أبو أنس ياسين
2016-06-15, 14:13
قال الله عز وجل في محكم تنزيله :
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ } سورة الأنبياء.
قال الشيخ الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآيات :
هذا تعجُّبٌ من حالة الناس، وأنه لا ينجع فيهِم تذكيرٌ، ولا يرعون إلى نذيرٍ، وأنهم قد قرُبَ حِسابُهم، ومُجازاتهم على أعمالِهم الصالحة والطالحة، والحالُ أنّهم في غفلةٍ مُعرِضون، أي: غفلةٍ عمّا خُلِقُوا له، وإعراضٍ عمّا زُجِرُوا به. كأنّهم للدنيا خُلِقوا، وللتمتّع بها وُلدوا، وأنّ اللهَ تعالى لا يزالُ يُجَدِّدُ لهم التذكيرَ والوعظَ، ولا يزالون في غفلتهم وإعراضِهم، ولهذا قال: { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ } يُذكِّرُهُم ما ينفعُهُم ويَحُثُّهُم عليه وما يَضُرُّهُم، ويُرَهِّبُهُم منه { إِلا اسْتَمَعُوهُ } سَمَاعًا، تقوم عليهم به الحجّة، { وَهُمْ يَلْعَبُونَ. لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ } أي: قلوبُهُم غافلةٌ مُعرِضة لاهية بِمطالبها الدّنْيَوِيّة، وأبدَانُهم لاعبةٌ، قد اشتَغلوا بتناول الشهوات والعملِ بالباطلِ، والأقوال الرَّدِيَّة، مع أنّ الذي ينبغي لهم أنْ يكونوا بغير هذه الصفة، تُقْبِلُ قلوبُهم على أمرِ الله ونَهْيِهِ، و تستمعه استماعًا، تَفْقَهُ المرادَ منهُ، وتسعى جَوارحُهم، في عبادةِ ربِّهم، التي خُلِقوا لأجلِها، ويجعلون القيامةَ والحسابَ والجَزاء منهم على بال، فبذلك يَتِمُّ لهم أمرُهم، وتستقيمُ أحوالهم، وتَزْكُوا أعمالُهم.
انتهى نقلا من كتابه العظيم : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان.
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ } سورة الأنبياء.
قال الشيخ الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآيات :
هذا تعجُّبٌ من حالة الناس، وأنه لا ينجع فيهِم تذكيرٌ، ولا يرعون إلى نذيرٍ، وأنهم قد قرُبَ حِسابُهم، ومُجازاتهم على أعمالِهم الصالحة والطالحة، والحالُ أنّهم في غفلةٍ مُعرِضون، أي: غفلةٍ عمّا خُلِقُوا له، وإعراضٍ عمّا زُجِرُوا به. كأنّهم للدنيا خُلِقوا، وللتمتّع بها وُلدوا، وأنّ اللهَ تعالى لا يزالُ يُجَدِّدُ لهم التذكيرَ والوعظَ، ولا يزالون في غفلتهم وإعراضِهم، ولهذا قال: { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ } يُذكِّرُهُم ما ينفعُهُم ويَحُثُّهُم عليه وما يَضُرُّهُم، ويُرَهِّبُهُم منه { إِلا اسْتَمَعُوهُ } سَمَاعًا، تقوم عليهم به الحجّة، { وَهُمْ يَلْعَبُونَ. لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ } أي: قلوبُهُم غافلةٌ مُعرِضة لاهية بِمطالبها الدّنْيَوِيّة، وأبدَانُهم لاعبةٌ، قد اشتَغلوا بتناول الشهوات والعملِ بالباطلِ، والأقوال الرَّدِيَّة، مع أنّ الذي ينبغي لهم أنْ يكونوا بغير هذه الصفة، تُقْبِلُ قلوبُهم على أمرِ الله ونَهْيِهِ، و تستمعه استماعًا، تَفْقَهُ المرادَ منهُ، وتسعى جَوارحُهم، في عبادةِ ربِّهم، التي خُلِقوا لأجلِها، ويجعلون القيامةَ والحسابَ والجَزاء منهم على بال، فبذلك يَتِمُّ لهم أمرُهم، وتستقيمُ أحوالهم، وتَزْكُوا أعمالُهم.
انتهى نقلا من كتابه العظيم : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان.