أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2015-11-03, 19:15
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى و صلى الله وسلم على المصطفى و آله و صحبه ومن اقتفى .
و بعد :
لا يزال المرء سائرا في هذه الحياة ، سير المُجِدِّ كان أو سير البطّال ، فإن كان من أولي الحِجى
سار سير المُجِدِّ راميا بصره منتهى قصده ، فإن رأى ما يعوق سبيله ، كان في سَعةٍ من الزمان و المكان ليحتاط لنفسه .
و إن كان من خفافيش الأبصار ، سار سير البطّالين ، مُطأطئ الرأس ، مَرمى بصرِه مواطئُ قدميه
فإن كان في سبيله ما يعوق ، لم يفطن له حتى يقتحمَ فيه و يتعثَّرَ بعتباته .
و ما دام المرء سائرا فهو يمرّ الفينة تلو الأخرى بمفترَقاتٍ تتخلّل نهجه و طريقه .
و هنا يكمن الفرق بين المسافر الذي بجرابه خريطةٌ و بوصلةٌ ، و بين الراكب يخبط في الأرض خبط عشواء فإمّا ناجٍ و إمّا هالك .
مفترق الطّرق و ما أدراك ما مفترق الطّرق . إما طريق مختصرة و إما روح مُحتضرة .
عند مفترق الطرق يجب حقا رفع الأبصار لتبلغ مواقع الأقمار ، و أدمن النظرة ، و أطل الفكرة ،لتحوز العاقبة .
عودا على بدء :
قبل السفر زوّد الجراب بخريطة و بوصلة ( كتاب الله و سنّة نبيه صلى الله عليه و سلم )
خريطة تنبيك أن الطريق لا عِوج فيه و لا أمتا ، و بوصلة تشير إبرتها دوما صوب جنة الرحمن .
و فيهما تنبيهات لبُزاةِ الأبصار أن لا يسلكوا المفاوز و القفار ، و أن لا يحيدوا عما توضحه البوصلة و لو إلى بنات نعش .
إلزم النهج الواضح و لا تمل يمنة و لا يسرة .
تعلّم أن لا تستوقفك بُنيّات الطّريق .
ارتدّت الرَّمْيةُ على الرَّام .
كنت أسير كما يسير النّاس ، و أحسب أني من أوسطهم سيرا ( لست بالمجدّ و لا بالبطّال )
و أستغفر الله ،
و كان ممّا لاح لي منذ زمن غير يسير ،
و أنا أسير ...
أن أنتسب إلى أحد هذه المنتديات التي أضحت سنّة العصر و مكمن الفخر . فتقدمت ثم أحجمت ، و قررت أنها مضيعة للعمر و مَمْحقَةٌ للأجر .
ثم نظرت أخرى و أخرى و ثالثةٌ مثلهما . فرأيت ظلاماً دامسا و نباتا يابسا ، و رأيت فيه مع ذلك كلِّه شهابا قابسا بل نورا طامسا .
العالم المُسمَّى زورا بالإفتراضي على حُلكة ليله و سواد دجاه ، فيه فلكه نجوم لوامع و كواكب روائع ، رأيت فيه : القطب و بنات نعش الصغرى و أختها و الشعرى اليمانية
و الفرقدين و سهيلا و غيرهم ...
فلما رأيت معشرا كراما اقتحموا هذه الدَّواجي فأحالوها كصبيحة ليلة القدر شمسها بيضاء نقية صافية ، أزمعت أن أنحُوَ نحوَهم و أقتفيَ أثرَهم .
قرّرت أنني و إن كنت بظهر سير فلعلي أن أكون كالمنار أُضيء و أُضاء .
قصدت أشدّ النجوم لمعانا و أرفعها بنيانا ، حتى لاح لي بابه و استقبلني حُجَّابه ،
فسألتهم عن اسم نجمهم . فقال قائلهم :
منتدى الجلفة و مأوى المحبّة و الألفة
أنخت مطيّتي و حططت رحلي ، و آويت إلى إخوة صِيغوا من معادن الأصالة ، و نُقِّعوا في ماء الكرَم و خضِّبوا بصبغة الأدب .
كنت من حيث أتيت ، أرى نفسي منارا ، فلما زرت نجمكم علمت حقيقة حالي ، و سقط البرقع و القناع ، و عرفت أنّي قليل المتاع ، ضعيف الساعد قصير الباع .
و نظرتُ إلى نفسي فرأيتُني مُطفأ النور ، لا أُبصر الغور ،
و رأيتكم يا نجوم المنتدى ، هداة لمن اهتدى ،
و نفاة لمن لبس الباطل و ارتدى .
فأبصرت الطّريقة و بَصُرت بالحقيقة .
أأخوكم و محبكم :
المهاجر إلى الله مصطفى
السُّلميّ
الحمد لله و كفى و صلى الله وسلم على المصطفى و آله و صحبه ومن اقتفى .
و بعد :
لا يزال المرء سائرا في هذه الحياة ، سير المُجِدِّ كان أو سير البطّال ، فإن كان من أولي الحِجى
سار سير المُجِدِّ راميا بصره منتهى قصده ، فإن رأى ما يعوق سبيله ، كان في سَعةٍ من الزمان و المكان ليحتاط لنفسه .
و إن كان من خفافيش الأبصار ، سار سير البطّالين ، مُطأطئ الرأس ، مَرمى بصرِه مواطئُ قدميه
فإن كان في سبيله ما يعوق ، لم يفطن له حتى يقتحمَ فيه و يتعثَّرَ بعتباته .
و ما دام المرء سائرا فهو يمرّ الفينة تلو الأخرى بمفترَقاتٍ تتخلّل نهجه و طريقه .
و هنا يكمن الفرق بين المسافر الذي بجرابه خريطةٌ و بوصلةٌ ، و بين الراكب يخبط في الأرض خبط عشواء فإمّا ناجٍ و إمّا هالك .
مفترق الطّرق و ما أدراك ما مفترق الطّرق . إما طريق مختصرة و إما روح مُحتضرة .
عند مفترق الطرق يجب حقا رفع الأبصار لتبلغ مواقع الأقمار ، و أدمن النظرة ، و أطل الفكرة ،لتحوز العاقبة .
عودا على بدء :
قبل السفر زوّد الجراب بخريطة و بوصلة ( كتاب الله و سنّة نبيه صلى الله عليه و سلم )
خريطة تنبيك أن الطريق لا عِوج فيه و لا أمتا ، و بوصلة تشير إبرتها دوما صوب جنة الرحمن .
و فيهما تنبيهات لبُزاةِ الأبصار أن لا يسلكوا المفاوز و القفار ، و أن لا يحيدوا عما توضحه البوصلة و لو إلى بنات نعش .
إلزم النهج الواضح و لا تمل يمنة و لا يسرة .
تعلّم أن لا تستوقفك بُنيّات الطّريق .
ارتدّت الرَّمْيةُ على الرَّام .
كنت أسير كما يسير النّاس ، و أحسب أني من أوسطهم سيرا ( لست بالمجدّ و لا بالبطّال )
و أستغفر الله ،
و كان ممّا لاح لي منذ زمن غير يسير ،
و أنا أسير ...
أن أنتسب إلى أحد هذه المنتديات التي أضحت سنّة العصر و مكمن الفخر . فتقدمت ثم أحجمت ، و قررت أنها مضيعة للعمر و مَمْحقَةٌ للأجر .
ثم نظرت أخرى و أخرى و ثالثةٌ مثلهما . فرأيت ظلاماً دامسا و نباتا يابسا ، و رأيت فيه مع ذلك كلِّه شهابا قابسا بل نورا طامسا .
العالم المُسمَّى زورا بالإفتراضي على حُلكة ليله و سواد دجاه ، فيه فلكه نجوم لوامع و كواكب روائع ، رأيت فيه : القطب و بنات نعش الصغرى و أختها و الشعرى اليمانية
و الفرقدين و سهيلا و غيرهم ...
فلما رأيت معشرا كراما اقتحموا هذه الدَّواجي فأحالوها كصبيحة ليلة القدر شمسها بيضاء نقية صافية ، أزمعت أن أنحُوَ نحوَهم و أقتفيَ أثرَهم .
قرّرت أنني و إن كنت بظهر سير فلعلي أن أكون كالمنار أُضيء و أُضاء .
قصدت أشدّ النجوم لمعانا و أرفعها بنيانا ، حتى لاح لي بابه و استقبلني حُجَّابه ،
فسألتهم عن اسم نجمهم . فقال قائلهم :
منتدى الجلفة و مأوى المحبّة و الألفة
أنخت مطيّتي و حططت رحلي ، و آويت إلى إخوة صِيغوا من معادن الأصالة ، و نُقِّعوا في ماء الكرَم و خضِّبوا بصبغة الأدب .
كنت من حيث أتيت ، أرى نفسي منارا ، فلما زرت نجمكم علمت حقيقة حالي ، و سقط البرقع و القناع ، و عرفت أنّي قليل المتاع ، ضعيف الساعد قصير الباع .
و نظرتُ إلى نفسي فرأيتُني مُطفأ النور ، لا أُبصر الغور ،
و رأيتكم يا نجوم المنتدى ، هداة لمن اهتدى ،
و نفاة لمن لبس الباطل و ارتدى .
فأبصرت الطّريقة و بَصُرت بالحقيقة .
أأخوكم و محبكم :
المهاجر إلى الله مصطفى
السُّلميّ