المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه شبه القوم في الإحتفال بالمولد النبوي هداهم الله


أبو همام الجزائري
2014-12-30, 07:13
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه شبه القوم في الإحتفال بالمولد
مناقشة شبه مقيمي المولد :
هذا ، وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيوت العنكبوت ، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي :
1_ دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم :والجواب عن ذلك أن نقول :
إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصيةوأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم كما قال عروة بن مسعود لقريش :
( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداًُ صلى الله عليه وسلم ، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له )
البخاري 3/178 رقم 2731 ، 2732 ، الفتح : 5/388 ،ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .
2_ الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان :والجواب عن ذلك أن نقول :
الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ، وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة وإن كثروا :
( ولا تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )
الأنعام/116 مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق .
فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " ، والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ، وابن الحاج في " المدخل " ، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً ، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان " ، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة ، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .
3_يقولون : إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى النبي صلى الله عليه وسلم . والجواب عن ذلك أن نقول :
إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم تتجدد مع المسلم ، ويرتبط بها المسلم لكما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الآذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهاتين بعد الوضوء وفي الصلوات ، وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواته وعند ذكره ، وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً أو مستحباً مما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر مثل أجر العامل .
وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره بما شرعه الله ، لا في يوم المولد فقط وبما هو بدعة ومخالفة لسنته ، فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبرأ منه .
والرسول صلى الله عليه وسلم غني عن هذا الاحتفال البدعي بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيرهكما في قوله تعالى :
( ورفعنا لك ذكرك )
الشرح/4 ، فلا يذكر الله عز وجل في أذان ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداُ لذكراه وحثاً على اتباعه .
والله سبحانه وتعالى لم ينوه في القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما نوه ببعثته فقال :
( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم )
آل عمران/124 وقال :
( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم )
الجمعة/2 4_ وقد يقولون : الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله !والجواب عن ذلك أن نقول :
البدعة لا تُقبل من أي أحد كان ، وحُسن القصد لا يُسوغ العمل السيئ ، وموته عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته .

- قولهم : إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم !ويجاب عن ذلك بأن يقال : ليس في البدع شيء حسن ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( فإن كل بدعة ضلالة ) أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 ، فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة .
قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين :
( فقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم :
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
أخرجه البخاري 3/167 رقم 2697 ، الفتح 5/355 ، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة )انتهي جامع العلوم والحكم ، ص 233 وليس لهولاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه )
صحيح البخاري 2/252 رقم 2010 معلقاً ، الفتح 4/294 وقالوا أيضاً :
أنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل : جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .
والجواب عن ذلكأن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست محدثة .
وقول عمر : ( نعمت البدعة )
يريد : البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاُ ، لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه .
وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن لكن كان مكتوباً متفرقاُ ، فجمعه الصحابة في كتاب واحد حفظأً له .
والتروايح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلق إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابة الحديث أيضاً لها أصل في الشرع فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك ، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور ، لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ، فدوّن المسلموت السنة بعد ذلك حفظاً لها من الضياع ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين .
ويقال أيضاً :
لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم فلم يقم يه أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟حاشا وكلا .
6_ قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ، وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم مشروع !والجواب أن نقول :
لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه - ولكن ليس معنى ذلك أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته ، كما قيل :
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحب مطيع فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته ، والعض عليها بالنواجذ ، ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع ، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ، فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص والمتابعة ، قال تعالى : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة / 112 ، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ، والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة .

7_ ومن شبههم : أنهم يقولون : إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثاً على الاقتداء والتأسي به ! فنقول لهم : إن قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به مطلوبان من المسلم دائماً طوال السنة وطوال الحياة ، أما تخصيص يوم معين لذلك بدون دليل على التخصيص فإنه يكون بدعة " وكل بدعة ضلالة " أخرجه أحمد 4/164 ، والترمذي 2676 ، والبدعة لا تثمر إلا شراً وبعداً عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخلاصة القول :أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلين منعها ومنع غيرها من البدع ، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها ، ويُغتر بمن يروّج هذه البدعة ويدافع عنها ، فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً ، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به ، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس ، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً ، فالحق لا يُعرف بالرجال ، وإنما يُعرف الرجال بالحق .
قال صلى الله عليه وسلم :
( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعيلكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة )
أخرجه أحمد 4/126 ، والترمذي رقم 2676 فبين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف ، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في سنة خلفائه الراشدين ، إذن فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة ، وهذا الأصل الذي تضمّنه هذا الحديث وقد دل عليه قوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاًُ ) النساء /59 والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته ، فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازل ، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ؟فالواجب على من يغعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله تعالى منه ومن غيره من البدع ، فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق ، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه .
هذا ونسأل الله أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلالص (139)
الشيخ الدكتورصالح بن فوزان الفوزان

أبو همام الجزائري
2014-12-30, 07:15
بسم الله الرحمن الرحيم
الاحتفال بالمولد النبوي شبهــــات وردود

يستند بعض مقيمي مثل هذا المولد إلى شبهات يتعلقون بها ويجوزون بناءً عليها فعل بدعتهم، ولذا فلا بد من عرض شيء منها ، وسأذكر أهم الشبه التي يتعلق بها هؤلاء وأناقشها، خاصة أن بعض من ينتسب إلى العلم ويقيم مثل هذه الموالد يلبّس على العوام بهذه الشبه ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ.
كيف، لا أدري، لماذا؟ ربمـا *** أنني يومـاً عرفـــت السببـــا
عالِم يدعو بدعــوى جاهــل *** وليوث الحرب ترجو الأرنبا

الشبهة الأولى: أن إقامة مثل هذا المولد من قبيل البدعة الحسنة الجائزة في دين الإسلام.
ويجاب عن هذه الشبة بأن يقال: ليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي مرّ بنا مراراً يقول: "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي "وكل ضلالة في النار".
وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/28) أن "ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" (1/339) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح.
ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد:
وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البــدع
ذكره الشاطبي في كتابه "الاعتصام" (1/115).
الشبهة الثانية: يستند بعضهم إلى ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن قال: "ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح"، ثم يقولون وكثير من المسلمين يستحسن فعل الاحتفال بذكرى مولد محمد صلى الله عليه وسلم.
والجواب عن ذلك:
1ـ أن هذا الكلام المنسوب لابن مسعود رضي الله عنه إنما أراد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد كل من هب ودب من المسلمين والمنتسبين إلى الإسلام، وكلامه صريح في ذلك، وهذا لفظه عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ".
وهذا مثل ما رآه الصحابة حسن من العلم بالتاريخ والابتداء به بالهجرة، ومثل وضع ديوان العطاء زمن عمر بن الخطاب، ومثل جمع المصحف في عهد أبي بكر، وأما ما رأوه سيئاً مثل التحلق والاجتماع على عد التسبيح والتحميد والتكبير، وقد أنكر ذلك ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، ومثل إنكار الصحابة لبدعة الخوارج، ومثل إنكار علي رضي الله عنه على الرافضة في غلوهم فيه وإنكار الصحابة معه. [الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي لحمود التويجري (163ـ166)بتصرف].
2ـ أن يقال إن كثيراً من أهل الإسلام يستقبحون البدع ويعتبرونها ضلالة، ومن ضمنها بدعة المولد النبوي.
3ـ أن هذا الكلام الوارد عن ابن مسعود المراد به ما أجمع عليه المسلمون ورأوه حسناً لا ما رآه بعضهم واستحسنه وقد ذكر هذا الجواب أربعة من أئمة العلم، وهم ابن القيم والشاطبي وابن قدامة وابن حزم. [القول الفصل، الأنصاري (2/591)].
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتبهم أو إلى المرجع السابق ذكره فقد ذكر الشيخ إسماعيل جميع أقوالهم.
الشبهة الثالثة: أن الاحتفال بالمولد يفعله الكثير من الناس بل يراه بعض المشايخ، ولو كان منكراً ما فعله هؤلاء.
والجواب عن هذه الشبهة:
1ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، رواه أهل السنن إلا النسائي وهو حسن لغيره. (سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم 1331).
2ـ ذكر العلامة محمد ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عن الإمام الشاطبي في كتاب "الاعتصام" أنه قال نقلاً عن بعض مشايخه: "إن الاحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم"، ثم قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ "ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول: "ولو كان هذا منكراً لما فعله الناس"، ثم قال ما ذكره ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الاعتقاد، فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة المخالفة للسنة..". [رسائل في حكم الاحتفال بالمولد، رسالة الشيخ محمد ابن إبراهيم].
3ـ أن فعل الكثير من الناس لأي شيء لا يدل على أنه حق بل إن الله ذم الكثرة في القرآن فقال {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: 116]، وقال {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وقال {وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم} [الأنعام: 119]، وقال تعالى {وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات و قليل ما هم} [ص: 24].
4ـ ويرد على من قال إن بعض المشايخ يقول بجوازه بل يفعله، بأن رسول الهدى يقول: "وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، ووالله إن قول رسول الله أحب إلينا من قول أمة كلها، وقد قال أبو بكر بن أبي داود:
ودع عنك آراء الرجال وقولهم *** فقول رسول الله أزكى وأشرح
ويقال لمن استدل بقول شيوخه، أيهما أحب إليك قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أم قول مشايخك؟ فإن قال بل قوله عليه الصلاة والسلام أحبُّ إليّ، فيقال له: إن الله عز وجل يقول {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}، وقد ذكر ابن تيمية في كتاب العبودية قول الحسن البصري: "ادعى قوم محبة الله ورسوله فأنزل الله عليهم آية الممتحنة {قل إن كنتم تحبون الله..}، فامتحنهم الله بهذه الآية.
وقد قال الإمام الشافعي: "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس. [الرسالة (104)].
إن قال إن قول شيخي أحب إلي من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فإني أبشره بآية عظيمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}. [النساء: 115].
وقد قال ابن تيمية: "ومن نصب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا بدينهم وكانوا شيعاً". [الفتاوى (2/239ـ240)].
الشبهة الرابعة: دعوى بعضهم أن من لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم فإنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحبه ولا يعظمه.
والجواب عن هذه الشبهة أن يقال:
1ـ بل إنكم أنتم يا من تدعون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تعظموه ولا توقروا شرعه، واتِّباع سنَّته، واجتناب ما نهى عنه من البدع المحدثة، فلم خصصتم هذا اليوم لقراءة الشمائل المحمدية هل لكم نص بذلك من كتاب أو سنَّة؟!
2ـ ويقال كذلك أنتم الذين تنقصتم محمداً صلى الله عليه وسلم، ورميتموه بالتقصير فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" (أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (1844) في كتاب الإمارة).
وقد نهانا محمد صلى الله عليه وسلم وحذرنا عن البدع كلها، فقال: "وكل بدعة ضلالة".
قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/102): "وكما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة فإن يزعم أنها خير من السنة وأولى بالصواب، أو يزعم أنها هي السنة إن كان جاهلاً مقلداً، وإن كان مستبصراً في بدعته فهو مشاق لله ورسوله".
وإني أبشر السني بكلام عظيم لابن القيم قاله كذلك في إغاثة اللهفان (1/111) "وهذا المبتدع إنما ينقم على السني تجريده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يشبها بآراء الرجال ولا بشيء مما خالفها. فصبر الموحد المتبع للرسل على ما ينقمه عليه أهل الشرك والبدعة خير له وأنفع، وأسهل عليه من صده على ما ينقمه الله ورسوله عليه من موافقة أهل الشرك والبدعة.
إذا لم يكن بد من الصبــر، فاصطبر *** على الحق، ذاك الصبر تحمد عقباه
وأختم بما ذكره أبو داود في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: " كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقال".
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة..". هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه الكرام الميامين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

أبو همام الجزائري
2014-12-30, 07:16
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.albetaqa.com/waraqat/23slasel/alaqeda-s-g/alaqeda-s-g052.jpg


http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.albetaqa.com/waraqat/23slasel/alaqeda-s-g/alaqeda-s-g051.jpg


http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.albetaqa.com/waraqat/11Mnhyyat/001/Mnhyyat0063.jpg


http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملةhttp://www.albetaqa.com/waraqat/19radshobohat/001/radshobohat0017.jpg

أبو همام الجزائري
2014-12-30, 07:18
بسم الله الرحمن الرحيم
يوجد كتاب فيه أن الشافعي إحتفل بالمولد

السؤال الثاني من الفتوى رقم (17858)
السؤال: إنني أعلم ما يؤكد عدم جواز الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنني دهشت عندما قرأت في كتاب بعنوان: (الإسلام والشعائر الدينية) لمحمد مختار تيام، وبالتحديد على صفحة 45 من الفصل الرابع، أن الإمام الشافعي كان يحتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم -
الجواب: كما علمت - وفقك الله - أن الاحتفال بما يسمى المولد النبوي بدعة محرمة، ولم يفعلها أحد من السلف ولا الأئمة الأربعة، ومن نسب ذلك إلى الشافعي فقد كذب؛ لأن هذه البدعة لم تحدث إلا في المائة الرابعة من الهجرة النبوية في عهد الدولة الفاطمية، والإمام الشافعي رحمه الله توفي عام 204 هـ.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

