المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التّعريف بفنّ القصّة


صَمْـتْــــ~
2009-10-11, 20:19
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للتّعريف أكثـر بهذا الفنّ الأدبي،
اخترتُ لكُم هذه الفُسحة التي تحتوي على معلوماتٍ قيّمة..
لـلأمانة:

هذا الموضوع بِقلم الأديب والقاصّ:
"روان علي الشّريف"
أرجو الاستِفادة للجميع.
،،،،،

القـصة
عمل أدبي: يصور حادثة من حوادث الحياة أو عدة حوادث مترابطة، يتعمق القاص في تقصيها والنظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية خاصة مع الارتباط بزمانها ومكانها وتسلسل الفكرة فيها وعرض ما يتخللها من صراع مادي أو نفسي وما يكتنفها من مصاعب وعقبات على أن يكون ذلك بطريقة مشوقة تنتهي إلى غاية معينة.

تعريفها:

يعرفها بعض النقاد بأنها:

حكاية مصطنعة مكتوبة نثرا تستهدف استثارة الاهتمام سواء أكان ذلك بتطور حوادثها أو بتصويرها للعادات والأخلاق أو بغرابة أحداثها.

الأنواع القصصية:

1- الرواية:
هي أكبر الأنواع القصصية حجما.
2- الحكاية :
وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.
3- القصة القصيرة:
تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون غالبا أقل من ساعة ( وهي حديثة العهد في الظهور).
4- الأقصوصة:
وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.
5- القصة:
وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.

عناصر القصة:
الموضوع ..*.. الفكرة ..*.. الحدث ..*.. الحبكة..*.. البيئتان الزمانية والمكانية..*.. الشخصيات ..*.. الأسلوب واللغة..*.. الصراع ..*.. العقدة والحل
1- الموضوع:

يختار القاص موضوعه من :

أ- تجاربه . متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،
ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .
ج‌- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .
د - من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .
هـ - من الوثائق .

2- الفكرة ( فكرة القصة):

هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة .
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في هاوية الوعظ والإرشاد .

3- الحدث:

هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها ، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتغدو قريبة من الواقع .

تصميمات عرض الحوادث :

تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
1- .النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني سببي .
2.الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية .
3. الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها

4-الحبكة:

هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.والحبكة تأتي على نوعين هما:
1.الحبكة المحكمة : وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
2. الحبكة المفككة : وهنا يورد القاص أحداثا متعددة غير مترابطة برابط السببية ، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
5- البيئتان الزمانية والمكانية:
البيئة المكانية :هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث ، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات .
البيئة الزمانية :هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث .

6- الشخصيات:

1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.

أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور

1.شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
2.شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .

الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:

1.الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2. الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها .

7- الأسلوب واللغة:

1.السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية .
وله ثلاث طرق :
-الطريقة المباشرة : ويكون الكاتب فيها مؤرخا.
- طريقة السرد الذاتي : وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة ، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم .
- طريقة الوثائق : وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات .
وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات .

8-الصراع:
هو التصادم بين إرادتين بشريتين
نوعا الصراع
1.خارجي : بين الشخصيات .
2.داخلي : في الشخصية نفسها.

9- العقدة والحل:

تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟
ليس من الضروري ذلك ، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله.
ــــ
بِقلم/ روان علي شريف

زيتوني محرز
2009-10-12, 11:46
شكرا على إتاحة هذا الحيز للتعبير الصادق والحر والذي يحول بالفعل بين الأدب القصصي والخواطر ، ويسمح بالتعبير والإبداع دون قيد او شرط ........
دمت راعية للجديد المتجدد
ومع أول قصة قصيرة أبعثها لكم : دموع وقضبان .... تقبلوا أصدقاء المنتدى كل تحياتي .

ساجدة الروح
2009-10-12, 20:35
دوما تتحفينا بأفكارك النيرة
فن القصة فن جدير بالإهتمام لذا أو د أن أضيف بعض الايضافات البسية الى ماتفضلت به من قلم الأستاذ روان علي شريف
الاتجاهات العامة للقصة:
1-القصة الرومانيسة:تعتمد على الحوار الذاتي والخيال الحزين والاتجاه ألى الطبيعة ومظاهر جمالها
2-القصة الواقعية:تؤخذ أحداثها من الحياة العملية
3-القصة التاريخية:تؤخذ أحداثها من التاريخ
4-القصة الاجتماعية:تنقد العادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية
5-القصة التحليلية النفسية:تركز على شخصية نادرة بالتحليل والتفسير
6-القصة البوليسية:تعتمد على الرائم ووسائل كشفها ومقاومتها ويُهتم فيها بتصوير المغامرات والفجآت
7-القصة العلمية:تدور حول الاكتشافات والاختراعات

زيتوني محرز
2009-10-12, 20:39
دمـــــــــــوع و قضبــــــــــــان


أه ,, أه,, يتهالك على الأرض , يتطحلب على أديمها , أنفاسه تتردد بسرعة , عينان تبحثان عن مكان للاستقرار , تتداخل الجدران , تضيع أطر اللوحات الزيتية التي زينت جدران القاعة
-أنا بريء ,, أنا بريء ...-
ينظر في وجه امرأة عجوز يغرق الدمع و جنتيها , يصرخ بأعلى صوته, صراخه يمزق صمت المكان , إرتعاشة قوية تهز أعماقه , شيء ما يدعوه للتقيء ليفرغ كل شحنته الملتهبة , قوى خفية تدعوه للبكاء ,, وحيد الآن و لا سند له , أعاد تأمل القاعة من جديد , كل الوجوه أعتاد رؤيتها , حتى في مثل هذا الموقف يبتسمون :/ يالها من ابتسامات صفراء فقدت الحياة !! / , صوت يقرع مسامعه , يمزق نياط القلب :/ أنت مجرم خطير , لابد أن تعاقب .../ تضيق القضبان , تنقبض شرايين القلب عنوة , فيصرخ :/ أنابريء ../, ينظر ثانية في الجموع الحاشدة التي جاءت تتسلى بمأساته ,,/ أنتم السبب , كم ضحكتم على ضعفي ,, و دفعتموني إلى هذا المصير المشؤوم !! / .
صمت رهيب يلف المكان , دافع غريب يحثه على فرض كيانه على بلاط القاعة , يتشبث بالقضبان الحديدية التي أحاطت به , لم يعد قادرا على مقاومة الضعف, تموت الصرخة بداخله , كم من صرخة كتمها طوال السنوات الماضية ؟! , ينفتح الباب الخارجي , تغادر الجموع القاعة في سرعة عادية , يقوده شرطيان إلى الخارج ,, ريح باردة ينفد إلى أعماقه عنوة ,, مد أليا يده فأغلق أزرار سترته التي جمعها إلى صدره ,, سار يجر قدميه جَرًا، دفعه الشرطيان ليستقر جالسا داخل – سيارة الشرطة - , تتناثر الأتربة وراء عجلات السيارة المنطلقة ،، إلى أين يحمل هذا الجسد المنهوك القوى ؟! ينظر في الوجوه الفضولية التي ودعها مرغما ،، تزاحمه الذكرى فيترك لها العنان لتعود به إلى أرشيف الحياة ....
/ كانت الحياة فتاة حسناء ضحكت من ضعفي و انقيادي لقوانينها دون روية وبعد نظر، خضعت لنواميسها التي لا ترْحم فرمتني في دواليبها كما ترمى فضلات السادة ، فعشت أقتات من جسدي و أنهش من كبريائي الجريح ، و لكن لنبدأ من الأول :
عرفت – الحرز – و أنا صغير ، كانت له نكهة خاصة عندي ، وضعوه في ثيابي وتحت وسادتي ، علّقوه في قطعة قماش مطرزة و ألصقوه في الجهة اليمنى من صدري ، فانتقل تأثيره مع دفعات الدم القاني إلى كل خلايا جسدي لتبني كيانا جديدا يقدس – الحرز – و لا يرى منه فكاكا ، علموني أن الغول سيأكلني إن فكرت – مجرد التفكير – في نزعه ، و صدقت كل كلمة سمعتها ، عبثوا بمشاعري ورموني في أتون الحياة مكسور الجناح منهوك القوى فقدت اتصالي بالعالم الخارجي، عشت في غرفتي غالقا على نفسي الأبواب ، كنت أخاف حتى من النسمة الباردة التي تزورني من النافذة ، أتخيلها شيطانا يأخذني إلى بلاد الموت الأحمر أو إلى جزر –الواق واق- أو على اقل تقدير إلى الدنيا التي وصفوها لي بأنها تمتص دماء البشر ثم ترميهم جيفا فارقتها الحياة ..
بكيت كثيرا , و ما عساني أن افعل ؟! ندبت حظي العاثر ، لعنت مولدي، حاولت الانتحار ولـكن كيف .... ؟! و كل الأبواب مغلقة دوني ؟!.
و كان إن غافلت زوج أمي و فررت إلى الخارج ، إلى – قتّالة الأرواح – كما سمعت عائلتي تسميها ، و اقتربت من جسر المدينة ، تشبثت بأحد أعمدته ، حركة الموج العنيفة تهز كياني المكدود هزا ، صورة الحرز تتراقص أمام ناظري ، يقهقه من غبائي وخجلي ، تعلقت بأعلى السور ، علّي أن أقفز و سينتهي كل شيء و يطوى الفصل الأخير من هذه المأساة .. لكني في لحظة أبصرت من خلال الموج صورة والدتي طريحة الفراش فأشفقت عليها من الصدمة التي ستقضي لا محالة على ما تبقى من عمرها ، أشفقت على جسدي المظلوم الذي لم يذق طعم الحياة بعد .../ جسدي ،، مسكين أنت ستسكن بعد حين أعماق الماء ، عزائي الوحيد إني قدمتك هدية للحياة ..مسكين أنت بعد حين تفارقك الروح المتمردة و تبقى وحيدا فريسة سهلة للأسماك! !.../ ولم أدرك موقفي إلا و الناس تحيط بي ،، ترجوني أن أحجم عن هذا الفعل ، ورضخت لإلحاحهم و أنا أحمل بين أضلعي جرحا غائرا، و أسماك النهر تضحك من ضعفي و انخذالي ،، و روحي تزمجر : / لا أريد العودة إلى ظلام الغرفة و سيطرة الحروز ، لا أريد ،، أريد أن أبقى في النور ،، أريد ../ وعدت إلى المنزل متخفيا كما خرجت ، و بقيت في غرفتي أياما حسبتها أعواما ، و في كل يوم يمر أزداد إصرارا على التحدي و ليكن ما قدر الله وشاء...
و تعلمت كيف أتسلل من الغرفة و كيف أعود دون علم أحد من أفراد عائلتي .. وواصلت على نفس الوتيرة و رأيت الحياة على عكس ما وصفوها لي ،، جميلة حسناء ، بحثت عن الغول في الأزقة الضيقة بل كنت أتعمد العودة ليلا ووحيدا لعليّ أعثر على أحد – العفاريت – لأوقع معه صلحا ،، و بحثت عن ضالتي فلم أعثر على شيء ، فعاد الاطمئنان إلى قلبي ، وفقدت – الحروز – ذلك التأثير العجيب على كياني رغم بقائها معلقة في كل مكان من غرفتي ..
وهكذا تمر الحياة تنهب الأرض نهبا ،، وكوّنت صداقات متنوعة في غفلة عن أهلي ،، وكان إن التقيت بأحد الشبان ، كان جريئا و حيويا، تعلمت منه الشجاعة وعدم الخوف والرهبة من أحد ، وكذلك تعلمت منه كيف أكسب – الدرهم و الدينار – دون تعب ونصب ، ترددت في الأول ، رأيت – الحرز – وظلام الغرفة خيرا لي من هذا المصير !! .
وكما يقولون – الحاجة أم الاختراع – كنت محتاجا لبعض – الدينارات – ثمنا للسجائر وقطع الحلوى ،، فمددت لي لأول جيب ثم الثاني والثالث وهكذا ... ووجدت نفسي وصديقي في قبضة الشرطة ، فاعترفت بكل ما بدر مني و...../
اهتز كيانه مع توقف – سيارة الشرطة – فعاد إلى واقعه ،، مسح عينيه ، عدل من وضع سترته ، تقدم مع الشرطيين إلى – مركز إعادة التربية – واحتواهم المكان .

ساجدة الروح
2009-10-12, 20:48
يسعدني ان اكون اول من اتطلع على قصتك
لكن القصة تحتاج الى القراءة المتعددة والمعمقة حتى نقوى على كشف خباياها وقراءة ما بين سطورها
طبعا هذا في ما بعد لاني الان مستعجلة فقط اردت ان اكون اول مشجع لك
تحياتي

صَمْـتْــــ~
2009-10-12, 22:02
دوما تتحفينا بأفكارك النيرة
فن القصة فن جدير بالإهتمام لذا أو د أن أضيف بعض الايضافات البسية الى ماتفضلت به من قلم الأستاذ روان علي شريف
الاتجاهات العامة للقصة:
1-القصة الرومانيسة:تعتمد على الحوار الذاتي والخيال الحزين والاتجاه ألى الطبيعة ومظاهر جمالها
2-القصة الواقعية:تؤخذ أحداثها من الحياة العملية
3-القصة التاريخية:تؤخذ أحداثها من التاريخ
4-القصة الاجتماعية:تنقد العادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية
5-القصة التحليلية النفسية:تركز على شخصية نادرة بالتحليل والتفسير
6-القصة البوليسية:تعتمد على الرائم ووسائل كشفها ومقاومتها ويُهتم فيها بتصوير المغامرات والفجآت
7-القصة العلمية:تدور حول الاكتشافات والاختراعات
بارك الله فيك غاليتي ساجدة الرّوح
سررتُ بإضافتِك القيّمة، فكلّ حرفٍ من حروفِكم
يزيدُنا ثراء..
فقط أختي العزيزة، أتمنّى أن يحاول الأعضاء الخروج من روتين القراءة الجافّة..
(و أقصِد بها القراءة التي يكتسِبون من خِلالها ما يُفيدُهم ويُضاعِفُ رصيدَهُم الثّقافي).
أريدهم أن يقتحموا هذا النّوع من النّصوص،
ولا بأس إن تقدّموا بطرحِ أسئِلةٍ لصاحِبِ النصّ، في حالِ وجود غموضٍ في المعنى..
نرجو أن نسعى جميعاً لأجلِ الهدف المُسطّر،
وهو التّثقيف النّظيف.
ــــ
شـكرا لتواجدك هنا..
حـفظكِ الله

صَمْـتْــــ~
2009-10-12, 22:09
دمـــــــــــوع و قضبــــــــــــان




أه ,, أه,, يتهالك على الأرض , يتطحلب على أديمها , أنفاسه تتردد بسرعة , عينان تبحثان عن مكان للاستقرار , تتداخل الجدران , تضيع أطر اللوحات الزيتية التي زينت جدران القاعة
-أنا بريء ,, أنا بريء ...-
ينظر في وجه امرأة عجوز يغرق الدمع و جنتيها , يصرخ بأعلى صوته, صراخه يمزق صمت المكان , إرتعاشة قوية تهز أعماقه , شيء ما يدعوه للتقيء ليفرغ كل شحنته الملتهبة , قوى خفية تدعوه للبكاء ,, وحيد الآن و لا سند له , أعاد تأمل القاعة من جديد , كل الوجوه أعتاد رؤيتها , حتى في مثل هذا الموقف يبتسمون :/ يالها من ابتسامات صفراء فقدت الحياة !! / , صوت يقرع مسامعه , يمزق نياط القلب :/ أنت مجرم خطير , لابد أن تعاقب .../ تضيق القضبان , تنقبض شرايين القلب عنوة , فيصرخ :/ أنابريء ../, ينظر ثانية في الجموع الحاشدة التي جاءت تتسلى بمأساته ,,/ أنتم السبب , كم ضحكتم على ضعفي ,, و دفعتموني إلى هذا المصير المشؤوم !! / .
صمت رهيب يلف المكان , دافع غريب يحثه على فرض كيانه على بلاط القاعة , يتشبث بالقضبان الحديدية التي أحاطت به , لم يعد قادرا على مقاومة الضعف, تموت الصرخة بداخله , كم من صرخة كتمها طوال السنوات الماضية ؟! , ينفتح الباب الخارجي , تغادر الجموع القاعة في سرعة عادية , يقوده شرطيان إلى الخارج ,, ريح باردة ينفد إلى أعماقه عنوة ,, مد أليا يده فأغلق أزرار سترته التي جمعها إلى صدره ,, سار يجر قدميه جَرًا، دفعه الشرطيان ليستقر جالسا داخل – سيارة الشرطة - , تتناثر الأتربة وراء عجلات السيارة المنطلقة ،، إلى أين يحمل هذا الجسد المنهوك القوى ؟! ينظر في الوجوه الفضولية التي ودعها مرغما ،، تزاحمه الذكرى فيترك لها العنان لتعود به إلى أرشيف الحياة ....
/ كانت الحياة فتاة حسناء ضحكت من ضعفي و انقيادي لقوانينها دون روية وبعد نظر، خضعت لنواميسها التي لا ترْحم فرمتني في دواليبها كما ترمى فضلات السادة ، فعشت أقتات من جسدي و أنهش من كبريائي الجريح ، و لكن لنبدأ من الأول :
عرفت – الحرز – و أنا صغير ، كانت له نكهة خاصة عندي ، وضعوه في ثيابي وتحت وسادتي ، علّقوه في قطعة قماش مطرزة و ألصقوه في الجهة اليمنى من صدري ، فانتقل تأثيره مع دفعات الدم القاني إلى كل خلايا جسدي لتبني كيانا جديدا يقدس – الحرز – و لا يرى منه فكاكا ، علموني أن الغول سيأكلني إن فكرت – مجرد التفكير – في نزعه ، و صدقت كل كلمة سمعتها ، عبثوا بمشاعري ورموني في أتون الحياة مكسور الجناح منهوك القوى فقدت اتصالي بالعالم الخارجي، عشت في غرفتي غالقا على نفسي الأبواب ، كنت أخاف حتى من النسمة الباردة التي تزورني من النافذة ، أتخيلها شيطانا يأخذني إلى بلاد الموت الأحمر أو إلى جزر –الواق واق- أو على اقل تقدير إلى الدنيا التي وصفوها لي بأنها تمتص دماء البشر ثم ترميهم جيفا فارقتها الحياة ..
بكيت كثيرا , و ما عساني أن افعل ؟! ندبت حظي العاثر ، لعنت مولدي، حاولت الانتحار ولـكن كيف .... ؟! و كل الأبواب مغلقة دوني ؟!.
و كان إن غافلت زوج أمي و فررت إلى الخارج ، إلى – قتّالة الأرواح – كما سمعت عائلتي تسميها ، و اقتربت من جسر المدينة ، تشبثت بأحد أعمدته ، حركة الموج العنيفة تهز كياني المكدود هزا ، صورة الحرز تتراقص أمام ناظري ، يقهقه من غبائي وخجلي ، تعلقت بأعلى السور ، علّي أن أقفز و سينتهي كل شيء و يطوى الفصل الأخير من هذه المأساة .. لكني في لحظة أبصرت من خلال الموج صورة والدتي طريحة الفراش فأشفقت عليها من الصدمة التي ستقضي لا محالة على ما تبقى من عمرها ، أشفقت على جسدي المظلوم الذي لم يذق طعم الحياة بعد .../ جسدي ،، مسكين أنت ستسكن بعد حين أعماق الماء ، عزائي الوحيد إني قدمتك هدية للحياة ..مسكين أنت بعد حين تفارقك الروح المتمردة و تبقى وحيدا فريسة سهلة للأسماك! !.../ ولم أدرك موقفي إلا و الناس تحيط بي ،، ترجوني أن أحجم عن هذا الفعل ، ورضخت لإلحاحهم و أنا أحمل بين أضلعي جرحا غائرا، و أسماك النهر تضحك من ضعفي و انخذالي ،، و روحي تزمجر : / لا أريد العودة إلى ظلام الغرفة و سيطرة الحروز ، لا أريد ،، أريد أن أبقى في النور ،، أريد ../ وعدت إلى المنزل متخفيا كما خرجت ، و بقيت في غرفتي أياما حسبتها أعواما ، و في كل يوم يمر أزداد إصرارا على التحدي و ليكن ما قدر الله وشاء...
و تعلمت كيف أتسلل من الغرفة و كيف أعود دون علم أحد من أفراد عائلتي .. وواصلت على نفس الوتيرة و رأيت الحياة على عكس ما وصفوها لي ،، جميلة حسناء ، بحثت عن الغول في الأزقة الضيقة بل كنت أتعمد العودة ليلا ووحيدا لعليّ أعثر على أحد – العفاريت – لأوقع معه صلحا ،، و بحثت عن ضالتي فلم أعثر على شيء ، فعاد الاطمئنان إلى قلبي ، وفقدت – الحروز – ذلك التأثير العجيب على كياني رغم بقائها معلقة في كل مكان من غرفتي ..
وهكذا تمر الحياة تنهب الأرض نهبا ،، وكوّنت صداقات متنوعة في غفلة عن أهلي ،، وكان إن التقيت بأحد الشبان ، كان جريئا و حيويا، تعلمت منه الشجاعة وعدم الخوف والرهبة من أحد ، وكذلك تعلمت منه كيف أكسب – الدرهم و الدينار – دون تعب ونصب ، ترددت في الأول ، رأيت – الحرز – وظلام الغرفة خيرا لي من هذا المصير !! .
وكما يقولون – الحاجة أم الاختراع – كنت محتاجا لبعض – الدينارات – ثمنا للسجائر وقطع الحلوى ،، فمددت لي لأول جيب ثم الثاني والثالث وهكذا ... ووجدت نفسي وصديقي في قبضة الشرطة ، فاعترفت بكل ما بدر مني و...../
اهتز كيانه مع توقف – سيارة الشرطة – فعاد إلى واقعه ،، مسح عينيه ، عدل من وضع سترته ، تقدم مع الشرطيين إلى – مركز إعادة التربية – واحتواهم المكان .
سنترك المجال للأعضاء،
علّهم يدخلون الى هذا العالم الذي يستحقّ
اكتشاف خفاياه
سأعودُ لأنّ رغبتي ستعيدُني إن شاءَ الله
للوقوف على كلِماتِك..
أرجو أن أجِدَ لك أخطاءً كثيرة:rolleyes:
موفّق أخي محرز

زيتوني محرز
2009-10-13, 08:39
يسعدني مرور الجميع .. ويسعدني اكتشاف الأخطاء .. ذلك ما أصبو إليه في نشر محاولاتي القصصية ، ويشرفني إختيي ساجدة الروح و العمر سراب مروركما وانتظر بشغف قراءتكما لما اكتب ، وإني على اتم الاستعداد للإجابة عن الاستفسارات .... ودمتما

ساجدة الروح
2009-10-15, 17:03
اخي الفاضل هذا قسم خاص باللغة العربية ولا لغة غيرها وهو يهتم بكل فنون هاته اللغة العريقة
كما انه هناك اقسام خاصة لغير لغات
نتمنى ان تترجم ما كتبت او تعيد تعديل ردك
ليس لشيئ فقط من اجل المحافظة على خصوصية القسم
كما احيطك علما ان الكثيرين لا يجيدون اللغة الانجليزية
تحياتي

صَمْـتْــــ~
2009-10-19, 20:47
دمـــــــــــوع و قضبــــــــــــان





أه ,, أه,, يتهالك على الأرض , يتطحلب على أديمها , أنفاسه تتردد بسرعة , عينان تبحثان عن مكان للاستقرار , تتداخل الجدران , تضيع أطر اللوحات الزيتية التي زينت جدران القاعة
-أنا بريء ,, أنا بريء ...-
ينظر في وجه امرأة عجوز يغرق الدمع و جنتيها , يصرخ بأعلى صوته, صراخه يمزق صمت المكان , إرتعاشة قوية تهز أعماقه , شيء ما يدعوه للتقيء ليفرغ كل شحنته الملتهبة , قوى خفية تدعوه للبكاء ,, وحيد الآن و لا سند له , أعاد تأمل القاعة من جديد , كل الوجوه أعتاد رؤيتها , حتى في مثل هذا الموقف يبتسمون :/ يالها من ابتسامات صفراء فقدت الحياة !! / , صوت يقرع مسامعه , يمزق نياط القلب :/ أنت مجرم خطير , لابد أن تعاقب .../ تضيق القضبان , تنقبض شرايين القلب عنوة , فيصرخ :/ أنابريء ../, ينظر ثانية في الجموع الحاشدة التي جاءت تتسلى بمأساته ,,/ أنتم السبب , كم ضحكتم على ضعفي ,, و دفعتموني إلى هذا المصير المشؤوم !! / .
صمت رهيب يلف المكان , دافع غريب يحثه على فرض كيانه على بلاط القاعة , يتشبث بالقضبان الحديدية التي أحاطت به , لم يعد قادرا على مقاومة الضعف, تموت الصرخة بداخله , كم من صرخة كتمها طوال السنوات الماضية ؟! , ينفتح الباب الخارجي , تغادر الجموع القاعة في سرعة عادية , يقوده شرطيان إلى الخارج ,, ريح باردة ينفد إلى أعماقه عنوة ,, مد أليا يده فأغلق أزرار سترته التي جمعها إلى صدره ,, سار يجر قدميه جَرًا، دفعه الشرطيان ليستقر جالسا داخل – سيارة الشرطة - , تتناثر الأتربة وراء عجلات السيارة المنطلقة ،، إلى أين يحمل هذا الجسد المنهوك القوى ؟! ينظر في الوجوه الفضولية التي ودعها مرغما ،، تزاحمه الذكرى فيترك لها العنان لتعود به إلى أرشيف الحياة ....
/ كانت الحياة فتاة حسناء ضحكت من ضعفي و انقيادي لقوانينها دون روية وبعد نظر، خضعت لنواميسها التي لا ترْحم فرمتني في دواليبها كما ترمى فضلات السادة ، فعشت أقتات من جسدي و أنهش من كبريائي الجريح ، و لكن لنبدأ من الأول :
عرفت – الحرز – و أنا صغير ، كانت له نكهة خاصة عندي ، وضعوه في ثيابي وتحت وسادتي ، علّقوه في قطعة قماش مطرزة و ألصقوه في الجهة اليمنى من صدري ، فانتقل تأثيره مع دفعات الدم القاني إلى كل خلايا جسدي لتبني كيانا جديدا يقدس – الحرز – و لا يرى منه فكاكا ، علموني أن الغول سيأكلني إن فكرت – مجرد التفكير – في نزعه ، و صدقت كل كلمة سمعتها ، عبثوا بمشاعري ورموني في أتون الحياة مكسور الجناح منهوك القوى فقدت اتصالي بالعالم الخارجي، عشت في غرفتي غالقا على نفسي الأبواب ، كنت أخاف حتى من النسمة الباردة التي تزورني من النافذة ، أتخيلها شيطانا يأخذني إلى بلاد الموت الأحمر أو إلى جزر –الواق واق- أو على اقل تقدير إلى الدنيا التي وصفوها لي بأنها تمتص دماء البشر ثم ترميهم جيفا فارقتها الحياة ..
بكيت كثيرا , و ما عساني أن افعل ؟! ندبت حظي العاثر ، لعنت مولدي، حاولت الانتحار ولـكن كيف .... ؟! و كل الأبواب مغلقة دوني ؟!.
و كان إن غافلت زوج أمي و فررت إلى الخارج ، إلى – قتّالة الأرواح – كما سمعت عائلتي تسميها ، و اقتربت من جسر المدينة ، تشبثت بأحد أعمدته ، حركة الموج العنيفة تهز كياني المكدود هزا ، صورة الحرز تتراقص أمام ناظري ، يقهقه من غبائي وخجلي ، تعلقت بأعلى السور ، علّي أن أقفز و سينتهي كل شيء و يطوى الفصل الأخير من هذه المأساة .. لكني في لحظة أبصرت من خلال الموج صورة والدتي طريحة الفراش فأشفقت عليها من الصدمة التي ستقضي لا محالة على ما تبقى من عمرها ، أشفقت على جسدي المظلوم الذي لم يذق طعم الحياة بعد .../ جسدي ،، مسكين أنت ستسكن بعد حين أعماق الماء ، عزائي الوحيد إني قدمتك هدية للحياة ..مسكين أنت بعد حين تفارقك الروح المتمردة و تبقى وحيدا فريسة سهلة للأسماك! !.../ ولم أدرك موقفي إلا و الناس تحيط بي ،، ترجوني أن أحجم عن هذا الفعل ، ورضخت لإلحاحهم و أنا أحمل بين أضلعي جرحا غائرا، و أسماك النهر تضحك من ضعفي و انخذالي ،، و روحي تزمجر : / لا أريد العودة إلى ظلام الغرفة و سيطرة الحروز ، لا أريد ،، أريد أن أبقى في النور ،، أريد ../ وعدت إلى المنزل متخفيا كما خرجت ، و بقيت في غرفتي أياما حسبتها أعواما ، و في كل يوم يمر أزداد إصرارا على التحدي و ليكن ما قدر الله وشاء...
و تعلمت كيف أتسلل من الغرفة و كيف أعود دون علم أحد من أفراد عائلتي .. وواصلت على نفس الوتيرة و رأيت الحياة على عكس ما وصفوها لي ،، جميلة حسناء ، بحثت عن الغول في الأزقة الضيقة بل كنت أتعمد العودة ليلا ووحيدا لعليّ أعثر على أحد – العفاريت – لأوقع معه صلحا ،، و بحثت عن ضالتي فلم أعثر على شيء ، فعاد الاطمئنان إلى قلبي ، وفقدت – الحروز – ذلك التأثير العجيب على كياني رغم بقائها معلقة في كل مكان من غرفتي ..
وهكذا تمر الحياة تنهب الأرض نهبا ،، وكوّنت صداقات متنوعة في غفلة عن أهلي ،، وكان إن التقيت بأحد الشبان ، كان جريئا و حيويا، تعلمت منه الشجاعة وعدم الخوف والرهبة من أحد ، وكذلك تعلمت منه كيف أكسب – الدرهم و الدينار – دون تعب ونصب ، ترددت في الأول ، رأيت – الحرز – وظلام الغرفة خيرا لي من هذا المصير !! .
وكما يقولون – الحاجة أم الاختراع – كنت محتاجا لبعض – الدينارات – ثمنا للسجائر وقطع الحلوى ،، فمددت لي لأول جيب ثم الثاني والثالث وهكذا ... ووجدت نفسي وصديقي في قبضة الشرطة ، فاعترفت بكل ما بدر مني و...../
اهتز كيانه مع توقف – سيارة الشرطة – فعاد إلى واقعه ،، مسح عينيه ، عدل من وضع سترته ، تقدم مع الشرطيين إلى – مركز إعادة التربية – واحتواهم المكان .



كانت الحياة فتاة حسناء ضحكت من ضعفي و انقيادي لقوانينها دون روية وبعد نظر،



فلنبدأ من هذه الحسناءِ بِثوبِها و ملامِحها المُغرية،


الدّنيا: بسطت يديها على عنقِ هذا الطّفل..


فشلّت أنفاسه و استعبدت تفكيره..


و أخيرا يعترِفُ بانهِزامهِ بِدليلِ ضحكتِها المستهزئة،


ماكِرةٌ هي، وهذا ما أراد أن يوصله إلينا،


كـخُلاصةِ مآله.


ليعودَ خطوة بِخطوة حتّى يحمِلنا عبرَ أروِقةِ


الذّكرى فنعيشَ وضعه، فكأنّه ينتظِرُ حُكمنا


قبلَ حُكمِ القاضي..


فهل سنُبرئه أم سنحكمُ عليه بالإعدام؟؟


وذكر الحرز، الذي يعني حسبَ ما هو متعارفٌ عليه


في مجتمعِنا، الحِجاب (ولا اخصّ الحِجاب بثوب المرأة المسلِمة)


وهو الذي يخدِمُ المعنى الذي أرادَ إيصاله إلينا،


حيثُ أنّه يعني الحرز الذي يفعله السّحرة،


وهو شركٌ باللّه، حيث أنّه يدخل في المعتقدات التي


توحي بضُعفِ النّفوس وجهلها.


قاب قوسين و للإثراء، (فمعناهُ اصطِلاحاً،


ما يُبعد الخطر عن حامله، حيث يوضعُ لحفظه


من المرض والعين وغيرها..


حيث ذُكِر مصطلحُ الحرز في الشّريعة الإسلامية،


وهو الحِصنُ من الشّيطان)


وعودةً لمفهومِ النصّ،


يقول هذا الطّفل: وضعوه، علّقوه، ألصقوه..


ليوصِل لنا فِكرةَ إحاطته من طرف هؤلاء،


فهو يتكلّم بصيغة الجمع،


و كأنّما يخصّ بذلك كلّ العائلة..


هذا الأخير الذي قُيِّدت كلّ حركةٍ منه بهذا الحرز،


ومن جانب آخر، هي دلالة على المعتقدات


التي تسيطِر على البعض، ممّن يُنشؤونَ أولادهم


على هذه الأنواع من الأفكار، فيسعوا جاهدين


لترسيخ فِكرة بعض الطّقوس التي تحفظُ أبناءهُم..


،،،


تحدّث أيضاً عن خوفه، هذا الخوف الذي ترعرع بداخله،


خوفٌ من الأشباح والظّلام، ومن الدُّنيا، التي رسموها له


في هيئةِ مصّاص للدّماء..


ألا تُراودكم بعض الأسئلة؟!!!


بلى،


ما سببُ هذه الأفعال؟؟ أهي خوفٌ على الطّفل..؟؟


أهي مجرّدُ قيودٍ لِكبحِ حركته التي قد تجلِبُ لهم المشاكل،


خصوصا في حال اتّصاله بغيره؟؟


أهو نقصٌ في طريقةِ فهمِهم، وامتِدادٌ لما تلقّوهُ


وهم صِغار؟؟


هل باحتِجازِنا لأطفالِنا داخِل البيت..


واحتِجازِ عقولِهم البريئة داخل دوّامةِ أفكارٍ متخلّفة،


نكونُ قد حقّقنا لهم الأمن؟؟


بالطّبع لااا !!


فهذا احتِكارٌ لبراءتِهم و دفعٌ لِتراكُم شحنةِ أفكارٍ


متضاربة، قد يأتي يومٌ تنفجِرُ بعد كبتٍ طويل..


مثل ما حدث في حالةِ هذا الطّفل، الذي لم يستطِع


حتّى الحرز أن يكبحَ حريّته أو أن يحفظه،


بدليلِ أنّه فكّر في الانتِحار..


(وهي حالةٌ كثيرا ما تُصيبُ الأطفال الذين يملّون


حياتهم ويشعرون بضغطِ أهاليهم عليهم)


حيثُ أنّه، وبمجرّدِ أن لمح شعاعاً أغراه،


تتبّع خطاهُ على غفلةٍ من والدته وزوجها..(زوج الأم)


أين التحق بالعالمِ الخارجيّ، و تعرّف على رِفاق السّوء،


و بدأ يتذوّقُ طعم الحريّة، التي كشفتِ اللّثام


عن أكاذيبَ كانت تلفّقُ من طرفِ عائلته،


( فبنظره، رأى عكس ما قيلَ عن الدّنيا التي تمتصّ


الدّماء، والظّلام الذي يحتضنُ الأشباح)


ليزيدَ الطّين بلّة ذالك الشّعور الأخّاذ الذي اكتشفه،


كلّما امتدّت يده لجيوبِ غيره.



وللأسف هذا الطّفل الذي حوصِر بكلّ أنواع الحرز،


كانت نهايته أن توضعَ قيودُ السّجنِ الثّاني بعد بيته،


في يديه اللتينِ قادتاهُ للتعدّي على حرمةِ غيره،


ومن يسرق غيره فقد تعدّى على حرمته


هي نهايةٌ مؤلمة لهذا الطّفل، وللكثيرِ أمثاله


وهي نِتاجُ سوءِ التّربية والتي تندرِجُ فيها كلّ النّقاط


التي ذُكرت خِلالَ جولتِنا البسيطة بين معاني الكلمات.


،،،،


ونصيحتي بصفة عامّة للوالدين،


هي الحذر ثمّ الحذر من الضّغطِ على أبنائِهم،


بطريقةٍ تولِّدُ انفعالاً يقودهم لِمصيرٍ مُظلِم،


الطّفلُ تماما كالعجينة مثلما أراد الوالدينِ شكّلاه..


ومنه فعليهما حفظه بِتربيته وفقَ منهجٍ أخلاقيّ


في جوٍّ تسودهُ الرّأفة والحنان، لا الضّربُ والغصب..


ولا بأسَ أن نسلّمه حريّته، لكن أن تكون محدودة


ويكون رباطها بين أعيُننا، فلا نغفل عليه ونتتبّع


تطوّر سلوكاته وتغيّرها، لنتمكّن من الإصلاح وقت


اللّزوم،فالوقاية خيرٌ من العِلاج، والتّربية وفق


أسسٍ دينيّة أفضل من الطّرق الملتوية،


كالشّعوذة والعياذُ باللّه


،،،،


وخلاصةُ القول:


أنّه من أحسنَ البذر


جنا زرعاً صالِحاً و اكتسبَ كلّ خير


ــــــــــ


أخي محرز، قصّةٌ قيّمة


تستحقُّ تعمّقا أوسع، فاعذُر مروري هذا..


لأنّي تمنّيتُ لو وقفتُ على كلِّ نُقطة.


تقبّل إعجابي وتقديري

ساجدة الروح
2009-10-20, 13:17
دمـــــــــــوع و قضبــــــــــــان


أه ,, أه,, يتهالك على الأرض , يتطحلب على أديمها مامعنى هتاه الكلمة, أنفاسه تتردد بسرعة , عينان تبحثان عن مكان للاستقرار , تتداخل الجدران , تضيع أطر اللوحات الزيتية التي زينت جدران القاعة الاحسن ان تستغني عن الجدران الثانية حتى تتفادى التكرار
-أنا بريء ,, أنا بريء ...-
ينظر في وجه امرأة عجوز يغرق الدمع و جنتيها , يصرخ بأعلى صوته, صراخه صراخا يمزق صمت المكان , إرتعاشة قوية تهز أعماقه , شيء ما يدعوه للتقيء ليفرغ حتى يفرغ كل شحنته الملتهبة , قوى خفية تدعوه للبكاء ,, وحيد الآن و لا سند له , أعاد تأمل القاعة من جديد , كل الوجوه أعتاد رؤيتها , حتى في مثل هذا الموقف يبتسمون :/ يالها من ابتسامات صفراء فقدت الحياة !! / , صوت يقرع مسامعه , يمزق نياط القلب قلبه:/ أنت مجرم خطير , لابد أن تعاقب .../ تضيق القضبان , تنقبض شرايين القلب عنوة , فيصرخ :/ أنابريء ../, ينظر ثانية في الجموع الحاشدة التي جاءت تتسلى بمأساته ,,/ أنتم السبب , كم ضحكتم على ضعفي ,, و دفعتموني إلى هذا المصير المشؤوم !! / .
صمت رهيب يلف المكان , دافع غريب يحثه على فرض كيانه على بلاط القاعة , يتشبث بالقضبان الحديدية التي أحاطت به , لم يعد قادرا على مقاومة الضعف, تموت الصرخة بداخله , كم من صرخة التي كتمها كتمها طوال السنوات الماضية ؟! , ينفتح الباب الخارجي , تغادر الجموع القاعة في سرعة عادية , يقوده شرطيان إلى الخارج ,, ريح باردة ينفد إلى أعماقه عنوة ,, مد أليا يده جملة غير واضحة فأغلق أزرار سترته التي جمعها إلى صدره ,, سار يجر قدميه جَرًا، دفعه الشرطيان ليستقر جالسا داخل – سيارة الشرطة - , تتناثر الأتربة وراء عجلات السيارة المنطلقة ،، إلى أين يحمل هذا الجسد المنهوك القوى ؟! ينظر في الوجوه الفضولية التي ودعها مرغما ،، تزاحمه الذكرى فيترك لها العنان لتعود به إلى أرشيف الحياة ....

حاولت اخذ الفقرة الاولى والتطرق الى بعض الاخطاء التي تستحوذ الشكل

زيتوني محرز
2009-10-22, 19:14
أشكر مروركما الكريم الذي يزيدني عزما وإرادة على تحسين الأداء القصصي ...
وأقول للأخت العمر سراب ما استخلصتيه بعد مرورك الكريم هو ما سعيت إلى معالجته وإيجاد الحلول المناسبة له .... التربية الأسرية هي أساس التنشئة الاجتماعية السليمة ، وما الحياة في معظمها إلا تجارب ماضية كان للطفولة النصيب الاوفر منها .. شكرا وبورك فيك ، أنت بحق قارئة واعية و مثقفة رائدة .

أما الاخت ساجدة الروح ، بورك فيك من أخت كريمة ، وشكرا على ملاحظتك في الشكل ، ومع ذلك أود أن أوضح بعض النقاط :
- الأديم في اللغة : التراب والثرى أما التطحلب فهي مشتقة من كلمة الطحلب وهو من النباتات اللازهرية الذي لا سيقان له
- أضفت - الهاء - للصراخ لأبرز مصدره ، وللتأكيد
- حتى يفرغ كل شحنته الملتهبة أكثر وأحسن تعبيرا من - ليفرغ - لان حتى تفيد : الاستغراق في الزمن ودوام الحال
- يمزق نياط القلب أرى بأنها الأنسب وهي تعميم يفيد الاستغراق الكامل
- كم من صرخة كتمها طوال السنوات الماضية ؟ أرى بأنها الأنسب والأصح
- مد يده آليا : يقصد بها مد يده تلقائيا بعمل ميكانيكي دون تفكير وتبصر .

عموما تحية تقدير مروركما ودمتما من أزهار المنتدى اليانعة المعطاءة .

صَمْـتْــــ~
2009-10-22, 20:02
أشكر مروركما الكريم الذي يزيدني عزما وإرادة على تحسين الأداء القصصي ...
وأقول للأخت العمر سراب ما استخلصتيه بعد مرورك الكريم هو ما سعيت إلى معالجته وإيجاد الحلول المناسبة له .... التربية الأسرية هي أساس التنشئة الاجتماعية السليمة ، وما الحياة في معظمها إلا تجارب ماضية كان للطفولة النصيب الاوفر منها .. شكرا وبورك فيك ، أنت بحق قارئة واعية و مثقفة رائدة .

أما الاخت ساجدة الروح ، بورك فيك من أخت كريمة ، وشكرا على ملاحظتك في الشكل ، ومع ذلك أود أن أوضح بعض النقاط :
- الأديم في اللغة : التراب والثرى أما التطحلب فهي مشتقة من كلمة الطحلب وهو من النباتات اللازهرية الذي لا سيقان له
- أضفت - الهاء - للصراخ لأبرز مصدره ، وللتأكيد
- حتى يفرغ كل شحنته الملتهبة أكثر وأحسن تعبيرا من - ليفرغ - لان حتى تفيد : الاستغراق في الزمن ودوام الحال
- يمزق نياط القلب أرى بأنها الأنسب وهي تعميم يفيد الاستغراق الكامل
- كم من صرخة كتمها طوال السنوات الماضية ؟ أرى بأنها الأنسب والأصح
- مد يده آليا : يقصد بها مد يده تلقائيا بعمل ميكانيكي دون تفكير وتبصر .

عموما تحية تقدير مروركما ودمتما من أزهار المنتدى اليانعة المعطاءة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي محرز، أولا شكرا على طيبِ كلِماتك المشجّعة
فقط أردت أن أشير إلى أنّ كلمة " أديـم"
تعني الجـلد،
و يختلِف معناها بربطِها مع كلِماتٍ أخرى..
فحينما نقول أديم الأرض،
نقصِدُ جلدتها وهي ما ظهر منها للعيان
وقد يكونُ بِساطُها العُشبيّ مثلا..
ونقول أديم البشر: أي جلده
و أديم النّهارِ، بياضه،
وهو ما يظهر لنا من النّهار
والله أعلـم
ـــــــــــــــ
دام حرفُك يملأ لنا هذا الفضاء عبرا تنير القلوب وتثري العقول

زيتوني محرز
2009-10-22, 21:04
إفــــــــــــرازات عــــلى الــــــــــــدرب

هامش أول :

تقدم بخطوات وئيدة ، دلف إلى الداخل ، نظر في ساعته : العاشرة صباحا ، أخرج سيجارة من جيب بنطلونه، أشعلها ، أخذ نفسا كبيرا، نظر حواليه ، تأمل الجموع البشرية التي ازدحمت أمام مكتبه ، تأفف :
"دائما الزحام ، أف لهم و لأوراقهم "– تحرك الطابور ، اشتد الزحام ، انبعثت رائحة كريهة من الأحذية الجلدية التي ملّت الانتظار ، بحركة آلية مدّ البعض يده إلى أنفه ليصد هذه الرائحة بينما انشغل البعض الآخر عنها، يتأمل الموظف الذي ارتمى على الكرسي ومدّ رجليه فوق الطاولة الرابضة أمامه ، رفع عينيه في سخرية ، يتأمل هؤلاء ، مساكين ، نادى على الحاجب الذي قدم مهرولا ، صاح فيه بعصبية :
- كم من مرة قلت لك بأن تطرد هؤلاء المساكين؟! ، قل لهم بأن يعودوا غدا أو بعد غد ، عندي اجتماع"،-حاول الحاجب أن يذكره بوعوده الكثيرة التي لم يوف و لو بواحدة منها ، لكنه صمت ، تملل في وقفته ، نظر إلى الحشود المتزاحمة ، تأمل الطابور الطويل الذي ضاق به المكتب ، لم يطاوعه لسانه فاكتفى بأن أصدر تنهيدة قوية ارتجت لها فرائسه فهمها الجميع : - حضرة السيد عنده اجتماع -.

هامش ثاني :

ارتمى على كرسي توسط المقهى ، طلب فنجان قهوة ، تتبع بنظره أسراب الذباب التي حطت رحالها فوق الطاولات ، نظر إلى النادل يرتدي بدلة رُسمت عليها خارطة تبين إحدى البيئات الملوثة التي تبلغ بها كثافة – الذباب – أقصاها ، جال بنظره في زوايا المقهى ، في كل طاولة يلتفت نفر من الشباب يتبع بنظرات شاردة حجرات – الديمينو- التي ملّت الحركة و العمل المتواصل ، بينما راح البعض الآخر يصرخ في إصرار: - و الله عشرة ،،شوف ،،-
و اكتشف البعض الآخر موهبتهم في الدردشة و مقدرتهم على إدارة الحوارات و التحكم في حركات جيوش – الحشرات الزاحفة – التي ملئت بها المقهى ،،
ارتفع صوت المؤذن عاليا معلنا صلاة العصر ، نظر صاحبنا إلى مدخل المقهى ، لا أحد يتحرك ، لعلهم لم يسمعوا الآذان ، صاح المؤذن في إصرار :- حي على الفلاح- تحركت الشفاه في ملل معلنة : - صدق الله العظيم – ثم انكبت الرؤوس على رقع -الديمينو- تلتهم حجراتها التهاما غير مبالية بصاحبنا، حوقل في سره ، و انطلق صـوب المسجد .

هامش ثالث :

فتح أزرار سترته الدكناء متصديا لنسمة صيف عابرة لعلها تخفف من اضطرابه النفسي و هذا الإرهاق الذي يثقل كاهله ، رمى بنظره إلى آخر الشارع حيث تنتصب المحطة في إصرار و تحدي حاكية تاريخ الصراع و الزحام و راوية أمجاد أبطال – النشل – و السرقة و هواة الحرام ، تذكر الزحام وكثرة المنتظرين أحس بانقباض مفاجئ و اعترته حالة من الاضطراب لم يعرف كنهها ، مدّ يده إلى جيب بنطلونه ، اخرج ما تبقى من قطع نقدية ، أحكم وضعها في راحة يده اليسرى ، أطبق عليها في عزيمة فولاذية، تقدم مسرعا ، ارتمى وسط المعمعة و لسان حاله يردد : - توكلنا على الله -.
هامش رابع :

خرجت من المصنع مسرعة لا تبالي بشئ, الساعة الرابعة كما أعلنت الساعة الحائطية ، تذكرت أبنائها قد يعودون من المدرسة و لا يجدونها في المنزل فيخرجون إلى الشارع ، نظرت على جانبيها لتتحاشى حركة المرور السريعة ، تبادر إلى سمعها صوت قادم من إحدى السيارات الفخمة :
- تفضلي ،، اطلعي يا لالا ..
رمت بنظرها إلى مصدر الصوت ، كهل بدين يشير لها بطرف إصبعه ، بصقت على الأرض في عصبية ، قطعت الطريق العام بسرعة ، مازال الرجل يطاردها ، لم تلتفت إليه ، كره المطاردة بدون جدوى ، أوقف سيارته في إحدى الأزقة في انتظار فريسة أخرى .

هامش خامس :

كانت قدماه تنقلانه بسرعة ، تراءت له من بعيد حلقة من الشباب تتصايح في وسط الشارع ، شعر برغبة ملحة في معرفة سر الحلقة ، اقترب أكثر ، من خلال الأكتاف العريضة رأى معركة حامية الوطيس بين شابين ، تأمل الحضور ، في أعينهم رغبة كامنة في رؤية الدماء و الأشلاء ، و في صيحاتهم دعوة للإستمرار ، حاول أن يفك الشاب الضعيف من براثين الصقر ، لم يستطع ، دفعته الأيدي إلى الخلف ، انسحب خجلا ليكتشف قريبا من الرصيف صراعا آخر هذه المرة من أجل دريهمـات .

ساجدة الروح
2009-10-23, 15:54
احيي فيك رحابة صدرك
انا دوما في ردودي التي تحمل بين طياتها نقدا اختم بجملة ويبقى اهل مكة ادرى بشعابها
فعلا لانه هناك دوما اختلاف في الاراء حتى بين العلماء
اما عن جملة مد يده آليا كانت غير واضحة في الكتابة وليس المعنى كنت اود منك تصحيحها فقط باستبدالها لاف المد
تحياتي الك

صَمْـتْــــ~
2009-10-23, 21:23
إفــــــــــــرازات عــــلى الــــــــــــدرب

هامش أول :

تقدم بخطوات وئيدة ، دلف إلى الداخل ، نظر في ساعته : العاشرة صباحا ، أخرج سيجارة من جيب بنطلونه، أشعلها ، أخذ نفسا كبيرا، نظر حواليه ، تأمل الجموع البشرية التي ازدحمت أمام مكتبه ، تأفف :
"دائما الزحام ، أف لهم و لأوراقهم "– تحرك الطابور ، اشتد الزحام ، انبعثت رائحة كريهة من الأحذية الجلدية التي ملّت الانتظار ، بحركة آلية مدّ البعض يده إلى أنفه ليصد هذه الرائحة بينما انشغل البعض الآخر عنها، يتأمل الموظف الذي ارتمى على الكرسي ومدّ رجليه فوق الطاولة الرابضة أمامه ، رفع عينيه في سخرية ، يتأمل هؤلاء ، مساكين ، نادى على الحاجب الذي قدم مهرولا ، صاح فيه بعصبية :
- كم من مرة قلت لك بأن تطرد هؤلاء المساكين؟! ، قل لهم بأن يعودوا غدا أو بعد غد ، عندي اجتماع"،-حاول الحاجب أن يذكره بوعوده الكثيرة التي لم يوف و لو بواحدة منها ، لكنه صمت ، تملل في وقفته ، نظر إلى الحشود المتزاحمة ، تأمل الطابور الطويل الذي ضاق به المكتب ، لم يطاوعه لسانه فاكتفى بأن أصدر تنهيدة قوية ارتجت لها فرائسه فهمها الجميع : - حضرة السيد عنده اجتماع -.

.
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محرز بما انّ صفحتك هذه المرّة تحتضنُ عدّة هوامِش،
فرأيتُ أن يُعالجَ كلّ هامشٍ في صفحة ليكونَ أكثر اتّضاحاً.
والبداية مع الهامِش الاوّل الذي حضرتني من خلال قراءتي الأولى
له هذه الكلمات:
هي المناصِب،
تبدّدُ حِلم صاحِبِها،
وتوثقه بما كان..
أو ظلَّ في نيله،
راغِـب
تُلحفُ ثوبَ تكبّرٍ،
يجعلُ التّواضُعَ مذلّةً..
بنظرِ من يسعى خلف..
المـكاسِب
هي المناصِب،
تأسرُ النّفسَ في شجعٍ
لِتُقيلَ العقلَ..
عن دَورِ المُراقِب
،،،
وكم من شخصٍ يُماثِلُ هذا الذي يَفرِدُ كتفيه على أنظارِ من هم يتلمسّون في شخصِه منفذَ نورٍ يفتحُ عليهِم أبوابَ الفرج..
قابَ قوسين،( ومالفرجُ سوى من عندِ الله سبحانه)
هذا الذي يستصغِرُ أمامه أُناساً لا لِشيء سوى أنّهم بحاجةٍ
إليه، و لأنّه يشعُرُ بذلك فنفسه تزدادُ ثملا للغرور..
وحبّ الذّات..
أمّا الباقي فيعدّونَ بنظره في سلّةِ المهملات

برأيكم،
هل يصلحُ هذا الشّخص لشغلِ منصبٍ يتسبّبُ في
عرقلةِ مصالحِ الكثيرين، علماً أنّ من تضيع مصالحهم،
من فئةِ الضّعفاء الذين لا حول لهم ولا قوّة،
ولا حلّ لهم سوى تِكرار عمليّة الانتظار، علّهم يحضون
يوماً برأفةِ هذا المتسلّطِ على حقوقهم..

أجل هو متسلّطٌ لأنّه يُساهِمُ في حِرمانِهم من حقوقهِم..
و لأنّه يتسبّب في تضييعِ أوقاتِهم،
وفي قتلِ بعضِهم، حينما أصبح القلق سيفاً
يقطعُ شرايين القلوب الضّعيفة التي لا تحتمِلُ المذلّة،
ولا الانتظار المملّ الذي يُتعِبُ الأنظار..
هي ظاهِرةٌ طغت وتربّعت على هياكِل الإدارة..
وتقريبا في كلّ مكان وفي كلّ المجالات
فأين الرّقابة التي تعيدُ الينا سِلماً و سيراً حسناً،
عن مؤسّساتِنا غابَ بِفعلِ مسؤولينَ يجعلون الوعودَ كالمطرِ
في حملاتِ الانتِخاب..
لتبقى كاللّعنة، تطارِدُ كلّ من صدّقها وصادقَ لأجلِها..

للأسف أخي محرز،
ماذا عسانا نقولُ أمام هذه الظّواهِر،
سوى أن حسبُنا الله ونِعمَ الوكيل في من يتلذّذون بِعذابِ
وضُعفِ غيرِهم.
،،،،،
بارك الله فيك أخي محرز
على أمل تفاعل الأعضاء

صَمْـتْــــ~
2009-11-06, 16:18
إفــــــــــــرازات عــــلى الــــــــــــدرب



هامش ثاني :

ارتمى على كرسي توسط المقهى ، طلب فنجان قهوة ، تتبع بنظره أسراب الذباب التي حطت رحالها فوق الطاولات ، نظر إلى النادل يرتدي بدلة رُسمت عليها خارطة تبين إحدى البيئات الملوثة التي تبلغ بها كثافة – الذباب – أقصاها ، جال بنظره في زوايا المقهى ، في كل طاولة يلتفت نفر من الشباب يتبع بنظرات شاردة حجرات – الديمينو- التي ملّت الحركة و العمل المتواصل ، بينما راح البعض الآخر يصرخ في إصرار: - و الله عشرة ،،شوف ،،-
و اكتشف البعض الآخر موهبتهم في الدردشة و مقدرتهم على إدارة الحوارات و التحكم في حركات جيوش – الحشرات الزاحفة – التي ملئت بها المقهى ،،
ارتفع صوت المؤذن عاليا معلنا صلاة العصر ، نظر صاحبنا إلى مدخل المقهى ، لا أحد يتحرك ، لعلهم لم يسمعوا الآذان ، صاح المؤذن في إصرار :- حي على الفلاح- تحركت الشفاه في ملل معلنة : - صدق الله العظيم – ثم انكبت الرؤوس على رقع -الديمينو- تلتهم حجراتها التهاما غير مبالية بصاحبنا، حوقل في سره ، و انطلق صـوب المسجد .

.
صورةٌ واقعيّة تشهدُ على مرارةِ الوضع الذي يحمِلُنا على ثقلِ الأنفاس
المتقطّعة خلف جدران تُخفي تمرّد النّفسِ وخمولِها في تأديةِ حقٍّ
من حقوقِ الخالق
حقٌّ هو واجِبُ كلِّ مسلمٍ مؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله،
كلّ مؤمنٍ يحفظُ حقوق الصّلاة ويعرف قيمتها التي ترفعُ البلاء
و تُقيلُ العناء وتُطمئِن النّفوس..

هكذا يتخلّى المسلم عن أهمّ ركنٍ، فيفقِد رحمة الله بانسياقه
خلف اللّهو الذي يهديه له الشّيطان في طبقٍ مفخّخ.

فكيف ينتظرون كرم الله وفضله وهم لا يسعون لعبادته
وذكره؟؟
ويريدون أن تعمّهم الأرزاق في حينِ يتسبّبون في إبعاد أرزاقِهم..

ولن أضيف غير قوله تعالى في سورة النّساء،
بعد باسم الله الرّحمن الرّحيم:

"‏فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"

صدق الله العظيم
،،،،

حفظك الله أخي و جعل كلماتِك منبرا يسطع منها نورٌ يهدي القلوب
تقديري واحتِرامي

زيتوني محرز
2009-11-08, 19:59
شكرا على مساهماتك ، ودمت القارئة الوفية والأديبة الألمعية التي تزودنا في كل مرة بجملة نصائح وتوجيهات تنير لنا دروب الابداع .
ويعجبني فيك التواصل المستمر مع إبداعات الكتاب والمبدعين .

يوسُف سُلطان
2009-11-25, 13:12
... هنا كثير من المتعة ... فاتني الشيء الكثير ..ولكني ساتواصل

زيتوني محرز
2009-11-25, 21:17
صــــوت مــن الذاكــــــــــرة

يبدأ العداد ،، دقات قلبي مضطربة ، أحس بالخوف ، تملأني المأساة ، رباط العنق يشدني إلى ذاتي شدا ، يد باردة تربت على كتفي ، التفت ، لا أعثر على أحد ، يزداد فزعي، تختلط الأصوات الآدمية و أصوات الأجراس في ذاكرتي ، تتراقص الأشباح أمام ناظري، أبصر وجوه كل الذين أعرفهم وقد كساها السواد ، تتقشر بشرتهم من فرط الألم الذي يمزق أضلعهم ،، أصرخ ، أمد يدي إلى صوت استغاثتهم، أقبض على الريح ، أبحلق في المجهول ، أجري ، أقف ،، أدور ،، أسقط ،،أنهض ،، أركض،، و تضيع كل الحركات الإرادية فأصبح كديك ينوس من شدة الألم ،، تسقط القاذورات على رأسي ، أرفع بصري إلى أعلى ، رداد الأوساخ قادم من شرفة العمارة : ألعن الزمن الدوار ، أتذكر كل هذه المساحة التي انتصبت فيها العمارات الشاهقة كانت في وقت ما أرضا زراعية تدر على مالكيها أرباحا جمّة : يوم جاء- الكولون - بكلابهم المدربة على نهش لحوم إخوانهم – الكلاب – كما كانوا يسموننا ، يوما وقف جدي ،، آه نعم جدي ، أتذكر الآن ملامح وجهه جيدا ، ضيق العينين ، دقيق الأنف ، تنزل على جبهته شعرات بيض ترقص على أنغام الريح ، كـان وجهه صلبا أو قل قاسيا و قد استمد ذلك من قسوة الأيام و غطرستها ،، نعم ، وقف جدي و معه كل أبناء القرية النائمة في حضن الجبل ، رأيته يتمرغ في التربة و يقسم أن لا يتركها لهؤلاء الغرباء ، كان موقفا مؤثرا أبكانا جميعا ، و لحق به نفر من صناديد القرية ،، آه ،، يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت ذلك الحادث ، أحس بالدم العاتم يغزو قلبي و يحتل مساحة وجهي معلنا غضبي و حنقي ،، كانت الكلاب تنهش لحم – محبي الأرض – ثم حملوهم إلى الثكنات في سيارات – الجيب – و لم يمض أسبوعا حتى علمنا أن أجسادهم تعانق ميــاه أحد الآبار القريبة من القرية ، أما أرواحهم فبقيت تحوم حول الأرض في انتظار من يأخذ بثأرها كفراشات تطحلبت على بتلات زهرة ربيعية تمتص رحيقها و تعلن وجودها و حياتها ،،
أمسح عن عيني القذى ،، أنظر إلى هذه العمارات و قد زينت بألوان زاهية من الأقمشة فأصبحت كصورة فقدت إطارها فاختلطت ألوانها و تناشزت ،، أبصر مئات الرؤوس المدلاة من الشرفات ، كلها تطلبا شيئا ، تبرز الآباط وتنطلق الروائح الكريهة و تنزل الأوساخ كوابل من السماء فتشكل البرك و المستنقعات في الأسفل ، تحتل أسراب - الناموس – و بعوض الأنوفيل - هذه المساحات ، أحوقل ، استغفر الله من الزمن الغدار الدوار ، أجري ، رنين السيارات يجبرني على اقتفاء الرصيف ، أحشر نفسي مع الجموع الحاشدة المتزاحمة ، أحس بوخز الأقدام المتدلاة على أعمدة – الرصيف - ، يعترضني فوج من بناء حواء ، حركاتهن سريعة مضطربة كجيش منهزم وراءه جيش – الحجاج – بنظراته السوداء و سراويله المضغوطة و شعره المتجعد المتدلي على الأكتاف العريضة التي ملّت التسكع و الراحة ، أحوقل ، أهمس مع نفسي ،،- وذلك اضعف الإيمان - ،أتذكر مسرحية كانت قد عرضت في إحدى الحفلات المدرسية و هزني الحوار الذي دار بين تلميذين ، أتذكر ذلك جيدا و موجة التصفيق التي رافقته :
- لو أصبحت غنيا ، ماذا تشتري ؟!
- آه ،، وقتها سأشتري بقرة سمينة!
- آه ، إنه يقول بقرة ، ياله من غبي ! ! ، أما أنا فإذا أصبحت غنيا سأشتري سيارة.
- آه ،، آه .
- لماذا تضحك ؟!
- آه ، آه سيكون منظرك مضحكا غريبا و أنت تحلب السيارة .
ابتسم رغما عني ’ سألت نفسي : كم من شاب سيحلب سيارته عام 2010 ؟! أركض من جديد رغم ثقل الزمن الذي ضغط على رجلي فأجبرني على –التعرج-، أتحسس العرق البارد المتصبب من جسدي ، أرتطم بالأرض يتجدد النزيف .. يعاودني الغثيان ، أرتطم على الأرض .
صوت يأتيني من بعيد ، رغما عني يدخل الأذن عنوة ، عدد من الأطفال يحيط بي ، ربما أعتبر في نظرهم مجنونا أو معتوها ، يسألني أحدهم :- ما هو أجمل شكل هندسي ؟! – تذكرت أنه سمعه من بطل إحدى المسلسلات التي عرضت سابقا ، ولا شعوريا نطقت : / الدائرة : لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية /يقهقه الجميع ، أحس بالانقباض ، اختنق ، مازال الصوت يتردد على مسمعي رغم إعراضي عنه :/هذا قليل في الثمانين ،،ياويح اللي عاش لعام ألفين ، نأكل لحم بني آدمين و إلا الحجر و البلاتين .. / .
تهزني هذه الكلمات ، أحاول القيام ، تشدني المأساة إلى الأرض ، يساعدني أحد الشباب على القيام ، أشد على يده في قوة و إصرار ، أصرخ بكل قواي :/أنتم الأمل ،، أنتم الأمل ../ ثم أسقط أرضا ، أتلمس الدم المتفجر من أعماقي أحس بلُزُوجة طاغية ، أصرخ ثم .... أهب من فراشي فزعا ،، استغفر الله ، ثم ارفع يدي في دعاء لا ينتهــي.

زيتوني محرز
2009-11-25, 21:20
صــــوت مــن الذاكــــــــــرة

يبدأ العداد ،، دقات قلبي مضطربة ، أحس بالخوف ، تملأني المأساة ، رباط العنق يشدني إلى ذاتي شدا ، يد باردة تربت على كتفي ، التفت ، لا أعثر على أحد ، يزداد فزعي، تختلط الأصوات الآدمية و أصوات الأجراس في ذاكرتي ، تتراقص الأشباح أمام ناظري، أبصر وجوه كل الذين أعرفهم وقد كساها السواد ، تتقشر بشرتهم من فرط الألم الذي يمزق أضلعهم ،، أصرخ ، أمد يدي إلى صوت استغاثتهم، أقبض على الريح ، أبحلق في المجهول ، أجري ، أقف ،، أدور ،، أسقط ،،أنهض ،، أركض،، و تضيع كل الحركات الإرادية فأصبح كديك ينوس من شدة الألم ،، تسقط القاذورات على رأسي ، أرفع بصري إلى أعلى ، رداد الأوساخ قادم من شرفة العمارة : ألعن الزمن الدوار ، أتذكر كل هذه المساحة التي انتصبت فيها العمارات الشاهقة كانت في وقت ما أرضا زراعية تدر على مالكيها أرباحا جمّة : يوم جاء- الكولون - بكلابهم المدربة على نهش لحوم إخوانهم – الكلاب – كما كانوا يسموننا ، يوما وقف جدي ،، آه نعم جدي ، أتذكر الآن ملامح وجهه جيدا ، ضيق العينين ، دقيق الأنف ، تنزل على جبهته شعرات بيض ترقص على أنغام الريح ، كـان وجهه صلبا أو قل قاسيا و قد استمد ذلك من قسوة الأيام و غطرستها ،، نعم ، وقف جدي و معه كل أبناء القرية النائمة في حضن الجبل ، رأيته يتمرغ في التربة و يقسم أن لا يتركها لهؤلاء الغرباء ، كان موقفا مؤثرا أبكانا جميعا ، و لحق به نفر من صناديد القرية ،، آه ،، يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت ذلك الحادث ، أحس بالدم العاتم يغزو قلبي و يحتل مساحة وجهي معلنا غضبي و حنقي ،، كانت الكلاب تنهش لحم – محبي الأرض – ثم حملوهم إلى الثكنات في سيارات – الجيب – و لم يمض أسبوعا حتى علمنا أن أجسادهم تعانق ميــاه أحد الآبار القريبة من القرية ، أما أرواحهم فبقيت تحوم حول الأرض في انتظار من يأخذ بثأرها كفراشات تطحلبت على بتلات زهرة ربيعية تمتص رحيقها و تعلن وجودها و حياتها ،،
أمسح عن عيني القذى ،، أنظر إلى هذه العمارات و قد زينت بألوان زاهية من الأقمشة فأصبحت كصورة فقدت إطارها فاختلطت ألوانها و تناشزت ،، أبصر مئات الرؤوس المدلاة من الشرفات ، كلها تطلبا شيئا ، تبرز الآباط وتنطلق الروائح الكريهة و تنزل الأوساخ كوابل من السماء فتشكل البرك و المستنقعات في الأسفل ، تحتل أسراب - الناموس – و بعوض الأنوفيل - هذه المساحات ، أحوقل ، استغفر الله من الزمن الغدار الدوار ، أجري ، رنين السيارات يجبرني على اقتفاء الرصيف ، أحشر نفسي مع الجموع الحاشدة المتزاحمة ، أحس بوخز الأقدام المتدلاة على أعمدة – الرصيف - ، يعترضني فوج من بناء حواء ، حركاتهن سريعة مضطربة كجيش منهزم وراءه جيش – الحجاج – بنظراته السوداء و سراويله المضغوطة و شعره المتجعد المتدلي على الأكتاف العريضة التي ملّت التسكع و الراحة ، أحوقل ، أهمس مع نفسي ،،- وذلك اضعف الإيمان - ،أتذكر مسرحية كانت قد عرضت في إحدى الحفلات المدرسية و هزني الحوار الذي دار بين تلميذين ، أتذكر ذلك جيدا و موجة التصفيق التي رافقته :
- لو أصبحت غنيا ، ماذا تشتري ؟!
- آه ،، وقتها سأشتري بقرة سمينة!
- آه ، إنه يقول بقرة ، ياله من غبي ! ! ، أما أنا فإذا أصبحت غنيا سأشتري سيارة.
- آه ،، آه .
- لماذا تضحك ؟!
- آه ، آه سيكون منظرك مضحكا غريبا و أنت تحلب السيارة .
ابتسم رغما عني ’ سألت نفسي : كم من شاب سيحلب سيارته عام 2010 ؟! أركض من جديد رغم ثقل الزمن الذي ضغط على رجلي فأجبرني على –التعرج-، أتحسس العرق البارد المتصبب من جسدي ، أرتطم بالأرض يتجدد النزيف .. يعاودني الغثيان ، أرتطم على الأرض .
صوت يأتيني من بعيد ، رغما عني يدخل الأذن عنوة ، عدد من الأطفال يحيط بي ، ربما أعتبر في نظرهم مجنونا أو معتوها ، يسألني أحدهم :- ما هو أجمل شكل هندسي ؟! – تذكرت أنه سمعه من بطل إحدى المسلسلات التي عرضت سابقا ، ولا شعوريا نطقت : / الدائرة : لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية /يقهقه الجميع ، أحس بالانقباض ، اختنق ، مازال الصوت يتردد على مسمعي رغم إعراضي عنه :/هذا قليل في الثمانين ،،ياويح اللي عاش لعام ألفين ، نأكل لحم بني آدمين و إلا الحجر و البلاتين .. / .
تهزني هذه الكلمات ، أحاول القيام ، تشدني المأساة إلى الأرض ، يساعدني أحد الشباب على القيام ، أشد على يده في قوة و إصرار ، أصرخ بكل قواي :/أنتم الأمل ،، أنتم الأمل ../ ثم أسقط أرضا ، أتلمس الدم المتفجر من أعماقي أحس بلُزُوجة طاغية ، أصرخ ثم .... أهب من فراشي فزعا ،، استغفر الله ، ثم ارفع يدي في دعاء لا ينتهــي.

يوسُف سُلطان
2009-11-26, 12:43
.. هذا السحر ليس من هواية يُعتصر ...هذا أسلوب مدرسة ..ويشرفني ان قبلتني تلميذا ..
لك التحية اخي محرز

زيتوني محرز
2009-11-26, 18:46
أخي سلطان 42 :
هذا من كرمك وحسن خلقك وجميل القيم التي تحملها ....
ليس هناك تلميذ وأستاذ ، كلنا يتعلم من مدرسة الحياة التي تعج بالمواقف والأحداث ..
علينا دائما ان نشكر العمر سراب التي فتحت لنا هذا الفضاء للبوح والإلتقاء .

صَمْـتْــــ~
2009-11-29, 00:20
أخي سلطان 42 :
هذا من كرمك وحسن خلقك وجميل القيم التي تحملها ....
ليس هناك تلميذ وأستاذ ، كلنا يتعلم من مدرسة الحياة التي تعج بالمواقف والأحداث ..
علينا دائما ان نشكر العمر سراب التي فتحت لنا هذا الفضاء للبوح والإلتقاء .

لا شكر على واجب أخي محرز..
سأعود إن شاء الله لقراءة نصّك..وسبب ابتعادي الملحوظ
هو مشكل في متصفّحي يعسّر عليّ انزال الرّدود او حتى المواضيع بسهولة
تحياتي لك وللأخ سلطان

صَمْـتْــــ~
2009-11-30, 15:11
صــــوت مــن الذاكــــــــــرة

يبدأ العداد ،، دقات قلبي مضطربة ، أحس بالخوف ، تملأني المأساة ، رباط العنق يشدني إلى ذاتي شدا ، يد باردة تربت على كتفي ، التفت ، لا أعثر على أحد ، يزداد فزعي، تختلط الأصوات الآدمية و أصوات الأجراس في ذاكرتي ، تتراقص الأشباح أمام ناظري، أبصر وجوه كل الذين أعرفهم وقد كساها السواد ، تتقشر بشرتهم من فرط الألم الذي يمزق أضلعهم ،، أصرخ ، أمد يدي إلى صوت استغاثتهم، أقبض على الريح ، أبحلق في المجهول ، أجري ، أقف ،، أدور ،، أسقط ،،أنهض ،، أركض،، و تضيع كل الحركات الإرادية فأصبح كديك ينوس من شدة الألم ،، تسقط القاذورات على رأسي ، أرفع بصري إلى أعلى ، رداد الأوساخ قادم من شرفة العمارة : ألعن الزمن الدوار ، أتذكر كل هذه المساحة التي انتصبت فيها العمارات الشاهقة كانت في وقت ما أرضا زراعية تدر على مالكيها أرباحا جمّة : يوم جاء- الكولون - بكلابهم المدربة على نهش لحوم إخوانهم – الكلاب – كما كانوا يسموننا ، يوما وقف جدي ،، آه نعم جدي ، أتذكر الآن ملامح وجهه جيدا ، ضيق العينين ، دقيق الأنف ، تنزل على جبهته شعرات بيض ترقص على أنغام الريح ، كـان وجهه صلبا أو قل قاسيا و قد استمد ذلك من قسوة الأيام و غطرستها ،، نعم ، وقف جدي و معه كل أبناء القرية النائمة في حضن الجبل ، رأيته يتمرغ في التربة و يقسم أن لا يتركها لهؤلاء الغرباء ، كان موقفا مؤثرا أبكانا جميعا ، و لحق به نفر من صناديد القرية ،، آه ،، يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت ذلك الحادث ، أحس بالدم العاتم يغزو قلبي و يحتل مساحة وجهي معلنا غضبي و حنقي ،، كانت الكلاب تنهش لحم – محبي الأرض – ثم حملوهم إلى الثكنات في سيارات – الجيب – و لم يمض أسبوعا حتى علمنا أن أجسادهم تعانق ميــاه أحد الآبار القريبة من القرية ، أما أرواحهم فبقيت تحوم حول الأرض في انتظار من يأخذ بثأرها كفراشات تطحلبت على بتلات زهرة ربيعية تمتص رحيقها و تعلن وجودها و حياتها ،،
أمسح عن عيني القذى ،، أنظر إلى هذه العمارات و قد زينت بألوان زاهية من الأقمشة فأصبحت كصورة فقدت إطارها فاختلطت ألوانها و تناشزت ،، أبصر مئات الرؤوس المدلاة من الشرفات ، كلها تطلبا شيئا ، تبرز الآباط وتنطلق الروائح الكريهة و تنزل الأوساخ كوابل من السماء فتشكل البرك و المستنقعات في الأسفل ، تحتل أسراب - الناموس – و بعوض الأنوفيل - هذه المساحات ، أحوقل ، استغفر الله من الزمن الغدار الدوار ، أجري ، رنين السيارات يجبرني على اقتفاء الرصيف ، أحشر نفسي مع الجموع الحاشدة المتزاحمة ، أحس بوخز الأقدام المتدلاة على أعمدة – الرصيف - ، يعترضني فوج من بناء حواء ، حركاتهن سريعة مضطربة كجيش منهزم وراءه جيش – الحجاج – بنظراته السوداء و سراويله المضغوطة و شعره المتجعد المتدلي على الأكتاف العريضة التي ملّت التسكع و الراحة ، أحوقل ، أهمس مع نفسي ،،- وذلك اضعف الإيمان - ،أتذكر مسرحية كانت قد عرضت في إحدى الحفلات المدرسية و هزني الحوار الذي دار بين تلميذين ، أتذكر ذلك جيدا و موجة التصفيق التي رافقته :
- لو أصبحت غنيا ، ماذا تشتري ؟!
- آه ،، وقتها سأشتري بقرة سمينة!
- آه ، إنه يقول بقرة ، ياله من غبي ! ! ، أما أنا فإذا أصبحت غنيا سأشتري سيارة.
- آه ،، آه .
- لماذا تضحك ؟!
- آه ، آه سيكون منظرك مضحكا غريبا و أنت تحلب السيارة .
ابتسم رغما عني ’ سألت نفسي : كم من شاب سيحلب سيارته عام 2010 ؟! أركض من جديد رغم ثقل الزمن الذي ضغط على رجلي فأجبرني على –التعرج-، أتحسس العرق البارد المتصبب من جسدي ، أرتطم بالأرض يتجدد النزيف .. يعاودني الغثيان ، أرتطم على الأرض .
صوت يأتيني من بعيد ، رغما عني يدخل الأذن عنوة ، عدد من الأطفال يحيط بي ، ربما أعتبر في نظرهم مجنونا أو معتوها ، يسألني أحدهم :- ما هو أجمل شكل هندسي ؟! – تذكرت أنه سمعه من بطل إحدى المسلسلات التي عرضت سابقا ، ولا شعوريا نطقت : / الدائرة : لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية /يقهقه الجميع ، أحس بالانقباض ، اختنق ، مازال الصوت يتردد على مسمعي رغم إعراضي عنه :/هذا قليل في الثمانين ،،ياويح اللي عاش لعام ألفين ، نأكل لحم بني آدمين و إلا الحجر و البلاتين .. / .
تهزني هذه الكلمات ، أحاول القيام ، تشدني المأساة إلى الأرض ، يساعدني أحد الشباب على القيام ، أشد على يده في قوة و إصرار ، أصرخ بكل قواي :/أنتم الأمل ،، أنتم الأمل ../ ثم أسقط أرضا ، أتلمس الدم المتفجر من أعماقي أحس بلُزُوجة طاغية ، أصرخ ثم .... أهب من فراشي فزعا ،، استغفر الله ، ثم ارفع يدي في دعاء لا ينتهــي.

لأبدأ من حيثُ أنهيت،
أستغفِرُ الله لأقول..
أين جيلُ اليوم ليشهدَ تصميمَ لوحتِك؟
لِيتذوّقَ حقيقةً بِطعمِ الصّراحة..
لِيُداعِبَ خلفَ المعنى الواحِدِ معانٍ خطّتها لهفتُك..
لهفةٌ لانتِفاضةِ عقولٍ..
بِخمولِها تُوقِّعُ ضياعَ حقوقٍ تُلوّنها دِماءُ أبرِياء
وعلى هذه الصّفحةِ البيضاء،
جدُّك مِثالٌ للشّهامةِ وعزّةِ النّفس..
يكتالُ حقوقه بِمكيالِ الشّرف،
ويدوسُ الذلّ بِأقدامِ الرّجولة،
وعشقه للونِ التّربة عِشقٌ طفوليٌّ بمعنى الأصالة
ومهما كانت نِهايتُهُم مُحزِنة..
إلاّ أنّها بطوليّةٌ راسِخةٌ ملامِحُها..
لن تقوى تقلّباتُ الزّمن على إتلافِ رائِحةِ شخصِهم الزكيّةِ..
ولو اجتمعت روائِحُ الدّنيا..
،،،
شدّتني دقّةُ وصفِك،
و مهارةُ نسجِك..
وحملني لفظُ " البقرة ".." السيّارة "..
" الأرض ".." العمارة "
لِمكانٍ بين الأمسِ واليوم..
فهل تُرانا نجِدُ لنا مُستقبلاً يأوي شرودَنا..
ونحنُ من تجاهلنا ماضينا فأبكيناه
و أضعنا حاضِرَنا فبالعارِ صقلناه..
لأعودَ باستغفاري لإلهٍ نرجوه بخيرٍ نويناه،
و ندعوه أن ننالَ رِضاه
ــــــــــــ
أخي محرز،
في كلِّ مرّة تأتينا بجديدٍ يُنعِشُ الذّاكرة
و يُثلِجُ صدورنا بأفكارِك النيّرة

احترامي لِشخصِك

العمرالضائع
2009-12-08, 22:08
سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر : قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع

صَمْـتْــــ~
2009-12-09, 10:30
سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر : قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع

محزِنةٌ كلِماتُك أيّها العمر الضّائِع..
قرأتها عيناي فاعتلى المشهَدُ مشارِف العقل فاعتقلتني حرارةُ الألم لتجعل قلبي دامع
رغم أنّي أجهلُ إن كانت الأحداث واقعيّة، إلاّ أنّي استسلمتُ لصِدقِ بوحِك الذي جعل أنفاساً لْنسجِك و أكادُ أجزِم أنّ القصّة واقعيّة
و الله أعلم...
طبعاً هذه حالة من عشرات الحالات التي تحدثُ يوميّاً و تحصِدُ أرواح البشر بما فيهِم البراءة..
قد نَعودُ إلى أقدارِنا لنقول أنّ ما حصل مع هذا الصّغير قدر محتوم، ولكن أين ثباتُ العقلِ و أين التأنّي ..؟؟
و قد أصبحت طُرُقاتُنا معابِر موتٍ يُهدّدُنا في كلّ مكانٍ وزمان..
فاللّوم لا يقعُ بهذه الحالة على الصّغير بل الكبيرُ من أوجب التحلّي بالحذر و الانتِباه لأجسادٍ قد لا تقوى على مواجهةِ أدنى ألم.
.......
أيّها العمر الضّائِع،
لا بأس بِمحاولتِك التي جسّدت لنا لوحةً صادقة بطريقة بسيطة تسهّل الفهم،
حيث لامست أفكارك مشاعرنا..
،،،
جميلٌ أن تُنوّع في كتاباتِك و الأجملُ أن تقتحِم بثقةٍ هذا المجال..
موفّق أخي..
تحيّاتي و احتِرامي

العمرالضائع
2009-12-09, 20:42
سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر : قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع





هل من ردود؟

صَمْـتْــــ~
2009-12-09, 21:11
هل من ردود؟
ما يجب أن تعلمه أخي أنّ هذا القسم يكاد يخلو من روّاده..فإن كان البعض منهم يدخل لقراءةِ القصص فلا تجِدُ ردّا منه كما لو كانت القصّة أقلّ أهميّة من غيرٍها من فنون الأدب..أو كما لو كان كاتِبُها لا يحتاجُ لدعمٍ معنويّ ولو بمجرّد كلِمةِ شكرٍ تشجيعيّة..
تمنّيت أن يكون القسم أكثر نشاط و حركة ولكن لا حياة لِمن تُنادي،
لهذا فأرجو أن لا يتضاءلَ عزمُك من أوّلِ محاولةٍ لك في هذا المجال الذي يهمّني أن ينالَ حقّه تماما كباقي أقسام الأدب.
فصبرا جميلا أيّها الكريم

العمرالضائع
2009-12-09, 21:25
اخني الاديبة الفاضله :
ليست هذه اول محاولة لي فلدي كثير من القصص
كما ان لي كثير من القصائد نشر بعضها
لكني احببت هذا المنتدي وما دامت هوايني الشعر والادب فقد انست فيه اهلا واحبابا
خاصة ان وجودك اختي الفاضله يضفي عليه مسحة خاصة وروحا من الجمال اضافة الى بعض الاقلام الشابة مثل اريج /سمارى/سعادي/ الهيبة........
اما عني فاني احضر واشارك في عدة ندوات وملتقيات
لكن مرورك وكلماتك نبقى دائما محببة الى قلوبنا /اشكرك كثيرا على اهتمامك

زيتوني محرز
2009-12-16, 18:50
لقد حاولت مرات عديدة أن أرد على محاولاتك المتعددة والمتنوعة ولكن في كل مرة يخونني المتصفح ، وقد راسلتك إلكترونيا منذ مدة بمجرد أن وردت هذه المحاولة في المنتدى في قسم الخواطر ..
إليك كل تحياتي وتقديري .

أريج الغار
2009-12-18, 23:26
قبل كل شيء .. أعتز بقراءة مواضيعك الخلاّقة ..

و بعدها أعتذر عن تأخر الرد ..
قرأت موضوعك مسبقا و ألوم الأخت العمر سراب على إغلاقها له .. فعن نفسي أنا لا أطلع على مجال القصة كثيرا .. حبذا لو كانت القصة تنشر مثلها مثل الخواطر الأخرى .. إنها نتاج إبداع كذلك !!
**
أخي العمر الضائع :
موقف أليم .. عبثا ما ستحاول نسيانه و لكن لن تتمكن من ذلك .. أتعلم لم؟؟ لأنك عشته و تعاملت معه بعاطفة ..
لكن الأشد ألما .. صبي غادر دنيا مشتاقا لأبيه .
**
مع ذلك دعنا نلق بالا للناحية الجيدة ..
غادرها ساعيا للعلم !!
*****
تحياتي على صياغتك الرائعة
دمت مبدعا مع خالص عرفاني ..
تحياتي الأبدية / أريج

صَمْـتْــــ~
2009-12-19, 00:13
قرأت موضوعك مسبقا و ألوم الأخت العمر سراب على إغلاقها له .. فعن نفسي أنا لا أطلع على مجال القصة كثيرا .. حبذا لو كانت القصة تنشر مثلها مثل الخواطر الأخرى .. إنها نتاج إبداع كذلك !!

غاليتي أريج،
بالنّسبة لموضوع الأخ العمر الضّائِع فقد أغلقته بعد أن أخبرته و لأنّ الأمرَ كان منطقيّاً، وذلِك لإتباع الموضوع بالقِسم المخصّص لذلك
ولعلمي بأنّ القصّة نتاج إبداع كما تفضّلتِ بالقول..فقد سعيتُ لحِفظِها من الضّياع كلّما طُوِيت الصّفحات..
أحيانا كثيرة لا يُردُّ عليها و بالتّالي سرعانَ ما تدخُل في طيِّ الإهمال ومن ثَمّ النّسيان
لأنّي لاحظتُ أنّ القليل القليل من يولي هذا الجانِب أهميّة ..
رغم أنّها تحمِلُ من العِبر والقيم ما يدفعُنا لعدم تهميشِها.

تمنّيتُ أن يكونَ قسما مخصّصا لها كما هو الحال ببعض المنتديات،
و سأسعى لذلك إن شاء الله إن حالفني الحظّ ووجدت أذانا صاغية

تحيّاتي..

العمرالضائع
2009-12-20, 12:01
[quote=أريج الغار;2027283]قبل كل شيء .. أعتز بقراءة مواضيعك الخلاّقة ..

و بعدها أعتذر عن تأخر الرد ..
قرأت موضوعك مسبقا و ألوم الأخت العمر سراب على إغلاقها له .. فعن نفسي أنا لا أطلع على مجال القصة كثيرا .. حبذا لو كانت القصة تنشر مثلها مثل الخواطر الأخرى .. إنها نتاج إبداع كذلك !!





**
أخي العمر الضائع :
موقف أليم .. عبثا ما ستحاول نسيانه و لكن لن تتمكن من ذلك .. أتعلم لم؟؟ لأنك عشته و تعاملت معه بعاطفة ..
لكن الأشد ألما .. صبي غادر دنيا مشتاقا لأبيه .
**
مع ذلك دعنا نلق بالا للناحية الجيدة ..
غادرها ساعيا للعلم !!
*****
تحياتي على صياغتك الرائعة
دمت مبدعا مع خالص عرفاني ..
تحياتي الأبدية / أريج





ذات القدر الرفيع اني اعتز كثيرا بوجودك ، وقدراتك المذهله { رجاء لا تذهبي بعيدا الى تاويلات اخرى} انا اقول الحقيقة، واعجب كثيرا لمن يفهم الشاردة والملمح :
.....مشتاقا الى ابيه ، ......ساعيا للعلم
انا قصدت تلك اللقطات فعلا وتعبت في تصويرها ، ولم يفطن اليها
الا قلة فيما ارى ان لم يكن شخص واحد ، ولم اضع تلك القبلة على
الجبين عبثا ...لن استرسل
ولكن ما اقوله عنك صحيح واقسم على ذلك
صدقيني ولا تلقي بالا لكلام اخر ، انت فذة بالفعل ، وليتك تصدقينني !
بالامس رفعت قصة ، كانت واقعية ، ثم حذفتها لانها لم ترق لا لك ولا لاختنا العمر سراب / لك تحياتي

أريج الغار
2009-12-20, 12:09
ما جعلك تثق أنها لم ترقني ؟؟؟
هيا أطلعني على العنوان لعلي لم أقرأها أصلا .. فأنا في فترة إمتحانات و لا أتطلع على كل شيء أثناء إستراحتي ..

العمرالضائع
2009-12-20, 12:42
[quote=أريج الغار;2032582]ما جعلك تثق أنها لم ترقني ؟؟؟
هيا أطلعني على العنوان لعلي لم أقرأها أصلا .. فأنا في فترة إمتحانات و لا أتطلع على كل شيء أثناء إستراحتي

العنوان هو : اخر ما قال لي
ساعيد رفعها لو اردت
بالتوفيق في امتحاناتك

زيتوني محرز
2009-12-21, 10:52
العقــــــــــدَةُ

ينفتح الباب أمامه ، يتصبب العرق من جبينه ، تصدر الآهات من قلبه حمما ملتهبة ، يحاول فك رباط العنق الذي يعصر أنفاسه عصرا ، يجر قدميه جرا ، يتهالك على أقرب كرسي ، يسرع إليه الجميع و كل الثلة المنتظرة :/ واشي سهل ربي ../ ثم سرعان ما يردف آخر عندما يرى وجومه و شروده :/ هذا ما كنا خايفين منه ، عرسان العام هذا الكل – تربطوا - .. / .
تقبر الزغاريد في الحنجرة ، تكبر مساحة الحزن ، يتكهرب الجو ، تضيع الابتسامات وراء حزن ظاهر ، تقطب العجائز الوجوه فتزداد التجاعيد وضوحا ،، تتجمهر النسوة حول العروسة التي غرقت في بكاء لا ينتهي ،، تنظر من خلال العبرات المتساقطة على الثياب البيض التي لفوها بها ، تمنت لو مزقتها شر تمزيق أو داستها على الأرض ../آه ،، أين أنت أيتها السعادة ،، و أين شهر العسل و هذه بداية المأساة ؟! /.
-/ لا تحزن يا ولدي ،، اصبر ،كل شيء يفوت ../ ينظر إلى والده ، تمنى لو سأله سؤالا وحيدا :/ هل حدث لك مثلما حدث لي عند زواجك ؟!/ ، يلجم الحياء لسانه ، بقيت نظراته ثابتة ، لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء ،/ ماذا يقولون عني ؟!، ما هوش راجل.../ وطبعا مقياس الرجولة عندهم هو انقضاء هذه المهمة في أسرع ما يمكن و كأننا في سباقات السرعة ../ تمنى لو كان في مقدوره أن يصرخ في هذا الجمع المحيط به:/ تفرقوا ،، روحوا لدياركم ../ لكن خوفه من كبر الفضيحة يوقفه عند حده.
يجمع قواه المبعثرة ، يصر على إعادة المغامرة ثم ليكن ما يكون ، ينهض بكل ثقله ، يدفع قدميه دفعا ، يدخل الغرفة المبعثرة ثانية ، يغلق الباب دونه ، هاهي شريكة حياته كما تركها في ثيابها البيضاء تقاوم موجة الدموع التي أغرقتها ،، ماذا يقول لها ؟! هل يذكرها بذكريات الصبا و آلاف الآمال التي نسجاها معا أم يزرع في فؤادها المضطرب الصبر و الشجاعة ؟! ، ما السبيل إلى ذلك و قلبه يرتعد فرقا و عضلة الحجاب الحاجز تضغط على غشاء القلب فتعصره؟ يتقدم منها ، يمسك يدها ،يحس ببرودة الثلج ، يسري في بدنه تيارا باردا يجمد أعصابه و يتركه جثة بلا روح ، يمسح دموعها، يجلس بجانبها ، يحاول أن يقوي من عزيمتها ، أصوات الدفوف تمزق نياط القلب ،تتعالى الزغاريد ، صراخ يصم الأذان، صفير الصغار بمزاميرهم يذكره بيوم النشور و البعث ، يزداد الخوف و ينتشر الرعب ، يحس و كأنه قادم على مغامرة نهايتها الموت ،،يعربد الموج بقوة ، يصطدم بالصخور الشاطئية الباردة فيعود القهقرى ، يعاود الكرة ، و يعاود و لكن دون جدوى ،،يجمع كيانه الممزق ، يدير قفل الباب ، تتوقف أصوات الدفوف و المزامير و الحناجر ، تنظر إليه النسوة ، يلتف حوله الصغار ،أصوات عديدة تقرع مسامعه : ( واشي ربي سهل ...) بماذا يجيب ؟! تمنى لو صرخ في وجوههم : / ربي دائما يسهل أنتم مصيبتي ../ ، تموت الكلمات في الحنجرة ، يندفع بسرعة خارجا ، يعترضه والده و رفاقه : / واشي ربي سهل ../ هل يكذب عليهم ؟! تضيع العبارات فيسقط على البلاط يلتمس برودته حتى تطفئ نار قلبه المشتعلة .
-/ يا حسرة ،، ربطوه زي أصاحبه ../
-/ إذا تربط الرجل لازم يروح – للطالب – يحل له العقدة ../
تتبادر إلى مسامعه الكلمات خافتة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ،، هل قدر عليه أن يعيش إلا مع (الطالب ) و العقد ؟!!.
علموه منذ الصغر إن الأبالسة و بنات الجن تسكن أفئدة البشر فعلقوا على صدره و طرزوا في ثيابه الحروز و تركوه يواجه الحياة ، ينهش من كبريائه الجريح و يمتص من دمه المتدفق ،، يغمض عينة ثانية ، صوت الدف يمزق صمت المكان ، ضجيج رقص، غناء أشبه بالبكاء: ( يا أولاد الصالحين..) مقطع واحد بقي مستقرا في ذاكرته المبعثرة ، " الطالب " بجبته البيضاء في حوار لا ينتهي مع من يسميهم الجن ،، العرق يتصبب من جبينه ،،الفوضى،، الدفء ،، الغناء ،، البكاء ،،و يختلط كل شيء ، لم يعد يبصر إلا – الطالب – بشعره المتدلي على الكتفين و لم يعد يسمع إلا أصوات آدمية تتخاطب فيما بينها ../ يا شهبار يا ولد بنت الأخيار أخرج و إلا كويتك بالنار ،،/ يزداد الضجيج ، ثم فجأة ينتهي كل شيء ، صمت رهيب عرف بعده أن ما يدعى – الجن – قد خرج من جسده لكنه عليه أن لا يتخلى على الحرز و إلا عاد قرينه ليستقر في أعماق قلبه .
-/ شوف يا ولدي ،، إذا لم تقدر هذه المرة لازم تشوف أنت و امرأتك – الطالب ../ أعادته كلمات والده للواقع ،، هل يرجع ثانية – للطالب – و قد حمد الله على أن الماضي لم يعد إلا ذكرى ؟ ينظر إلى والده بعين نصف مغمضة ، هل يصارحه بالسبب الذي جعله عاجزا إلى هذا الوقت ؟! هل يقول له :/ إنه أنتم و هذا الضجيج الذي يزيد المرء خوفا ورهبا ../ .
يعتدل في جلسته ، يمسح العرق المنسكب، يجمع كل قواه ، يمط شفتيه ، يخرج سيجارة ، يشعلها ، يأخذ نفسا كبيرا ، ينفث ، يحوقل في سره ، ينظر إلى والده ، يجمع الكلمات المبعثرة في ذاكرته ثم .....
-/ لن أدخل هذه المرة إلى الغرفة حتى يتفرق كل هذا الجمع و تغادر النسوة الغرفة المجاورة ../ ، ينظر إليه والده ، يبدو على وجهه تصميم على تنفيذ ما أقتنع به، قرر والده أن يدعه يجرب حظه للمرة الأخيرة قبل أن يحمله – للطالب - ،، يحس بالسكينة تعود إلى كيانه المهزوز ، يدوس بقية السيجارة بعقب الحذاء ، يندفع صوت الغرفة ، يدفع الباب و يدخل .....
هامش: لم يمض إلا وقتا يسيرا على دخوله الغرفة حتى خرج مبتسما مع صوت طلقة نارية .

العواد
2009-12-21, 21:07
أخي محرز ..عشت معك وقائع العرس وسمعت صوت الدف والزغاريد ..لكن ...........................(بعيدا عن الطالب...)
تصويرك للحدث كان مشوقا ننتظر جديدك..تقبل تشكراتي....

زيتوني محرز
2009-12-22, 14:55
أرجو أن تكون أخي - العواد - قد تناولت بعض الحلويات في العرس ........
المؤسف أن أعراسنا ابتعدت كثيرا عن الشرع الإسلامي الحنيف ، لذلك كثر السحر والربط والطلاق .........
دمت صديقا وفيا .

صَمْـتْــــ~
2009-12-22, 15:42
العقــــــــــدَةُ

ينفتح الباب أمامه ، يتصبب العرق من جبينه ، تصدر الآهات من قلبه حمما ملتهبة ، يحاول فك رباط العنق الذي يعصر أنفاسه عصرا ، يجر قدميه جرا ، يتهالك على أقرب كرسي ، يسرع إليه الجميع و كل الثلة المنتظرة :/ واشي سهل ربي ../ ثم سرعان ما يردف آخر عندما يرى وجومه و شروده :/ هذا ما كنا خايفين منه ، عرسان العام هذا الكل – تربطوا - .. / .
تقبر الزغاريد في الحنجرة ، تكبر مساحة الحزن ، يتكهرب الجو ، تضيع الابتسامات وراء حزن ظاهر ، تقطب العجائز الوجوه فتزداد التجاعيد وضوحا ،، تتجمهر النسوة حول العروسة التي غرقت في بكاء لا ينتهي ،، تنظر من خلال العبرات المتساقطة على الثياب البيض التي لفوها بها ، تمنت لو مزقتها شر تمزيق أو داستها على الأرض ../آه ،، أين أنت أيتها السعادة ،، و أين شهر العسل و هذه بداية المأساة ؟! /.
-/ لا تحزن يا ولدي ،، اصبر ،كل شيء يفوت ../ ينظر إلى والده ، تمنى لو سأله سؤالا وحيدا :/ هل حدث لك مثلما حدث لي عند زواجك ؟!/ ، يلجم الحياء لسانه ، بقيت نظراته ثابتة ، لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء ،/ ماذا يقولون عني ؟!، ما هوش راجل.../ وطبعا مقياس الرجولة عندهم هو انقضاء هذه المهمة في أسرع ما يمكن و كأننا في سباقات السرعة ../ تمنى لو كان في مقدوره أن يصرخ في هذا الجمع المحيط به:/ تفرقوا ،، روحوا لدياركم ../ لكن خوفه من كبر الفضيحة يوقفه عند حده.
يجمع قواه المبعثرة ، يصر على إعادة المغامرة ثم ليكن ما يكون ، ينهض بكل ثقله ، يدفع قدميه دفعا ، يدخل الغرفة المبعثرة ثانية ، يغلق الباب دونه ، هاهي شريكة حياته كما تركها في ثيابها البيضاء تقاوم موجة الدموع التي أغرقتها ،، ماذا يقول لها ؟! هل يذكرها بذكريات الصبا و آلاف الآمال التي نسجاها معا أم يزرع في فؤادها المضطرب الصبر و الشجاعة ؟! ، ما السبيل إلى ذلك و قلبه يرتعد فرقا و عضلة الحجاب الحاجز تضغط على غشاء القلب فتعصره؟ يتقدم منها ، يمسك يدها ،يحس ببرودة الثلج ، يسري في بدنه تيارا باردا يجمد أعصابه و يتركه جثة بلا روح ، يمسح دموعها، يجلس بجانبها ، يحاول أن يقوي من عزيمتها ، أصوات الدفوف تمزق نياط القلب ،تتعالى الزغاريد ، صراخ يصم الأذان، صفير الصغار بمزاميرهم يذكره بيوم النشور و البعث ، يزداد الخوف و ينتشر الرعب ، يحس و كأنه قادم على مغامرة نهايتها الموت ،،يعربد الموج بقوة ، يصطدم بالصخور الشاطئية الباردة فيعود القهقرى ، يعاود الكرة ، و يعاود و لكن دون جدوى ،،يجمع كيانه الممزق ، يدير قفل الباب ، تتوقف أصوات الدفوف و المزامير و الحناجر ، تنظر إليه النسوة ، يلتف حوله الصغار ،أصوات عديدة تقرع مسامعه : ( واشي ربي سهل ...) بماذا يجيب ؟! تمنى لو صرخ في وجوههم : / ربي دائما يسهل أنتم مصيبتي ../ ، تموت الكلمات في الحنجرة ، يندفع بسرعة خارجا ، يعترضه والده و رفاقه : / واشي ربي سهل ../ هل يكذب عليهم ؟! تضيع العبارات فيسقط على البلاط يلتمس برودته حتى تطفئ نار قلبه المشتعلة .
-/ يا حسرة ،، ربطوه زي أصاحبه ../
-/ إذا تربط الرجل لازم يروح – للطالب – يحل له العقدة ../
تتبادر إلى مسامعه الكلمات خافتة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ،، هل قدر عليه أن يعيش إلا مع (الطالب ) و العقد ؟!!.
علموه منذ الصغر إن الأبالسة و بنات الجن تسكن أفئدة البشر فعلقوا على صدره و طرزوا في ثيابه الحروز و تركوه يواجه الحياة ، ينهش من كبريائه الجريح و يمتص من دمه المتدفق ،، يغمض عينة ثانية ، صوت الدف يمزق صمت المكان ، ضجيج رقص، غناء أشبه بالبكاء: ( يا أولاد الصالحين..) مقطع واحد بقي مستقرا في ذاكرته المبعثرة ، " الطالب " بجبته البيضاء في حوار لا ينتهي مع من يسميهم الجن ،، العرق يتصبب من جبينه ،،الفوضى،، الدفء ،، الغناء ،، البكاء ،،و يختلط كل شيء ، لم يعد يبصر إلا – الطالب – بشعره المتدلي على الكتفين و لم يعد يسمع إلا أصوات آدمية تتخاطب فيما بينها ../ يا شهبار يا ولد بنت الأخيار أخرج و إلا كويتك بالنار ،،/ يزداد الضجيج ، ثم فجأة ينتهي كل شيء ، صمت رهيب عرف بعده أن ما يدعى – الجن – قد خرج من جسده لكنه عليه أن لا يتخلى على الحرز و إلا عاد قرينه ليستقر في أعماق قلبه .
-/ شوف يا ولدي ،، إذا لم تقدر هذه المرة لازم تشوف أنت و امرأتك – الطالب ../ أعادته كلمات والده للواقع ،، هل يرجع ثانية – للطالب – و قد حمد الله على أن الماضي لم يعد إلا ذكرى ؟ ينظر إلى والده بعين نصف مغمضة ، هل يصارحه بالسبب الذي جعله عاجزا إلى هذا الوقت ؟! هل يقول له :/ إنه أنتم و هذا الضجيج الذي يزيد المرء خوفا ورهبا ../ .
يعتدل في جلسته ، يمسح العرق المنسكب، يجمع كل قواه ، يمط شفتيه ، يخرج سيجارة ، يشعلها ، يأخذ نفسا كبيرا ، ينفث ، يحوقل في سره ، ينظر إلى والده ، يجمع الكلمات المبعثرة في ذاكرته ثم .....
-/ لن أدخل هذه المرة إلى الغرفة حتى يتفرق كل هذا الجمع و تغادر النسوة الغرفة المجاورة ../ ، ينظر إليه والده ، يبدو على وجهه تصميم على تنفيذ ما أقتنع به، قرر والده أن يدعه يجرب حظه للمرة الأخيرة قبل أن يحمله – للطالب - ،، يحس بالسكينة تعود إلى كيانه المهزوز ، يدوس بقية السيجارة بعقب الحذاء ، يندفع صوت الغرفة ، يدفع الباب و يدخل .....
هامش: لم يمض إلا وقتا يسيرا على دخوله الغرفة حتى خرج مبتسما مع صوت طلقة نارية .
للأسف أخي بهذه الحالات قلّ ما نجِدُ من يُهدّيئ الأمور..بل تجِدُ من يغتنمون فُرصة إظرام لهيبِ الشكّ مما ينتج عليه الطّلاق و فُقدان الثّقة بالنّفس
و أغلب النّاس يقعون ضحيّة جهلِهِم بوجوب أن يتوفّر جوّا للعريسين خالٍ من الصّخب والضّرب، فينسبون العجزَ للرّجل أو يقذفون الزّو جة بباطلٍ
أو يتحجّجون بالسّحر الذي يتسبب في إيقاع الأزواج بهذه الحالات التي غالباً ما تعصِفُ بحياتِهِم من بداية الطّريق.
لهذا فعلينا أن نتّخِذ من ديننا حمايةً تحول دون وقوعنا ضحايا جهلِنا و إن يكن تحول دون تمكّن السّحرة من تحقيقِ مساعيهم الدّنيئة
لأنّ ديننا يحصّن المسلم من كلّ مكروه إلاّ ماكتبه الله لعباده المؤمنين.
بارك الله فيك أخي محرز..
دمت ودام وفاؤك لهذا الفنّ..
كلّ التقدير والاحترام

زيتوني محرز
2009-12-22, 21:04
سعدت بمرورك الكريم ..
فعلا يا - أختاه - عندما تغيب الفكرة يبزغ الصنم ، وعندما تغيب القيم والمبادئ تظهر الترهات والمعاصي ، وعندما يغيب ( بضم الياء) الحق ينتشر الباطل ويطغى ...... ولكن عزاؤنا إن من بيننا - وأنت منهم - من يدق يوميا مسمارا في نعش الزيف والباطل .


دمت في خدمة الكلمة الصادقة المعطاءة .

صَمْـتْــــ~
2009-12-30, 21:46
السلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمان الرحيم




- الدَين ْ-


حزن عميق يلف المكان وصمت رهيب يخيم على الوجوه لم تعد
الكلمات تسعف أحدا لم يجد الحضور كلمات ملائمة لمواساة ذلك
الشيخ المسن ..لقد فقد العم محمد اليوم كل ما يملكه في هذه الحياة ..
الشئ الوحيد الذي ملكه وملكه لم يستطع دفن دموعه كما كان يدفن
جثمان زوجته وقف في صمت وأقبرها كأنما أقبر الدنيا بأسرها

معها وأجهش بالبكاء واحتضن ولديه وغاب مع الغروب يجر

أحزانه خلفه

عاد الشيخ المسن الى منزله وبدأ يجول بنظراته الحزينة داخل كل

جزء من ذلك البيت الكئيب كما لو أنه يشكوى أحزانه ويلقي آلامه
على كل ناحية .. يستعيد ذكريات ماضية تلك الذكريات التي كانت

تملأها عليه زوجته طوال سنوات حياة الزوجية التي لم تعرف

البؤس قط هاهو الآن – عمي محمد – يقاسي وحده بين جدران

سجنه الجديد المكان الوحيد الذي عرفه وأسس عشه فيه أين خرج

ولداه الى الحياة

لم يقطع ذلك السكون الرهيب سوى صوت ابنه وليد : أبي يجب أن

أذهب الآن عائلتي وأولادي في انتظاري كذلك عملي وكما تعلم لا

أستطيع التأخر لكن أعدك أبي أن لا أنفك أزورك أنا وأختي مريم
ولن نتركك لوحدتك أبدا .. و أحتضنه وقبل رأسه ومضى مع أخته

.. كانت تلك الكلمات تسقط على الشيخ كسقوط المطرقة على

السندان لكن برباطة جأش مصطنعة أخذ يودعهما ويفتعل الابتسامة

التي أيقن أنها قد غادرت بلا رجعة مع زوجته الحنون

كان الولدان يزوران الشيخ كل ليلة تقريبا لفترة من الزمن وكان
هذا اللقاء متنفس الشيخ الوحيد وروضته الغناء ونور ظلمته ووحدته
الموحشة فكان يقضي أجمل اللحظات بين أحضانهما ... ينصرفون

بعدها والشيخ يحذوه أملٌٌ وشوقٌ للقاء القريب القادم

تمر الأيام في عجالة يرن جرس الهاتف ، يرن معه قلب وعقل
الشيخ الذي لم يعتد منذ زمن سماع صوته .. الشيخ : اللهم اجعله

خيرا
يرفع السماعة – أبي اتصلت لاعتذر منك لأني لا أستطيع المجيء

اليوم كعادتي .. ابني مريض ويجب أن أبقى معه – لا عليك بنيتي
طهورا ان شاء الله قالها الشيخ في حزن وأسى ..

وكعادته ذهب الشيخ بخطواته المتثاقلة المحملة بكل ذكرياته الحلوة
والمرة ذهب ليعد لاستقبال ولده و وحيده .. انتظر ساعات وساعات
ولم يأت أحد فنام الشيخ على ذكرياته ، نام نوما عميقا كما لو أنه

يود نسيان ما جرى معه اليوم



الأيام تمر بسرعة ..لكنها تمر بصعوبة بالغة على العم محمد لتقطع

على جبينه مزيدا من التجاعيد مسجلة مرور الأيام والأشهر حاملة

الكثير من الآلام .. آلام تذبح الأمل وتذبح معها الشيخ المسن ...

يأتي العيد السعيد كانت هاته أول مناسبة سعيدة يقضيها الشيخ

وحيدا في غياب زوجته الشمس التي أفلت من حياته فأجهش بالبكاء

حتى لم تعد تحمله قدماه وسقط على الأرض مغشيا عليه ولم يعاود

النهوض

- الآن ولداه بجانبه وهو يتماثل للشفاء ..يقف الشيخ على باب

الغرفة المجاورة -

وليد مخاطبا أخته وزوجها يجب أن نضع حدا لهذا ..لم أعد أحتمل
..!!!
مريم ولا أنا .. .!!!
مشاغل أبنائي كثيرة ولم أعد أجد وقتا حتى لقضاء حاجياتهم ..

يجب أن نجد حلا ..؟؟؟
وليد – في أسى وحزن – لم يبقى لنا حل سوى ..... .......دار

المسنين
الكل في الغرفة يصيح : دار المسنين



- وساد المكان صمت رهيب -


وهنا يدخل الشيخ ليقطع الحوار الشيطاني وعلى فمه ابتسامة
مصطنعة تنم عن الكثير : أولادي لقد اتخذت قرارا غير قابل
للنقاش ولا للجدال سوف أقيم في دار المسنين .

رحل الشيخ من بيته .. رحل حاملا معه ذكرياته أفراحه وأحزانه ..
كانت هي مؤنسه الوحيد أزاح عن طريقه الباب العتيق كأنما أراد
أن يزيح معه همومه وآلامه ... هو الآن في دار المسنين ورغم

العناية الكاملة التي يحضى بها بين أقرانه لم يستطع الابتعاد عن
آلامه كأنما لا يستطيع التخلي عنها أو كأنما يستعذبها في صمت ..

هاهو ابنه وليد يجلس الآن على شرفة الغرفة المظلمة – المظلمة

بالأحزان والمليئة بالحسرة والكمد – يسترجع ذكرياته بينما يتأمل

خارجا بقية أقرانه من المسنين وهم يجوبون باحة الدار بخطوات

متثاقلة في صمت رهيب ويتذكر أيامه الخوالي ومع كل زفير يلقي

آهاته ليقر في نفسه * والله كما تدين تدان *



.................................................


* أتمنى أن أرى آراكم وانتقاداتكم ونصائحكم أخوتي

الكرام ..أخواتي الكريمات



* ولاتنسو الوالدة الكريمة بدعواتكم .. جزاكم الله خيرا

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أوّلا دعني أرحّب بإشراقتِك التي أضاءت هذا القِسم..
و ثانيا أسأل الله العظيم ربّ العرشِ العظيم أن يُشفي والِدتَك وكلّ المسلمين والمُسلِمات..
و إليك قراءة بسيطة لقصّتِك:
،،،
صدقت أخي محمّد حين ختمت نصّك بهذا المثل الذي يستوقِف أنفاسنا لنتذكّرَ في ما تحمله معانيه..
أجـل هو الجزاءُ الأكيد الذي يُجازى به كلّ من قدّم لغيره صنيعاً ليكون بالمِثل..فمن أحسنَ لغيرهِ وجد من يردّ عليه بِحُسنِ الأفعال و من أساء أُسيئَ إليه..
"فكما تُدينُ تُدان"

وهذا إن صحّ القولُ، لُبُّ النصّ الذي جاءَ مُكلّلا بجمالِ الأسلوب و مُشبعاً بقوّةِ المعنى..رغم بساطةِ اللّفظ ووقوفاً امامَ المعنى دعني أُصدِقُك القول أنّ الأفكار مهما كانت سطحيّة احتوت نبرةً مميّزة صقلها صِدقُ مشاعِرك التي جعلتنا نستشعِرُ حرارةَ الأحداث و نتخيّلُها و نتألّمُ مع الضحيّة " الأب "
و شخصيّاً رقَّ قلبي لهذا الرّجل المسنّ الذي راودته عاصِفة هدمت هدوءَ أيّام كانت معه رفيقة دربه..
لتكونَ نهايته المأساويّة بين أنيابِ الوِحدة القاتلة والأمرّ أنّ المتسبّب في هذا فلذتا كبده..
،،،،
وتبقى العِبرة قيّمة تجعلُنا نفكّرُ في مصيرٍ قد يبصم نهاية مطافِنا في حالِ تناسينا حقوق والدينا.

لأختِم بقوله تعالى: بعد باسم الله الرّحمنِ الرّحيم
قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء، 23-24)
،،،،

بالتّوفيق أخي محمّد في محاولاتٍ أخرى، واعذر مروري الخاطِف..
تقديري واحتِرامي

زيتوني محرز
2010-01-19, 21:18
زوبعة في قلب برئ
علموه منذ الصغر أن الغول يسكن أعماق البشر ،كانوا يخوفونه بالأشباح التي ستقتحم عليه غرفة نومه بين لحظة وأخرى ، أرضعته أمه الخوف والشك في كل ما يحيط به ، انزوى في المنزل ، ذبلت طفولته كنبتة أهملت دون سقي فأنحنى قوامها واستسلمت للرياح في خضوع وخنوع ،تكوم في غرفته يقتات من جسده وينهش من ملامح شخصيته الضبابية ، يبدو له الأمل في الخروج من هذا المستنقع الآسن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، يستسلم للبكاء لعله يخفف قليلا من آلامه وقهره ، شحب وجهه وغارت عيناه وشاخت شياطين المرض والأسقام في جسمه تسقيه سم الألم سقيا فيثور ولكن على من ؟ على نفسه المقهورة ،فتكون ثورته كزوبعة في فنجان حديدي لا يتكسر بل مع كل ثورة من ثورات غضبه يزداد الحبل شدا على عنقه الصغير وتزداد الأشواك إنغرازا في جسده المنهك ..
حملوه إلى – الطالب- ليقوم بتجاربه على هذا – الحيوان ألمخبري – عسى أن يكتشف سر نظرية علمية جديدة في ضربات الجن وصولاتهم ، فيغرق في جو البخور و ما يعرف ب - الجاوي -، كلمات المشعوذ تبقى تتردد على مسامعه فتنفذ إلى أعماقه عنوة وبكل إصرار : ( يا شهبار ، يا ولد بنت لخيار ،اخرج وإلا كويتك بالنار ..) .
حملوه إلى المدرسة مثل أبناء الأمراء في سيارة فخمة ، ألبسوه أحلى الثياب والحلل المطرزة فبدأ كطاووس بين الداخلين الجدد إلى معترك الحياة المدرسية ، تمنى لو كانت هذه الحلة تعكس بصدق ما في قلبه الدامي وهو يرى أترابه الطلقاء ، في عيونهم عرف معنى الحرية و الإنعتاق و في ابتسامتهم عرف معنى الحياة التي حرم منها في – قبو – منزلهم تمنى لو ألبسوا قلبه الكسير حلة الطمأنينة و الأمن لفرح في هذا اليوم فغنى و رقص و ركض و سرّ من أعماقه ،،، و لكن أنى له ذلك و هو يسير مطرق الرأس بين والده و شقيقه الأكبر كبضاعة ثمينة يخاف عليها من التزييف و ذهبا و تركاه وحيدا في الوحدة الصفية بحثا عن رفيقه الدائم – الحرز – فلم يجده ، أحس بالانقباض ، يد حديدية تضغط على عنقه ، تتردد أنفاسه مسرعة ، العرق ينسكب من جبينه ، فلتكن المواجهة ... و لكن أين السلاح ؟ و لم يزودوه إلا بسلاح الدموع و الخجل و إطراق الرأس و كانت المواجهة : - ما اسمك ؟ جاءه السؤال كصاعقة خرت لها قواه الهشة ، نظر إلى مصدر الصوت ، لم يتعود على مثل هذه اللهجة ، كانت أمه تخاف عليه من النسيم العليل ، بل كانت تواجه كل من ينطق معه و لو ببنت شفة مواجهة عنيفة بحجة أنه مريض . حاول أن يجيب ، أن يعلم هذا الشخص باسمه : أحمد الشاب الذي مات قبل أن يعرف طعم الحياة و نكهتها .
- هيا تكلم ... ألا تعرف اسمك ؟ ماذا يقول له ؟ أنّ أهله علموه ألا ينطق إلا في حضورهم ، و أنه إذا تكلم غضب الجن الذي يسكنه ، فيجعل نفسه منطقة للإعصار المدمر .
- اجلس أيها الحمار ...
وجلس في خنوع ، وسيل الدمع ينهمر من عينيه ، و لأول مرة يرضى عن هذا الاسم ، بل يقتنع به – الحمار – و من غير الحيوان يحيا حياته ؟.
و استمر أحمد على هذا المنوال في دراسته ، فكانت الإنذارات و التوبيخ ثم طرد أخيرا و لم يكمل دراسته الابتدائية بعد ،، طرد إلى أين ؟ إلى المنزل و لم يبق من عائلته سوى شقيقه الذي رحل إلى بلاد الغربة بحثا عن المجهول ،، أجل ،، رحل والداه و لم يتركا له سوى الخجل و الكبت و الخوف ، بل ازدادت حياته برحيلهما كآبة و حزنا و ضياعا ، حتى الغرفة الوحيدة التي كان يخلو فيها مخففا أهوال المواجهات المدرسية فقدها بعد أن باعها شقيقه لتسديد بعض الديون المتراكمة على كاهله .
طرد من المدرسة ليتلقفه الشارع بحنو ، لم يجد غرفة تؤويه ولا طعاما يسد جوعته ، ولا شربة ماء تروي عطشه ، بل لم يجد الحصن المنيع الذي يقيه العواصف والأعاصير ، لم يجد قلب أمه المنفطر حبا وعطاء وحرصا على حياته .. شيء واحد فرح به هو هذه الحرية التي ينعم بها ، فليركض ويرقص ويغني فلا أحد يلومه ، فهو في مدرسة الشارع الرحبة المتحررة المحررة ..
ونقل خطواته في كل مكان وكأنه يبحث عن شيء ضاع منه ، عن الحلقة المفقودة في مسلسل حياته الشقية .. ولما أظلم الليل وأسدل ستائره الحالكة السواد على الكون تراءت له الأشباح ترقص على نغم أنفاسه المترددة من شدة الخوف ... أين المفر ؟ ، تلاحقه الخيالات وتتبادر إلى مسامعه أصوات آدمية قادمة من اللاوجود ، لم يستطع تمييزها يزداد الصراخ ، ضربات الدفوف ودقات الطبول ، وينمو الصخب فيتكهرب الجو ، الكل يرقص ويغني ، تظهر له صورة أمه تبتسم : ( اليوم عرسك يا أحمد ..) ، لم يعد يتحمل ، فيصرخ بكل قوة : ( أمي .. أمي ..) ، يتطحلب على الأرض ، يتلوى من وقع العرس الجهنمي في كيانه ، يقاوم انهياره بعزيمة فولاذية ، ينهض ، يستوي جالسا ، تمتد يده إلى جيبه ، يخرج ورقة وقلم ...
هامش : في صباح يوم خريفي وجد عمال البلدية جثة شاب لم يتجاوز عمره أربعة عشر سنة ملقاة على أرضية أحد الشوارع ، لم يتمكن أي شخص من تحديد هويته ، لم يعرف عنه إلا انه شاب مات مبتسما وبجانبه ورقة مصفرة رثة كتبت فيها هذه العبارات : ( أمي .. أمي ..إني قادم إلى العروسة التي اخترتها لي ، لا ..لا تخافي يا أمي ، لن أرفض لك طلبا فأنا دائما ابنك البار ، لكن قبل أن أجئ أطلب منك طلبا بسيطا وهو أن تعذريني فقد مزقت الحرز المعلق على صدري وأنا أتلوى من شدة الألم اعدي لي حرزا جديدا فأنا آتي إليك حالا .. أعرف يا أمي إنك تحبينني ولكني أحبك كما أحب الحرية والتحرر ..أنا يا أمي طائر جميل من شدة حبكم له أغلقتم عليه القفص الذهبي ومنعتم عنه النشيد حتى لا يبح صوته فمات .. أنا يا أمي زهرة غرستموها في حديقة القلب وسقيتموها بكل ماء الحياة على أمل أن تنبت وتزهر فتعطي أطيب الثمر ، ولم تعلموا أنكم مع قطرات الماء الزائدة تعلنون تعفني ووفاتي ... أقسم بالله إني أحبك فوق كل شيء ما عدا الله لأنك علمتني أن لا شيء فوق الله ، ولأني أهواك واهوى حروزك فأعدي لي حرزا تحيكه يد الرحمان وتنسجه يد الملائكة ..إني آت يا أمي ..انتظريني عند بوابة الحياة الأخرى ولنسر معا على بركة الله .........) .

صَمْـتْــــ~
2010-01-24, 20:57
زوبعة في قلب برئ
علموه منذ الصغر أن الغول يسكن أعماق البشر ،كانوا يخوفونه بالأشباح التي ستقتحم عليه غرفة نومه بين لحظة وأخرى ، أرضعته أمه الخوف والشك في كل ما يحيط به ، انزوى في المنزل ، ذبلت طفولته كنبتة أهملت دون سقي فأنحنى قوامها واستسلمت للرياح في خضوع وخنوع ،تكوم في غرفته يقتات من جسده وينهش من ملامح شخصيته الضبابية ، يبدو له الأمل في الخروج من هذا المستنقع الآسن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، يستسلم للبكاء لعله يخفف قليلا من آلامه وقهره ، شحب وجهه وغارت عيناه وشاخت شياطين المرض والأسقام في جسمه تسقيه سم الألم سقيا فيثور ولكن على من ؟ على نفسه المقهورة ،فتكون ثورته كزوبعة في فنجان حديدي لا يتكسر بل مع كل ثورة من ثورات غضبه يزداد الحبل شدا على عنقه الصغير وتزداد الأشواك إنغرازا في جسده المنهك ..
حملوه إلى – الطالب- ليقوم بتجاربه على هذا – الحيوان ألمخبري – عسى أن يكتشف سر نظرية علمية جديدة في ضربات الجن وصولاتهم ، فيغرق في جو البخور و ما يعرف ب - الجاوي -، كلمات المشعوذ تبقى تتردد على مسامعه فتنفذ إلى أعماقه عنوة وبكل إصرار : ( يا شهبار ، يا ولد بنت لخيار ،اخرج وإلا كويتك بالنار ..) .
حملوه إلى المدرسة مثل أبناء الأمراء في سيارة فخمة ، ألبسوه أحلى الثياب والحلل المطرزة فبدأ كطاووس بين الداخلين الجدد إلى معترك الحياة المدرسية ، تمنى لو كانت هذه الحلة تعكس بصدق ما في قلبه الدامي وهو يرى أترابه الطلقاء ، في عيونهم عرف معنى الحرية و الإنعتاق و في ابتسامتهم عرف معنى الحياة التي حرم منها في – قبو – منزلهم تمنى لو ألبسوا قلبه الكسير حلة الطمأنينة و الأمن لفرح في هذا اليوم فغنى و رقص و ركض و سرّ من أعماقه ،،، و لكن أنى له ذلك و هو يسير مطرق الرأس بين والده و شقيقه الأكبر كبضاعة ثمينة يخاف عليها من التزييف و ذهبا و تركاه وحيدا في الوحدة الصفية بحثا عن رفيقه الدائم – الحرز – فلم يجده ، أحس بالانقباض ، يد حديدية تضغط على عنقه ، تتردد أنفاسه مسرعة ، العرق ينسكب من جبينه ، فلتكن المواجهة ... و لكن أين السلاح ؟ و لم يزودوه إلا بسلاح الدموع و الخجل و إطراق الرأس و كانت المواجهة : - ما اسمك ؟ جاءه السؤال كصاعقة خرت لها قواه الهشة ، نظر إلى مصدر الصوت ، لم يتعود على مثل هذه اللهجة ، كانت أمه تخاف عليه من النسيم العليل ، بل كانت تواجه كل من ينطق معه و لو ببنت شفة مواجهة عنيفة بحجة أنه مريض . حاول أن يجيب ، أن يعلم هذا الشخص باسمه : أحمد الشاب الذي مات قبل أن يعرف طعم الحياة و نكهتها .
- هيا تكلم ... ألا تعرف اسمك ؟ ماذا يقول له ؟ أنّ أهله علموه ألا ينطق إلا في حضورهم ، و أنه إذا تكلم غضب الجن الذي يسكنه ، فيجعل نفسه منطقة للإعصار المدمر .
- اجلس أيها الحمار ...
وجلس في خنوع ، وسيل الدمع ينهمر من عينيه ، و لأول مرة يرضى عن هذا الاسم ، بل يقتنع به – الحمار – و من غير الحيوان يحيا حياته ؟.
و استمر أحمد على هذا المنوال في دراسته ، فكانت الإنذارات و التوبيخ ثم طرد أخيرا و لم يكمل دراسته الابتدائية بعد ،، طرد إلى أين ؟ إلى المنزل و لم يبق من عائلته سوى شقيقه الذي رحل إلى بلاد الغربة بحثا عن المجهول ،، أجل ،، رحل والداه و لم يتركا له سوى الخجل و الكبت و الخوف ، بل ازدادت حياته برحيلهما كآبة و حزنا و ضياعا ، حتى الغرفة الوحيدة التي كان يخلو فيها مخففا أهوال المواجهات المدرسية فقدها بعد أن باعها شقيقه لتسديد بعض الديون المتراكمة على كاهله .
طرد من المدرسة ليتلقفه الشارع بحنو ، لم يجد غرفة تؤويه ولا طعاما يسد جوعته ، ولا شربة ماء تروي عطشه ، بل لم يجد الحصن المنيع الذي يقيه العواصف والأعاصير ، لم يجد قلب أمه المنفطر حبا وعطاء وحرصا على حياته .. شيء واحد فرح به هو هذه الحرية التي ينعم بها ، فليركض ويرقص ويغني فلا أحد يلومه ، فهو في مدرسة الشارع الرحبة المتحررة المحررة ..
ونقل خطواته في كل مكان وكأنه يبحث عن شيء ضاع منه ، عن الحلقة المفقودة في مسلسل حياته الشقية .. ولما أظلم الليل وأسدل ستائره الحالكة السواد على الكون تراءت له الأشباح ترقص على نغم أنفاسه المترددة من شدة الخوف ... أين المفر ؟ ، تلاحقه الخيالات وتتبادر إلى مسامعه أصوات آدمية قادمة من اللاوجود ، لم يستطع تمييزها يزداد الصراخ ، ضربات الدفوف ودقات الطبول ، وينمو الصخب فيتكهرب الجو ، الكل يرقص ويغني ، تظهر له صورة أمه تبتسم : ( اليوم عرسك يا أحمد ..) ، لم يعد يتحمل ، فيصرخ بكل قوة : ( أمي .. أمي ..) ، يتطحلب على الأرض ، يتلوى من وقع العرس الجهنمي في كيانه ، يقاوم انهياره بعزيمة فولاذية ، ينهض ، يستوي جالسا ، تمتد يده إلى جيبه ، يخرج ورقة وقلم ...
هامش : في صباح يوم خريفي وجد عمال البلدية جثة شاب لم يتجاوز عمره أربعة عشر سنة ملقاة على أرضية أحد الشوارع ، لم يتمكن أي شخص من تحديد هويته ، لم يعرف عنه إلا انه شاب مات مبتسما وبجانبه ورقة مصفرة رثة كتبت فيها هذه العبارات : ( أمي .. أمي ..إني قادم إلى العروسة التي اخترتها لي ، لا ..لا تخافي يا أمي ، لن أرفض لك طلبا فأنا دائما ابنك البار ، لكن قبل أن أجئ أطلب منك طلبا بسيطا وهو أن تعذريني فقد مزقت الحرز المعلق على صدري وأنا أتلوى من شدة الألم اعدي لي حرزا جديدا فأنا آتي إليك حالا .. أعرف يا أمي إنك تحبينني ولكني أحبك كما أحب الحرية والتحرر ..أنا يا أمي طائر جميل من شدة حبكم له أغلقتم عليه القفص الذهبي ومنعتم عنه النشيد حتى لا يبح صوته فمات .. أنا يا أمي زهرة غرستموها في حديقة القلب وسقيتموها بكل ماء الحياة على أمل أن تنبت وتزهر فتعطي أطيب الثمر ، ولم تعلموا أنكم مع قطرات الماء الزائدة تعلنون تعفني ووفاتي ... أقسم بالله إني أحبك فوق كل شيء ما عدا الله لأنك علمتني أن لا شيء فوق الله ، ولأني أهواك واهوى حروزك فأعدي لي حرزا تحيكه يد الرحمان وتنسجه يد الملائكة ..إني آت يا أمي ..انتظريني عند بوابة الحياة الأخرى ولنسر معا على بركة الله .........) .



بهذا المدخل سأتكلّمُ بصفةٍ عامّة..
فحين يغلّف الجهل بأُسُسِ التّربيّة السّليمة، قلوب الأمّهات لا محالةَ يُخفِقنَ في أداءِ واجِبِهنّ تُجاه الأبناء..
فلا يقتصِرُ هذا الأخير على إطعامِهِم و غسل ملابِسِهِم..بلِ الجوهرُ في تنشئةِ الطِّفل هو تقويمِ شخصيّته عبرَ ضوابِطَ شرعيّة..فلا تنشغِل عليهِم بِمهامِها سواء كانت منزليّة أو عمليّة لأنّهم الأولى برِعايتِها و عطفِها الذي يُعطيهِم دفئاً يحولُ دونَ أن تُوجّهَ أنظارُهم لجهةٍ أخرى بُغيةَ تحصيلِ الحنان.

و إن قلنا الدّفء والحنان فلا نعني أن نستسلِم لخوفِنا على أبناءِنا من نسيمِ الهواء..لِنُغلِقَ عليهِم نوافِذَ الحياة و نحتجِزهم في بؤرةِ حبّنا و خوفِنا عليهِم..مثل الحالةالتي سنتطرّق إليها في النصّ الذي بين أيدينا..والذي يُعالِجُ واقعاً مرّا لطِفلٍ يفتقِدُ لمعنى الطّفولة..فتهاوت بداخله صُورٌ لم يُلامسها قلبه فحرّكت هواجِسه وسط كبتٍ لازم عقله الصّغير الذي أثقله التّفكير فيما حوله..هكذا يُقفِلُ الطّفلُ على نفسه كلّ الأبواب فيمتنع عن تأمّله فيما قد يقلِبُ حياته لشيء يُزيحُ عنه ألمَ الوِحدة و اليأس..

وعودةً لما قلناه سابِقا عن جهلِ وُلاّة الأمر عامّةً (الوالدين) في أسُس التّربيّة، يتفطّنون لحالةِ ابنِهم بعد أن يغرق في وحلِ عذابه و يلتحِف نُقص شخصيّته..ليهرعوا لأساليبَ لا تجدي نفعاً..ظنّا منهم بِتعرّضه لمسٍّ شيطاني، مُتجاهلين أنّهُم عجنوه و شكّلوه في قالبٍ مُفرغٍ من الدّاخل..

فلا يجبُ أن يقتصِرَ اهتِمامنا بِنموّ أجسادِهم أمام أعيُننا.. ونُهمِلَ النموّ الجوهري الذي يُشكّلُ روحَ الطّفلِ وعقله..
...
وهكذا يصطدِمُ الطِّفلُ يوم تحرّره من قيودِ المنزل وذهابه إلى المدرسة..بِواقعٍ تُزخرِفه مشاهِدُ أخرى تُخالِفُ مشاهِدَ حياته..حين تُلامِسُ عيناهُ ألوانَ حياةٍ جديدة..و يرى غيره في بساطةٍ يتوقُ لأن يلتحِفها كثوبٍ فيقتلِعَ عنه ثوبه الفاخِر الذي لم يمنحه أبسطَ حقوق الطّفولة في أسمى صُورِها..
لكِن صقلت شخصيّته مخاوفَ باتت تُلازمه تماما كما لازمه الفشل في الدّراسة ولم يجِد في مستقبله سوى عُصارةِ تربيةِ والديه من الخوف والكبت و الضّعفِ المُستخلِصِ من الإحاطة الزّائدةِ لِوالدته به خوفاً عليه من الشّارِع..الذي كان الحُضنَ البديلَ بعد رحيلِهما..

وكم هي مؤلمةٌ نهاية هذا الشابّ الصّغير الذي وافته المنيّة عليلا مُرهقَ النّفسِ من سجنِ الحياةِ الذي عايشها ولم يتذوّق حلاوتها..
نِهايةٌ تقشعِرُّ لها الأبدان وتنذرِفُ لها الدّموع تحسُّرا على أمثالِ هذه النّفوس البريئة التي تندفن يوم وِلادتِها..

فهل آن أوانُ عودتِنا إلى التّربية الصّحيحة لأبنائنا حتّى نتمكّن من تنشئتِهم وِفق مقوّمات إيجابيّة تُثمِرُ قلوباً قويّة و مفعمة بالحياة و متوهِّجة بالإيمانِ كسِلاحٍ دينيٍّ يهديهِم أسمة المشاعِر الإنسانيّة..

أن نخافَ على أبنائِنا شيءٌ معقولٌ و لكِن لِنحذر من الحبِّ المُفسِدِ لبناءِ شخصيّاتهم..
،،،،
ماذا عساني أقول أيّها الكاتب الجميل جمال ما تخطّ أناملك و تنسجُ أفكارك القيِّمة..
سوى أن أعترِف بإمكانيّاتِك في رسمِ صورٍ واقعيّة نقِف أمام روعتِها بخشوعٍ و إعجاب..
دُمت لقسمِ الإبداع أيّها القلمُ المِعطاء..

