مشاهدة النسخة كاملة : ركن خاص بالحوار وثقافة الحوار .... جوائز لافضل محاور
حميدي البشير
2015-07-11, 04:28
كثر في منتدياتنا لهجات تسيء الى كلمة الحوار لتسود مكان الحوار ثقافة الغوغائية ليتحول الى معركة وثقافة بيزنطية ولغة خشب
وخرجنا من مبدأ اننا مختلفون فكريا ولا يستطيع اي احد ان يقنع الاخر ..... خرجنا من مبدا الحوار الحقيقي الذي هدفه التوصل الى نقطة التقاء الافكار
واصبحت انا هي السائدة .....ثقافة الغوغائية كثرت في حياتنا فاصبحنا نراها في شوارعنا ومدارسنا وبيوتنا ..... واصبح مجتمعا ضوضائيا
ولأننا نحن المربيين اصحاب رسالة فوجب علينا ان نبدا بانفسنا ومن ثم الانطلاق للتغيير الايجابي وعليه كانت الفكرة .... في المنتدى وخصوصا
منتدانا الغالي كون المنتدى نقطة التقاء الافكار سنقوم ان شاء الله بعمل دورة تدريبية وركنا يكون مثبتا ان شاء الله لنبحث عن هذا الغائب الحاضر
نبدا بدوس نظرية اولا ومن ثم نذهب الى الجانب العملي وعمل حوارات في مواضيع حساسة ونرى من هم فرساننا ان شاء الله .....والله الموفق
حميدي البشير
2015-07-11, 04:33
ما هو الحوار؟ وما هي شروط الحوار؟ وهل للحوار أداب ينبغي التقي~د بها؟ وهل ينبغي أن ينتهي كل حوار بإتفاق الأطراف؟
يعرف الحوار إصطلاحاً بأنّه تدأول الحديث والكلام بين طرفين أو أكثر حول موضوع معيّن أو مسألة ما يتم التّباحث بها، ويرتكز الحوار على مفهوم النّقاش البناء والذي يتم من خلاله بتبادل الخبرات والمعلومات والوصول لأفكار جديدة أو تحسين فكرة قديمة وتبادل الآراء المختلفة.
يعتبر الحوار من أكثر أساليب التّواصل رقيّاً، حيث ينطوي على العديد من الأخلاق الحميدة التي ينبغي أن يتمتع بها كل فرد، ويؤثر الحوار على صبر الأفراد وقدرة إسماعهم للآخرين، وتكمن أهميّة الحوار بالوصول للعديد من الحلول المرضية لجميع الأطراف وهو مصدر لتبادل الأفكار والثقافات وإحدى أهم وسائل الإتّصال الفعّالة.
وللحوار شروط معيّنة كتوافر شخصين أو أكثر ووجود فكرة معيّنة يتم التّناقش بها وتبادل الآراء بشرط إحترام الرّأي الآخر والسّماح للآخرين بالتّعبير عن آرائهم بشكل ديموقراطي ودون تعصّب بإعتباره العصا السحريّة بتبادل الثّقافات والأفكار.
وللحوار النّاجح والمثمر آداب ينبغي التقيّد بها والعمل بها أثناء الحوار كإحترام الرّأي الآخر وتقبّل الأفكار كافّة وحسن الإنصات والإستماع مما يضفي رونقاً خاص للمحاور ويشعر المتحاور بأهميّة كلامه فيدفعه للإستماع وتقبّل الآخرين كما تقبلّوا رأيه، وينبغي التنبّه لعدم مقاطعة أحاديث الآخرين وإنتظارهم لحين الإنتهاء من كلامهم حتّى وإن طال، وعلى الشخص أن لا يبدي أيّاًَ من مظاهر الملل و عدم الإكتراث لما يقولوه الآخرين أو الإستهزاء بأفكارهم أو معتقداتهم فعلى الفرد التحلّي بالإحترام لجميع الأفراد المتحاورين وإحترام آرائهم فيكون أساس الحوار الإحترام المتبادل، وإن وجد بمجلس الحوار شخصاً متعصّباً لرأيه ولا يجيد آداب الحوار فينبغي التحلّي بالصّبر والحلم ومحاولة توضيح وجهات النّظر بكل هدوء ودون تعصّب، وعلى الأفراد المتحاورين التحلّي بالصّدق عند إبداء الآراء تجاه أمور معيّنة والإبتعاد عن الكذب فكلّما كان المتحاور صادقاً بكلامه كلّما كانت قوّة إقناعه أشد و أقوى على باقي الأفراد،ولا ينبغي على الفرد المحاور أن يتحدّث بكل أمور يتم طرحها والتحاور بها فعليه أن يتحدّث بما يمتلك مع المعرفة الكافية التي تمكّنه من التحاور.
كما سبق وتحدّثنا أنّ الحوار هو نقاش يدور حول موضوع معيّن أو مشكلة ما ويجب التقيّد أثناء الحوار بجموعمة من الآداب وهذا لا يعني بالضرورة الوصول لحل واحد مرضي لجميع الأطراف، فالحوار هو تبادل للآراء وليس إجبار الآخرين على تبنّي هذه الأفكار والعمل بها فالحوار يرتكز على قاعدة أساسها الديموقراطيّة وترتكز على تقبّل الرّأي الآخر فيجب أن نحترم وجهات النّظر المتعدّدة والمختلفة وهنا يمكن لقول بأنّ هذا النّقاش مثمر وناجح، وليس بالضرورة أن تكون أفكارنا هي الصحيحة دوماً فعلينا تفهّم أفكار الآخرين ومحاولة البحث بصحّتها فقد نكون على خطأ وبالتّالي نحصل على المعرفة والفائدة.
يبقى الحوار تلك الوسيلة الإجتماعيّة الأكثر فائدة والأكثر نفعاًعلى الإطلاق عند التقيّد بآدابها وهي المحور الأساسي لتبادل الثّقافات والآراء، والطريقه الأكثر نفعاً بتهذيب النّفس وآدابها.
حميدي البشير
2015-07-11, 04:37
الحمد لله جعل الحوار أسلوباً ومنهجاً مرضياً للوصول إلى الحق الذي يرضاه، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الذي سلك طريق الحوار في دعوته، وسنّ بذلك منهجاً للدعاة من بعده، والصلاة موصلة إلى كلّ من اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد..
* فالحوار ظاهرة إنسانية عالمية، سنة إلهية نظراً لتفاوت البشر في عقولهم وأفهامهم وأمزجتهم،قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ) هود: ١١٨ – ١١٩ .
* ونتيجة لهذا الاختلاف في الرأي جاء الحوار وسيلة للوصول إلى الحق والصواب، وقد ضرب الله لنا المثل برجلين تحاورا، حيث كان لأحدهما جنتان مثمرتان وفيهما نهر، واغتر بذلك فحاور صاحبه المتواضع فأخبرنا الله عن حوارهما، فقال تعالى: (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) الكهف: ٣٤ ، فكان جواب صاحبه: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) الكهف: ٣٧.
* وقد جاءت خولة بنت ثعلبة تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: يا رسول الله أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبريل بقوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) المجادلة: ١.
* فالحوار إذن له أصل ثابت في منهاج الله قرآناً وسنة، وهو ينطلق من تأثيرات وأحاسيس تجيش في النفس لإظهار مبدأ، أو تصحيح خطأ، أو نصرة حق أو غير ذلك مما جبلت عليه النفوس البشرية، والمحاورة والمناظرة والجدل ألفاظ قريبة من بعضها.
* والحوار من أهم وسائل التفاهم بين الناس، وهو من أهم وسائل المعرفة والإقناع مهما كانت الثقافات والتوجهات، وكذلك من أهم وسائل الدعوة إلى الله، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل: ١٢٥.
* ومن هنا كانت الضرورة ملحة للقائمين على الدعوة الإسلامية أن يتقنوا فن الحوار من أجل الوصول إلى قلوب البشر والتأثير فيها نحو الفضيلة والاستقامة على منهاج الله تعالى وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب الحوار، وجعل منه منهجاً في خطاباته للناس ودعوته لهم، لما له من أثر وتأثير بالغين في نفوس المدعوين وعقولهم، ولما له من تحفيز على الطاعات وترك للمعاصي، ولما فيه من تلقين توجيه تربوي لكل الدعاة والمربين إلى يوم القيامة.
* ومن أبرز حواراته صلى الله عليه وسلم تلك التي كانت بينه وبين قومه المشركين ما يروي ابن هشام عن ابن إسحاق أن عتبة بن ربيعة كان في نادي قريش فقال: “يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟” فقالوا: بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلمه، فجاء عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا بن أخي إنك منا حيث قد علمت من الشرف في العشيرة والمكانة في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمرٍ عظيم فرّقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد، أسمع.. قال: يا بن أخي، إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم… قال: فاسمع منى، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) فصلت: ١ – ٤، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القراءة وعتبة يسمع حتى وصل إلى قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)، فأمسك عتبة بفيه وناشده الرحم أن يكف عن القراءة، وذلك خوفاً مما تضمنته الآية من تهديد.
* ثمّ عاد عتبة إلى أصحابه، فلما جلس بينهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم.
* قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم.
* ثمّ إن أشراف قريش عادوا فكرروا المحاولة التي قام بها عتبة بن ربيعة، فذهبوا إليه مجتمعين، وعرضوا عليه الزعامة والمال، وعرضوا عليه الطب إن كان الذي يأتيه رئيّاً من الجان.
* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بي ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليّ كتاباً، وأمرني أن أكون بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه إليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم”.
* وبهذا ندرك أن الحوار وسيلة فاعلة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأسلوب الأمثل الذي كان يؤثر به في نفوس أعدائه، يستدرجهم بهذا الحوار حتى يصل بهم إلى القناعة والاتباع.
* وإنّ الحوار الذي وقع في صلح الحديبية بين النبي صلى الله عليه وسلم ورجالات من قريش يمثلون وفوداً للتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان على رأسهم بديل بن ورقاء الخزاعي، ومنهم عروة بن مسعود، ومنهم سهيل بن عَمْرٍ الذي كتب الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم، كل ذلك قد مثّل فتحاً مبيناً للإسلام والمسلمين.
* وانظر كيف حاور الرجل الذي جاء يستفتيه عن امرأته وقد ولدت غلاماً أسود، فأنكر ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ألك إبل؟ قال: نعم، قال: فما لونها؟ قال: سود، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم، قال: فأنى له ذلك؟ قال: عسى أن يكون نزعه عرقه، قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عرقه.
* وإنّ الأمثلة من سيرته صلى الله عليه وسلم كثيرة لا حصر لها، والمقام لا يتسع لمزيد من نماذج الحوار التي كان يمارسها المصطفى في كل الميادين والآفاق، وعلى كل الأصعدة سواء في دعوته أو معاملاته أو أساليب إقناعه، وسواء مع أصحابه أو أعدائه، وسواء في السلم أو الحرب، وسواء في الرضا أو الغضب.
– أدب الحوار:
* إن للحوار آداباً لابد من تحققها أثناء الحوار، لأن الحوار لا يمكن أن يكون ناجحاً ومثمراً إلا إذا توفرت آدابه.
* وسنقف على بعض هذه الآداب والأخلاق التي يتحلى بها الحوار الهادف والأدلة على ذلك من وحي كتاب الله والسنة النبوية وسيرته العطرة، مع عدم الوقوف على كل دليل لأن ذلك يطول ذكره، ولا ينتهي حصره والمقام يقتضي الإيجاز في نقاط، والله الموفق والهادي إلى صراط مستقيم، ومن هذه الآداب والأخلاق ما يلي:
1. الإخلاص في النية من أجل الوصول إلى الحق: فلابد أن يتحلى المحاور بنية خالصة لنصرة دين الله، وألا يقصد بحواره المباهاة والمفاخرة والانتصار للذات أو حب الظهور والشهرة، يقول عليه الصلاة والسلام: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…”.
2. البعد عن التعصب للرأي: فلابد أن يكون المحاور ذا رأي مرن يميل مع الحق ولو كان مع الخصم، وهدف الحوار أصلاً هو الوصول إلى الحق ومعرفة الحقيقة، فيكون التعصب للرأي ضرراً محضاً لا خير فيه، ولن يحقق هدف الحوار.
3. احترام شخصية المحاور ورأيه: وذلك من خلال الانتباه لكلامه والإصغاء إليه والابتعاد عن مقاطعته، وعدم اللجوء إلى تجاهله، أو الانشغال بشخص آخر، أو اللجوء إلى النقد الشخصي، مع ضرورة احترام رأيه، وعدم الإساءة إليه، وعدم الجواب أو الرد أو التعقيب أو المداخلة إلا بعد أن ينتهي الآخر من رأيه.
4. الحرص على القول المهذب بعيداً عن الطعن والتجريح:فمطلوب من المحاور أن يكون مهذباً في ألفاظه، لأن الكلمة الطيبة صدقة، وهي دليل على حسن النية عند المحاور، كما أن بذاءة اللسان أو التجريح يفسد جو الحوار الهادئ الهادف، يقول عليه الصلاة والسلام: “ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء”.
