المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ ابن باديس و الوهّابيين


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-12, 21:06
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا رأي العلامة المفسِّر الشيخ عبد الحميد ابن باديس في الوهابية
هدية منا إلى الشّانئين و الموتورين
ابن باديس و الوهّابية (http://cdn.top4top.co/d_b8f5408f851.mp4)

عبد الباسط آل القاضي
2015-12-12, 21:34
السلام عليكم ورحمته وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم ولي تعليق وتنبيه للاخ السُّلمي ، ما كان لك أن تذكر الوهابية او الوهابيين من غير أن تحوِّق وتحصر هذا الاسم بين عارضتين او قوسين ، فوالله انها اسماء يرميها اهل البدع والشبهات على اهل السنة والجماعة ليشوشوا عليهم وليلبسوا على الناس أمرهم ، كما هو جارٍ اليوم من رميهم باهل السنة باسماء :" المداخلة والجامية وغيرها .." بل كما جاء في مسائل حرب الكرماني قوله :" ولأصحاب البدع نبز والقاب واسماء لا تشبه اسماء الصالحين ولا الائمة ولا العلماء من امة محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى كلامه وساق اسماء مثل المرجئة والجهمية وغيرها ، فكما ترى ان اصحاب الشبهات والبدع هم اولى بتلك النبز والالقاب دون غيرهم من اهل الحق والبصيرة والسنة وبارك الله فيكم

عثمان الجزائري.
2015-12-12, 21:39
السلام عليكم ورحمته وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم ولي تعليق وتنبيه للاخ السُّلمي ، ما كان لك أن تذكر الوهابية او الوهابيين من غير أن تحوِّق وتحصر هذا الاسم بين عارضتين او قوسين ، فوالله انها اسماء يرميها اهل البدع والشبهات على اهل السنة والجماعة ليشوشوا عليهم وليلبسوا على الناس أمرهم ، كما هو جارٍ اليوم من رميهم باهل السنة باسماء :" المداخلة والجامية وغيرها .." بل كما جاء في مسائل حرب الكرماني قوله :" ولأصحاب البدع نبز والقاب واسماء لا تشبه اسماء الصالحين ولا الائمة ولا العلماء من امة محمد صلى الله عليه وسلم " انتهى كلامه وساق اسماء مثل المرجئة والجهمية وغيرها ، فكما ترى ان اصحاب الشبهات والبدع هم اولى بتلك النبز والالقاب دون غيرهم من اهل الحق والبصيرة والسنة وبارك الله فيكم
أظن أن الأخ السلمي فعله متعمدا و السبب يرجع إلى فرح بعض من يكرهون أهل السنة فإذا دخلوا سيعرفون الحقيقة، أما إسم الوهابية فإن كان من ينتسب إلى السنة يلقب بوهابي فأنا وهابي و أفتخر...

عبد الباسط آل القاضي
2015-12-12, 21:52
أظن أن الأخ السلمي فعله متعمدا و السبب يرجع إلى فرح بعض من يكرهون أهل السنة فإذا دخلوا سيعرفون الحقيقة، أما إسم الوهابية فإن كان من ينتسب إلى السنة يلقب بوهابي فأنا وهابي و أفتخر...

اما انا فلا افتخر الا باني سلفي ان شاء الله

ريـاض
2015-12-12, 22:22
بارك الله فيكم

+++++++++++++

« موقف علماء الجزائر من الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية »


-1-
الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله -
( ت 1359 هـ - 1940 م )


1 - كتب الشيخ عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله - سلسلة مقالات بعنوان ( من هم الوهابيون ؟ ما هي حكومتهم ؟ ما هي غايتهم السياسية ؟ ما هو مذهبهم ؟ ) (1) ، قال فيها - كما في " آثاره " ( 5 / 23 – 24 ) - :


( وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة .

وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.

وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين ) .

وقال ( 5 / 32 - 33 ) : ( قام الشيخ محمد [ بن ]عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : " الوهابيين " . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين .

لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل ، فإن البدع والخرافات باضت وفرخت في العقول ، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب الأجيال في العصور الطوال ؛ يشب عليها الصغير ، ويشيب عليها الكبير ، أقام لها إبليس من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا ، وحراسا كبارا من زنادقة منافقين ، ومعمَّمين جامدين محرفين ، ومتصوفة جاهلين ، وخطباء وضَّاعين .

فما كانت - وهذا الرسوخ رسوخها ، وهذه المنعة منعتها - لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ " الوهابيين " في مدة قليلة ، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة ، وارتكبت ما استطاعت من الشدة ) ، إلى أن قال : ( إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد الوهاب ، وسعى إليها أتباعه ، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون ، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان ) .

ثم قال ( ص 34 ) : ( بان بهذا أن الوهابيين ليسوا بمبتدعين لا في الفقه ولا في العقائد ، ولا فيما دعوا إليه من الإصلاح ، وإنما تنكر عليهم الشدة والتسرع في نشر الدعوة وما فعله جهالهم ) .

2 – وقال ابن باديس وهو يرد على بعض خصوم الدعوة الإصلاحية بالجزائر في ( العدد 3 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 5 سبتمبر 1933 م ، ص 4 ) : ( ثم يرمي الجمعية بأنها تنشر المذهب الوهابي ، أفتعد الدعوة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وطرح البدع والضلالات واجتناب المرديات والمهلكات ؛ نشرا للوهابية ؟!! ، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح ؛ نشرا للوهابية ؟ !! ، إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون ! ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم إن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون ، فنحن - إن شاء الله - فوق ما يظنون ، والله وراء ما يكيد الظالمون .

ثم يقول : " إننا مالكيون " ومن ينازع في هذا ؟ !! وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك ، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة ، فقد كان مالك - رحمه الله - كثيرا ما ينشد : وخير أمور الدين ما كان سنة * وشر الأمور المحدثات البدائع ) (2) .

3 – ونشر الشيخ ابن باديس في ( العدد 164 ) من جريدة " الشهاب " ( 6 ربيع الثاني 1347 هـ / 20 سبتمبر 1928 م ) – نقلا عن مجلة " المنار " – رسالة الشيخ العلامة عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى الشيخ العلامة عبد الله الصنعاني – رحم الله الجميع - ، وقدم لها بكلام رائق جاء فيه ( ص 2- 3 ) : ( لم يزل في هذه الأمة في جميع أعصارها وأمصارها من يجاهد في سبيل إحياء السنة وإماتة البدعة بكل ما أوتي من قدرة . ولما كانت كل بدعة ضلالة محدثة لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة كان هؤلاء المجاهدون كلهم ( يدعون الناس إلى الرجوع في دينهم إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه أهل القرون الثلاثة خير هذه الأمة الذين هم أفقه الناس فيها ، وأشدهم تمسكا بهما ) ، هذه الكلمات القليلة المحصورة بين هلالين هي ما تدعو إليه هذه الصحيفة منذ نشأتها (3) ، ويجاهد فيه المصلحون من أنصارها ... وهي ما كان يدعو إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ، وهي ما كان يدعو إليه جميع المصلحين في العالم الإسلامي ... الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية – وهي الرجوع إليهما – واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، وإن تباعدت الأعصار والأمصار ، هذه الحقيقة يتعامى عليها المبتدعون ذوو الأغراض عنها ، فيصورون من خيالاتهم أشباحا وهمية للدعوة الإصلاحية الدينية المحضة التي نقوم بها ، فيقولون عنها ( عبدوية ) ويقولون عنها ( وهابية ) ويقولون ويقولون .. وهم في الجميع متقولون .

يتقول المتقولون على هذه الدعوة على ظهور حقيقتها ووضوح طريقتها ويخصصون أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب بالقسط الكبير ، وقد وقفنا في رصيفتنا مجلة " المنار " الغراء على كتاب للشيخ [ عبد الله ] ابن عبد الوهاب فيه بيان ما كان يدعو إليه من توحيد واتباع ، وهو قاطع بكل خصم يقول عنه بجهل أو افتراء ، نقلناه عنها ونشرناه فيما يلي ) (4) .

4- وقال في مقال نشره في ( العدد 3 ) من جريدة " السنة النبوية " ( 29 ذي الحجة 1351 هـ / 4 أبريل 1933 م ، ص 1 ) : ( وأصبحت الجماعة الداعية إلى الله يدعون من الداعين إلى أنفسهم " الوهابيين " ، ولا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لابن عبد الوهاب ، ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل ، ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم ، وإنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون ، ويحاولون من إطفاء من نور الله ما لا يستطيعون وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا " وهابيين " كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا " عبداويين " ، ولنا أسوة بمواقف أمثالنا مع أمثالهم من الماضين ) (5) .

وهذا القول من الشيخ يلتقي مع قوله الآخر - الذي أوردته قبل قليل - : ( الكتاب واحد ، والسنة واحدة ، والغاية - وهي الرجوع إليها - واحدة ، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة ، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط ، إن تباعدت الأعصار والأمصار ) ، فتنبه - بارك الله فيك - .

وانظر إلى ما قاله الشيخ أحمد بن الصديق الغماري - الصوفي الخرافي الشهير - في كتابه " الجواب المفيد " ( ص 66 ) : ( والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد من بابة ابن العربي العلوي في نشر معالم الوهابية ، ومحاربة الحق والفضيلة باسم الدين والسنة ، ومن بغض عبد الحميد بن باديس وتمسكه بعداوة أهل البيت طبعه لذلك الكتاب الخبيث كمصنفه " العواصم والقواصم " لابن العربي المعافري الناصبي الخبيث ، ولا أعرف واحدا من الرجلين إلا أني لما ذهبت إلى قسنطينة وقعت إلي مكتبته [ أي ابن باديس ] ، فاشتريت منها الكثير ، وعرفت أنه كان يقتني كتبا علمية جيدة ) (6) .

5 - وقال ابن باديس في ( العدد 5 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م ، ص 5 - 6 ) : ( وقد رمي الشيخ ابن عبد الوهاب - مما رمي به في حياته - بأنه يكفر من يتوسل لله بالصالحين من عباده ، وقد نفى هو هذا عن نفسه ونفاه الكاتبون عنه من بعده .

وها نحن ننقل للقراء من كتاب " صيانة الإنسان من وسوسة دحلان " للعلامة الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ما يبين لهم ذلك ويحققه ...) ، ثم ساق أقوال أهل العلم في رد تلك التهمة ، من ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي كتبها لأهل مكة بعد مناظرتهم : ( إذا عرف هذا ؛ فالذي نعتقده وندين الله به أن من دعا نبيا أو وليا أو غيرهما ، وسال منهم قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، أن هذا أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين حيث اتخذوا أولياء وشفعاء يستجلبون بهم المنافع ، ويستدفعون بهم المضار بزعمهم ، قال الله - تعالى - : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) ، فمن جعل الأنبياء أو غيرهم - كابن عباس أو المحجوب أو أبي طالب – وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم وسألهم جلب المنافع ، بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسالون الله ؛ كما أن الوسائط عند الملوك يسالون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس سألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك ، أو لكونهم أقرب إلى الملك ، فمن جعلهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك حلال الدم والمال ) .

وقول الشيخ - أيضا - في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله بن سحيم : ( إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ما هو البهتان الظاهر وهي قوله إني مبطل كتب المذاهب ، وقوله إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ، وقوله إني ادعي الاجتهاد وقوله إني خارج عن التقليد وقوله إني أقول إن اختلاف العلماء نقمة ، وقوله إني اكفر من يتوسل بالصالحين – إلى أن قال : - فهذه اثنا عشر مسألة جوابي فيها أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ) .

هذا وقد كُتب في مجلة " الشهاب" ( ج 2 ، م 10 ، شوال 1352هـ / يناير 1934 م ، ص 85 - 86 ) تعريف وإشادة بكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " للعلامة الفقيه الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ، جاء فيه وصفه بأنه من الكتب العلمية الجليلة التي ينبغي جهلها ، وهو في الرد على أحمد زيني دحلان ورسالته " الدرر السنية في الرد على الوهابية " ؛ ودحلان - هذا - هو أحد رؤوس الضلال الذين أعادوا لوثنية القبور ماضي شبابها بما ألفوه وكتبوه من الوساوس والضلالات - كما كتبت المجلة - .

ولا يكاد عجبي ينقضي من إحدى دور النشر عندنا حين قامت - من قريب - بطبع كتاب ذلك القبوري دحلان ، والله المستعان .

6 - وللشيخ ابن باديس - رحمه الله - كلمات كثيرة في الثناء على الملك السلفي عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ودولته الإسلامية ، من ذلك قوله - خلال ترجمته للشيخ رشيد رضا - في مجلة " الشهاب " ( ج 9 ، م 11 ، رمضان 1354 هـ / ديسمبر 1935 م ، ص 510 ) : ( فوجد فيها [ أي الدولة السعودية ]السيد رشيد ضالته من دولة إسلامية تنفذ الشرع الإسلامي وتقف عند حدوده وتحيي سنته وتقاوم كل ما الصق به من بدع وضلالات وتنتمي إلى أحد المذاهب الأربعة الكبرى ، فشمر عن ساق الجد لمؤازرتها وتأييدها وإرشادها ، ووجد من ملكها عبد العزيز آل سعود الرجل المسلم الذي يعمل للدين وينتصح لكل ناصح فيه ) (7) .

7- ونقل - عن جريدة " الشورى " - مقالا لأحد الصحفيين الذين أسلموا في الحجاز بعنوان " ملك العرب " ونشره في مجلة " الشهاب " ( ج 4 ، م 5 ، ذو الحجة 1347 هـ / مايو 1929 م ، ص 25 ) ، وقال في التصدير له : ( هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد ، ومد – تعالى – بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص [ على ] ربوع الحجاز ؛ أرض الحرمين الشريفين ، وإن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير ) (8) .

8 - وقال - أيضا - في ( العدد 6 ) من جريدة " السنة " ( 20 محرم 1352 هـ / 15 مايو 1933 م ، ص 1 ) : ( أما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض ) (9) .

