المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النحو عند ابن جني


بلقاسم الأمين
2015-09-21, 18:26
موضوع البحث: النحو عند ابن جني
إعداد الطالب : بلقاسم

مقدمــــــــــــــــــــة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على قائد الغر المحجّلين وعلى آله
وأصحابه أجمعين أمّا بعد:
فاللغة العربية من أشرف اللغات وأعلاها مكانة فبها نزل القرآن الكريم الذي زاد
من رفعتها وانتشارها في العالم،حيث صارت لغة التواصل والحوار،ولغة العلم
والتفكير،ومع تعدد لهجاتها وترادف ألفاظها إلّا دليلا على سعتها فقد عُرّبت
وتُرجمتْ إليها العلوم والآداب الإغريقية،والفارسية والرومانية،وأصبحت لغة
الحديث الرسمية في جميع أنحاء العالم،ولقد أرسى قواعد هذه اللغة علماء أجلاء
تفرّغوا للخوض في أعماقها من أجل الحفاظ عليها ورفع صرحها،ومن بين هؤلاء
العلماء؛العالم الفذ أبو فتح عثمان بن جني،الذي سيكون موضوع بحثنا لهذا اليوم
وعليه نطرح الإشكالية التالية: من هو ابن جني؟وكيف كانت حياته؟ وماذا قال عنه
معاصروه؟ وماهي المجالات العلمية التي طرقها ؟ وفيما تمثّلتْ جهوده النحوية ؟
ولمعالجة هذا الموضوع قسّمنا بحثنا إلى ثلاثة مباحث؛تطرقنا في المبحث الأول إلى
نبذة عن حياة ابن جني،والمبحث الثاني تحدثنا فيه عن مكانته العلمية، وختمنا
بحثنا بجهوده النحوية.
وبما أننا سنقوم بوصف وتحليل كل ماذكرناه عن ابن جني،فكان المنهج المتّبع
وصْفياً تحْليلياً مناسبا لهذا المقام.
ومن أهم الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا في هذا البحث تشعب المادة العلمية
وقلّة المصادر والمراجع.
وفي الأخير لابُدّ من كلمة شكر وعرفان تُؤدَّى لأصحابها بعْد الحمد والثناء على الله
عزّ وجلّ، فنشكر أستاذنا الفاضل الذي أتاح لنا فُرْصَة البحث في
هذا الموضوع، كما نتقدم بالشكر الجزيل لمن قدّم لنا يد العَوْن والمساعدة .

المبحث الأول: نبذة عن حياة ابن جني:
-1نسبه وموطنه: هو أبو الفتح، عثمان بن جني الموصلي النحوي اللغوي، من

أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، وصاحب التصانيف الفائقة

المتداولة في اللغة(1) ولم تذكر المصادر التاريخية وكتب التراجم نسباً له بعد

جني؛ إذ أنّ أباه جني كان عبداً رومياً مملوكاً لسليمان بن فهد بن أحمد الأزدي

الموصلي(2) ولم يعرف عنه شيء قبل مجيئه الموصل، وإلى هذا أشار ابن جني

نفسه بقوله في جملة أبيات:

فإن أصبح بلا نسب ... فعلمي في الورى نسبي

على أني أؤول إلى .. . قرومٍ سادة نجب

قياصرة إذا نطقوا ... أرمَّ الدَّهرُ ذو الخطب

أولاك دعا النبي لهم ... كفى شرفاً دعاء نبي

وجني بكسر الجيم وتشديد النون وكسرها وسكون الياء "جِنِّيْ"

وقد أراد ابن جني تفسير اسم أبيه "جني الرومي" ، فوجد أنه يعني في العربية

الفاضل، وفي اليونانية: كريم ، نبيل،جيد التفكير، عبقري، مخلص.

وُلد ابن جني بالموصل، وفيها قضى طفولته وتلقى دروسه الأولى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1-شوقي ضيف،المدارس النحوية،دار المعارف،القاهرة ،(د.ت)،ط7،ص265،266
2 - ابن خلكان،أحمد بن محمد،وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،دار الثقافة،بيروت،لبنان1977،(د.ط)،ج3،ص24

وذكرت المصادر التي ترجمت له أنه ولد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة وإذا كانت

أغلب المصادر التاريخية على أنه توفي كما سيأتي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة،

وكان آنذاك في السبعين من عمره ؛فإن ولادته تكون في سنة اثنتين وعشرين، أو

إحدى وعشرين وثلاثمائة من الهجرة321هـ وقد أقام ابن جني بعد الموصل ببغداد،

وظل يدرس بها العلم إلى أن توفي في ليلة الجمعة السابع والعشرين من صفر سنة
392هـ .
ولا يعرف من أسرة ابن جني غير أبيه، وعلى الرغم من شهرته بكنيته أبي الفتح إلا