أبو همام الجزائري
2014-12-30, 08:28
ومن شبه المخالفين في هذه الأعياد ما يلي:
الشبهة الأولى: إن هذه ليست أعياداً وإنما هي احتفالات أو مناسبات وذكريات فقط، بخلاف الأعياد التي يشرع فيها ذكر معين وصلاة معينة ونحو ذلك.
والجواب: إن هذا الذي ذكرتموه من الاحتفالات أو الذكريات المتكررة في الأعوام أو الشهور أو غير ذلك هو معنى العيد، إذ العيد ـ كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله ـ هو اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو نحو ذلك.
وقال: "فالعيد يجمع أموراً: منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها اجتماع فيه، ومنها أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات"([40]).
فيقال للمحتفلين بالمولد النبوي والإسراء والمعراج ونحو ذلك: ألستم تجتمعون في كل عام لهذا الغرض وتحتفلون به وتعملون لذلك برنامجاً خاصاً وتقيمون لذلك عادة ولائم خاصة بهذه المناسبة؟! ويقال للمحتفلين بالأعياد المدنية أو الوطنية أو اليوبيل: ألستم تفعلون نحو ذلك؟! فهذا هو العيد سواء سميتموه به أو بغيره فالعبرة بالحقائق والمسميات، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها))
تنبيه: هناك فرق بين هذا الاحتفال الذي يعود ويتكرر وبين أن تحدث نعمة للمرء فيفرح لها ويصنع وليمة يدعو لها الناس فإن هذا ليس عيداً، بل هو من المباحات ما لم يشتمل على شيء من الأمور التي تخرجه إلى المكروه أو المحرم. ولو قدر أن هذا الشخص أعاد الاحتفال بمناسبة تلك النعمة أعواماً أخرى فإن هذا يصيره عيداً ويدخله في حكم المحدثات من الأعياد والاحتفالات.
وليس ذلك مختصاً بالنعم بل حتى الذي يفعله بعض الناس من الاحتفال بذكرى الأحزان، فيجتمعون لذلك بمناسبة مرور عام أو أكثر، كما يفعل هذا بعض المسلمين في فلسطين أو غيرها في تظاهراتهم بمناسبة ذكرى الاحتلال فهو داخل في مسمى العيد وفيه تشبه بالكفار وإن لم يصحبه فرح وولائم ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد عادة.
الشبهة الثانية: إن هذه الاحتفالات بمناسبة ولادة ذلك المعظم من نبي أو صالح أو ملك أو غيرهم أو بمناسبة إنشاء كلية أو مصنع أو غيره لا يقصد فيها التشبه، بل هي من العادات التي الأصل فيها الحل.
والجواب من وجوه:
الوجه الأول: أن هذه الاحتفالات المذكورة وما شابهها مأخوذة من الكفار إما من الكتابيين أو من غيرهم كما يعلم بالاستقراء، فالاحتفال بالمناسبات الدينية أصله مأخوذ من النصارى واليهود فقد أحدثوا من ذلك الشيء الكثير فمن أعياد النصارى المشهورة: عيد مولد المسيح ورأس السنة الميلادية والمائدة إحياءً لذكرى المائدة المنزلة من السماء ، والجامع لهذه الأعياد هو الذكرى بمناسبة دينية.
واليوبيل عيد مأخوذ من اليهود، وهو عيد نزول الوصايا العشر على موسى عليه السلام فوق جبل سيناء
ومثل ذلك الأعياد المدنية فهي من سنن اليهود والنصارى، ومنها عيد الثورة وعيد العمال وعيد الأم وعيد البنوك وعيد المرأة ويوم الشجرة وأسبوع النظافة ويوم الصحة العالمية ويوم الطفل… الخ
وإن قدر أن هناك عيداً أحدثه المسلمون، لم يسبقهم إلى إحداثه الكفار، فإن هذا لا ينفي التشبه بهم لأن إحداث الأعياد إحياءً لذكرى معينة فرحاً بها أو حزناً عليها هو من سنن اليهود والنصارى، يدلك على ذلك ما رواه البخاري ومسلم أن يهودياً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً! قال: فأي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3]
الوجه الثاني: أن التشبه بهم لا يشترط فيه أن يقصد إلى الفعل من أجل أنهم فعلوه، بل يكفي أن يكون هذا الأمر مما اختصوا به وهو مأخوذ عنهم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والتشبه يعم من فعل الشيء لأجل أنهم فعلوه، وهو نادر، ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذاً عن ذلك الغير. فأما من فعل الشيء واتفق أن الغير فعله أيضاً ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كون هذا تشبهاً نظر، لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه، ولما فيه من المخالفة كما أمر بصبغ اللحى وإحفاء الشوارب مع أن قوله صلى الله عليه وسلم: ((غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود)) دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا ولا فعل، بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا، وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية"([47]).