9 – ونشر في مجلته " الشهاب " ( ج 6 ، م 5 ، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م ، ص 40 - 42 ) - نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود ، مما جاء فيها قوله - رحمه الله - : ( يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض .

نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح ، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا .

هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب ) .

10 – ونشر - أيضا - في جريدة " الشهاب" - نقلا عن جريدة " السياسة " الأسبوعية - ( العدد 40 ، 12 محرم 1345 هـ / 22 يوليو 1926 م ، ص 6 - 8 ) ، و ( العدد 41 ، 16 محرم 1345 هـ / 26 يوليو 1926 م ، ص 8 - 10 ) حوارا مع رئيس القضاة في مكة الشيخ عبد الله بن بلهيد - رحمه الله - .

ومما جاء في ( العدد 40 ، ص 7) قول رئيس القضاة : ( أهل نجد هم جميعهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، فهم سلفية العقيدة ( نسبة إلى السلف) حنابلة المذهب ، أما تسميتهم بالوهابيين وتسمية مذهبهم بالوهابية فليست من عملهم وإنما هي من عمل خصومهم الذين أرادوا تنفير الناس منهم بإيهامهم الناس أن هذا مذهب جديد يخالف المذاهب الأربعة ) .

11 - وجاء في ( العدد 117 ) من جريدة " الشهاب" ( 16 ربيع الثاني 1346 هـ / 13 أكتوبر 1927 م ، ص 15- 16 ) رسالة من ( الأخ الفاضل العالم السلفي الأستاذ محمد بن عبد القادر الهلالي ) - كما وصفته الجريدة - ، جاء فيها : ( فقد أطلعني على جريدتكم الغراء المسماة بـ " الشهاب " ، ولنعم الشهاب هي على رؤوس أعداء الله القبوريين والطرقيين أعداء الحق وغنم الشيطان الرجيم ، أطلعني عليها الأخ الصالح الشيخ ... فكدت أطير فرحا لأني تركت البلاد مظلمة مدلهمة بالخرافات والشرك ، وكنت أظنها لا تزال تتخبط في ظلماتها فإذا بأشعة النور أشرقت عليها بسبب أمثالكم وأمثال أستاذكم الشيخ عبد الحميد بن باديس ، فنحن نشهد الله على محبتكم وموالاتكم ، فإلى الأمام أيها الإخوان .

وأبشرك أن الله أدال لأهل التوحيد على أهل الشرك فأشرقت شمس التوحيد وإتباع السنة في الحرمين الشريفين وسائر بلاد الحجاز وأطراف اليمن [ ومحقت ] الشرك وأهله ، ورفعت ألوية العدل ومزقت ألوية الظلم وانتشر ضياء العلم وأدبر ظلام الجهل ومد رواق الأمن على جزيرة العرب أمنا لم يعرف مثله ولا ما يقاربه إلا في عهد الخلفاء الراشدين ... ولم يكن هذا إلا من العجيب الذي لم يوجد ولا يوجد الآن على وجه الأرض إلا في هذه البلاد لم يكن ذلك بكثرة الجيوش والأسلحة وإنما بعدل إمام المسلمين المجاهد في سبيل الله البائع نفسه وماله لله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد خلد الله ملكه وأيده بنصره وبالمؤمنين ) .


====


(1) نشرها في جريدة " النجاح " ( الأعداد 179 و 180 و 181 ، أكتوبر / نوفمبر 1924 م ) .

(2) انظر " آثار ابن باديس " ( 5 / 270 – 271 ) .

(3) المقصود صحيفة " الشهاب " ، التي أنشأها ابن باديس سنة ( 1343 هـ / 1924 م ) ، وكانت أول الأمر جريدة أسبوعية ، ثم أصبحت منذ ( 1347 هـ / 1929 م ) ، واستمرت في الصدور إلى غاية ( 1358 هـ / 1939 م ) .

(4) راجع الرسالة كاملة ضمن " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " ( 1 / 242 – 246 ) .

(5) انظر " الآثار " ( 5 / 103 ) .

(6) نقلا عن مقدمة رسالة " أعراس الشيطان : الزردة والوعدة " ( ط منار السبيل بالجزائر ) .

(7) انظر " آثار ابن باديس " ( 3 / 95 ) .

(8) انظر " الآثار " ( 3 / 145 ) .

(9) انظر " الآثار " ( 3 / 262 ) .

يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:24
-2-
الشيخ العلامة المؤرخ مبارك الميلي - رحمه الله -
( ت 1364 هـ - 1945 م )


1 - قال الشيخ مبارك - رحمه الله - في كتابه " تاريخ الجزائر في القديم والحديث " ( 2 / 19 ط الأولى 1932 م ) : ( اشتد كلب الزارين على الإسلام والعرب في هذه الأيام لظهور دولة عربية إسلامية هي دولة عبد العزيز بن السعود . وقد رأيت في عدد واحد من " الهلال " ( الجزء الخامس من السنة السادسة والثلاثين ) - التي تدعي بعدها عن السياسة والدين - التحكك بالإسلام في ثلاثة مواضع :

الأول ( ص 555 ) جاء فيه أن الإباحة أوفق من الحظر ، وأن الجبر شر منه ، ومثَّل للجبر بجبر الوهابيين الناس على الصلاة ، وخفي عليه أن ضرر الجبر إنما يكون إذا كان المجبور غير معتقد الخير فيما أجبر عليه ، وهؤلاء مسلمون يرون الصلاة أهم ركن في دينهم الذي يرون نسبتهم لغيره سبة لا نظير لها .

الثاني ( ص 611 ) جاء فيه أن المنع أحسن من الإباحة ، نقيض الأول ، ولكن سهل هذا التناقض ؛ أن الأول ضد الجبر على الصلاة ، والثاني ضد إباحة الطلاق ، وكلاهما يتفقان مغزى .

الثالث ( ص 586 ) جاء فيه أن الجرائم تكثر تبعا للحضارة وتقل مع البداوة ، " والوهابيون في نجد اقل جرائم منا ودعائم الأمن ارسخ عندهم مما هي عندنا ، لا لأنهم أكثر خشية للعقوبة ، بل لان وسائل الجريمة عندهم قليلة لا تتعدى سرقة الماشية أو الملابس " ، ولا أدري أهذا الفيلسوف .. يعتقد أن الحجاز على عهد الأتراك والشريف حسين كان أرقى حضارة منه على عهد ابن السعود ؟

لا يا فيلسوف ! انه لا علاج للإجرام غير التهذيب الديني وعدل الحاكم ، ولا سبب لكثرتها غير استبدال الإيمان بالمادة بالإيمان باله عالم قادر ) .

2 - وقال في مقدمة " رسالة الشرك ومظاهره " ( ص 38 ط دار الراية ) : ( وبعد تمام التأليف ، وقبل الشروع في الطبع ؛ اتصلت بهدية من جدة ، من الأخ في الله السيد محمد نصيف ؛ تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب ، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه ، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة ؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها ) .

3 - ولما كان الشيخ قد سار في تأليف رسالته - تلك - على خطى الدعوة النجدية في الإصلاح قام بإهدائها إلى الملك عبد العزيز ونجليه سعود وفيصل ، وشيخ الإسلام في ذلك العهد الشيخ
عبد الله بن حسن آل الشيخ ، كما جاء في رسالة له إلى الأستاذ عبد القدوس الأنصاري مؤرخة في ( 20 ذي القعدة 1356 هـ / 22 يناير 1938 م ) ، نشرت في مجلة " المنهل " الحجازية ( م 38 ، ج 12 ، ذو الحجة 1397 هـ / ديسمبر 1977 م ، ص 1538 ) (1) .

قال الأستاذ محمد الميلي في كتابه " الشيخ مبارك الميلي ؛ حياته العلمية ونضاله الوطني " ( ص 128 ) : ( إن هذا العمل [ أي " رسالة الشرك ومظاهره " ]يكشف عن مدى الترابط بين الفكر الإصلاحي الديني والسياسي في المشرق وفي الجزائر ، أي انه يسجل مظهرا من مظاهر الوحدة الفكرية بين المغرب العربي والمشرق ، وهي وحدة تحققت بفعل عامل الدين الإسلامي واللغة العربية في نفس الوقت . فأوجه الشبه بين حركة جمعية العلماء وتيارات الفكر السلفي في المشرق عديدة ، فقد اعتمدت في دعوتها على كتب ابن تيمية وابن القيم وكتابات محمد بن عبد الوهاب ... ، ولم يكن محض صدفة أن نجد في خزانات الرعيل الأول من جمعية العلماء أهم كتب الفكر السلفي التي كانت قد طبعت على نفقة المرحوم عبد العزيز آل سعود ، وكذلك مطبوعات " المنار " ) .

4 - قال الشيخ مبارك الميلي - رحمه الله - في مقال نشره في ( العدد 11 ) من جريدة " البصائر " ( 26 ذي الحجة 1354 هـ / 20 مارس 1936 م ، ص 2 ) : ( إن كثيرا يغلطون في معنى الشرك المنافي للتوحيد ، فيظنونه اعتقاد النفع والضر في الجمادات وغير الصالحين من العباد ، أو اعتقاد أن أحدا غير الله يماثل الله في الخلق والإيجاد ، ولا ينافي التوحيد عند هؤلاء اعتقاد أن الصالحين ينفعون أو يضرون ، ويعطون ويمنعون ، وأن الله أطلعهم على غيبه من دون وحي ، وأنه جعل لهم مفاتح خزائنه كما جعل لهم مفاتح غيبه ، فينزلون الأمطار متى شاءوا ، ويعافون من أحبوا من المرضى ، ويهبون لمن أرادوا ذكورا وإناثا ، أو يزوجونهم ذكرانا وإناثا ، ويجعلون من غضبوا عليه عقيما ...

يتمسك الغالطون في معنى الشرك باعتقادهم في الصالحين على ما وصفنا ، وإن أنكرت عليهم شيئا من ذلك أفحموك في نظرهم بقول صاحب الجوهرة :

واثبتن للأوليا الكرامة * ومن نفاها فانبذن كلامه

ثم حكموا عليك بأنك تنكر الولاية والكرامة ، ونبزوك بألقاب لا يفهمون لها معنى مثل معتزلي ، ووهابي ، وهنأوا أنفسهم بتوفيق الله لهم إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ...

ليس الأمر كما تظنون أيها الغالطون ! فاربعوا على أنفسكم ! واسألوا أهل الذكر عن حقائق دينكم ، ولا تقفوا ما ليس لكم به علم ، وأخلصوا في طلب الحق عسى أن يوفقكم الله إلى الظفر به ، ولا تخدعوا في علمائكم المرشدين ، فإنهم لكم من الناصحين ، ومن خشية عاقبة سكوتهم وضلالكم مشفقون ) .


====

(1) بواسطة مجلة " الإصلاح " - الجزائرية - ( العدد 7 ، محرم / صفر 1429 هـ ، ص 66 ) .


يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:26
-3-
الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي - رحمه الله -
( ت 1371 هـ - 1952 م )


1 - قال الشيخ أبو يعلى الزواوي - رحمه الله - في مقال بعنوان ( الوهابيون سنيون ، وليسوا بمعتزلة كما يقولون هنا عندنا بالجزائر ) نشره في ( العدد 98 ) من في جريدة " الشهاب " ( 2 ذي القعدة 1345 هـ / 26 مايو 1927 م ، ص 2 ) : ( لما سئلت عن هذه الكلمة " الوهابية " وعن عقيدة الإخوان النجديين ، وسمعت أذناي ممن سألوني ومن غيرهم قولهم : إن الوهابيين معتزلة ، وإن الحجاج منقبضون بسبب هذه الكلمة - الوهابية أو المعتزلة – المخالفة على زعمهم ؛ أجبت بالاختصار أن الإخوان الوهابيين حنابلة يتعبدون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي هو أحد المذاهب الأربعة المشهورة ) .

إلى أن قال ( ص 4 ) : ( إن[ ابن ]عبد الوهاب حنبلي ، وإنما هو عالم إصلاحي وأتباعه - السلطان ابن السعود ورعيته وإمارته النجدية - إصلاحيون سلفيون سنيون حقيقيون على مذهب أحمد الإمام ، وعلى طريقة الإمام تقي الدين ابن تيمية في الإصلاح والعناية التامة بالسنة ) .

2 - وقال - رحمه الله - في مقال له بعنوان ( وهابي ) نشر في ( العدد 6 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 4 رجب 1352 هـ / 23 أكتوبر 1933 م ، ص 4 ) :

( وقفتُ على ما جاء من مقال العلامة الحجوي - الوزير بالمغرب الأقصى - (1) في شأن إخواننا الحنابلة الذين يُدعون بل ينبزون بالوهابيين منذ قيام العلامة المرحوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب القائم بدعوة الإصلاح والدعاء إلى الكتاب والسنة كما جاء عن الله وعن الرسول والرجوع إلى ذلك ، وطرح ما أحدث المبتدعة المسمَّمين - باسم المفعول - بالباطنية المدسوسة والموروثة منذ القرن الرابع عند قيام الدولة الفاطمية من مغربنا هذا بجحافلها ، واحتلت القاهرة وسمَّمت الأمة كافة وبعض العلماء خاصة كمحي الدين ابن العربي وابن الفارض والنجم الإسرائيلي وابن سبعين وابن سينا الذين أحدثوا قولة القطب والغوث والأبدال والسبعة والسبعين ، والأربعة والأربعين إلى غير ذلك مما أبطله العلم الصحيح ولم يعترف به كالديوان وتصرف الأموات ، وبناء القبور وزخرفتها وإعلاء القبب والطواف بها ، ولكن أمثال الدجوي الأزهري يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق الذي قلنا به وقال به العلامة الحجوي - وزير المعارف - ، وقد استحسنا أشد الاستحسان ما ساق في شأن إخواننا النجديين ... ) .

