المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما ذلك لها بخلق


01 algeroi
2015-01-08, 11:04
وما ذلك لها بخلق


روى أصحاب السنن من حديث المسور بن مخرمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج زمن الحديبية، حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ «إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين».

فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي هبط عليهم منها، بركت به راحلته فقال الناس: حل حل، فألحت.

فقالوا: خلأت القصواء، خلأت القصواء.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل» ] .. البداية والنهاية [ بتصرف ]

والخلأ هو البروك والحرن جاء في لسان العرب ( الخلاء في الإبل كالحران في الدواب . خلأت الناقة تخلأ خلأ وخلاء ، بالكسر والمد ، وخلوءا ، وهي خلوء : بركت ، أو حرنت من غير علة )


حديث عظيم وعبرة بالغة ، النبي صلى الله عليه وسلم يدفع الأذى عن بهيمة لا تفهم ما يقال فيها ويرد على من ظلمها بغيه ويعطي للمسلمين درسا في الأخلاق ويعلمهم معنى الفضيلة والأدب ، فيا له من موقف هذا الذي وقفه رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس محيطة به يصرخون خلأت القصواء، خلأت القصواء فيقول في هدوء وثقة : «ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق »

و ذكر أهل العلم لهذه العبارة فوائد كثيرة منها :

1 - جواز الحكم على الشيء بما عرف من عادته، وإن جاز أن يطرأ غيره

2 - الإعذار للمخطيء باستصحاب الأصل

3 - حرمة الظلم والأذية ولو للبهائم

فكيف بمن سلّ حسام الطعن بلا رادع ووطن نفسه على الغمز واللمز وانتهاك المحارم وانتهاب الأعراض ..
يأتي أحد هؤلاء فيفتري الفرية أوحاها له شيطانه وأزته إليها ظنونه وأوهامه حتى يعلنها فتطير بها الصحائف غفلة أو غدرا فتتلقفها أنفس عليلة وقلوب مريضة طائشة الأحلام سفية النهى فكأنّ القوم قد برمجوا على ( الكذب ) وأمن ( العقاب) بصريح ( الوحي ) و محكم ( الكتاب )

فيا هؤلاء أشفقوا على أنفسكم فقد سودتم صحائفكم بما يسوء العاقل أن يلقاه يوم القيامة فيعرض عليه وهو أفقر ما يكون إلى حسنة تثقل ميزانه أو فضيلة تشفع أمامه ...

ما الحيلة فيمن تجرّد من شرف الخصومة ونبل الأخلاق وشرب من كأس ( البرمجة ) حتى ثمل فما صار يفرق بين حق وباطل ولا بين صلاح وفساد

ما الحيلة فيمن قلّ حظه من ( الأخلاق ) ونصيبه من ( الشرف )

روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي أنه قال : ( إن الله سبحانه قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا من يحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه )

قال ابن القيم رحمه الله : (فإنَّ الأخلاق مواهب يهب الله منها ما يشاء لمن يشاء)


هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات ... اذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي ... على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ ... كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا .. بازهارٍ لها متضوعات

.............................................

* - الأبيات للشاعر العراقي الكبيرمعروف الرصافي

Abd_el_kader
2015-01-10, 10:38
نسال الله ان يجملني واياك بالخلق الحسن
(معذرة فانا محروم من الرسائل لكني بخير ولك في هذه الايام متابع هنا وهناك بعد انقطاع )