أن المصادر لم تذ كر أنّ له ولداً بهذا الاسم، وما ذكر له: علي، وعالٍ، وعلاء،

يقول فيهم ياقوت الحموي :"كلهم أدباء فضلاء قد خرجهم والدهم وحسّن خطوطهم

فهم معدودون في صحيحي الضبط، وحسني الخط" (1)

وقد أشارت كتب التراجم الكثير إلى صفاته الخلقية لأهمية ذلك في حياته العلمية؛
فقد وصفوه بأنه كان رجلا معتدلا خلوقا واثقا، وكان جا دا، صدوقا، عَفَّ اللسان
والقلم، ولم يعرف عنه اللهو والشرب والمجون ،ولم تنقل إلينا صفاته الخَلقية إلا
القليل الذي يشير إلى أنه كان أعو را، وقيل كان في لسانه لكنة، وأنه كان يميل
بشفتيه ويشير بيديه أثناء الكلام.
وهذا ماأكده الشر بيني إلى أنّ ابن جني كان في لسانه لكنة لمكانه من العجمة من

جهة أبيه، فكان يستعين على إيضاح ما يريد بالإشارة، وهذه الصفات لا يمكن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1- ياقوت الحموي،معجم الأدباء،دار إحياء التراث العربي،بيروت،لبنان،(د.ت) ،(د.ط)،ج12،ص91



أن تقدح في شخصية الرجل التي طبقت الآفاق بسعة علمه وإفاضته في علوم

العربية، كما أنه كان رجل جِد وامرأ صدق في قوله وفعله، فلم يعرف عنه اللهو

والشرب والمجون. وكان عفَّ اللسان والقلم، يتجنب البذيء من الألفاظ ،ولم يكن

همه رضاء الملوك ومنادمتهم كأدباء عصره (1).

-2شيوخه وتلاميذه:
ذكر ياقوت في معجمه أنّ ابن جني "صحب أبا علي الفارسي أربعين سنة وكان

السبب في صحبته له: أنّ أبا عليٍ اجتاز بالموصل فمر بالجامع وأبو الفتح في حلقة

يقرئ النحو وهو شاب قيل إنّ عمره كان سبع عشرة سنة فسأله أبو علي الفارسي

عن مسألة في التصريف فقصر فيها، فقال له أبو علي: زببت وأنت حصرِم، فسأل

عنه فقيل له: هذا أبو عليٍ الفارسي فلزمه من يومئذ واعتنى بالتصريف فما أحد

أعلم منه به ولا أقوم بأصوله وفروعه، ولا أحسن أحد إحسانه في تصنيفه".(2).

وقد أخذ ابن جني عن أبي علي الفارسي وأحسن الأخذ عنه، وهو الذي أحسن

تخريجه ونهج له البحث، وتجمع الروايات على أنّ أبا الفتح صحب أبا علي بعد

سنة 337 هـ ولازمه في السفر والحضر، ويعتبر أبو علي الفارسي المتوفى سنة

377 هـ أهم شخصية علمية أثرت تأثيراً بالغاً في تكوين ابن جني فهو شديد التعلق
به، كثير النقل عنه، وما مِنْ مرة يذكر فيها اسمه إلا ويغدق عليه بالدعاء والرحمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
1- الشر بيني،شريدة،مقدمة الخصائص،دار الحديث،القاهرة2007(د.ط)،ج1،ص9
2- - ياقوت الحموي،معجم الأدباء ،ج12،ص91
ويمكننا أن نستشهد على مدى تقديره لعلم شيخه بما ورد في كتابه الخصائص:

"وقلت مرة لأبي بكر أحمد بن علي الرازي رحمه الله وقد أفضنا في ذكر أبي

علي ونبل قدره، ونباوة محله: أحسب أنّ أبا علي قد خطر له وانتزع من علل هذا

العلم ثلث ما وقع لجميع أصحابنا فأصغى أبو بكر إليه،ولم يشنع هذا القول عليه"(1)

كما أنّ هناك علماء كثيرون استفاد منهم، وقرأ عليهم، فقد أخذ النحو عن أحمد بن

محمد الموصلي الشافعي المعروف بالأخفش، وممن استفاد منهم ابن جني أبو بكر

محمد بن الحسن بن يعقوب المعروف بابن مقسم أحد قُرّاء بغداد كان عالماً باللغة

والشعر، وسمع من ثعلب الذي توفي سنة354هـ، أو سنة 355 هـ وقد تردد اسم ابن

مقسم مراراً في كتبه الذائعة الصيت كَسِر الصناعة، والخصائص، وكان يأخذ عنه

عن أحمد بن يحيى ثعلب، فهو يذكر أحياناً أنه أخبره عنه كأن يقول: أخبرنا محمد

بن الحسن عن أحمد بن يحيى، وقرأ ابن جني على أبي الفرج الأصفهاني، وروى

عن أبي بكر محمد بن هارون الروياني عن أبي حاتم السجستاني، وروى أيضاً عن

محمد بن سلمة عن أبي العباس المبرد، ومن العرب الفصحاء الذين أخذ عنهم اللغة

وكان يثق بلغتهم أبو عبد الله محمد بن العساف العقيلي التميمي، وقد يذكره ابن جني

باسم أبي عبد الله الشجري، ولما مات أبو علي الفارسي تصدّر أبو الفتح ابن جني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ابن جني،أبو الفتح عثمان،الخصائص،دار الحديث،القاهرة2007،(د.ط)،ج1،ص6

في مجلسه ببغداد - وكان قد صنف في حياته - وأقرأ بها الأدب، وقد أخذ عنه

الثمانيني، وعبد السلام البصري، وأبو الحسن السمسمي وقام أيضا بالتدريس لأبناء

أخي الحاكم البويهي.(1)

3- حياته الفكرية والعقدية:

يمكن أن يقال في هذا المجال أنه كان بصريا في النحو، حنفي المذهب، معتزلي

العقيدة، وأنه لم يكن شعوبيا؛ بالرغم مِن افتخاره بنسبه الرومي، لكنه أيضا ذكر مجد

العرب وفصاحتها وحكمتها في أكثر من مواقف.

وأ ما مذهبه في التشيع، فقيل أنَّه لم يكن شيعيا، لكنه بناء على الحياة الدينية

في عصره كان يجامل الشيعة، ويحطب في حبلهم؛ مجاراة لسلطان آل بويه؛

وقد أورد نماذج من مصانعته الشيعة والأخذ بأخذهم.(2)

ونظرا لانتماء ابن جني لمدرسة المعتزلة التي تقدّس العقل وتُحكِّمُه،ظهر جليا أثر

علم الكلام والمنطق وأصول الفقه ومصطلح الحديث في مؤلفاته وطريقة بحثه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
1- ينظر:الشر بيني،مقدمة الخصائص،ج1،ص10
2-دوكوري ماسيري،مستويات التحليل اللغوي عند ابن جني من خلال كتابه الخصائص،جامعة المدينة العالمية،ماليزيا2013،ص32


المبحث الثاني: مكانة ابن جني العلمية
1 -عصره والحالة العلمية فيه:
في القرن الرابع الهجري، أصيب العالم الإسلامي بانقسام كبير،فهذا العصر يمثل
عصر ضعف الدولة العباسية، فالخلفاء مغلوبون على أمرهم والأمر لغيرهم،
فمصر في أيدي الفاطميين، ثم في أيدي الإخشيديين، وولايات فارس يتداولها
المتغلبون، وبلاد كثيرة تحت أيدي الحمدانيين، لذلك تعرّض الكثير مِنَ الخلفاء
للخلع والإذلال، ولم يكن الخليفة معهم إلا بالاسم، فعاث العامة في الأرض الفساد،
وتفاقم شر اللصوص، وانتشرت الفوضى والمنازعات وساءت الأحوال هذا التردي
الذي سبق لم يؤثر في الحالة العلمية، فالعالم الإسلامي في هذا القرن كان أعلى
شأناً في العلم من القرون التي كانت قبله، فقد تم في هذا العصر امتزاج الثقافات،
وأخذ الخلفاء يشجعون الطب والتنجيم، كما نفذ العلماء إلى أبواب الفلسفة
والرياضيات، وعنى الأمراء والعلماء بجمع الكتب وتأليفها، وأنشئت في هذا
العصر الكثير من دور الكتب والمؤسسات العلمية فلهذا كله تطور العلم تطوراً

كبيراً وخطى خطوات واسعة في التقدم.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
1 - ينظر: الشر بيني،شريدة،مقدمة الخصائص،دار الحديث،القاهرة2007،(د.ط)،ج1،ص23


2- مكانته العلمية :
لقد بلغ أبو الفتح في علوم اللغة العربية مكانة سامية،أثبتها له المتقدمون والمتأخرون
على السواء وكان المتنبي إذا سئل عن شيء من دقائق النحو والتصريف في شعره
يقول:" سلوا صاحبنا أبا الفتح.)1)
ألا تدل هذه الشهادة على مابلغه ابن جني من سمو المكانة وعلو المنزلة في علوم
العربية،ومن يطّلع على نصوص الذين ترجموا له يتأكّد من هذه المرتبة السامية
حيث يقول الثعالبي:"هــو القطب في لسان العرب، وإليه انتهت الريّاسة في
الأدب".)2)
وقد جاء في تاريخ العلاّمة ابن خلدون :"مثل ماوصل إلينا في المغرب لهذا العهد
من تأليف رجل من أهل صناعة العربية من أهل مصر يعرف بابن هشام،ظهر
كلامه فيها أنه استولى على غاية من ملكة تلك الصناعة،لم تحصل إلاّ لسيبويه،
وابن جنّي،وأهل طبقتهما".(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-ابن خلكان،احمد بن محمد،وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،دار الثقافة ،بيروت1977م ،(د.ط)،ج3،ص248
2-أبومنصورالثعالبي يتيمة الدهر، دار الكتب العلمية ،بيروت ،1983م ،ط1 ،ج1،ص137
3-ابن خلدون،تاريخ، ابن خلدون ،دار الكتب العلمية،بيروت 1992م ج 1ص532


لم يكن ابن جني إمامًا في النحو والصرف فقط، ولم يكن من العلماء الذين يقتصرون
على مجالس العلم والتعليم، أو حتى التأليف، إنما كان ابن جني كمن يريد أن يملك
نواصي اللغة، فهو إلى جانب ما سبق يُعد من أئمة الأدب، جمع إتقان العلم إلى ظرف
أهل الكتابة والشعر.
لاشك أن هذه الآراء والشهادات في شخصية ابن جنّي العلميّة تغنينا عن كل تعليق.
3- مؤلفاته:
لابن جني مؤلفات كثيرة جاوزت الخمسين في شتى علوم العربية تعكس ثقافته
الموسوعية في هذا المجال،وتؤكد الجوانب الفنية المتعددة لشخصيته ،ولقد تخير
لكتبه أسماء حسانا ،حتى قيل أنّ:"الشيخ أبا إسحاق الشيرازي المتوفى سنة476هــ
،وأستاذ المدرسة النظامية قدّس بعض كتبه بأسماء كتب لابن جنّي، ويعتبر
كتاب "الخصائص" من أهم ما ترك ابن جني لما فيه من مادة نحوية، وهو كتاب
في أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه، حيث أورد ياقوت إجازة كتبها ابن
جني لأحد تلاميذه، وهو الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن نصر، وذلك في آخر
جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة من الهجرة، أي قبل وفاته بنحو ثماني
سنوات، أورد فيها معظم تواليفه إنْ لم يكن كلها، وقد جاء في أولها: "قد أجزت للشيخ
أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن نصر -أدام الله عزه- أن يروي عني مصنفاتي
وكتبي مما صححه وضبطه عليه أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري -أيد الله
عزه- عنده منها..." ، ثم ذكر من الكتب التالية ( 1) :الخصائص - التمام في تفسير
أشعار هذيل مما أغفله السكري - سر الصناعة - تفسير تصريف المازني - شرح
المقصور والممدود لابن السكيت - تعاقب العربية - تفسير ديوان المتنبي الكبير،
ويسمى الفسْر - تفسير معاني ديوان المتنبي، وهو شرح ديوان المتنبي الصغير
اللمع في العربية – مختصر التصريف المشهور بالتصريف الملوكي – مختصر
العروض والقوافي - الألفاظ المهموزة - المقتضب- تفسير المذكر والمؤنث ليعقوب
ذكر أنه لم يتمه ،هذا وغيره مما لم نرد حصره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-ينظر: ياقوت الحموي،معجم الأدباء،دار إحياء التراث العربي،بيروت،(د.ت)،(د.ط)،ج12، ص 111-113



وقد ذكر ياقوت أن له كتبًا أخرى لم تتضمنه هذه الإجازة منها(1)
كتاب المحتسب في شرح الشواذ، وكتاب تفسير أرجوزة أبي نواس، وكتاب تفسير
العلويات وهي أربع قصائد للشريف الرضي كل واحدةٍ في مجلدٍ، وهي قصيدة رثى
بها أبا طاهر إبراهيم ابن نصر، حيث يقول في مطلعها:
ألق الرماح ربيعة بن نزار *** أودى الردى بقريعك المغوار
وكتاب البشرى والظفر صنعه لعضد الدولة ومقداره خمسون ورقةً في تفسير بيتٍ
من شعر عضد الدولة.
أهلاً وسهلاً بذي البشرى ونوبتها *** وبأشمال سرايانا على الظفر
وكتاب رسالةٍ في مد الأصوات ومقادير المدات كتبها إلى أبي إسحاق إبراهيم بن
أحمد الطبري مقدارها ست عشرة ورقةً بخط ولده عالٍ، كتاب المذكر والمؤنث،
كتاب المنتصف، كتاب مقدسات أبواب التصريف، وكتاب النقض على ابن وكيعٍ في
شعر المتنبي وتخطئته، كتاب المغرب في شرح القوافي، كتاب الفصل بين الكلام
الخاص والكلام العام، كتاب الوقف والابتداء، كتاب الفرق، كتاب المعاني المجردة،
كتاب الفائق، كتاب الخطيب، كتاب الأراجيز، كتاب ذي القد في النحو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ينظر: ياقوت الحموي،معجم الأدباء،دار إحياء التراث العربي،بيروت،(د.ت)،(د.ط)،ج12 ج12،ص109-110

وكتاب شرح الفصيح، وكتاب شرح الكافي في القوافي وُجِد على ظهر نسخةٍ ذَكر
ناسخها أنه وجده بخط أبي الفتح عثمان بن جني -رحمه الله- على ظهر نسخة كتاب
المحتسب في علل شواذ القراءات.
4-أثر ابن جني فيمن بعده:
فتح ابن جني في العربية،أبواباً لم يتسن فتحها لسواه، ووضع أصولاً في الاشتقاق
ومناسبة الألفاظ للمعاني، وإهمال ما أهمل من الألفاظ وغير ذلك،ومن الذين استفادوا
من بحوثه ابن سيده، وابن سنان الخفاجي وابن الأثير وغيرهم.( )
5-مذهبه النحوي:
كان ابن جني بصري المذهب كشيخه أبي علي، ويجري في كتبه ومباحثه على
أصول هذا المذهب ويدافع عنه، على أن ابن جني لشدة حبه للعلم فكان يأخذه من
أهله، بصرياً كان أو غيره، فيكثر من النقل عن ثعلب و الكسائي ويمدحهما على
اختلافه معهما في المذهب( )
غير أن شوقي ضيف يعده بغدادي من طراز خاص.( )
6-شعر ابن جني:
كان ابن جني يقول الشعر ولكنه كان مقلا فيه، غير مشهور به.( )
وعلى الرغم من ذلك إلى أنّ ابن جني كان يملك ملكة الشاعر وحسه، حتى إنه
ليقرض الشعر وينظمه بما يعبر عن حسن تأتِّيهِ في الصنعة على طريقة شعراء دهره.
يقول الباخرزي في دمية القصر(1): " فوربي، إنّه كشف الغطاء عن شعر
المتنبّي، وما كنت أعلم به أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك المتنبّي، وما كنت أعلم به
أنّه ينظم القريض، أو يسيغ ذلك الجريض، حتّى قرأت له مرثيّته في المتنبّي وأوَّلها:
غاض القريض وأودت نضرة الأدب *** وصوّحت بعدري دوحة الكتب".
ومن هذه المرثية أيضًا:
سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه *** لما تخطّفت بالخطّيّـة السـلب
ما زلت تصطحب الجلّى إذا نزلت *** قلبًا جميعًا وعزمًا غير منشعب
ومما أنتجته قريحته أيضًا قوله في الغزل:
غزال غير وحشي *** حكى الوحشي مقلته
رآه الورد يجني الورد *** فاستكساه حلته
وشم بأنفه الريحا ن*** فاستهداه زهرته
وذاقت ريقه الصهبا ء*** فاختلسته نكهته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الباخرزي،علي بن الحسين ، دمية القصر وعصارة أهل العصر،تح:عبد الفتاح محمد الحلو،دار الفكر العربي،القاهرة،(د.ت)، ج1 ،ص230


المبحث الثالث: جهود ابن جني النحوية: كان ابن جني -كما ذكرنا- من أحذق أهل
الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، إلا أنّ علمه بالصرف كان أقوى وأكمل من علمه
بالنحو، بل لم يكن في شيءٍ من علومه أكمل منه في التصريف، وأسوة بأستاذه فقد
كان ابن جني بصريا، يجري في كتبه ومباحثه على أصول المدرسة البصرية، ولا
يألو جهدا في الدفاع عنها، على أنه كان يأخذ العلم أيا كان مصدره، وبغض النظر
عن مذهب أهله.(1)
أمّا جهود ه النحوية تمثّلت في ذلك الكم الهائل مِنَ المؤلَّفات اللغوية التي خلَّفها

ومن بين هذه المؤلفات النحوية "عقود اللمع" الذي يلخّص القواعد الأساسية

في النحو العربي،وكتاب"علل التثنية"الذي يتكلم عن حرفي التثنية(الألف والياء)

ويذكر أراء علماء المدرستين فيهما،وما يؤديانه من وظائف دلالية ،وهناك كتب

أخرى في هذا المجال منها" لمع الأدلة، المذكر والمؤنث،مسألة في إعراب

إذا ،التعاقب في العربية؛وهو كتاب يتناول أقسام البدل .

ونحن في بحثنا هذا سنتناول بعض المسائل النحوية لابن جني من كتابه

الخصائص في جزئه الأول.

1-تعريف النحو عند ابن جني :
أ‌- تعريف النحو لغة : ذكرت للنحو لغة المعاني التالية : (2)
1ـ القصد . يقال : نحوت نحوك ، أي : قصدت قصدك . ونحوت الشيء ، إذا أممته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1-ينظر:الحموي، ياقوت،معجم الأدباء،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،لبنان،(د.ت)،ج12،ص71-73
2- ابن منظور،لسان العرب،دار المعارف،القاهرة،تح:عبد الله علي الكبير،ومحمد أحمد حسب الله،ج49،ص4371،مادة (نحا)
2 ـ التحريف . يقال : نحا الشيء ينحاه وينحوه إذا حرفه .

3 ـ الصرف . يقال : نحوت بصري إليه ، أي : صرفت .
4ـ المثل . تقول : مررت برجل نحوك ، أي : مثلك .

5 ـ المقدار . تقول : له عندي نحو ألف ، أي : مقدار ألف .
6 ـ الجهة أو الناحية . تقول : سرت نحو البيت ، أي : جهته .

7 ـ النوع أو القسم . تقول : هذا على سبعة أنحاء ؟ أي : أنواع
8 ـ البعض . تقول : أكلت نحو السمكة ، أي : بعضها

ويلاحظ أن النحاة لم يذكروا المعنى الثالث ، ولذا عدوا المعاني اللغوية سبعة نظمها
الداودي شعرا بقوله:
للنحـــو سبـع معان قد أتت لغة * * جمعتها ضمن بيـت مفــرد كملا

قصد ومثـل ومقــدار وناحيــة * * نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا (1)
وذكر ابن جني أن العرب استعملت هذا اللفظ ظرفاً، وأصله المصدر، فـ" نحوت
نحواً" كقولك: "قصدت قصداً " ثم خُصَّ به انتحاء هذا القبيل مِنَ العلم، كما أنّ الفقه
في الأصل مصدر : "فقهت الشيء" أي عرفته، ثم خُص به علم الشريعة مِن
التحليل والتحريم، وكما أنّ بيت الله خُص به الكعبة، وإن كانت البيوت كلها لله،وله
نظائر في قصر ما كان شائعاً في جنسه على أحد أنواعه.(2)
ومن خلال هذا التعريف فإنّ أظهر معاني النحو لغة وأكثرها تداولا هو "القصد".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
1-حاشية الخضري على شرح ابن عقيل،ج1،ص10
2-ابن جني،الخصائص، تح : محمد علي النجار، دار الكتب المصرية،القاهرة (د.ت)،(د.ط)،ج1،ص78
ب-النحو اصطلاحا : عرّف ابن جني النحو بأنه: " انتحاء سمْت كلام العرب، في

تصرفه مِن إعراب وغيره، كالتثنية، والجمع، والتحقير، والتكسير والإضافة،

والنسب، والتركيب، وغير ذلك؛ ليلحق من ليس مِنْ أهل اللغة العربية بأهلها في

الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذّ بعضهم عنها رد به إليها."

ويقول أيضا:"النحو هو انتحاء سمت كلام العرب ليلحق مَنْ ليس مِنْ أهل العربية

بأهلها في الفصاحة".(1)
فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنبا للحن،
وتمكينا للمستعرب في أنْ يكون كالعربي في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
2-تعريف الإعراب عند ابن جني :
أ-الإعراب لغة: ذكر اللغويون والنحاة للإعراب معاني كثيرة ، نورد منها ما يلي:
- مصدر أعربت عن الشيء إذا أوضحت عنه ،وفلان معرب عمّا في نفسه أي
مبيّن له،وموضّح عنه .
- الإبانة والإفصاح . يقال : أعرب الرجل عن نفسه ، إذا بين وأوضح ، ومنه
ماجاء في الحديث النبوي: "الثيب تُعْرِبُ عَنْ نفسها" ، أي : تفصح

- التغيير . يقال : فعلت كذا فما عرب علي أحد ، أي : فما غير علي أحد .
- التحبب . ومنه العروب : المرأة المتحببة إلى زوجها.(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
1-ابن جني،الخصائص، تح : محمد علي النجار،ج1،ص34
2- ابن منظور،لسان العرب،ج1،ص47
ب-الإعراب اصطلاحا: استعمل النحاة كلمة (الإعراب) في ثلاثة معان
اصطلاحية ، وهي : ما يرادف النحو - ما يقابل البناء - تحليل الكلام نحويا.
أمّا ابن جنّي فيقول عنه " : هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ".(1)

فبالإعراب فرق بين المعاني، الفاعل، والمفعول، والنفي، والتعجب، والاستفهام

والإعراب عنده ضد البناء في المعنى ومثله في اللفظ، والفرق بينهما زوال

الإعراب لتغير العامل وانتقاله ولزوم البناء الحادث عن غير عامل وثباته

كما جعل ابن جني تسمية العرب أصلاً لمصطلح الإعراب . (2)

واستقرى ابن جني المعنى نفسه في تسمية يوم الجمعة بالعروبة: " ومنه عندي

عروبة والعروبة الجمعة، وذلك أنّ يوم الجمعة أظهر أمراً مِنْ بقية أيام الأسبوع

لما فيه مِنَ التأهب لها، والتوجه إليها، وقوة الإشعار بها. "( (3)

ولم يغفل ابن جني الإشارة إلى دلالة مصطلح الإعراب على تغيُّر حركات أواخر

الكلمات في الجمل واختلافها وتنوعها، فذهب إلى أنّ مِنْ معاني الإعراب التغيير

والاستحالة من حال إلى حال، إذ يقول " : ولما كانت معاني المسميين مختلفة، كان

الإعراب الدال عليها مختلفاً أيضاً، وكأنه مِنْ قولهم: عربتْ معدته، أي فسدتْ،

كأنها استحالت من حال إلى حال، كاستحالة الإعراب من صورة إلى صورة (4)

وبذلك فابن جني يفرق بين النحو والإعراب،ويرى أن النحو أشمل من الإعراب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1-ابن جني،ج1،ص35
2-ابن جني، أبو الفتح عثمان، اللمع في العربية , دار الكتب الثقافية الكويت1972م، (د.ط)، ص10
3- .ابن جني، الخصائص،ج1،ص80-81
4- المصدرنفسه،ج1،ص82



3-تعريف البناء عند ابن جني
تعريف البناء:"هو لزوم آخر الكلمة ضربا واحدا من السكون أو الحركة،لالشيء

أحدث ذلك من العوامل،وسمي بناء لأنّه لزم ضربا واحدا فلم يتغير الإعراب".(1)

ومما يجدرإلإشارة إليه أنّ ابن جني صنف في جميع فروع اللغة العربية، وضّمن

مؤلفاته الكثير والكثير من المسائل المتعلقة باللغة، والنحو، والتصريف التي لم

نذكرها في هذا البحث كعلل التثنية ،والاشتقاق، والأصوات وغيرها.

4-جهود ابن جني في أصول النحو
كان لابن جني في أصول النحو باع طويل وجهد كبير،وهو أّوّل مَنْ ألَّفَ فيه بهذه
السِّعة وهذا الشمول، والكتاب الذي ألّفه لهذا هو كتاب الخصائص ليبحث النظام
العام للغة منطلقاً مِنْ تمثله لآراء أستاذه أبي علي الفارسي القائمة على دراسة اللغة
دراسة بنيوية وظيفية، فشرح عموميات اللغة في مستهل الخصائص، كالفرق بين
القول والكلام، ومعنى النحو والإعراب والبناء. وتطرق إلى أصل اللغة؛ أوحي هي أم
اصطلاح، ولم يجزم بواحدة منهما، وقبل بنظرية ثالثة هي نظرية الأصل الطبيعي.
ولم يتوقف طويلاً عند هذا الموضوع ما دام لا يغير شيئاً من حقيقة القوانين
اللغوية، وأوضح أن هدفه تأسيس أصول للنحو على غرار أصول الفقه ورفع العلل
النحوية التي كانت مضرب المثل في الضعف إلى مرتبة العلل الكلامية؛ فخطط
أسلوب البحث العلمي، وطريقة وضع القواعد الشاملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ابن جني، الخصائص،ج1،ص37
وأكد أن للغة قوانين تحافظ عليها، وأفرد أبواباً كثيرة للقياس الذي يتزعم مدرسته إلى
جانب دراسات صوتية تصب هي الأخرى في مجرى النظام العام للغة.‏(1)

ومن مجهوداته النحوية"علل التثنية" وهو كتاب تدور مادته حول ما تؤديه

الألف، والياء في المثنى من وظائف، مع ذكر آراء علماء المدرستين البصرية

والكوفية وبيان الرأي الراجح منها، ومناقشة الآراء مناقشة دقيقة والوقوف على
رأي سيبويه باعتباره الرأي الراجح عند ابن جني وشيخه أبي علي الفارسي.
وقد اعتمد ابن جني في شرحه لعلل التثنية على الأدلة الموضوعة؛ لأنه في مجال
التعليم وشرح القواعد، وأقرب الطرق لبيان القاعدة هو طريق الأمثلة،أمّا أدلته
العقلية، فتعليلاته مقنعة، حيث يطرح القضية ويحاول مناقشتها من كل جوانبها
ويعلل لذلك بأدلة توافق واقع اللغة، وكلام العرب، دون التعمق أو التفلسف، بل
بأدلة واضحة وبسيطة، توضح ما يريده وتصل إلى الأذهان والعقول، ومن هذا
قوله ":وحركة نون التثنية كسرة، وحركة نون الجمع الذي على حد التثنية فتحة،
وكلتاهما متحركة بالتقاء الساكنين وخالفوا الحركة للفرق بين التثنية والجمع،
وكانت نون التثنية أولى بالكسر من نون الجمع، لأنه قبلها ألف، وهي خفيفة
والكسرة ثقيلة فاعتدلا وقبل نون الجمع واو،وهي ثقيلة، ففتحوا النون ليعتدل الأمر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-ينظر: فاضل صالح السمرائي ،ابن جني النحوي،دار النذير1389هـ ، ص141
2-ابن جني، أبو الفتح عثمان، علل التثنية، ، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة 1992ط 1،85-86



ومن خلال ماذكرناه سابقا فإنّ ابن جني قد بذل مجهودات في النحو خصوصا، وفي

العربية عموما ،وهذا الذي جعله يعد فيلسوف اللغة العربية بلا منازع، حيث

خَلَّف وراءه مجموعة من الكتب اللغوية التي تعد نبراسا استقى من مورده الباحثون

اللغويون قديما وما زال يستقي منه المعاصرون؛ ومن هنا انكبّ المؤلفون قديما

وحديثا على ترجمة ذلك العالم الفذ الذي ذاع صيته في أوساط البحث اللغوي.