ثم قال : ( فما بالُهم الآن [ أي خصوم الدعوة الإصلاحية ]يحملون هذه الحملات المنكرة على الإخوان الحنابلة بدعوى الوهابية ، وهم في ذلك كما قيل :

يقولون أقوالا ولا يعرفونها * وان قيل هاتوا حققوا لم يحققوا )

إلى أن قال : ( وليعلموا أن الوهابية حنابلة من أهل السنة وليسوا من المعتزلة ... وبأن المذهب الحنبلي السني من المذاهب الأربعة المجمع عليها المرضية للإقتداء بها في الصلاة وفي الأقوال والأفعال ، وزيادة على ذلك - لما أننا مالكيون - فهم في غاية الاقتداء والاتفاق مع مالك الإمام - رحمه الله - ، وبأنه عالم المدينة وأن غالب حججهم قال مالك ، كما في مسألة الاستواء وتجصيص القبور والبناء عليها والتوسل بها ، وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشدائد والحلف بالمدفونين بها ، وغير ذلك من الاستشفاع الذي هو من الابتداع المتفق عليه بين المالكية المخلصين والحنابلة العاملين بما نبههم إليه محمد بن عبد الوهاب ، كما نبهنا نحن أبو إسحاق الشاطبي صاحب كتاب " الاعتصام " وأمثاله .

وقد علمنا وعلم كثير من العلماء المفكرين والمتأملين أن عمل الوهابيين في شأن زيارة القبور هو مذهب مالك بالحرف وطريقته ) .

ثم قال - تكملة لهذا المقال - في ( العدد 7 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 11 رجب 1352 هـ / 30 أكتوبر 1933 م ، ص 7 ) : ( ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول إن المالكي الذي يطعن في الوهابيين يطعن في مالك ومذهبه من حيث يشعر أو لا يشعر أو لأنه جاهل أو متجاهل ) .

ثم أنكر ما يفعله العامة عند زيارتهم قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إمساك شباك النبي والاستغاثة به في مصالحهم ، وقال : ( ولذا قال أيضا - يعني صاحب " الشفاء " - : وقال مالك في ( المبسوط ) : لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو ، ولكن يسلم ويمضي . قال شارح هذا الموضع شهاب الدين الخفاجي : ظاهره أن مذهب مالك عدم استحباب الوقوف مطلقا ) اهـ .

قلت : فليتأمل - هذا - الغلاة الطوافون بقبور الأموات الطالحين ( كذا في الأصل ) ومناداتهم والتوسل بهم ، وهذا عين ما يقول الوهابيون وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - ، فيصبون على الوهابيين سوط الانتقاد والتكفير وهو عين مذهب مالك وقوله وعمله ... ثم إن الغلاة يؤذوننا ويؤذون الإخوان الحنابلة بأننا وإياهم قد حططنا من قدر النبي وقدر الولي ؛ لأننا لم نعمل بما لم يثبت عن الأئمة العظام ) .

3 - وقال - رحمه الله – في مقال آخر - يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية - بعنوان ( لم كان أو صار الوهابيون سبة ؟ !! ) نشر في ( العدد 167 ) من جريدة " البصائر " ( 6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م ، ص 2 ) : ( فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة ، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد ، مع ترجيح مذهب السلف ، وكتابه في العقيدة التوحيدية (2) يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر ، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة ، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون ، من أهل القبلة ) .

ثم قال : ( فليراجع " الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى " ؛ كتاب جليل ولا شك أنه لم يطلع عليه ، وإلا لوجم ، ونقول له أيضا راجع رسالة العلامة ابن حمدون إلى الوهابيين والى علماء تونس ، وكذلك لو اطلع على ما كتبه الكاتب العمراني المجيد الأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه " كنز العلوم واللغة " .. وكذلك نقول له راجع ما كتب مؤلف " غاية الأماني في الرد على النبهاني " ، ومؤلفه شافعي ، وكذلك ما كتب مؤلف " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " ، ثم ليحمل على الوهابيين خصوصا ، والإصلاحيين عموما ، ولكن الجهل والسياسة - لعنة الله عليها – تفعل أكثر من هذا من رقة الديانة والاستخفاف بها .. ) .

وقال : ( هذا ما أقول لك مختتما ومؤكدا أن طعنك في الوهابيين طعن بمالك سواء بسواء ، شعرت أم لم تشعر ، وأنك أرضيت من يرضى ويحب قطع الصلات بين المسلمين عموما ، والغرب خصوصا ، وشققت الله ورسوله ) .

4 - وكتب في ( العدد 79 ) من " البصائر " ( 12 جمادى الآخرة 1357 هـ / 20 أوت 1937 م ، ص 4 – 5 ) مقالا يثني فيه على كتاب " غاية الأماني في الرد على النبهاني " وكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " ، ويحث طلبة العلم على اقتنائها والإطلاع عليها ؛ لما فيها من بيان لحق السلفيين ، وتفنيد لباطل الخرافيين .

====

(1) سيأتي ذكره قريباً .

(2) يعني ( كتاب التوحيد ) المشهور .


يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:32
-4-
الأستاذ الأديب محمد السعيد الزاهري - رحمه الله -
( ت 1375 هـ - 1956 م )


1 - قام الأستاذ الزاهري - رحمه الله - بنشر مقال لصاحب المعالي العلامة الفقيه محمد الحجوي - وزير المعارف بالمغرب الأقصى - بعنوان ( الوهابيون سنيون حنابلة ) ؛ في ( العدد 3 ) من جريدة " الصراط السوي " ( 5 جمادى الثانية 1352 هـ / 25 سبتمبر 1933 م ، ص 3 ) ، قال في التقديم له ما نصه : ( كتب معالي الأستاذ الحجوي فصلا قيِّما عن الوهابية والوهابيون أردنا أن نتحف به قراءنا ليطلعوا على ما يقول العلماء الأعلام في الوهابية ، وعلى ما يتمنون لها من سعة الانتشار ، ونحن ننشر هذا الفصل كرد على لغط هؤلاء المشاغبين المغرضين الذين لا يزالون يرموننا بأننا وهابية ، ويرمون الوهابية بالكفر والمروق من الدين ) .

ومما جاء في مقال الشيخ الحجوي ( ت 1376 هـ ) - رحمه الله - قوله : ( عقيدته[ أي ابن عبد الوهاب ]السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القران والسنة ، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته .

وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد على تقليد الإمام أحمد ولا من دونه ، بل إذا وجد دليلا أخذ به وترك أقوال المذهب ، فهو مستقل الفكر في العقيدة والفروع معا ) .

إلى أن قال : ( وهو [ أي مذهبه ] نبذ التعلق بالقبور وعدم نسبة التأثير في الكون للمقبور ، بل منع التوسل بالمخلوق وهدم الأضرحة التي تشييدها سبب هذه الفكرة ، وقد فصلت ذلك في رسالتي " بيان مذهب الوهابية " وفي كتاببي " برهان الحق " (1) ، وأعظم خلاف بينهم وبين أهل السنة هو مسألة التوسل وتكفيرهم من يتوسل بالمخلوق ، فالخلاف في الحقيقة ليس في الأصول التي ينبني عليها التكفير أو التبديع ، وإنما هو في أمور ثانوية وأهمها هذه ) .

إلى أن قال : ( وهذا المذهب مؤسسه في الحقيقة ابن تيمية ، ولكن حاز الشهرة محمد بن عبد الوهاب ، وإليه نسبوه حيث توفق لإظهاره بالفعل ، ونشره بالقوة ، و تمكن من إحلاله محلا مقبولا من قلوب النجديين الذين قاتلوا عليه ) .

ثم ختم بقوله : ( وعاد اليوم لهم ظهور وانتشار ، ووقع التفاهم بين علماء الإسلام وزالت غشاوة كل الأوهام ، وعلم كل فريق ما هو حق وما حاد فيه عن الطريق ، وكادت أن لا تبقى نفرة بين علماء نجد وبقية علماء الآفاق ، لا سيما بوجود الملك عبد العزيز آل سعود - ملك نجد والحجاز والحرمين وملحقاتها الحالي - الذي ظهرت منه كفاءة تامة ونصرة للسنة بعد العهد بها ممن لدن أهل الصدر الأول ، واعتدال في الأفكار ونشر للأمن ووحدة الإسلام والغيرة العربية والعدل في الأحكام ، فهو من أفذاذ ملوك الإسلام العظام ذوي السياسة الإسلامية القويمة ، والكعب المعلى في الصرامة والحزم والشدة في الرفق والعزم قبل الضيق ، والسير على سنن السلف ، بما شهد له المحب والعدو ، أكثر الله في الإسلام أمثاله ، وأطال عمره ، وأطال يده على أعدائه ، وزاده تأييدا وتسديدا وثباتا في مبدئه القويم المعتدل ، وبلغه مناه ، حتى نرى الحرمين الشريفين والحجاز أرقى بلاد الإسلام ) . وهذا الفصل تجده - بتمامه - في كتاب منشئه " الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي " ( 2 / 445 - 448 ) .

2 - وفي ( العدد 5 ) من " الصراط السوي " ( 26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م ، ص 4 - 5 ) كتب الزاهري مقالا بعنوان ( الوهابيون سنيون حنابلة - إيضاح وتعليق - ) قال فيه ما نصه : ( في كلام الوزير من الحقائق الثابتة ما لا يخفى على أي منصف لم يعمه الغرض والهوى ، فهو يقرر كما هو الواقع " أن الإمام أبا عبد الله محمد بن عبد الوهاب الزعيم الأكبر ؛ قد برع في علوم الدين واللسان وفاق الأقران ، واشتهر بالتقوى وصدق التدين ، عقيدته السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن والسنة ، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته ، وفي الفروع مذهبه حنبلي غير جامد .." ، ويقرر أيضا - كما هو الواقع - أن مبادئ الوهابية " التمسك بالسنة وإلزام الناس بصلاة الجماعة وترك الخمر وإقامة الحد على متعاطيها ، ومنعها منعا كليا من مملكتهم ... وغير ذلك من التشديدات التي لا يراها المتساهلون المترخصون ( !!! ) وكل هذا لا يخالف السنة ... " .

ولكنه مع إثباته لهذه الحقائق قال : " ... وأعظم خلاف بينهم وبين أهل السنة هو مسألة التوسل ، وتكفيرهم من يتوسل بالمخلوق .. " ، وهذا وهم وهمه سعادة الوزير ، فإنه لا يوجد في نفس الأمر أدنى خلاف بين الوهابيين وبين أهل السنة إلا ما هو موجود بين أهل السنة أنفسهم ، فالوهابيون حنابلة سنيون بأتم معنى الكلمة ، وحسبك أنه ليس لهم كتب مذهبية للمذهب الوهابي مثلا ، بل كتبهم هي كتب الحنابلة نفسها .. ) .

إلى أن قال : ( وهنا مسألة جوهرية لا بأس بالإشارة إليها ، وهي أن كتب الحنابلة التي يقرؤها الوهابية وغيرهم هي كتب سنة وحديث أكثر مما هي كتب فقهية حنبلية ، وهم لا يزالون يؤلفونها على طريقة السلف الصالح وأئمة هذا الدين الحنيف ... ولا يخفى أن كتب السنة والحديث تجعل قارئها سنيا سلفيا شديد الاتصال بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وشديد الاتصال بالسلف الصالح ، وبعيدا كل البعد عن التقليد والجمود ، وبعيدا عن البدع ومحدثات الأمور ، ومن هنا جاء الخلاف بين الوهابية من أهل السنة الآخرين ( كذا في الأصل ) - إن كان هنالك خلاف - ...

والوهابية أو حنابلة نجد لا يقولون بكفر من يتوسل التوسل الشرعي ، بل يقولون بكفر من يدعو مع الله إلها آخر ، ومن معاني " التوسل " عند الجامدين ( من أهل السنة ) أنهم يدعون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ! وأحسب أن من يطالع كتاب " التوسل والوسيلة " لشيخ الإسلام ابن تيمية يرى صدق ما نقول . وهذه العقيدة ليست عقيدة حنابلة نجد وحدهم بل هي عقيدة السلف الصالح وعقيدة أهل السنة جميعا - ما عدا الجامدين منهم والمتساهلين - .. ) .

وقال - رحمه الله - في نفس المقال أيضا : ( الأتراك هم الذين سموا حنابلة نجد باسم " الوهابية " ، وهم الذين نشروا عنهم التهم والأكاذيب في العالم الإسلامي ، واستأجروا الفقهاء في جميع الأقطار ليؤلفوا ويكتبوا ويكذبوا على حنابلة نجد ، وهم الذين ألفوا كتابا ضد الوهابية ونسبوه إلى الشيخ سليمان بن عبد الوهاب - شقيق الإمام محمد بن عبد الوهاب - ، وهم الذين أخذوا ابن سعود أسيرا إلى الآستانة ولكنهم نكثوا العهد الذي عاهدوه فقتلوه غيلة وغدرا ، وأنا أعتقد أن للأجانب يدا في هذه الحرب التي أثارها الأتراك العثمانيون على ابن سعود ؛ فإنه يسوؤهم أن يستولي ابن سعود على الحجاز ويسوؤهم أن ينشر فيه الأمن والعدل والرحمة وأن يحكم فيه بما أنزل الله ، وكان الحجاز على عهد الأتراك مباءة فوضى وقطع طرق ، فلما جاء الوهابية أمنوا سبله ونشروا فيه الطمأنينة والعدل ) .

ثم قال : ( بقي شيء واحد وهو قول الوزير : " إن مؤسس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، واشتهر به ابن عبد الوهاب " ، والواقع أن مؤسس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب ولا الإمام أحمد ولا غيرهم من الأئمة والعلماء ، وإنما مؤسسه هو خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - ، على أنه في الحقيقة ليس مذهبا ، بل هو دعوة إلى الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة وإلى التمسك بالقران الكريم ، وليس هناك شيء آخر غير هذا ) .


====

(1) أرجو لو يتفضل أحد طلبة العلم من المغرب الأقصى بالإفادة حول هذين الكتابين .
يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:33
-5-
الشيخ العلامة الطيب العقبي - رحمه الله -
( ت 1379 هـ - 1960 م )


1 - قال الشيخ الطيب العقبي - رحمه الله - في مقال له بعنوان ( يقولون وأقول ) نشر في ( العدد 119 ) من جريدة " الشهاب " ( 30 ربيع الثاني 1346 هـ / 27 أكتوبر 1927 م ، ص 14 ) : ( يقولون لي : إن عقائدك هذه هي عقائد الوهابية ، فقلت لهم : إذن الوهابية هم الموحدون ) .


