tatohaoua
2009-10-03, 12:42
أم المؤمنين زينب بنت جحش
رضي الله عنها
وزينب بنت جحش بن رئاب، هي الشابة الشريفة الحسناء، سليلة بني أسد، وحفيدة عبدالمطلب، وابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما زوجها الأول فزيد بن حارثة أو زيد بن محمد كما كانوا يسمونه في مكة والمدينة. ولقد شغل زواج زينب من رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأهلها.. فكيف يتزوج محمد زينبا.. وهو الذي أعلن في الملأ من قريش أن زيدا ابنه وارثا ومورّثا..؟!
وهل يتزوج الرجل من كانت امرأة ابنه..؟! إن ذلك أمر ما كانت تقبله أعراف العرب..! وللإحاطة بملابسات هذا الموضوع نحتاج إلى أن نرجع قليلا إلى الوراء لنتعرف على أبطال قصتنا..
*فزيد كان غلاما لحكيم بن حزام بن خويلد.. ثم لعمته خديجة بنت خويلد.. ثم استوهبه منها محمد زوجها فأعتقه.. وزيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب، خرجت به أمه (سعدى) لتزيره أهلها بني معن بن طيء فأصابته خيل من بني القين بن جسر، فباعوه بأسواق العرب فاشتراه حكيم بن حزام.. وكان حارثة أبو زيد قد جزع عليه أشد الجزع، وخرج يلتمسه فوجده في مكة.. فوقف على محمد بن عبدالله وقال له: (يا ابن عبدالمطلب، يا ابن سيد قومه، أنتم جيران الله، تفكون العاني وتطعمون الجائع، وقد جئتك في ابني، فتحسن إليّ في فدائه)..؟ ويسأله محمد:
(أو غير ذلك)؟
ويقول: (ما هو)؟، أجاب محمد:
أدعوه وأخيره، فإن اختاركما فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا" ويقول والده:
(قد زدت على النصفة).
ودعي زيد، فعرف أباه وعمّه، وخيّره محمد إن شاء ذهب معهما وإن شاء أقام معه.. فاختار محمدا. وتوسل إليه أبوه وعمّه في ضراعة وقالا له:
(يا زيد أتختار العبودية على أبيك وأمك وبلدك وقومك)..؟
فقال زيد: (إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا، وما أنا بالذي أفارقه أبدا)..
عندها أخذ محمد بيده، وقام به إلى الملأ من قريش فأشهدهم أن زيدا ابنه وارثا ومورّثا. ومن يومها.. وهو يدعى (زيد بن محمد).
كان زيد أول من أسلم.. وعندما بلغ سن الزواج اختار له المصطفى زينب بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب.
* وكرهت زينب، وكره أخوها عبد الله بن جحش أن تزف الحسناء القرشية المضرية إلى مولى من الموالي.
وقالت زينب: (لا أتزوجه أبدا).. ولم يذعنا للأمر حتى نزل فيهما قول الله تعالى: )وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالا مبينا( .
وليس بعد الأمر الرباني إلا السمع والطاعة..
(ودخل زيد بزينب. فوجد امرأة مصروفة الفؤاد عنه، تسلمه جسدها، وتحرمه العطف والتقدير، فثارت رجولته وقرر ألا يبقى معها، وتدخل النبي بين الحين والحين لإصلاح ذات البين دون جدوى) .
*(في هذه الحال أوصى الله نبيه أن يدع زيدا يطلق زوجته، وأن يتزوجها هو بعد انتهائها منه).
فاعترى الرسول هم مقلق لهذا الأمر المريب، وساوره التوجس من الإقدام عليه بل أخفاه في نفسه خوفا من مغبته، فسيقـول الناس: تزوج امرأة ابنه، وهل تحل!! ولكن هذا الذي سيقوله الناس هو ما أراد الله هدمه، ويجب على النبي أن ينفذه دون تهيب. وقد تريث النبي في إنفاذ أمر الله، ولعله ارتقب من الله -لفرط تحرجه- أن يعفيه منه، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فعندما جاء زيد يشكو امرأته ويعرض نيته في تطليقها، قال له النبي: )أمسك عليك زوجك واتق الله( .
