المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (فيض من أحاسيسي بعد تسلم زملائي لقرار العزل اليوم)


محمد علي 12
2018-02-28, 06:53
(فيض من أحاسيسي بعد تسلم زملائي لقرار العزل اليوم)
عندما كنت ...
عندما كنت طفلة، وكان كل طفل يحلم أن تكون مهنته المستقبلية طبيبا أو طبيبة . كنت أنا أقول أنني أريد أن أصبح أستاذة مثل أبي.
عندما كنت طفلة وتلميذة وألعب في باحة العمارة مع أقراني، كنت دائما آخذة لدور الأستاذة التي تدرسهم وتعطيهم الأسئلة وتقدم لهم الدروس، وتشهد جدران عمارتنا على ماكتبت فيها بالطبشور، ولطالما يقول لي جيراننا أنني سأصبح معلمة ناجحة.
عندما كنت تلميذة، تشهد لي ابتدائيتي 4 مارس ومعلمتي سيدتي شادية وزميلاتها كيف كان صوتي يدوي في الإلقاء وفي الحفلات وفي المسابقات وكيف كانت شخصيتي في معالجة الأمور داخل القسم، ومن أجل مساعدة كل زملائي.
عندما كنت طفلة، كنت أعشق محفظة والدي وأهوى تفاصيل اهترائها وأتمنى أن أحمل واحدة ذات يوم وأجعل التاريخ يسجل عليها علامات سنوات العمل المتعاقبة.
كنت أعشق طبشور والدي وعصاه وخرطومه وأوراقه وخاصة مئزره الأبيض وأعيدها مئزره الأبيض.
كنت أفرح لدخول أساتذة لبيتنا على رأسهم عمي الطيب زرفاوي رحمه الله، وعمي بوقطفة، وكنت أردد في نفسي رغم صغر سني، هل سأكون أستاذة ذات يوم ، هل سيكبر ويتعلم على يدي جيل هل سيكون لي زملاء في التعليم وهل سيكون لي أبناء في كافة القطاعات بعد عمر ليس بالقليل.
لم يكن التدريس يوما حلما بعيد المدى بالنسبة لي، لأنني كنت متأكدة أنه سيتحقق وماذلك على الله بعسير.
أتعرفون من صغري لكبري ماذا كانت خربشتي في الأوراق أو في الطاولات عند التفكير والسرحان، كنت دائما أخربش بعلامة 20/20 ومكتوب فوقها ممتاز ،واصل.
كبرت التلميذة والطفلة التي كانت تحلم بالتعليم وأصبحت طالبة صبية تحلم أن تنهي دراستها الجامعية ولم تتخلى عن حلمها الدفين في أن تلبس المئزر الأبيض رغم حلم زميلاتها ورفيقاتها بارتداء الفستان الأبيض لكنه كان آخر همها إن لم أقول خارج حساباتها.
أكملت دراستي الجامعية وعملت في الشبيية والرياضة ونجحت في مسابقة توظيف وأصبحت مهندس دولة في أحد القطاعات وتأقلمت في القطاعين وكانت لي مكانة في كليهما لكنهما لم يشبعا جوعي وعطشي لمهنة التعليم رغم علمي المسبق أنه أصبح قطاعا متعفنا.
وتخيلوا من كان يريد الوقوف في طريقي وإحباط معنوياتي ومحاولاتي للمشاركة في مسابقة الأساتذة: ههههه بطلي صاحب المئزر والخرطوم الأبيضان، صاحب المحفظة التي أكل الدهر عليها وشرب وبقيت ذكرى في أحد رفوف الخزانات الحائطية، صاحب الأمراض العدة التي سكنت جوفه نعم إنه أبي من كان يحاول جاهدا أن لا أدخل ولا أشارك وأن لا أكون أستاذة، لكن هيهات أن تعدل بنت أبيها ومدللته البكر عن حلمها المتعلق به والذي كبر معه ومعها.
اليوم أنا أستاذة تخلت منذ اكثر من سنة عن صفة مهندس وحققت حلمي ولبست المئزر الأبيض قبل الفستان، هههه ، أستاذة صامدة مرسمة منذ شهر شاهدة على تعفن قطاع هو عشقي ، تنتظر مقرر العزل قبل مقرر الترسيم. وكل ما يؤلمني في هذه الساعة ازدواج شخصية أبي فحينا هو مساند لكونه كان أستاذا، لكن انتفاضة الأب الحنون تريد أن تحول بيني وبين صمودي.
ما يؤلمني أكثر أن أمراضه التي جناها من سنوات تعبه وشقاه اتفقت ضدي وتأزمت هذه الأيام جراء وضعي وصمودي و " خشونية راسي" .
أبي أريد دعوات من قلب أب حنون من قلب أستاذ شريف ونزيه.

الأصيــل
2018-03-17, 12:14
أحاسيس متناقضة لكن نبل الرسالة هي سر سعاادة الأستاذ وهي من تنتصر في لأخير رغم الصعاب ...
قصة مؤثرة فعلا

oum heithem
2018-03-30, 11:15
اثرت في قصتك ايما تاثير

الفتاة السعيدة
2018-03-31, 02:00
تاترت.يقصتك