زيتوني محرز
2010-01-25, 11:31
كلماتك معبرة ..
لديك القدرة على تفكيك شفرة القصة وبامتياز..
ما وددت إيصاله للقراء قمت مشكورة بإيصاله بيسر ودراية

دمت قلما موجها معبرا

سمارى
2010-02-16, 20:31
العقــــــــــدَةُ

ينفتح الباب أمامه ، يتصبب العرق من جبينه ، تصدر الآهات من قلبه حمما ملتهبة ، يحاول فك رباط العنق الذي يعصر أنفاسه عصرا ، يجر قدميه جرا ، يتهالك على أقرب كرسي ، يسرع إليه الجميع و كل الثلة المنتظرة :/ واشي سهل ربي ../ ثم سرعان ما يردف آخر عندما يرى وجومه و شروده :/ هذا ما كنا خايفين منه ، عرسان العام هذا الكل – تربطوا - .. / .
تقبر الزغاريد في الحنجرة ، تكبر مساحة الحزن ، يتكهرب الجو ، تضيع الابتسامات وراء حزن ظاهر ، تقطب العجائز الوجوه فتزداد التجاعيد وضوحا ،، تتجمهر النسوة حول العروسة التي غرقت في بكاء لا ينتهي ،، تنظر من خلال العبرات المتساقطة على الثياب البيض التي لفوها بها ، تمنت لو مزقتها شر تمزيق أو داستها على الأرض ../آه ،، أين أنت أيتها السعادة ،، و أين شهر العسل و هذه بداية المأساة ؟! /.
-/ لا تحزن يا ولدي ،، اصبر ،كل شيء يفوت ../ ينظر إلى والده ، تمنى لو سأله سؤالا وحيدا :/ هل حدث لك مثلما حدث لي عند زواجك ؟!/ ، يلجم الحياء لسانه ، بقيت نظراته ثابتة ، لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء ،/ ماذا يقولون عني ؟!، ما هوش راجل.../ وطبعا مقياس الرجولة عندهم هو انقضاء هذه المهمة في أسرع ما يمكن و كأننا في سباقات السرعة ../ تمنى لو كان في مقدوره أن يصرخ في هذا الجمع المحيط به:/ تفرقوا ،، روحوا لدياركم ../ لكن خوفه من كبر الفضيحة يوقفه عند حده.
يجمع قواه المبعثرة ، يصر على إعادة المغامرة ثم ليكن ما يكون ، ينهض بكل ثقله ، يدفع قدميه دفعا ، يدخل الغرفة المبعثرة ثانية ، يغلق الباب دونه ، هاهي شريكة حياته كما تركها في ثيابها البيضاء تقاوم موجة الدموع التي أغرقتها ،، ماذا يقول لها ؟! هل يذكرها بذكريات الصبا و آلاف الآمال التي نسجاها معا أم يزرع في فؤادها المضطرب الصبر و الشجاعة ؟! ، ما السبيل إلى ذلك و قلبه يرتعد فرقا و عضلة الحجاب الحاجز تضغط على غشاء القلب فتعصره؟ يتقدم منها ، يمسك يدها ،يحس ببرودة الثلج ، يسري في بدنه تيارا باردا يجمد أعصابه و يتركه جثة بلا روح ، يمسح دموعها، يجلس بجانبها ، يحاول أن يقوي من عزيمتها ، أصوات الدفوف تمزق نياط القلب ،تتعالى الزغاريد ، صراخ يصم الأذان، صفير الصغار بمزاميرهم يذكره بيوم النشور و البعث ، يزداد الخوف و ينتشر الرعب ، يحس و كأنه قادم على مغامرة نهايتها الموت ،،يعربد الموج بقوة ، يصطدم بالصخور الشاطئية الباردة فيعود القهقرى ، يعاود الكرة ، و يعاود و لكن دون جدوى ،،يجمع كيانه الممزق ، يدير قفل الباب ، تتوقف أصوات الدفوف و المزامير و الحناجر ، تنظر إليه النسوة ، يلتف حوله الصغار ،أصوات عديدة تقرع مسامعه : ( واشي ربي سهل ...) بماذا يجيب ؟! تمنى لو صرخ في وجوههم : / ربي دائما يسهل أنتم مصيبتي ../ ، تموت الكلمات في الحنجرة ، يندفع بسرعة خارجا ، يعترضه والده و رفاقه : / واشي ربي سهل ../ هل يكذب عليهم ؟! تضيع العبارات فيسقط على البلاط يلتمس برودته حتى تطفئ نار قلبه المشتعلة .
-/ يا حسرة ،، ربطوه زي أصاحبه ../
-/ إذا تربط الرجل لازم يروح – للطالب – يحل له العقدة ../
تتبادر إلى مسامعه الكلمات خافتة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ،، هل قدر عليه أن يعيش إلا مع (الطالب ) و العقد ؟!!.
علموه منذ الصغر إن الأبالسة و بنات الجن تسكن أفئدة البشر فعلقوا على صدره و طرزوا في ثيابه الحروز و تركوه يواجه الحياة ، ينهش من كبريائه الجريح و يمتص من دمه المتدفق ،، يغمض عينة ثانية ، صوت الدف يمزق صمت المكان ، ضجيج رقص، غناء أشبه بالبكاء: ( يا أولاد الصالحين..) مقطع واحد بقي مستقرا في ذاكرته المبعثرة ، " الطالب " بجبته البيضاء في حوار لا ينتهي مع من يسميهم الجن ،، العرق يتصبب من جبينه ،،الفوضى،، الدفء ،، الغناء ،، البكاء ،،و يختلط كل شيء ، لم يعد يبصر إلا – الطالب – بشعره المتدلي على الكتفين و لم يعد يسمع إلا أصوات آدمية تتخاطب فيما بينها ../ يا شهبار يا ولد بنت الأخيار أخرج و إلا كويتك بالنار ،،/ يزداد الضجيج ، ثم فجأة ينتهي كل شيء ، صمت رهيب عرف بعده أن ما يدعى – الجن – قد خرج من جسده لكنه عليه أن لا يتخلى على الحرز و إلا عاد قرينه ليستقر في أعماق قلبه .
-/ شوف يا ولدي ،، إذا لم تقدر هذه المرة لازم تشوف أنت و امرأتك – الطالب ../ أعادته كلمات والده للواقع ،، هل يرجع ثانية – للطالب – و قد حمد الله على أن الماضي لم يعد إلا ذكرى ؟ ينظر إلى والده بعين نصف مغمضة ، هل يصارحه بالسبب الذي جعله عاجزا إلى هذا الوقت ؟! هل يقول له :/ إنه أنتم و هذا الضجيج الذي يزيد المرء خوفا ورهبا ../ .
يعتدل في جلسته ، يمسح العرق المنسكب، يجمع كل قواه ، يمط شفتيه ، يخرج سيجارة ، يشعلها ، يأخذ نفسا كبيرا ، ينفث ، يحوقل في سره ، ينظر إلى والده ، يجمع الكلمات المبعثرة في ذاكرته ثم .....
-/ لن أدخل هذه المرة إلى الغرفة حتى يتفرق كل هذا الجمع و تغادر النسوة الغرفة المجاورة ../ ، ينظر إليه والده ، يبدو على وجهه تصميم على تنفيذ ما أقتنع به، قرر والده أن يدعه يجرب حظه للمرة الأخيرة قبل أن يحمله – للطالب - ،، يحس بالسكينة تعود إلى كيانه المهزوز ، يدوس بقية السيجارة بعقب الحذاء ، يندفع صوت الغرفة ، يدفع الباب و يدخل .....
هامش: لم يمض إلا وقتا يسيرا على دخوله الغرفة حتى خرج مبتسما مع صوت طلقة نارية .

بدءاا، كانت القصة شبه غامضة ...
إلى ان اتضحت بكلمة*ربطوه زي اصحابه*
حقيقة،خفت من مجرد ذكرك لها ...
فكيف بعقول الناس فينا تنحدر للتفكير فيها من مجرد امر قد حال الخجل اوالقلق و الضغط دونه ...
بل كانوا هم سبب تأخر الهامش ...
جذبني اسلوب الطرح و السرد ...
اكتفي بهذا الرد البسيط ..
امام شخصك الادبي الراقي ...
فتقبلي مروري المتاخر ...

قلب امرأة
2010-06-03, 13:03
كنت في حاجة لمثل هذا الموضوع

رائع واكثر

خلف
2010-11-12, 15:11
1. أباد الله خضراءهم.
2. ابذل لصديقك دمك ومالك.
3. إبرة في كومة قش.
4. أتبع من الظل.
5. اتَّكَلْنا منه على خُصٍّ.
6. الاتحاد قوة.
7. اترك الشر يتركك.
8. اتسع الخرق على الراقع.
9. اتسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل.
10. أثقل من جبل.
11. اجتنب مصاحبة الكذاب فإن اضطررت إليه فلا تُصَدِّقْهُ.
12. اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُّ.
13. أجهل الناس من كان على السلطان مدلا وللإخوان مذلا.
14. احذر الأحمق واحذر وُدَّهُ.
15. احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة.
16. أحذر من غراب.
17. احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره.
18. أحرس من كلب.
19. أَحْسِنْ إلي الناس تستعبد قلوبهم.
20. أحضر الناس جوابا من لم يغضب.
21. احفر بئرا وَطُمَّ بئرا ولا تُعَطِّلْ أجيرا.
22. احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود.
23. أحمد البلاغة الصمت حين لا يَحْسُنُ الكلام.
24. أحن من الأم على أولادها.
25. آخ الأْكْفاءَ وداه الأعداء.
26. أخاك أخاك إن مَنْ لا أخا له كَساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح.
27. اختر أهون الشرين.
28. اختلط حابلهم بنابلهم.
29. آخر الحياة الموت.
30. اخطب لابنتك ولا تخطب لابنك.
31. أَخْفَقَ حالب التيس.
32. أخوك من صدقك النصيحة.
33. أخوك من صَدَقك لا من صدّقك.
34. أَدّى قدراً مستعيرها.
35. أدنى من حبل الوريد.
36. إذا أتت مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل.
37. إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع.
38. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
39. إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل.
40. إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
41. إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه.
42. إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن بحزم ناصح أو نصيحة حازم.
43. إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق.
44. إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء.
45. إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها.
46. إذا تم العقل نقص الكلام.
47. إذا تمنيت فاستكثر.
48. إذا تولى عقداً أحكمه.
49. إذا حان القضاء ضاق الفضاء.
50. إذا حضر الماء بطل التيمم.
51. إذا دببت على المنسأة من هرم فقد تباعد عنك اللهو والغزل.
52. إذا ذكرت الذئب فأعد له العصا.
53. إذا ذكرت الذئب فخذ الحذر.
54. إذا ذل مولى فهو ذليل.
55. إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم.
56. إذا زل العالِمُ زل بزلته عالَمٌ.
57. إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وَ صَدَّقَ ما يعتاده من توهم.
58. إذا سأل ألحف وإن سئل سوّف.
59. إذا سلمت من الأسد فلا تطمع في صيده.
60. إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك.
61. إذا صدأ الرأي أصقلته المشورة.
62. إذا صُنْتَ المودة كان باطنها أحسن من ظاهرها.
63. إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة.
64. إذا ظلمت من دونك فلا تأمن عقاب من فوقك.
65. إذا عُرِفَ السبب بطل العجب.
66. إذا غامَرْتَ في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم.
67. إذا فرغ الفؤاد ذهب الرقاد.
68. إذا قصرت يدك عن المكافأة فليصل لسانك بالشكر.
69. إذا قل ماء الوجه قل حياؤه.
70. إذا كان الصبر مُرًّا فعاقبته حلوة.
71. إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
72. إذا كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
73. إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة.
74. إذا كنتَ ذا رأىٍ فكن ذا مشورة فإن فساد الرأي أن تترددا.
75. إذا كنت سنداناً فاصبر وإذا كنت مطرقة فأوجع.
76. إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه.
77. إذا لم يكن إلا الأَسِنَّةُ مركبا فلا رأي للمضطر إلا ركوبها.
78. إذا لم ينفعك البازي فانتف ريشه.
79. إذا نُصِرَ الرأي بطل الهوى.
80. إذا هَبَّتْ رياحك فاغتنمها.
81. اذالم تستحي فأفعل ما تشاء.
82. أذل البخل أعناق الرجال.
83. أرخص من التمر في البصرة.
84. أرسل حكيما ولا توصه.
85. أرى كل إنسان يرى عيب غيره ويعمى عن العيب الذي هو فيه.
86. ازرع كل يوم تأكل.
87. أساء سمعا فأساء إجابة.
88. استر عورة أخيك لما يعلمه فيك.
89. استقبال الموت خير من استدباره.
90. استندت إلى خصٍ مائلٍ.
91. استنوق الجمل.
92. أسد عليَّ وفي الحروب نعامة.
93. أسرع من الريح.
94. أسمع جعجعة ولا أرى طحنا.
95. الإشارات تُغْني اللبيب عن العبارات.
96. اشتدي يا أزمة تنفرجي.
97. أشد الجهاد مجاهدة الغيظ.
98. أشد الفاقة عدم العقل.
99. اشكر من أَنْعَمَ عليك وأَنْعِمْ على من شكرك.
100. اصبر تنل.
101. اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.
102. اصبر لكل مُصِيبةٍ وتجلًّدِ واعلم بأن الدهر غير مُخَلَّدِ.
103. أصحاب العقول في نعيم.
104. أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
105. إصلاح الموجود خير من انتظار المفقود.
106. اضحك يضحك العالم معك وابك تبك وحدك.
107. اِضْرِبْ ما دام الحديد حامياً.
108. أضعت شاة جعلت الذئب حارسها أما علمت بأن الذئب حراس.
109. أضيق الأمر أدناه من الفرج.
110. اطلب تظفر.
111. اطلب من العلوم علماً ينفعك ينفي الأذى والعيب ثم يرفعك.
112. اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
113. اطلبوا العلم ولو في الصين.
114. أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً.
115. أظلم من أفعى.
116. أعدّوا لكلب السوء كلبا يعادله.
117. أعدل الشهود التجارب.
118. أعرف الناس بالله أرضاهم بما قسم الله له.
119. اعرف صاحبك واتركه.
120. أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب.
121. أعز من الولد ولد الولد.
122. أعزب دهر ولا أرمل شهر.
123. أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه.
124. أعط القوس باريها.
125. اعطني عمر وارميني بالبحر.
126. اعف عما أغضبك لما أرضاك.
127. أَعقَلُ الناس أَعْذَرُهُمْ للناس.
128. اعقلها وتوكل.
129. أعلمه الرماية كل يوم فلما أشتد ساعِدُهُ رماني.
130. أعلى الممالك ما يبنى على الأسل.
131. اعمل الطيب وارمه البحر.
132. الأعور في وسط العميان ملك.
133. أغن من وليته عن السرقة.
134. أغنى الأغنياء من لم يكن للبخل أسيراً.
135. أغيرة وجبنًا؟
136. أغيظ من عاداك من لا تُشَاكِلُ.
137. آفة الحديث الكذب.
138. آفة الرأي الهوى.
139. آفة العِلْم النسيان.
140. الإفراط في التواضع يجلب المذلة.
141. أفْضَلُ الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر.
142. أفضل الجود العطاء قبل الموعد.
143. أفضل الجود أن تبذل من غير مسألة.
144. الأفعال أبلغ من الأقوال.
145. الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة.
146. أقرب من اللسان للأسنان.
147. أقل الناس سروراً الحسود.
148. قلل طعامك تجد منامك.
149. قلل عتابك فالبقاء قليل والدهر يعدل تارة ويميل.
150. أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة.
151. اكذب النفس إذا حدثتها.
152. إكرام الميت دفنه.
153. أكرم نفسك عن كل دنيء.
154. أكل وحمد خير من أكل وصمت.
155. أكلوا خيري وعصوا أمري.
156. ألا كل ما هو آت قريب وللأرض من كل حي نصيب.
157. ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
158. ألقمه الحجر.
159. إلى التراب يصير الناس كلهم.
160. إلى حتفي مَشَتْ قدمي.
161. الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
162. الإمارة حلوة الرضاع مُرَّةُ الفطام.
163. إمام فعال خير من إمام قَوَّالٍ.
164. الأماني حلم في يقظة والمنايا يقظة من حلم.
165. الأماني رءوس مال المفاليس.
166. الأمر يعرض دونه الأمر.
167. أملك الناس لنفسه من كتم سره.
168. إن أخاك من واساك.
169. إن الأيادي قروض.
170. إن البعوضة تُدْمي مُقْلةَ الأسد.
172. إن البغاث بأرضنا يستنسر
173. إن الجبان حتْفُه من فوقه
174. إن الجواد قد يعثر
175. إن الحياة عقيدة وجهاد
176. إن الذليل من دل في سلطانه
177. إن السفينة لا تجري على اليابس
178. إن السماء تُرْجَى حين تحتجب
179. إن الشباب والفراغ والْجِدَة مفسدة للمرء أي مفسدة
180. إن الشفيق بسوء ظن مولع
181. إن الغريق بكل حبل يعلق
182. إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
183. إن الغنى والعز في القناعة والذل في الحرص وفي الوضاعة
184. إن القذى يؤذي العيون قليله ولربما جرح البعوض الفيلا
185. إن الله جَوَّادٌ يحب كل جَوَّادٍ
186. إن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفاسفها
187. إن الله يمهل ولا يهمل
188. إن المعاذير يَشُوبُها الكذب
189. إن المعارف في أهل النهى ذمم
190. إن المعلم لم تكن أقواله طبق الفعال فقوله لن يثمرا
191. إن المقْدِرة تُذْهِبَ الحفيظة
192. إن جهد المقل غير قليل
193. إن زاد الشيء عن حده ينقلب لضده
194. إن غدا لناظره قريب
195. إن غلا اللحم فالصبر رخيص
196. إن قل مالي فلا خِلُّ يصاحبني وإن زاد مالي فكل الناس خِلاَّنِي
197. إن كبر ابنك آخيه
198. إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا
199. إن كنت كذوباً فكن ذكوراً
200. إن لم يكن وفاق ففراق
201. إن مع اليوم غدا يا مسعدة
202. إن مفاتيح الأمور العزائم
203. إن من البيان لسحرا
204. إن نبغتم ففي علم وفي أدب وفي صناعات عصر ناسه صُنع
205. إن وراء الأَكَمةِ ما وراءها
206. أنا الغريق فما خوفي من البلل
207. أنا لها ولكل عظيمة
208. أنت على رد ما لم تقل أقدر منك على رد ما قلت
209. انتظر حتى يشيب الغراب
210. أنجز حر ما وعد
211. الإنسان بالتفكير والله بالتدبير
212. أنفس ما للفتى لُبُّهُ

(الانسان الوفي)
2011-10-08, 21:57
السلام عليكم.....شكرا اخيتي الكريمة (صفية) سيكون لي نصيب ان شاء الله في هذا المكان الرائع روعة تحليلاتك الذكية ...لكن لا تقسوا علي كما تفعلين في أماكن أخرى فنحن فقط (نخربش ونتعلم تسلق الاشجار )...دام نزيف قلمك اخيتي.

العاشق المصرى
2012-06-15, 23:56
ما أروع النفس حين تصفو
بارك الله فيك وعقلك
وزادكى علما تبثيه لمن حولك
وزانك ترفعا وتواضعا

عبد الله10
2012-11-23, 20:20
..اللّهمَّ صلّ وبارك على سيِّدِنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِهِ وسلّم

*أنفآل*
2013-01-12, 13:25
شكراااااااااااااااااااااااااااااا

ikram liliace
2013-02-19, 13:18
قصة رائعة بارك الله فيك

ْفاطمــــ الزهراء ــــة
2013-05-31, 11:07
شكرااااااااااااااااااا

ملاك القدس
2013-07-10, 21:48
بارك الله فيكم

اياد27
2013-07-25, 05:01
بارك الله فيكم وتقبل صيامكم وقيامكم بمزيد من الاجر والثواب و المغفرة

ابراهيم سوفي
2013-08-07, 05:45
http://img03.arabsh.com/uploads/image/2012/10/07/0d35464e66f401.gif

عادل عبد الله
2013-08-29, 13:58
بـــــــــــــــارك الله فيكــــــــــــم

صهيب عطية
2015-06-05, 18:18
شرح وتعريف مبدع مفيد

الدرة المصونة 5
2018-09-19, 07:19
بوركت اختي على هذا الطرح المميز