذا وكذا.. فقد كان يفترض أن يكون التّبادل بدون زيادة من طرفنا.
تعجّبت من أمرهما.. فأنا لاأجد خطأ لهذه المرأة الّتي بادلتهما.. إلّا أن يكون هناك شخص ما، ملأ رأسهما غلًّا وحقدا ضدّها، لا لشيء إلّا لأنّها كانت تجيد التّسويق الحلال، وقوّة الإقناع، وذلك فضل الله عليها..
فقلت: هل ذنبها أنّها كانت مقنعة لكما فنزلتما على حكمها بالتّراضي؟ فيا "حَاجَّة ربِّي يْسَهَّلْهَا ويْسَهَلَّكْ"، لاتتحسّرَا على الماضي، وأمّا ماتقومان به من الدُّعاء عليها فلاأرى له معنًى، إلّا أن يعود عليكما بالسُّوءِ.

وإلى نهاية قولي هذا، وصلتُ إلى محطّتي، ولحسن الحظّ وصلت، لكي لايتحوّلَ الأمر إلى جدالٍ عقيمٍِ إن أصرّا على ماتغرغر في أنفسهما.
وقد ذكرت هذا المثل الّذي رأيته اليوم للاعتبار، لأدلَّ على رُقاقة في الفرق بين الإقناع والخداع، وكيف أنّ الواحد منّا، قد يهربُ من تبعات قرار اتَّخذَهُ بكامل وعيِّهِ، ليحمّلَ غيرَه المسؤوليّةَ. فذلك إقناعٌ، لكنّه خداعٌ عند مَنْ ساءَ حُكْمُهُ!

الأشتر، 7 جوان 2020

جَمِيلَة
2020-06-12, 18:16
https://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي الأشتر
ما شاء الله أعجبني العنوان: "عندما يكون ذنبك أنك مقنع جدا"https://www.djelfa.info/vb/images/icons/m001.gif
مرات عندما يسيء الانسان الاختيار او يخطئ في اتخاذ القرار أول شيء يفكر:
فيه من هو المتسبب في ذلك وعلى من سيلقي اللوم ومن سيتحمل المسؤولية،
وهنا آخر شخص يفكر فيه هو نفسه لأنه إما: عنده ثقة زائدة بالنفس بانه من المستحيل أن يرتكب مثل هذا الخطأ،
أو قد يكون من أصحاب عقلية الضحية بأن الناس أشرار ومحتالون ويريدون دائما الإيقاع به وبأمثاله من الطيبين... "زعموا":D
وهناك احتمال آخر ممكن أنه يريد تعويضا حتى ولو كان هو السبب فيما جرى له
المهم أن يرتاح من ألم الندم على الخسارة.
ولو تأملنا في مجريات حياتنا سيجد الواحد منا أنه وحتى من دون تدخل اي شخص، ودون تعرضه لأي محاولة إقناع
قد يتخذ قرارا بإرادته الحرة ويندم عليه أو يكتشف بأنه أخطأ الاختيار أو أساء التقدير،
فمن غير الواقعي أن نكون نحن دائما ضحية احتيال الناس علينا :confused:
الأفضل أن يتحمل المرء مسؤولية قراراته مهما كانت ويعتبرها تجارب تصقل شخصيته، وتزيد من خبرته في الحياة،
وان يفكر في حلول وبدائل عوض التفكير في لوم الآخرين،
وهذا يختصر علينا الكثر من الوقت والجهد ويجعلنا أكثر صدقا ونزاهة.
شكرا لك وبارك الله فيك أخي الكريم
تحياتي
https://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif

قنون المربي والأستاذ
2020-06-12, 21:04
السّلام عليكم أخي الأشترا
وقد تكونان(اللتان بادلتا وزادتا عدة ملايين) لاتعرفان البيع والشّراء ولطيبتهما حسبتا أن الكلّ مثلهما ثم هذا الرجل المفترض قد يكون نصحهما لتتعلّما من خطئهما
مجرّد رأي

⌈الأشتر⌉
2020-06-12, 21:16
https://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي الأشتر
ما شاء الله أعجبني العنوان: "عندما يكون ذنبك أنك مقنع جدا"https://www.djelfa.info/vb/images/icons/m001.gif
مرات عندما يسيء الانسان الاختيار او يخطئ في اتخاذ القرار أول شيء يفكر:
فيه من هو المتسبب في ذلك وعلى من سيلقي اللوم ومن سيتحمل المسؤولية،
وهنا آخر شخص يفكر فيه هو نفسه لأنه إما: عنده ثقة زائدة بالنفس بانه من المستحيل أن يرتكب مثل هذا الخطأ،
أو قد يكون من أصحاب عقلية الضحية بأن الناس أشرار ومحتالون ويريدون دائما الإيقاع به وبأمثاله من الطيبين... "زعموا":d
وهناك احتمال آخر ممكن أنه يريد تعويضا حتى ولو كان هو السبب فيما جرى له
المهم أن يرتاح من ألم الندم على الخسارة.
ولو تأملنا في مجريات حياتنا سيجد الواحد منا أنه وحتى من دون تدخل اي شخص، ودون تعرضه لأي محاولة إقناع
قد يتخذ قرارا بإرادته الحرة ويندم عليه أو يكتشف بأنه أخطأ الاختيار أو أساء التقدير،
فمن غير الواقعي أن نكون نحن دائما ضحية احتيال الناس علينا :confused:
الأفضل أن يتحمل المرء مسؤولية قراراته مهما كانت ويعتبرها تجارب تصقل شخصيته، وتزيد من خبرته في الحياة،
وان يفكر في حلول وبدائل عوض التفكير في لوم الآخرين،
وهذا يختصر علينا الكثر من الوقت والجهد ويجعلنا أكثر صدقا ونزاهة.
شكرا لك وبارك الله فيك أخي الكريم
تحياتي
https://forum.tawwat.com/images-topics/images/flow/0025.gif




عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالأخت جَمِيلَة
فأولا أشكرُ لكِ وَسْمَ موضوعي المتواضع بـ "موضوع مميّز"،
ثمّ على مشاركتك القيّمة الّتي تساهم في إثراء الموضوع


وأكثرُ ما أعجبني في ردّكِ قولكِ:

الأفضل أن يتحمل المرء مسؤولية قراراته مهما كانت ويعتبرها تجارب تصقل شخصيته، وتزيد من خبرته في الحياة،
وان يفكر في حلول وبدائل عوض التفكير في لوم الآخرين،
بوركتِ
تحيّاتي..

⌈الأشتر⌉
2020-06-12, 22:22
السّلام عليكم أخي الأشترا
وقد تكونان(اللتان بادلتا وزادتا عدة ملايين) لاتعرفان البيع والشّراء ولطيبتهما حسبتا أن الكلّ مثلهما ثم هذا الرجل المفترض قد يكون نصحهما لتتعلّما من خطئهما
مجرّد رأي





عليكم السّلام

أهلا بالأستاذ قنون


يقال لايعذر بجهل القانون
فإنَّ هذه "الطّيبة"كذلك لايعذر بها في البيع والشراء..
وأنا قد جربت في ماسبق دخول سوق الهواتف النّقالة،
ورأيت مارأيت من الفطنة والخبث..
فإنّك تجد نفسك تجتهد مرّتين في كلّ معاملة،
مرّة لكي تسلم من سلعة بها عيوب لم يخبرك بها الطّرف الآخر،
ومرّة لتفاوض و تحقّق ربحا بالقدر المستطاع الّذي لايخرجك إلى الحرام..

وأضيف أنّه علينا أن ننظر لهذا الأمر من وجهين:
الوجه الأول: أنّ المرأة الّتي بادلتهما اجتهدت، وقامت بأبحاثها وسألت معارفها فأرشودها
وفي المقابل تقاعست المرأتان..

الوجه الثّاني: أنّهما لم تعترضا على الصّفقة من جهة أنّ هناك عيبا ما في الشّقة الّتي هما بها الآن،
ولكن من جهة أنّ المرأة كانت مقنعة جدّا في لحظة التبادل عندما علمتا من مصدر ما أنّهما كان بإمكانهما المساومة أكثر،
بحيث يكون التّبادل بدون زيادة من الطّرفين،
فحدثت الحسرة في أنفسهما،
فأخذتا في البحث عن عيب تبرران به الموقف،
فرماها بالسّحر وبالأوهام على مايبدو..



بوركتَ


تحيّاتي..

غصن البآن
2020-06-12, 22:38
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته ..

موضوع مميز .. بوركت
البعض له اسلوب مميز في الاقناع ...

لكن في حال السيدتان ..لم يتعلق الامر باقناع المرأة لهما فحسب ...بل بجهلهما ..فلا يعقل أن يقوم عاقل بمبادلة عقار دون التحقق من الاسعار وقيمة كل من العقارين في المنطقتين ... في امور العقار وجب التريث و التحقق .

⌈الأشتر⌉
2020-06-13, 22:09
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته ..

موضوع مميز .. بوركت
البعض له اسلوب مميز في الاقناع ...

لكن في حال السيدتان ..لم يتعلق الامر باقناع المرأة لهما فحسب ...بل بجهلهما ..فلا يعقل أن يقوم عاقل بمبادلة عقار دون التحقق من الاسعار وقيمة كل من العقارين في المنطقتين ... في امور العقار وجب التريث و التحقق .






عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالأخت أم أسيل


كما تفضّلتِ، وجب التّريّث والتّحقّق في مثل هذه الأمور،
وكأضعف الإيمان أن يخرج المقبل من جيبه بعض المال يدفعه لصاحب خبرة،
فهذا خير له من أن يدفعه ضرب عشرة كجزء من الصّفقة.



بوركتِ
تحيّاتي..

Elwawy
2020-07-25, 02:14
موضوع أعجبني و منذ مدة و أنا أحاول المشاركة.
ذكرني بفلم لمخادعين, ينصبون على الضحايا ثم يعودون بصفة محققين و "يقنعون" الضحايا أنه هناك ضحايا أخرون بخسائرة أكبر منهم ليتنازلوا عن تقديم الشكوى و نسيان الأمر...

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هي ظاهرة عند الجزائري أو الإنسان عامة, أنه "يمعر" و ينبش في مساوئ الشيء سواءا عند الشراء أو عندما يكسبه غيره من الناس, طبعا و يبدأ التحقيق من أين إشتريته و كم السعر و هناك شخص قام بكذا مقابل كذا "تلعبتلك" لقد قامو بخداعك, و مستحيل أقول مستحيل تسمع واحد يقول : الله يبارك بصحتكم مبروك, إن شاء الله العاقبة لشيء أخر, و لا أدري إن كان مرض غيرة و حسد أم ماذا...وطبعا الذي يستمع لهذا الخبير في الشوبينغ (الذي عامة تجده لم لم يكسب أبدا شيء في حياته) يصدقه لأن هذا الصنف يُحبط الناس بقالب النصيحة, و طبعا الظهور في ثوب الحكيم الخبير, لأنك لو إتبعت الكذاب لباب الدار و سألته قبل الشراء مذا تقترح أو إن كنت تعرف "أوكازيون" مليحة ستسمع صوت الصراصير.

إذن القصة أظن ليست في الطرف الذي يقنع الأخر و إنما الشيطان الذي يوسوس للمشتري أو البائع أنه قام بصفقة خاسرة و أنه تم خداعه, في الكثير من الأحيان يفضفض لي أصدقاء تجار عن قصص مماثلة لأنها طبعا تجعل الإنسان يحس نفسه مغفل و يحتاج بعض العزاء و التضامن, أنا من جهتي أتنمنطق و أسفسط (نوعا ما على طريقة مخادعي الفلم الذي ذكرته أعلاه) لأجعل الضحية يحس أنه لم يخسر و إنما قام بصفقة ليس فيها لا ربح و لا خسارة و أنها تجربة تعلم منها كذا و كذا و أنه في رواية أخرى قد تتغير الأمور لكذا و كذا...

أحيانا يتوسوس البنادم لوحده دون التعرض لأي شخص أخر, كأن يقسم مدخول معين على عدد ساعات المبذولة و يقول تبا ؟! أنا أعمل لبضعة سنتيمات للساعة, أو يجد شيء إشتراه بثمن أنه أرخص في جهة أخرى, إذن فالأمر نسبي و يمكن جعله يبدو كخسارة أو ربح حسب عقلية البنادم...

وعامة الإنسان بهلول في الشوبينق يقضي عام تفكير لشراء سيرفيس كيسان و يتزوج في بضعة أشهر...أو ربما لا يتزوج أبدا.

⌈الأشتر⌉
2020-09-06, 18:08
إذن القصة أظن ليست في الطرف الذي يقنع الأخر و إنما الشيطان الذي يوسوس للمشتري أو البائع أنه قام بصفقة خاسرة و أنه تم خداعه, في الكثير من الأحيان يفضفض لي أصدقاء تجار عن قصص مماثلة لأنها طبعا تجعل الإنسان يحس نفسه مغفل و يحتاج بعض العزاء و التضامن, أنا من جهتي أتنمنطق و أسفسط (نوعا ما على طريقة مخادعي الفلم الذي ذكرته أعلاه) لأجعل الضحية يحس أنه لم يخسر و إنما قام بصفقة ليس فيها لا ربح و لا خسارة و أنها تجربة تعلم منها كذا و كذا و أنه في رواية أخرى قد تتغير الأمور لكذا و كذا...

أحيانا يتوسوس البنادم لوحده دون التعرض لأي شخص أخر, كأن يقسم مدخول معين على عدد ساعات المبذولة و يقول تبا ؟! أنا أعمل لبضعة سنتيمات للساعة, أو يجد شيء إشتراه بثمن أنه أرخص في جهة أخرى, إذن فالأمر نسبي و يمكن جعله يبدو كخسارة أو ربح حسب عقلية البنادم...



مرحبا بالأخ الواوي

بالفعل، قد يلعب الشّيطان بالأذهان ليفسد على الشاري من جهتين..
من جهة أنّه يحرمه من التّمتع الكامل بما اشتراه، ومن جهة أخرى يحدث العداوة والبغضاء بينه وبين من ابتاع منه.

بوركت
تحيّاتي..