المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تا الله لــــولا الهاشمي معلما وبشيرا...


أبومحمدحسام
2016-05-24, 15:46
قد جـــاء في شـــــعر جمــــــيل ..... قم للمعلم ووفـــه التبجــــــيلا

هذا المعلم صاحب العبء الثقـيل.......هل له في وظيفته مثــــــيلا

يده مغبرة أذابها الطباشــــــــــيرا تقاسيم وجهه لا تقبل التصويرا

فرضــــوا الوقوف عليه طويلا .....حتى و إن قال الطبيب عليــلا

أحصوا عليه كل صغيرة وكبيرة….. الـــويل ثم الـــويل للتقصيرا

عن عملـــه وحضوره تقريرا ..... حتى غدا لموظف التعليم أسيرا

كل الوظائف نالـــت التقديرا ..... إلا المعلــــــم خـــــارج التسعيرا

تا الله لــــولا الهاشمي معلما وبشيرا لما اتخذت هذا الطريق سبيلا

استدركوا وتداركوا التكريما ..... على استحياء بـــــــــلا جمهورا

أم الشَّيماء
2016-05-24, 18:44
جميل جدا هذا الشعر ، ويكفينا فخرا أن رسالتنا امتداد لرسالة الأنبياء,

أبومحمدحسام
2016-05-24, 19:21
جميل جدا هذا الشعر ، ويكفينا فخرا أن رسالتنا امتداد لرسالة الأنبياء,

الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظمته والصلاة والسلام على أفضل الناطقين بالضاد المرسل رحمة للعالمين

ويكفينا فخرا أننا حماة الثغور،ومربو الأجيال،وسقاة الغرس، وعمار المدارس، و القلب النابض في النظام التعلمي التعليمي...
مع أطيب التحيات

أبومحمدحسام
2016-05-27, 21:28
منقول من المنتدى مع تغيير بسيط جدا
قصة معلم متقاعد(عبد المجيد)

حضرات السادة والسيدات
السلام عليكم ورحة الله وبركاته، وبعد
يشرفني كثيرا أن أحظى اليوم بشرف هذا الجمع المبارك حولي، الذي باستثناء اليوم الذي صدمتني فيه سيارة لم أعرف سائقها، وأنا أمتطي دراجتي الهوائية متجها إلى المدرسة التي أشتغل فيها معلما، لم أكن موضوع تجمهر قبله ولا بعد، ولا بأس اليوم من شكر اﻷكاديمية والنيابة التي تواضعت أخيرا، لتنصت إلى هذا الشخص الذي لا تعتبره سوى إسمٍ من اﻷسماء النكرة، أو رقما من أرقام التأجير التي تشتغل في دوائر نفوذها، فشكرا إذن للسيد مدير مديريةالتربية الذي لا أعتقد أنه اﻵن بين هذا الحضور..
ضدا على كل العبارات البيروقراطية، والبروتوكولات، ألتمس منكم اﻹصغاء إلي ومنحي بعضا من وقتكم الثمين لموظف يعيش آخر ساعات انتسابه لوزارتكم الموقرة..
أنا المعلم(...)، البالغ من العمر 60 سنة، والمتزوج اﻷب لأربعة أطفال من أبناء هذا الوطن، والحامل لرقم التأجير (...)، أصرح، وأنا ببعض قواي العقلية، التي احتفظت بها قسرا سنوات خدمتي الفعلية الطويلة داخل الفصل، أنني أرفض هذا التكريم الذي تفضلتم وتكرمتم بإقامته لشخصي..
نعم، لست في حاجة أيها السادة إلى تصفيقاتكم، وأنتم تحتجزونني هذا المساء داخل هذه القاعة كبهلوان عجوز، تعلقون على صدره أوسمة رخيصة، وتغدقون عليه بكلمات معلبة معدة بشكل رتيب، لكل مناسبة تسكتون بها موظفيكم كلما حان أجل أحدهم ليسلمكم مفاتيح فصله، ويستدير إلى ما تبقى من عمره متواريا عن أنظاركم إلى اﻷبد..
لا أيها الكرام
هل غاب عن ذهنكم أن هذا الجسد الضامر المتهالك، تسكنه روح يعيش بها، وذاكرة طالما اختزنت ويلات النضال، وظلمات الشقاء والبؤس الذي أرادته لنا وزارتكم؟
كنت سأفرح بتكريمكم لي، يوم وصلت على ظهر حمار الجبل الذي تعتليه المقاطعة التي عينت بها ذات ليلة من ليالي السبعينات الباردة، فلم أجد سكنا أقطن به، ﻷلوذ بمسجد أياما أبيت فيه قبل أن يحتضنني بعض سكان القرية بكرمهم..
كنت سأفرح بتكريمكم لي، وأنا أشتغل سنتين بدون راتب، في انتظار اﻷجرة، حتى اشتكاني البقال إلى رجال الدرك لكثرة ديوني..
كنت سأفرح بتكريمكم لي، وأنتم ترسلون إلي مديرا، يجتهد فقط بتبليغكم أيام عجزي ومرضي، وموافاتي بالاستفسارات، وإحصاء كل كبيرة وصغيرة علي، دون أن يمدني يوما بتنويه أو تشجيع لقاء كدي وجدي في سبيل تحصيل التلاميذ..
كنت سأفرح بتكريمكم، يوم لدغتني عقرب، وأنا تحت سقف مهترئ قرب المديرية، أستجلب النوم واﻷحلام البسيطة، ﻷنسى بها الواقع الذي شكلتموه لي..
كنت سأفرح بتكريمكم، يوم انقطعت عني اﻷجرة سنة ونصف، إثر خطإ جناه علي المدير، جراء تقاعسه في إرسال مراسلة، كلفتني إرسال زوجتي لتشتغل خادمة ببيوت المدينة، حتى نجد ما نقتات به نحن وأبناؤنا....
كنت سأفرح بتكريمكم، ذات ليلة كانت ستقضي علي فيه شمعة داخل مسكني، بعدما شبت ألسنة اللهب في أغطيتي وملاءاتي الحقيرة..
كنت سأفرح بتكريمكم، وأنا أدرس خمسين تلميذا داخل فصل واحد، بدعوى الخصاص وما إلى ذلك مما تجتهدون فيه للرد على مطالبنا ومطالب الشعب..
كنت سأفرح بتكريمكم، يوم سقطت فيه مغمى علي، إثر مرض مزمن، بعدما ضاق السيد النائب بمراسلاتي المرفقة بملف طبي مصادق عليه من قبل وزارة الصحة..
كنت سأفرح بتكريمكم، وأنا أشارك كل سنة، بعد عقود قضيتها مرابطا بالجبال ، في الحركة الوطنية قصد الاقتراب من مستشفى بالمدينة، يحتضن سقمي وعلتي..
كنت سأفرح بتكريمكم، ولوائح الترقية تطالعني كل سنة بجدول خال من اسمي..
كنت سأفرح بتكريمكم، وأنا أشغل جميع الحرف داخل قسمي، تارة حلاقا يحلق رؤوس تلاميذي، وتارة منظفا أجمع فضلاتهم وقمامات الساحة، وتارة بناء أو صباغا أعتلي السلالم لمناشدة جدران المدرسة حتى لا تباغتني يوما وأنا أشتغل بينها..
نعم، أيها المحترمون..
كنت سأفرح بهذا التكريم، خلال تلك السنوات المديدة المريرة التي خلفت ما خلفت على تجاعيد وجهي وعظام جسدي وأكوام مكدسة من اﻷحزان داخل صدري المنهك بالربو والسعال اﻵن.. ولم يكن يزيدني إصرارا وتمسكا بالحياة، غير شرطي يستوقفني بالطريق مذكرا إياي أنه كان ذات يوم أحد تلاميذي، أو ممرضة لم تنس جهدي معها وهي تلميذة، أو...
لكل هذه اﻷسباب أيها السادة، أعتذر عن قبولي هذا التكريم هذه الليلة، وأطلب منكم فقط أن تفسحوا لي طريقا ﻷخرج من هذه القاعة التي خنقتني - أنا المعاق ذا العكازين- وأنصرف إلى حال سبيلي، مستسمحكم عذرا على اﻷخذ من وقتكم لسماع أساطير شيخ في أراذل عمره..
والسلام عليكم ورحمة اللـه