Su2013
2016-07-21, 03:07
ان هذا المقال عبارة عن مجهود شخصي,جمعت فيه مجموعة من المعلومات و الأحداث الموثقة بكافة الوسائل و الوسائط المتاحة,حول ماهية و طبيعة الأحداث الآخيرة التي مرت بها تركيا,وكما حاولت ابراز الحيادية التامة من خلال الطرح الموضوعي لتحليل الأحداث.دون الانحياز لأي من الأطراف الفاعلة..كما حاولت التلخيص قدر الامكان من أجل وضع القارئ أمام صورة
متكاملة و متناسقة,بسيطة و سهلة بعيدة عن الاعتبارات السياسية و التعقيدات البروتوكولية.
ان الانقلاب العسكري الذي نفذته جزء من القوات المسلحة و السلطات المدنية التركية قد باء بالفشل الذريع,و ذلك الفشل يعود إلى أسباب كثيرة,من بينها :
-ضعف التنسيق : ان مجاميع الوحدات العسكرية و القطاعات المدرعة التي نفذت الانقلاب كانت تفتقد لعنصر مهم و هو التنسيق,و انعدام الاتصال المباشر بين قادة تلك الوحدات,مما أفقدها التوازن بشكل جد سريع.
-الأهداف الخاطئة : ان تمركز قوات من الجيش التركي بمداخل جسر البوسفور في مدينة اسطنبول يعتبر تمركز استراتيجي خاطئ تماما,نظرا لكون المكان لديه أهمية صورية أو شكلية فقط,في حين تلزم على الجيش السيطرة على مقرات الدولةالحيوية مثل مؤسسات و قصور الرئاسة و مباني الوزارات السيادية و الاقامات التابعة لها.اكتفى الجيش بالسيطرة المحتشمة على بعض الساحات العمومية و الطرق الرئيسية و بعض الأزقة السياحية.
-التردد و المشاركات المحتشمة : قد لا يعلم الكثير من المتابعين بأن الانقلاب كان له جذور عميقة داخل المؤسسة العسكرية,اذ أنه و خلال الساعات الحاسمة تردد عدد كبير من القيادات في إرسال الجيش إلى الشوارع,اضافة الى اعفاء جيش الاحتياط العامل من المخطط الانقلابي مما أضعف الانقلابيين تعداديا,بالرغم من مساندة قادة تلك الوحدات للانقلاب إلا أنهم فضلوا التريث و تجنب المغامرة.
-ظهور أردوغان و المقاومة السياسية العنيدة : ان ظهور اردوغان مثل صدمة عنيفة للانقلابيين,بعدما كان اغتيال هذا الأخير أمرا
مطروحا على طاولة المشاورات الداخلية لأصحاب البزة العسكرية,لكن ظهوره المفاجئ و مخاطبته للمجتمع التركي المدني بشكل
مباشر و عفوي,جعل الانقلابيين نفسهم يغيرون من إستراتيجيتهم.و قلب المعارضة لصفه.
-التوقيت و سرعة التنفيذ : من الجانب التكتيكي كان اختيار التوقيت لتنفيذ الانقلاب خاطئ,لأن تواجد المدنيين أعاق بشكل لا يصدق تحرك وحدات الجيش,إذ أن جل الانقلابات لا تكون إلا في ساعات الليل المتآخرة جدا و هذا لتسهيل فرض حظر التجوال,و من أجل إعطاء الجيش أفضلية سرعة التنفيذ الأمر الذي أهمله الانقلابيين.
-انقلاب بلا قيادات و ضبابية الأهداف : لم يبرز للعلن و الاعلام أي من القيادات العسكرية الفاعلة من أصحاب الرتب الرفيعة لتبني التحرك العسكري,اضافة الى ضعف البيان الذي عكس الفوضوية و جعل من منفذي الانقلاب مجرد هواة,وأحبط هذا معنويات صغار الظباط و جعلهم يستسلمون بالجملة.
-السيطرة على الاعلام : هنا أهم نقطة,هنا تجتمع كل الأسباب المذكورة سالفا,اذا باعتباره السلطة الرابعة و المحرك الفعلي للجماهير,ان تآخر
سيطرة الجيش على القنوات الخاصة مثلا ''سي آن آن-تركية'' أدى الى تسارع الانتقادات و فتح جبهة اعلامية عسكرية ضد الجيش,اضافة الى
السيطرة الخاطئة على مقر القناة الرسمية ''تي آر تي'' بتكليف شخص مدني (مذيعة أخبار) بقراءة بيان عسكري بينما كان أنسب قراءة البيان من قبل شخصية لها وزن من المؤسسة العسكرية,أيضا استمرار شبكة الانترنيت و الاتصالات اللاسلكية التي ساهمت في ضرب الانقلابيين في العمق و تسريع عملية سقوطهم,وآخيرا عدم استخدام و توظيف الشبكات الاجتماعية من قبل الانقلابيين,
اذ كان من الأنسب استخدام معارضة الكترونية افتراضية على الأقل للتعبئة الشعبية.