الوجه الثالث: أنه لو قدر أن هذا الاحتفال ليس فيه تشبه بهم ولا هو ذريعة إليه فإن قصد مخالفتهم مطلوب مرغب فيه والأدلة على ذلك كثيرة.
منها: الأمر بمخالفتهم في صيام عاشوراء بأن يضاف إليه التاسع كما صح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "فتدبر هذا، يوم عاشوراء يوم فاضل يكفر سنة ماضية، صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه ورغب فيه، ثم لما قيل له قبيل وفاته: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى!! أمر بمخالفتهم بضم يوم آخر إليه، وعزم على ذلك"
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا المشركين)) و((خالفوا اليهود والنصارى)) في مسائل عدة، كتغيير الشيب، ولباس النعال في الصلاة وإعفاء اللحى وحف الشوارب واتخاذ القصة من الشعر وحلق القفا وتعجيل الفطور وغير ذلك من العادات والعبادات، فهذا يدل على أن مخالفتهم مطلوبة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "قد بالغ صلى الله عليه وسلم في أمر أمته بمخالفتهم في كثير من المباحات وصفات الطاعات لئلا يكون ذلك ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك من أمورهم، ولتكون المخالفة في ذلك حاجزاً ومانعاً عن سائر أمورهم، فإنه كلما كثرت المخالفة بينك وبين أصحاب الجحيم كان أبعد عن أعمال أهل الجحيم"
وقال: "إن نفس المخالفة لهم في الهدي الظاهر مصلحة ومنفعة لعباد الله المؤمنين لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم، وإنما يظهر بعض المصلحة في ذلك لمن تنور قلبه"
وقال: "فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة، والمشاركة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافاً وإن بعد المكان والزمان، وهذا أمر محسوس. فمشابهتهم في أعيادهم ولو بالقليل هو سبب لنوع ما من اكتساب أخلاقهم التي هي ملعونة"
وقال: "حتى لو كان موافقتهم في ذلك أمراً اتفاقياً ليس مأخوذاً عنهم لكان المشروع لنا مخالفتهم لما في مخالفتهم من المصلحة كما تقدمت الإشارة إليه، فمن وافقهم فوت علىنفسه هذه المصلحة وإن لم يكن أتى بمفسدة فكيف إذا جمعهما؟!"
المسألة الرابعة: الأعياد المكانية:
ولا تختص الأعياد بالزمان بل تشمل المكان أيضاً، وقد دل على ذلك الحديث المتقدم في الرجل الذي نذر أن ينحر إبلاً بمكان اسمه: بوانة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل كان فيها عيد من أعيادهم؟)) وهذا صريح في أن العيد يطلق على المكان أيضاً.
وقد كان للجاهلية أعياد مكانية مشهورة يحجون إليها ويعظمونها وينتابونها في أيام معلومة ومنها: اللات لأهل الطائف، والعزى لأهل مكة، ومناة لأهل المدينة، وذو الخلصة لأهل اليمن، فكانوا يشدون إليها الرحال ويقيمون عندها أعيادهم([54]).
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تجعلوا قبري عيداً)) الحديث
قال شيخ الإسلام: "والعيد إذا جعل اسماً للمكان فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة عنده أو لغير العبادة كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة جعلها الله عيداً مثابة للناس يجتمعون فيها وينتابونها للدعاء والذكر والنسك. وكان للمشركين أمكنة ينتابونها للاجتماع عندها، فلما جاء الإسلام محا الله ذلك كله، وهذا النوع من الأمكنة يدخل فيه قبور الأنبياء والصالحين وسائر القبور"
وقول شيخ الإسلام رحمه الله في تعريف العيد المكاني: "هو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وانتيابه للعبادة عنده أو لغير العبادة" يشمل كل الأعياد المكانية التي يتخذها الناس، إما بقصد العبادة، كالذين يحجون للقبور ويقصدونها للطواف بها أو الذبح أو النذر لها أو للدعاء والصلاة عندها أو للتبرك بترابها كما يفعله كثير من الجهال في زماننا هذا في حجهم للقبر النبوي أو لمشهد الحسين أو الشافعي أو البدوي أو غيرها من المشاهد، وإما بقصد اللهو واللعب ونحو ذلك كالمهرجانات الوطنية التي تقام في بعض الأماكن وينتابها الناس بقصد البقعة إما لأن بعض الرؤساء والمعظمين ولدوا فيها أو ماتوا فيها أو كانت لهم فيها حادثة ما، فتتخذ عيداً من أجل ذلك مضاهاة للأعياد المكانية المشروعة كالكعبة والمشاعر