عند ذلك نزل الوحي يلوم الرسول على توقفه ويعتب عليه تصرفه، ويحضه على إمضاء رغبة زيد في فراق امرأته، ويكلفه بتزوجها ولو قال الناس تزوج امرأة ابنه، فإن ادعاء البنوة لون من التزوير، تواضع عليه العرب مراغمة للحق وينبغي أن يقلعوا عنه وأن يهدروا نتائجه وليكن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وبمن التصق به أول ما يهدم مآثر الجاهلية في العرف الشائع.
هذه هي القصة كما رواها القرآن الكريم .
)وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرا وكان أمر الله مفعولا( .
* على أن الغريب في هذه القصة ما زعمه الزاعمون في القديم والحديث.. من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يطلب زيدا مرة فلم يجده، ورفعت الريح سترا من شعر على باب زينب، فانكشف عنها وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلبه.. وزعم من ذكر هذه السفاهات، أن الذي كان يخفيه النبي في نفسه ويخشى فيه الناس هو ميله لزينب، وأن الله -بزعمهم- يعتب عليه عدم التصريح بهذا الميل!
ونقول: هل الأصل الخلقي أن الرجل إذا أحب امرأة لغط بين الناس مشهرا بنفسه وبمن أحب؟ خصوصا إذا كان ذا عاطفة منحرفة، جعلته يحب امرأة رجل آخر؟
هل يلوم الله رجلا، لأنه أحب امرأة آخر، فكتم هذا الحب في نفسه، أكان الله يرفع درجته لو أنه صاغ فيه قصائد غزل؟
إن الذي أخفاه النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه تأذيه من هذا الزواج المفروض، وخوفه من لغط الناس عندما يجدون نظام التبني - كما ألفوه- قد انهار .
إن هذا التفسير هو الذي يليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم..
فمن ذا الذي كان يمنع رسول الله أن يتزوج بزينب وهي قريبته ومن أهل بيته..؟ أفبعد أن يضغط عليها وعلى أسرتها ويزوجها من زيد.. يطمع بها..؟
*بعد هذه التجربة القاسية التي عاشتها زينب.. وهي تـمتثل لأمر الله في زواجها من زيد بقصد تحطيم الاعتزاز بالأنساب، وتجربتها الجديدة في زواجها من النبي بقصد تحطيم عرف التبني، أبعد ذلك ألا يحق لها أن تطمئن وتستريح وقد أصبحت أما للمؤمنين في بيت رسول الله وهي تدلّ على صاحباتها أمهات المؤمنين وتقول: أنا أكرمكن وليا، وأكرمكن سفيرا زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات .
أكرمهن وليا وأكرمهن سفيرا
كانت زينب تدلّ على نساء النبي بأنها أكرمهن وليا وأكرمهن سفيرا.. وكذلك كانت تدل عليهن بجمالها وشرفها وقربها من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذه الأسباب فقد كانت عائشة رضي الله عنها الحريصة أن تحتل قلب النبي وتستأثر بكامل حبه.. تغار من أم سلمة.. فلما جاءت زينب قالت: لم تكن واحدة من نساء النبي تناصيني غير زينب.
لقد تآمرت عائشة مع حفصة وسودة أيتهن دخل عليها رسول الله اثر انصرافه من عند زينب، فلتقل له: إني أجد ريح مغافير.. في محاولة مـاكـرة لإبعـاده صلى الله عليه وسلم عن بيت زينب.. فقد كان يطيل المكث لديها.
الفضل ما شهدت به الضرائر
هذه الخصومة المحتدمة بين الزوجتين عائشة وزينب.. لم تمنع عائشة من أن تشهد لها بالصلاح والتقى والتدين الصادق.. ففي محنة الإفك التي مرّت بالسيدة عائشة قالت: كان كبر ذلك -الإفك- عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج، مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش، وذلك أن أختها زينب كانت عند رسول الله، ولم تكن امرأة تناصيني في المنزلة عنده غيرها. فأما زينب فعصمها الله تعالى بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها، فشقيت بذلك... وتزيد عائشة شهادتها وضوحا فتقول: (ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله عزوجل) .
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن زينب بنت جحش أواهة. فقال رجل: ما الأواه يا رسول الله؟ قال: الخاشع المتضرع.
وكانت زينب كريمة خيّرة، تصنع بيدها ما تحسن صنعه ثم تتصدق به على المساكين..
كانت زينب أسرع نساء النبي لحاقا به.. تقول عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا.. فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي إنما أراد طول اليد بالصدقة.. وكانت زينب امرأة صناع اليدين تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.
رضي الله عنها
وزينب بنت جحش بن رئاب، هي الشابة الشريفة الحسناء، سليلة بني أسد، وحفيدة عبدالمطلب، وابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما زوجها الأول فزيد بن حارثة أو زيد بن محمد كما كانوا يسمونه في مكة والمدينة. ولقد شغل زواج زينب من رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأهلها.. فكيف يتزوج محمد زينبا.. وهو الذي أعلن في الملأ من قريش أن زيدا ابنه وارثا ومورّثا..؟!
وهل يتزوج الرجل من كانت امرأة ابنه..؟! إن ذلك أمر ما كانت تقبله أعراف العرب..! وللإحاطة بملابسات هذا الموضوع نحتاج إلى أن نرجع قليلا إلى الوراء لنتعرف على أبطال قصتنا..
*فزيد كان غلاما لحكيم بن حزام بن خويلد.. ثم لعمته خديجة بنت خويلد.. ثم استوهبه منها محمد زوجها فأعتقه.. وزيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب، خرجت به أمه (سعدى) لتزيره أهلها بني معن بن طيء فأصابته خيل من بني القين بن جسر، فباعوه بأسواق العرب فاشتراه حكيم بن حزام.. وكان حارثة أبو زيد قد جزع عليه أشد الجزع، وخرج يلتمسه فوجده في مكة.. فوقف على محمد بن عبدالله وقال له: (يا ابن عبدالمطلب، يا ابن سيد قومه، أنتم جيران الله، تفكون العاني وتطعمون الجائع، وقد جئتك في ابني، فتحسن إليّ في فدائه)..؟ ويسأله محمد:
(أو غير ذلك)؟
ويقول: (ما هو)؟، أجاب محمد:
أدعوه وأخيره، فإن اختاركما فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا" ويقول والده:
(قد زدت على النصفة).
ودعي زيد، فعرف أباه وعمّه، وخيّره محمد إن شاء ذهب معهما وإن شاء أقام معه.. فاختار محمدا. وتوسل إليه أبوه وعمّه في ضراعة وقالا له:
(يا زيد أتختار العبودية على أبيك وأمك وبلدك وقومك)..؟
فقال زيد: (إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا، وما أنا بالذي أفارقه أبدا)..
عندها أخذ محمد بيده، وقام به إلى الملأ من قريش فأشهدهم أن زيدا ابنه وارثا ومورّثا. ومن يومها.. وهو يدعى (زيد بن محمد).
كان زيد أول من أسلم.. وعندما بلغ سن الزواج اختار له المصطفى زينب بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب.
* وكرهت زينب، وكره أخوها عبد الله بن جحش أن تزف الحسناء القرشية المضرية إلى مولى من الموالي.
وقالت زينب: (لا أتزوجه أبدا).. ولم يذعنا للأمر حتى نزل فيهما قول الله تعالى: )وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالا مبينا( .
وليس بعد الأمر الرباني إلا السمع والطاعة..
(ودخل زيد بزينب. فوجد امرأة مصروفة الفؤاد عنه، تسلمه جسدها، وتحرمه العطف والتقدير، فثارت رجولته وقرر ألا يبقى معها، وتدخل النبي بين الحين والحين لإصلاح ذات البين دون جدوى) .
*(في هذه الحال أوصى الله نبيه أن يدع زيدا يطلق زوجته، وأن يتزوجها هو بعد انتهائها منه).
فاعترى الرسول هم مقلق لهذا الأمر المريب، وساوره التوجس من الإقدام عليه بل أخفاه في نفسه خوفا من مغبته، فسيقـول الناس: تزوج امرأة ابنه، وهل تحل!! ولكن هذا الذي سيقوله الناس هو ما أراد الله هدمه، ويجب على النبي أن ينفذه دون تهيب. وقد تريث النبي في إنفاذ أمر الله، ولعله ارتقب من الله -لفرط تحرجه- أن يعفيه منه، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فعندما جاء زيد يشكو امرأته ويعرض نيته في تطليقها، قال له النبي: )أمسك عليك زوجك واتق الله( .
عند ذلك نزل الوحي يلوم الرسول على توقفه ويعتب عليه تصرفه، ويحضه على إمضاء رغبة زيد في فراق امرأته، ويكلفه بتزوجها ولو قال الناس تزوج امرأة ابنه، فإن ادعاء البنوة لون من التزوير، تواضع عليه العرب مراغمة للحق وينبغي أن يقلعوا عنه وأن يهدروا نتائجه وليكن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه وبمن التصق به أول ما يهدم مآثر الجاهلية في العرف الشائع.
هذه هي القصة كما رواها القرآن الكريم .
)وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهنّ وطرا وكان أمر الله مفعولا( .
* على أن الغريب في هذه القصة ما زعمه الزاعمون في القديم والحديث.. من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يطلب زيدا مرة فلم يجده، ورفعت الريح سترا من شعر على باب زينب، فانكشف عنها وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلبه.. وزعم من ذكر هذه السفاهات، أن الذي كان يخفيه النبي في نفسه ويخشى فيه الناس هو ميله لزينب، وأن الله -بزعمهم- يعتب عليه عدم التصريح بهذا الميل!
ونقول: هل الأصل الخلقي أن الرجل إذا أحب امرأة لغط بين الناس مشهرا بنفسه وبمن أحب؟ خصوصا إذا كان ذا عاطفة منحرفة، جعلته يحب امرأة رجل آخر؟
هل يلوم الله رجلا، لأنه أحب امرأة آخر، فكتم هذا الحب في نفسه، أكان الله يرفع درجته لو أنه صاغ فيه قصائد غزل؟
إن الذي أخفاه النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه تأذيه من هذا الزواج المفروض، وخوفه من لغط الناس عندما يجدون نظام التبني - كما ألفوه- قد انهار .
إن هذا التفسير هو الذي يليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم..
فمن ذا الذي كان يمنع رسول الله أن يتزوج بزينب وهي قريبته ومن أهل بيته..؟ أفبعد أن يضغط عليها وعلى أسرتها ويزوجها من زيد.. يطمع بها..؟
*بعد هذه التجربة القاسية التي عاشتها زينب.. وهي تـمتثل لأمر الله في زواجها من زيد بقصد تحطيم الاعتزاز بالأنساب، وتجربتها الجديدة في زواجها من النبي بقصد تحطيم عرف التبني، أبعد ذلك ألا يحق لها أن تطمئن وتستريح وقد أصبحت أما للمؤمنين في بيت رسول الله وهي تدلّ على صاحباتها أمهات المؤمنين وتقول: أنا أكرمكن وليا، وأكرمكن سفيرا زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات .
أكرمهن وليا وأكرمهن سفيرا
كانت زينب تدلّ على نساء النبي بأنها أكرمهن وليا وأكرمهن سفيرا.. وكذلك كانت تدل عليهن بجمالها وشرفها وقربها من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذه الأسباب فقد كانت عائشة رضي الله عنها الحريصة أن تحتل قلب النبي وتستأثر بكامل حبه.. تغار من أم سلمة.. فلما جاءت زينب قالت: لم تكن واحدة من نساء النبي تناصيني غير زينب.
لقد تآمرت عائشة مع حفصة وسودة أيتهن دخل عليها رسول الله اثر انصرافه من عند زينب، فلتقل له: إني أجد ريح مغافير.. في محاولة مـاكـرة لإبعـاده صلى الله عليه وسلم عن بيت زينب.. فقد كان يطيل المكث لديها.
الفضل ما شهدت به الضرائر
هذه الخصومة المحتدمة بين الزوجتين عائشة وزينب.. لم تمنع عائشة من أن تشهد لها بالصلاح والتقى والتدين الصادق.. ففي محنة الإفك التي مرّت بالسيدة عائشة قالت: كان كبر ذلك -الإفك- عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج، مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش، وذلك أن أختها زينب كانت عند رسول الله، ولم تكن امرأة تناصيني في المنزلة عنده غيرها. فأما زينب فعصمها الله تعالى بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها، فشقيت بذلك... وتزيد عائشة شهادتها وضوحا فتقول: (ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله عزوجل) .
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن زينب بنت جحش أواهة. فقال رجل: ما الأواه يا رسول الله؟ قال: الخاشع المتضرع.
وكانت زينب كريمة خيّرة، تصنع بيدها ما تحسن صنعه ثم تتصدق به على المساكين..
كانت زينب أسرع نساء النبي لحاقا به.. تقول عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا.. فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي إنما أراد طول اليد بالصدقة.. وكانت زينب امرأة صناع اليدين تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.