عزالدين
2007-10-16, 20:04
دولة المماليك الجراكسة
قيام دولة المماليك الجراكسة:
جلب المماليك الجراكسة :
أكثر السلطان المنصور قلاوون من جلب المماليك الجراكسة .. فقد أراد أن يكون طائفة جديدة من المماليك تختصه بولائها وترتبط به دون غيره من الأمراء المنافسين ...
لماذا من عنصر الجركس ؟
ربما يرجع ذلك إلى توفرهم في أسواق الرقيق بعد أن شردهم المغول من بلادهم ، وربما بسبب ما اشتهروا به من شجاعة وقوة ، وقد يكون السبب أنهم من مناطق شمالي بحر قزوين وشرقي البحر الأسود وبالتالي اختارهم قلاوون بحيث لا تربطهم روابط القربى والعصبية بغيرهم من طوائف المماليك السابقة .
أياً كان السبب فقد بدأ قلاوون في الإكثار من شرائهم سنة 1281م حتى بلغ عددهم 3000 مملوك ، واسكنهم بجواره في أبراج القلعة ومن ثم لصقت بهم في التاريخ تسمية " المماليك البرجية " . وقد حرص على الفصل بينهم وبين غيرهم من طوائف المماليك الأتراك ، واشرف بنفسه على تدريبهم ، كما حباهم بعطفه وأغدق عليهم المال ، فضلاً عن أنه – هو وأبناءه من بعده – أختصهم بالترقية إلى بعض الوظائف الكبرى في البلاط ...
وما لبث أن زاد نفوذ المماليك البرجية في عصر أبناء الناصر وأحفاده حتى تمكنوا من السطو على منصب السلطنة ليبدأ بذلك عهد جديد من عصر السلطنة المملوكية هو عصر المماليك الجراكسة .
أول سلاطين المماليك الجراكسة
السلطان الظاهر برقوق ( 1382-1399)
نبذة عن المؤسس:
يعتبر الأمير برقوق هو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك الجراكسة فقد تزعم المؤامرة التي عصفت بالسلطان الأشرف شعبان .. وبذلك فقد مهد للجركس الوصول إلى الحكم ، لأن برقوق نفسه كان جركسيا ...
وصول برقوق إلى السلطنة:
توالت الأحداث بوفاة السلطان المنصور علي ، ويبدوا أن برقوق رأى أنه ليس من الحكمة أن يتعجل إعلان نفسه سلطاناً قبل أن يكسر شوكة المماليك الترك ( البحرية ) فأقام في السلطنة الأمير حاجي أخو المنصور علي ، وكان عمره 11 سنة ، وتولى برقوق منصب أتابكا له .وبذلك أصبح برقوق المتصرف الفعلي في شؤون إدارة البلاد .... أنتهز برقوق هذا المنصب لصالحه ليضع اللمسات الأخيرة الممهدة لوصوله إلى السلطنة ففعل الآتي :
1- أسند الوظائف الكبرى إلى أتباعه ومماليكه ، وعمل على عزل كبار المماليك البحرية.
2- أخذ يتقرب إلى عامة الناس ، ويؤلف قلوبهم عن طريق إلغاء بعض الضرائب وتحسين النقد .
3- عندما أغار التركمان على حلب سنة 1381م تمكن برقوق من صدهم وطرد هم . الأمر الذي أظهره في صورة القائد القادر على الدفاع عن الدولة وحمايتها في وقت حكم البلاد فيه مجموعة من السلاطين الأطفال الأشبه بالدمى .
سياسته مع الترك :
اعتلى برقوق سلطنة دولة المماليك الجراكسة فكان أول سلاطينها ، ولم يبدأ عهده باضطهاد المماليك الترك ، ولكنه حرص على استرضائهم وعين الأمير سودون الفخري التركي الأصل نائب للسلطنة في مصر ... وبعد أن استقرت أمور برقوق في الحكم بدأ يختص الجراكسة بالإقطاعات والوظائف الكبيرة على حساب المماليك الترك . أدت هذه السياسة إلى نشوب العديد من الثورات .. وأهمها :
1- ثورة ألطون بغا السلطاني : ولكن تلك الثورة باءت بالفشل .
2- ثورة الألبغاوية والأشرفية : اندلعت نيرانها سنة 1388م . وتزعمها منطاش – زعيم الأشرفية – ويلبغا الناصري – زعيم اليلبغاوية – كما خرجت مدن الشام عن طاعته وانضمت للثائرين .. تزامنت هذه الثورة مع انتشار الطاعون في القاهرة مما أدى إلى حالة من الفوضى وأخيراً يئس برقوق .. فأنفجر باكيا وسط جنوده .. ثم اختفى .
انتهاء الفترة الأولى من حكم برقوق وسيطرة يلبغا الناصري على الحكم :
باختفاء برقوق تنتهي فترة حكمه الأولى وسيطر الجنود على القلعة . وكان من المنتظر أن يعلن يلبغا نفسه سلطاناً بوصفه صاحب الدور اللأعظم في عزل برقوق ، ولكنه خشي معارضة الأشرفية الترك ، فرشح الأمير حاجي بن الأشرف شعبان ، في الوقت الذي كان يلبغا هو المسيطر الفعلى على الدولة ... ولم تلبث الأيام أن أثبتت فساد حكم يلبغا ، في الوقت الذي بدأ الشقاق فيه بين يلبغا وحليفه منطاش يلعب دوره في سير الأحداث التالية.
الفترة الثانية من حكم برقوق: (1390- 1399)
انتهز برقوق فرصة الصراع بين يلبغا ومنطاش ، فبايعه أهل الكرك بالسلطنة سنة 1389م ، وتمكن من استعادة حكمه بمعاونة جراكسة مصر والشام .. واستمرت سلطنته الثانية من 1390- 1399 بذل فيها برقوق جهوداً كبيرة لتثبيت حكمه عن طريق القضاء على المماليك الترك .. حتى أستتب له الأمن ، وأستقرت أحوال البلاد في يده . فأنصرف برقوق إلى التعمير .
وبينما هو منشغل ببناء البلاد وإقامة المشروعات أصيب بهبوط في القلب ومات في يوم الجمعة 15 شوال من سنة 801هـ/ 1399م .|387|
السلطان الثاني من سلاطين المماليك الجراكسة
فرج بن برقوق
- الفترة الأولى من حكمة ( 1399 – 1405 ) :
اعتلي فرج السلطة وعمرة 10 سنوات ، فانتهز المماليك صغر سنة وبدأت المنافسات والمنازعات بينهم علي السلطة ، الأمر الذي أخاف السلطان منهم فهرب من القلعة سنة 1405 ، واختفي في أحد البيوت . لتنتهي بذلك فترة حكمة الأولى .
وعندئذ بايع الأمراء اخاة عبد العزيز بالسلطة .
أهم الأحداث خلال سلطنة فرج بن برقوق الأولى :
لم تتخلل فترة حكم فرج الأولى أي أحداث هامة ... باستثناء ما حدث من عودة تيمورلنك من الهند ، ففر أحمد بن أويس من بغداد وأحتمى بحلب ، في حين واصل تيمور لنك غزواته فأستولى على سيواس ومرغش وعنتاب وبذلك وصلت قواته إلى أطراف الشام .
ولم يستجب المماليك للإنذار الذي وجهه تيمورلنك بضرورة تسليم حلب . فتجمعت الجيوش من نيابات الشام استعداداً للمقاومة ، ولكن تيمورلنك أنزل الهزيمة بقوات المماليك .. وأقتحمت جيوشه حلب سنة 1400 لتعمل فيها قتلاً وسلباً ونهباً .. وفد أهتزت مصر لأنباء تلك الهزيمة .
وخرج السلطان فرج بن برقوق – الطفل – على رأس جيش ومعه الخليفة والقضاة ، ولكن تيمرلنك أنزل الهزيمة مرة أخرى بالمماليك قرب دمشق أواخر سنة1400 .. وبعد ذلك عاد فرج بن برقوق إلى القاهرة ليستعد للقيام بمحاولة أخرى ضد تيمورلنك ، في حين تمكن الأخير عن طريق الحيلة من دخول دمشق حيث أقام بها قرابة الثلاثة أشهر جمع فيها كثيراً من أموالها فضلاً عن أولى الخبرة من أصحاب الحرف والصناعات الذين بعث بهم إلى سمرقند .
وتم الصلح بين تيمورلنك والسلطان فرج سنة 1401 .. وبعد ذلك خرج تيمورلنك من الشام لينزل الهزيمة بالسلطان بايزيد العثماني في موقعة أنقرة سنة 1402 .. ثم توفي تيمورلنك بعد ذلك سنة 1405 في سمرقند ، وتعرضت دولته الواسعة بعد وفاته إلى التمزيق بسبب النزاع بين ورثته ، وبذلك خفت حدة خطر التتار على الدولة المملوكية في مصر والشام .
فرج بن برقوق
- الفترة الثانية من حكم فرج بن برقوق ( 1405 – 1412 ) :
كما سبق أن ذكرت فقد تولى عرش مصر بعد نزول فرج عن السلطة أخوه عبد العزيز ، ولكن عندما أحس بعض الأمراء بأن الأمير بيبرس الأتابك علت مكانته بحكم وصايته على المنصور عبد العزيز ، سعوا لعودة فرج إلى العرش ، وهكذا عاد فرج إلى السلطة بعد شهرين من إختفائه .
واستمر فرج هذه المرة في الحكم 7 سنوات .. اتسمت بالاضطراب والفوضى وسوء تدبير الحكم ، ذلك أن برقوق عرف بالقسوة والوحشية فأستهل حكمه بقتل أخويه .. ولم تكن هناك شخصية قوية تظهر على المسرح السياسي وتستطيع انتزاع السلطة .
ثار على فرج بالشام جكم – نائب حلب – ثم ما لبث أن قتل بعد أن أعلن نفسه سلطاناً . . فتحالف نوروز نائب الشام و الأمير شيخ نائب طرابلس .. وأعلنا الثورة على فرج ..
فأضطربت أحوال فرج لا سيما عندما غادره ثلث جيشه وانضم للثآئرين بسبب سوء معاملته .. فخرج فرج لقمع الثائرين بالشام وأصطحب معه الخليفة المستعين والقضاه سنة 1408 . وعندما خرج فرج إلى الشام لقمع الثائرين حلت به الهزيمة قرب دمشق سنة 1412 ..
في حين أدى التنازع بين الأميرين نيروز و شيخ إلى اختيار الخليفة المستعين العباسي سلطاناً سنة 1412 .. واجتمعوا بالخليفة وكتبوا محضراً بأفعال فرج السيئة ، وشرحوا فيه إدمانه على الخمور ، وكثرة سفكه للدماء ، ثم خلعوه وقتل على يد جماعة من الفداوية .. وظلت جثته ملقاه بالمزابل خارج دمشق 3 أيام .
السلطان المؤيد شيخ المحمودي : ( 1412 – 1421 م )[/glow]
عرف السلطان المؤيد شيخ بالمحمودي نسبة إلى التاجر الخواجا محمود شاه الذي باعه السلطان برقوق وكان عمره عند بيعه 22 سنة .. وكان إختيار المستعين للسلطنة إجراء مؤقت حتى تستقر الأحوال بين الأميرين نيروز وشيخ . ولم يكن الأمير شيخ يطمئن على سلامة موقفه حتى عزل الخليفة بعد 5 أشهر من السلطنة ، وأحتل هو دست السلطنة بعد أن تلقب بالمؤيد .
المشاكل التي واجهت المؤيد شيخ :
• التغلب على نفوذ نيروز : كان من الطبيعي أن تكون هذه هي المشكلة الأولى التي واجهت شيخ ، غير أنه خرج إلى الشام وحارب نيروز وتمكن من قتله ، فلم يعد له منافس.
• ثورة الإمارات التركمانية : إذ حاولت الإمارات التركمانية الواقعة على أطراف الدولة المملوكية الشمالية .. فخرج المؤيد شيخ إخضاعهم مرتين سنة 1415- 1417م .
ولما تمردوا مرة أخرى بعد عودته إلى مصر .. فأرسل المؤيد شيخ إبنه إبراهيم سنة 1419 لإخضاع دلغادر .فأوغل إبراهيم حتى قونية وضرب السكة بأسم أبيه ، وولى قيصرية حاكما مواليا للمؤيد شيخ .
وقد أستقبل إبراهيم إستقبالاً حافلا في القاهرة ، ولكنه ما لبث أن مات في العام التالي ، وقيل أن أباه حقد عليه لما ناله من شهرة ومجد فدس له السم .
