المعزلدين الله
2009-09-07, 05:48
فوق سرير المفاوضات حقنة تخديرية جديدة مداها عامان
لطفي خلف
07/09/2009
تتناقل وسائل الإعلام في الوقت الراهن خبرا طازجا حول عقد قمة فلسطينية إسرائيلية أمريكية سقفها الأقصى عامان قد يطولا ولكنهما لن يقصرا لأن الهدف المنشود والذي تسعى إسرائيل إلى التوصل إليه دائما هو إطالة أمد أي شكل من أشكال المؤتمرات أو القمم المنعقدة من أجل تسليك المسارات التفاوضية المتعثرة أينما عقدت وكيفما تشكلت منذ اللحظات الأولى لانعقادها.
يندرج في قاموس ثقافة المقاومة مفردات ومصطلحات جديدة مقززة وموغلة في أعماق الشتيمة والقدح والذم حول العجز المزمن في العامود الفقري لجسد المفاوضات المترهل والذي لا فائدة تذكر أو بارقة أمل تلوح في الأفق عن إمكانية إنعاشه أو عودته إلى الحياة من جديد.
إن الفلسطينيين الذين قبلوا بالنزر اليسير من أراضيهم الواقعة على ما احتل إثر نكسة حزيران (يونيو) أو ما يدعى بحرب الأيام الستة، كان قاسيا ومؤلما جدا والى أبعد الحدود لان الشعب الفلسطيني لم يستفت في ذلك ولم يستشر أبدا وكانت ردود الفعل متفاوتة بين معارض ومحايد أو مؤيد لرأي القيادة الفلسطينية في ذلك آنذاك. ثم ظهرت الخلافات الحزبية وغير الحزبية حول شكل الدولة الممنوحة لهذا الشعب المسكين والذي هو كما يقول المثل 'كالغريق الذي يتعلق بقشة' وأفرزت
تلك الخلافات ظهور حركة حماس والجهاد على الساحة كحركتي مقاومة لتسدا الثغرة التي خلقتها مبادرة السلام اثر انخفاض سقف المطالبة العربية وضباع الهوان والتشرذم التي تنهش من جسد هذه الأمة. ناهيك عن وجود أحزاب معارضة في داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية نفسها.
صحيح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يتوقف، حتى ولو توترت العلاقات قليلا بينهما كما حدث في الحرب الأخيرة في الجنوب اللبناني الصامد، أو بالنسبة للملف الإيراني الذي لا زال ساخنا جدا، لكن حرارة الضغط العربي في تفعيل القرارات المصيرية لم ترتق إلى المستوى المطلوب والذي يجبر أمريكا على الاستماع إلى ما يجري والتعامل معه بجدية، فالدول العربية لها حجم يفوق ـ فيما لو اجتمعت- حجم إسرائيل في البيت الأبيض، لأن لأمريكا مصالحها الكبيرة أيضا لدى الدول العربية ومن يقول غير ذلك فهو واهم جدا ولا يقرا الأحداث جيدا، بغض النظر عن المصالح المباشرة كالنفط أو الغاز أو ما إلى ذلك!
الفلسطينيون ليسوا ملائكة مهما بلغوا من درجات رفيعة في فنون النضال والمواجهة مع هذا العدو الذي لا يرحم، والذي ليس للإنسانية من وجود في قاموسه الدنيوي مهما حاول تلميع صورته بين البشر. الفلسطينيون لهم أخطاؤهم كما لغيرهم من بني جلدتهم من العرب، هم ليسوا فوق العادة، وليس لهم أجنحة كالملائكة، صحيح أن من يجلد ليس كمن يعد العصي ولكن لكل مقام مقال، وصاحب القضية أولى بالدفاع عنها أكثر من غيره، من هنا تجدهم صنفان أو أكثر فمنهم من ينتهج ثقافة المقاومة ويجد فيها السبيل الأمثل لحل قضايانا المصيرية ومنهم من يرى في المفاوضات شيئا جديرا بالاهتمام والمتابعة والتقدير.
المفاوضات تبدو أمام المشهد الإعلامي وأمام السياسيين غاية في حد ذاتها بالنسبة لإسرائيل ولا شيء آخر غير ذلك، فهي متلكئة دائما في اتخاذ قراراتها أو هي بالأحرى تناور وتناور على طاولة المفاوضات دون أجندة أو دون ملف تفاوضي واضح المدلولات والمعالم، وما تفعله حقا كما إتضح من خلال المؤتمرات والقمم المتتالية أنها تدور في دوائر فارغة هدفها كسب الوقت وتمييع أو تقزيم وتحجيم كافة القرارات والاستحقاقات المطلوبة منها.
الشعب الفلسطيني في مجمله تعب وملّ من المفاضات واتهمها بالعبثية فهي قد ساهمت في تفتيته وسلب أراضيه وعزله وتقطيع أواصر روابطه، وما يجري من ترتيبات جديدة ما هي إلا حقنة مورفين أخرى لتخديرنا وسلب المزيد من أراضينا وحقوقنا وبقاء الاحتلال جاثما لعامين جديدين فوق ثرى فلسطين!
كاتب من فلسطين
لطفي خلف
07/09/2009
تتناقل وسائل الإعلام في الوقت الراهن خبرا طازجا حول عقد قمة فلسطينية إسرائيلية أمريكية سقفها الأقصى عامان قد يطولا ولكنهما لن يقصرا لأن الهدف المنشود والذي تسعى إسرائيل إلى التوصل إليه دائما هو إطالة أمد أي شكل من أشكال المؤتمرات أو القمم المنعقدة من أجل تسليك المسارات التفاوضية المتعثرة أينما عقدت وكيفما تشكلت منذ اللحظات الأولى لانعقادها.
يندرج في قاموس ثقافة المقاومة مفردات ومصطلحات جديدة مقززة وموغلة في أعماق الشتيمة والقدح والذم حول العجز المزمن في العامود الفقري لجسد المفاوضات المترهل والذي لا فائدة تذكر أو بارقة أمل تلوح في الأفق عن إمكانية إنعاشه أو عودته إلى الحياة من جديد.
إن الفلسطينيين الذين قبلوا بالنزر اليسير من أراضيهم الواقعة على ما احتل إثر نكسة حزيران (يونيو) أو ما يدعى بحرب الأيام الستة، كان قاسيا ومؤلما جدا والى أبعد الحدود لان الشعب الفلسطيني لم يستفت في ذلك ولم يستشر أبدا وكانت ردود الفعل متفاوتة بين معارض ومحايد أو مؤيد لرأي القيادة الفلسطينية في ذلك آنذاك. ثم ظهرت الخلافات الحزبية وغير الحزبية حول شكل الدولة الممنوحة لهذا الشعب المسكين والذي هو كما يقول المثل 'كالغريق الذي يتعلق بقشة' وأفرزت
تلك الخلافات ظهور حركة حماس والجهاد على الساحة كحركتي مقاومة لتسدا الثغرة التي خلقتها مبادرة السلام اثر انخفاض سقف المطالبة العربية وضباع الهوان والتشرذم التي تنهش من جسد هذه الأمة. ناهيك عن وجود أحزاب معارضة في داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية نفسها.
صحيح أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يتوقف، حتى ولو توترت العلاقات قليلا بينهما كما حدث في الحرب الأخيرة في الجنوب اللبناني الصامد، أو بالنسبة للملف الإيراني الذي لا زال ساخنا جدا، لكن حرارة الضغط العربي في تفعيل القرارات المصيرية لم ترتق إلى المستوى المطلوب والذي يجبر أمريكا على الاستماع إلى ما يجري والتعامل معه بجدية، فالدول العربية لها حجم يفوق ـ فيما لو اجتمعت- حجم إسرائيل في البيت الأبيض، لأن لأمريكا مصالحها الكبيرة أيضا لدى الدول العربية ومن يقول غير ذلك فهو واهم جدا ولا يقرا الأحداث جيدا، بغض النظر عن المصالح المباشرة كالنفط أو الغاز أو ما إلى ذلك!
الفلسطينيون ليسوا ملائكة مهما بلغوا من درجات رفيعة في فنون النضال والمواجهة مع هذا العدو الذي لا يرحم، والذي ليس للإنسانية من وجود في قاموسه الدنيوي مهما حاول تلميع صورته بين البشر. الفلسطينيون لهم أخطاؤهم كما لغيرهم من بني جلدتهم من العرب، هم ليسوا فوق العادة، وليس لهم أجنحة كالملائكة، صحيح أن من يجلد ليس كمن يعد العصي ولكن لكل مقام مقال، وصاحب القضية أولى بالدفاع عنها أكثر من غيره، من هنا تجدهم صنفان أو أكثر فمنهم من ينتهج ثقافة المقاومة ويجد فيها السبيل الأمثل لحل قضايانا المصيرية ومنهم من يرى في المفاوضات شيئا جديرا بالاهتمام والمتابعة والتقدير.
المفاوضات تبدو أمام المشهد الإعلامي وأمام السياسيين غاية في حد ذاتها بالنسبة لإسرائيل ولا شيء آخر غير ذلك، فهي متلكئة دائما في اتخاذ قراراتها أو هي بالأحرى تناور وتناور على طاولة المفاوضات دون أجندة أو دون ملف تفاوضي واضح المدلولات والمعالم، وما تفعله حقا كما إتضح من خلال المؤتمرات والقمم المتتالية أنها تدور في دوائر فارغة هدفها كسب الوقت وتمييع أو تقزيم وتحجيم كافة القرارات والاستحقاقات المطلوبة منها.
الشعب الفلسطيني في مجمله تعب وملّ من المفاضات واتهمها بالعبثية فهي قد ساهمت في تفتيته وسلب أراضيه وعزله وتقطيع أواصر روابطه، وما يجري من ترتيبات جديدة ما هي إلا حقنة مورفين أخرى لتخديرنا وسلب المزيد من أراضينا وحقوقنا وبقاء الاحتلال جاثما لعامين جديدين فوق ثرى فلسطين!
كاتب من فلسطين