5. التزام الطرق الإقناعية الصحيحة: وذلك بالبعد عن المغالطات والمراء والسخرية، وعلى المحاور ألا يناقض نفسه من خلال أدلته، بل عليه أن يستعمل الحجة القوية المقنعة، مع اتباع المنهجية العلمية في الحوار وذلك بوضوح هدفه قبل إجرائه، والبدء في العموميات، والانتهاء بالجزيئات، مع اتساق الأفكار التي يعرضها، وإصلاح المنطق وتهذيبه، والتسليم بالأمور التي هي من المسلمات، مع قبول النتائج التي تم التوصل إليها بالأدلة القاطعة.
* يقول عليه الصلاة والسلام: “أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً”.
* وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ).
6. اعتماد الهدوء والروية والتحلي بالحلم والصبر والوقار: وهذا يعني عدم التسرع والانفعال والغضب بسبب وبدون سبب، فهذا يعثر الحوار ولا ينجحه، فالحلم والصبر يعني التجاوز عن أخطاء الخصم والصفح عنها وعدم مقابلتها بمثلها، ولا يجاري خصمه في الشغب، بل يعتمد الهدوء والوقار.
* يقول عليه الصلاة والسلام: “ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.
7. اعتماد المحاورة بمودة واحترام وترفق:فالمودة والاحترام يخلقان جواً من الحوار الهادف البنّاء، أما استصغار الخصم المحاور والتهاون به يولد جواً من العنف وردود الفعل التي لا تحمد عقباها، وإذا تعكر مزاج المحاور فقد فسد الحوار، وانقلب ذلك إلى الطعن والتجريح والإساءة، ولذلك فقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق، فقال: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه” ([13]).
8. الحرية في إبداء الرأي مع حق الدفاع عن وجهة النظر:وهذا حق للطرفين المتحاورين لأنه لا يجوز لأحدهما أن يمثل إرهاباً فكرياً يضيّق به آفاق الحوار، ويقتل المواهب والملكات، ولذا يجب تجنب محاورة ذي هيبة لأن ذلك يؤثر على روح الحوار وغايته المرجوّة.
9. العدل والإنصاف والتزام الصدق: فلابد للمحاور حتى يحقق هدفه بنزاهة وموضوعية أن يتحلى بالعدل والإنصاف والصدق مع نفسه ومع خصمه، ولا يخضع لتأثير هوى الذات أو الحزب أو الجماعة، قال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) الأنعام: ١٥٢.
* بل يجب على المحاور إن ظهر الحق على لسان خصمه أن يأخذ به ولا تأخذه العزة بالإثم، ويرفض هذا الحق، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الكبر بطر الحق وعمْط الناس”.
10. أن يكون المحاور عالماً بموضوع الحوار: فلا يدفعه الجهل والمزاج في سباحة بحر لم يُكلّف بسباحته، فذلك يؤدي إلى هلاكه في العاجل والآجل، وقد يضيّع الحق بسبب جهله بموضوع الحوار، فالعلم بالشيء بصيرة به، وقد قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف: ١٠٨.
11. وقبل الختام “الحوار لا يفسد للود قضية”: عرفنا من قبلُ أن الحوار أمر مشروع، وإذا تم الالتزام بكل آداب الحوار سابقة الذكر فإن القلوب تبقى على صفائها وودها، أما إذا تم التجاوز باستفزاز الخصم والتهكم به وبرأيه وأدلته، ولم تقم لذلك وزناً فسيقابلك بمثل ذلك، ومن هنا تفسد المودة وتسوء العلاقة وتنقطع الأواصر، ويغيب هدف الحوار وهو بلوغ الحق، لذا يجب أن يبقى هدف الحوار قائماً لا يغيب عن جو الحوار، ونية الإخلاص لله ولنصرة دينه هي الغاية العظمى.
* ـ وفي الختام: نقف مع نتائج البحث وثمراته وذلك في النقاط الآتية.
ـ أولاً: الحوار حاجة علمية وضرورية فكرية بهدف اللحاق بركب العالم المتقدم.
ـ ثانياً: غياب الحوار أو رفضه يعني زيادة في التخبط والتخلف والعزلة.
ـ ثالثاً: الحوار الموضوعي يمنع من بروز ظاهرة التطرف السياسي أو الديني.
ـ رابعاً: إن الحوار ليس حلبة ملاكمة يطرح المحاور زميله أرضاً وذلك بالسخرية منه أو التطاول على شخصه.
ـ خامساً: إن الحوار يعني التخلي عن سياسة “أن الآخر مخطئ وأنا المحق الوحيد”.
ـ سادساً: فتح أبواب الحوار بضوابطه ومنهجه العلمي يحقق أهدافاً وغايات بناءة.
ـ سابعاً: الحوار أسلوب قرآني نبوي ناجح ومثمر يأسر القلوب ويحركها نحو الفضيلة.
ـ ثامناً: للحوار آداب وأخلاق لابد من التعرف عليها والتحلي بها؛ لأنها مستنبطة من واقع السنة النبوية ومدعمة ببعض الآيات القرآنية.
السلام عليكم
موضوع جميل جدا اخي الكريم
انا احب الحوار كثيرا الذي يعتمد على الحجة والبيان وكذا الدليل والاقناع بعيدا عن التعصب للراي الوااحد وقريبا من ثقااافة الاخذ والرد بحكمة وعقلانية
تمنيت ان اشاارك معكم لكن مشغوولة كثيرااااا
اذا بقي الموضوع لما بعد العيد...... يشرفني ان التحق بكم - اذا كان مسموح لي طبعااا -
بورك مسعااكم اخي وزادكم الله من فضله
دعواتنا لكم تزين ردوودنا
حميدي البشير
2015-07-11, 07:04
السلام عليكم
موضوع جميل جدا اخي الكريم
انا احب الحوار كثيرا الذي يعتمد على الحجة والبيان وكذا الدليل والاقناع بعيدا عن التعصب للراي الوااحد وقريبا من ثقااافة الاخذ والرد بحكمة وعقلانية
تمنيت ان اشاارك معكم لكن مشغوولة كثيرااااا
اذا بقي الموضوع لما بعد العيد...... يشرفني ان التحق بكم - اذا كان مسموح لي طبعااا -
بورك مسعااكم اخي وزادكم الله من فضله
دعواتنا لكم تزين ردوودنا
تنورين مجالسنا اختي الفاضلة فالكل معني بالركن ومرحب به ترحيبا كبيرا
التلميذ العبقري
2015-07-11, 10:54
شكرن لكا استاذو و لنكونا جميعا اساسا الحوارات الاحتراما.
بارك الله فيك.
حميدي البشير
2015-09-20, 15:18
العفو .... مرحبا بك يا بني او عزيزي الطالب
اختر لنا موضوع من مجتمعنا
وليكن نقطة انطلاق لحوارنا
مبدئيا ابتعد عن المواضيع الساخنة سياسيا كموضوع فلسطين والمسلمين في بورما
ابتعد عن موضوع عمل المراة
اختر لنا موضوع الساعة وهو التخفيف او حدف الاختبارات الفصلية من الابتدائي
شكرا لك طرح جميل وعسى ان يصل الى اذان اصمت نفسها فيما لا تحبه
sadekbkl
2015-12-16, 08:56
شكرا جزيلا على هذه المعلومة القيمة
biologie2007
2016-06-08, 00:17
سبحان الله وبحمده.
sliman rabeh
2016-07-07, 16:27
بارك اللّه فيك موضوع مهم جدا
noussalou
2016-07-31, 19:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدخلي هنا استاذ لا لاقتراح المواضيع او المشاركة معكم بقدر ما هو ايصال شكرنا الجزيل لكم على نشاطكم المعرفي المتألق وبحثكم الدائم فيما يتعلق بما يفيدنا نحن الاساتذة بالنسبة لي ولا اطراء اصبحت مرجعا من مراجعي الاساسية
فتقبل مني تحية الاكبار والاجلال والتقدير لما تقوم به من مجهودات ابدا لا يمكن ان يستهان بها ،وتقبل مني دعواتي الصادقة بان يجعل عملكم ذاك مدعاة بفضل الله لدوام الصحة والعافية يا رب دمت متألقا نشطا كريما معطاء يا رب
باهي جمال
2016-10-10, 00:21
الحوار يتعثر عندما تكون ثقافة المتحاورين ضحلة والا فالحوار هو فرصة للتنوير وليس مجالا للمشاحنات وفي بعض الاحيان المهاترات ومن اسباب انجاح الحوار بالاضافة الى ما وضحته هو الانطلاق من الاعتقاد الجازم بانه لاتوجد حقائق مطلقة وانما هي الحقائق النسبية تزيد وتنقص بفعل تلاقح الافكار وتلاحق البينات والبراهين من جميع الاطراف
تريكي المكي
2016-10-10, 14:03
سيدي المحترم لك كل الشكر والتقدير وبوركتم في مسعاكم هذا وما أحوجنا إلى مثل هذا المنتدى الذي يسلط الاضواء على
المواضيع الهامة وخاصة المواضيع التربوية في ظل المناهج الجديدة .
بالتوفيق والنجاح سيدي وكلل الله خطاكم بالعمل الصالح والقول المبين:dj_17: .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir