المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *** مكانة المرأة في الإسلام ***


عمي صالح
2014-12-23, 10:38
خطبة الجمعة في مسجد الإصلاح بالشريعة
الموضوع:مكانة المرأة في الإسلام
05جمادى الأول 1435/07مارس2014
إن الحمد لله...أما بعد:معاشر المسلمين، لم تعرف البشريةُ ديناً ولا حضارةً عُنيت بالمرأة أجملَ عناية وأتمَّ رعايةٍ وأكملَ اهتمام كالإسلام. تحدَّث عن المرأة، وأكّد على مكانتها وعِظم منزلتها، جعلها مرفوعةَ الرأس، عاليةَ المكانة، مرموقةَ القدْر، لها في الإسلام الاعتبارُ الأسمى والمقامُ الأعلى، تتمتّع بشخصيةٍ محترمة وحقوقٍ مقرّرة وواجبات معتبرة. نظر إليها على أنها شقيقةُ الرجل، خُلِقاَ من أصل واحد، ليسعدَ كلٌّ بالآخر ويأنس به في هذه الحياة، في محيط خيرٍ وصلاح وسعادة، قال: ((إنما النساء شقائق الرجال))رواه الترمذي وأبو داود وهو صحيح.
المرأةُ في تعاليم الإسلام كالرجل في المطالبة بالتكاليف الشرعية، وفيما يترثّب عليها من جزاءات وعقوبات، {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّـالِحَـاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً}.وقال سبحانه:{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.المرأةُ في ظل تعاليم الإسلام القويمة وتوجيهاتِه الحكيمة تعيش حياةً كريمة في مجتمعها المسلم،حياةً مِلؤها الحفاوةُ والتكريم من أوَّل يوم تقدُم فيه إلى هذه الحياة، ومُرورًا بكل حال من أحوال حياتها.
· رعى حقَّها طفلةً، وحثَّ على الإحسان إليها، ففي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي قال: ((من عال جاريتين حتى تبلُغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين)) وضمّ أصابعه, أي من ربى بنتين وكفلهما حتى تبلغا وتكبرا حشر يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم.وفي صحيح مسلم أيضاً عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله يقول: ((من كان له ثلاث بنات وصبر عليهن وكساهن من جدته كُن له حجابا من النار)) أي حجزنه من الدخول في النار وكن سببا في دخول الجنة.وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتسوية بين الأولاد في العطية والهبة فعن ابن عباس رضي الله عنها مرفوعا:((سووا بين أولادكم في العطية، ولو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء)). هذا وتوعد الله تعالى الذين يتشاءمون بالأنثى, وأنه صنيع المشركين {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مبَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}.
· رعى الإسلامُ حقَّ المرأة زوجةً، وجعل لها حقوقاً عظيمة على زوجها، من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق بها والإكرام،{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} وقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ}.وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أمته بالنساء خيرافيقول ((ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم)) متفق عليه وقال :((واستوصوا بالنساء خيرا،فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوجا،فاستوصوا بالنساء))وفي الحديث الآخر قال:((أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقاً، وخيارُكم خياركم لنسائه)).
·رعى الإسلام حقَّ المرأة أمًّا، فدعا إلى إكرامها إكرامًا خاصًّا، وحثَّ على العناية به{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَـاناً}. بل جعل [حقَّ] الأمّ في البرّ آكدَ من حقِّ الوالد، جاء رجل إلى نبينا فقال: يا رسول الله، من أبرّ؟ قال: ((أمّك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمّك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمّك))، قال: ثم من؟ قال: ((أبوك)) متفق عليه.وفي حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال للذي أراد الخروج معه للجهاد وله أم كبيرة في السن:"الزمها فإن الجنة تحت أقدامها" {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.نعم عباد الله هذه هي رعاية شريعة الله تبارك وتعالى بالمرأة في جميع أطوارها بنتا وزوجة وأما وهو الحكيم الخبير.
وقد يظن البعض أن أجر الرجال أكثر لما يقومون به من شهود الجماعات، والجنائز والجهاد وغيرها والصحيح أن أجر المرأة كأجر الرجل متى قامت بما وجب عليها ولو كان يسيرا: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت )) فإذا احتمل الرجل نارا الهجير واصطلى جمرة الحرب، وتناثرت أوصاله تحت ظلال السيوف، فليس ذلك بزائد على المرأة إذا وفت لبيتها، وأخلصت لزوجها، وأحسنت القيام إلى بنيها, وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة: أتدري من شهداء أمتي؟ قال: قتل المسلم، قال: إن شهداء أمتي إذاً لقليل، قتل المسلم شهادة،والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعاء،تموت وفي بطنها ولد شهادة،يجرها ولدها بسرره إلى الجنة)){مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وينبغي أن نعلم أن كمال المرأة في أنوثتها وأمومتها،كما أن كمال الرجل في ذكورته وصلابته فقد زود الخالق جل وعلا كلاً من الرجل والمرأة بخصائص تتوافق والمهمة التي يقومان بها، وجعل فروقاً بينهما، فالمرأة تختلف عن تكوين الرجل في بنائها النفسي وتكوينها الجسدي، ومما تتميز به من سرعة الاستجابة،ورقةالعاطفة،غلبة الحياء، قلة التحمل، اقتضت حكمة العليم الخبير ذلك، لتؤدي دورها المرسوم في الحياة بما يتلاءم مع فطرتها، والزجّ بها في الميادين الخاصة بالرجل انتكاسة للفطرة ومصادمة للواقع خِلقةً وحكماً وشرعاً. وقد ذم ديننا المرأة التي تتخلى عن أنوثتها، فتتشبه بالرجال في القول أوالفعلأوالحركة، فعن ابن عباس((لعن النبي عليه الصلاة والسلام المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال))رواه أهل السنن.{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ}.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكها أنت وليها ومولاها.أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:الحمد لله عظيم الإحسان،واسع الفضل والجود والامتنان،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:
عباد الله يجدد أهل الكفر من اليهود والنصارى والمشركين في كل عام دعوتهم المرأة إلى الإفساد والانحلال والتمرد على أوامر الله تعالى وفطرته التي فطر الناس عليها, وتبعهم كثير من بني جلدتنا ينعقون بنعيقهم ويرددون شعاراتهم في شبهات يشككون بها حول الميراث والحجاب والتعدد والولي وغيرها,فنقول لهؤلاء إننا مؤمنون بأن الله عز وجل الذي شرع لنا هذه الشرائع وأنه حكيم خبير عليم لطيف قال تعالى:وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً.يعلم سبحانه وتعالى ما يصلح عباده وما يفسدهمأَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.فيختار لهم سبحانه بحكمته ما فيه خيرهم وصلاحهم ولا يمكن أن يشرع لهم أمراً فيه ضرر.
ثم عباد الله: يجب أن نعي جيداً أن قضية المرأة التي يطرحونها ليست قضية ميراث ولا حجاب أوتعدد أووليوإنما هي حرب بين الإيمان والكفر,إنها حرب على الإسلام وأهله،وإننا والله وإن وافقناهم في كثير مما يقولون فلن يرضوا بذلك منا ولن يكفيهم إلا أن نكون مثلهم عياذاً بالله. قال تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ.إذاً فلو تركنا التعدد ولو جعلنا النساء يخرجن متبرجات،ولو فعلنا ما فعلنا فلن يهدأ لهم بال ولن يطمئنوا حتى نصبح مثلهم قال تعالى:وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء.هكذا يجلي ربنا القضية بكل وضوح ليتبين لنا ما يريده منا الأعداء.
أما الذين يقولون أن الإسلام قد ظلم المرأة وأهانها. فنقول محذرين ومنبهين أن هذه المقولة خطيرة ويجب الحذر منها، وذلك لأن الإسلام هو دين الله عز وجل، وهو الذي أنزله وشرعه لنا قال تعالى:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِيناً.فمن قال أن الإسلام قد ظلم المرأة أو أهانها فإنه إنما يقول أن الله عز وجل قد ظلم المرأة وأهانها, تعالى الله عما يقول الجاهلون الظالمون علواً كبيراً, يقول الله تعالى:وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا. وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ.وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا.فالقول بأن الله قد ظلم المرأة بعد ذلك هو تكذيب للقرآن وتكذيب القرآن كفر. هذا هو الرد الإجمالي الذي يجب على كل مسلم أن يفهمه ويعيه ويفهمه للعالم كله.. هو أننا مؤمنون بأن الله عز وجل لا يظلم أحداً.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصّحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذل الشّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدِّين، واحمِ حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك وأعنه على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام، اللهمّ وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكّها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم آمن روعاتنا واستر روعاتنا، اللهم إن نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سّيئها لا يصرف عنا سّيئها إلا أنت، اللهم اغفر لنا ذنبنا كلها دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
إمام المسجد: جعفر نورالدين

ابو اكرام فتحون
2014-12-23, 11:54
جزاك الله خيرا وأحسن اليك
أخي عمي صالح الطيب
و نفع بك البلاد والعباد
و وفقك لما يحب ويرضى
وتقبل منك

عمي صالح
2014-12-23, 13:16
جزاك الله خيرا وأحسن اليك
أخي عمي صالح الطيب
و نفع بك البلاد والعباد
و وفقك لما يحب ويرضى
وتقبل منك


بسم الله. الرحمن. الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزاك.الله. خيرا. أسعدني .مرورك..الكريم. وملاحظاتك. القيمة. بارك. الله. فيك ولك بمثل ما دعوت لي أضعافا مضاعفة وينصرك من حيث لاتحتسب
و السلام. عليكم ورحمة. الله وبركاته