عجان الحديد
2014-12-30, 15:18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ لله ذِي الصّفَاتِ العَلِيَّةِ، مُسْتَدِرًّا فَيْضَ البَرَكَاتِ عَلَى مَا أَنَالَهُ مِنَ الخَيْرِ وَأوْلاهُ.
الله عَظَّمَ قَدْرَ جَاهِ مُحَمَّدٍ وَأَنَالَهُ فَضلا لَدَيْهِ عَظِيما
فِي مُحْكَم التَّنْزِيلِ قَالَ لِخَلْقِهِ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلّمُوا تَسْلِيْمَا
وَأُصَلّي وأُسَلّمُ عَلى نَبِيّ الهُدَى المَوْصوفِ بالأَفْضَلِيَّةِ، سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَمَن اتَّبَعَهُ بإحْسَانٍ وَاقْتَدَى بِشَرِيْعَتِهِ وَوَالاهُ، وَأَسْتَجْدِيهِ هِدَايَةً لِسلوكِ السُّبُلِ الواضحةِ الجَلِيّةِ، وحِفْظًا مِنَ الغَوَايةِ في خِطط الخَطَأ وخُطَاه، وَهَاكم مِن قِصَّةِ المَوْلِدِ النَّبَوِيّ بُرُودًا حِسَانًا عَبْقَرِيّة، نَاظِمًا مِنَ النَّسَبِ الشَّريفِ عقْدًا تَتَحَلّى المَسامِعُ بِحُلَاه، وَأَسْتَعِينُ بِحَوْلِ الله تَعَالَى وَقُوَّتِهِ، فَإنه لا حَول وَلا قُوةَ إلا بالله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
[ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليمًا، يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرة وأصيلا، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيمًا، تحياتهم يوم يلقونه سلام وأعدَّ لهم أجرًا كريمًا، يأيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرًا، ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا] [سورة الأحزاب].
[إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا] [سورة الأحزاب].
اللهم صلّ وسلّم على سيدنا محمد وعلى ءال سيدنا محمد المنـزّل عليه }لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم{ [سورة التوبة].
عَطّر اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيم، بِعَرْفٍ شَذِيّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيم
فأقول هُوَ سيّدُنا مُحَمَّدُ بْنُ عبدِ الله بْنِ عَبْدِ المُطّلِب واسمه شيْبةُ الحمْدِ حمدت خصالُهُ السَّنيّةُ، ابن هَاشِم وَاسمُهُ عَمْرُو بْنُ عبد مناف واسمه المغيرة بن قُصَيّ واسمه زيد بن كلاب ابنِ مرةَ بنِ كَعب بنِ لُؤيّ بْنِ غَالِبٍ بنِ فِهْرٍ وَإليهِ تُنسَبُ البُطُونُ القُرَشِيَّةُ، وَمنْ فَوْقِهِ كنانيّ كَمَا جَنَحَ إلَيْهِ الكَثِيرُ وَارْتَضَاه، ابنِ مَالِكٍ بْنِ النَّضْرِ بنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَة ابْنِ إلياسَ وَهُوْ أَوَّلُ مَنْ أَهْدَى البُدْنَ إلَى الرّحَابِ الحَرَمِيَّة، ابنِ مُضَرٍ بْنِ نِزَارٍ بْنِ مَعَد ابْنِ عَدْنَانَ وَهَذا سِلْكٌ نَظّمَتْ فَرَائِدَهُ بنان السنةِ السنيّة، وَرَفْعُهُ إِلَى الخَلِيلِ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَأَبَاه، وَعَدْنَانُ بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ ذَوِي العُلُومِ النَّسَبِيّة إِلَى الذَّبِيحِ إسْمَاعِيلَ نِسْبَتُهُ وَمُنْتَمَاه. فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ عِقْدٍ تَأَلَقَّتْ كَوَاكِبُهُ الدُرّيَّة، وَكَيْفَ لا والسَّيّدُ الأَكْرَمُ صلى الله عليه وسلم وَاسِطَتُهُ المُنْتَقَاة.
عَطّر اللَّهُمَّ قَبْرَهُ الكَرِيم، بِعَرْفٍ شَذِيّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيم
وَلَمّا ءان بروز حَقِيْقَتِهِ المُحمدية، وإظهارُه جِسْمًا وَرُوحًا بِصُورَتِهِ وَمَعنَاه، نَقَلَهُ إلى مقرّهِ من صَدَفَةِ ءامِنَةَ الزّهْرِية، وَخَصَّهَا القَرِيبُ المُجِيبُ بأنْ تَكُونَ أُمًّا لِمُصْطَفاه، وَنُودِيَ في السمواتِ والأَرضِ بِحَمْلِهَا لأَنوارِهِ الذَّاتيّة، وَصَبَا كُلُّ صَبّ لهبُوبِ صباه، وكُسِيَتِ الأرضُ بَعدَ طولِ جَدْبها مِن النباتِ حُلَلًا سُنْدُسِيّة، وَأَيْنَعَتِ الثمارُ وأعْطَى الشجرُ لِلْجاني جَنَاه، واحْتستِ العوالمُ من السرورِ كأسَ حميّاه، وبشرتْ هَوَاتِفُ الجِنّ بِإظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتُهِكَتِ الكَهَانةُ وَرَهِبَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ، وَلهجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حَبْرٍ خبيرٍ وفي حُلا حُسْنِهِ تَاه، وأُتِيَتْ أُمُّهُ في المنامِ فقيلَ لها إِنك قَدْ حَمَلْتِ بسيّدِ العالمينَ وخير البَرِيّة، فَسَمّيهِ إذا وَضَعْتِيهِ مُحَمَّدًا فَإنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ.
قالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ مِمَّنْ أَلَّفَ فِي قِصّةِ المَوْلِدِ الشَّرِيفِ:
حَمَلَتْ ءامنةُ بِنْتُ وَهْبٍ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عشِيَّةَ الجُمُعَةِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَإن ءامنةَ لَمَّا حَمَلَتْ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم كانتْ تَرَى الطُّيورَ عَاكِفَةً عَلَيْهَا إِجْلالا للذي فِي بَطْنِهَا، وكانَتْ إِذَا جَاءَتْ تَسْتَقي مِن بئرٍ يَصْعَدُ المَاءُ إليْهَا إلى رَأْسِ البِئْرِ إِجْلالا وَإعْظَامًا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأخْبَرَتْ بِذَلك زَوْجَهَا عَبْدَ الله فَقَالَ: هَذِهِ كَرَامَةٌ للِمَوْلودِ الذي في بَطْنِكِ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أسْمَعُ تَسْبِيحَ المَلائِكَةِ حَوْلِي وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: هَذا نُورُ السيّدِ الرَّسولِ ثُمَّ رَأَيْتُ فِي المَنَامِ شجرة وَعَلَيْهَا نُجُومٌ زَاهِرَةٌ بَيْنَهُنَّ نَجْمَةٌ فَاخِرَةٌ أَضَاءَ نُورُهَا عَلَى الكُلّ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَاظِرةٌ إِلى نُورِهَا وَاشْتِعَالِهَا إذ سَقَطَتْ في حِجْرِي وَسَمِعْتُ هَاتفًا يقولُ هَذا النَّبيُّ السَّيدُ الرَّسُولُ،
قَالَتْ ءامِنَةُ: وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ رَأَيْتُ الشُّهبَ تَتَطَايَرُ يَمِيْنًا وَشِمَالا، وَرَأَيْتُ المَنْزِلَ قَدِ اعْتَكَرَ عَلَيَّ بأَصْوَاتٍ مُشْتَبِهَاتٍ وَلُغَاتٍ مُخْتَلِفَاتٍ فَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلى رِضْوانَ: يَا رِضْوَانُ زَيّنِ الجِنَان، وَصُفَّ عَلَى غُرَفِهَا الحُورَ والوِلْدَان، فَتَبادَرَتْ بِزِينَتِهَا الحُورُ الحِسَان، وَأَشْرَفَتْ مِنْ غُرَفِ الجِنَانِ وَأَزْهَرَتِ الأوْرَاقُ وَالأشْجَارُ وَالأغْصَان، وَقَطَرَتْ قَطَراتُ الرَّحْمَةِ عَلَى أَوْرَاقِ الأَفْنَان، وَاهْتَزَّ العَرْشُ طَرَبًا، وَمَالَ الكُرْسِيُّ عَجَبًا، وَخَرَّتِ المَلَائِكَةُ سُجَّدًا وَمَاجَ الثَّقَلان، وأظهر سرّه المَلِكُ الدَّيَّانُ(1) المـنـزهُ عن السكون والحَرَكَةِ والانتقَال والمكان، تَعَالَى رَبُّنَا ذُو الجَلَالِ.
(1) الديانُ الذي يجزي المؤمنين بالجنة ويجزي الكفار بالعذاب.
ثُمَّ إنَّ الله تَعَالَى أَوْحَى إلَى جِبْرِيلَ أَنْ صُفَّ أَقْدَاحَ رَاحِ الشَّرَاب، لِلْكَوَاعِبِ الأترابِ، وانْشُر نوَافِحَ المِسْك الذَّكِيَّةِ، وَعَطّرِ الكَوْن بالرَّوائِحِ الطَّيّبةِ الزَّكيَّةِ، وَافرُشْ سَجَّادَةَ القُرْبِ وَالوِصَال، للْمُصْطَفَى المُصَلّي فِي مِحْرَابِ الكَمَال، وَقِيلَ يَا مالِكُ أغلِقْ أَبْواب النّيرَان، وَصَفّدِ الشَّيَاطِينَ لِهُبُوط الملائكَة المُقَرَّبِين، وَنُودِيَ فِي أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ فَهَبَطَ الأمِينُ إِلى الأرْضِ بِالمَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَقَدْ حَجَبَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنَ الكَافُورِ الأَبْيَض، فَرَجَعَتْ بِرِيَاحِ الرَّحْمَةِ مِنْ مجاري سحب الكَرَامَةِ تَرْبَض، وَرَفْرَفَتِ الأَطْيَار، وَجَاءَتِ الوُحُوشُ مِنَ القفَار، وَكُلُّ ذَلِكَ بِأَمْرِ المَلِكِ الجَبَّار.
قَالَتْ ءامِنَةُ وَلَمْ يأخُذْنِي مَا يَأخُذُ النّسَاء مِنَ الطَّلْقِ إلا أنّي أَعْرَقُ عَرَقًا شَدِيدًا كَالمِسْكِ الأذْفَرِ لَمْ أَعْهَدْهُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِي، فَشَكَوْتُ العَطَشَ، فَإذا بِمَلَكٍ نَاوَلَنِي شَرْبَةً مِنَ الفِضَّةِ البَيْضَاءِ فِيهَا شَرَابٌ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَذْكَى رَائِحَةً مِنَ المِسْكِ الأَذْفَرِ، فَتَنَاوَلْتُهَا فَشَرِبْتُهَا فَأَضَاءَ عَلَيَّ مِنْهَا نُورٌ عَظِيمٌ، فَحِرْتُ لذَلكَ وَجَعَلْتُ أَنظُرُ يَمِينًا وَشِمَالا وَقَدِ اشْتَدَّ بِيَ الطَّلْقُ، فَبَيْنَمَا أَنا كَذَلِكَ فَإذَا أَنَا بِطَائِرٍ عَظِيمٍ أبْيَضَ قَدْ دَخَلَ عَلَيَّ وَأَمَرَّ بَجَانِبَةِ جَنَاحَيْهِ عَلَى بَطْنِي وَقَالَ: انْزِلْ يَا نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم فَأَعَانَنِي عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ عَلَى تَسْهِيلِ الوِلادَةِ فَوضَعْتُ الحَبِيْبَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم

عجان الحديد
2014-12-30, 15:20
مَوْلِدُ النُّور
نورٌ تَجِفُّ بِوَصْفِهِ الأقلامُ طَرِبَتْ بهِ الأكوانُ والأيامُ
إن لم يكن إعظامُهُ بلغَ الذُّرَى فَلِمَنْ يكونُ لدونِهِ الإعظامُ
نورٌ وما شىءٌ له بمشابِهٍ لَهَفِي، تَزُولُ بِذِكْرِهِ الأسقامُ
هُوَ عِزُّنا وبهِ الْبَشائِرُ أُعْلِنَتْ مُذ أسلَمَتْهُ لبَعْضِها الأرحامُ
وتقولُ ءامنَةٌ وقد وضعَتْهُ ما هذا العظيمُ تنيرُ منهُ الشَّامُ
بهِ ءامَنَتْ قبلَ النُّبُوَّةِ بَشَّرَتْ رُسُلٌ أباهُم كانَ إبراهامُ
وبهِ الْمَسِيحُ أتى يُبَشِّرُها وكَمْ إنْجِيلُهُ فيهِ لهُ إكرامُ
وُلِدَ الإمامُ الْمُصطَفَى وَصَفَاؤهُ نادَتْ بهِ الأملاكُ والأعلامُ
مَنْ مِثْلُ أحمَدِنا فِدَاهُ نُفُوسُنا واللهُ فضَّلَهُ فكيفَ يُرامُ
لي في هواهُ تَوَلُّعٌ وَصَبَابَتي تَحْيَا ورُوحُ حياتِها الإضرامُ
يا أيها البدرُ الْمُنِيرُ هدايةً رُوحِي لَدَيكَ فكيفَ كيفَ أنامُ
يا أسودَ الْعَينِ التي في كُحْلِها جُمِعَ الْجَمَالُ فما يَفِيكَ كلامُ
يا شمسَ وجهِكَ لَمْ يَزَلْ إشراقُها في الْعَالَمِينَ لَهَا الْوَقَارُ لِثَامُ
يا وَرْدَ خَدٍّ أبْيَضٍ ومُطَيَّبٍ لا صبْرَ لكنْ ذا الْبِعَادُ لِجَامُ
يا أطيَبَ الطِّيبِ الَّذِي عَرَقًا جَرَى قلبي وشوقي والنُّهَى أيتامُ
يا رِيقَهُ الْعَذْبُ الْمُحَلَّى خِلْقَةً عشِقَتْ عَجَائِبَهُ صَبًا وَخُزَامُ
هَلْ لِي بِكُحْلٍ مِنْ تُرابِكِ طَيْبَةٌ تركَتْهُ نُورًا خَلْفَها الأَقْدَامُ
هَلْ لي وَهَلْ لي والْمُنَى وتَحَرُّقِي يا ليتَ موتي في الْغرامِ غَرَامُ
مَنْ ماتَ في حُبِّ النبيِّ محمدٍ حيٌّ عليهِ مِنَ الإلهِ سلامُ
فارزُقْنِيَ اللّهُمَّ فيهِ زيادَةً يا طِيبَهَا مِنْ شوقِيَ الآلامُ
وبِحَقِّهِ ربَّاهُ حَقِّقْ مأمَلِي مَوتٌ مِنَ الأشواقِ والإسلامُ

أبو همام الجزائري
2014-12-30, 16:18
أخي بارك الله فيك أكتب بعيدا

أبو همام الجزائري
2014-12-31, 07:14
جزاكم الله خيرا وهدى الناس إلى إتباع سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام
وبارك في من شارك ولو بالتشجيع
ونعتذر إن وقع منا زل في الرد على المخالف فالإنسان غير معصوم وقد يضيق صدره أحيانا فأتمنى تجعلونا في حل وأنتم إن كان منكم علينا شيء فأنتم في حل
ونسأل الله أن يظهر الحق ويوفقنا إلى إتباعه جميعا
كما نسأل الله للمخاف أن يهديه على أيدينا ويدخلنا وإياه برحمته الجنة
نسأل الله أن يهدي الجميع ويرحمهم ويسكنهم الفردوس الأعلى
ولأن أكون ذيلا في الحق خير من أكون رأس في الباطل
سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك