المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غضب بسبب وفاة شقيق المتحدث باسم حماس


المعزلدين الله
2009-10-14, 22:56
مصر: غضب بسبب وفاة شقيق المتحدث باسم حماس ونواب 'الاخوان' يطالبون باعتذار للشعب الفلسطيني
حسام ابوطالب


14/10/2009

http://www.alquds.co.uk/today/14qpt31.jpg

القاهرة ـ 'القدس العربي' تفاقمت أزمة وفاة يوسف أبو زهري شقيق سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة 'حماس' يوم الاثنين في سجن برج العرب شديد الحراسة، في القاهرة والعديد من المحافظات وانتاب المواطنين تأثر شديد بسبب الرحيل الغامض للناشط الفلسطيني ودعت قوى عديدة الى ضرورة الكشف عن الظروف التي واجهها أبو زهري خلال وجوده في المعتقل والأسباب التي دفعت لعدم تقديمه للمحاكمة.
وفي سياق متصل علمت 'القدس العربي' أن شخصية بارزة في قمة النظام طلبت تحقيقاً حول الموضوع برمته وصدرت الأوامر من جهة أمنية سيادية بفتح تحقيق عاجل حول ملابسات الوفاة، في ظل شكوك في رواية وزارة الداخلية المصرية حول أسباب وفاة المعتقل الفلسطيني.
وطلبت تلك الجهة الأمنية تقرير الصفة التشريحية للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، وإذا ما كانت الوفاة بسبب نزيف في المخ، أم نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وفشل كلوي وكبدي كما تردد.
وعلمت 'القدس العربي' ان مخاوف حقيقية تعتري مسؤولين كبارا وأجهزة سيادية أن يخيم الموضوع بظلاله على العلاقة بين حماس التي تقوم بدور حيوي في حفظ الأمن المصري على البوابة الشرقية وبين النظام المصري الذي يدرك جيداً أن قطيعة مليوني فلسطيني ليست في صالح الدور المصري الذي يسعى النظام لأن يكون حاضراً بقوة فيه.
وفي سياق متصل طالبت الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري، السلطات المصرية بالتحقيق في حادث وفاة يوسف أبو زهري شقيق القيادي الفلسطيني سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية 'حماس'، وتحويل المسؤولين إلى محاكمة عاجلة، واعتبرت الكتلة أن ما حدث يتعلق 'بسمعة مصر' ومكانتها على الصعيد الإقليمي والدولي، ويحرج مصر أمام منظمات حقوق الإنسان.
وأكدت الكتلة في بيان لها مساء أمس، على ضرورة تقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني الذي يضع ثقته في مصرنا الحبيبة ولا يتوقع أن يحدث هذا من قبل الأشقاء. كما أعربت عن إدانتها لقيام أجهزة الأمن بتعذيب أبو زهري(حسب البيان)، الذي اعتقل أثناء عبوره للأراضي المصرية نهاية نيسان/إبريل الماضي، حيث أدخل أحد السجون المصرية، مما أدى إلى وفاته متأثرًا بجراحه، على حد قول البيان.
وقالت الكتلة البرلمانية في بيانها، إن وفاة أبو زهري تمثل مخالفة صريحة لكافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، التي تجرم تعذيب المعتقلين وتعريض حياتهم للخطر، لأنه يمثل جريمة في حق مصر، التي يفترض بها الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من جراء الحصار الصهيوني المفروض عليه منذ عامين وأكثر، وأن ذلك من شأنه أن يؤثر على الدور المصري في عملية السلام، ويعرقل المساعي المصرية الخاصة بالمصالحة الفلسطينية، إذ يعكس ما حدث انحيازا مصريا ملحوظا لإسرائيل وللسلطة الفلسطينية على حساب حركات المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس ومن ينتمي إليها.
وأخيراً طالبت الكتلة في بيانها بضرورة الإفراج عن باقي المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون المصرية دون أي محاكمة، وتعتبر ما حدث عائقا أمام مواصلة السير في طريق المصالحة، ولم الشمل الفلسطيني وإزالة الخلافات البينية والانطلاق نحو تنمية وتحديث المجتمع الفلسطيني الذي مزقته الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة.
يأتي ذلك في ظل حالة القلق من أن تؤدي وفاة شقيق المتحدث باسم 'حماس' إلى عرقلة صفقة تبادل الأسرى المزمعة بين الحركة وإسرائيل، والتي تقوم فيها مصر بدور الوساطة حيث تسعى لإتمام تلك الصفقة خلال الأيام القادمة.
وكانت 'حماس' أصدرت بيانًا اتهمت فيه وزاره الداخلية المصرية بتعذيب شقيق المتحدث الرسمي باسمها حتى توفي متأثرا بجراحه، كما وجهت الحركة انتقادا للوزارة لعدم إبلاغها بالخبر لحظة الوفاة، حيث تم الإبلاغ عنه في اليوم التالي.
وقال سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حماس في تصريح لـ 'المركز الفلسطيني للإعلام' إن شقيقه يوسف (38 عاما) توفي 'نتيجة التعذيب الوحشي في سجن برج العرب'، مشيرًا إلى السياج الأمني المشدد الذي فرضته قوات الأمن حول السجن طوال فترة اعتقال شقيقه.
وأضاف أبو زهري أن شقيقه تعرض لتعذيب وحشي في السجن على أيدي ضباط أمن الدولة ما أصابه بنزيف حاد، مؤكدًا أن الأمن منع نقله إلى المستشفى إلا بعد أن وصلت حالته الصحية إلى مرحلة حرجة.
وتابع: 'تم نقله إلى أحد المستشفيات المصرية الخاصة، وأجريت له عملية إسعاف أوَّلي فقط ثم أعيد مرة أخرى إلى السجن في حالة سيئة للغاية إلى أن أُعلن عن وفاته يوم أمس الأول الاثنين دون أي إعلان من قِبَل السلطات المصرية'.
وأشار أبو زهري إلى أن شقيقه يوسف اعتقل أثناء عبوره إلى الأراضي المصرية في نهاية نيسان (أبريل) الماضي؛ حيث ألقت قوات الأمن المصرية القبض عليه دون أية تهمة ثم أخضعته للتحقيق القاسي.
لكن اللواء حمدي عبد الكـــريم المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية نفى أن يكون يوسف أبو زهري 'توفي من جراء التعذيب'، مؤكدا أن الوفاة طبيعية بسبب هبوط في القلب، وأن الوزارة لديها تقارير طبية رسمية تؤكد أن السجين كان يعاني من أمراض مزمنة منها الالتهاب الكبدي الوبائي وان الوفاة نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وأزمة قلبية.
فيما ذكر مصدر أمني مصري أنه 'تم نقل أبو زهري إلى مستشفى السجن في 30 ايلول (سبتمبر) الماضي وتوفي أول أمس الاثنين'، وقال مصدر آخر في تصريحات صحافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء ان وفاة أبو زهري طبيعية وناتجة عن انخفاض حاد في ضغط الدم وارتفاع في الأملاح واليوريا.
وتقول مصادر أمنية مصرية إنه تم القبض على يوسف أبو زهري في حزيران/يونيو الماضي في مدينة العريش الذي دخلها عبر احد الأنفاق في نيسان (أبريل) الماضي خلال مداهمات أمنية للبحث عن أعضاء ما أطلق عليها خلية 'حزب الله'، وظل لفترة مراقبا خلال مدة إقامته في أحد منازل العريش قبل أن يتم القبض عليه هو وصاحب المنزل من قبل مباحث أمن الدولة.