كريم حمزة
2015-07-05, 15:03
العنف واللاعنف يشبهان في الطب الفرق ما بين المعالجة المحافظة والمعالجة الجراحية. أي إعطاء العقار ومد اليد إلى السكين، ولكن ومع الأسف لم يستغن الطب عن المشرط حتى اليوم، كما أن المشافي ليست كلها قاعات للعمليات الجراحية، بل أقلها عددا. وفي مشفى يضم 600 سرير قد يكون فيها بضع غرف للعمليات الجراحية. ومع تطور الطب في جراحة المناظير فإن الجراح الذي لا يفتح البطن جاهز لفتح البطن في كل لحظة. وطبيب القسطرة القلبية لا يتجرأ على توسيع شرايين القلب دون وضع حسابه بالقفز في كل لحظة إلى عملية فتح الصدر والتداخل على القلب مباشرة. وهذا الكلام يفيد لماذا وجد العنف بجانب اللاعنف في الحياة، مثل الين واليانج في الفلسفة الصينية أو الفعل ورد الفعل في الميكانيكا، والسلب والإيجاب في الكهرباء.
جاء في القرآن (ادفع بالتي هي أحسن). وفيه أيضا (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به). وفي الحديث المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. والجهاد هو للنفس بالنفس ضد النفس. وهو بذل أقصى الجهد لتمثل الإسلام والإشعاع به؛ فيصبح حامله مصباحاً منيرا بين الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. وفي الإسلام توجد مرحلتان واضحتان المكية والمدنية. فبقدر كف اليد في المرحلة المكية بقدر القتال المسلح في المرحلة المدنية. والقرآن 30 جزءا منه 18 مكيا و12 مدنيا. ويجب فهم متى نلجأ للجراحة ومتى نبتعد عنها؟ فإذا جاء مريض ينزف يجب التدخل جراحيا وفورا. ولكن من يجري عملية جراحية في سوق الخضراوات، وليس في قاعات العمليات المعقمة، أفضل له أن يتكسب رزقه من دكان للجزارة.
أرسل لي صديق أن زوجته تضربه وهو يعاملها باللاعنف ويتذكر موقف سقراط من زوجته كزانتبي التي قال عنها من كان له زوجة صالحة كان من السعداء، ومن كانت له زوجة شريرة أصبح من الفلاسفة، وهو بهذا يعزي فلسفته إلى تعلمه الصبر مع الزوجة السفيهة. وهناك أناس في موقع المسؤولية مرضى من هذا النوع ولذا عذبوا من حولهم وهم متلذذون. وعندما يعترض لص ليسرق أو مجرم ليقتل أو مريض ليغتصب وجب ردعه. وفي قريش كان الرسول صلى الله عليه وسلم محميا من عشيرته، فلم يعذب هو بل عُذّب أصحابه، وليس كل أصحابه حسب العلاقات القبلية؛ فأمر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم الضعفاء منهم بالهرب إلى الحبشة. وفي يوم تجرأ أبو جهل فتجاوز هذا الخط الأحمر؛ فألقى القاذورات على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فجاءه حمزة وبيده قوسه وهو في ناديه بين أصحابه، ثم علاه فضربه بالقوس على رأسه، وقال له رد عليّ إن كنت تستطيع؟ فقامت جماعته لنصرته؛ فالتفت أبو جهل وقال دعوه فقد سببت محمدا وآذيته ومعه الحق. كانوا رجالا حتى لو كانوا وثنيين؛ فهذه أخلاق الصحراء والحرية، وليست أخلاق العبيد مواطني الإمبراطوريات. والخلاصة التي ننتهي إليها أن العنف والتدريب على الدفاع عن النفس غير العمل السياسي؛ فإن يعترض شقي أحدنا عليه أن يتصرف بما يردعه عنفا أو من غير عنف. ولكن أن يدعو الإنسان إلى فكرة فتأتي الدولة لاعتقاله؛ فيجب أن لا يدافع عن نفسه، فضلا عن تفجير نفسه وقتل الأبرياء، فالموت منحا وسحبا هي لله، وسيد الشهداء من قام فصدع بالحق وأعلن رأيه بصراحة وصدع بالحق في وجه القوة. ثم قال افعلوا ما بدا لكم كما فعل مؤمن آل فرعون. فاللاعنف هو في التغيير السياسي، وليس في التصرفات الفردية اليومية. والتفريق حساس بين الاثنين. وشعرة تحجب الرؤية. وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون.
جاء في القرآن (ادفع بالتي هي أحسن). وفيه أيضا (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به). وفي الحديث المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. والجهاد هو للنفس بالنفس ضد النفس. وهو بذل أقصى الجهد لتمثل الإسلام والإشعاع به؛ فيصبح حامله مصباحاً منيرا بين الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. وفي الإسلام توجد مرحلتان واضحتان المكية والمدنية. فبقدر كف اليد في المرحلة المكية بقدر القتال المسلح في المرحلة المدنية. والقرآن 30 جزءا منه 18 مكيا و12 مدنيا. ويجب فهم متى نلجأ للجراحة ومتى نبتعد عنها؟ فإذا جاء مريض ينزف يجب التدخل جراحيا وفورا. ولكن من يجري عملية جراحية في سوق الخضراوات، وليس في قاعات العمليات المعقمة، أفضل له أن يتكسب رزقه من دكان للجزارة.
أرسل لي صديق أن زوجته تضربه وهو يعاملها باللاعنف ويتذكر موقف سقراط من زوجته كزانتبي التي قال عنها من كان له زوجة صالحة كان من السعداء، ومن كانت له زوجة شريرة أصبح من الفلاسفة، وهو بهذا يعزي فلسفته إلى تعلمه الصبر مع الزوجة السفيهة. وهناك أناس في موقع المسؤولية مرضى من هذا النوع ولذا عذبوا من حولهم وهم متلذذون. وعندما يعترض لص ليسرق أو مجرم ليقتل أو مريض ليغتصب وجب ردعه. وفي قريش كان الرسول صلى الله عليه وسلم محميا من عشيرته، فلم يعذب هو بل عُذّب أصحابه، وليس كل أصحابه حسب العلاقات القبلية؛ فأمر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم الضعفاء منهم بالهرب إلى الحبشة. وفي يوم تجرأ أبو جهل فتجاوز هذا الخط الأحمر؛ فألقى القاذورات على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فجاءه حمزة وبيده قوسه وهو في ناديه بين أصحابه، ثم علاه فضربه بالقوس على رأسه، وقال له رد عليّ إن كنت تستطيع؟ فقامت جماعته لنصرته؛ فالتفت أبو جهل وقال دعوه فقد سببت محمدا وآذيته ومعه الحق. كانوا رجالا حتى لو كانوا وثنيين؛ فهذه أخلاق الصحراء والحرية، وليست أخلاق العبيد مواطني الإمبراطوريات. والخلاصة التي ننتهي إليها أن العنف والتدريب على الدفاع عن النفس غير العمل السياسي؛ فإن يعترض شقي أحدنا عليه أن يتصرف بما يردعه عنفا أو من غير عنف. ولكن أن يدعو الإنسان إلى فكرة فتأتي الدولة لاعتقاله؛ فيجب أن لا يدافع عن نفسه، فضلا عن تفجير نفسه وقتل الأبرياء، فالموت منحا وسحبا هي لله، وسيد الشهداء من قام فصدع بالحق وأعلن رأيه بصراحة وصدع بالحق في وجه القوة. ثم قال افعلوا ما بدا لكم كما فعل مؤمن آل فرعون. فاللاعنف هو في التغيير السياسي، وليس في التصرفات الفردية اليومية. والتفريق حساس بين الاثنين. وشعرة تحجب الرؤية. وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون.