وسيمツ
2017-03-24, 08:57
باسم الله الرحمان الرّحيم
السلام عليكم و رحمة الله
كنت أسير في الطريق واضعا يدايَ في جيب السروال.. مبتَسِمًا لا يبدُو عليَّ أثر المللِ أو الإحباط اللَّذان لازماني طيلة المدّة .. فجأة أفزعني صوتٌ قادم من الخلف توقفتُ في الآنِ ،و قد تصلّبَتْ فرائسِي و ثبتَتْ بينما دماغي قد هاج و اضطرب بالأسئلةِ .. ماللَّذي يمكن أن يكُونَهُ هذَا ؟ و إنْ كانَ ما يكونُ لمَ استوقفني بهذه الطريقَة؟ وإنْ تقَبّلتُُ هذَا أنْ لا بأسَ فِي الأمرِ.. ماللذي يريدهُ مني؟ ثلاث تساؤلاتٍ عدَدْتهَا، و قبل إتمَام الرّابع قال لي الصوتُ:'امتحان اليوم يحتوي في تمرينهِ الأولِ على حسابِ الشّبكات' التفتُّ لمصدر الصوتِ فوقعتْ عيناي على ما علمتُ أنَّهُ أستاذٌ يدرّسني.. قلتُ في نفسِي لِنفْسِي " آه هكذا إذن أنا ذاهبٌ لأجتازَ امتحانًا .. " صدّقتُ الأمر مباشرةً و أقنعتُ نفسي بهِ .. ثمّ تصرّفت بمَا يبدُو عليَّ مِنهُ أنني مُستغرقٌ في الأمرِ مستوعبٌ إياهُ ثم أردفت قائلا:"لكنْ هذا المجال درسناهُ السنة الماضية، فلِمَ قدْ أَجدُه في امتحانٍ لهذه السنة؟" أجابني إجابةً غير مُقنِعةٍ ... و لأكون صادقًا إِجابةً غبيّة لا تختلف كثيرًا عن إجاباتِ الأساتِذة الَّلذين درسوني هذه السّنةَ ، تذكّرتُهمْ فسكتُّ حتَّى أحَافظ على مِزاجيَ الجيِّدَ و علَى يومِه الَّلذي كان يبدُو سَعيدًا ،سكتُّ و أنا أنظرُ إليه بأعينِ تبحثُ عمَّا تفعلُه...ثمّ قُدتُ ناظريّ بعيدًا عنْه ثمّ انتَهى بِهما المطافُ إلى الأرضِ... النَّظر إلى الأرض يزيد مِن التركيزِ و صفاءِ التفكيرٍ ، قُلتهَا لنفسي حتى أنسى أمرهُ ... ثُم استرسلتُ قائلا لهَا سائلا إيّاها: ماذا بعدُ ؟ أجاب الجهاز العصبيّ: "سٍرْ من فضلك منذ نصفِ ساعةٍ و أنا أنتظر الإشارة".. كنتُ على وشك الخصام مع الأستاذ على غير العادة و تجاوزت ذلك بسهولةٍ ... لكن أجهزتك الحيويّة تأبَى إلا أن تخاصمك ..و أينَ المفرُّ... ابتلعتُ ذلك و صفحتُ عن ذلك الجهاز العصبيّ لأنَّ السَّعادة تكمنُ لا ريْبَ في التعايش السِّلمي و الصّفحِ...، ثمَّ مضيت قُدماً أفكِّر في هته المصيبة ... أنا مُقدِمٌ على امتحانٍ لم أُراجِعْ مجالا كاملا فيه و لا حتّى مقدَارَ نقيرٍ من هُرائِه ... لا ليس هراءًا إنّما هو علمٌ...أُفٍّ لك أيتها الأفكار اسكتِي عن جِدالِ بعضِك و هاتِ ما قدْ يُفيدُ صاحبكِ ... ماالعملُ؟ أحيانا عندما لا يَكونُ بالأمرِ حيلةٌ وَ عندما يُشكِلُ الأمر و يصِلُ لنطاقٍ لا يُطيقُهُ العقلُ يَتوقَّفُ العقْلُ عنْ طرحِ الأسئِلةِ، و يتوقَّفُ عِندَ آخرِ أمرٍ فكّرَ بيه مُستريحًا عندهُ ... أجل فقد لاحظتُ أنَّ عَقلِي تعِبَ فِي حينِ أنَّ ساقايَ لاتزَالا تعْملاَنِ ، فأنا أسير منذ مدَّةٍ ... أسيرُ في رواقٍ بعُرضِ ثلاثِ أمتارٍ تقريبًا، يحدُّه من اليمين ساحةٌ من الكراسي و من اليسار انحدارٌ بحدّةِ ثلاثينَ درجةً تقريبا عن الأفق ، مزروعٌ هو الآخرُ بالكراسِي، لمْ أكن أسيرُ لِوحدي فقدْ كانتْ هنالك حركةُ لأناسٍ قادمين و آخرينَ يسيرونَ مع اتجاه سيري كنت أتأمل جهتي اليُسرى فقد احسست أن الكَّراسي التي وصفتها بالمزروعةِ كانتْ مثبّتة بشكل غريبٍ... لِمَ هي كذلك؟ لم يأتِ خاطري بافتراضٍ مُقنعٍ .. دَعْ عنكَ هذا... عُدتُ بِناظريَّ للأرض لأفكّر بصفاءِ بعيدًا عن المشتِّتات...تَغييرُ جهةِ الرّؤيةِ يتخلّلها غلقٌ للأعينِ دونمَا شعورٍ... فهذا يُعطي استقرارًا أفضل لجهاز الرُّؤيةِ بفَصْلِ المَشهدِ السَّابقِ عن القادمِ... بينمَا أدرتُ رأسي للأمامِ شعرتُ بانغلاقِ عينِي ...لا أدري لِمَ أجد دماغي يُركِّزُ في أبسط الأمورِ و دقائِقهَا و لا تَفاضُلَ في الأولوياتِ لديْهِ ...' كلُّ شيئٍ مهمٌّ ' يقولُ ! دَعك من هَذَا فأنَا في الأصل متعبٌ ... زمنٌ مضى و أنَا أسيرُ ناهيك عنِ الإمتحان الَّلذي نزل مِنْ أينَ لا يعلمُ عنهُ أحدٌ ... في أجزاء الثانية اللَّتِي تسبقُ استواءَ رأسي أمامي ناظٍرًا إلىَ لأرض .. لم أرَ هتهِ الأرض قطُّ، بل شيئًا مَّا يبدو مألوفا كأنَّهُ إزارٌ أو ما شابَه ذلكَ .. بشكلٍ آلي نظرتُ يُمنةً و يسرةً على مسافةِ نصف ذراعٍ تقريبًا من النقطة التي ظننتها الأرضَ في أوّل الأمرِ، لِأجمعَ معطياتٍ أكبر قد تفيد دماغي في التعرّف على ماهيةِ الأمرِ ، و بالفعل نَجح الأمرُ فعلى يميني كان ما يشبهُ فتاةً متجلببة .. 'آه حسُنَ ، إذنْ ذلك الإزارُ يعود اليهَا' يقولهَا عقلكَ في جزءٍ من الثانية بينما يعطي الأمْرَ للأعين أن تعود لوضعها الطبيعي و تنظُر أمامها... لكن انتظر هذه المعلومة لاُتفسِّرُ الامرَ... قالها دماغي مُجدَّدًا ، و مرّةً أخرى، أعادَ في الجزء من الثانية التالي عيْناي لتجمع أكثَر المعلوماتَ عَلَّ الامر يتّضحُ ... مسكينٌ دماغِي وَ جهازُ الرؤية لَدَيَّ... اعملا كان الله في عونكما المهمّ ألاَّ تتخاصمَا... الآن بانَ الأمر: مرّتْ فتاةٌ متجلببة بجانبِي عكْسَ اتجاهِ سيري، تبدو مستعجلة و تلبس جلبابا رمادا طويلا جدا لكن الغريب في الامر ان هذا الجلباب لا يعترف بقوانين الفيزياءِ ، فَالجلبابُ الطويل لا يتجرجرُ خلفهَا بينما هي تسير، بل بجانبها و ليسَ هذا فحسب فهُو يتجرجر في الجهةِ اللتي أسيرُ عليهَا .. الآن انجلى الأمر كلُّه و بعد أنِ استغرق الأمر ثانية لفهْمِ الحالةِ ... كان دماغي قَدْ ضيَّع منَ الوقْتَ ما يكفي لفهْمِ كيفيةِ الخروج منهَا، وَ أنا أخطو دخلتْ قَدمي في احدى تلابيب ذلك الجلباب ... حاولتُ سحبها لكن هيهاتَ لم يعد ذلك ممكنا الآن، تعرقلَتْ القدمُ الثانيةُ أيضا.. تخبّطْتُ وَاقفا مُحاولًا الحفاظ على وقوف بدنِي لكنْ لم أستطِعْ ضبْطَ توازني ... و في النهايةِ سقطتُ بين تلكَ الكراسِي بشكلٍ مؤلمٍ على ظَهري ... كانَ المَكانُ مُشبعًا الغُبار .. بقيت لثانيتيْنِ أو ثلاثٍ على ظهري محاولا استيعابَ الأمرِ ... كانتِ السّماء زرقاءَ معَ بعض السُّحُب العَابرةِ .. تساءلْتُ في حيرةٍ، أين الشّمسُ؟ ...لكن انتظِرْ ، منذ متى أبحثً عن الشّمسِ؟ ثُمَّ ليسَ هذا مَا كنتُ أحاولُ فهمهُ بلْ مالّلذي حصلَ... قلتُ في نفسِي لنفسِي أنتِ مُحقّة .. سأحاول فهم مَاللذي حصَلَ... لكنْ تساءلتُ مِنْ أيْنَ أبدأُ؟ "أفٍّ لكَ" أَجابتْ نَفسِي .. أنْتَ لَمْ تَستوعِبِ الأمْرَ مُعْتدلًا أَتظنُّكَ تَفهمهُ مستلقيًا ؟ "إِيْيْيْهْ كم أنت ذكيّة يا نفسِي لكن احذري .. لستُ غبيًّا" أجبتُ نفسي ثمَّ نهظتُ ببطئِ حتى لا أحس بأي آلاَمٍ مُحتملة.. نَظرْتُ جِهة تلك الفتاةِ فإذا هي ماضِيةٌ في طريقِهَا ... َبلْ إن سرعتها في المشي تلكَ و عدمَ توقُّفها لِلَحظةٍ هو ما فَاقم تلكَ السَّقطة المؤلمة ... قلت في نفسي ما بالها؟ ... "و انتهى الحِلمْ على كِده" (كما يقول المصريون في حصص تفسير الأحلام -ابتسامة ضاحكة-)، استفقت من حلمي فشعرت بألم تلك السقطةِ.. قُلْتُ لَها تبّا لكِ من كلّ قَلْبِي!
السلام عليكم و رحمة الله
كنت أسير في الطريق واضعا يدايَ في جيب السروال.. مبتَسِمًا لا يبدُو عليَّ أثر المللِ أو الإحباط اللَّذان لازماني طيلة المدّة .. فجأة أفزعني صوتٌ قادم من الخلف توقفتُ في الآنِ ،و قد تصلّبَتْ فرائسِي و ثبتَتْ بينما دماغي قد هاج و اضطرب بالأسئلةِ .. ماللَّذي يمكن أن يكُونَهُ هذَا ؟ و إنْ كانَ ما يكونُ لمَ استوقفني بهذه الطريقَة؟ وإنْ تقَبّلتُُ هذَا أنْ لا بأسَ فِي الأمرِ.. ماللذي يريدهُ مني؟ ثلاث تساؤلاتٍ عدَدْتهَا، و قبل إتمَام الرّابع قال لي الصوتُ:'امتحان اليوم يحتوي في تمرينهِ الأولِ على حسابِ الشّبكات' التفتُّ لمصدر الصوتِ فوقعتْ عيناي على ما علمتُ أنَّهُ أستاذٌ يدرّسني.. قلتُ في نفسِي لِنفْسِي " آه هكذا إذن أنا ذاهبٌ لأجتازَ امتحانًا .. " صدّقتُ الأمر مباشرةً و أقنعتُ نفسي بهِ .. ثمّ تصرّفت بمَا يبدُو عليَّ مِنهُ أنني مُستغرقٌ في الأمرِ مستوعبٌ إياهُ ثم أردفت قائلا:"لكنْ هذا المجال درسناهُ السنة الماضية، فلِمَ قدْ أَجدُه في امتحانٍ لهذه السنة؟" أجابني إجابةً غير مُقنِعةٍ ... و لأكون صادقًا إِجابةً غبيّة لا تختلف كثيرًا عن إجاباتِ الأساتِذة الَّلذين درسوني هذه السّنةَ ، تذكّرتُهمْ فسكتُّ حتَّى أحَافظ على مِزاجيَ الجيِّدَ و علَى يومِه الَّلذي كان يبدُو سَعيدًا ،سكتُّ و أنا أنظرُ إليه بأعينِ تبحثُ عمَّا تفعلُه...ثمّ قُدتُ ناظريّ بعيدًا عنْه ثمّ انتَهى بِهما المطافُ إلى الأرضِ... النَّظر إلى الأرض يزيد مِن التركيزِ و صفاءِ التفكيرٍ ، قُلتهَا لنفسي حتى أنسى أمرهُ ... ثُم استرسلتُ قائلا لهَا سائلا إيّاها: ماذا بعدُ ؟ أجاب الجهاز العصبيّ: "سٍرْ من فضلك منذ نصفِ ساعةٍ و أنا أنتظر الإشارة".. كنتُ على وشك الخصام مع الأستاذ على غير العادة و تجاوزت ذلك بسهولةٍ ... لكن أجهزتك الحيويّة تأبَى إلا أن تخاصمك ..و أينَ المفرُّ... ابتلعتُ ذلك و صفحتُ عن ذلك الجهاز العصبيّ لأنَّ السَّعادة تكمنُ لا ريْبَ في التعايش السِّلمي و الصّفحِ...، ثمَّ مضيت قُدماً أفكِّر في هته المصيبة ... أنا مُقدِمٌ على امتحانٍ لم أُراجِعْ مجالا كاملا فيه و لا حتّى مقدَارَ نقيرٍ من هُرائِه ... لا ليس هراءًا إنّما هو علمٌ...أُفٍّ لك أيتها الأفكار اسكتِي عن جِدالِ بعضِك و هاتِ ما قدْ يُفيدُ صاحبكِ ... ماالعملُ؟ أحيانا عندما لا يَكونُ بالأمرِ حيلةٌ وَ عندما يُشكِلُ الأمر و يصِلُ لنطاقٍ لا يُطيقُهُ العقلُ يَتوقَّفُ العقْلُ عنْ طرحِ الأسئِلةِ، و يتوقَّفُ عِندَ آخرِ أمرٍ فكّرَ بيه مُستريحًا عندهُ ... أجل فقد لاحظتُ أنَّ عَقلِي تعِبَ فِي حينِ أنَّ ساقايَ لاتزَالا تعْملاَنِ ، فأنا أسير منذ مدَّةٍ ... أسيرُ في رواقٍ بعُرضِ ثلاثِ أمتارٍ تقريبًا، يحدُّه من اليمين ساحةٌ من الكراسي و من اليسار انحدارٌ بحدّةِ ثلاثينَ درجةً تقريبا عن الأفق ، مزروعٌ هو الآخرُ بالكراسِي، لمْ أكن أسيرُ لِوحدي فقدْ كانتْ هنالك حركةُ لأناسٍ قادمين و آخرينَ يسيرونَ مع اتجاه سيري كنت أتأمل جهتي اليُسرى فقد احسست أن الكَّراسي التي وصفتها بالمزروعةِ كانتْ مثبّتة بشكل غريبٍ... لِمَ هي كذلك؟ لم يأتِ خاطري بافتراضٍ مُقنعٍ .. دَعْ عنكَ هذا... عُدتُ بِناظريَّ للأرض لأفكّر بصفاءِ بعيدًا عن المشتِّتات...تَغييرُ جهةِ الرّؤيةِ يتخلّلها غلقٌ للأعينِ دونمَا شعورٍ... فهذا يُعطي استقرارًا أفضل لجهاز الرُّؤيةِ بفَصْلِ المَشهدِ السَّابقِ عن القادمِ... بينمَا أدرتُ رأسي للأمامِ شعرتُ بانغلاقِ عينِي ...لا أدري لِمَ أجد دماغي يُركِّزُ في أبسط الأمورِ و دقائِقهَا و لا تَفاضُلَ في الأولوياتِ لديْهِ ...' كلُّ شيئٍ مهمٌّ ' يقولُ ! دَعك من هَذَا فأنَا في الأصل متعبٌ ... زمنٌ مضى و أنَا أسيرُ ناهيك عنِ الإمتحان الَّلذي نزل مِنْ أينَ لا يعلمُ عنهُ أحدٌ ... في أجزاء الثانية اللَّتِي تسبقُ استواءَ رأسي أمامي ناظٍرًا إلىَ لأرض .. لم أرَ هتهِ الأرض قطُّ، بل شيئًا مَّا يبدو مألوفا كأنَّهُ إزارٌ أو ما شابَه ذلكَ .. بشكلٍ آلي نظرتُ يُمنةً و يسرةً على مسافةِ نصف ذراعٍ تقريبًا من النقطة التي ظننتها الأرضَ في أوّل الأمرِ، لِأجمعَ معطياتٍ أكبر قد تفيد دماغي في التعرّف على ماهيةِ الأمرِ ، و بالفعل نَجح الأمرُ فعلى يميني كان ما يشبهُ فتاةً متجلببة .. 'آه حسُنَ ، إذنْ ذلك الإزارُ يعود اليهَا' يقولهَا عقلكَ في جزءٍ من الثانية بينما يعطي الأمْرَ للأعين أن تعود لوضعها الطبيعي و تنظُر أمامها... لكن انتظر هذه المعلومة لاُتفسِّرُ الامرَ... قالها دماغي مُجدَّدًا ، و مرّةً أخرى، أعادَ في الجزء من الثانية التالي عيْناي لتجمع أكثَر المعلوماتَ عَلَّ الامر يتّضحُ ... مسكينٌ دماغِي وَ جهازُ الرؤية لَدَيَّ... اعملا كان الله في عونكما المهمّ ألاَّ تتخاصمَا... الآن بانَ الأمر: مرّتْ فتاةٌ متجلببة بجانبِي عكْسَ اتجاهِ سيري، تبدو مستعجلة و تلبس جلبابا رمادا طويلا جدا لكن الغريب في الامر ان هذا الجلباب لا يعترف بقوانين الفيزياءِ ، فَالجلبابُ الطويل لا يتجرجرُ خلفهَا بينما هي تسير، بل بجانبها و ليسَ هذا فحسب فهُو يتجرجر في الجهةِ اللتي أسيرُ عليهَا .. الآن انجلى الأمر كلُّه و بعد أنِ استغرق الأمر ثانية لفهْمِ الحالةِ ... كان دماغي قَدْ ضيَّع منَ الوقْتَ ما يكفي لفهْمِ كيفيةِ الخروج منهَا، وَ أنا أخطو دخلتْ قَدمي في احدى تلابيب ذلك الجلباب ... حاولتُ سحبها لكن هيهاتَ لم يعد ذلك ممكنا الآن، تعرقلَتْ القدمُ الثانيةُ أيضا.. تخبّطْتُ وَاقفا مُحاولًا الحفاظ على وقوف بدنِي لكنْ لم أستطِعْ ضبْطَ توازني ... و في النهايةِ سقطتُ بين تلكَ الكراسِي بشكلٍ مؤلمٍ على ظَهري ... كانَ المَكانُ مُشبعًا الغُبار .. بقيت لثانيتيْنِ أو ثلاثٍ على ظهري محاولا استيعابَ الأمرِ ... كانتِ السّماء زرقاءَ معَ بعض السُّحُب العَابرةِ .. تساءلْتُ في حيرةٍ، أين الشّمسُ؟ ...لكن انتظِرْ ، منذ متى أبحثً عن الشّمسِ؟ ثُمَّ ليسَ هذا مَا كنتُ أحاولُ فهمهُ بلْ مالّلذي حصلَ... قلتُ في نفسِي لنفسِي أنتِ مُحقّة .. سأحاول فهم مَاللذي حصَلَ... لكنْ تساءلتُ مِنْ أيْنَ أبدأُ؟ "أفٍّ لكَ" أَجابتْ نَفسِي .. أنْتَ لَمْ تَستوعِبِ الأمْرَ مُعْتدلًا أَتظنُّكَ تَفهمهُ مستلقيًا ؟ "إِيْيْيْهْ كم أنت ذكيّة يا نفسِي لكن احذري .. لستُ غبيًّا" أجبتُ نفسي ثمَّ نهظتُ ببطئِ حتى لا أحس بأي آلاَمٍ مُحتملة.. نَظرْتُ جِهة تلك الفتاةِ فإذا هي ماضِيةٌ في طريقِهَا ... َبلْ إن سرعتها في المشي تلكَ و عدمَ توقُّفها لِلَحظةٍ هو ما فَاقم تلكَ السَّقطة المؤلمة ... قلت في نفسي ما بالها؟ ... "و انتهى الحِلمْ على كِده" (كما يقول المصريون في حصص تفسير الأحلام -ابتسامة ضاحكة-)، استفقت من حلمي فشعرت بألم تلك السقطةِ.. قُلْتُ لَها تبّا لكِ من كلّ قَلْبِي!