متكاملة و متناسقة,بسيطة و سهلة بعيدة عن الاعتبارات السياسية و التعقيدات البروتوكولية.
ان الانقلاب العسكري الذي نفذته جزء من القوات المسلحة و السلطات المدنية التركية قد باء بالفشل الذريع,و ذلك الفشل يعود إلى أسباب كثيرة,من بينها :
-ضعف التنسيق : ان مجاميع الوحدات العسكرية و القطاعات المدرعة التي نفذت الانقلاب كانت تفتقد لعنصر مهم و هو التنسيق,و انعدام الاتصال المباشر بين قادة تلك الوحدات,مما أفقدها التوازن بشكل جد سريع.
-الأهداف الخاطئة : ان تمركز قوات من الجيش التركي بمداخل جسر البوسفور في مدينة اسطنبول يعتبر تمركز استراتيجي خاطئ تماما,نظرا لكون المكان لديه أهمية صورية أو شكلية فقط,في حين تلزم على الجيش السيطرة على مقرات الدولةالحيوية مثل مؤسسات و قصور الرئاسة و مباني الوزارات السيادية و الاقامات التابعة لها.اكتفى الجيش بالسيطرة المحتشمة على بعض الساحات العمومية و الطرق الرئيسية و بعض الأزقة السياحية.
-التردد و المشاركات المحتشمة : قد لا يعلم الكثير من المتابعين بأن الانقلاب كان له جذور عميقة داخل المؤسسة العسكرية,اذ أنه و خلال الساعات الحاسمة تردد عدد كبير من القيادات في إرسال الجيش إلى الشوارع,اضافة الى اعفاء جيش الاحتياط العامل من المخطط الانقلابي مما أضعف الانقلابيين تعداديا,بالرغم من مساندة قادة تلك الوحدات للانقلاب إلا أنهم فضلوا التريث و تجنب المغامرة.
-ظهور أردوغان و المقاومة السياسية العنيدة : ان ظهور اردوغان مثل صدمة عنيفة للانقلابيين,بعدما كان اغتيال هذا الأخير أمرا
مطروحا على طاولة المشاورات الداخلية لأصحاب البزة العسكرية,لكن ظهوره المفاجئ و مخاطبته للمجتمع التركي المدني بشكل
مباشر و عفوي,جعل الانقلابيين نفسهم يغيرون من إستراتيجيتهم.و قلب المعارضة لصفه.
-التوقيت و سرعة التنفيذ : من الجانب التكتيكي كان اختيار التوقيت لتنفيذ الانقلاب خاطئ,لأن تواجد المدنيين أعاق بشكل لا يصدق تحرك وحدات الجيش,إذ أن جل الانقلابات لا تكون إلا في ساعات الليل المتآخرة جدا و هذا لتسهيل فرض حظر التجوال,و من أجل إعطاء الجيش أفضلية سرعة التنفيذ الأمر الذي أهمله الانقلابيين.
-انقلاب بلا قيادات و ضبابية الأهداف : لم يبرز للعلن و الاعلام أي من القيادات العسكرية الفاعلة من أصحاب الرتب الرفيعة لتبني التحرك العسكري,اضافة الى ضعف البيان الذي عكس الفوضوية و جعل من منفذي الانقلاب مجرد هواة,وأحبط هذا معنويات صغار الظباط و جعلهم يستسلمون بالجملة.
-السيطرة على الاعلام : هنا أهم نقطة,هنا تجتمع كل الأسباب المذكورة سالفا,اذا باعتباره السلطة الرابعة و المحرك الفعلي للجماهير,ان تآخر
سيطرة الجيش على القنوات الخاصة مثلا ''سي آن آن-تركية'' أدى الى تسارع الانتقادات و فتح جبهة اعلامية عسكرية ضد الجيش,اضافة الى
السيطرة الخاطئة على مقر القناة الرسمية ''تي آر تي'' بتكليف شخص مدني (مذيعة أخبار) بقراءة بيان عسكري بينما كان أنسب قراءة البيان من قبل شخصية لها وزن من المؤسسة العسكرية,أيضا استمرار شبكة الانترنيت و الاتصالات اللاسلكية التي ساهمت في ضرب الانقلابيين في العمق و تسريع عملية سقوطهم,وآخيرا عدم استخدام و توظيف الشبكات الاجتماعية من قبل الانقلابيين,
اذ كان من الأنسب استخدام معارضة الكترونية افتراضية على الأقل للتعبئة الشعبية.