يتبــــــــــــــع................
قيام دولة المماليك الجراكسة:
جلب المماليك الجراكسة :
أكثر السلطان المنصور قلاوون من جلب المماليك الجراكسة .. فقد أراد أن يكون طائفة جديدة من المماليك تختصه بولائها وترتبط به دون غيره من الأمراء المنافسين ...
لماذا من عنصر الجركس ؟
ربما يرجع ذلك إلى توفرهم في أسواق الرقيق بعد أن شردهم المغول من بلادهم ، وربما بسبب ما اشتهروا به من شجاعة وقوة ، وقد يكون السبب أنهم من مناطق شمالي بحر قزوين وشرقي البحر الأسود وبالتالي اختارهم قلاوون بحيث لا تربطهم روابط القربى والعصبية بغيرهم من طوائف المماليك السابقة .
أياً كان السبب فقد بدأ قلاوون في الإكثار من شرائهم سنة 1281م حتى بلغ عددهم 3000 مملوك ، واسكنهم بجواره في أبراج القلعة ومن ثم لصقت بهم في التاريخ تسمية " المماليك البرجية " . وقد حرص على الفصل بينهم وبين غيرهم من طوائف المماليك الأتراك ، واشرف بنفسه على تدريبهم ، كما حباهم بعطفه وأغدق عليهم المال ، فضلاً عن أنه – هو وأبناءه من بعده – أختصهم بالترقية إلى بعض الوظائف الكبرى في البلاط ...
وما لبث أن زاد نفوذ المماليك البرجية في عصر أبناء الناصر وأحفاده حتى تمكنوا من السطو على منصب السلطنة ليبدأ بذلك عهد جديد من عصر السلطنة المملوكية هو عصر المماليك الجراكسة .
أول سلاطين المماليك الجراكسة
السلطان الظاهر برقوق ( 1382-1399)
نبذة عن المؤسس:
يعتبر الأمير برقوق هو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك الجراكسة فقد تزعم المؤامرة التي عصفت بالسلطان الأشرف شعبان .. وبذلك فقد مهد للجركس الوصول إلى الحكم ، لأن برقوق نفسه كان جركسيا ...
وصول برقوق إلى السلطنة:
توالت الأحداث بوفاة السلطان المنصور علي ، ويبدوا أن برقوق رأى أنه ليس من الحكمة أن يتعجل إعلان نفسه سلطاناً قبل أن يكسر شوكة المماليك الترك ( البحرية ) فأقام في السلطنة الأمير حاجي أخو المنصور علي ، وكان عمره 11 سنة ، وتولى برقوق منصب أتابكا له .وبذلك أصبح برقوق المتصرف الفعلي في شؤون إدارة البلاد .... أنتهز برقوق هذا المنصب لصالحه ليضع اللمسات الأخيرة الممهدة لوصوله إلى السلطنة ففعل الآتي :
1- أسند الوظائف الكبرى إلى أتباعه ومماليكه ، وعمل على عزل كبار المماليك البحرية.
2- أخذ يتقرب إلى عامة الناس ، ويؤلف قلوبهم عن طريق إلغاء بعض الضرائب وتحسين النقد .
3- عندما أغار التركمان على حلب سنة 1381م تمكن برقوق من صدهم وطرد هم . الأمر الذي أظهره في صورة القائد القادر على الدفاع عن الدولة وحمايتها في وقت حكم البلاد فيه مجموعة من السلاطين الأطفال الأشبه بالدمى .
سياسته مع الترك :
اعتلى برقوق سلطنة دولة المماليك الجراكسة فكان أول سلاطينها ، ولم يبدأ عهده باضطهاد المماليك الترك ، ولكنه حرص على استرضائهم وعين الأمير سودون الفخري التركي الأصل نائب للسلطنة في مصر ... وبعد أن استقرت أمور برقوق في الحكم بدأ يختص الجراكسة بالإقطاعات والوظائف الكبيرة على حساب المماليك الترك . أدت هذه السياسة إلى نشوب العديد من الثورات .. وأهمها :
1- ثورة ألطون بغا السلطاني : ولكن تلك الثورة باءت بالفشل .
2- ثورة الألبغاوية والأشرفية : اندلعت نيرانها سنة 1388م . وتزعمها منطاش – زعيم الأشرفية – ويلبغا الناصري – زعيم اليلبغاوية – كما خرجت مدن الشام عن طاعته وانضمت للثائرين .. تزامنت هذه الثورة مع انتشار الطاعون في القاهرة مما أدى إلى حالة من الفوضى وأخيراً يئس برقوق .. فأنفجر باكيا وسط جنوده .. ثم اختفى .
انتهاء الفترة الأولى من حكم برقوق وسيطرة يلبغا الناصري على الحكم :
باختفاء برقوق تنتهي فترة حكمه الأولى وسيطر الجنود على القلعة . وكان من المنتظر أن يعلن يلبغا نفسه سلطاناً بوصفه صاحب الدور اللأعظم في عزل برقوق ، ولكنه خشي معارضة الأشرفية الترك ، فرشح الأمير حاجي بن الأشرف شعبان ، في الوقت الذي كان يلبغا هو المسيطر الفعلى على الدولة ... ولم تلبث الأيام أن أثبتت فساد حكم يلبغا ، في الوقت الذي بدأ الشقاق فيه بين يلبغا وحليفه منطاش يلعب دوره في سير الأحداث التالية.
الفترة الثانية من حكم برقوق: (1390- 1399)
انتهز برقوق فرصة الصراع بين يلبغا ومنطاش ، فبايعه أهل الكرك بالسلطنة سنة 1389م ، وتمكن من استعادة حكمه بمعاونة جراكسة مصر والشام .. واستمرت سلطنته الثانية من 1390- 1399 بذل فيها برقوق جهوداً كبيرة لتثبيت حكمه عن طريق القضاء على المماليك الترك .. حتى أستتب له الأمن ، وأستقرت أحوال البلاد في يده . فأنصرف برقوق إلى التعمير .
وبينما هو منشغل ببناء البلاد وإقامة المشروعات أصيب بهبوط في القلب ومات في يوم الجمعة 15 شوال من سنة 801هـ/ 1399م .|387|
السلطان الثاني من سلاطين المماليك الجراكسة
فرج بن برقوق
- الفترة الأولى من حكمة ( 1399 – 1405 ) :
اعتلي فرج السلطة وعمرة 10 سنوات ، فانتهز المماليك صغر سنة وبدأت المنافسات والمنازعات بينهم علي السلطة ، الأمر الذي أخاف السلطان منهم فهرب من القلعة سنة 1405 ، واختفي في أحد البيوت . لتنتهي بذلك فترة حكمة الأولى .
وعندئذ بايع الأمراء اخاة عبد العزيز بالسلطة .
أهم الأحداث خلال سلطنة فرج بن برقوق الأولى :
لم تتخلل فترة حكم فرج الأولى أي أحداث هامة ... باستثناء ما حدث من عودة تيمورلنك من الهند ، ففر أحمد بن أويس من بغداد وأحتمى بحلب ، في حين واصل تيمور لنك غزواته فأستولى على سيواس ومرغش وعنتاب وبذلك وصلت قواته إلى أطراف الشام .
ولم يستجب المماليك للإنذار الذي وجهه تيمورلنك بضرورة تسليم حلب . فتجمعت الجيوش من نيابات الشام استعداداً للمقاومة ، ولكن تيمورلنك أنزل الهزيمة بقوات المماليك .. وأقتحمت جيوشه حلب سنة 1400 لتعمل فيها قتلاً وسلباً ونهباً .. وفد أهتزت مصر لأنباء تلك الهزيمة .
وخرج السلطان فرج بن برقوق – الطفل – على رأس جيش ومعه الخليفة والقضاة ، ولكن تيمرلنك أنزل الهزيمة مرة أخرى بالمماليك قرب دمشق أواخر سنة1400 .. وبعد ذلك عاد فرج بن برقوق إلى القاهرة ليستعد للقيام بمحاولة أخرى ضد تيمورلنك ، في حين تمكن الأخير عن طريق الحيلة من دخول دمشق حيث أقام بها قرابة الثلاثة أشهر جمع فيها كثيراً من أموالها فضلاً عن أولى الخبرة من أصحاب الحرف والصناعات الذين بعث بهم إلى سمرقند .
وتم الصلح بين تيمورلنك والسلطان فرج سنة 1401 .. وبعد ذلك خرج تيمورلنك من الشام لينزل الهزيمة بالسلطان بايزيد العثماني في موقعة أنقرة سنة 1402 .. ثم توفي تيمورلنك بعد ذلك سنة 1405 في سمرقند ، وتعرضت دولته الواسعة بعد وفاته إلى التمزيق بسبب النزاع بين ورثته ، وبذلك خفت حدة خطر التتار على الدولة المملوكية في مصر والشام .
فرج بن برقوق
- الفترة الثانية من حكم فرج بن برقوق ( 1405 – 1412 ) :
كما سبق أن ذكرت فقد تولى عرش مصر بعد نزول فرج عن السلطة أخوه عبد العزيز ، ولكن عندما أحس بعض الأمراء بأن الأمير بيبرس الأتابك علت مكانته بحكم وصايته على المنصور عبد العزيز ، سعوا لعودة فرج إلى العرش ، وهكذا عاد فرج إلى السلطة بعد شهرين من إختفائه .
واستمر فرج هذه المرة في الحكم 7 سنوات .. اتسمت بالاضطراب والفوضى وسوء تدبير الحكم ، ذلك أن برقوق عرف بالقسوة والوحشية فأستهل حكمه بقتل أخويه .. ولم تكن هناك شخصية قوية تظهر على المسرح السياسي وتستطيع انتزاع السلطة .
ثار على فرج بالشام جكم – نائب حلب – ثم ما لبث أن قتل بعد أن أعلن نفسه سلطاناً . . فتحالف نوروز نائب الشام و الأمير شيخ نائب طرابلس .. وأعلنا الثورة على فرج ..
فأضطربت أحوال فرج لا سيما عندما غادره ثلث جيشه وانضم للثآئرين بسبب سوء معاملته .. فخرج فرج لقمع الثائرين بالشام وأصطحب معه الخليفة المستعين والقضاه سنة 1408 . وعندما خرج فرج إلى الشام لقمع الثائرين حلت به الهزيمة قرب دمشق سنة 1412 ..
في حين أدى التنازع بين الأميرين نيروز و شيخ إلى اختيار الخليفة المستعين العباسي سلطاناً سنة 1412 .. واجتمعوا بالخليفة وكتبوا محضراً بأفعال فرج السيئة ، وشرحوا فيه إدمانه على الخمور ، وكثرة سفكه للدماء ، ثم خلعوه وقتل على يد جماعة من الفداوية .. وظلت جثته ملقاه بالمزابل خارج دمشق 3 أيام .
السلطان المؤيد شيخ المحمودي : ( 1412 – 1421 م )[/glow]
عرف السلطان المؤيد شيخ بالمحمودي نسبة إلى التاجر الخواجا محمود شاه الذي باعه السلطان برقوق وكان عمره عند بيعه 22 سنة .. وكان إختيار المستعين للسلطنة إجراء مؤقت حتى تستقر الأحوال بين الأميرين نيروز وشيخ . ولم يكن الأمير شيخ يطمئن على سلامة موقفه حتى عزل الخليفة بعد 5 أشهر من السلطنة ، وأحتل هو دست السلطنة بعد أن تلقب بالمؤيد .
المشاكل التي واجهت المؤيد شيخ :
• التغلب على نفوذ نيروز : كان من الطبيعي أن تكون هذه هي المشكلة الأولى التي واجهت شيخ ، غير أنه خرج إلى الشام وحارب نيروز وتمكن من قتله ، فلم يعد له منافس.
• ثورة الإمارات التركمانية : إذ حاولت الإمارات التركمانية الواقعة على أطراف الدولة المملوكية الشمالية .. فخرج المؤيد شيخ إخضاعهم مرتين سنة 1415- 1417م .
ولما تمردوا مرة أخرى بعد عودته إلى مصر .. فأرسل المؤيد شيخ إبنه إبراهيم سنة 1419 لإخضاع دلغادر .فأوغل إبراهيم حتى قونية وضرب السكة بأسم أبيه ، وولى قيصرية حاكما مواليا للمؤيد شيخ .
وقد أستقبل إبراهيم إستقبالاً حافلا في القاهرة ، ولكنه ما لبث أن مات في العام التالي ، وقيل أن أباه حقد عليه لما ناله من شهرة ومجد فدس له السم .
يتبــــــــــــــع................