زيان.
2017-02-06, 22:56
لمّا دخلتُ وتجاوزتُ مركز الشرطة وكذا مكتب الإستقبال وبعد أن قدّمت نفسي وملفّي بأنّه غدا لي موعد عندكم مع طبيبي المختص لإجراء عملية جراحية على مستواكم ، كان لي ترحيب من طرفهم وبالفعل تمّ توجيهي إلى غرفة الإستشفاء رقم 06 دخلت فسلمت على أفرادها الذين هم في حقيقة الأمر مرضى إستشفاء ..عرّفتهم بنفسي ثمّ وضعت حقيبتي في الخزانة الجدارية للغرفة ، ماهي إلا نصف ساعة حتى أذّن المؤذّن لصلاة المغرب طلبت سجاّد من رفقائي في الغرفة وسألت عن اتجاه القبلة وعند إتمامي للصلاة بعد
التسليم إذ أنا بإمرأة عند رأسي في حدود الستينات من العمر منكسرة الخاطر في حزن ثقيل تقول لي : ولدي من فضلك قد لفت سمعي جمال صوتك وتجويدك للقرآن وقد بحثنا في كافة أرجاء الجناح على شخص يحفظ القرآن فلم نجد وإنّ لي أخا شيخا مريضا في آخر لحظات عمره أي الغرغرة وأريدك أن تقرأ عليه القرآن وتُشهّد له ،وأضافت بأنّ الممرض لايفقه مثل هذه الأمور..
أجبتها بنعم أمّاه أنا قادم معك ولمّا دخلت عليه انفطر قلبي لرؤيته في تلك الحالة وزوجته وأخته مندهشتان للمنظر وهو فاقد الوعي ونبض قلبه متسارع ويرتجف عن آخره ،قالت لي زوجته منذ ثلاث ليال وهو على ذلك الحال، قرأت عليه ما تيسّر من القرآن وكبّرت الله في أذنه ورحت أذكّره بالشهادة لكنّه لم يستجب المسكين ..
بقيت معه على ذلك الحال أزوره وأرجع غرفتي إلى أن جاءني الممرض الساعة الثانية صباحا في فزع أسرع إنّ أخته تستدعيك
إنّه يُحتضر أسرعت وقد كنت تناولت قرصاً مخذّرا أوّليا يساعدني على التخذيرفي الصباح الموالي للعملية الجراحية بطلب من الممرض المناوب الليلي، وأنا في تثاقل وتمايل وضعت يدي على جبينه ورحت أأذن في أذنه وأذكّره بالشهادة لكن،لم تكن تلك آخر
لحظة من عمره..جاء الطبيب المناوب قال لذويه أدعو له بالرحمة والغفران وغادر ،وأنا جالس بالقرب من الشيخ ، ثم طلب منّي الممرض أن أذهب وأنام لأرتاح قليلا لأني غدا سأتعب بعد العملية ، ذهبت طلبت منه أن يستدعيني متى شاء الله أن يقبض روحه
لكن ....
لكن ....لا..أعلم ...كيف ..أكتبها ...لأني ...أريد ...أن يرجع الزمن بي للوراء لـ .....
المهمّ..لم أفق حتى صباح الفجر للصلاة وإذ أنا بصوت لقد مات الشيخ لقد فاضت روحه ...سألت الممرض في انكسار وحزن
متى رحمه الله ؟ قال لي في الرابعة صباحا ..قلت له ولما لم تنهضني ؟ فقال لي لقد كنت في تعب وتوجب أن أتركك ترتاح
للعملية...سكتّ ثمّ ذهبت إليه وهو ممدّد تحت غطاء أبيض وقد ربطت زوجته ذقنه مع رأسه بضماد لتُغلق فمه المسكين لأنّه فارق الحياة وفمه مفتوحا شاخص البصر للسماء...
قلت لها تُوُفِّيَ المسكين أجابت بنعم ،قلت أعظم الله أجرك ومن ثمّ غادرت الغرفة بعد أن قبّلتُ جبينه ودعوت له بالرحمة ..
وبعدها بقليل أُستدعيت لقاعة الجراحة لكن لم أبالي وأنا في انكسار وحزن على ذلك الشيخ ولما ستؤول له حياتي وحياتك أنت يامن تقرأ هاته الأسطر وكذا أنتِ وكلّكم..
اللهَ أَسألُ أن يُحسِن خواتيمنا ويرحمنا في حياتنا وعند مماتنا وفي قبرنا ويوم البعث والحساب..
أردت هاته يومياتي ضمنكم ...فأرجو المعذرة إن أحزنتكم معي .....سلام
التسليم إذ أنا بإمرأة عند رأسي في حدود الستينات من العمر منكسرة الخاطر في حزن ثقيل تقول لي : ولدي من فضلك قد لفت سمعي جمال صوتك وتجويدك للقرآن وقد بحثنا في كافة أرجاء الجناح على شخص يحفظ القرآن فلم نجد وإنّ لي أخا شيخا مريضا في آخر لحظات عمره أي الغرغرة وأريدك أن تقرأ عليه القرآن وتُشهّد له ،وأضافت بأنّ الممرض لايفقه مثل هذه الأمور..
أجبتها بنعم أمّاه أنا قادم معك ولمّا دخلت عليه انفطر قلبي لرؤيته في تلك الحالة وزوجته وأخته مندهشتان للمنظر وهو فاقد الوعي ونبض قلبه متسارع ويرتجف عن آخره ،قالت لي زوجته منذ ثلاث ليال وهو على ذلك الحال، قرأت عليه ما تيسّر من القرآن وكبّرت الله في أذنه ورحت أذكّره بالشهادة لكنّه لم يستجب المسكين ..
بقيت معه على ذلك الحال أزوره وأرجع غرفتي إلى أن جاءني الممرض الساعة الثانية صباحا في فزع أسرع إنّ أخته تستدعيك
إنّه يُحتضر أسرعت وقد كنت تناولت قرصاً مخذّرا أوّليا يساعدني على التخذيرفي الصباح الموالي للعملية الجراحية بطلب من الممرض المناوب الليلي، وأنا في تثاقل وتمايل وضعت يدي على جبينه ورحت أأذن في أذنه وأذكّره بالشهادة لكن،لم تكن تلك آخر
لحظة من عمره..جاء الطبيب المناوب قال لذويه أدعو له بالرحمة والغفران وغادر ،وأنا جالس بالقرب من الشيخ ، ثم طلب منّي الممرض أن أذهب وأنام لأرتاح قليلا لأني غدا سأتعب بعد العملية ، ذهبت طلبت منه أن يستدعيني متى شاء الله أن يقبض روحه
لكن ....
لكن ....لا..أعلم ...كيف ..أكتبها ...لأني ...أريد ...أن يرجع الزمن بي للوراء لـ .....
المهمّ..لم أفق حتى صباح الفجر للصلاة وإذ أنا بصوت لقد مات الشيخ لقد فاضت روحه ...سألت الممرض في انكسار وحزن
متى رحمه الله ؟ قال لي في الرابعة صباحا ..قلت له ولما لم تنهضني ؟ فقال لي لقد كنت في تعب وتوجب أن أتركك ترتاح
للعملية...سكتّ ثمّ ذهبت إليه وهو ممدّد تحت غطاء أبيض وقد ربطت زوجته ذقنه مع رأسه بضماد لتُغلق فمه المسكين لأنّه فارق الحياة وفمه مفتوحا شاخص البصر للسماء...
قلت لها تُوُفِّيَ المسكين أجابت بنعم ،قلت أعظم الله أجرك ومن ثمّ غادرت الغرفة بعد أن قبّلتُ جبينه ودعوت له بالرحمة ..
وبعدها بقليل أُستدعيت لقاعة الجراحة لكن لم أبالي وأنا في انكسار وحزن على ذلك الشيخ ولما ستؤول له حياتي وحياتك أنت يامن تقرأ هاته الأسطر وكذا أنتِ وكلّكم..
اللهَ أَسألُ أن يُحسِن خواتيمنا ويرحمنا في حياتنا وعند مماتنا وفي قبرنا ويوم البعث والحساب..
أردت هاته يومياتي ضمنكم ...فأرجو المعذرة إن أحزنتكم معي .....سلام