الخاتمــــــــــــــــــــــــــــــة: من أهم النتائج التي توصلنا إليها في بحثنا هذا مايلي:

- أنّ ابن جني بلغ في علوم اللغة العربية من الجلالة ما لم يبلغه إلا القليل، وقد أصبح

مضرب المثل في معرفة النحو والتبرير فيه، ويبدو فضله في كتبه ومباحثه.

- يعد بحق فيلسوف العربية، حيث يبدو على مباحثه الاستقصاء والتعمق في التحليل،

واستنباط المبادئ والأصول من الجزئيات .

- قد فتح في العربية أبوابا لم يتسن فتحها لسواه، فكان بذلك إماما يحتاج إلى أتباع

يمضون وراءه، ويبنون على بحوثه.

- لقد عاش «ابن جني» في عصر ضعف الدولة العباسية، فالخلفاء مغلوبون على

أمرهم، والأمر لغيرهم، فحصر في أيدي الإخشيديين، ثم في أيدي الفاطميين وهكذا،

ومع ذلك فقد وصل «ابن جني» إلى مرتبة علمية لم يصل إليها إلا القليل.

- كان ابن جني بصرياً، على أن الرجل كان عالماً بالدرجة الأولى ويبحث عن العلم

أينما وجده، بصرياً كان أو غيره، فهو كثير النقل عن أناس ليسوا بصريين في النحو


الفهرست
مقدمة............................................. ...................................... أ
المبحث الأول:نبذة عن حياة ابن جني............................................... 01
-1نسبه وموطنه .................................................. ..................01
-2شيوخه وتلاميذه …………………………………………………………………….03
3- حياته الفكرية والعقدية .................................................. ..... 05
المبحث الثاني:مكانته العلمية........................................... ............. 06
1-عصره والحالة العلمية فيه............................................... ..... 06
2- مكانة ابن جني العلمية........................................... ............ 07
3- مؤلفاته:.......................................... ........................................ 08
4- أثر ابن جني فيمن بعده:............................................. ............... 11
5- مذهبه النحوي............................................ ..............................11
6- شعر ابن جني............................................... ...................11
المبحث الثالث: جهود ابن جني النحوية.......................................... 13
1-تعريف النحو عند ابن جني............................................... ........13
2- تعريف الإعراب عند ابن جني............................................... ..15
3- تعريف البناء عند ابن جني............................................... ...... 17
4- جهود ابن جني في أصول النحو............................................. . 17
خاتمة............................................. .......................................... 20
قائمة المصادر والمراجع.......................................... ...................... 21


قائمة المصادر والمراجع
1- ابن جني،أبو الفتح عثمان،الخصائص،دار الحديث،القاهرة2007،(د.ط)،ج1
2- ابن جني، أبو الفتح عثمان، اللمع في العربية ، دار الكتب الثقافية الكويت 1972م

3- ابن خلدون،تاريخ ابن خلدون ،دار الكتب العلمية،بيروت ،لبنان1992م، ج 1
4- ابن خلكان،احمد بن محمد،وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،دار الثقافة ،بيروت لبنان1977م ، (د.ط)،ج3
5- ابن منظور،لسان العرب،دار المعارف،القاهرة،تح:عبد الله علي الكبير،ومحمد أحمد حسب الله،ج49

6- الباخرزي،علي بن الحسين ، دمية القصر وعصارة أهل العصر،تح:عبد الفتاح محمد الحلو،دار الفكر العربي،القاهرة،(د.ت)، ج1
7- الثعالبي ،أبومنصور يتيمة الدهر، دار الكتب العلمية ،بيروت ،1983م ،ط1 ،ج1
8- الحموي ،ياقوت ،معجم الأدباء،دار إحياء التراث (د.ت)،(د.ط)،ج12
9- دوكوري ماسيري،مستويات التحليل اللغوي عند ابن جني من خلال كتابه الخصائص،جامعة المدينة العالمية،ماليزيا2013
10- شوقي ضيف،المدارس النحوية،دار المعارف،القاهرة ،(د.ت)،ط7
11- الشر بيني،شريدة،مقدمة الخصائص،دار الحديث،القاهرة2007،(د.ط)،ج1
12-فاضل صالح السمرائي، ابن جني النحوي، ،دار النذير،بغداد1389هـ
13- القفطي،أبو الحسن علي،أنباه الرواة على أنباه النحاة، تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم ،ج2،ط1 ،مطبعة دار الكتب المصرية،مصر، 1369 هـ

لوز رشيد
2015-10-06, 19:12
شكرا على الموضوع