2 - وقال - رحمه الله - في ( العدد 2 ) من جريدة " السنة " ( 22 ذي الحجة 1351 هـ / 17 أبريل 1933 م ، ص 7 ) : ( هذا وإن دعوتنا الإصلاحية - قبل كل شيء وبعده - هي دعوة دينية محضة ، لا دخل لها في السياسة ألبتة ، نريد منها تثقيف أمتنا وتهذيب مجتمعنا بتعاليم دين الإسلام الصحيحة ، وهي تتلخص في كلمتين : أن لا نعبد إلا الله وحده ، وأن لا تكون عبادتنا له إلا بما شرعه وجاء من عنده ...

ثم ما هي هذه الوهابية التي تصورها المتخيلون أو صورها لهم المجرمون بغير صورتها الحقيقة ؟
أهي حزب سياسي ؟ ... أم هي مذهب ديني وعقيدة إسلامية كغيرها من العقائد والمذاهب التي تنتحلها وتدين بها مذاهب وجماعات من المسلمين ؟

وإذا كانت الوهابية : هي عبادة الله وحده بما شرعه لعباده ، فإنها هي مذهبنا وديننا وملتنا السمحة التي ندين الله بها وعليها نحي وعليها نموت ونبعث إن شاء الله من الآمنين ) .


3 - ونذكر هنا أن من الكتب التي درسها الشيخ العقبي - رحمه الله - في مجالسه العلمية كتاب " كشف الشبهات " للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - (1) .


====

(1) انظر كتاب " الطيب العقبي ودوره في الحركة الوطنية الجزائرية " ( ص 89 ) للأستاذ أحمد مريوش .


يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:35
-6-
الشيخ العلامة الأديب محمد البشير طالب الإبراهيمي - رحمه الله -
( ت 1385 - 1965 م )


1 - قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - في مقال له نشر في ( العدد 9 ) من جريدة " السنة " ( 11 صفر 1352 هـ / 5 يونيو 1933 م ، ص 3 ) : ( ويقولون عنا إننا وهابيون ، كلمة كثر تردادها في هذه الأيام الأخيرة حتى أنست ما قبلها من كلمات : عبداويين وإباضيين وخوارج . فنحن بحمد الله ثابتون في مكان واحد وهو مستقر الحق ، ولكن القوم يصبغوننا في كل يوم بصبغة ، ويسموننا في كل لحظة بسمة ، وهم يتخذون من هذه الأسماء المختلفة أدوات لتنفير العامة منا وإبعادها عنا ، وأسلحة يقاتلوننا بها وكلما كلت أداة جاءوا بأداة ، ومن طبيعة هذه الأسلحة الكلال وعدم الغناء ، وقد كان آخر طراز من هذه الأسلحة المفلولة التي عرضوها في هذه الأيام كلمة "وهابي" ، ولعلهم حشدوا لها ما لم يحشدوا لغيرها وحفلوا بها ما لم يحفلوا بسواها ، ولعلهم كافئوا مبتدعها بلقب ( مبتدع كبير ) .

إن العامة لا تعرف من مدلول كلمة " وهابي " إلا ما يعرفها به هؤلاء الكاذبون ، وما يعرف منها هؤلاء إلا الاسم وأشهر خاصة لهذا الاسم وهي أنه يذيب البدع كما تذيب النار الحديد ، وأن العاقل لا يدري مم يعجب ! أمن تنفيرهم باسم لا يعرف حقيقته المخاطب منهم ولا المخاطب ، أم من تعمدهم تكفير المسلم الذي لا يعرفونه نكاية في المسلم الذي يعرفونه ، فقد وجهت أسئلة من العامة إلى هؤلاء المفترين من ( علماء السنة !! ) عن معنى "الوهابي" ؛ فقالوا هو الكافر بالله وبرسوله ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .

أما نحن فلا يعسر علينا فهم هذه العقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عقدهم ، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء ، فإننا لا نرد ما صدر منهم إلى ما يعلمون منه ولكننا نرده إلى ما يقصدون به ، وما يقصدون بهذه الكلمات إلا تنفير الناس من دعاة الحق ، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلا أنهم موتورون لهذا الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدعهم فيما وقع تحت سلطانها في ارض الله وقد ضج مبتدعة الحجاز فضج هؤلاء لضجيجهم - والبدعة رحم ماسة - ، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة " وهابي " تقذف في وجه كل داع إلى الحق إلا نواحا مرددا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية ، وتحرقا على هذه الوهابية التي جرفت البدع ، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا ، وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم ، ولكن ما أخفه على ألسنتهم حين يتوسلون به إلى التنفير من المصلحين ، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم - وهي أعز عزيز لديهم - ، ولم ترحم النفوس الولهانة بحبها ولم ترث للعبرات المراقة من أجلها ) .

وقال ( 6 ) : ( يا قوم إن الحق فوق الأشخاص ، وإن السنة لا تسمى باسم من أحياها ، وإن الوهابيين قوم مسلمون يشاركونكم في الانتساب إلى الإسلام ، ويفوقونكم في إقامة شعائره وحدوده ، ويفوقون جميع المسلمين في هذا العصر بواحدة وهي أنهم لا يقرون البدعة ، وما ذنبهم إذا ما أنكروا ما أنكره كتاب الله وسنة رسوله ، وتيسر لهم من وسائل الاستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر ؟

أإذا وافقنا طائفة من المسلمين في شيء معلوم من الدين بالضرورة ، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندهم - والمنكر لا يختلف حكمه باختلاف الأوطان - تنسبوننا إليهم تحقيرا لنا ولهم ، وازدراء بنا وبهم ، وإن فرقت بيننا وبينهم الاعتبارات ؛ فنحن مالكيون برغم أنوفكم ، وهم حنبليون برغم أنوفكم ، ونحن في الجزائر وهم في الجزيرة . ونحن نعمل في طرق الإصلاح الأقلام ، وهم يعملون فيها الأقدام ، وهم يعملون في الأضرحة المعاول ونحن نعمل في بانيها المقاول ) (1) .

2 - وقال - كما في " آثاره " ( 1 / 198) - : ( نسمع نغمات مختلفة ونقرؤها في بعض الأوقات كلمات مجسمة - صادرة من بعض الجهات الإدارية أو الجهات الطرقية - تحمل عليها الوسوسة وعدم التبصر في الحقائق من جهة ، والتشفي والتشهير من جهة أخرى ، هذه النغمات هي رمي جمعية العلماء تارة بأنها شيوعية ، وتارة بأنها محركة بيد خفية أجنبية ، وتارة بأنها تعمل للجامعة الإسلامية أو العربية أو تعمل لنشر الوهابية ، والطرقيون لا تهمهم إلا هذه الكلمة الأخيرة ، فهي التي تقض مضاجعهم وتحرمهم لذيذ المنام ، وحالهم معها على الوجه الذي يقول فيه القائل :

فإذا تنبه رُعتَه وإذا غفا * سلت عليه سيوفَكَ الأحلامُ

وكيف لا يحقدون عن هادمة أنصابهم ، وهازمة أحزابهم ؟ فتراهم لاضطغانهم عليها يريدون أن يسبوها فيسبوننا بها من غير أن يتبينوا حقيقتها أو حقيقتنا ، والقوم جهال ملتخون من الجهل ، وحسبهم هذا ) (2) .

3 – وقال وهو يتحدث عن صديقه الشيخ محمد نصيف - رحمهما الله – في " آثاره " ( 4 / 125 ) : ( إذا لم ينصف الحجاز شيخه ومخلد مجده ورافع رايته أستاذنا الشيخ نصيفا ، فإن العالم الإسلامي كله ينصفه ، فكلنا ألسنة شاهدة بأنه مجموعة فضائل نعد منها ولا نعددها ، وأنه مجمع يلتقي عنده علماء الإسلام وقادته وزعماؤه فيردون ظماء ويصدرون رواء ، وإنني أقولها بصيحة صريحة ، وأؤديها شهادة للحق والتاريخ بأنه محيي السنة في الحجاز من يوم كان علماؤه – ومنهم أشياخنا – متهورين في الضلالة ، وأنه صنع للسلفية وإحياء آثارها ما تعجز عنه الجمعيات بل والحكومات ، وأنه أنفق عمره وماله في نصرها ونشرها ، في هدوء المخلصين وسكون الحكماء ، وسيسجل التاريخ العادل آثاره في عقول المسلمين ، وسيشكر له الله غزوه للبدع بجيوش السنن المتمثلة في كتبها وعلوم أئمتها ، وجميعة العلماء نفسها مدينة له ، فإن الكتب السلفية لم تصلنا إلا عن يده ) (3) .

4 – وللشيخ الإبراهيمي - رحمه الله - أرجوزة بعثها لبعض علماء نجد ، قال فيها :

إنَّا إذا ما ليلُ نجدٍ عسعسا * وغربت هذي الجواري خُنَّسا
والصبح عن ضيائه تنفَّسا * قمنا نؤدِّي الواجب المقدَّسا
ونقطع اليوم نناجي الطُّرُسا * وننتحي بعد العشاء مجلسا
موطَّداً على التقى مؤسَّسا * في شِيخةٍ حديثهم يجلو الأسى
***
وهمم غُرٌّ تعاف الـَّنسا * وذممٌ طهر تجافي النَّجَسا
يُحْيُون فينا مـالكاً وأنسا * والأحمدين والإمام المؤتسا (4)
***
بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا * وَأَمِنَتْ آثـاره أن تَدْرُسا
والشرك في كلِّ البلاد عرَّسا * جذلان يتلو كُتْبَه مُدرِّسا
مصاولاً مواثباً مفترسا * حتى إذا ما جاء جَلْساً جَلَسَا (5)
منكمشاً مُنخذلاً مقْعَنسسا * مُبَصْبصاً قيل له اخْسأْ فخسا
شيطانه بعد العُرَام خنسا * لما رأى إبليسه قد أبلسا
ونُكِّستْ راياته فانتكسا * وقام فـي أتباعه مبتئسا
مُخَافِتاً مِنْ صوته محترسا * وقال إنَّ شيخكم قد يئسا
من بلد فيها الهدى قد رأسا * ومعْلَمُ الشرك بها قد طُمِسا
ومعهدُ الـعلم بها قد أسسا * ومنهلُ التوحيد فيها انبجسا
***
يا عمر الحَقِّ وقيتَ الأبؤسا * ولا لقيت - ما بقيت – الأَنْحُسا (6)
لك الرضى إنَّ الشباب انتكسا * وانتابه داءٌ يحاكي الهَوَسَا
وانعكستْ أفكاره فانعكسَا * وفُتحت له الكُوَى فأسلسا
فإن أبت نجدٌ فلا تأبى الحسا * فاقْسُ على أشْرَارِهم كما قسا
سميُّك الفاروق (فالدين أُسى) * نَصرُ بْن حجَّاج الفتى وما أسا
غـرَّبَـهُ إذ هتفتْ به النِّسا * ولا تُبال عاتِباً تغطرسا
أوْ ذا خَبالٍ للخنا تَحَمَّسا * أو ذا سُعارٍ بالزِّنَى تَمرَّسا
شيطانه بالمُنديات وسوسا * ولا تُشَّمِّت مِنهمُ من عطسَا
***
يا شَيْبَةَ الحَمْدِ رئيس الرُّؤَسَا * وَوَاحِدَ العصرِ الهُمَامَ الكَيِّسَا (7)
ومفتيَ الدِّينِ الذي إنْ نَبَسَا * حَسِبْتَ في بُرْدَتهِ شيخَ نَسَا
راوي الأحاديثِ مُتُوناً سُلَّسَا * غُرّاً إذا الراوي افترى أو دَلَّسَا
وصَادِقَ الحَدْسِ إذا ما حَدَسَا * ومُوقِنَ الظَّنِّ إذا تَفَرَّسَا
وصادعاً بالحقِّ حين هَمَسَا * به المُرِيبُ خائفاً مُخْتَلِسَا
***
فتحتَ بالعلمِ عيوناً نُعَّسَا * وكان جَدُّ العلم جَداً تَعِسَا
وسُقْتَ للجهل الأُسَاَة النُّطُسَا * وكان داءُ الجهلِ داءً نَجَسَا
رمى بك الإلحادَ رامٍ قَرْطَسَا * وَوَتَرَتْ يد الإلهِ الأَقْوُسَا
وجَدُّكَ الأعْلَى اقْتَرَى وأَسَّسَا * وتركَ التَّوحيدَ مَرْعِيَّ الْوَسَا (8)
حَتَّى إذا الشركُ دَجَا وَاسْتَحْلَسَا * لُحْتَ فكنتَ في الدَّيَاجِي القَبَسَا
ولم تَزَلْ تَفْرِي الْفَرِيَّ سَائِسَا * حتى غدا الليلُ نهاراً مُشْمِسَاً

انظر الأرجوزة كاملة - مع شرح غريبها - في " آثار الإبراهيمي " ( 4 / 126 - 130 ) .

5 – وقال في قصيدة أخرى إلى بعض علماء نجد - أيضا - :

قد كنت في جِنِّ النَّشَاط والأشرْ * كأنَّني خرجتُ عَن طورِ البَشَر
وكنت نَجْدِىَّ الهوى من الصغرْ * أهيمُ في بَدْر الدُّجى إذا سَفَرْ
***
وقائدي في الدين آيٌ وأَثَر * صَحَّ بَرَاوٍ ما وَنَى وَلا عَثَر
وَمَذهبي حُبُّ عَلِيٍّ وَعُمَر * والخلفاءِ الصَّالحين في الزُّمرْ
هذا وَلا أحْصُرُهُمْ في اثني عَشَر * لا ولا أَرْفَعُهمْ فوق البّشر
وَلا أنَالُ وَاحداً مِنهم بِشَرْ * ( وشيعتي في الحاضرينَ ) مَنْ نَشَر
دَينَ الهُدَى وذبَّ عَنهُ وَنَفَر * لِعِلْمِهِ وَفـقَ الـدَّليل المُستَطَرْ
حَتَّى قَضَى من نُصْرة الحقِّ الوطر * هم شِيْعَتِي في كلِّ ما أَجدَى وضَرْ
وَمَعشَري في كل ما ساءَ وَسَرّ * وَعُصبتي في كلِّ بدوٍ وحضَر
أمَّا إذا صَبَبْتُ هذه الـزُّمر * في وَاحدٍ يجمعُ كلَّ ما انتثر
( فَخُلَّتِي مَنْ بينهم أخٌ ظهَرْ ) * في الدَّعوةِ الكُبرى فَجَلَّى وبَهَرْ
وَجَال في نَشرِ العُلُومِ وقَهَرْ * كَتَائبَ الجَهل المغيرِ وانتصر
( عبداللطيف ) المُرتَضَى النَّدبُ الأبر * سُلالَةُ الشَّيْخ الإمام المُعْتَبرْ (9)
مَنْ آلِ بيت الشيخِ إنْ غابَ قمرْ * عَنِ الوَرَى خَلَفهُ منهم قَمَرْ
فَجَدُّهم نَقَّى التراب وبَذَرْ * ولَقِيَ الأَذَى شديداً فَصَبَرْ
على الأذى فكان عُقبَاه الظَّفَر * والابنُ والى السَّقيَ كي يَجْنِي الثَّمَرْ
( وإن أحفادَ الإمام ) لَزُمَر * ( محمدٌ ) من بينهم حَادِي الزُّمَرْ (10)
تقاسموا الأعمالَ فاختصَّ نَفَرْ * بما نهى محمدٌ وما أمـرْ
واختص بالتعليمِ قومٌ فازْدَهَر * يبني عقولَ النشءِ مِن غَيرِ خَوَرْ
قادَ جيوشَ العِلمِ لِلنَّصرِ الأغَر * كالسورِ يعلو حجراً فوقَ حجرْ

إلى آخر الأرجوزة الماتعة ، التي تجدها في " الآثار " ( 4 / 131 – 134 ) .

6 - وقال البشير الإبراهيمي - رحمه الله - في رسالة بعثها من القاهرة إلى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم - رحمه الله - :

( حضرة الأخ الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، مفتي المملكة العربية السعودية ، أطال الله بقاءه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أما بعد ، فإنني أكتب إليكم - كتب الله لنا ولكم السعادة والتوفيق ، وأدام علينا وعليكم نعمة الإيمان وأتمها - ، أذكركم ما لستم عنه غافلين من حال إخوانكم الجزائريين المجاهدين ، وما هم فيه من الشدة والحاجة إلى العون والإمداد ، وما أصبحت عليه الأمة الجزائرية كلها من ورائهم من البؤس والضيق .

أذكركم أن لكم بالجانب الغربي من وطن العروبة ومنابت الإسلام الأولى ومجرى سوابق المجاهدين الأولين لإخواناً في العروبة - وهي رحم قوية - ، وفي الإسلام - وهو سبب مرعي - ، وفي ذلك المعنى الخاص من الإسلام وهو السلفية التي جاهدتم وجاهد أسلافكم الأبرار في سبيل تثبيتها في أرض الله ، وقد لقوا من عنت الاستعمار وجبروته ما أهمَّهم وأهمَّ كل مسلم حقيقي يعلم أن الإسلام رحم شابكة بين بَنِيه أينما كانوا ، وأن أقل واجباته النجدة في حينها والتناصر لوقته ... ) ، انظرها - بتمامها - في " آثاره " ( 5 / 221 – 223 ) .

7 – وقال في رسالة مماثلة إلى الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - :

( حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن ، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أما بعد ، فإني أحمد لكم الله الذي لا إله لا هو ، وأرجو أن يوزعني وإياكم شكر نعمائه ، وأن ييسرنا للقيام بما افترض علينا من الجهاد بجميع أنواعه في سبيل ديننا الذي أحاطت به الخرافات والأوهام في الداخل ، كما أحاط به الكفر والطواغيت في الخارج ، أذكركم بإخوانكم المجاهدين في الجزائر الذين أحيوا في الزمن الأخير فريضة عفا أثرها وانطمس رسمها في هذه العصور ، فنصرهم الله على ضعفهم وقلة عددهم وعُددهم وقوة عدوهم ، وتأييد الطواغيت له ...الخ ) ، انظرها كاملة في " آثاره " ( 5 / 224 – 225 ) .


=====

(1) انظر " آثار الإبراهيمي " ( 1/ 123 – 124 ) .

(2) وهذا الكلام نشرا - أولا - ضمن " سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ( ط قسنطينة 1935م ) .

(3) نشرت الكلمة في ( العدد 4 ) من مجلة " المنهل " ( ربيع الثاني 1372 هـ / يناير 1953 م ) .

(4) يريد بالأحمدين : الإمام أحمد بن حنبل ، وشيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، وبالإمام المؤتسى : الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - .

(5) جلس : بلاد نجد ، قاله في " القاموس المحيط " ( ص 560 ط دار الكتب العلمية ) .

(6) يريد صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك - رحمه الله - .

(7) يريد سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - .

(8) جدك الأعلى : يريد به الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - .

(9) يعني به الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ ، وبالإمام المعتبر : الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

(10) يعني به الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .


يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:40
-7-
الشيخ الفقيه أحمد حماني - رحمه الله -
( ت 1419 هـ - 1998م )


1 - قال الشيخ أحمد حماني - رحمه الله - في كتابه " صراع بين السنة والبدعة " ( 1/ 50-51 ) : ( أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبذ كل ابتداع ومقاومة أصحابه ، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر ( 1694 _ 1765 ) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انضم إليها الأمير محمد بن السعود وجرد سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت .

ولما كانت نشأة هذه الدعوة في صميم البلاد العربية ونجحت على خصومها الأولين في جزء منها ، وكانت مبنية على الدين وتوحيد الله - سبحانه - في ألوهيته وربوبيته ومحو كل آثار الشرك - الذي هو الظلم العظيم - والقضاء على الأوثان والأنصاب التي نصبت لتعبد من دون الله أو تتخذ للتقرب بها إلى الله ، ومنها القباب والقبور في المساجد والمشاهد - لما كان كذلك فقد فهم أعداء الإسلام قيمتها ومدى ما سيكون لها من أبعاد في يقظة المسلمين ونهضة الأمة العربية التي هي مادة الإسلام وعزه ، إذ ما صلح أمر المسلمين أول دولتهم إلا بما بينت عليه هذه الدعوة ، وقد قال الإمام مالك : ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) .

لهذا عزموا على مقاومتها وسخروا كل إمكانياتهم المادية والفكرية للقضاء عليها ، وحشدوا العلماء القبوريين الجامدين أو المأجورين للتنفير منها وتضليل اعتقاداتها ، وربما تكفير أهلها ، كما جندوا لها الجنود وأمدوها بكل أنواع أسلحة الفتك والدمار للقضاء عليها .

تحرش بها الإنكليز والعثمانيون والفرس ، واصطدموا بها ، وانتصر عليهم السعوديون في بعض المعارك ، فالتجأت الدولة العثمانية إلى مصر ، وسخرت لحربها محمد علي وأبناءه - وهو الذي كانوا سخروه لحرب دولة الخلافة وتهوينها - وكان قد جدد جيشه على أحدث طراز عند الأوروبيين آنذاك ، فاستطاع الجيش المصري أن يقضي على هذه القوة الناشئة ، وظنوا أنهم استراحوا منها ، وكان من الجرائم المرتكبة أن أمير هذه الإمارة السلفية المصلحة اسر وذهب به إلى مصر ، ثم إلى إسطمبول حيث اعدم كما يعدم المجرمون .

وهكذا يكون هذا الأمير المسلم السلفي المصلح من الذين سفكت دماؤهم في نصر السنة ومقاومة البدعة رحمه الله ) .

2 - وقال - رحمه الله - في " فتاويه " ( 2/ 500-501 ) : ( وما ذكره الشوكاني [ من انتشار الشرك بين المسلمين وصمت أكثر العلماء عن إنكار ذلك ] معروف مشاهد – منذ أجيال – في كل بلاد المسلمين ، وما رواه من تقاعس العلماء والمتعلمين والأمراء والوزراء دون الواقع بكثير ، فان الفتنة الكبرى والبلاء الأعظم جاء المسلمين من مشاركة بعض العلماء في الحج إلى هذه القبور ودعاء أصحابها ، واعتقادهم في ( الأولياء ) من ساكنيها ، فيوم أن زرت القاهرة في أواخر السبعينات وصادف إقامة ( مولد سيدي أحمد البدوي ) ( والحج إليه ) فذكرت الصحف أن عدد ( الحجاج ) زاد على مليونين اثنين ، وكان في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر ، ووزير الأوقاف ( الشؤون الدينية ) وكلاهما من أشهر علماء الأزهر ، والثاني مكث في الجزائر بضع سنوات ، و أحيا فيها ما كانت قضت عليه الحركة الإصلاحية ودعوة عبد الحميد بن باديس وجمعية العلماء المسلمين ، قبل حظر نشاط نظامها وعملها كمنظمة . فمسؤولية العلماء أعظم من مسؤولية الحكام والأمراء والوزراء ، ذلك أن العامة قد لا تفتن بهم ولا تتخذهم قدوة في الدين ، وإن كان من أوكد واجباتهم حماية وصيانة المسلمين في أموالهم وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم . غير أن كثيرا من علماء المسلمين - أزهريون وغير أزهريين - قدماء ومحدثين - أدوا واجبهم ، وأحيوا سنة نبيهم ، وبصروا المسلمين بما جاء به دينهم ، وحذروهم من البدع والضلالات ومن فتنة القبور والمشاهد ، وعلى راس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية ، وأبو إسحاق الشاطبي ، وابن عبد الوهاب والشوكاني ، وفي هذا العصر محمد عبده ، ومحمد رشيد رضا ومحمد النخلي ، وعبد الحميد بن باديس وإخوانه بالجزائر ، بذلوا جهودهم بالدروس والكتابة والخطابة حتى قضوا على كثير من مظاهر الشرك والضلال وكان لعملهم أثر حميد في انتصار الإسلام ) .

ثم قال - موضحا- ( ص 508 ) : ( بعض علماء الأزهر وهو الشيخ الشعراوي بث أثناء زيارته للجزائر كثيرا من الضلالات ؛ منها تقديس القبور ، والخضوع للقبوريين ، وقد تولى من بعد الوزارة لشؤون الدين في مصر ، فلم يحذف ما يقع في المواليد القبورية بل ذهب وزارها وعظمها ) .
يتبع

ريـاض
2015-12-12, 22:42
-8-
الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -


1 - قال الشيخ - وفقه المولى - في رسالته " الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته وصلاح أمته " ( ص 49 – 54 ) :
( أما لفظة " الوهابية " فهي من إطلاق خصوم دعوة الحق من أهل الأهواء والبدع يريدون بذلك نبز الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - والتنقص من دعوته الإصلاحية إلى تجريد التوحيد من الشركيات ، ونبذ جميع السبل إلا سبيل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وما دعوته - رحمه الله - إلا امتداد لدعوة المتبعين لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من السلف الصالح ومن سار على نهجهم من أهل السنة والجماعة ، التي لا تخرج عن أصولهم ولا على مسلكهم في الدعوة إلى الله بالحجة والبرهان ، قال – تعالى - : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [ يوسف: 108 ] ، وقد كانت دعوته ودعوة أئمة الهدى والدين قائمة على محاربة البدع والتعصب المذهبي والتفرق ، وعلى منع وقوع الفتن بين المذاهب والانتصار لها بالأحاديث الضعيفة والآراء الفاسدة ، وترك ما صح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من السنن والآثار ، كما حاربت دعوته تنزيل الإمام المتبوع في أتباعه منزلة النبي - صلى الله عليه وآله و سلم - في أمته ، والإعراض عن الوحي والاستغناء عنه بأقوال الرجال ، فمثل هذا الالتزام بمذهب واحد اتخذ سبيلا لجعل المذهب دعوة يدعى إليها يوالى ويعادى عليها ، الأمر الذي أدى إلى الخروج عن جماعة المسلمين، وتفريق صفهم ، وتشتيت وحدتهم ، وقد حصل بسبب ذلك تسليط الأعداء عليهم واستحلال بيضتهم ، فأهل السنة والجماعة إنما يدعون إلى التمسك بوصية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المتمثلة في الاعتصام بالكتاب والسنة وما اتفقت عليه الأمة ، فهذه أصول معصومة دون ما سواها ...

إن استصغار أهل السنة والجماعة والتنقص من قدرهم بنبزهم بـ " الوهابية " تارة ، وبـ " علماء البلاط " تارة ، وبـ " الحشوية " تارة ، وبـ " أصحاب حواشٍ وفروع " تارة ، وﺑـ " علماء الحيض والنفاس " تارة ، وﺑـ " جهلة فقه الواقع " تارة ، وﺑـ " تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان " تارة ، وﺑـ " العملاء " تارة ، وﺑـ " علماء السلاطين " ، ما هي إلا سنة المبطلين الطاعنين في أهل السنة السلفيين ، ولا تزال سلسلة الفساد متصلة لا تنقطع يجترُّها المرضى بفساد الاعتقاد ، يطلقون عباراتهم الفجة في حق أهل السنة والجماعة ، ويلصقون التهم الكاذبة بأهل الهدى والبصيرة ، لإبعاد الناس عن دعوتهم ، وتنفيرهم عنها وصدهم عما دعوا إليه ، والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار ، وهذا ليس بغريب ولا بعيد على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علم ودين باللمز والغمز والتنقص ) .

2 - وللشيخ - سدده المولى - كلام متين ضمن كتابه " مجالس تذكيرية على مسائل منهجية " ( ص 47 – 52 ) عن منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في العذر بالجهل ، قال فيه ( ص 49 ) : ( حقيقة منهج محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – في قضية تأثير عارض الجهل على صحة الإسلام وبطلانه هي على منهاج أهل السنة .. ) .






المصدر (http://www.sahab.net/forums/?showtopic=95426)

العثماني
2015-12-13, 08:02
إن صدقتم في دعواكم ؛ لماذا أنتم بحاجة إلى استيراد سلفية من نجد واليمن بدل أن تكونوا سلفيين على منهج علماء الجزائر ابن باديس وإخوانه رحمهم الله ؟
ولماذا أنتم بحاجة إلى إسباغ الثناء من علماء الجزائر على الوهابية بدل اتباعهم وهو أيضا سلفيون قبل الجامي والمدخلي ؟

عثمان الجزائري.
2015-12-13, 08:28
اما انا فلا افتخر الا باني سلفي ان شاء الله

نعم أخي و أنا أفتخر:

إن كان تابع أحمد متوهبا :::: فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي :::: رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا :::: قبر له سبب من الأسباب
كلا ولا حجر ولا شجر ولا :::: عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة :::: أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية :::: الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث :::: في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا :::: أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من جهمية عنها عتت :::: بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدرة :::: فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ :::: ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقداً به :::: صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلْـ :::: ـيَبْكِ المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا :::: من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة :::: متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم :::: ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم :::: غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى :::: ومشوا على منهاجهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا :::: عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى :::: إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة فيه :::: ومكرمة وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا :::: وعلى جميع الآل والأصحاب

هذه كلمات للشيخ ملا عمران ـ رحمه الله ـ الذي كان شيعياً ثم تبين له الحق فاتبعه.

ثم أتمها الشيخ محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ

نسبوا إلى الوهاب خير عباده :::: يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح :::: وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية :::: سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله :::: هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم :::: توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ :::: فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم :::: نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً :::: ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم :::: عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه :::: حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفـ :::: ـور ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة :::: ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده :::: والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم :::: فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر :::: فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ :::: ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه :::: أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ :::: ـم وإن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى :::: وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ :::: سـلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى :::: وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه :::: ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد :::: وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا :::: لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى :::: سنة لفقتم جملة الأتراب
ولهابكم أعدائكم وتوقعوا :::: منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم :::: فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على :::: خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب :::: هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي :::: ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة :::: وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد :::: ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن :::: والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه :::: بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ :::: ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من الـ :::: ـمجد المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا :::: وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى :::: من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتجعلون ذوي المفاخر والعلى *** بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ المكنون يعدل بالحصى :::: والند والهندي والأخشاب
بدلتم نهج الهدى بضلالة :::: وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص :::: يشفيكم من جملة الأوصاب
وأخالكم لا تقبلون نصيحتي :::: بل تتبعون وساوس الخراب

ASKme
2015-12-13, 09:06
هذا معناه أنّ الدّعوة السّلفية انبثقت جذورها من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين !! وانتم من أتباع ابن باديس و الإبراهيمي و التبسي و الميلي و الزواوي وجمعية العلماء المسلمين .

عثمان الجزائري.
2015-12-13, 09:23
هذا معناه أنّ الدّعوة السّلفية انبثقت جذورها من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين !! وانتم من أتباع ابن باديس و الإبراهيمي و التبسي و الميلي و الزواوي وجمعية العلماء المسلمين .


من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم و من سار على نهجه من أمثال إبن باديس و الإبراهيمي و الميلي رحمهم الله أجمعين

ASKme
2015-12-13, 14:31
من أتباع محمد صلى الله عليه و سلم و من سار على نهجه من أمثال إبن باديس و الإبراهيمي و الميلي رحمهم الله أجمعين



جمعية العلماء المسلمين هل كلهم على نفس المنهج ؟ بالطبع لا ففيهم الاباضي والصوفي والمالكي
ابن باديس يحتفل ويروج بالمولد النبي الشريف ولا ينكر ذلك
ابن باديس يرد احاديث الاحاد وموقفه واضح بخصوص والدي الرسول اهم من اهل النار او الجنة
وابن باديس يجيز التوسل بالرسول
موقف ابن باديس من اتاترورك وتزكيته له
التوحيد والاسماء والصفات هل يتوافق مع السلفية النجدية ؟

عثمان الجزائري.
2015-12-13, 15:01
جمعية العلماء المسلمين هل كلهم على نفس المنهج ؟ بالطبع لا ففيهم الاباضي والصوفي والمالكي
ابن باديس يحتفل ويروج بالمولد النبي الشريف ولا ينكر ذلك
ابن باديس يرد احاديث الاحاد وموقفه واضح بخصوص والدي الرسول اهم من اهل النار او الجنة
وابن باديس يجيز التوسل بالرسول
موقف ابن باديس من اتاترورك وتزكيته له
التوحيد والاسماء والصفات هل يتوافق مع السلفية النجدية ؟

الإمام ابن باديس لم يكن يوما كماليا ... و لا ظهيرًا للكماليِّين

الحمد لله، والصلاة على رسول الله، وبعد:

فإن مما يحز في النفس أن أكتب مقالا هذا عنوانه، وما كنت لأكتب ما أكتب إلا لما بلغ هذا الكلام مسامعي ووقع عليه بصري، وإلا فبين الشيخ ابن باديس وما نسب إليه مفاوز.
تريد على مكارمنا دليلا // متى احتاج النهار إلى دليل!
و لكنه الزمن الذي أخبر عنه الصادق المصدوق "ويخوّن الأمين" فأمين الأمة الجزائرية قد رماه بنو علمان من بني جلدتنا أنه كان إصلاحيا [ تنويريا] وأنه من كبار رموزهم التي يستندون إليها مثله مثل علي عبد الرزاق وآخرين، يريدون بذلك أن يعطوا لصوتهم النشاز الحاضنة والمصداقية في هذا البلد المسلم و هم في قولهم هذا أفاكون كذابون، مثلهم مثل أولئك المبتدعة الذين يريدون أن يصفّوا حساباتهم مع ما فعله الشيخ بهم بإلصاق التهم له ورميه بالإفك والبهتان، وهكذا هم أهل السنة بين نارين: نار المبتدعة ونار التغريبيين .
نعم، لقد رفع الحداثيون واللادينيون عقيرتهم بأن الشيخ ابن باديس كان يدعوا لفصل الدين عن الدولة وأنه على نهج الكماليين وأنه يبارك إلغاء الخلافة وغيرها من الافتراءات التي نذكرها ونفندها في هذه العجالة.

شبهة فصل الدين عن الدولة

يزعم العلمانيون أن دعوتهم لفصل الدين عن الدولة قد قال بها بعض كبار الفقهاء و منهم الشيخ ابن باديس و هم في هذه الشبهة يستندون إلى الدعوة التي نادى بها هو و رجالات الجمعية الدولة الفرنسية مضمونها تطبيق قانون فصل الدين عن الدولة لكن حقيقة الأمر أن دعوتهم لهذا الأمر إنما كان لغرض نبيل يفرضه عليهم الواقع المشين تحت وطأة المستدمر الفرنسي حتى ترفع فرنسا يدها عن المساجد والجمعيات والأوقاف الإسلامية وهذا ما يبينه الأستاذ محمد الهادي حسني [آثار البشير الإبراهيمي (3/26) حيث يقول عن الإبراهيمي وحقيقة دعوته لفصل الدين عن الدولة: "وننبّه هنا إلى أن بعض دعاة اللائكية في بلادنا يخدعون الشعب وُيوهِمُونه بأنهم إنما يدعون إلى مادعا إليه الإمام الإبراهيمي من فصل الدين عن الدولة. وكذبوا، وصدق الإمام الإبراهيمي. وهم في كذبهم كأسلافهم الذين تقوَّلُوا على الله، فقالوا إنه يقول: "لا تقربوا الصلاة .. "، ويقول: "فويل للمصلين .. ".إن الإمام الإبراهيمي دعا إلى فصل الدين الإسلامي عن الدولة الفرنسية، لأنها دولة نصرانية في الجوهر، لائكية في المظهر، وفي كلتا الحالتين لاحق لها في الإشراف على الدين الإسلامي. أما اللائكيون عندنا فهَدَفُهُم هو القضاء على الإسلام في الجزائر، ودعوتهم هذه مرحلة من مراحل تحقيق ذلك الهدف".
و يؤيد هذا أن الشيخ الإمام كان يدافع عن إقامة الأحكام الإسلامية و أن الشريعة عنده كل لايتجزأ و لا يتبعض و نسوق هذا الموقف الذي وقفه الشيخ أمام اللجنة البرلمانية حينما سأله رئيسها عن رأي الجمعية فيما " لو أن فرنسا أصدرت أمرا بطرح المسلمين الأحكام الشرعية لتعطيهم الحقوق الفرنسية ، ..... فأجاب الشيخ "أما إذا ألزمت فرنسا المسلمين برفض شريعتهم والتخلي عن ذاتيتهم فإنهم يشعرون بالضربة القاضية عليهم بالعدم التام. أنا أعتقد أنكم وأمثالكم تبحثون عن وجه في الإصلاح ينقل الجزائر من حالة اضطراب إلى حالة استقرار. وأنا أحقق لكم أنكم إذا ألزمتم الأمة الجزائرية المسلمة برفض شريعتها والتخلي عن ذاتيتها فإنكم تكونون قد وضعتم أمرا يؤول بالجزائر إلى اضطراب أعظم لا تدرى عاقبته". ثم أجاب عن سؤاله "ماذا تقولون لو صدر الأمر بمنع تعدد الزوجات خاصة، فأجابه الشيخ " بأن الشريعة كلٌّ لا يجوز للمسلم تجزئته، فتقبل كلها أو ترد كلها" اهـ من كتاب قال الشيخ الرئيس ص 145.
و في مقال للشيخ لما تكلم عن موقفه الأخير من أعمال الكماليين و جناياتهم ذكر جنايتهم على الدين الإسلامي فقال :"الجناية الرابعة على الدين الإسلامي، لم يكتف القوم برفض الدين عن الدولة وتعطيل أحكامه بين الناس جملة بل أخذوا في استئصاله من الأمة التركية التي لا نشك في سخط أكثريتها عليهم وأغلقوا مدارس الديانة وطردوا طلاب العلوم الدينية، وصاروا يعلنون بملء أفواههم أن الدين عائق لهم عن المدنية". الآثار (6/ 20 - 23).و هذا عين ما يتفوه به بنو علمان من قومنا .
بل و يعتبر الشيخ أن ترك الحكم بما أنزل الله من الكفر العملي فقال:" والكفر قسمان: إعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عمل، وهو لا يضاد الإيمان، ومنه كفر تارك الصلاة غير المستحل للترك، وكفر من لم يحكم بما أنزل الله كذلك.الآثار(1/312). فهل بعد هذا يتشدق به من يخون أمته و يبيع دينه و يحاول تعطيل أحكامه ألا ساء ما يزرون .

شبهة مباركته لإلغاء الخلافة

مما يتفوه به بنو علمان و اذناب الغرب و يرمون به الشيخ ابن باديس أنه بارك إلغاء الخلافة و اعتبره مجرد رمز يثقل كاهل المسلمين و هم في ذلك ينشرون قوله :" فيوم ألغى الأتراك الخلافة -ولسنا نبرر كل أعمالهم -لم يلغوا الخلافة الإسلامية بمعناها الإسلامي، وإنما ألغوا نظاما حكوميا خاصا بهم، وأزالوا رمزا خياليا فتن به المسلمون لغير جدوى، وحاربتهم من أجله الدول الغربية المتعصبة والمتخوفة من شبح الإسلام «.الآثار (5/ 382).
و الجواب ليعلم أن هذه الخلافة التي لم يأسف الشيخ بإلغائها إنما هي الخلافة التي كانت بعيدة كل البعد عن روح الإسلام و أحكامه فهو يقول "لم يلغوا الخلافة الإسلامية بمعناها الإسلامي، وإنما ألغوا نظاما حكوميا خاصا بهم " و لا شك أن من اطلع على كتاب تاريخ الدولة العثمانية و غيرها من الكتب التي أبرزت عوامل سقوط هذه الدولة و ما كانت عليه في آخر عهدها يجد جناية هذه الدولة على المسلمين و بعدها عن معالم الإسلام و من ذلك غزوهم لبلاد الحجاز لدحر الدعوة السلفية و ما فعلوه بأهلها بل ورد أنه " كان على رأس تلك الجيوش التي وجهها محمد علي ضباط فرنسيون وبعض النصارى.وقد سرّت فرنسا بذلك العمل الحربي المدمر، وكذلك بريطانيا وأبلغت فرنسا محمد علي عن طريق قنصلها في القاهرة أنها ممنونة مما رأته من اقتداره على نشر أعلام التمدن في البلاد الشرقية " (تاريخ الدولة العثمانية ص 500).
لكن مع هذا كله فإن الشيخ رحمه الله كان له كلام آخر يدافع فيه عن الخلافة حتى و هي على ما ذكرت يقول الشيخ وهو يذكر جنايات الكماليين :"الجناية الأولى على الخلافة: كانت الخلافة نقطة اتصال لقلوب الملايين من المسلمين وعرقا حساسا منهم وعاملا قويا لتحريك عواطفهم ولا سيما في هاته الأيام التي أخذ فيها المسلمون يعملون على النهوض بأنفسهم والتعاون بإخوانهم والتعاضد حسب الإمكان أمام كل فاجعة تلم بهم، عرفت هذا أمم العالم بأسرها أيام انتصار الكماليين ومعاهدة لوزان وإن تجاهله الكماليون اليوم! كانت هذه الرابطة العظمى والعاطفة الكبرى من أقوى ما يستعان به دعاة الوحدة الإسلامية السليمة التي ترمي إلى نشر الإخاء والسلام برفع راية الإسلام وإنهاض العالم الإسلامي نهضة تؤهله لأخذ قسطه في الحياة وأداء واجبه في خدمة الإنسانية والعمران، هذه بعض ثمرات الخلافة حتى على صورتها الأخيرة التي ابتدعها الكماليون، ثم هم قد أبوا اليوم إلا محوها بتاتا من الوجود فقضوا بذلك على ركن عظيم من أركان النهضة وسبب قوي من أسباب الاتحاد " .

الشبهة الثالثة: ثناؤه على مصطفى كمال

فمما يستند إليه المدعون و الطاعنون ثناؤه على الخائن لأمته مصطفى كمال أتاتورك لما قال عنه بمناسبة وفاته ما قال و الرد من وجوه :
الوجه الأول: أن يقال إن الشيخ خدع بشخصية كمال أتاتوك كما خدع بها آخرون فهذا أحمد شوقي كان في أول أمره مبهورا بهذه الشخصية وقال تلك القصيدة المشهورة:
الله أكبركم في الفتح من عجب ... يا خالد الترك جدد خالد العرب
لما أتيت ببدر من مطالعها ... تلفت البيت في الأستار والحجب
وهشت الروضة الفيحاء ضاحكة ... إلى المنورة المكية الترب
وأرَّج الفتح أرجاء الحجاز وكم ... قضى الليالي لم ينعم ولم يطب
فلما فعل كمال مافعل كان له رأي آخر فقال في قصيدته المشهورة :
ضجت عليك مآذن ومنابر ... وبكت عليك ممالك ونواح
بكت الصلاة، وتلك فتنة عابث ... بالشرع عربيد القضاء وقاح
أفتى خزعبلة وقال ضلالة ... وأتى بكفر في البلاد صراح
إن الذين جرى عليهم فقهه ... خلقوا لفقه كتيبة وسلاح
و هكذا كان حال ابن باديس مع الكماليين قال رحمه الله: " فلئن والينا الكماليين بالأمر حناهم، فلأنهم يذبون عن حمى الخلافة وينتشلون أمة إسلامية عظيمة من مخالب الظالمين، وقد سمعناهم يقولون في دستورهم» إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام «ولئن تبرأنا منهم اليوم وعاديناهم فلأنهم تبرؤوا من الدين وخلعوا خليفة المسلمين، فكانوا ممن عمل بعمل أهل الجنة حتى لم يبق بينه وبينها إلا ذراع فعمل بعمل أهل النار فكان من الخاسرين، وإنما الأمور بخواتمها والعاقبة للمتقين".

الوجه الثاني : أن الشيخ لم يثن عليه لما فعل و لكن اثنى على ما كان من دفاعه عن وطنه في وجه الطامعين من اليونان وغيرها فهو يذكره كزعيم قومي يجب على الأمة المستعمرة أن تفعل فعله في دحر الاستدمار عن بلادها و يؤيد هذا قوله " ويجب أن نعلن بأن الفضل الأول في هذا كله للرجل الكريم والبطل العظيم السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود الذي لا نشك أنه سيكون إن شاء الله تعالى في تاريخ العرب ما كان لمصطفى كمال في تاريخ الترك، فالأمة العربية اليوم تعتبر هذا الأمير العظيم زعيمها الحقيقي الوحيد، وتعلق عليه الآمال الكبار " . الآثار (5/ 31). كما أن في مقاله المثني فيه على أتاتورك ذكر ما يوحي بهذا فقال:" إن الإحاطة بنواحي البحث في شخصية أتاتورك "أبي الترك" مما يقصر عنه الباع، ويضيق عنه المجال، ولكنني أرى من المناسب أو من الواجب أن أقول كلمة في موقفه إزاء الإسلام. فهذه هي الناحية الوحيدة من نواحي عظمة مصطفى أتاتورك التي ينقبض لها قلب المسلم ويقف متأسفاً ويكاد يولي مصطفى في موقفه هذا الملامة كلها حتى يعرِّف المسؤولين الحقيقيين الذين أوقفوا مصطفى ذلك الموقف فمن هم هؤلاء المسؤلون؟ ..." اهـ ثم راح يبين شركاءه في المسؤولية أو من هم المسؤولين الحقيقيين عن هذه الفاجعة وهم شيوخ الدين الطرقيين و رجال الدين الجامدين أقول و إن كان لهؤلاء نصيب في المسؤولية فلن يعفي ذلك كمالا الحظ الأوفر مما فعل و لهذا فإن الشيخ رجع عن اعتذاره لكمال و الكماليين و تبرأ من صنيعهم كما سيأتي في الوجه الثالث.
الوجه الثالث : أن الشيخ غض طرفه عن أفعال كمال و الكماليين إبقاء للوحدة و تفاؤلا برجوعهم إلى حياض الإسلام و أحكامه يقول رحمه الله :" وإنما كنا نغض الطرف عن شرورهم ومفاسدهم ساكتين عن ذكر مقابحهم إبقاء للوحدة الإسلامية التي اتجهت نحوهم، ولمًّا لشعث المسلمين حول سيرة خليفتهم وتأييد الأمة التركية خادمة الملة التابعة لهم وإرغاما لأعداء المسلمين بهم وكنا مع هذا ننتظر لهم فئة منهم أو أغلبية المعدلين عليهم، وما كنا نحسب أبدا أن يقدموا على إبطال الخلافة ويعلنوا بما هو كفر بواح ، لكنه للأسف قد قضي الأمر ووقع ما لم يكن في الحسبان...." الآثار (6/ 20).لكن لما رأى أن الجرح ازداد عفنا و الأمر سوءا قلب لهم ظهر المجن و جهر بالحق على حد قول الشاعر و هو شهل بن شيبان:
صفحنا عن بني ذهل ... وقلنا: القوم إخوان
عسى الأيّام أن يرجع ... ن حيّا كالذي كانوا
فلما صرّح الشّرّ ... وأمسى وهو عريان
ولم يبق سوى العدوا ... ن دناهم كما دانوا
مشينا مشية الليث ... بدا واللّيث غضبان
بضرب فيه توهين ... وتضجيع وإذعان
يقول ابن باديس رحمه الله موضحا رأيه الأخير : «إن الإسلام لا يقدس الرجال وإنما يسير الأعمال، فلئن والينا الكماليين بالأمر حناهم، فلأنهم يذبون عن حمى الخلافة وينتشلون أمة إسلامية عظيمة من مخالب الظالمين، وقد سمعناهم يقولون في دستورهم» إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام «ولئن تبرأنا منهم اليوم وعاديناهم فلأنهم تبرؤوا من الدين وخلعوا خليفة المسلمين، فكانوا ممن عمل بعمل أهل الجنة حتى لم يبق بينه وبينها إلا ذراع فعمل بعمل أهل النار فكان من الخاسرين، وإنما الأمور بخواتمها والعاقبة للمتقين. ما كنا قط نجهل عقيدة الشبيبة التركية المتفرنجة ولا مبادئها اللادينية وكيف يجهل ذلك منها، وقد حفظ التاريخ في متون الصحف وبطون المجلات خطب زعمائها بالتأفف من الدين والغمز في مبادئ الإسلام من خطب زعماء الاتحاديين إلى آخر خطبة رأيناها في جريدة الأهرام من خطب كمال، أم كيف تخفى مقاصدهم وقد فتحوا عهد دستورهم بعد عبد الحميد بمحو كلمة الشهادة من رايات الجيش وختموها هاته الأيام بنبذ النظام العائلي الإسلامي في مسائل الزواج وإباحتهم التبرج للنساء واختلاطهن بالرجال في المراسم والمراقص ومحلات العموم، والفصل بين السلطة الروحية والزمنية مما قلدوا فيه بابوية روما ولا حقيقة له في الإسلام، لا والله ما كانت تخفى علينا عقائدهم ولا مقاصدهم، وإنما كنا نغض الطرف عن شرورهم ومفاسدهم ساكتين عن ذكر مقابحهم إبقاء للوحدة الإسلامية التي اتجهت نحوهم، ولمًّا لشعث المسلمين حول سيرة خليفتهم وتأييد الأمة التركية خادمة الملة التابعة لهم وإرغاما لأعداء المسلمين بهم وكنا مع هذا ننتظر لهم فئة منهم أو أغلبية المعدلين عليهم، وما كنا نحسب أبدا أن يقدموا على إبطال الخلافة ويعلنوا بما هو كفر بواح، لكنه للأسف قد قضي الأمر ووقع ما لم يكن في الحسبان ففعلوا فعلاتهم الشنعاء وجاءوا للإسلام بالدويهات الدهياء فتوالت قراراتهم المشؤومة يحملها البرق في أقطار المعمورة من إبطال الخلافة ونفي الخليفة وآل عثمان ورفض الدولة للديانة وإبطال المحاكم الشرعية وغلق المدارس الدينية وغير ذلك من المنكرات فمرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية وجنوا على الإسلام عدة جنايات:

الجناية الأولى، على الخلافة:
كانت الخلافة نقطة اتصال لقلوب الملايين من المسلمين وعرقا حساسا منهم وعاملا قويا لتحريك عواطفهم ولا سيما في هاته الأيام التي أخذ فيها المسلمون يعملون على النهوض بأنفسهم والتعاون بإخوانهم والتعاضد حسب الإمكان أمام كل فاجعة تلم بهم، عرفت هذا أمم العالم بأسرها أيام انتصار الكماليين ومعاهدة لوزان وإن تجاهله الكماليون اليوم! كانت هذه الرابطة العظمى والعاطفة الكبرى من أقوى ما يستعان به دعاة الوحدة الإسلامية السليمة التي ترمي إلى نشر الإخاء والسلام برفع راية الإسلام وإنهاض العالم الإسلامي نهضة تؤهله لأخذ قسطه في الحياة وأداء واجبه في خدمة الإنسانية والعمران، هذه بعض ثمرات الخلافة حتى على صورتها الأخيرة التي ابتدعها الكماليون، ثم هم قد أبوا اليوم إلا محوها بتاتا من الوجود فقضوا بذلك على ركن عظيم من أركان النهضة وسبب قوي من أسباب الاتحاد.

الجناية الثانية، على الخليفة:
هذا الخليفة معروف عند العارفين الشرقيين والغربيين بموالاته للكماليين قبل بيعته وموافقته لهم بعدها، لذلك انتخبوه باختيارهم دون سواه، وبايعوه ثم نكثوا عهده ونقضوا بيعته، ولم يكتفوا بذلك حتى شردوه وتركوه، وهو الشخص الذي يحمل عنوان خليفة الإسلام ملقى على أعتاب الأوروبيين فيا لشماتة الأعداء والسخرية والاستهزاء! ساء والله ما يفعل الظالمون!

الجناية الثالثة، على عائلة آل عثمان:
هذه العائلة الكريمة يرتبط تاريخ مجد الترك بتاريخها وما كون الترك وجعل لهم المنزلة السامية في أمم الإسلام إلا أمراؤها فأنكر الكماليون اليوم كل ذلك وشتموها بمخدراتها ولم يرقبوا فيها إلا ولا ذمة ألا إنهم معتدون.

الجناية الرابعة، على الدين الإسلامي:
لم يكتف القوم برفض الدين عن الدولة وتعطيل أحكامه بين الناس جملة بل أخذوا في استئصاله من الأمة التركية التي لا نشك في سخط أكثريتها عليهم وأغلقوا مدارس الديانة وطردوا طلاب العلوم الدينية، وصاروا يعلنون بملء أفواههم أن الدين عائق لهم عن المدنية، عجبا لقوم ما قرؤوا الدين ولا عرفوه كيف ساغ لهم أن يحكموا عليه، نعم تشبعهم بإلحاد أوروبا وجهلهم بحقيقة الدين، ووقوفهم أمام فقهاء لا يرون دين الله إلا من مشهور مذهبهم دون سائر مذاهب المسلمين، هذا الذي جرأهم على هذا المقال. وهنا يجب أن أقول أن كل وصمة يرمى بها الإسلام إنما هي من إفراط مثل هذه الطائفة الملحدة وتفريط طائفة العلماء الجامدة المقلدة، ولقد طالت مصيبة الإسلام بهاتين الطائفتين من عهد بعيد، والإسلام دين العلم والمدنية والرقي المادي والأدبي والتهذيبي النفسي والعقلي-بريء من كل عيب- شهد له بذلك عقلاء الأجانب بل أبناؤه المؤمنون، ولو دعا الكماليون العلماء المستقلين أهل النظر والاستدلال لأروهم من الإسلام ما كانوا يجهلون، وأبانوا لهم من مبادئه السامية وقواعده العالية الصالحة بكل إنسان الممكنة التطبيق على مقتضيات الأزمان»الآثار (6/ 20 - 23).
و هذا الوجه الأخير هو أقوى الوجوه، وهو يبرئ ذمة الشيخ مما نسب إليه، فإنه و إن أخطأ في ثنائه الأول أفلا يُرجع إلى ما قاله آخرا، وهذا الحري بمن يريد الحق والهدى، لا سبيل أولئك المغرضين واللائكيين الذين يتبعون المتشابهات من نصوص الوحي و كلام العلماء المصلحين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عثمان الجزائري.
2015-12-13, 15:02
جمعية العلماء المسلمين هل كلهم على نفس المنهج ؟ بالطبع لا ففيهم الاباضي والصوفي والمالكي
ابن باديس يحتفل ويروج بالمولد النبي الشريف ولا ينكر ذلك
ابن باديس يرد احاديث الاحاد وموقفه واضح بخصوص والدي الرسول اهم من اهل النار او الجنة
وابن باديس يجيز التوسل بالرسول
موقف ابن باديس من اتاترورك وتزكيته له
التوحيد والاسماء والصفات هل يتوافق مع السلفية النجدية ؟


http://ferkous.com/home/?q=rodoud-16

ASKme
2015-12-13, 15:27
http://ferkous.com/home/?q=rodoud-16

انتم معشر السلفيون تسقطون بالشبه وهذه مجوعة اخطاء وشبهات بالنسبة لمنهجكم وموقفكم من ابن باديس والامير عبد القادر معروف لاكن خوفا من تضييق الخناق تنتسبون الى جمعية العلماء او تنسبوه لمنهجكم

ASKme
2015-12-13, 15:30
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي *** فقد صـح لي عنه خـلاف الذي عنـدي
ظننت به خيـراً وقلت عسـى عسـى *** نجــد ناصحــاً يهدي الأنام ويستهدي
فقـد خـاب فيه الظن لا خاب نصحنـا *** وما كــل ظــن للحقــائق لي مهدي
وقـد جـاءنا من أرضـه الشيخ مربد *** فحقـق مـن أحـواله كــل مـا يبـدي
وقـد جاءني مـن تأليفـه برســائل *** يكفــر أهـــل الأرض علــى عمـد
ولفــق في تكفيــرهم كل حجـــة *** تراهـا كبيـت العنكبــوت لـذي النقـد
تجـاري علـى إجـراء دماء كل مسلم *** مُصَـلٍّ مُـزَكٍّ لا يحــول عن العهــد
وقـد جـاءنا عـن ربنــا في براءة *** براءتهــم عن كـل كفــر وعـن جحـد
وإخواننا سمـاهم اللّه فاستمـــــع *** لقـول الإِلـه الواحــد الصمــد الفـرد
وقـد قـال خيـر المرسلين نهيت عن *** فمــا باله لــم ينتـه الرجـل النجـدي
وقال لهـم لا مـا أقامـوا الصلاة في *** أناس أتـوا كـل القبائــح عـن قصــد
أبن أبـن لي لِـمْ سفكــت دمـاءهم *** ولمْ ذا نهبـت المــال قصـداً على عمـد
وقــد عصمــوا هذا وهـذا بقول لا *** إله سـوى اللّه المهيـمن ذي المجـــد
وقــال ثـلاث لا يحـل بغيــــرها *** دم المسلـم المعصـوم فـي الحل والعقـد
وقال عَلــيٌّ في الخــوارج إنهــم *** مـن الكفـر فَرُّوا بعـد فعلهـم الْمُـرْدِي
ولم يحفــر الأخــدود في بـاب كندة *** ليحـرقهم فافهمــه إن كنـت تستهـدي
ولكـن لقـوم قـد أتـــوا لعظيمــة *** فقالـوا علـيٌّ ربنـا منتهــى القصــد
وهــذا هو الكفــر الصريح وليس ذا *** برفـض ولا رأى الخـوارج في المهـدي
وقد قلـت في المختـار أجمــع كل من *** حـوى عصـره من تابعـي و ذي الرشد
علـى كفــره هــذا يقيــن لأنــه *** تسمـى نَبياً لا كمـا قلـت في الجعـــد
فـذلك لـم يجمــع علــى قتلـه ولا *** سوى خالد ضَحَّى به وهـو عن قصـــد
وقـد أنكــر الإِجمــاع أحمـد قائلاً *** لمــن يدعيــه قــد كذبـت بلا جحـد
كدعـواك في أن الصحـابة أجمعــوا *** على قتلهـم والسبـي والنهـب والطــرد
لمـن لزكاة المـال قـد كـان مانعـاً *** وذلك مـن جهـل بصــاحبـه يـــردي
فقــد كان أصنـاف العصـاة ثلاثــة *** كمــا قـد رواه المسنـدون ذوي النقـد
وقـد جاهـد الصديـق أصنافـهم ولـم *** يكفـر منهـم غيـر مـن ضـل عن رشد
وهـذا لعمري غيـر ما أنـت فيـه من *** تجـاريك فـي قتـل لمـن كـان فـي نجد
فإنهُـم قـد تابعـوك علـى الهـــدى *** ولـم يجعلـوا للّه فـي الديـن مـن نِـدِّ
وقـد هجـروا ما كـان مـن بِدَعٍ ومِنْ *** عبـادة مـن حـلَّ المقابـر فـي اللحـد
فمـا لك في سفـك الدمـا قـط حجـة *** خَـفِ اللّه واحـذر ما تُسِــرُّ ومـا تُبْدِي
وعامـل عبـاد اللّـه باللطـف وادعهم *** إلى فعـل ما يهــدي إلــى جنـة الخلد
وردَّ عليهــم مــا سلبـت فإنـــه *** حــرام ولا تغتــر بالعـــز و الجــد
ولا بأنـاس حسنــوا لك مــا تـرى *** فمــا همهــم إلا الأثــاث مــع النقد
يريـدون نهـب المسلميـن و أخـذ ما *** بأيديهـمُ مـن غيــر خــوف ولا حـد
فراقـب إله العـرش مـن قبل أن تُرَى *** صريعـاً فلا شـيء يفيــد و لا يجــدي
نعـم واعلمـوا أني أرى كـل بدعــة *** ضــلالاً على مـا قلـت فـي ذلك العقـد
ولا تحسبـوا أني رجعـت عــن الذي *** تضمنـه نظمـي عـن القديـم إلى نجـد
بلـى كـل ما فيـه هو الحـق إنمــا *** تحـريك في سفـك الدمـا ليس من قصدي
و تكفيــر أهــل الأرض لسـت أقوله *** كمـا قتلـه لا عـن دليـل بـه تهــدي
و هـا أنـا أبْرَا مـن فعالك فـي الورى *** فأنـت فـي هـذا مصيب و لا مهـــدي
ودونكهــا منـي نصيحــة مشفــق *** عليـك عسـى تهـدي بهـذا و تستهـدي
و تغلـق أبـواب الغلــو جميعــــه *** و تأتـي الأمـور الصـالحات علـى قصد
وهـذا نظـامي جـاء واللّـه حجـــة *** عليـك فقابـل بالقبـول الـذي أهــدي
نعـم ثـم إن الكفــر قسمـان فاعلموا *** وكـل مـن القسميـن أحكـامـه أبــدي
فكفـر اعتقـاد حكمـه السفـك للدمـا *** وسبـي الـذراري و انتهـاب ذوي الجحد
إلـى أن يقــروا بالشهــادة للــذي *** له الخلـق و الأمـر الإِلـه الــذي يهدي
وأن يشهـدوا أن الرســول محمــداً *** نبـي أتـى بالحـق والنــور والرشــد
و أن يشهــدوا أن المعــاد حقيقــة *** يعيــدهم رب العبـــاد الـذي يبــدي
خـلا من لـه منهــم كتـاب فإنه الـ *** معـاهد والإِيفــاء حتــم لذي العهــد
وكفـر كمـن يأتـي الكبـائر لا سـوى *** وليـس ككفــر بالمعيـــد و بالمبـدي
كتـارك فرض للصــلاة تعمـــــداً *** وتارك حكــم اللّه فــي الحـل و العقد
و مـن صـدق الكهــان أو كـان آتيـاً *** لامــرأة في حشِّهــا غيــر مستهـد
و مـن لأخيـه قـال يا كـافــر فقــد *** بهـا بـاء هـذا أو بهـا بـاء من يبدي
وليـس بهـذا الكفـر يصبـح خـارجـاً *** عـن الديـن فافهـم مـا أقرره عنـدي
وهـذا به جمـع الأحــاديث و الــذي *** أتـى فـي كتـاب اللّه ذي العـز و المجد
بلـى بعـض هـذا الكفـر يخـرج فاعلاً *** لـه إن يكـن للشـرع والديـن كالضـد
كمـن هـو للأصنـام يصبـح سـاجـداً *** و سـابِّ رسـول اللّه فهـو أخـو الجحد
و هـذا الذي فصلتـه الحـق فاتبـــع *** طريـق الهـدى إن كنـت للحق تستجدي
وجــاء مثـل هـذا في النفـاق وغيره *** من الفسـق والكفـر الذي كلـه يُــرْدِي
فإن قلـت قـد كفــرت مـن قال إنـه *** إلـه وأن اللّــه جــل عــن النِّــدِّ
مسمـاه كــل الكائنـــات جميعهــا *** مـن الكلـب والخنـزير والقـرد و الفهد
مـع أنـه صلـى وصـام و جـانب التـ *** وسـع في الدنيــا ومــال إلى الزهـد
فقلـت استمـع منـي الجـواب و لا تكن *** غبيـاً جهـــــولاً للحقائـق كـاللـد
فـإن الـذي عنـه سـألت مجـاهـــر *** بنفـي الإِلـه الواحــد الصمـد الفـرد
ونفــي نبـوءات النبيئيــن كلهـــم *** فمـا أحمـد الهـادي لـدى ذاك بالمهدي
وتصـويب أهـل الشـرك في شركهم فما *** أبو لهــب إلا كحمــزة فـي الجــد
و هارون أخطـا حيـــن لام جماعــة *** عكـوفاً على عجـل يخــور و لا يهدي
فإن لـم يكـن هـذا هـو الكفــر كلـه *** فعقـلك عقـل الطفـل زُمِّـلَ فـي المهد
فقـد كفـر الشيـخ ابن تيميـة و مــن *** سـواه مـن الأعـلام في السهل و النجد
أولئـك إذ قالـوا الوجــود بأســـره *** هـو اللّه لا رب يُمَيِّـزُ عـن عبــــد
وهــذا مقـال الفلاسفــة الألــــى *** إلى النــار مسـراهـم يقينــاً بـلا رد
وألفـي فـي هـذا ابـن سبعين كتبــه *** و تابعـه الجيلـي ويـا بئـس ما يبـدي
و لكـن أرى الطائـي أطولهــم يــداً *** أتـى بفصـوص لا تـزان بهـا الأيـدي
وجـاء منهـم ابن الفارض الشاعر الذي *** أتـى بعظيـم الكفــر في روضة الوردي
أجـاد نظامـاً مثـل مـا جـاد كفــره *** فسبحـان ذي العرش الصبـور على العبد
أنزهــه عـن كـل قـول يقولــــه *** ذوو الكفـر والتعطيـل مـن كل ذي جحد
وأثنــي عليـه وهـو و اللّه بالثنـــا *** حقيـق فقـل ما شئـت في الواحد الفرد
بديـع السمـوات العلـي خالـق المـلا *** ورازقهــم مـن غيـر كــدِّ و لا جهد
بـدا خلقنـا مـن أرضـه ويـردنـــا *** إليهـا ويخرجنــا معيــداً كمـا يبدي
فـريقيــن هـذا فـي جهنـم نــازل *** و ذلـك مـزفوف إلـى جنــة الخلــد
ألا ليــت شعـري أي دار أزورهـــا *** فقـد طـال فكـري في الوعيد وفي الوعد
إذا مـا ذكـرت الذنـب خفـت جهنمـاً *** فقـال الرجـا بـل غيـر هـذا ترى عندي
أليـس رحيمـاً بالعبــاد وغافـــراً *** لمـا ليـس شـركاً قالـه الرب ذو المجد
فقلــت نعــم لكــن أتانـا مقيـداً *** بمـا شــاءه فافهـم وعَضَّ هنـا الأيدي
فهـل أنا ممـن شـاء غفـران ذنبـه *** فيـا حبـذا أم لســت مــن ذلك الـورد
هنـا قطـع الخوف القلوب و أسبل الـ *** دمـوع مـن الأبــرار في ساحـة الخلـد
فأسألـه حسـن الختــــام فإنــه *** إليـه انقـلابي فــي الرحيـل إلى اللحد
ومغفـرة منــه ولطفــاً ورحمــة *** إذا مــا نـزلت القبـر منفـرداً وحـدي
و أرجــوه يعفــو كل ذنـب أتيتـه *** ويغفـر لي مـا كـان فـي الهـزل والجد
و يلحقنــا بالمصطفــى وبآلـه الـ *** كـرام كرامـاً والصحـاب أولـي الرشـد
قصــدت بهـذا النظــم نصح أحبتي *** وأختمـه بالشكـر للّـه و الحمـــــد
وصـل علـى خيــر الأنـام وآلــه *** صــلاة وتسليمـاً يدومــا بـــلا حد
ورَضِّ علـى الأصحـاب أصحاب أحمد *** أولـي الجــد فـي نصر الشريعـة والحد

ابو اكرام فتحون
2015-12-13, 18:21
السلام عليكم ورحة الله وبركاته

تذكيرا لاخــواني و أخواتي
أن الكلمة الطيبة هي المفتاح لبسط الأخوة والطيبة داخل منتدانا الغالي .
قال تعالى :
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) سورة ق (ada99:pg519.htm)



و حتى تبقى منتديات الجلفة متميزة بمواضيعها الجادّة، و حواراتها الراقية
يرجى المساعدة من الجميع دون استثناء بارك الله فيكم ومن فضلكم
على العمل على مد يد المساعدة و التعاون على أن تكون المشاركات هادفه ومفيدة ...
وعدم إضاعة أغلب الأوقات في ما عدى ذلك ...
و الإلتزام بالقوانين
و من ذلك خاصة منع إساءة الكلام، التهجم، التهكم، الاستهزاء أو الاستفزاز ...
ضد الأعضاء، أو ضد أي شخص أو فئة أو طائفة أو شعب...
و عدم التلفظ بألفاظ نابية في حق الآخرين و احترام آرائهم عند طرح أي موضوع للمناقشة
و تذكيرا لكم كذلك ببعض البنود المستحدثة
يرجى مراجعة :
~[¤]تحديث ضوابِط المنتديات الإسلاميّةِ[¤]~ (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1680456)


وفقنا الله وإياكم الى كل ما يحب ويرضاه سبحانه وتعالى.

الربيع ب
2015-12-14, 15:26
قال تعالى "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "
أنا على دين محمد صلى الله عليه وسلم ، وأتبع صحابته رضوان الله عليهم ومن تبعهم إلى يومنا ، وعلى دين ابن باديس وابن عبد الوهاب ومن حذى حذوهم وانتهج طريق الإسلام الذي لا طريق معه ولا دين إلا هو
قال ربنا " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "
" إن الدين عند الله الإسلام "
اللهم ثبتنا على الحق المبين حتى نلقاك .
عن أبي حازم سلمة بن دينار قال : لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه وبين الله تعالى .. إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد ، ولا يعور فيما بينه وبين الله تعالى : إلا عور الله فيما بينه وبين العباد ، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ؛ إنك إذا صانعت الله : مالت الوجوه كلها إليك ، وإذا أفسدت ما بينك وبينه : شنئتك الوجوه كلها .

بوركت يا سلمي ونسأل الله تعالى أن يوحد صفنا ويجمعنا على كلمة سواء
ونسأله أن يعلي راية الحق ، وينصر أهلها على الأعداء والمنافقين
اللهم ارحم من مات من علمائنا واحفظ من بقي وانفع الأمة والمسلمين بعلمهم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-14, 16:34
جزاكم الله خيرا يا أهل الحق و المدافعين عنه

mouloud1981
2015-12-14, 18:29
انار الله دربكم يأهل الخير

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-12-17, 11:19
انار الله دربكم يأهل الخير

جزاك الله خيرا